نجيب الريس
نجيب محمود الريس (1898 في حماة -تسعة فبراير 1952، دمشق) هوصحفي سياسي، وناشر، ومفكر سوري. عميد الصحافة السورية، وصاحب ورئيس تحرير جريدة القبس.
نشأته
ولد نجيب الريس سنة 1898 في مدينة حماة السورية وتلقى علومه الأولية في مدارسها الخاصة ثم ارتحل عنها إلى مدينة حمص مع والده، الذي عين رئيساً لشرطة المدينة، حيث تابع دراسته على أيدي كبار أساتذة اللغة العربية والدين.
عمله الصحفي
قصد الريس دمشق عام 1918 وجعلها مقره وعمل في الصحافة السورية وراسل بعدها عدداً من الصحف اللبنانية من بينها "الأحرار" و"النهار" ثم انتقل إلى إصدار جريدة القبس عام 1928 فكانت ديواناً للحركة القومية وسجلاً للنهضة الوطنية في سورية وفي الأقطار العربية، وأصبحت القبس من أشهر الصحف السورية وأكثرها تمتعاً بثقة أبناء الشعب السوري. اندمجت جريدة القبس عام 1953 مع "جريدة الفهم" الدمشقية لـ عزة حصرية عند إصدار قرار الرئيس "أديب الشيشكلي" بدمج جميع صحيفتين في البلاد في صحيفة واحدة، وأصدرت باسم جريدة الزمان عام 1952. انفصلت بعد ذلك عن صحيفة الفهم عند انتهاء قرار الاندماج. اقترح فيما بعد ورثة "الريس" وعزة حصرية دمج الصحيفتين دمجاً اختيارياً وبالاتفاق بينهما، وأصدر العدد الأول عام 1954 باسم"القبس الفهم" لكنها سرعان ما عادت لتصدر مستقلة.
نضاله الوطني
اشتهر نجيب الريس بالإضافة إلى تميزه في العمل الصحفي بنضاله في الحقل الوطني، فكانت افتتاحياته سياطاً من نار، على المستعمر الفرنسي، ولذلك كانت «القبس» تعطل المرة تلوالمرة حتى انتهى الأمر بدفعه ثمنا كبيراً لذلك سجناً ونفياً من قبل السلطات الفرنسية. كما اكتسب شهرة واسعة عبر نشيده الوطني الشهير "يا ظلام السجن خيّم" الذي نظمه في المنفى في جزيرة أرواد التي نفاه إليها الانتداب الفرنسي عام 1922. وفي الفترة الواقعة ما بين 1920 و1943 كان نجيب الريس نزيل السجون والمعتقلات والمنافي في قلعة دمشق، المزة، وحلب، وبيروت، وراشيا، وغيرها حتى بلغ مجموع ما قضاه من عمره في السجون نحوثماني سنوات.
كان الريس حراً نبيلاً ذا مبادئ لذا انتخبه أبناء دمشق عام 1943 نائباً عنهم على قائمة الرئيس شكري القوتلي أربع سنوات، واشتهر في البرلمان خطيباً مفوهاً جريئاً في الدفاع عن قضايا البلاد ومصالح الشعب، ولم يرشح نفسه للانتخابات بعدها، وانبتر لجريدته يخط ويطالب بالمحافظة على الاستقلال وصيانته، مفضلاً العمل الصحفي على العمل النيابي، مطالباً الحكومات بتعزيز الاقتصاد وتدعيم الزراعة والصناعة وزيادة الإنتاج.
وفاته
واصل الريس عمله في الصحافة إلى حتى شعر ببعض التعب فقصد حمامات الحمة السورية للاستشفاء ومكث فيها بضعة عشر يوماً، ثم عاد منها تعباً وعالجه نفر من مهرة الأطباء وتماثل من السقم إلا حتى المنية عاجلته فيتسعة شباط 1952، فدفن في دمشق.
مؤلفاته
كتاب "نضال" هوأول كتاب صدر لنجيب الريس سنة 1934 في مطبعة القبس بدمشق وقد جمع عددا من منطقاته التي تناولت أحداثا مهمة في تلك الفترة وأعيد الآن نشر الكتاب دون أي تعديل إذ استمر على الصورة التي ظهر بها في طبعته الأولى. ووصف هذا الكتاب الذي يقع في 366 صفحة متوسطة بأنه يعتبر نموذجا لأسلوب نجيب الريس "الحار والخاص الذي كان يمارسه في جريدته "القبس" ودليلا على مواقفه السياسية الوطنية في الدفاع عن استقلال سوريا ووحدتها".
أما الكتاب الثاني لنجيب الريس "جراح" فقد صدر بعد وفاته بأشهر قليلة عام 1952 وأعيد طبعه بعد ما يقارب ست وخمسين سنة دون أي تعديل أوتنقيح. وتروي منطقات هذا الكتاب الذي يقع في 220 صفحة متوسطة الحجم أحداث سوريا بين سنة 1935 وسنة 1945 "حيث كانت الحياة السياسية السورية صاخبة وحافلة بالثورات والنضال ضد الاستعمار والمطالبة بوحدة البلاد واستقلالها".
أما كتاب "القبس المضيء" الكتاب العاشر في سلسلة "الأعمال المختارة" التي أصدرتها دار رياض الريس سنة 1994 فهو"كتاب عن نجيب الريس وبقلمه". ويضم الكتاب الذي اشتمل على 470 صفحة كبيرة بعض ما نشر عن نجيب الريس في حياته وبعد وفاته إلى جانب ما خطه هومن متفرقات "في الصحافة اللبنانية تحديدا مما يلقي أضواء جديدة على حياته ومواقفه". وتابعت دار النشر تقول "وقد أضيف إلى هذا الكتاب بطبعته الجديدة بعض الموضوعات والصور التي غابت عن الطبعة الأساسية".
مراجع
- (معجم الجرائد السورية) بقلم د. مهيار عدنان الملوحي 2002
- (ستيل أند سيلك) بقلم سامي المبيض 2010
- منذر الموصلي، الصحافة السورية ورجالاتها «إعلام وأعلام» (دمشق 1997م)
- سليمان سليم البواب، موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (دار المنارة، بيروت 2000م)
بوابة سوريا تصـفح مقـالات الفهم المهـتمة بسوريا. |