وثبة 1948
الوثبة | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||
الخصوم | |||||||
الشرطة العراقية |
|
||||||
القادة والزعماء | |||||||
نوري السعيد | يوسف سلمان يوسف (فهد) | ||||||
الخسائر | |||||||
300-400 killed |
انتفاضة 1948، أووثبة 1948، هي انتفاضة شعبية قام بها الشعب العراقي في يناير 1948 بهدف اسقاط حكومة رئيس الوزراء سيد صالح جبر ومعاهدة پورتسموث. وكانت في الفترة من 1-27 يناير 1948.
بدأت الانتفاضة بمظاهرات سلمية سرعان ما تحولت إلى معارك بين الشعب والحكومة، ومنها: واقعة الكلية الطبية، معركة كلية الهندسة، معركة الجسر، ومعركة باب المعظم. وحدث في أثنائها عصيان عام أغلقت خلاله جميع المرافق العامة والخاصة. وسقط في هذه التظاهرات المئات من الطلبة والمواطنين العاديين، بين قتيل وجريح، نتيجة استخدام الذخيرة الحية من جانب شرطة النظام، ومن بين الضحايا الذين نعهدهم: قيس الألوسي وشمران علوان وجعفر الجواهري. .
ضربت الشرطة حصاراً على مدخل الكلية الطبية المفضي إلى الشارع العام، القريب من ساحة باب المعظم. وقد تجمع فيه الطلبة منذ الصباح الباكر، مع متظاهرين يعدون بالعشرات، ينتسبون إلى بعض المدارس الثانوية وأفراد من طلبة كلية الطــــب؛ للخــــروج في تظاهرة سلمية. أخذ الطلبة يهدمون السياج الخارجي للكلية بعد حتى نفدت عدتهم من الحجارة القليلة التي كانوا يقذفون بها قوات الشرطة المدججة بالأسلحة والسيارات المدرعة التي نصبت فوقها الرشاشات.
غضب وطني شامل، لا طائفية فيه
المسألة الطائفية لم تكن مطروحة أصلا. فرئيس الوزراء، صالح جبر، الذي يمثل أول رئيس وزراء شيعي تسلم الحكم بعد مرور قرابة ثلاثة عقود على إنشاء الحكم الوطني في العراق، فرفضه الشعب العراقي بأجمعه.
وقد كان الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، وهومن أسرة شيعية عريقة، من أشد المحرضين على إسقاطه بقصائده التي تلهب مشاعرالمتظاهرين. وقد استشهد شقيقه جعفر برصاص شرطة صالح جبر، فرثاه بقصيدة عصماء تجاوزت المئة بيت، أثارت حماس الجماهير، مطلعها:
أتفهمُ أم أنت َ لا تفهم ُ بأن جـِراح الضحايا فم ُّ يصيح على المدقعين الجياع أريقوا دماءَكمُ تـُطعموا ويهتف بالنفر المُهطعين أهينوا لئامكم ُ تـُكرموا
ولهذه القصيدة التحريضية المثيرة دلالات مهمة، تكشف عن مدى رفض العراقيين للنزعة الطائفية. فهما حتى الأحزاب الوطنية المعارضة كانت تضم مختلف الطوائف والأديان، بما فيها الطوائف السنية والشيعية. كما يمثل محرر هذه السطور، الذي ينتمي إلى أسرة شيعية محافظة، مثالا واقعيا حيا، لمدى تحرر الشيعة، من قياس الزعيم بمسطرة التشيع والتسنن، بل حتى هذا الموضوع لم يكن مفكرا ً به أصلا. وهذه الشذرات تعبر عما عاناه من صعاب، وما تعرض له من أخطار، أثناء تلك الوثبة، ثائرا ضد صالح جبر، بصرف النظرعن شيعيتة، بسبب موقف الأخير المهادن للإنكليز، والمعادي للشعب العراقي. وقد حاول صالح جبر، في أواخر أيام الوثبة، العزف على وتر كون التظاهرات التي انفجرت ضده، كانت بسبب انتمائه الممضىي، وذلك بقصد تحويل الشيعة، الذين كانوا يمثلون أكثرية الجماهير الثائرة، عن موقفهم المعادي له إلى موقف المؤيد له.
