هيو إڤرت، الثالث

عودة للموسوعة

هيوإڤرت، الثالث

هيوإڤرت، الثالث
Hugh Everett III
Hugh Everett in 1964
ولدَ في (1930-11-11)نوفمبر 11, 1930
واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
توفي في يوليو19, 1982(1982-07-19) (عن عمر 51 عاماً)
مكلين، ڤرجينيا، الولايات المتحدة
مكان الإقامة الولايات المتحدة
القومية أمريكي
مجال البحث فيزياء
المؤسسات معهد تحليلات الدفاع، Monowave Corporation
خريج الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، جامعة پرنستون
مشرف الدكتوراه جون أرشيبالد ويلر
اشتهر بسبب Many-worlds interpretation، فيزياء الكم
الديانة ملحد
ملاحظات
والد مارك أوليڤر إڤرت

هيوإڤرت، الثالث Hugh Everett III (عاش 11 نوفمبر 1930 -- 19 يوليو1982)(نوفمبر 11, 1930 – يوليو19, 1982) هوعالم فيزياء أميريكى الذي اقترح أول تفسير ل العوالم المتعددة (MWI) التى تتبع فيزياء الكم, والتى نادىها صيغة "الحالة النسبية" .

عوالم عالِم الفيزياء إيفريت المتعددة بعد حتى لاقت الازدراءَ نظريتُه المشهورة الآن حول العوالم المتعددة، هجر <ه.إيفريت> الفيزياء الأكاديمية ليتحول إلى البحث العسكري السري للغاية وعاش حياة خاصة مأساوية.

<ب.بيرن>

"مفاهيم مفتاحية

قبل خمسين عاما، ابتكر <إفريت> تفسير العوالم المتعددة للميكانيكا الكمومية، والذي تولِّد حسبه التآثراتُ الكمومية فروعا لا حصر لها من الكون universe تحدث في جميع منها أحداث مختلفة.

تبدوهذه النظرية فرضية غريبة لكن <إفريت> استنتجها في الحقيقة من الرياضيات الأساسية للميكانيك الكمومي. ومع ذلك رفضها معظم الفيزيائيين في ذلك الوقت، وكان على <إيفريت> حتى يختصر أطروحته للحصول على الدكتوراه حول هذا الموضوع ليجعلها تبدوأقل إثارة للجدل.

هجر <إفريت>، المثبط الهمة، الفيزياء وعمل في رياضيات الشؤون العسكرية والصناعية وفي الحوسبة. وعلى الصعيد الشخصي كان منطويا على نفسه من الناحية العاطفية، وكان مدمنا على الخمر.

مات ولم يتجاوز عمره 51 عاما، ولم يعش ليرى التقدير الحديث الذي أبداه الفيزيائيون لأفكاره.


محرروساينتفيك أمريكان"

ميكانيكا الكم تبينها "قطة شرودنگر" التناقض وفقا لتفاسير عديدة في العالم. في جميع حالأحوال هذا التفسير هونقطة فرعية ؛ القط على حد سواء أكان حيا أووميتا ، وحتى قبل حتى يتم فتح المربع ، وليكن هوعلى قيد الحياة "" أو"ميت" القطط في فروع مختلفة من الكون ، كلاهما على قدم المساواة الحقيقية ، ولكنها لا يمكن حتى تتفاعل مع بعضها البعض.

كان <هـ.إيفريت III> رياضياتيا لامعا وفيزيائيا نظريا كموميا يتحدى التنطقيد، وصار فيما بعد متعهدا ناجحا لدى وزارة الدفاع له الحق في الوصول إلى أكثر أسرار الدولة حساسية. وقد أدخل إلى الفيزياء تصوّرا جديدا للواقع وأثّر في مجرى تاريخ العالم في الوقت الذي كانت فيه الحرب النووية المدمرة تهدد بوقوع وشيك. أما بالنسبة إلى المولعين بالخيال الفهمي، فإنه يبقى بطلا شعبيا، فهوالذي ابتدع نظرية كمومية للعوالم المتعددة. وبالنسبة إلى ولديه فقد كان شخصا مختلفا تماما: كان أبا غير موجود من الناحية العاطفية، «مجرد كتلة أثاث قابعة أمام منضدة في غرفة الطعام، وفي اليد سيجارة.» كان دائم التدخين، مدمنا على الخمر، وقد توفي مبكرا.

هكذا انتهت قصته على الأقل في فرع العالم الذي نعيش فيه. ولوصحّت نظرية العوالم المتعددة التي أتى بها <إيفريت> [حين كان طالبا في جامعة پرنستون في منتصف الخمسينات من القرن الماضي] لأخذت حياته منعطفات متعددة أخرى في عدد عصي على الفهم من العوالم المتفرعة.

حلّ تحليل إفريت الثوري مأزقا نظريا مزمنا وذلك بتفسير كيفية فهم الميكانيك الكمومي. ومع حتى فكرة العوالم المتعددة ليست مقبولة عالميا على الإطلاق حتى في يومنا هذا، فإن طرائقه في ابتكار هذه النظرية استشفّت مفهوم إزالة الترابط (فضّ الالتحام)(1)decoherence ـ وهوتفسير حديث لسبب تحول الغموض الاحتمالي للميكانيك الكمومي إلى عالَم خبراتنا المحسوس.


عملُ <إيفريت> معروف جيدا في حقل الفيزياء والدوائر الفلسفية، لكن القليلين هم الذين يعهدون حكاية الاكتشاف وبقية حياة <إيفريت>. إذا البحث الأرشيفي الذي قمت به، وما قام به المؤرخ الروسي<E.شيخوفتسيف> وآخرون، واللقاءة التي أجريتها مع زملاء العالِم الراحل وأصدقائه، وكذلك ابنه موسيقي الروك، كشفا النقاب عن سيرة ذكاء لامع انطفأ في وقت مبكر بسبب أهواء شخصية.

[[ملف:|تصغير|300بك|]]

أشياء سخيفة(**)

بدأت رحلة <إفريت> الفهمية في إحدى الليالي من عام 1954 «بعد جرعة أواثنتين من الخمر،» كما ذكر بعد ذلك بعقدين. كان هووزميل صفّه في پرنستون <Ch.مِسنِر> وزائر اسمه <A.بيترسون> (كان وقتها مساعدا ل<بور>) يفكرون «بأشياء سخيفة حول مضامين الميكانيك الكمومي.» وكانت لدى <إيفريت>، أثناء هذه الجلسة، الفكرة الأساسية الكامنة خلف نظرية العوالم المتعددة. وفي الأسابيع اللاحقة بدأ بتطويرها لكي تصبح أطروحة.

كان جوهر الفكرة تفسير ما تمثّله معادلات الميكانيك الكمومي في العالم الواقعي وذلك بجعل رياضيات النظرية نفسها تبين الطريق عوضا عن إضافة فرضيات تفسيرية إلى الرياضيات. بهذا الأسلوب تحدى الطالب الشاب مجموعة قوانين الفيزياء في ذلك الوقت لكي يُعاد النظر في مفهومها الأساسي حول ماهية تشكيل الواقع الفيزيائي.

"

عالج <إيفريت> بجرأة، أثناء متابعته مسعاه، معضلة القياس الذائعة الصيت في الميكانيك الكمومي والتي كانت مصدر عذاب للفيزيائيين منذ عشرينات القرن الماضي. وباختصار شديد، تنشأ المعضلة من تناقض بين كيفية تآثر جسيمات أولية (مثل الإلكترونات والفوتونات) في المستوى الميكروي (المجهري) الكمومي للواقع من جهة وماذا يحدث حين تقاس الجسيمات في المستوى الماكروي(2) macroscopic الكلاسيكي من جهة أخرى. ففي العالَم الكمومي يمكن حتى يوجد جسيم أولي (أومجموعة جسيمات أولية) على هيئة تراكب superposition من حالتين ممكنتين لوجوده، أوأكثر. فيمكن لإلكترون، مثلا، حتىقد يكون في حالة تراكب لمواقع وسرعات وتوجهات مختلفة لسپينه(3). ومع ذلك، ففي أي وقت يقيس فيه الفهماء واحدة من هذه الخصائص بدقة يجدون نتيجة محددة ـ وجود عنصر واحد فقط من عناصر التراكب وليس هجريبا منها. وكذلك فنحن لا نرى أبدا أجساما ماكروية في هيئة تراكب. وتُختصر معضلة القياس إلى هذا السؤال: كيف من الممكن أن ولماذا يبرز عالَمُ خبرتنا الوحيد من تعددية البدائل المتاحة في العالَم الكمومي المتراكب؟

يستخدم الفيزيائيون كيانات رياضياتية تدعى دوالّ موجية wave functions بغية تمثيل الحالات الكمومية. ويمكن تخيّل الدالة الموجية وكأنها قائمة تضم جميع التشكيلات الممكنة لمنظومة كمومية متراكبة، إضافة إلى أعداد تعطي احتمال حدوث جميع من هذه التشكيلات، هذا الحدوث الذي يظهر أنه يُختار عشوائيا، وهوما نكتشفه عندما نقيس المنظومة. وتتعامل الدالة الموجية مع جميع عنصر من عناصر التراكب على أنه حقيقي، شأنه شأن البقية، مع حتى هذه العناصر ليست كلها بالضرورة متساوية الاحتمال من وجهة نظرنا.

تبيّن معادلة شرودنگر كيف من الممكن أن تتغير الدالة الموجية لمنظومة كمومية مع الزمن، والتطور الذي تتنبأ به سلِس وحتمي (أي خال من العشوائية). لكن هذه الرياضيات الأنيقة تبدومتناقضة مع ما يحدث حين يرصد الإنسان منظومة كمومية، مثل إلكترون، بواسطة أداة فهمية (يمكن النظر إليها نفسها على أنها منظومة ميكانيكية كمومية)؛ لأنه عند لحظة القياس تبدوالدالة الموجية التي تصف تراكب البدائل منهارة إلى بديل واحد فقط من هذا التراكب، فينبتر بذلك التطور السلس للدالة الموجية. وتبرز نتيجة وحيدة للقياس نافية جميع الإمكانات الأخرى من الواقع الموصوف كلاسيكيا. أما أي بديل يفترض أن ينتج لحظة القياس فيبدوأنه اختياري، واختياره لا ينتج منطقيا من دالة الإلكترون الموجية قبل القياس المحمَّلة بالمعلومات. ولا تبرز كذلك رياضيات الانهيار من الجريان السلس لمعادلة شرودنگر. وفي الحقيقة، ينبغي إضافة هذا الانهيار كمسلّمة(4)؛ كعملية إضافية يظهر أنها تنتهك المعادلة.

[[ملف:|تصغير|300بك|]] وافق الكثير من مؤسسي الميكانيك الكمومي، وبخاصة <بور> و<هايزنبرك> و<فون نويمان>، على تفسير للميكانيك الكمومي ـ يُعهد بتفسير كوپنهاگن Copenhagen interpretation ـ وذلك لمعالجة معضلة القياس. ويسلّم نموذج الواقع هذا بأن ميكانيك العالَم الكمومي يُختزل إلى ظواهر قابلة للرصد كلاسيكيا، وله معنى بدلالة هذه الظواهر فقط ـ وليس العكس.


تعطي هذه المقاربة ميْزة للراصد الخارجي فتضعه في عالَم كلاسيكي مختلف عن العالَم الكمومي للشيء المرصود. ومع حتى أصحاب تفسير كوبنهاگن غير قادرين على شرح طبيعة الحدود بين العالمين الكلاسيكي والكمومي، فإنهم استخدموا الميكانيك الكمومي بنجاح كبير. وقد درست أجيال كاملة من الفيزيائيين حتى معادلات الميكانيك الكمومي تصح فقط في جزء واحد من الواقع، هوالميكروي (المجهري)، في حين لا تعود هذه المعادلات ذات صلة في الجزء الآخر، ألا وهوالماكروي (الجهري). وهذا جلّ ما يحتاج إليه الفيزيائيون.

«تفسير كوبنهاگن منقوص بصورة ميؤوس منها... كما أنه شاذ فلسفيا...» <ه.إيفريت>"

"

[القياس الكمومي] المعضلة(***)

[[ملف:|تصغير|300بك|]]

الفهم الكامل لعلاقة الحالات الكمومية للجسيمات بالعالَم الكلاسيكي الذي نراه حولنا، مسألة لم تُحل في الميكانيك الكمومي.

يمثل الميكانيك الكمومي حالات الجسيمات بكيانات رياضياتية تدعى الدوال الموجية. فمثلا، سيكون للدالة الموجية الممثلة لجسيم في موضع محدد A (كمثل إلكترون في مصيدة نانوية)، ذروة عند A وستكون صفرا في أي موضع آخر.

يمكن للدوال الموجية حتى تُجمع إحداها إلى الأخرى لتشكل تراكبا، تماما مثلما تتحد الموجات العادية بعضها مع بعض. تمثل مثل هذه الدوال الموجية جسيمات موجودة في أكثر من حالة بديلة في الوقت نفسه. وتتعلق سعة جميع ذروة باحتمال إيجاد ذلك البديل لدى إجراء القياس.