ولكنه فشل في هذا المسعى. ففي الأيام الأخيرة للوثبة، أتذكر تماما، أنني لاحظت، أثناء تظاهراتنا الصاخبة والدامية، وفي وقت أصبحنا فيه مسيطرين تماما على شارع الرشيد بكامله، أي من باب المعظم إلى الباب الشرقي، الذي يمثل قلب العاصمة، والذي خلا تماما من قوات الأمن والشرطة؛ لاحظت ظهور منشورات تشير إلى ذلك. فحرصنا على تمزيقها أوإهمالها، وكنت من أكثر المتحمسين لرفضها. ولم تؤثر هذه المحاولة الأخيرة في إنقاذ صالح جبر، مما اضطره إلى الاستنطقة، أوبالأحرى الإنطقة، فسقط في مساء 27/1/1948، لاسيما بعد 'مذبحة الجسر' التي حصدت العشرات من المتظاهرين. وجدير بالذكر، أنه على الرغم من الغياب الكامل لقوات الأمن، لم تشوه هذه الثورة أية عمليات كسر أونهب لأي من أبرز الشركات والمحال التجارية الكبرى التي كانت تملأ شارع الرشيد، آنذاك. فهما حتى معظم تلك المحال المشهورة كانت مملوكة لجهات خارجية أويهودية أومسيحية. وأذكر منها على سبيل المثال فقط: بيت لنج، وحسوأخوان، ونوفيكس، وكان المحل الأجنبي الشهير والمعروف بـ'أوروزدي باك'، ولكنه لم يصبْ بأي سوء.
من أبرز الأحزاب السياسية الرافضة للمعاهدة هي: حزب الاستقلال، الذي يمثل أبرز حزب عربي قومي، كان يرأسه الشيخ محمد مهدي كبه، وهوعميد أسرة 'بيت كبة' الشيعية العريقة (فهماً حتى مساعده الأقرب، هوصديق شنشل، كان سنياً، وهذا مرشد آخر على ان هذا الموضوع لم يكن مطروحا أصلا ً) - والحزب الوطني الديمقراطي، يرأسه تام الجادرجي، من أسرة سنية معروفة، وحزب الأحرار وحزب الشعب والحزب الشيوعي العراقي، وهي أحزاب فيها خليط من الشيعة والسنة والمسيحيين وبعض اليهود، على السواء، دون حتى تكون قضية التفرقة الطائفية أوالدينية مطروحة أصلا. تلك الأحزاب وقفت ضد إبرام المعاهدة وضد الحكومة، ودعت الجماهير إلى التظاهر لإسقاطهما؛ إلا حتى معظم التظاهرات كانت عفوية، أكثر من حتى تكون منظمة وموجهة سلفا. فجميع المظاهرات التي اشهجرت فيها، لم تكن فيها قيادات واضحة منظِمة، بل كانت شبه فوضى تتحكم بها الآراء الشخصية الآنية. ومع ذلك كانت هناك توجيهات تنتشر بشأن مكان وزمان اللقاء في اليوم التالي مثلا.
انظر أيضا
- قصيدة الجواهري في وثبة 1948
- سياسة العراق
- تاريخ العراق
المصادر
- ^ علاء الأعرجي (2010-01-28). "وثبة 1948". القدس العربي. Retrieved 2010-01-27.
المراجع
- Batatu, Hanna. The Old Social Classes and the Revolutionary Movements of Iraq: A Study of Iraq’s Old Landed Classes and of its Communists, Ba’thists, and Free Officers. Princeton: Princeton University Press, 1978.
- Salucci, Ilario. A People’s History of Iraq: The Iraqi Communist Party, Worker’s Movements, and the Left 1924-2004. Chicago: Haymarket Books, 2005.
- Tripp, Charles. A History of Iraq 3rd Ed. Cambridge: Cambridge University