يمكن تصور الدالة الموجية بطريقة أخرى، وهي أنها تشكل قائمة للبدائل وسعة جميع منها.

ولكن إذا قام جهاز بقياس جسيم وهوفي مثل هذا التراكِب، فسوف يعطي نتيجة محددة إما A أوB، بصورة يظهر أنها عشوائية ولا يعطي هجريبا منهما،ولا يبقى الجسيم في تراكب. كما أننا لا نرى مطلقا أجساما ماكروية (جهرية)، مثل كرات التنس في حالة تراكب.

دالة موجية شاملة

في تباين صارخ عالج <إيفريت> معضلة القياس بأن دمج العالمين الميكروي والماكروي، فجعل الراصد جزءا لا يتجزأ من المنظومة التي يرصدها، ووضع بذلك دالة موجية شاملة تجمع الراصدين والأمور كأجزاء من منظومة كمومية واحدة. ووصف العالم الماكروي بطريقة ميكانيكية كمومية وتصور وجود الأجسام الكبيرة في تراكب كمومي أيضا. وبانفصاله عن <بور> و<هايزنبرك> استغنى عن الحاجة إلى الانقطاع الناتج من انهيار الدالة الموجية.

كانت فكرة <إيفريت> الأساسية الجديدة هي حتى يسأل: عما سيحدث لولم ينبتر التطور المستمر للدالة الموجية بعمل إجراء القياس،يا ترى؟ ماذا لوكانت معادلة شرودنگر تطبَّق، دائما، على جميع شيء، ومنها الأمور والراصدون على حد سواء،يا ترى؟ ماذا لولم تكن هنالك عناصر من التراكبات قد استبعدت تماما من الواقع،يا ترى؟ كيف من الممكن أن كان سيبدولنا مثل هذا العالم؟ رأى <إيفريت> حتى الدالة الموجية لراصد ما يفترض أن تتشعب، ضمن هذه الافتراضات، إلى فرعين عند جميع تآثر للراصد مع شيء متراكب. وسوف تحوي الدالة الموجية الكاملة فروعا لكل من البدائل التي تشكل تراكب الجسم. ويكون لكل فرع نسخته الخاصة به من الراصد، وهي النسخة التي رأت واحدا من تلك البدائل على أنه هوالنتيجة. ووفقا لخاصة رياضياتية أساسية لمعادلة شرودنگر، بمجرد أنها شُكّلت، لا يؤثر الفرعان أحدها في الآخر. إلى غير ذلك فإن جميع فرع يتولج في مستقبل مختلف بصورة مستقلة عن الفروع الأخرى.

لننظر في حالة إنسان ما يُجري قياسا على جسيم متراكب من حالتين، مثل إلكترون في تراكب من المسقط A والمسقط B. في أحد الفرعين يرى الراصد حتى الإلكترون في الموضع A. وفي فرع مماثل تقريبا تَرى نسخةٌ من الراصد حتى الإلكترون نفسه في الموضع B. وكل نسخة من الراصد ترى نفسها فريدة من نوعها وتَرى التقادير وكأنها تُلفّق واقعا واحدا من قائمة من الإمكانات الفيزيائية، مع أنه، في الواقع كله، يتم حدوث جميع بديل على القائمة.

[القياس الكمومي]جوابان(*****)


يشكل تفسير كوبنهاگن وتفسير العوالم المتعددة ل<إيفريت> جوابين مختلفين اختلافا بيّنا لمعضلة القياس. (توجد عدة فرضيات أخرى أيضا.)


تأويل كوبنهاگن

حسب <N.بور> وآخرين، الأجهزة التي تقوم بالقياسات (والناس) موجودة في دنيا كلاسيكية مفصولة عن العالم الكمومي. وحين يقيس مثل هذا الجهاز الكلاسيكي حالة متراكبة، فإنه يسبب انهيار الدالة الموجية الكمومية بصورة عشوائية فتختزل إلى أحد البدائل وتختفي البدائل الأخرى جميعها. هذا ولم تشرح معادلات الميكانيك الكمومي لما ينبغي حتى يحدث مثل هذا الانهيار، فأضيف ذلك كمسلّمة منفصلة."


تفسير العوالم المتعددة

كان إسهام <إيفريت> الثوري هوتحليل عملية القياس بواسطة الجهاز (والناس) والنظر إليه على أنه مجرد منظومة كمومية أخرى تخضع للمعادلات والمبادئ الكمومية المعتادة. واستنتج من هذا التحليل حتى النتيجة النهائية يمكن حتى تكون تراكب نتائج القياس البديلة، وأن عناصر التراكب مثل فروع منفصلة لعالَم متشعب. ونحن لا ندرك هذه التراكبات للعالم الماكروي (الجهري) لأن النسخة منا في جميع فرع لا يمكن حتى تطّلع إلا على ما في فرعنا فقط.

إن شرح الكيفية التي يمكن بها حتى نرى مثل هذا العالم يحتاج وضعَ راصد في الصورة. لكن عملية التشعب تحدث بصرف النظر عن وجود كائن بشري أوعدم وجوده. وبصورة عامة، تسعى الدالة الموجية الكلية لمجموع المنظومات، عند جميع تآثر بين المنظومات الفيزيائية، إلى التشعب بهذه الطريقة. ويُعهد الفهم الحالي للكيفية التي تصبح الفروع فيها مستقلة ويتحول جميع منها إلى ما يشبه الواقع الكلاسيكي المألوف بنظرية إزالة الترابط (أوفض الالتحام) decoherence theory. وهي جزء مقبول من النظرية الكمومية الحديثة السائدة، حتى مع عدم وجود موافقة من الجميع على حتى كلا من الفروع يمثل واقعا موجودا.

[[ملف:|تصغير|300بك|]]

لم يكن <إيفريت> أول فيزيائي ينتقد مسلّمة كوپنهاگن حول انهيار الدالة الموجية(5) ويراها غير ملائمة، لكنه هوالذي مهّد أرضية جديدة باستنتاجه نظرية متسقة رياضياتيا لدالة موجية شاملة من معادلات الميكانيك الكمومي نفسه. وقد برز وجود عوالم متعددة نتيجة لنظريته، ولم تكن قاعدة يستند إليها. خط <إيفريت> في حاشية أطروحته: «وفق النظرية، جميع عناصر التراكب (جميع «الفروع») عملية وليس منها ما أكثر واقعية من البقية.»


أثارت المسودة المحتوية على جميع هذه الأفكار صراعا قويا خلف الكواليس كُشف النقاب عنه قبل نحوخمس سنوات في البحث الأرشيفي الذي قام به <O.فراير جونيُر> [وهومؤرخ فهمي في جامعة باهيا الاتحادية في البرازيل]. وفي ربيع عام 1956 أخذ <A.J.ويلر> [المشرف الأكاديمي على <إيفريت> في جامعة پرنستون] مسودة الأطروحة إلى كوبنهاگن كي يقنع أكاديمية العلوم والآداب الملكية الدانمركية بنشرها. وخط إلى <إيفريت> أنه أجرى حولها «ثلاث مناقشات طويلة وحادة» مع جميع من <بور> و<پيترسون>. وقد أطلع <ويلر> عدة فيزيائيين آخرين في معهد بور للفيزياء النظرية، بمن فيهم <W.A.شتِرن> ، على عمل تلميذه.

الاستدلال على العوالم المتعددة(******)

افترض <إيفريت> حتى جميع شيء في الوجود هوتعبير عن منظومة كمومية ويخضع لمعادلة شرودينگر. وحلل بدقة ماذا يحدث حين يتآثر الراصدون وأجهزة القياس مع أجسام كمومية متراكبة. وعلى هذا أخذ بعين الاعتبار الرياضيات الخاصة «بدالة موجية شاملة» تتضمن حالة الجهاز والراصد، وكذلك حالة الجسم. وحاصل جداء هذه الحالات الثلاث يعطي الحالة الإجمالية كما هومشروح أدناه:

في الحالة المرسومة أعلاه، الجسيم في الموضع A بصورة مؤكدة 100 في المئة قبل إجراء القياس. في هذه الحالة (التي ليس فيها تراكب محيّر) تصف معادلة شرودينگر كيفية تطور الحالة الإجمالية إلى حالة إجمالية نهائية لا التباس فيها: التآثر بين الجسيم والجهاز يقدح المؤشر A. ثم ينتقل الضوء إلى الراصد الذي يراه ويسجل حتى المؤشر A أومض (الأسفل).

يحدث تطور مشابه محدَّد تماما إذا كان الجسيم قد بدأ بصورة مؤكدة عند الموضع B. إذا العملية المرسومة مثالية جدا، لكن هذا لا يغير الاستنتاجات. ولكن ماذا يحدث لوكان الجسيم بدلا من ذلك محضّرا على هيئة تراكب قبل إجراء القياس،يا ترى؟ إذا التراكب في التصور الرياضياتي هومجرد عملية جمع:

تقابل الأرقام المبينة في هذا المثال احتمال 64 في المئة لرؤية النتيجة A ت(0.64 هومربع 0.8) واحتمال 36 في المئة لرؤية النتيجة B.

حين يُضمّن المجموع السابق في الحالة الكمومية الإجمالية البدائية للجسم والجهاز والراصد تكون النتيجة حالة إجمالية هي نفسها تراكب بديلين:


(x (0.6 B + 0.ثمانية A الجهاز x الراصد = 0.8 (A × الجهاز × الراصد ) + B) 0.6 × الجهاز × الراصد)

وبفضل خاصة تتمتع بها معادلة شرودينگر تُعهد باسم «الخَطّية» linearity، حين تتطور هذه الحالة الإجمالية المتراكبة، تتطور جميع مركّبة (أي جميع جزء على جانبي الإشارة "+") كما كانت ستتطور لوأنها كانت هي وحدها الموجودة. وعلى هذا تكون الحالة الإجمالية النهائية تراكب الحالتين الفرديتين النهائيتين اللتين يُحصل عليهما حين يبدأ الجسيم من موضع محدد:


تضمن خاصة الخطية، وخاصة أخرى للحالات تدعى التعامد orthogonality، ألا يؤثر جزءا الدالة الموجية هذان أحدهما في الآخر أبدا مع مرور الزمن. ويشرح تحليل أكثر حداثة يدعى «إزالة الترابط» decoherence هذه النقطة بتفصيل وعمق أكبر. يتابع الفرع A، مع راصد ـ في حالة تأكُّد تام من مشاهدته ومضة الضوء A، تماما كما لوكان هذا الفرع هوالدالة الموجية بكاملها. وكذلك يعمل الفرع B. وتمثل الأشكال التي تصف الكون وهوينشطر إلى فروع ذات تواريخ مختلفة هذه العملية. والتشعب لا يشكل إضافة بل هوموجود بصورة كاملة في الرياضيات.

تحقق <إيفريت> حتى الرياضيات تحل المسألة بصورة متسقة في حالات أكثر تعقيدا، مثل تلك التي تتضمن قياسات متعددة وراصدين متعددين. وتبقى أحجية شبه دائمة ما زالت تُحلل ويُعاد تحليلها باستمرار وتُناقش نقاشا حاميا هي فهم معنى حتى الفرع A «يحدث» 64 في المئة من الوقت والفرع B يحدث 36 فقط في المئة في هذا النموذج.

<ب.ج.كولنز>، محرر رئيسي


انشطارات

اتى في رسالة <ويلر> إلى <إفريت>: «تبقى شكلية الدالة الموجية الجميلة التي أتيتَ بها من دون تغيير بالطبع، لكننا جميعا نشعر حتى القضية الحقيقية هي الحدثات التي ينبغي حتى تُربط بالكميات الواردة في الشكلية formalism.» فمن ناحية كان <ويلر> منزعجا من استخدام إيفريت تعبير «انشطار» الكائنات البشرية وقذائف المدفع كاستعارة فهمية. وكشفت رسالته عن عدم ارتياح جماعة كوبنهاگن حول معنى عمل <إيفريت>. ورفض <شتِرن> نظرية إيفريت بحجة أنها «لاهوتية»، وكان <ويلر> نفسه غير راغب في تحدي <بور>. وفي رسالة مطولة إلى <شتِرن> شرح نظرية <إيفريت> واعتبرها امتدادا، وليس رفضا، للتفسير السائد للميكانيك الكمومي:

وأعتقد أنه بإمكاني القول: إذا هذا الشاب المرهف جدا القادر والمستقل التفكير قبِل بالتدريج حتى المقاربة الحالية لمعضلة القياس سليمة ومتسقة، على الرغم مما بقي في مسودة الأطروحة من آثار قليلة من موقف ماض شاكّ؛ لذلك، ولتجنب أي سوء فهم ممكن، دعوني أَقُل: إذا أطروحة إيفريت لم تُعنَ بالشك بالمقاربة الحالية لمعضلة القياس، وإنما عُنيت بقبولها وتعميمها.

لم يكن <إيفريت> ليتفق قط مع وصف <ويلر> لرأيه حول تفسير كوبنهاگن. فقد خط، مثلا، بعد ذلك بسنة مجيبا عن انتقاد وجهه له <س.ب.دوويت> محرر مجلة Reviews of Modern Physics:

إن تفسير كوبنهاگن ناقص بشكل يدعوإلى اليأس، وذلك بسبب اعتماده بداهة على الفيزياء الكلاسيكية ... كما أنه فاحشة فلسفية، ففيه مفهوم «الواقع» للعالم الماكروي، في حين ينكر الشيء نفسه بالنسبة إلى العالم الميكروي.

وبينما كان <ويلر> في إجازة في أوروبا يناقش قضية <إيفريت>، كان هذا الأخير يتهدده خطر فقدانه تأجيل سَوْقِه إلى الخدمة الإلزامية. ولكي يتجنب الالتحاق بدورة الأغرار قرر قبول وظيفة باحث في البنتاگون. وانتقل إلى منطقة العاصمة واشنطن، ولم يعد بعد ذلك مطلقا إلى الفيزياء النظرية.

لكن في أثناء العام التالي تحدث مع <ويلر> بالهاتف، حيث إنه اختصر مكرها أطروحته إلى ربع حجمها الأصلي. وفي الشهر أربعة من عام 1957 قبلت لجنة أطروحة <إيفريت> النسخة المختصرة ـ من دون «الانشطارات». وبعد ثلاثة أشهر نشرت المجلة Reviews of Modern Physics الشكل الموجز تحت عنوان «صياغة «الحالة النسبية للميكانيك الكمومي». وفي العدد نفسه من المجلة ظهرت منطقة مرافقة خطها <ويلر> أثنى فيها على اكتشاف تلميذه.

ما إذا ظهرت الموضوعة في المجلة حتى طواها النسيان مباشرة. وأبعد <ويلر> نفسه بالتدريج عن الارتباط بنظرية إيفريت، لكنه بقي على اتصال معه يشجعه، ولكن من دون جدوى، على القيام بأعمال أخرى في الميكانيك الكمومي. وفي لقاءة أجريت معه عام 2007 علّق <ويلر>، الذي كان قد بلغ الخامسة والتسعين قائلا: إذا <إيفريت> كان محبطا، وربما شاعرا بالمرارة، بسبب عدم الاهتمام بنظريته. وكم كنت أرغب لوحتى جلساتي مع <إيفريت> استمرت، فقد كانت الأسئلة التي يثيرها مهمة.


استراتيجيات عسكرية نووية

<ننيلس بور> (في الوسط) يلتقي <إيفريت> (اليمين القريب) في جامعة پرنستون في الشهر 11 من عام 1954، وهوالعام الذي تكونت فيه لدى <إيفريت> فكرة العوالم المتعددة. لم يقبل <بور> قط هذه النظرية. طلبة الدراسات العليا الآخرون في الصورة هم (من اليسار إلى اليمين) <و.س.مِسنِر> و<ف.ه.تروتر> و<ك.د.هاريسون>

منحت جامعة پرنستون <إيفريت> شهادة الدكتوراه بعد عام تقريبا من بدئه أول مشروع له في البنتاگون: وهوحساب معدلات الوفيات المحتملة بسبب الهطل الإشعاعي radioactive fallout في حرب نووية. وسرعان ما ترأس قسم الرياضيات في مجموعة تقييم أنظمة الأسلحة Weapons Systems Evaluation Group (اختصارا WSEG) التابعة للبنتاگون وغير المرئية تقريبا إنما لها التأثير الكبير جدا. كان <إيفريت> مستشارا لموظفين كبار في إدارتي <أيزنهاور> و<كينِدي> حول أفضل السبل لاختيار أهداف القنابل الهدروجينية والتنسيق بين قاذفات القنابل النووية والغواصات والصواريخ، من أجل أفضل ضربة هجوم نووي.

وقد ساعد في عام 1960 على كتابة الوثيقة WSEG No. 50، وهي تقرير مثير ما زال سريا حتى الآن. وبحسب <ا.ج.بَگ> صديق <إيفريت> وزميله في المجموعة WSEG، وبحسب المؤرخين أيضا، فقد سوَّغت الوثيقة المذكورة الاستراتيجيات العسكرية التي كانت قيد العمل لعقود من الزمن، بما في ذلك مفهوم التدمير المتبادل المضمون(6)، وشجعت عليها. قدمت المجموعة WSEG إلى سياسيي الحرب النووية معلومات مروعة كافية حول التأثيرات العالمية للهطولات المشعة، حتى إذا الكثيرين منهم اقتنعوا بحسنة الانخراط في تعادل دائم بدلا من توجيه ضربة وقائية أولى ضد الاتحاد السوکييتي السابق والصين والبلدان الشيوعية الأخرى، كما كان يدعوبعض المتشددين.

وفي هذه الفترة أيضا جرى فصل أخير من الصراع حول نظرية إيفريت. فقد منح <بور> في ربيع عام 1959 <إيفريت> لقاءة في كوبنهاگن. والتقيا عدة مرات في فترة ستة أسابيع، لكن من دون نتيجة تقريبا؛ فـ<بور> لم يتزحزح عن موقفه، و<إيفريت> لم يعد إلى البحث في الفيزياء الكمومية. ومع ذلك، لم تكن النتيجة فشلا كاملا؛ إذ بينما كان <إيفريت> بعد ظهر أحد الأيام يحتسي البيرة في فندق أوستربورت، دوّن، مستخدما أوراق الفندق، تحسينا مهما على عمله الرياضياتي الآخر الدال على ألمعيته والذي اشتهر بسببه: طريقة مضاعف لاكرانج المعممة(7)، والمعروفة أيضا باسم خوارزمية إيفريت Everett algorithm. تبسّط هذه الخوارزمية البحث عن الحلول المثلى لمسائل لوجستية معقدة ـ بدءا من نشر الأسلحة النووية ووصولا إلى الخطط الزمنية للإنتاج الصناعي في مواعيدها، وإلى مسارات الحافلات من أجل إنهاء التفرقة العنصرية في مناطق المدارس.

وفي عام 1964 شكّل <إيفريت> و<بَك> وعدد من الزملاء الآخرين من المجموعة WSEG شركة خاصة بشؤون الدفاع: الشركة لامبدا Lambda Corporation. كانت الشركة تصمم، من بين أنشطة أخرى، نماذج رياضياتية للمنظومات المضادة للصواريخ البالستية وتحوسب ألعاب حرب نووية استخدمها العسكريون لعدة سنوات، حسبما أفاد <بَك>. وأصبح <إيفريت> مفتونا بابتكار تطبيقات لمبرهنة بايس Bayes' theorem، وهي طريقة رياضياتية لربط احتمالات الأحداث المستقبلية بالخبرة السابقة. وفي عام 1971، صمم <إيفريت> نموذجا أوليا لآلة بايس Bayesian machine، وهي برنامج حاسوبي يتفهم من الخبرة ويبسط خلق القرار، وذلك بحساب النتائج المحتملة، وهذا يشبه كثيرا مَلَكَة الإنسان في التفكير السليم. وضمن عقد مع البنتاگون استخدمت الشركة لامبدا طريقة بايس لابتكار تقنيات لتتبع مسارات صواريخ بالستية قادمة.

هجر <إيفريت> الشركة لامبدا في عام 1973 وأسس شركة معالجة بيانات، اسمها DBS، مع زميله في الشركة لامبدا <D.رايزلر> . كانت الشركة DBS تبحث في تطبيقات الأسلحة، لكنها تخصصت في تحليل التأثيرات الاقتصادية الاجتماعية لبرامج العمل الإيجابي الحكومية في مراعاة الأقليات. ويتذكر <رايزلر> أنهما حين التقيا في المرة الأولى سأله <إيفريت> «بخجل» ما إذا كان قرأ منطقته التي خطها عام 1957، ويقول: «فكرتُ لحظة ثم أجبت» آه، يا إلهي، أأنت ذلك ال<إيفريت>، المجنون الذي خط تلك الموضوعة الجنونية،يا ترى؟ لقد قرأتها حين كنت في المدرسة الثانوية وضحكت بيني وبين نفسي، ورميتها من يدي.» أصبح الاثنان صديقين حميمين لكنهما قررا ألا يعودا إلى الحديث عن العوالم المتعددة مرة أخرى.

وعلى الرغم من جميع هذه النجاحات، كانت حياة <إيفريت> تعيسة من عدة نواح. كان معروفا أنه يشرب الخمر بكثرة، ويقول أصدقاؤه إذا هذه المشكلة كانت تزداد سوءا مع الزمن. ويقول <رايزلر>: إذا شريكه كان يستمتع باحتساء ثلاث كؤوس من المارتيني عند الغداء، ثم ينام في مخطه ـ ومع ذلك يستطيع حتى يبقى منتجا.

لكن ممضى المتعة(8) hedonism الذي اتبعه لم ينعكس عليه في جعل موقفه من الحياة مسترخيا هازلا. ويقول <رايزلر> «لم يكن شخصا متعاطفا، لقد جلب معه منطقا باردا فجا لدراسة الأمور، ولم تكن مكتسبات الحقوق المدنية تعني شيئا بالنسبة إليه.»

وقد شكّك <Y.K.بارّي> أيضا، وهوزميل سابق ل<إيفريت> في المجموعة WSEG، في أخلاقياته. فقد أقنع <بارّي> في منتصف السبعينات من القرن الماضي أصحاب العمل في الشركة J.P. Morgan التي يعمل فيها حتى يوظفوا <إيفريت> لتطوير طريقة بايس للتنبؤ بحركة سوق الأسهم. وحسب روايات عديدة نجح <إيفريت> ولكنه رفض بعد ذلك تسليم المنتج إلى الشركة. ويتذكر <بارّي> قائلا «لقد استغلّنا، وكان شخصا مبتكرا لامعا مراوغا غير جدير بالثقة، وعلى الأغلب مدمنا على الخمر.» كان <إيفريت> أنانيا. ولم يكن يعهد طفليه، <إليزابت> و<مارك>، إلا لماما.

تواريخ في حياة إيفريت(*********)

11/11/1930 :

ولد في واشنطن العاصمة 1943:

<ألبرت آينشتاين> يجيب عن رسالة أوفدها له المراهق <إيفريت> حول قوة لا تقاوَم تقابل جسما لا يتحرك. خريف 1953:

يدخل برنامج الدراسات العليا في الفيزياء في جامعة پرنستون. يفهم الميكانيك الكمومي على يد <ا.ويكنر> و<ا .ج.ويلر> . 6/1956

يعيَّن بوظيفة باحث في مجموعة تقييم نظم الأسلحة WSEG التابعة للبنتاگون. 11/1956:

يتزوج <نانسي كور>. 11/1956:

يعيَّن رئيسا لقسم الرياضيات في المجموعة WSEG. 11/1956:

يحصل على الدكتوراه. 6/1957:

تولد ابنته <إليزابت>. ربيع 1959:

يستنبط وهوفي فندق أوستربورت في كوبنهاگن تحسينا مهما لطريقة إيجاد الحلول المثلى لمسائل لوجستية معقدة. 1959-1960:

يساعد على كتابة مسودة التقرير WSEG No.50 حول الاستراتيجيات النووية العسكرية. 1/1961:

يُطلع وزير الدفاع الجديد <مَكنامارا> شخصيا على تحليل المجموعة WSEG حول خيارات القتال في الحرب النووية. 4/1963:

يولد ابنه <مارك>. 1964:

يؤسس وزملاء له من المجموعة WSEG الشركة لامبدا للمقاولات الدفاعية. 1973:

يهجر الشركة لامبدا ويشكل الشركة DBS. 19/7/1982:

يموت في فراشه بسبب ذبحة صدرية.

وبينما كان <إيفريت> يتابع مهنته في المقاولات بدأ عالَم الفيزياء ينظر جديا إلى نظريته التي تجاهلها سابقا. فقد تحول <دوويت> 180 درجة وأصبح النصير المخلص لهذه النظرية. وخط عام 1967 منطقة قدم فيها معادلة ويلر ـ دوويت، وهي دالة موجية شاملة يجب حتى تحققها نظرية الثنطقة الكمومية(9) وأعزى إلى <إيفريت> أنه هومن بيّن الحاجة إلى مثل هذه المقاربة. ثم أصدر <دوويت> وتلميذه <ن.كراهام> كتابا في منطقات الفيزياء اسمه: تفسير العوالم المتعددة للميكانيك الكمومي The Many-Worlds Interpretation of Quantum Mechanics ظهر فيه الشكل الكامل لأطروحة إيفريت. وسرعان ما علِق التعبير «عوالم متعددة» وأصبح شعبيا في مجلة الخيال الفهمي Analog في عام 1976.

ومع ذلك، لا يوافق الجميع على حتى تفسير كوبنهاگن ينبغي حتى يستسلم. ويصرّ <د.ن.ميرمِن> [الفيزيائي من جامعة كورنل] على حتى تفسير <إيفريت> يعامل الدالة الموجية وكأنها جزء من العالم الواقعي الموضوعي، في حين أنه يرى أنها مجرد أداة رياضياتية، ويقول «الدالة الموجية هي بناء بناه البشر، الهدف منه تمكيننا من فهم مشاهداتنا الماكروية. ووجهة نظري تعاكس تماما تفسير العوالم المتعددة. فالميكانيك الكمومي وسيلة تمكننا من جعل أرصادنا متسقة، والقول: «إننا داخل الميكانيك الكمومي وأن الميكانيك الكمومي يجب حتى يطبق على إدراكنا» قول متناقض.

لكن الكثير من الفيزيائيين العاملين يقولون: إذا نظرية <إيفريت> يجب حتى تؤخذ على محمل الجد.

يقول الفيزيائي النظري في جامعة ستانفورد <س.شنكر> : «حين سمعت عن تفسير <إيفريت> في أواخر السبعينات ظننته ضربا من الجنون. أما الآن فقد صار معظم الناس الذين أعهدهم يتعاملون مع نظرية الأوتار والكسمولوجيا الكمومية، يفكرون بكيفية تساير تفسير <إيفريت>. فهذه المواضيع لم تعد أكاديمية بحتة بسبب التطورات الحديثة في الحوسبة الكمومية(10) « .

ويعلّق أحد روّاد إزالة الترابط(11) <ه.و.تسورِك> [وهوزميل في مختبر لوس ألاموس الوطني] قائلا: «كان إنجاز <إيفريت> هوالتأكيد على حتى النظرية الكمومية ينبغي حتى تكون شاملة، وينبغي ألاقد يكون هناك تقسيم للعالَم إلى شيء يجب حتىقد يكون كلاسيكيا من جهة، ومن جهة أخرى شيء هوكمومي بداهة. لقد أفسح لنا جميعا، المجال لأن نستخدم النظرية الكمومية بالكيفية التي نستخدمها الآن لوصف القياس برمته.»


نتائج خيالية(**********)

بقيت قصص العوالم المتعددة والتواريخ المتعاقبة لزمن طويل شائعة شيوعا كبيرا. وفيما يأتي ثلاث روايات مختلفة تستند إلى نظرية العوالم المتعددة ل<إيفريت>.

The Coming of the Quantum Cats, (by Fredrik Pohl (Spectra, 1986 نسخ من أشخاص تروح وتجيء عبر العدد الكبير من التواريخ البديلة التي يأتون منها.

(Quarantine, by Greg Egan (Harper-Collins,1992 التراكبات الكمومية ـ وماذا يحدث عندما تُرصد ـ هي مركزية في الحبكة، وهي مفتاح لمصير البشرية.

(His Dark Materials trilogy, by Philip Pullman (Knopf, 1995-2000 تطوف هذه الفنتازيا عبر عدة عوالم متوازية. في أحدها يذكر فيزيائي <إيفريت> وفرضيته التي أطلقها في عام 1957، وفي عالَم آخر اقترح لاهوتيان تجريبّيان هرطقة متعددة العوالم.

ويعكس المختص بنظرية الأوتار <ج.مالداسينا> [من معهد الدراسات المتقدمة في پرنستون بولاية نيوجرسي] موقفا عاما سائدا بين زملائه: «حين أفكر بنظرية إيفريت كموميا أجدها أكثر الأمور المعقولة التي يمكن حتى تُصدَّق، أما في الحياة اليومية فلا أصدقها.»

وفي عام 1977 قام <دي ويت> و<ويلر> بدعوة <إيفريت> الذي كان يكره التحدث أمام الناس لكي يقدم محاضرة في جامعة تكساس بأوستن حول تفسيره. كان يرتدي بزّة سوداء مجعّدة وكان يدخن باستمرار أثناء الندوة. جاء الندوة <د.دويتش> [الذي يعمل حاليا في جامعة أكسفورد، وهوأحد مؤسسي مجال الحوسبة الكمومية (التي استُلهمت هي نفسها من نظرية إيفريت)]، ولخص مداخلة <إيفريت> بقوله: «كان <إيفريت> سابقا عصره، إنه يمثل رفض التخلي عن التفسير الموضوعي. لقد لحق ضرر كبير بالتقدم في جميع من الفيزياء والفلسفة من جراء التخلي عن الهدف الأساسي لهذين المجالين، ألا وهوتفسير العالَم. لقد غصنا في مستنقع الصوريات بحيث تتعذر العودة عنها، ونُظر إلى الأمور غير المفسَّرة على أنها تقدُّم، ومُلئ هذا الفراغ بالتأمل اللاعقلاني والدين وجميع أنواع الهراء، و<إيفريت> مهم لأنه عارض ذلك.»


حاول <ويلر>، بعد زيارته تكساس، حتى يجعل <إيفريت> يوافق على العمل في معهد الفيزياء النظرية في سانتا باربرا بكاليفورنيا. وكان <إيفريت>، كما قيل، مهتما بالأمر، ولكن لم يحدث شيء بهذا الخصوص.


تواريخ في النظرية

شتاء 1954-1955

> يبدأ إيفريت < كتابة أطروحة الدكتوراه حول الميكانيك الكمومي 1/1954:

يسلّم <إيفريت> مسودة الأطروحة الكاملة: «نظرية الدالة الموجية الكاملة» ربيع 1956:

يأخذ <ويلر> الأطروحة إلى كوبنهاگن لكي يناقشها مع <نيلز بور> وفيزيائيين بارزين آخرين. وكانت استجابتهم سلبية نحوها. 8/1956 - 3/1957:

يعيد <ويلر> و<إيفريت> كتابة الأطروحة فيختصرانها اختصارا شديدا. 4/1957:

تقبل لجنة الأطروحة الشكل المختصر منها: «صياغة الحالة النسبية للميكانيك الكمومي». 5/1957:

يصرّ <ب .س.دي ويت> (محرر المجلة Reviews of Modern Physics) في رسالة إلى <ويلر> على حتى «العالم الواقعي لا يتشعب». 7/1957:

تنشر المجلة Reviews of Modern Physics الأطروحة المختصرة مع تقييم يتضمن ثناء على النظرية خطه <ويلر>. ربيع 1959:

<إيفريت> يلتقي <بور> في كوبنهاگن، لكن أيا منهما لم يتزحزح عن موقفه من النظرية. 3/1970:

ينشر <د.زيه> منطقة ذات تأثير كبير حول إزالة الترابط، أثنى فيها على عمل <إيفريت>. 9/1970:

ينشر <دي ويت> منطقة مراجعة في المجلة Physics Today تروج لنظرية <إيفريت>. 1973:

ينشر <دي ويت> و<ن.كراهام> شكلي الأطروحة ومنطقات أخرى في كتاب. 12/1976:

تقوم مجلة الخيال الفهمي Analog بجعل النظرية شعبية. 7/1985:

يقترح <دويتش> حاسوبا كموميا يمكنه من استغلال التوازي الذي نطق به <إيفريت>. 7/2007:

الذكرى الخمسون لمنطقة <إيفريت> في المجلة Reviews of Modern Physics التي تم إحياؤها في مؤتمر عقد في جامعة أكسفورد، وعلى غلاف المجلة Nature.



الخبرة الكلية

توفي <إيفريت> في فراشه في 19/7/1982 ولم يكن قد تجاوز عمره 51 عاما. ويتذكر ابنه <مارك>، الذي لم يكن سوى فتى يافع، أنه عثر جسد أبيه مفارقا للحياة في ذلك الصباح. استوعب <مارك> الذي أحس ببرودة الجسد أنه ليست لديه أي ذكرى في أنه لمس أباه من قبل، وأبلغني قائلا: «لم أعهد كيف من الممكن أن أشعر أمام حقيقة حتى أبي توفي للتو، لم تكن لي في الواقع أي علاقة معه.»


انتقل <مارك> بعد ذلك بقليل إلى لوس أنجلوس وأصبح مؤلف أغان ناجحا والمغني الرئيسي في فرقة موسيقى الروك الشعبي واسمها Eels. والكثير من أغانيه تعبر عن الحزن الذي عاناه؛ لكونه ابن رجل كئيب مدمن على الخمر مجرد من العواطف. لم يعهد <مارك> إلا بعد سنوات من وفاة والده مهنة إيفريت وإنجازاته.


أما <إليزابت> أخت <مارك> فقد قامت في الشهر 6/1982، أي قبل شهر فقط من موت <إيفريت>، بأولى محاولة انتحار من محاولاتها الكثيرة. اكتشف <مارك> غيابها عن الوعي وهي على أرض الحمام، ونقلها إلى المستشفى في الوقت المناسب. ويذكر أنه حين عاد إلى البيت متأخرا في ذلك اليوم «نظر إليه أبوه من خلف الجريدة ونطق «لم أكن أفهم أنها حزينة إلى هذا الحد». وفي عام 1996 قتلت <إليزابت> نفسها عندما تناولت جرعة كبيرة من حبوب منومة وهجرت ملاحظة في محفظتها تقول فيها: إنها ذاهبة للقاء والدها في عالم آخر.

اختتم <إيفريت> أطروحته التي لم تنشر بقوله: «بمجرد أننا سلّمنا بأن أي نظرية فيزيائية ليست في الأساس سوى نموذج لعالم الخبرة، وجب علينا حتى نتخلى عن أي أمل في العثور على أي شيء يشبه النظرية السليمة... وذلك ببساطة لأن الخبرة الكلية ليست أبدا في متناولنا.»


المؤلف Peter Bryn

صحفي استقصائي ومحرر فهمي مقيم في شمال كاليفورنيا. وهويخط سيرة <إفريت> الكاملة. وهويدين بالشكر إلى <ا.شيخوفتسيف> [من كوستروموفي روسيا] الذي كان أول مؤرخ يفهم حياة <إفريت>، والذي شاطر بكرم مادته البحثية، وإلى المعهد الأمريكي للفيزياء لدعمه المالي، وإلى <ا.ج.بَك> و<ك.فورد> لمساعدتهما، وإلى الفيزيائيين الذين راجعوا الجانب الفهمي في هذه الموضوعة: <س.شنكر> و<ل.زيزكند> و<د.دويتش> و<ه.و.تسورِك> و<ب.ج.هارتل> و<ج.دي ويت موريت> و<م.تكمارك> .


المصادر

  • المصدر http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=2352


للاستزادة

The Many-Worlds Interpretation of Quantum Mechanics. Edited by Bryce S. DeWitta and NEill Graham. princeton University press, 1973.

The Fabric of Reality. David Deutsch. Penguim Books, 1997.

Biographical Sketch of Hugh Everett, III. Eugene Shikhovtsev. 2003.

Online at http://space.mit.edu/home/tegmark/everett

Science and Ultimate Reality: Quantum Theory, Cosmology, and Complexity. Edited by john D. Barrow, Paul C. W. Davies and Charles L. Harper, Jr. Cambridge Univeresity press, 2004.

Things the Grandchildren should know. Mark Everett. Little, Brown (in press).



(*)THE MANY WORLDS OF HUGH EVERETT

(**)Ridiculous Things

(***)THE PROBLEM

(****)Universal Wave Function

(*****)TWO ANSWERS

(******)Inferring the Many Worlds

(*******)Splits

(********)Nuclear Military Strategies

(*********)EVERETTS TIMELINE

(**********)Fictional Spin-offs

(***********)THEORY'S TIMELINE

(***********)Totality of Experiance




(1) Theory of multiple universes

(2) أوالعياني أوالجهري.

(3) of its spin

(4) postulate

(5) Copenhagen collapse postulate

(6) Mutually Assured Destruction

(7) The generalized Lagrange multiplier method

(8) ممضى المتعة أواللذة ممضى أخلاقي يرى حتى دوافع النشاط البشري تنحصر في التماس اللذة وتجنب الألم، فاللذة هي الخير الأسمى.

(9) quantum gravity

(10) quantum computation

(11) decoherence


انظر أيضاً

  • Bryce DeWitt
  • ديڤد دويتش
  • Modal realism

الهامش

تاريخ النشر: 2020-06-05 19:59:58
التصنيفات: مواليد 1930, وفيات 1982, مقالات مجلة العلوم الأميريكية, رياضياتيون أمريكان, فيزيائيون أمريكان, ملحدون أمريكان, Eels (band), Operations researchers, خريجو الجامعة الكاثوليكية في أمريكا, خريجو جامعة پرنستون, علماء الثرموديناميكا, فلاسفة العلم, فيزيائيو الكم, فيزيائيون نظريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أنمار والكعكي يلمحان لإتمام صفقة كانتي - عاجل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:25:42
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

بوريطة: العمل متعدد الأطراف يعد الخيار الوحيد لمكافحة الإرهاب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:26:37
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

بأنغام شعبية.. اعتابو وفحصي تشعلان مهرجان "كازابلانكا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:26:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

بأنغام شعبية.. اعتابو وفحصي تشعلان مهرجان "كازابلانكا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:26:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

بوريطة: العمل متعدد الأطراف يعد الخيار الوحيد لمكافحة الإرهاب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:26:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

وزير إسواتيني :المغرب “عملاق صاعد” في مجال اللامركزية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:26:01
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

حجز مكانا ضمن خانة أساطير المستديرة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:25:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

طالبات يقترحن الأكسدة المتقدمة لمعالجة مياه البحر والوديان

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:25:42
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية