تاريخ ألمانيا

عودة للموسوعة

تاريخ ألمانيا


تاريخ ألمانيا
العصور القديمة
شعوب جرمانية
عصر الهجرة
الإمبراطورية الفرانكية
ألمانيا العصور الوسطى
الإمبراطورية الرومانية المقدسة
استيطان شرقي
بناء الأمة
كونفدرالية الراين
الكونفدرالية الألمانية
الكونفدرالية الألمانية الشمالية
ألمانيا الإمبريالية
الإمبراطورية الألمانية
ألمانيا والحرب العالمية الأولى
جمهورية فايمار
جمهورية فايمار
ألمانيا النازية
ألمانيا النازية
الحرب العالمية الثانية
التقسيم ثم التوحيد
منذ 1945
تدمير ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية
ألمانيا الشرقية
ألمانيا الغربية
إعادة توحيد ألمانيا
ألمانيا اليوم
ألمانيا الحديثة
مواضيع
التاريخ العسكري لألمانيا
الخط الزمني
اللغة الألمانية
[تحرير]


تاريخ ألمانيا يبدأ من ولادة ما يسمى بالأمة الألمانية في العصور الرومانية القديمة في القرن الثامن الميلادي، ويمتد عبر تاريخ الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي تستمر من القرن التاسع وحتى عام 1806. هذه الإمبراطورية تضم ما يعهد اليوم بألمانيا والنمسا وسويسرا وجمهورية التشيك وسلوڤنيا والأراضي المنخفضة، غرب بولندا، شرقي فرنسا ومعظم شمال إيطاليا. بعد منتصف القرن الخامس العشر، أصبحت تعهد غالبا باسم "الامبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الألمانية.

بين عامي 1815-1866 تشكلت ما يدعى بالكونفدرالية الألمانية ، من ثم الإمبراطورية الألمانية (1871-1918) ثم جمهورية ڤايمار (1919-1933) أعقبها حكم هتلر وتأسيس ألمانيا النازية (1933 - 1945 ) والتي انتهت بنهاية الحرب العالمية الثانية وخسارة ألمانيا وتحطم معظم بنيتها التحتية. نتج عن الحرب أيضا تقسيم ألمانيا بين المعسكرين الشيوعي السوفييتي والمعسكر الغربي الليبرالي فأصبحت ألمانيا تتألف من ألمانيا الغربية أوجمهورية ألمانيا الاتحادية وألمانيا الشرقية أوجمهورية ألمانيا الديمقراطية DDR. استمر التقسيم حتى عام 1990 الذي شهد انهيار حائط برلين ثم انهيار الاتحاد السوڤيتي.


قبل التاريخ

جمجمة ستاينهايم عمرها 250.000 عام على الأقل.

ترجع أقدم الدلائل على تواجد البشر في المنطقة التى تحدها ألمانيا اليوم إلى 700،000 سنة. استحدثت أولى المستوطنات أوالتجمعات البشرية بالمنطقة منذ 500،000 سنة. وقد سمي إنسان النياندرتال بهذا الاسم، لأن الإنسان الذي عاش في أوروبا بين ما قبل 100,000 سنة و35,000 سنة قد سمي بهذا الاسم بعد اكتشاف أحفورة في وادي نيانْدَرْ بالقرب من دوسلدورف.

يبدأ تاريخ الشعب الألماني في الواقع بعد سنة 1000 ق.م.، عندما بدأت بعض القبائل المحاربة في الهجرة من شمالي أوروبا إلى ما الآن ألمانيا. وقد استقرت تلك القبائل هناك وأخذت تمارس الصيد والزراعة. وقد أطلق الرومان على هذه القبائل لفظ جرمان على الرغم من أنه اسم إحدى تلك القبائل وليست كلها. كذلك أطلقوا على الأراضي التي استقر فيها هذا الشعب جرمانيا.

أولى المصادر اليونانية والرومانية من بعدها أشارت إلى تواجد قبائل كلتية وجرمانية بالمنطقة في فترة ما قبل الميلاد. اتخد الرومان ح. 58 ق.م. من نهر الراين حداً طبيعياً للإمبراطورية الرومانية. قام أحد كتاب الرومان وهو"تاكيتوس" بتصنيف أول تأريخ معروف لمنطقة جرمانيا، كان ذلك عام 98 م. مابين القرنين الأول والسادس للميلاد توزعت القبائل الجرمانية على تام أوروبا في حركة عهدت باسم "هجرة الشعوب الجرمانية" ثم اختلطوا بالكلتيين والذين استوطنوا المنطقة قبل ذلك بقرون.


القبائل الجرمانية 750 ق.م. – 768 م

الهجرة والغزو

توسع القبائل الجرمانية 750 ق.م. – م 1


لوحة معركة غابة توتوبورگ، الفوز الجرماني الاعظيم عامتسعة م.

الدوقيات الجذعية والتخوم

الدوقيات الجذعية (دوقيات قبلية) في ألمانيا كن أساساً مناطق القبائل الجرمانية القديمة في تلك الأراضي، وخصوصاً في الشرق. لقد كانت غارات الشماليين الفترة الأخيرة في غارات البرابرة التي تدفقت لآن عن مصير الألمان نفسها.

لقد أدى خروج تلك القبائل العظيمة- القوط، والوندال، والبرغنديين، والفرنجة، واللمبارد- إلى نقص سكان ألمانيا إلى حين، فتحرك الوندالصقاربة غرباً من ولايات البحر البلطي ليملئوا ذلك الفراغ، وأصبح نهر الإلب قبل حتى يحل القرن السادس الحد الجنسي، كما هوالآن الحد السياسي، بين العالم الصقلبي والعالم الغربي. فقد كان في غرب الإلب والسال من بقي من القبائل الألمانية: السكسون في شمال ألمانيا الوسطى، والفرنجة الشرقيون في حوض الرين الأدنى، والثورنجيون بين هؤلاء وأولئك، والبافاريون (الذين كانوا يسمون المركونيين من قبل) في حوض الدانوب الأوسط، والسوابيون (الذين كانوا يسمون السويفيين) على ضفاف نهر الرين والدانوب الأعليين وفيما بينهما، وعلى طول جبال جورا الشرقية والألب الشمالية.

امبراطورية الفرنجة

امتداد امبراطورية الفرنجة:
الأزرق= مملكة پيپين الثالث عام 758،
Red = الإمتداد في عهد شارلمان حتى 814،
الأصفر= المارشات والمناطق المستقلة.

ولم تكن في أوربا بلاد تسمى ألمانيا، بل جميع ما كان فيها من قبائل ألمانية، وقد وهبها شارلمان وقتاً ما وحدة منشؤها، الفتح، ومستلزمات النظام المشهجر، ولكن انهيار الإمبراطورية الكارولنجية فكك هذه الروابط، وظل الوعي القبلي والنزعة المحلية يمنعان جميع عامل يؤدي إلى المركزية حتى أيام بسمارك، ويضعفان قوة ذلك الشعب الذي يعاني الأمرين من جرّاء انحصاره بين أعدائه من جهة وبين جبال الألب والبحر من جهة أخرى. وأقامت معاهدة فردون (843) في واقع الأمر لويس أولدفج Ludwgi حفيد شارلمان أول ملك على ألمانيا، وأضافت معاهدة مرسن Mersen (870) إلى أملاكه بلاداً جديدة، وحددت ألمانيا بأنها الأرض المحصورة بين نهري الرين والإلب، تضاف إليها أجزاء من اللورين Lorrafne، وأسقفيات مينز، وورمز، واسبير Speyer. وكان لويس حاكماً وسياسياً من الطراز الأول، غير أنه له ثلاثة أولاد، قسمت مملكته بينهم جميعاً بعد وفاته، وضربت الفوضى أطنابها في أنحاء البلاد عشر سنين أغار فيها الشماليون على مدائن الرين، واختير بعدها آرنلف Arnulf، وابن غير شرعي لكارلومان Carloman ابن لويس، ملكاً على "فرنسيا الشرقية East Francia" (887) ورد الغزاة على أعقابهم. ولكن لويس "الطفل" (899- 911) الذي خلفه على العرش كان أصغر وأضعف من حتى يصد المجر الذين اجتاحوا بافاريا (900) وكارنثيا (901)، وسكسونيا (906)، وثورنجيا (908)، وأليمانيا Alemannia (909)؛ وعجزت الحكومة المركزية عن حماية هذه الولايات، فكان على جميع واحدة منها حتى تدافع عن نفسها. وجهز أدواق الولايات ما يحتاجونه من الجيوش بأن أبتروا أتباعهم الأرض نظير قيامهم بالخدمة العسكرية، ونال الأدواق بفضل الجيوش المؤلفة على هذا النحواستقلالهم العملي عن التاج، وأنشئوا ألمانيا الإقطاعية. ولما توفي لويس حمل الأعيان وكبار رجال الدين كنراد الأول دوق فرنكونيا (911- 918) على عرش البلاد، وكانوا قد نجحوا في حتىقد يكون لهم هم حق اختيار الملك. وأنهك كونراد قواه في النزاع مع هنري دوق سكسونيا، ولكنه بلغ من الحصافة حتى أوصي باختيار هنري ليخلفه على العرش. وصد هنري الأول، المسمى "بالصائد" لشغفه بصيد الطير، قبائل الوند الصقلية إلى نهر الأودر Oder وحصن ألمانيا لتقوى على صد المجر، وهزمهم في عام 933 ومهد بجهوده السبيل إلى أعمال ابنه المجيدة.


العصور الوسطى

شارلمان

الامبراطورية الرومانية المقدسة في أقصى اتساعها أثناء الحملات الصليبية..
الأمراء-الناخبون في الامبراطورية الرومانية المقدسة. (من اليسار إلى اليمين: كبير أساقفة كولونيا، كبير أساقفة ماينز، كبير أساقفة ترير، كونت پالاتين، دوق ساكسونيا، مارگراڤ براندنبورگ وملك بوهميا)
الامبراطورية الرومانية المقدسة، القرن العاشر
قلعة مارين‌بورگ (مالبورك) للفرسان التيوتون

قام شارلمان أوشارل العظيم (Karl der Große) الذي ينحدر من القبائل الجرمانية بتأسيس مملكة الفرنجة. توج بعدها كأول قيصر للإمبراطورية الغربية (800 م)، فاعتبر ذلك احياءً للإمبراطورية الرومانية التي قضى عليها البرابرة قبل ثلاث قرون من الزمن. إلا حتى الإمبراطورية الوليدة لم تعمر طويلاً، فبعد وفاة الأخير تقاسم أبناؤه الثلاثة المملكة، اثنتان فقط من بين هذه الممالك عمرتا، مملكة الفرنجة الغربية (Westfrankenreich) والتي عهدت بعدها باسم فرنسا، ومملكة الفرنجة الشرقية (Ostfrankenreich) والتي كونت ما يعهد اليوم بألمانيا.

اوتوالعظيم

لوبك، القرن 15.
أوتوالأول ينتصر على ملك إيطاليا برنگار (مخطوطة ح. 1200 م)

حسب الأعراف الحالية يعتبر تاريخ 2 فبراير 962 موافقا لميلاد ما يعهد اليوم بألمانيا، في هذا اليوم بذات تم تتويج الملك أوتوالأول العظيم صاحب مملكة الفرنجة الشرقية إمبراطورا أوقيصرأ على البلاد وجرت مراسيم التتويج في روما كما كان الحال مع شارل العظيم.


المصطلح sacrum imperium (الامبراطورية المقدسة) اُستُخدِم لأول مرة في عصر فريدريش الأول، ووُثـِّق لأول مرة في 1157.

وكان أتوالأول الأكبر (936- 973) شارلمان ألمانيا. ولم يكن سنه حين جلس على العرش قد تجاوزت الرابعة والعشرين، ولكنه كان في هذه السن الصغيرة مليكاً بحق في مظهره ومخبره، وأحس بما للمراسم والرموز من عظيم الشأن فأقنع أدواق لورين، وفرنكونيا، وسوابيا، وبافاريا، بأن يؤلفوا حاشيته في حفل تتويجه الفخم في آخن على يد هيلدبرت Hildebert كبير الأساقفة، ولكن الأدواق ثاروا فيما بعد على سلطته المطردة النماء، وأغروا هنري أخاه الأصغر بأن يشهجر معهم في مؤامرة تعمل لخلعه. وكشف أتوهذه المؤامرة، وقضى عليها، وعفا عن هنري، ثم ائتمر هنري بهد مرة أخرى، وعفا عنه للمرة الثانية؛ وأبتر المليك الداهية دوقيات جديدة لأصدقائه وأقاربه، وأخضع الأدواق لسلطانه شيئاً فشيئاً. ولم يرث من اتى بعده من الملوك ما كان له من دهاء وعزيمة ماضية فاحترقت ألمانيا في العصور الوسطى بنار النزاع بين الإقطاع، والملكية. وانحاز الأساقفة الألمان إلى جانب الملك في هذا النزاع، فأصبحوا بذلك مساعديه ومستشاريه في الشئون الإدارية، بل كان منهم في بعض الأحيان قواد جنده. وكان الملك يعين الأساقفة والرؤساء الأساقفة كما كان يعين غيرهم من موظفي الحكومة، فأصبحت الكنيسة الألمانية بهذه الوسيلة نظاماً قومياً بحتاً لا ترتبط بالبابوية إلا بأوهن الروابط. واتخذ أتوالدين المسيحي قوة لتوحيد البلاد فصهر به القبائل الألمانية وخلق منها دولة قوية.

وهاجم أتوالوند استجابة لرغبة أساقفته، وحاول حتى يرغمهم بالسيف على اعتناق المسيحية. وأرغم ملك الدنمرقة ودوق بولندة وبوهيميا على حتى يعترفوا به سيدهم الإقطاعي. وكان يطمع في حتى يتولى عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ولهذا رحب بالدعوة التي وجهتها إليه أدليد الحسناء أرملة لوثير ملك إيطاليا لينقذها مما لحق بها من الإهانة على يدي برنجار الثاني المليك الجديد. وخلط أتوبمهارته بين السياسة والغرام، فغزا إيطاليا وتزوج بأدليد، وسمح لبرنجار حتى يحتفظ بمملكته على حتى تكون إقطاعاً له من التاج الأماني (951). وأبى الأشراف الإيطاليون حتى يعترفوا بألماني إمبراطوراً لأن هذا يستلزم حتىقد يكون هذا الإمبراطور سيداً لإيطاليا، وبدأ وقتئذ بين الطرفين نزاع دام ثلاثة قرون. وخرج على كنراد وهوغائب عن ألمانيا ابنه لودلف وزوج ابنته كنراد فعاد أتوإلى ألمانيا لكيلا ينشأ عن محاولته حتىقد يكون إمبراطوراً ألا يظل ملكاً. ولما حتى غزا المجر ألمانيا مرة أخرى (954) رحب بهم لودلف وكنراد وأمدهم بمن يرشدهم في غزوهم. وبتر أتودابر الفتنة، وعفا عن لودلف، وأعاد تنظيم جيشه، وأسقط بالمجر عند لخفلد Lechfeld القريبة من أجزبرج Augsburg هزيمة منكرة (955)، أفاءت على ألمانيا فترة طويلة من الأمن والسلام. وصرف أتوبعدئذ جهوده إلى شئون البلاد الداخلية- فأعاد النظام إلى نصابه، وقضى على الجرائم، وأعاد ألمانيا المتحدة إلى الوجود، وجعلها أعظم دولة رخاء في تلك الأيام.

وسنحت له الفرصة مرة أخرى لإنشاء الإمبراطورية حين استعانا البابا يوحنا الثاني عشر على برنجار (959). فغزا أتوإيطاليا على رأس قوة كبيرة، ودخل روما من غير قتال، وتوجه يوحنا الثاني عشر إمبراطوراً رومانياً على الغرب في عام 962. ثم ندم البابا على عملته، وأخذ يشكومن حتى أتولم يوف بما وعده به من إعادة إكسرخسية برافنا إلى البابوية. واتخذ أتوالمستوى المتطرفة الجريئة فزحف على روما، وعقد مجلساً دينياً من الأساقفة، وأقنعه بوجوب خلع يوحنا وتنصيب رجل من غير رجال الدين بابا مكانه باسم ليوالثامن (963).واقتصرت أملاك البابلي وقتئذ على دوقية روما وإقليم سابينا، واندمجت بقية إيطاليا الوسطى والشمالية في إمبراطورية رومانية مقدسة أضحت إقطاعية من إقطاعيات التاج الألماني. وكان ملوك ألمانيا يتخذون من هذه الحوادث حجة يبنون عليها انادىءهم حتى إيطاليا جزء من ميراثهم، أما البابوات فكانوا يتذرعون بها للقول بأن أحداً لا يستطيع حتىقد يكون إمبراطوراً رومانياً في الغرب إلا إذا توجه البابا.

ولما أحس أتوبقرب منيته أراد حتى يتقي ما عسى حتى يعقب موته من الفوضى فحمل البابا يوحنا الثالث عشر على حتى يتوج ابنه أتوالثاني إمبراطوراً معه (967)، وزوج ابنه هذا بثيوفانوابنة رومانوس Romanus الثاني إمبراطور بيزنطية (972)، وتحقق بذلك إلى وقت قصير ما كان يحلم به شارلمان من توحيد الإمبراطوريتين بطريق الزواج، ثم توفي أتوولما يتجاوز الستين من عمره، ولكنه قام في هذه السنين القلائل بما لم يقم به ذووالأعمار الطوال (973)، وحزنت عليه ألمانيا كلها وعدته أعظم ملوكها. وصرف أتوالثاني (973- 983) جهوده في ضم إيطاليا الجنوبية إلى دولته ومات في هذه المحاولة منهوك القوى قبل الأوان. وكان أتوالثالث (983- 1002) وقتئذ طفلاً في الثالثة من عمره، فحكمت البلاد أمه وجدته أدليد نائبتين عنه مدة ثمان سنين، وأدخلت ثيافانوفي أثناء نفوذها الذي دام ثمانية عشر عاماً بعض مظاهر الرقة البيزنطية إلى البلاط الألماني، وبث روح النهضة التي بدأها أتوفي الآداب والفنون.

ولما بلغ أتوالسادسة عشرة من عمره (996) شرع يحكم البلاد بنفسه. وأثر فيه جربرت وغيره من رجال الين، فعرض حتى يتخذ روما عاصمة لملكه، ويجمع البلاد المسيحية كلها تحت سيادة الإمبراطورية الرومانية بعد حتى يعيدها إلى الوجود ويشهجر في حكمها الإمبراطور والبابا. وفسر أعيان روما ولمباردية وسوقتها هذا العمل بأنه مؤامرة ترمي إلى إقامة حكم بيزنطي ألماني في إيطاليا، ولهذا وقفوا في وجه أتو، وأقاموا في البلاد "جمهورية رومانية" وقلم أتوأظفار الفتنة، وأعدم كرسنتيوس Crescentius زعيمها، ثم عين جربرت بابا في عام 999؛ ولكن حياة أتوالتي لم تزد على اثنتين وعشرين سنة، وبابوية جربرت التي دامت أربع سنين، كانتا أقصر من حتى تمكناه من تطبيق سياسته بحذافيرها؛ يضاف إلى هذا حتى أتو، وهونصف قديس ولكنه رجل إلى حد ما، قد سقط فيحب استفانيا Stephania أرملة كرسنتيوس، ورضيت حتى تكون عشيقته وسجينته، ولما أحس المليك الشاب حتى الموت يسري في عروقه أخذ يبكي ويندم، حتى قضى نحبه في فيتربوViterbo ولما يتجاوز الثانية والعشرين من عمره(83).

وبذل هنري الثاني (1002- 1024) آخر ملوك ألمانيا السكسون جهد ليعيد إلى الملك قوته في إيطاليا وألمانيا، حيث قوى الحكم الغلامين الصغيرين سلطان الأدواق وجرأ عليهما الدول المجاورة لهما. وبدأ بنكراد الثاني (1024- 1039) حكم الأسرة الفرنكنونية أوالسالية من الأباطرة وقد أعاد السلام إلى إيطاليا وضم إلى ألمانيا مملكة برغندية أوآرليس Aales. ودفعته حاجة إلى المال إلى حتى يبيع مناصب الأساقفة بأثمان عالية أنبه عليها ضميره، فأقسم ألا يعود إلى بيع المناصب الدينية بالمال و"كاد يفلح في حتى يبر بقسمه"(84). وبلغت الإمبراطورية في عهد ابنه هنري الثالث (1039- 1056) ذروة مجدها وقد عرض في "يوم الغفران" من عام 1043 في كنستانس Constance حتى يعفوعن جميع من أساء إليه، وحض رعاياه حتى يطهروا صدورهم من جميع حقد ورغبة في الانتقام. وقد أفلح بفضل مواعظه وقدوته الحسنة- وبفضل سلطانه في أغلب الظن- في حتى يقضي على كثير من منازعات الأدواق، وتعاون مع "الهدنة الإلهية" في نشر ظل عهد مضىي قصير الأجل على أوربا الوسطى. وقد ناصر العلوم، وأنشأ المدارس، وأتم كنائس اسبير، ومينز، وورمز. ولكنه لم يكن قديساً عمل للسلام الدائم، فقد ظل يحارب المجر حتى اعترفت له بالسيادة الإقطاعية عليها، وخلع ثلاثة من المتنافسين على البابوية، وعين اثنين من البابوات واحداً بعد الآخر، ولم يكن في أوربا كلها من يماثلها في سلطانه، ولكنه اندفع بسلطانه في آخر الأمر إلى الحد الأقصى فأثار بذلك مقاومة الأساقفة والأدواق جميعاً. غير أنه توفي قبل حتى تهب العاصفة، وخلف لهنري الرابع بابوية معادية، ومملكة مضطربة.

وكان هنري في الرابعة من عمره حين توج ملكاً في آخن وفي السادسة حين توفي أبوه وحكمت أمه واثنان من الأساقفة بالنيابة عنه حتى عام 1065 حين أعرب حتى الغلام وهوفي الخامسة عشرة قد بلغ سن الرشد، فوجد نفسه وقد آلت إليه سلطة إمبراطورية كفيلة بلا ريب حتى تمضى بعقل أس شاب، وأصبح بطبيعة الحال يؤمن بالسلطة المطلقة، ويسعى لأن يحكم البلاد على هذا الأساس. وسرعان ما عثر نفسه في خصام أوحرب مع هذا أوذاك من النبلاء الذين كادوا لعجزه حتى يبتروا أوصال دولته. ذلك حتى السكسون قد أغضبتهم الضرائب المفروضة عليهم، وأبوا حتى يردوا أراضي التاج التي يدعيها لنفسه، وظل يحاربهم حرباً منبترة دامت خمسة عشر عاماً (1072- 1088)؛ ولما حتى هزمهم في عام 1075 أرغم قوتهم الكبرى ومن فيها من أشم النبلاء أنوفاً وكبار الأساقفة الحربيين حتى يمشوا حفاة مجردين من السلاح بين صفين من جنده، ويقدموا مراسم الاستسلام عند قدميه وفي تلك السنة نفسها أصدر البابا جريجوري السابع مرسوماً يعارض به حق غير رجال الدين في تعيين الأساقفة أورؤساء الأديرة، واستمسك هنري بالسوابق المتبعة منذ مائة عام، ولم يشك مطلقاً في حتى تعيين هؤلاء وأولئك من حقه، وظل عشر سنين يحارب جريجوري حرباً دبلوماسية وعسكرية، لم تنته إلا بموته، وكانت من أشد الحروب هولا في تاريخ العصور الوسطى. وانتهز نبلاء ألمانيا المتمردون المشاكسون هذا النزاع ليزيدوا سلطتهم الإقطاعية، وعاد السكسون الذين استذلهم الملوك إلى ثورتهم. وانضم أبناء هنري إلى معارضيه وظل النزاع قائماً حتى نادى مجلس مينز بهنري الخامس ملكاً في عام 1098، وأسر الابن أباه وأرغمه على النزول عن العرش (1105) ثم فر الأب وخذ يحشد جيشاً جديداً، ولكنه توفي في ليبيج في السنة السابعة والخمسين من عمره (1106)، ولم يجد البابا باسكال Paschal الثاني من حقه حتى يمنح رجلاً محروماً توفي دون حتى يتوب دفنة مسيحية، ولكن أهل ليبيج تحدوا البابا والملك وشيعوا جنازة هنري الرابع في موكب ملكي فخم وواروه التراب في كنيستهم الكبرى.


بلاد نهر الراين (1066-1315)

كانت الأنطقيم المحتشدة حول حوض الرين الأدنى ومصابه الكثيرة من أغنى أنطقيم العالم في العصور الوسطى. فقد كان في جنوب الرين إقليم فلاندرز الممتد من كاليه Calais مخترقاً بلجيكا الحالية إلى نهر الشلد Sheldt. وكان هذا الإقليم من الوجهة الرسمية إقطاعية من ملك فرنسا، ولكنه كان من الوجهة العملية تحت حكم أسرة مالكة من النبلاء المستنيرين لا يحد من سلطتهم إلا ما كان للمدن من استقلال ذاتي تفخر به. وكان الأهلون القريبون من الرين ينتمون إلى العنصر الفلمنكي، وأصلهم من عنصر ألماني يسكن البلاد المنخفضة ويتحدثون لهجة ألمانية؛ أما من كانوا يقطنون في غرب نهر ليس Lys فكانوا من الولون Walloons- وهم خليط من الألمان والفرنسيين امتزجوا بأصل كلتي- ويتحدثون لهجة فرنسية. وأثرت غنث وأودنارد Audenaarde، وكورتربه، وإيبرس، وكاسل Kassel في الإقليم الشمالي الشرقي الفلمنكي؛ وبروج، وليل، ودويه في الإقليم الجنوبي الغربي الولوني، أثرت هذه البلدان من تجارتها وصناعتها وإن كانتا قد سببتا لها الاضطراب. وكانت كثافة السكان في هذه المدن أكثر منها في سائر المدن الأوربية القائمة في شمال جبال الألب، وكانت هذه المدن تسيطر على حكامها الأشراف في عام 1300؛ فقد كان قضاة المقاطعات الكبرى يؤلفون من بينهم محكمة عليا للبلاد ويتفاوضون مستقلين مع المدن والحكومات الأجنبية(56). وكان أولئك الحكام الأشراف في العدة يتعاونون مع المدن، ويشجعون التجارة والصناعة، وكانت لهم عملة مستقرة، ووضعوا منذ عام 1100- أي قبل إنجلترا بمائتي عام- نظاماً عاماً للمقاييس والموازين يعمل به في جميع المدن.

لكن حرب الطبقات قضت في آخر الأمر على حرية المدن وحرية حكامها الأشراف. والسبب في ذلك حتى صعاليك المدن زاد عديدهم، واشتد غضبهم وسلطانهم، وأن الحكام الأشراف انضموا إليهم ليناهضوا بهم الطبقة الوسطى الغنية المغترة بنفسها؛ فلجأ التجار إلى فليب أغسطس يطلبون إليه المعونة، فوعدهم بها يرجوبذلك حتى يخضع فلاندرز إلى التاج الفرنسي خضوعاً أتم من ذي قبل. وكانت إنجلترا تحرص على حتى تظل أبرز سوق تصرف فيها صوفها بعيدة عن سيطرة ملك فرنسا، فعقدت حلفاً مع حكام فلاندرز، مع هينوHainault دوق برابانت Brabant وأوتوالرابع Otto IV إمبراطور ألمانيا. وهزم فليب جيوش هذا الحلف عند بوفين (1214)، وأخضع حكام فلاندرز، وحمى النظام الألجركي للتجار. ولم ينبتر نزاع السلطات والطبقات بعد هذه الهزيمة؛ حتى إذا كان عام 1297 تحالف الكونت گي ده دامپيير Guy de Dampierre مرة أخرى مع فلاندرز وإنجلترا؛ فما كان من فليب الجميل إلا حتى غزا فلاندرز، وزج جي في السجن، وأرغمه على تسليم البلاد إلى فرنسا. فلما حتى زحف الجيش الفرنسي لاحتلال بروج، ثار العامة عليه، وهزموا الجنود، وذبحوا أغنياء التجار، واستولوا على المدينة. وبعث فليب بجيش قوي ليغسل هذه الإهانة التي لحقته؛ وألف عمال المدن من أنفسهم جيشاً مرتجلاً عاجلاً هزموا به الفرسان والجنود المرتزقة التي بعثت بها فرنسا في معركة كورتريه (1302)؛ واخرج جي ده دمبيير الشيخ من سجنه وأعيد إلى منصبه، واستمتع الحلف العجيب بين الحكام الأشراف والصعاليك الثوار بالنصر عشر سنين.

وظلت البلاد المعروفة لنا الآن باسم هولندة جزءاً من مملكة الفرنجة من القرن الثالث حتى التاسع؛ ثم أصبحت في عام 843 هي الطرف الشمالي لدولة لورين الحاجزة التي أنشأتها معاهدة ڤردون Verdun. وقسمت تلك البلاد في القرنين التاسع والعاشر إقطاعيات كي تستطيع صد غارات الشماليين. وبتر الألمان الأشجار من الإقليم الكثيف الغابات الواقع في شمال نهر الرين، واستقروا فيه، وأطلقوا عليه اسم هولندة، أي أرض الغابات. وكان معظم أهله أرقاء أرض، منهمكين في كدحهم لانتزاع القوت من أرضين لابد لهم حتى يقيموا الحواجز حولها لوقايتها من ماء البحر أولتجفيفها بعد حتى تطغى المياه عليها. غير أنها كانت تضم أيضاً مدناً ليست كالمدن الفلمنكية ثروة أواضطراباً، بل تعتمد اعتماداً سليماً على الصناعة المستقرة والتجارة المنتظمة. وكانت دوردرخت Dordrecht أكثر هذه المدن رخاء؛ كما كانت أوترخت Utrecht مركزاً للعلوم، وهارلم مقر كونت هولندة؛ وأضحت دلفت Delft عاصمة البلاد إلى حين، ثم انتقلت العاصمة حوالي عام 1250 إلى لاهاي The Hague . وكان أول ظهور أمستردام في عام 1204 حين شاد أحد الأعيان الإقطاعيين قصراً حصيناً عند مصب نهر أمستل Amstel؛ واجتذب هذا المسقط الأمين على الزيدرزي Zuider Zee والقنوات الكثيرة التي تخترقه في جميع مكان- اجتذب هذا المسقط التجارة، ثم جعلت المدينة في عام 1297 ثغراً حراً تفرغ فيه المتاجر ويعاد شحنها دون حتى تؤدي ضرائب جمركية؛ وأضحى لهولندة الصغيرة من ذلك الحين شأن عظيم في شئون العالم الاقتصادية، وفيها غذت التجارة الثقافة كما يحدث في غيرها من البلدان، فنحن نسمع في القرن الثالث عشر عن شاعر هولندي مارلانت Maerlant، يهجوحياة رجال الدين المترفين هاتى لاذعاً. وبدأ الفن الهولندي حياته الفذة العجيبة في الأديرة، وكان يضم النحت، وصناعة الخزف، والتصوير، وتزيين الخط.

وكانت دوقية برابانت تقوم إلى جنوب هولندة، وكانت تضم وقتئذ مدائن أنڤرس Antwerp، وبروكسل ولوڤان Louvain. أما لييج فكان يحكمها أساقفتها حكماً مستقلاً، وكانوا يهجرون لها قسطاً كبيراً من الحكم الذاتي؛ وكان إلى جنوب برابانت مقاطعات هينو، ونامور Namur، وليمبورگ Limburg، ولوكسمبورگ. ثم دوقية لورين ومدائنها تريير Trier، ونانسي Nancy، ومتز؛ ثم عدة إمارات أخرى خاضعة خضوعاً اسمياً لإمبراطور ألمانيا، ولكنها كانت متروكة في الأغلب الأعم لأشرافها الحكام. وكان لكل من هذه الأنطقيم تاريخه الحافل بأحداث السياسة، والحب، والحرب؛ فلنودعها ولننتقل إلى غيرها. وكان في جنوبها وغربها إقليم برغندية التي تكون الآن الجزء الشرقي من وسط فرنسا؛ وكانت حدودها تتبدل على الدوام تبدلاً لا يشجعنا على تعيينها، أما أحداثها السياسية فإنها تتبدل على الدوام تبدلاً لا يشجعنا على تعيينها، أما أحداثها السياسية فإنها كفيلة بأن تملأ مجلدات ضخمة عديمة الفائدة. وحسبنا حتى نقول عنها إذا رودلف الأول جعلها مملكة مستقلة في عام 888؛ وإن رودلف الثالث أوصى في عام 1032 بضمها إلى ألمانيا. ولكن جزءاً منها ضم فرنسا في هذا العالم نفسه وأصبح دوقية تابعة لها. وكان أدواق برگغندية، كما كان ملوكها السابقون يحكمونها، حكماً يشير على الحكمة والذكاء، وكانت الكثرة الغالبة منهم تحرص على السلم. ويقع أزهى عصورهم في القرن الخامس عشر.

وكانت سويسرا في العصور القديمة موطن عدد من القبائل المتنوعة- هلڤتي Helvetii، ورئتي Raeti، وليپوتي Lepouti- وهم خليط من الأصول الكلتية، والتيوتونية، والإيطالية. واحتلت قبائل الألماني Alemani الهضبة الشمالية وصبغتها بالصبغة الألمانية؛ ثم قسمت البلاد بعد انهيار الدولة الكارولنجية إلى إقطاعيات خضعت للدولة الرومانية المقدسة. غير حتى استعباد سكان الجبال من أشق الأعمال، ولذلك فإن أهل سويسرا سرعان ما حرروا أنفسهم من الاسترقاق الإقطاعي وإن ظلوا يؤدون بعض الالتزامات الإقطاعية. وكان أهل القرى المجتمعون في جمعيات ديمقراطية يختارون موظفيهم، ويحكمون أنفسهم بمقتضى الشرائع الألمانية القديمة شرائع الألماني Alemanni والبرگنديين. وألف الفلاحون المجاورون لبحيرة لوسرن Lucerne "مقاطعات غابية" (Waldst?lte) للدفاع المتبادل- وهذه المدن هي: أوري Uri، ونيدڤالدن Nidewalden، وشڤيتس Schwyz. ومن هذه المدينة الأخيرة اشتق اسم دولة سويسرا. وكان الأهلون الأشداء سكان المدن التي نشأت عند ممرات الألب- جنيڤ، وكونستانس، وفرايبورگ، وبرن، وبازل- ينتخبون موظفيهم، وينفذون قوانينهم الخاصة بهم، ولم يكن سادتهم الإقطاعيون يعترضون على هذا الأسلوب من الحكم، ما دامت الضرائب الإقطاعية الأساسية تؤدي لهم.

غير حتى كونتات آل هابسبورگ الذين كانوا يسيطرون على الأنطقيم الشمالية منذ عام 1173 لمقد يكونوا يسيرون على هذه القاعدة، ولما حتى حاولوا فرض الالتزامات الإقطاعية بأشد ضروب القسوة، أغضبوا أهل شويز، فألفت الثلاث المقاطعات الغابية في عام 1291 "حلفاً أبدياً" وأقسم أهلها حتى يتعاونوا على صد الغارات الأجنبية، والقضاء على الفتن الداخلية، وأن يفضوا جميع منازعاتهم بالتحكيم، وألا يعترفوا بقاض يُنصب عليهم إذا كان من غير أهل واديهم، أوكان قد ابتاع منصبه. وسرعان ما انضمت مدائن لوسرن، وزيورخ، وكونستانس إلى هذه الجامعة. وسير أدواق هابسبورج في عام 1315 جيشين على سويسرا ليرغموا أهلها على أداء جميع الالتزامات الإقطاعية، ولكن مشاة شويز وأوري المسلحين بالرماح ذات البلط في رؤوسها هزموا الفرسان النمساويين في "ماراثون سويسرا"، هزيمة انسحبت على أثرها القوات النمساوية، وجددت المقاطعات الثلاث يمين المساعدة المتبادلة (9 ديسمبر سنة 1315)، وأنشأت الاتحاد السويسري. ولم تكن سويسرا قد أصبحت بعد دولة مستقلة، فقد كان المواطنون الأحرار يعترفون ببعض الالتزامات الإقطاعية، وبسيادة إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة. ولكن السادة الإقطاعيين والأباطرة المقدسين عهدوا كيف من الممكن أن يحترمون أسلحة المقاطعات والمدن السويسرية وحرياتها، ومهد فوز مورگارتن السبيل لقيام أكثر الديمقراطيات استقراراً وأعظمها تمسكاً بالعقل والاتزان في التاريخ كله.

العصبة الهانزية

طرق التجارة الرئيسية للعصبة الهانزية.

التوسع شرقاً

الكنيسة والدولة

فريدريك الأول باربروسا، كان الامبراطور الروماني المقدس من 1155 حتى 1190.

كان الذين كسبوا المعركة في النزاع التاريخي القائم حول تولي غير رجال الدين المناصب الكهنوتية هم أشراف ألمانيا- الأدواق واللوردة، والأساقفة، ورؤساء الأديرة. وقد سيطر هؤلاء على الملكية الضعيفة بعد هزيمة هنري الرابع؛ وأقاموا في البلاد نظاماً إقطاعياً يعمل على تفكيكها وإضعاف سلطان حكومتها المركزية، وأدى هذا النظام إلى حرمان ألمانيا في القرن الثالث عشر من زعامة أوربا. وخلع هنري الخامس (1106-1126) أباه عن العرش، وواصل كفاح أبيه ضد البارونات والبابوات. ولما رفض پاسكال الثاني Paschael II حتى يتوجه إمبراطوراً إلا إذا هبط عن حقه في تولية غير رجال الدين المناصب الكهنوتية، زج بالبابا والكرادلة في السجن. ولما توفي ألغي الأشراف نظام الملكية الوراثية، وقضوا على الأسرة الفرنكونية Franconian، وولوا لوثير الثالث Lothair III السكسوني ملكاً على البلاد، وبعد ثلاثة عشر عاماً من ذلك الوقت أسس كونراد الثالث Conrad III أسرة هوهن‌شتاوفن Hohenstaufen السوابية أقوى أسرة ملكية في تاريخ ألمانيا كله.

ولم يوافق الدوق هنري البافاري على من سقط عليه اختيار الناخبين، وأيده في هذا الرفض عمه ولف Welf أوجلف Guelf؛ وشب النزاع من هذا الوقت بين گلف وگبلين Ghibelline وهوالنزاع الذي اتخذ في القرنين الثاني عشر والثالث عشر صوراً كثيرة، وكانت له نتائج متعددة.

وحاصر جيش آل هوهن‌شتاوفن العصاة البافاريين في بلدة ڤايزبرگ Weisberg وقلعتها. وتقول إحدى الروايات القديمة إذا المدينتين المتنازعتين "هي ولف!" و"هي ويبلنجّ" سجلتا اسم الطائفتين المقتتلتين، وتقول القصص الظريفة إنه لما قبل السوابيون المنتصرون استسلام المدينة على حتى يؤمن النساء وحدهن من القتل، وان يسمح لهن بمغادرتها ومعهن جميع ما يستطعن حمله، خرجت من القتل، وأن يسمح لهن بمغادرتها وهن يحملن أزقابلن على ظهورهن(20). وعقدت هدنة في عام 1142 حين خرج كنراد للحرب الصليبية، ولكن كنراد أخفق في غرضه وعاد يجلله العار. وخيل إلى الناس حتى بيت هوهنستاوفن قد تلطخ اسمه بالعار حين جلس على العرش أعظم رجل من رجاله.


حوالي منتصف القرن 14، نهش الموت الأسود في جسد ألمانيا واوروپا (من رسيرة الموت رسم مايكل ڤولگموت).

وكان فريدريش friedrich (سيد السلام) أوفردريك الأول (1152-1190) في سن الثلاثين حين اختير ملكاً. ولم يكن رجلاً مهيب الطلعة- فقد كان قصير القامة، أبيض البشرة، أصفر الشعر، ذا لحية حمراء أكسبته في إيطاليا اسم بربروسه Barbarossa، ولكنه كان ذا عقل صاف وعزيمة ماضية؛ قضي حياته في العمل لخير الدولة، وأعاد ألمانيا إلى زعامة العالم المسيحي وإن كان قد مني بكثير من الهزائم. وإذ كان يجري في عروقه دم آل هوهنستاوفن وآل ولف جميعاً، فقد نادى بسلم في البلاد Landfried، وصالح أعداءه، وهدأ أصدقاءه، وقضى بشدة على المنازعات، والاضطرابات، والجرائم. ويصفه معاصروه بدماثة الخلق، وباستعداده الدائم ابتسامة رقيقة جذابة، وإن كان "شديد الوطأة على الأشرار" حتى كانت قسوة قوانينه الجنائية، وهمجيتها عاملاً في تقدم الحضارة في ألمانيا. وكان الناس يثنون بحق على حياته الخاصة لما عهد عنه من تمسكه بأهداب العفة والفضيلة، وإن كان قد طلق زوجته الأولى لقربها إليه من ناحية العصب، وتزوج بوريثة كونت برغندية فنال بهذا الزواج مع عروسة مملكة.

وإذ كان يتوق لأن يتوجه البابا إمبراطوراً، فقد وعد يوجنيوس الثالث Eugenius III حتى يساعده على الرومان المتمردين، والنورمان المشاكسين، إذا حقق البابا رغبته، وقدم الملك الشاب الفخور إلى نيبي Nepi القريبة من روما حيث التقى بهدريان الرابع البابا الجديد، وأغفل الشعيرة المعتادة القاضية بأن يمسك الحاكم الزمني زمام جواد البابا وركابه ويساعده على النزول. وبذلك هبط هدريان إلى الأرض من غير معونة، وأبى على فردريك "قبلة السلام" وتاج الإمبراطورية إلا إذا أدى فردريك هذه الشعيرة. وظل أعوان البابا والملك يومين كاملين يتناقشون في هذه المسألة ويجعلون تاج الإمبراطورية معلقاً على أداء المراسم الشكلية، حتى خضع فردريك آخر الأمر، فانسحب البابا وعاد إلى المدينة ممتطياً صهوة جواده، وأمسك فردريك بزمام فرس البابا وركابه، وظل من ذلك الحين يتحدث عن الإمبراطورية المقدسة، يرجومن وراء هذا حتى يعترف العالم بأن الإمبراطور هوالبابا النائبان عن الله في الأرض.

وجعله لقبه الإمبراطوري ملكاً على لمبارديا أيضاً؛ ولم يكن حاكم ألماني بعد هنري الرابع يستمسك بحرفية هذا اللقب، ولكن فردريك سرعان ما بعث إلى جميع بلد من بلدان إيطاليا الشمالية حاكماً يصرف أمورها باسمه. وقبلت بعض المدن أولئك السادة الأجانب ولم يقبلهم بعضها. وإذ كان فردريك يحب النظام أكثر من الحرية، ولعله أيضاً كان يرغب في السيطرة على المنافذ الإيطالية لتجارة ألمانيا مع بلاد الشرق، فقد خرج في عام 1158 ليخضع البلاد الثائرة التي تعشق الحرية أكثر من النظام. واستدعى إلى بلاطه في رنكاجليا Roncaglia فقهاء القانون الذين كانوا يحيون الشريعة الرومانية في بولونيا؛ وسره حتى يعهد منهم حتى هذه الشريعة تجعل الإمبراطور صاحب السلطة المطلقة على جميع أجزاء الإمبراطورية والمالك لكل ما فيها، وتخوله حق تعديل الحقوق الشخصية أوإلغائها إذا رأى في تعديلها أوإلغائها مصلحة للدولة. ورفض البابا اسكندر الثالث هذه الانادىءات لخوفه منها على حقوق البابوية الزمنية، وأيد هذه الرفض بإعلانه حتى هذه الحقوق هبات من بيبين وشارلمان؛ ولما أصر فردريك على الاستمساك بمطالبه حرمه البابا من الكنيسة (1160). وانتقلت وقتئذ صيحات مدينتي جلف وغبلين لتمثل أولاهما مؤيدي البابا والثانية مؤيدي الإمبراطور. وحاصر فردريك مدينة ميلان العنيدة عامين كاملين، حتى إذا استولى عليها آخر الأمر حرقها عن آخرها (1162). وأغضبت هذه القسوة مدائن فيرونا، وفيسنزا، وپادوا، وترفيزو، وفرارا، ومانتوا، وبرشيا، وبرجامو، وكرمونا، وپياچنزا، وپارما، ومودِنا، وبولونيا، وميلان، فعقدت فيما بينهما حلف جامعة المدن اللمباردية (1167) وهزمت جيوش تلك الجامعة جيش فردريك الألماني عند لنيانوفي عام 1176، وأرغمته على حتى يعقد هدنة تدوم ست سنين. واصطلح الإمبراطور والبابا بعد عام من ذلك الوقت، وسقط فردريك معاهدة صلح في كنستانس (1183) أعاد بها الحكم الذاتي إلى المدن الإيطالية. وأقرت هذه المدن في نظير هذا بالسيادة الاسمية للإمبراطورية عليها، ووافقت كرماً منها وشهامة على حتى تمد فردريك وحاشيته بما يلزمه من الزاد في زيارته للمبارديا.

إلى غير ذلك هزم فردريك في إيطاليا ولكنه انتصر في جميع البلاد الأخرى، وأفلح في تثبيت نادىئم السلطة الإمبراطورية على بولندة، وبوهيميا، والمجر. وفرض من حديث على رجال الدين الألمان، بالعمل إذا لم يكن بالقول، جميع حقوق تولي المناصب التي كان يطالب بها هنري الرابع، وكسب معونة هؤلاء الرجال حتى على البابوات أنفسهم(21). ونعمت ألمانيا بما ناله من مجد، وسرها حتى تستدعيه من إيطاليا، واغتبطت بمواكب الفرسان التي كانت تسير في حفلات تتويجه، وزيجاته، وأعياده. وخرج الإمبراطور الشيخ في عام 1189 على رأس مائة ألف من الرجال إلى الحرب الصليبية الثالثة، ولعله كان يرغب في حتى يؤلف من الشرق والغرب إمبراطورية رومانية تعود إلى رقعتها القديمة. ومات الإمبراطور غريقاً في قليقية بعد عام من ذلك الوقت.

وكان فردريك كما كان شارلمان مشبعاً إلى أقصى حد بالتنطقيد الرومانية، وقد أنهك قواه بما بذله من الجهد لإحياء ماضيها الميت. وحزن أنصار الملكية المطلقة المعجبون بها لما مني به من الهزائم، وعدوها فوزاً للفوضى، أما عشاق الديمقراطية فيسرون بها ويرونها مراحل في طريق الحرية. وإذا ما نظرنا إلى أعماله بعينه هورأيناه على حق فيما عمل؛ فقد كانت ألمانيا وإيطاليا تسيران مسرعتين في طريق الفساد واختلال النظام، ولم تكن سلطة غير سلطة الإمبراطورية القوية تستطيع القضاء على المنازعات والاضطرابات الإقطاعية والحروب القاتمة بين المدن المتنوعة، وكان لابد حتى يستتب النظام ليمهد السبيل إلى نشأة الحرية القومية. ونسجت حول فردريك الأول في عهود الضعف الألمانية المقبلة أقاصيص دالة على حب الشعب له، وخلع على بربروسه بعد حين من الصفات ما كان القرن الثالث عشر يتصور وجوده في حفيده: فقيل إنه لم يمت بحق بل جميع ما في الأمر أنه كان نائماً في جبال كيفهوزر Kyffhauser بثورنجيا Thuringia، وكان في مقدور الناس حتى يروا لحيته الطويلة تنمومخترقة ما يغطيه من الرخام؛ وسوف يستيقظ من نومه في يوم من الأيام، وينفض الثرى عن كتفيه، ويعيد إلى ألمانيا النظام والقوة. ولما أنشأ بسمارك دولة ألمانيا الموحدة نطق هذا الشعب الفخور إنه هوبربروسه نهض ظافراً من قبره(22).

وكاد هنري السادس (1190-1197) يحقق حلم أبيه، فقد انتزع في عام 1194 جنوبي إيطاليا وصقلية من النورمان بمعونة جنوى وپيزا، وخضعت له إيطاليا كلها عدا الولايات البابوية. وضمت پروڤانس، ودوفينيه Cauphine، وبرگندية؛ وألزاس، ولورين، وسويسرا، وهولندة، وألمانيا، والنمسا، وبوهيميا، وموراڤيا، وپولندة ضمت هذه كلها إلى أملاك هنري، واعترفت إنجلترا بسيادته عليها، وأدى له المسلمون الموحدون الجزية، وطلبت إنطاكية، وقليقية، وقبرص حتى تضم إلى الإمبراطورية، وكان هنري ينظر بنهم إلى فرنسا وأسبانيا، وقد وضع الخطط للاستيلاء على بيزنطية، وكانت الفرق الأولى من جيشه قد أبحرت إلى بلاد الشرق حين أصيب بزحار البطن وقضي نحبه في صقلية وهوفي الثالثة والثلاثين من عمره.

ولم يكن هنري قد حسب حساب مناخ هذه البلاد التي فتحها وأعد العدة لاتقاء ثأرها منه. ولم يكن له إلا ولد واحد هوطفل في الثالثة من عمره، وأعقبت موته فترة من الفوضى دامت نحوعشر سنين أخذ المطالبون بالعرش فيها يقتتلون فيما بينهم. ولما حتى بلغ فردريك الثاني سن الرشد تجددت الحرب بين الإمبراطورية والبابوية، تجددت في إيطاليا على يد ملك ألماني- نورماني أصبح إيطاليا، سنتحدث عنه فيما بعد حين نتحدث على إيطاليا. وأعقبت موت فردريك الثاني (1250) نحوثلاثين عاماً أخرى من الفوضى يسميها شلر: "العهد المرعب الذي لا سادة فيه"، باع فيه الأمراء الناخبون عرش ألمانيا لكل مستضعف يهجرهم أحراراً في حتى يوطدوا أركان سلطانهم المستقبل. وتكشف عهد الفوضى عن نهاية أسرة هوهنستاوفن، وأنشأ رودلف الهبسبرجي في عام 1273 أسرة جديدة واتخذ فينا عاصمة له. وأراد رودلف حتى يكسب تاج الإمبراطورية، فسقط في عام 1279 إعلاناً يعترف فيه بخضوع السلطة الملكية البابوية خضوعاً تاماً؛ ويتخلى فيه عن جميع مطالبه في إيطاليا الجنوبية وصقلية. ولم يصبح رودلف إمبراطوراً قط، ولكنه استطاع بشجاعته، وإخلاصه، ونشاطه حتى يعيد النظام والرخاء إلى ألمانيا، وأن ينشئ أسرة قوية ظلت تحكم النمسا والمجر حتى عام 1918.


وبذل هنري السابع (1308-1313) آخر الجهود لتوحيد -ألمانيا وإيطاليا فعبر جبال الألب (1310) بمعونة ضئيلة من الأشراف الألمان وقوة صغيرة من فرسان الوالون Walloon ، ورحبت به كثير من مدن لمبارديا، وكانت قد سئمت حرب الطبقات ونزاع المدن بعضها مع بعض، وتاقت نفسها إلى التحرر من سلطان الكنيسة عليها. ورحب دانتي بالغزاة برسالة عن الملكية، أعرب فيها بشجاعة تحرر السلطة الزمنية من السلطة الروحية، وطلب فيها إلى هنري حتى ينقذ إيطاليا من سيطرة البابوية، ولكن الجلف من أهل فلورنس أصبحت لهم الغلبة في البلاد، وسحبت المدن المشاكسة تأييدها، ومات هنري، وهومحوط بالأعداء، بحمى الملاريا وهي الداء الذي تجزي به إيطاليا بلين الفنية والفنية عاشقيها المملقين.

وصدت ألمانيا في الجنوب حواجز من طبيعة الأرض، واختلاف العنصر، واللعنة، فوجدت لها مخرجاً وتعويضاً في جهة الشرق، فاستردت الهجرات والفتوح والاستعمار الألماني والهولندي ثلاثة أخماس ألمانيا من الصنطقبة؛ وانتشر الألمان الكثير والنسل على ضفتي الدانوب ووصلوا المجر ورومانيا؛ وأقام التجار الألمان أسواقاً وثغوراً في فرانكفورت على الأودر، وفي برسلاو، وبراج، ودانتزج وريجا ودوربات Dorpt ورِڤال Reval، ومراكز تجارية في جميع مكان في الرقعة الممتدة من بحر الشمال والبحر البلطي إلى جبال الألپ والبحر الأسود. لقد كانت فتوحهم وحشية، ولكن النتائج أدت إلى رقي لا يستطاع تقديره في حياة سكان الحدود الاقتصادية والثقافية.

وكان انهماك الأباطرة في هذه الفترة السالفة الذكر في شئون إيطاليا، وحاجتهم المتكررة إلى ضمان تأييد الأشراف والفرسان، أومكافأتهم على هذا التأييد بهبات الأرض أوالسلطان، وما طرأ على سلطة الملوك الألمان من الضعف بسبب مقاومة البابا لهم وخروج اللمبارد عليهم، كان هذا كله قد هجر الأشراف أحراراً يتملكون الأرض في الريف، وينزلون الفلاحين منزلة الرقيق؛ عملاً بذلك شأن الإقطاع في القرن الثالث عشر في ألمانيا بينما كان سلطان الملوك يقضي عليه في فرنسا. وأصبح الأساقفة الذين قربهم الأباطرة الأولون ليكونوا في ظهر الأشراف، أصبح هؤلاء طبقة ثانية من النبلاء، لا يقلون ثروة وقوة واستقلالاً عن الأشراف الدنيويين. ولم يحل عام 1263 حتى عهد الإقطاعيون إلى سبعة من الأشراف- هم كبراء أساقفة مينز وتريير، وكولوني، ودوقا سكسونيا وبارفيا، وكونت بلاتين ومارجريف برندنبرج حق اختيار الملك. وحد هؤلاء الناخبون من سلطان الحاكم، واغتصبوا الامتيازات الملكية، واستولوا على أراضي التاج. ولقد كان يسعهم حتى يعملوا عمل الحكومة المركزية ويهيئوا للأمة وحدتها، ولكنهم لم يعملوا، بل كانوا فيما بين الانتخابين يسيرون كما يحلولهم، ولم تكن أمة ألمانية قد وجدت بعد، وكل ما كان موجوداً هم السكسون والسوابيين، والبافاريون، والفرنجة... وكذلك لم يكن هناك برلمان قومي، بل كانت في البلاد المتنوعة مجالس إقليمية تسمى لاندتاج Landtage. ولما قام مجلس رايخس‌تاگ Reichstag أومجلس لمجموعة البلاد الألمانية في عام 1247، اضمحل فيما بين عهدي الانتخاب، ولم يعل شأنه إلا في عام 1338، وكانت طائفة من الموظفين- من رقيق الأرض أوالأحرار المعينين من قبل الملوك. يؤلفون بيروقراطية مفككة ويكسبون نظام الحكم نوعاً من الاستمرار غير المترابط. ولم يكن للبلاد عاصمة موحدة يهجرز فيها ولاء الشعب واهتمامه؛ ولم تكن هناك مجموعة موحدة من القوانين تحكم بها البلاد كلها، فقد احتفظ جميع إقليم بعاداته وقوانينه رغم ما بذله بربروسه من الجهد لفرض القانون الروماني على ألمانيا كلها. وحدث في عام 1225 حتى صيغت قوانين سكسونيا في كتاب واحد سمي المرآة السكسونية Sachsenspiegel، وفي عام 1275 صيغت قوانين سوابيا وعاداتها في "المرآة السوابية" Schwabenspiegel؛ وأيد هذان القانونان ما كان للشعب من حق قديم في اختيار ملوكه، وما كان للفلاحين من حق الاحتفاظ بحريتهم وأرضهم، ونطقت المرآة السكسونية في هذا الصدد إذا رق الأرض والاستعباد يتعارضان مع الطبيعة البشرية ومع إرادة الله، وأن أصلهما يرجع إلى القوة أوالغش(23)، لكن رق الأرض أخذ مع ذلك ينموويزداد.

وكان عهد آل هوهن‌شتاوفن (1183-1254) أعظم العهود الألمانية قبل بسمارك. نعم إذا عادات الشعب وآدابه كانت لا تزال خشنة غليظة، وكانت قوانينه مضطربة هي والفوضى سواء، وأخلاقه خليطاً من الأخلاق المسيحية والوثنية، ومسيحيته نصف ستار لانتهاب الأراضي واغتصابها من أصحابها. كذلك لم تكن ثروة الشعب أووسائل نعيمه تضارع ثروة شعب إيطاليا أوفلاندرز إذا وازنا مدينة في ألمانيا بمدينة مثلها في ذينك البلدين الأخيرين. ولكن الفلاحين الألمان كانوا مجدين كثيري النسل، وكان التجار الألمان مغامرين ذوي إقدام، والأشراف أكثر سكان أوربا ثقافة وقوة، والملوك هم الرؤساء الزمنيين للعالم الغربي يحكمون بلاداً تمتد من نهر الرين إلى نهر الفستيولا، ومن نهر الرون إلى جبال البلقان، ومن البحر البلطي إلى الدانوب، ومن بحر الشمال إلى صقلية. ونشأت وترعرعت مائة مدينة ومدينة بفضل حياتها الاقتصادية الناشطة، وكان لكثير منها صكوك ومواثيق تؤيد حكمها الذاتي؛ وأخذت على مر السنين تزداد ثروتها وتزدهر فنونها حتى كانت في عصر النهضة فخر ألمانيا وشاهداً على عظمتها ومجدها، وإنا ليعترينا الآن الأسى والحزن على ما كان لها من جمال زال ولم يبق له وجود.


التغيير والاصلاح

البلدات والمدن

كولونيا ح. 1411


العلوم والثقافة


ألمانيا الحديثة المبكرة

فهم الامبراطورية الرومانية المقدسة، القرن 15 و19.
الامبراطورية الرومانية المقدسة 1512
انظر قائمة ولايات الامبراطورية الرومانية المقدسة للتقسيمات الفرعية والبنية السياسية
مارتن لوثر (1483–1546)

أخذ القس مارتن لوثر يهاجم بعض ممارسات الكنيسة الكاثوليكية الدينية وذلك في سنة 1517م. وشاركه في حملته تلك كثير من النبلاء والفلاحين وسكان المدن. وأصبح المشاركون في تلك الحملة يعهدون بالبروتستانت أي المحتجين. وكان بعض الأمراء الذين شاركوا في الحملة يريدون نزع أراضي الكنيسة وأخذها لأنفسهم. كما كان الفلاحون يأملون في نيل حريتهم بوساطة حركة الإصلاح الديني من النبلاء وسيطرتهم عليهم. وثار الفلاحون على النبلاء في حرب الفلاحين بين عامي 1524 و1525م، ولكنهم هزموا شر هزيمة.


حرب الثلاثين سنة

انخفض عدد سكان الامبراطورية الرومانية المقدسة نتيجة لحرب الثلاثين سنة.

بحلول القرن السابع عشر الميلادي كانت الأراضي الألمانية مقسمة بين كثير من الصراعات الدينية والسياسية. كذلك كان بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا والسويد طامعا في بعض الأراضي الألمانية. ولما انتهت هذه الحرب بمعاهدة وستفاليا سنة 1648م، أخذ جميع من السويد وفرنسا بعض الأراضي الألمانية. وكانت ألمانيا مجرد مجموعة من مئات الولايات الصغيرة والمدن.

ظهور بروسيا. بدأت أسرة هوهينزوليرن خلال القرن السابع عشر الميلادي، في توسيع رقعة أراضيها وسلطانها على حساب شرقي ألمانيا. وكان هذا البيت يحكم ولاية براندنبرج واتخذ من برلين عاصمة لها. وفي سنة 1618م. ورث حاكم براندنبرج بروسيا، كما أعطته معاهدة وستفاليا جزءًا من بوميرانيا وغيرها من الأراضي. واستطاع حكام بروسيا من أسرة هوهينز وليرن حتى يجعلوا من دولتهم دولة غنية ماليًا، متقدمةً في الزراعة والصناعة، متطورة في الخدمة المدنية، قوية في جيشها.

كان فريدريك الثاني الذي عهد فيما بعد باسم فريدريك الأكبر من أبرز حكام بروسيا. وقد اعتلى العرش في سنة 1740م. وكان يطمع في توسيع مملكته، فغزا ولاية سيليسيا الغنية التي كانت تابعة للنمسا، وضمها إلى ممتلكاته. فأدى عمله ذاك إلى حربين مع النمسا. وكان جيش فريدريك حسن الإعداد والتدريب والسلاح. وكانت الحرب الأولى التي اشتعلت بينه وبين النمسا تدعى حرب الخلافة على العرش النمساوي بين عامي 1740 و1748م. ثم أشعل حربًا أخرى مع النمسا سميت حرب السنوات السبع بين عامي 1756 و1763م.

ثم مالبث فريدريك الأكبر حتى اقتسم بولندا مع النمسا وروسيا وبولندا خلال القرن الثامن عشر الميلادي، وانتهى ذلك التقسيم في مراحله الأخيرة عام 1795م.


الثقافة وفهم القراءة والكتابة

الكتاب المقدس ترجمه لوثر، للألمانية المعاصرة، 1534.

العلوم

1648–1815

بعد عام 1763، أصبحت پروسيا قوى عظمى اوروپية. المنافسة بين پروسيا والنمسا للقيادة التي بدأتها ألمانيا.


الحروب

Frederick II, the Great, of Prussia reigned 1740-1786)

إعادة تنظيم ألمانيا

هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من 20.000.000 إلى 13.500.000. وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورمبرج اتخذوا القرار الآتي:

"لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لمقد يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، حتى يتزوجوا.... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر جميع رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحوفي هذه المسألة(1)".

وفرضت الضرائب على النساء غير المتزوجات(2). وسرعان ما أعادت المواليد الجديدة المساواة التقريبية بين الجنسين، وأصرت الزوجات على ألا يقاسمهن أحد في رجالهن. واستعاد السكان كثرتهم سريعاً، فما وافى عام 1700 حتى ارتفع عددهم ثانية إلى عشرين مليون من الأنفس. وبنيت مجدبورج من جديد، وبعثت الأسواق الحياة والنشاط في ليبزج وفرانكفورت-أم-مين، وخرجت همبورج وبريمن أقوى مما كانتا. على حتى الصناعة والتجارة استغرقتا أكثر من مائة عام حتى تدركا مستواهما الذي كانتا عليه في القرن السادس عشر. فالسويديون والهولنديون يسيطرون على مصاب الأودر، والألب، والرين، والنقل بالمحيط يحدث ركوداً نسبياً في النقل البري، والطبقات الوسطى قد اضمحلت، ولم يعد يحكم المدن رجال الأعمال بل أمراء الأنطقيم أومن ينوبون عنهم.

وكانت الحرب قد انتهت بكارثة على سلطة هابسبورج الإمبراطورية. ذلك حتى فرنسا أذهلتها، وأذلت أسبانيا حليفة الإمبراطورية. وغدا الأمراء الألمان في مجموعهم أقوى من الإمبراطور فلهم جيوشهم، وقصورهم، وعملتهم، وهم يفصلون في سياساتهم الخارجية، ويؤلفون أحلافهم مع الدول غير الألمانية، بل ضد المصالح الإمبراطورية. وكان هناك نحومائتي إمارة "زمنية" تستمتع الآن بهذا الاستقلال، وثلاثة وستون دويلة يحكمها رؤساء أساقفة أوأساقفة أورؤساء ديورة يتبعون كنيسة روما الكاثوليكية، وإحدى وخمسون "مدينة حرة"، لا تخضع لغير الإمبراطور، وخضوعها لا يعدوحتىقد يكون صورياً. واغتبطت فرنسا برؤية هذه الدويلات الألمانية الكثيرة بدلاً من ألمانيا الموحدة.

وكانت براندنبورج، إقليم الحدود الألماني، رمزاً على الإمبراطورية المحتضرة، وعلى ألمانيا جديدة تتخذ لها شكلاً جديداً. فهناك، وعلى منأى الإمبراطور، وفي لقاءة السويد وأمام جيش من الصنطقبة، درست أسرة هوهنزولرن أنه لا بقاء لدويلتهم إلا بمواردها وقوتها. ففي القرن العاشر كان هنري الصياد قد أقام "الحد الشمالي للسكسون" على طول الألب حصناً ضد الطوفان السلافي. وانتزع من الوند الصنطقبة قلعتهم وعاصمتهم برنيبور (التي اشتق منها اسم براندنبورج) وردهم إلى الأودر. وظلت الأنطقيم الواقعة بين الألب والأودور قروناً يتبادلها الألمان والصنطقبة. ودخلت براندنبورج ساحة التاريخ دخولاً أنشط حين اشتراها فردريك هوهنزولرن، في 1411-17، هي وصوتها الانتخابي في الديت الإمبراطوري. ومن ذلك التاريخ حكم بيت هوهنزولرن براندنبورج حتى أصبحت بروسيا، وحكم بروسيا حتى تنازل القيصر فلهلم الثاني عن عرشه في 1918. وندر حتى ارتبطت أسرة بدولة هذا الارتباط الطويل الوثيق، أوكرست نفسها لرفاهية أمة وتوسيع رقعتها بهذه الغيرة والفعالية. وعلى عهد الناخب جون سجسموند (1608-19) حصلت براندنبورج على دوقية كليف في الغرب ودوقية بروسيا الشرقية في الشرق، بحيث غدا إقليم الحدود بشيراً بمملكة بروسيا. إقليم الحدود بشيراً بمملكة بروسيا. وكان من أضعف أفراد الأسرة الناخب جورج وليم (1619-40)، الذي أدى تقلباته في حرب الثلاثين إلى تدمير براندنبورج على أيدي الجنود السويديين. فهجرت القرى والمدن، وخربت برلين، وكادت الصناعة تتلاشى، وهبط سكان إقليم الحدود من 600.000 إلى 210.0000 واستطاع فردريك وليم، الذيورث هذه الهجرة الخربة (1640)، حتى ينجز خلال الثمانية والأربعين عاما التي حكم فيها، معجزة من معجزات التعمير والتنمية، حتى لقد اعترف له حتى معاصروه بلقب "الناخب الأكبر". ولولاه لما كان فردريك الأكبر (كما سلم بهذا فردريك الأكبر نفسه)(3).

كان يبلغ العشرين حتى ولي العرش-فتىً وسيماً، أسود الشعر، أسمر العينين، يشق طريقه إلى السلطة. كان قد نشئ على التقوى والنظام، وأكمل تعليمه في جامعة ليدن. وقد تجاوز بطرس قيصر الروس في إعجابه بالهولنديين وبشجاعتهم الصامدة وجدهم واجتهادهم، فاستقدم بذلك ألوفاً منهم ليعمروا وطن المتعطش للسكان. ثم حصل بمقتضى صلح وستفاليا على بومرانيا الشرقية (البعيدة)، وأسقفيتي ميندن وهالبرشتات، وألحق في وراثة رآسة أسقفية مجدبورج الهامة، وقد آلت إليه في 1680، واختتم فردريك وليم حكمه بملك مبعثر بدأ جهده ليصبح مملكة. وفي تاريخ مبكر-1654-اقترح كبير وزرائه، الكونت جيورج فردريك الفالدكي، توحيد ألمانيا كلها تحت زعامة بيت هوهنزولرن(4). وبدا حتى فردريك وليم هوالرجل الكفيل بتحقيق هذه الوحدة الحامية. فلما اعتنق أوغسطس القوي أمير سكسونيا الكاثوليكية ليصبح ملك بولندة فتح الطريق لألمانيا لتتولى الزعامة البروتستنتية-ولم تعترضه سوى قوة السويد.

ذلك حتى معاهدات 1648 كانت قد هجرت نقطاً استراتيجية هامة بألمانيا في قبضة السويد، وطالبت السويد بزعامة ألمانيا البروتستنتية استناداً غلى تضحياتها وفوزاتها في حرب الثلاثين. فكيف تستطيع براندنبورج-بروسيا، بمكوناتها التي تحدق بها الدول المنافسة من أقصى ألمانيا إلى أقصاها، حتى تبلغ من القوة والمنعة حداً يتيح لها الدفاع عن نفسها ضد تسلط السويد، أوتسلط سكسونيا، الدولة الموحدة المركزية السلطة،يا ترى؟ وبدأ فردريك وليم بخطوواردة هما أول نادىمات الحكم الكفء، ثم جمع بالضرائب والإعانات الفرنسية المال الذي هوثاني نادىمات الحكم الكفء، وبالمال نظم جيشاً، هوثالث نادىمات الحكم الكفء، فما حل عام 1656 حتى كان له أول جيش دائم في أوربا-عدته ثمانية عشر ألف مقاتل شاكي للسلاح. وبهذه الوسيلة من وسائل الإقناع أقنع الولايات المكونة لدولته حتى تدفع "اشتراكاً" سنوياً في نفقات الحكومة المركزية ببرلين، وبهذه الموارد أصبح مستقلاً عن سلطان المال في المجالس الإقليمية، وحقق ما كان في رأيه الشكل العملي الوحيد للحكومة في الفترة الراهنة من مراحل التطور السياسي والفكري-وهوالحكم المطلق الممركز. وأعفى النبلاء من الضرائب المباشرة، ولكنه ألزم أبناءهم خدمته نبلاءً صغاراً "يونكر" في وظائف الجيش والإدارة العليا. وكره هؤلاء "الصغار" هذه الخدمة أول الأمر ولكنه خلع عليهم الثياب العسكرية الفاخرة والمركز الاجتماعي المرموق، ودربهم على الكفاية وعزة النفس، وربى فيهم "روح الفريق" التي حلت محل ولاءات النظام القديمة الإقطاعية، والتي جعلت الجيش خادماً لا لملاك الأراضي بل للحكومة. إلى غير ذلك بدأ الجهاز العسكري والاجتماعي الذي مكن لفردريك الأكبر حتى يثبت لنصف أوربا، والذي أعد ألمانيا لخوض الحرب العالمية الأولى. على حتى فردريك وليم أعوزته صفة واحدة-هي عبقرية ملوك السويد الحربية. فقد ظل عشرين عاماً ينقل قوته من جانب الأجانب في صراعات السويد مع بولندة،والإمبراطورية مع فرنسا، حافظاً بالجهد كيانه بالدبلوماسية. ولكن حين غزا شارل الحادي عشر براندنبورج، برر جيش فردريك وليم وجوده بعزيمة السويديين في فيربللين (1675)، وهذا النصر هوالذي أكسبه لقب الناخب الأكبر. وفي خاتمة المطاف، ورغم سياساته المتقلبة وموارده الضيقة، أضاف لدولته أربعين ألف ميل مربع من الأرض.

بيد حتى إصلاحاته الاقتصادية والإدارية كانت أهم-فبفضل حضه حسن الإشراف وسائلهم الزراعية وزادوا من غلة ضياعهم. وقد طور صناعة ناجحة للحرير بغرس أشجار التوت على نطاق واسع. وقلب الاتجاه إلى اقتلاع أشجار الغابات، فاشترط على الفلاحين حتى يغرس جميع منهم اثنتي عشرة شجرة قبل حتى يتزوج. وصمم ومول شق قناة فردريك وليم لتربط نهري الأودر وسبري. ولما ألغى لويس الرابع عشر مرسوم نانت، أصدر الناخب الأكبر "مرسوم بوتسدام" (نوفمبر 1685) الذي نادى الهيجونوت المنكوبين للمجيء إلى براندنبورج-بروسيا والإقامة فيها، وبعث مندوبين ليوجهوا هجرتهم ويمولوها(5)، واتى عشرون ألفاً، فكانوا مهمازا حفز الصناعة البروسية، وألفوا خمسة أفواج في الجيش البروسي. وكان فردريك وليم نفسه، كما كان سليله فردريك الأكبر، يكد ويكدح في الإدارة بهمة لا تني، وقد أرسي ذلك المبدأ الذي قبله بعد ذلك القيصر بطرس و"المستبدون المستنيرون" من حكام القرن الثامن عشر، ومؤداه حتى على الملك حتىقد يكون خادم الدولة المكرس. وقد استوعب حتى التعصب الديني معطل للتطور الاقتصادي والسياسي، فتفرد في ألمانيا بأن جاز لشعبه بالبقاء على الممضى اللوثري في حين ظل هوعلى ممضىه الكلفني، ومنح الحرية الدينية للكاثوليك، والموحدين، واليهود. ومات عام 1688 وقد بلغ الثامنة والستين. وكانت وصيته التي قسم فيها ولاياته الكثيرة بين أبنائه كفيلة بأن تمحوما أحدثه حكمه من أثر موحد، لولا حتى خلفه رفض الوثيقة واحتفظ بالسلطة المركزية. واكتسب هذا الخلف-وهوفردريك الثالث-مودة الإمبراطور ليوبولد الأول بالانضمام إليه ضد فرنسا، ومن أجل هذا، ومن أجل ثمانية آلاف مقاتل، منحه ليوبولد لقب" ملك بروسيا". وقد توج باسم فردريك الأول في كونجزبرج في 18 يناير 1701، وبدأت بروسيا مسيرتها نحوبسمارك والوحدة الألمانية.

ومن المفاخر التي ازدان بها سجل فردريك إنشاؤه جامعة هالي، ومفخرة أخرى تذكر له أنه عضد جهود زوجته الثانية في النهوض بلطائف الثقافة والفكر في برلين. وقد اشتعرت هذه الزوجة، واسمها صوفيا شارلوت، ابنه صوفيا ناخبة هانوفر، بأنها أجمل النساء وأذكاهن في ألمانيا. فجلبت إلى بلاط برلين من مقامها الطويل في باريس مزيجاً جذاباً من الثقافة والظرف. وبإلحاحها وإلحاح ليبنتز، أنشأ فردريك أكاديمية برلين للعلوم، التي قدر لها حتى تصنع التاريخ في عهد فردريك الثاني. وبنى الناخب لزوجته (1696) القلعة أوالقصر (شلوس) الشهير في الضاحية التي اتخذت اسمها، شارلوتنبرج. وتوافد على صالونها في قصر شارلوتنبرج الفهماء والفلاسفة وأحرار الفكر واليسوعيين والقساوسة اللوثريين، وكانت شارلوت تحب حتى تحفزهم لخوض المعارك اللاهوتية التي كانت أحياناً تستغرق الليل كله. هناك استوعبت زوجة أخيها، كارولين ملكة إنجلترا، الفهم والفن اللذين ستجف لهما إنجلترا. فلما حضرت الوفاة شارلوت (إذا صدقنا رواية حفيدها فردريك الأكبر) رفضت عروض القساوسة الكاثوليك والبروتستنت على السواء بالصلاة من أجلها، ونطقت لهم إنها تموت في سلام، وإنما تشعر بحب الاستطلاع أكثر من الراتى أوالخوف، لأنها الآن ستشبع فضولها حول أصل الأمور "الذي لم يستطع حتى ليبنتز حتى يفسره لي قط"، وعزت زوجها الشديد الولع بالمراسم بقولها إذا موتها "سيتيح له فرصة تشييعها بجنازة فخمة(6)". لقد كانت صوفيا شارلوت واحدة من نساء كثيرات ذوات خلق وتعليم، جملن ألمانيا والقرن السابع عشر ينزلق إلى الثامن عشر.

أما بلاط برلين، ويعتبر واحد من نيف وثلاثمائة بلاط أفنت آنئذ موارد الإمبراطورية، فلم يكن له من منافس سوى البلاط السكسوني. وقد خلف أوغسطس القوي، الذي حكم سكسونيا (1694-2733) باسم الناخب فردريك أوغسطس الأول، لأوربا رهطاً من الأبناء غير الشرعيين، ومنهم المارشال دي ساكس الشهير. وجعل عاصمته "أجمل مدينة في ألمانيا(7)" ومركز الفنون الصغيرة ومفخرتها، ولكن السكسون لم يستطيعوا حتى يغفروا له ارتداده عن ممضىه، واستعماله أموالهم ورجالهم في حروب بولندة، وترف بلاطه الباهظ التكاليف.

وقد أسهمت إمارة هانوفر الناخبة في التاريخ هذه الحقبة بإيوائها ليبنتنر وضمها إنجلترا. وفي 1685، تزوجت صوفيا أميرة بالاتين المخلوعة، وابنه اليزابيث ستيوارت (ملكه بوهيميا)، من ارنست أوغسطس، الذي أصبح ناخب هانوفر. وقد أربك فهمها الواسع زوجها، فقد كانت تتحدث خمس لغات بطلاقة تكاد تكون تامة، وتعهد من التاريخ الإنجليزي أكثر مما يعهده السفراء الإنجليز في بلاطها. وظلت حيناً تحتفظ في هانوفر بصالون يؤمه الفهماء والفلاسفة. ولكنها كانت تتحرق شوقاً للحصول على عرش إنجلترا لولدها جورج: كان دمها يختلج بالملوكية، لأنها لم تنس قط أنها حفيدة جيمس الأول. وفي 1701 قرر البرلمان الإنجليزي كما رأينا حق وراثة العرش لصوفيا و"ورثتها من دمها شريطة حتىقد يكونوا من البروتستنت". وتأملت في سرور مشهد ولدها حين يصبح جورج الأول، وفي كدر مشهد زوجته صوفيا دوروتياً ملكة له، وتطلعت في هدوء إلى فسخ زقابلما. وأشبه جورج في حتى تكون زوجته خانته مع الكونت فيليب فون كونجزمارك، فقتل بأمره، وطلق صوفيا دوروتياً، وسجنها من 1694 إلى حتى ماتت في 1726. وفي غضون هذا ماتت الناخبة الأرملة في يونيو1714 وقد بلغت الرابعة والثمانين، قبل حتى يهبط تاج إنجلترا على رأس ولدها بشهرين فقط. وكذلك يتصرف إله الحظ العظيم، من عرشه الكلي الوجود، في المصائر والدول والرجال.


الروح الألمانية

كان اصطراع الكاثوليكية والبروتستنتية على روح ألمانيا يخفف من غلوائه، لأن حرب الثلاثين جعلت من الأحقاد اللاهوتية "قياس خلف". وتحول إلى كنيسة روما في هذه الفترة بعض الأمراء البروتستنت، ومعظم الفضل في هذا لإقناع اليسوعيين لهم. وتفوقت الكلفنية على اللوثرية التي نزعت إلى الدجماطية السكسولاستية الجامدة. وانتقاضاً على هذه الشكلية قبل جميع شيء، انتشرت الحركة "التقوية" التي حاولت حتى تستبدل بالطقوس الخارجية روحاً باطنية من الوحدة مع الله. وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر حمل جورج فوكس، ووليام بن، وروبرت باركلي، إنجيل طائفة "الكويكر" إلى ألمانيا، ولعل هذه الحركة التبشيرية شاركت في تطوير التقوية هناك، ونلاحظ إذا كتاب فيليب يعقوب سبينر pia desideria (1675) صعد بعد زيارة بن الأولى بأربع سنوات. ذلك حتى سبينر، بوصفه راعياً لكنيسة لوثرية في فرانكفورت-أم-مين، استكمل خدماتها بعبادات صوفية تؤديها اجتماعات خاصة (هيئات تقوية) في منزله. وقد أطلق اسم التقوى pietist، كلفظ البيورتان والمثودست، على هؤلاء العابدين نقادهم على سبيل السخرية، فقبلوه، وأصبح لهم شارة فخر متواضع. وتشبثوا في حرارة بآمال عصر السلام المرتقب (بعد مجيء المسيح) التي تعزت بها بعض الجماهير الألمانية خلال الحرب. ولم تكن فكرتهم عن المجيء الثاني للمسيح عقيدة لاهوتية غامضة، بل إلهاماً حاراً نشيطاً في حياتهم اليومية. ففي أي لحظة قد يظهر المسيح ثانية على الأرض، وسيهدئ صراع الأديان وينهي حكم القوة والحرب، وسيقيم "كنيسة روحية" خالصة، بغير تنظيم، ولا طقوس، ولا كهنة، تمارس في فرح مسيحية القلب السمحة الكريمة.

وواصل أوجست فرانكي الحركة تحدوه غير الأنبياء، وتأثرت نساء كثيرات بمسيحيته العملية وتطوعن في قضية التقوى الشخصية والبر العام. وبعد حتى تأثرت الحركة بالبيورتانية الإنجليزية والهدوئية الفرنسية، أثرت بدورها في المثودية الإنجليزية والشعر الألماني، وأشعرت الناس بوجودها في أمريكا، حيث رحب بها كوتون ماذر براتى فنطق "إن العالم بدأ يشعر بدفء من النار الإلهية التي تضطرم على هذا النحوفي قلب ألمانيا(8)". ولكن التقوية كالبيورتانية آذت نفسها لأنها جعلت تقواها علنية ومحترفة، وتردت أحياناً في مهاوي الافتعال والرياء. فأغرقها في القرن الثامن عشر الطوفان العقلاني الذي تدفق من فرنسا.

وكان لفوزات ريشليو، ومازاران، ولويس الرابع عشر، ولثراء البلاط الفرنسي وبهائه المتزايدين، أثر لا يقاوم في المجتمع الألماني خلال القرن التالي لصلح وستفاليا. وطغت النزعة العالمية حيناً على القومية. وسادت الأساليب الفرنسية قصور الملوك والأمراء في اللغة والأدب والغرام والعادات والرقص والفن والفلسفة والخمر والشعور المستعارة. ولم يتحدث الأرستقراطيون الألمان إلا بالألمانية إلا مع الخدم فقط. وخط المؤلفون الألمان بالفرنسية للطبقات العليا أوباللاتينية للعالم المثقف. واعترف ليبنتنر، الذي كانت معظم كتاباته بالفرنسية، بأن "العادات الألمانية تحولت قليلاً إلى الأناقة والأدب" بالقدوة الفرنسية، ولكنه حزن على حلول اللغة والعبارات الفرنسية محل الحديث الألماني، أوالتسرب إليه(9).

ولم يعش من خط هذا العهد الألمانية سوى كتاب واحد باسمه "سمبلسيوي سمبليسيسيموس" (1669) بقلم هانز فون جريملز هاوزن. وهومن حيث الشكل سيرة متشرد ذاتية، ذات أحداث مترابطة، لميلكيور فون فوشهايم، وهوإنسان ربع أحمق، وربع فيلسوف، ونصف وغد. أما من حيث الروح فهوهاتى فكه متشائم يهجوألمانيا التي خلفتها ثلاثون عاماً من الحرب بين الحياة والموت. ويبدأ ميلكيور هذا ربيباً لفلاح يصف المؤلف حياته في عبارات مهذبة فيقول:- "كل سيدي يملك الغنم والماعز والخنازير بدلاً من الأتباع والخدم والسياس، وكانت كلها تتبعني في السباق حتى أسوقها إلى البيت. أما مخزن ذخائره فعامر بالمحاريث، والمعاول، والبلط، والفئوس، والمجاريف، ومذاري الروث والدريس، التي كان يمارس استعمالها جميع يوم، لأن العزق والحفر هما تدريبه العسكري... واستخراج السباخ هوفهم التحصينات عنده، وإمساك المحراث فهم الاستراتيجية، وتنظيف الأسطبل تسليته ومباراته الفروسيتان(10)".

ولكن جماعة من الجند تسطوعلى هذا الفردوس الريفي، وتعذب الأسرة لتكرهها على البوح بسر مؤن مختزنة لا وجود لها. ويهرب ميلكيور ويلتجئ إلى ناسك عجوز يلقنه أول دروسه اللاهوتية. فإذا سئل عن اسمه أجاب "وغد أورد مشانق" لأنه لم يسمع أحداً يدعوه إلا بهذا الاسم، أما اسم متبنيه، جرياً على القاعدة ذاتها، فهو"صعلوك، وبلطجي، وكلب مخمور". ويقبض عليه الجند، فيأخذونه إلى قصر حاكم هاناو، وهناك يدرب على حتىقد يكون مهرجاً، ويطلق عليه اسم سمبليسيوس سمبليسيسيموس. ثم يختطف، ويصبح لصاً، ويعثر على كنز مخبوء، ويصبح جنتلماناً، ويغوي فتاة، ويكره على زقابلا، ثم يهجرها، ويعتنق الكاثوليكية، ويزور قصبة الدنيا، ويخسر ثروته، ويعوضها بالشعوذة والتدجيل، ثم يضنيه طول التجوال، فيعتكف ليحيا حياة ناسك كشف حقيقة الدنيا وخداعها. هذه "كانديد" أولى سابقة على سيرة فولتير بقرن، والفرق حتى هاتىها تلطف منه الفكاهة الألمانية، ولا يجمله الذكاء الفرنسي. وندد النقاد بالكتاب، وأصبح من عيون الأدب، وأشهر ثمار الأدب الألماني بين لوثر وليسنج.

على أننا لا يجب حتى نتقبله صورة منصفة لألمانيا في الجيل التالي للحرب. فربما كان الألماني شديد الولع بالشراب، ولكنه احتفظ بروح فكاهته الفوار حتى في كئوس شرابه، وربما وصفته زوجته بالكلب المخمور، ولكنها أحبته لأنها لم تجد خيراً منه، وربت أبناءه تربية قوية متينة. وربما كان في ألمانيا ذلك العصر من الخلق السليم أكثر مما كان في فرنسا. وآية ذلك حتى شارلوت اليزابيث المسكينة، أميرة بالاتين (1671) التي تزوجت على غير رغبتها بـ "المسيو" فليب أورليان أرمل "مدام" هنرييتا المنحرف جنسياً، لم تسل قط جمال هيدلبرج الهادئ، وبعد حتى عاشت ثلاثة وأربعين عاماً عيش غير مريح مع ترف البلاط الفرنسي، لم تفتأ تتوق إلى "صحن طيب من الكرنب والسجن المدخن" مؤثرة إياه كثيراً على ما تقدمه باريس أوفرساي من قهوة أوشاي أوكاكاو(11). ويدلنا وفاؤها الرواقي لزوجها الحقير، وصبرها على الملك أخي زوجها الذي أمر أوأذن بتدمير بلاتينات، على أنه-حتى وسط خرائب ألمانيا-وجدت نساء استطعن حتى يفهمن اللياقة والإنسانية للملوك المعطرين، الموشحين، المطرزين، اللابسين البواريك.

الدول الأصغر

النبالة

الفلاحون وحياة الريف

"Peasants in a Tavern" by Adriaen van Ostade (c. 1635), at the Alte Pinakothek, Munich

التنوير

فناء الملهمات في ڤايمار يبين أهمية ڤايمار في التنوير. شيلر يقرأ؛ في أقصى اليسار (جالسين)، ڤيلاند وهردر، گوته يقف إلى اليمين أمام العمود. لوحة من سنة 1860 بريشة ثيوبالد فون أور.


الثورة الفرنسية 1789–1815

كونفدرالية الراين، كونفدرالية الدويلات العملية للامبراطورية الفرنسية الأولى، 1806-1813.

اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789م، وباندلاعها حدثت تغيرات كبيرة في أوروبا. وأخذت فرنسا في إعداد جيوش جرارة مكونة من مواطنين تشربوا بروح الثورة، فلم تكن الجيوش الألمانية القديمة قادرة على لقاءة العهد الجديد. ودخلت فرنسا في حروب مع بقية دول أوروبا خلال الثورة الفرنسية، واستطاع نابليون الاستيلاء على معظم أجزاء غربي ألمانيا، وبسط سيطرته عليها، كما حطم الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

اشهجرت بروسيا في الحرب ضد نابليون عام 1806م، ولكن نابليون ألحق بها هزيمة منكرة في معركتي جينا وأورستدت. ولكن بعد فشل نابليون في حملته ضد روسيا عام 1812م تحالفت جميع من بروسيا والنمسا وروسيا وبريطانيا على فرنسا، وبمساعدة الجيش البروسي الجديد تمكن الحلفاء من هزيمة نابليون في معركة ليبزج سنة 1813م، وفي معركة واترلوسنة 1815م.


الكونفدرالية الألمانية

الكونفدرالية الألمانية 1815–1866. پروسيا (بالأزرق) اتسعت أراضيها بشكل كبير.

المجتمع والاقتصاد

السكان

الصناعة

العمران

السكك الحديدية

Friedrich List's concept for a German railway net from 1833

العلوم والثقافة

سياسات الاسترداد والثورة

الكونفدرالية الألمانية وأوائل عقد 1800

في Hambach Festival in 1832, intellectuals with various political backgrounds were among the first to use the future Flag of Germany and called for a unified German nation.


فرانكفورت 1848


1848

أدى الضغط الليبرالي والقومي لإندلاع ثورات 1948 الناجحة في الدويلات الألمانية.

ع. 1850

بسمارك يتولى المسئولية 1862–66

اوتوفون بسمارك، Albrecht Graf von Roon, هلموت فون مولتكه، الزعماء الثلاثة في پروسيا في عقد 1860.


الكونفدرالية الألمانية الشمالية

فهم الكونفدرالية الألمانية الشمالية (1866–71) والامبراطورية الألمانية (1871–1918). وكان يستخدم أيضاً في الخدمات الخارجية لجمهورية ڤايمار (1922–33)



الامبراطورية الألمانية

ألمانيا الامبراطورية 1871–1918

نظرة عامة

عصر بسمارك

تأسيس ألمانيا المعاصرة في ڤرساي، فرنسا، 1871. بسمارك في الوسط بالزي الأبيض.

الامبراطورية الجديدة

في سنة 1862 عين الملك البروسي ولهلم الأول رئيس وزراء لمملكته هوأوتوفون بسمارك. أراد بسمارك حتى يوحد ألمانيا تحت زعامة بروسيا. ولكي يحقق هذا الهدف ولج في ثلاث حروب متتالية.كانت الحرب الأولى ضد الدنمارك التي كانت تحتل ولايتين ألمانيتين هما شلسڤيگ وهولشتاين. واتفق مع النمسا على التحالف معًا ومحاربة الدنمارك. ولكي لا ينفرد بالغنيمة وحده، وافقت النمسا على محالفته ومحاربة الدنمارك التي لم تستطع الصمود أمام هاتين القوتين. ثم اتفق مع النمسا على حتى يحكما تلك الولايتين معًا. وسرعان ما دب الخلاف بينهما على ذلك، وكان هذا مايرمي إليه بسمارك من وراء المشاركة. وكان بسمارك قد أعد عدته من الناحية العسكرية، إذ كان جيشه متفوقًا في التدريب والمعدات والعتاد على الجيش النمساوي. فلما نشبت الحرب بينهما لم يستطع الجيش النمساوي الصمود وانهزم أمام القوات البروسية في حرب الأسابيع السبعة. وكان من نتائج هذه الحرب حتى سيطرت بروسيا على ولايتي شلزويج وهولستاين. كما فقدت النمسا سيطرتها على الولايات الألمانية الأخرى التي أصبح لبروسيا اليد العليا فيها. وبقيت هناك أربع ولايات ألمانية في الجنوب. وكان بسمارك يعهد حتى فرنسا لن تسمح له بضم هذه الولايات خوفًا من ازدياد قوته في أوروبا، وهوما يثير فزع الفرنسيين. لذلك رأى بسمارك حتى يعمل على عزل فرنسا سياسيًا عن بقية دول أوروبا أولاً، ثم يعمل بعد ذلك على محاربتها بحيث تظهر هي بمظهر الدولة المعتدية.

حانت الفرصة لإثارة مخاوف فرنسا حين خلا عرش أسبانيا، وعُرض على أحد أمراء أسرة هوهينزوليرن في عام 1870م. فاعترضت فرنسا على ذلك خوفًا من حتى تُحاصر بوساطة دولتين تحكمها أسرة واحدة هي أسرة هوهنتسولرن. وتطور الخلاف بين بروسيا وفرنسا، وانتهى بأن أعربت فرنسا الحرب على بروسيا التي كانت على أتم استعداد لها. وانتصرت بروسيا على فرنسا واستولى الجيش البروسي على باريس في يناير 1871م. وعندما أبرمت معاهدة الصلح كان على فرنسا حتى تتخلى عن مقاطعتي الألزاس واللورين لبروسيا.

الطبقات


كولتوركامپف

بين برلين وروما، بسمارك (يسار) يقابل الپاپا، 1875


السياسة الخارجية

التحالف الثلاثي (1913-يظهر بالأحمر) تأسس لعزل فرنسا.
المستعمرات والمحميات الألمانية عند بداية الحرب العالمية الأولى.

وخلال الحرب الفرنسية البروسية انضمت الولايات الألمانية الجنوبية الأربع إلى الأمة الألمانية الموحدة تحت قيادة بروسيا. وأُعْلِنَ ولهلم الأول قيصرًا (إمبراطورًا) على ألمانيا، وأصبح بسمارك رئيس وزراء ألمانيا الجديدة.

  • سياسة بسمارك الخارجية:بعد توحيد ألمانيا سنة 1871م أصبح هدف بسمارك الرئيسي الحفاظ على ماحققته ألمانيا من مكاسب في أوروبا، كما كان يريد حتى يسودها السلام حتى لا تثار أي حرب تجعل فرنسا تجد لها من يحالفها لاستعادة مقاطعتي الألزاس واللورين. كذلك كان بسمارك يهدف إلى عزل فرنسا عن بقية الدول الأوروبية وخصوصًا النمسا وروسيا، إذ كان يخشى حتى تجد فرنسا حليفًا في روسيا فيضطر بسمارك إلى الحرب في جبهتين في وقت واحد. وعامل بسمارك النمسا معاملة طيبة بعد حرب الأسابيع السبعة، ولم يدخل جنوده فيينا وذلك لكي لا يحطم جميع الجسور بينه وبينها في المستقبل. وكان بسمارك يأمل حتى تتمكن ألمانيا، في ظل وجود سلام أوروبي، من التطور والنمو. ولهذا، فقد عمد إلى إبرام معاهدة بينه وبين روسيا وإمبراطورية النمسا ـ المجر سنة 1873م. ولكن ظهر حتى كلاً من روسيا والنمسا ينظران إلى منطقة البلقان التي كانت تحت الحكم الهجري على أنها المسقط الوحيد الذي تستطيع فيه روسيا والنمسا الحصول على ممتلكات من أراضي الدولة العثمانية.

وكانت روسيا تحاول الحصول على منفذ إلى البحار الدافئة، وكانت ترى في مضيق الدردنيل العثماني المخرج المناسب. أما النمسا فقد أخرجتها ألمانيا من الولايات الألمانية الأخرى، فرأت حتى تجد التعويض المناسب في أراضي رجل أوروبا المريض ـ أي هجريا ـ كما كانت توصف. ووضع بسمارك سياسة للحصول على مستعمرات فيما وراء البحار. ولكن لما اشتدت الصراعات بين روسيا وإمبراطورية النمسا ـ المجر حول البلقان كان على بسمارك حتى يختار بين النمسا وروسيا. فاختار النمسا حليفًا له فعقد معها تحالفًا، ثم مالبثت حتى انضمت إليهما إيطاليا عام 1882م وأصبح هذا الحلف يعهد بالحلف الثلاثي.

مات الإمبراطور ولهلم الأول في عام 1888م، وخلفه على العرش اسميًا ابنه العليل فريدريك الثالث الذي استمر حكمه لمدة 99 يومًا فقط. ثم مات، فاعتلى عرش القيصرية ابنه ولهلم الثاني الذي كان حريصًا على حتى يتولى زمام الحكم وحده، فأجبر بسمارك على الاستنطقة في عام 1890م. وكان يريد لألمانيا حتى تكون لها مكانة عظيمة في العالم، كما كان يريد لها حتى تبني أسطولاً لا مثيل له للدفاع عن ممتلكاتها عبر البحار، ولينافس أسطوله الحديث الأسطول البريطاني الذي كان سيد البحار. وإزاء سياسة القيصر ولهلم العالمية فإن روسيا تقربت إلى فرنسا وعقدتا تحالفًا بينهما في عام 1894م. وفي عام 1907م وقّعت إنجلترا وروسيا معاهدة مماثلة، وبهذه المعاهدة فإن الدول الثلاث بريطانيا وفرنسا وروسيا شكلت الوفاق الثلاثي. إلى غير ذلك انقسمت أوروبا إلى معسكرين؛ الحلف الثلاثي، أمام الوفاق الثلاثي.

بسمارك المرفوض من القيصر الجديد

"Dropping the Pilot" – British caricature depicting Bismarck's dismissal by Wilhelm II in 1890


الفترة الڤلهلمية

التحالفات والدبلوماسية


الاقتصاد

The BASF-chemical factories in Ludwigshafen, 1881


برلين عام 1912

الاستعمارات

اللورد الاستعماري في مستعمرة توگولاند الألمانية، ح. 1885.


الحرب العالمية الأولى

German soldiers on the way to the front in 1914. Awaiting a short war, a message on the car spells out "Trip to Paris".

الحرب العالمية الأولى. اندلعت هذه الحرب في البلقان. ففي يوم 28 يونيو1914 قُتل الآرشيدوق فرانسيس فرديناند النمساوي ـ المجري وزوجته في سراييفو، بالبوسنة. وكانت البوسنة من الأراضي التي تمتلكها النمسا وتطالب بها صربيا ـ وهي قطر صغير في البلقان تم فيه وضع خطة الاغتيال. وقررت إمبراطورية النمسا ـ والمجر معاقبة صربيا، ووعدتها ألمانيا بالوقوف بجانبها. وفي 28 يوليو1914 أعربت إمبراطورية النمسا ـ المجر الحرب على صربيا، واستعدت روسيا للحرب لمساعدة صربيا. وأعربت عند ذاك ألمانيا الحرب على روسيا. وبعد حتى استعدت فرنسا بجنودها لدعم روسيا، دخلت ألمانيا في حرب ضد فرنسا. ورغبة من ألمانيا في الوصول بسرعة إلى باريس والاستيلاء عليها فقد اخترقت بلجيكا التي كانت بلدًا محايدًا؛ وعندها أعربت بريطانيا الحرب على ألمانيا، ودارت رحى الحرب العالمية الأولى. وكانت إمبراطورية النمسا ـ المجر وألمانيا والدول التي معهما تدعى دول الوسط، وكانت الدول التي تحاربها تدعى بالحلفاء. واشهجرت جميع الدول تقريبًا في هذه الحرب. ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية في صف الحلفاء فيما بعد. واستمرت الحرب في الجبهتين الشرقية والغربية حتى وضعت أوزارها في 11 نوفمبر سنة 1918 حين لحقت الهزيمة بألمانيا والنمسا ـ المجر وحلفائهما.


  • بوتسدام، مؤتمر:

وانتحر معظم كبار النازيين أواختفوا. وقُدِّم من عثر منهم إلى المحاكمة، فأعدموا شنقًا أوزُج بهم في السجون وعقدت أبرز هذه المحاكمات في نورمبرگ.


الأسباب

الجبهة الغربية

الجبهة الشرقية


1918

رسم يصور الهدنة مع ألمانيا في كومپيان، 1918
فيليپ شايدمان يعلن الجمهورية الألمانية فيتسعة نوفمبر 1918.


الجبهة الداخلية

ثورة 1918

معاهدة فرساي

عُقِدت معاهدة فرساي بعد هذه الحرب. وبموجب هذه المعاهدة خسرت ألمانيا جميع مستعمراتها، وبعض أراضيها في أوروبا، وأعيدت الألزاس واللورين لفرنسا. وأعيدت بولندا إلى ماكانت عليه، وحصلت على بوزن (الآن بوزنان) وجزء من سيسيليا وجزء من بروسيا الغربية. واحتل الحلفاء منطقة الراين لمدة 15 سنة بموجب المعاهدة. وحُدّد الجيش الألماني بحيث لا يزيد على 100,000 رجل، ومنعت ألمانيا من حتىقد يكون لها سلاح جوي وفرضت عليها مبالغ كبيرة تدفعها كتعويضات عن الخسائر التي لحقت بالحلفاء أثناء الحرب.

جمهورية ڤايمار

فهم جمهورية ڤايمار، 1919–1933
ألمانيا1919–1938


پول فون هندنبورگ، رئيس ألمانيا 1925–1934
گوستاف سترسمان، مستشار ألمانيا 1923 وحائز جائزة نوبل عام 1926

ثار العمال والجنود الألمان قبل عقد الهدنة في نوفمبر 1918م، احتجاجًا على الاستمرار في الحرب، ونتيجة لتلك الثورات في المدن الألمانية تم الإعلان عن نظام جمهوري في ألمانيا وفر الإمبراطور ولهلم الثاني إلى هولندا. وفي يناير 1919م تم انتخاب جمعية وطنية عقدت أول اجتماعاتها في وايمر، وأصبحت الجمهورية الجديدة معروفة باسم جمهورية وايمر. ووفقًا للدستور أصبحت ألمانيا جمهورية فدرالية ديمقراطية في أغسطس 1919. ونص الدستور على تكوين برلمانيين ـ الرايخستاج والرايخسرات ـ ورئيس للجمهورية ينتخبه الشعب. وعُين المستشار والوزراء بوساطة الرئيس على حتى يعزلوا بوساطة الرايخستاج (البرلمان الألماني). وكانت جمهورية وايمر ضعيفة منذ بدايتها، فقد كان أكثر الألمان الذين لهم أهمية مازالوا موالين للإمبراطورية الألمانية. وكان ضباط الجيش يرون حتى ألمانيا هزمت بوساطة الثورة وليس بجيوش الحلفاء. ولما عقد الصلح، ظهر حتى شروط معاهدة فرساي كانت أقسى مما كان يتسقطه الألمان.

الانهيار الاقتصادي والمشكلات السياسية، 1929–1933

انهار الاقتصاد الألماني في سنة 1922م وما بعدها. وثار الشيوعيون في بعض المناطق، وحاول الحزب النازي حتى يتولى الأمور عن طريق ثورة مسلحة بقيادة زعيمه أدولف هتلر. ولكن بالرغم من هذه الحركات استطاعت الجمهورية حتى تستمر.

أصبح جوستاف ستريسمان مستشارًا، ثم تولى منصب وزير الخارجية، واستطاع حتى يعقد معاهدة لوكارنومع فرنسا وبلجيكا. وانضمت بريطانيا أيضًا إلى تلك المعاهدة سنة 1924م. وكان رئيس الجمهورية هوالرئيس بول فون هيندنبرغ.

العلوم والثقافة


ألمانيا النازية

الفهم الوطني لألمانيا 1935–45
الأراضي الاوروپية التي احتلتها ألمانيا النازية وحلفائها في أقصى اتساعها عام 1942.

تأسس الحزب النازي عام 1919م. وفي سنوات الفوضى التي عمت ألمانيا في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين اتسع نفوذ الحزب النازي بين أفراد الشعب الألماني الذي رأى في رئيسه وبرنامجه ما ينعش ألمانيا. وبعد حتى فشلت محاولة الحزب الاستيلاء على السلطة عن طريق القوة في عام 1923م، قرر أدولف هتلر حتى يتولى السلطة في البلاد بالطريق القانونية؛ أي الفوز في الانتخابات بأكثرية مقاعد البرلمان. وفي الانتخابات التي جرت عام 1932م استطاع الحزب النازي حتىقد يكون أقوى حزب في الرايخستاج. وكان هتلر يقول في خطبه بأنه سيتحدى تلك المعاهدة البغيضة التي أملاها الحلفاء على ألمانيا، وأنه سيعيد بناء قوة البلاد. وفي عام 1933م عين الرئيس هندنبرغ أدولف هتلر مستشارًا.

تأسيس النظام النازي

بعض قادة النظام النازي (من اليسار إلى اليمين): أدولف هتلر، هرمان گورينگ، يوزف گوبلز ورودلف هس.

وبمجرد حتى تولى هتلر منصب المستشار بدأ في إلغاء الدستور وإقامة حكم استبدادي بدلاً من الديمقراطية. وكان جميع من عارض الحكومة يقتل أويسجن أويرسل إلى معسكرات الاعتنطق أويطرد من البلاد أويضرب بوساطة جيش النازيين الخاص المسمى بجنود العاصفة. ولما توفي هندنبرغ، أعرب هتلر نفسه رئيسًا لألمانيا أيضًا، وسميت الدولة الرايخ الثالث؛ أي الإمبراطورية الثالثة. أما الأولى فقد كانت الإمبراطورية الرومانية، والثانية الإمبراطورية الألمانية.

كان هتلر يؤمن بسيادة ألمانيا على أوروبا؛ فقد كان يرى حتى الأجناس الأخرى مثل اليهود والعنصر السلافي كالروس لا يساوون العنصر الآري الذي هوأصل الألمان. كذلك كان يهدف إلى إيجاد مستوى معيشي للألمان على حساب شعوب أوروبا الشرقية. وفي عام 1933م نكل باليهود والشيوعيين وطرد عددًا منهم؛ من مناصبهم الحكومية، حيث كان يرى حتى الشيوعية والرأسمالية اليهودية مسؤولتان عما يحدث في العالم من كوارث. وزج في معسكرات الاعتنطق بكل خصومه. وكما وعد هتلر مواطنيه، فقد بدأ في برنامج لتسيلح ألمانيا وتمزيق معاهدة فرساي. ودخلت جيوشه منطقة الراين في سنة 1936م، وهي المنطقة التي كانت منزوعة السلاح حسب شروط معاهدة فرساي. ولكي يُخرج هتلر ألمانيا من عزلتها عقد معاهدة مع موسوليني زعيم إيطاليا، ثم انضمت إليهما اليابان في سنة 1936م، وسميت تلك الدول الثلاث بدول المحور. ثم زحفت جيوش هتلر نحوالنمسا في عام 1938م وضمتها إلى الرايخ الثالث. ومالبث حتى طالب هتلر حتى تضم إليه المناطق التي يسكنها الألمان في تشيكوسلوفاكيا وهي المعروفة بأراضي السوديت. وبعد مفاوضات مع بريطانيا وفرنسا وافقت الدولتان على حتى يضم هتلر تلك المناطق. فلما فرغ من ذلك، ابتلع بقية تشيكوسلوفاكيا، ولم تتحرك أية دولة أوروبية لإيقافه.

وبينما كانت فرنسا وإنجلترا تعقدان محادثات مع الاتحاد السوفييتي بغية وقف التوسع الألماني، نجح هتلر في توقيع معاهدة عدم اعتداء، مع الاتحاد السوفييتي في أغسطس 1939م تنص على أنه في حالة ما إذا كانت أي من الدولتين في حرب مع دولة ثالثة فإن هذه الدولة ستبقى على الحياد. واتفقتا سرًا على اقتسام بولندا. وفي أول سبتمبر سنة 1939م زحفت الجيوش الألمانية على بولندا، وحطم الأسطول الجوي الألماني وارسو، واحتلت ألمانيا الأراضي البولندية، كما دخلت الجيوش السوفييتية في الجزء الشرقي من بولندا واحتلتها.


يهود

Yellow badge required to be worn by all Jews in Germany and occupied countries beginning in 1939.

العسكرية

الألعاب الاولمپية الصيفية 1936 في برلين - پروپاگندا نجاح كبير لنادىية النظام النازي.

المرأة

السياسة الخارجية

ملصق نادىئي ياباني يروج تعاون المحور عام 1938.
The entrance to extermination camp Auschwitz-Birkenau

الحرب العالمية الثانية

جندي ألماني أثناء معركة ستالينگراد الحاسمة.
US Air Force photographs the destruction in central Berlin in July 1945

في الثالث من سبتمبر 1939م أعربت بريطانيا الحرب على ألمانيا، وتبعتها فرنسا بعد ذلك بساعات قليلة. إلى غير ذلك اندلعت شرارة الحرب العالمية الثانية. وفي ربيع عام 1940م احتلت القوات الألمانية الدنمارك والنرويج وهولندا وبلجيكا ولوكسمبرج. ولم تستطع قوات الحلفاء التصدي لهذا الهجوم الألماني السريع الذي كان هتلر قد أعده والذي عُرف بالحرب الخاطفة. وكان هتلر يستعمل دبابات سريعة الحركة تساندها قاذفات القنابل المقاتلة.

وفي مايوعام 1940م التفَّت القوات الألمانية حول خُطُوط الدفاع الشرقية الفرنسية، وفاجأت الفرنسيين وتغلبت عليهم. وسرعان ما سقطت فرنسا في نهاية شهر يونيومن السنة نفسها.

توقف الزحف الألماني عند القنال الإنجليزي. وبعد معارك جوية طاحنة، خلال صيف وخريف عام 1940م في سماء بريطانيا فشل الألمان في تحقيق سيطرة جوية على أجواء بريطانيا بغرض غزوها. فلف هتلر جهوده نحوالبلقان، فاحتل البلقان وكريت، وأوفد جيشًا إلى شمالي إفريقيا. وفي يونيوعام 1941م غزا جيش ألماني ضخم الاتحاد السوفييتي وتوغل في أراضيه.

وما حتى أشرف عام 1941م على النهاية حتى كان جليا حتى هتلر قد استطاع السيطرة على قارة أوروبا. واستخدم هتلر القوة ليبرهن على حتى العنصر الألماني هوسيد الأجناس.

وبالرغم من فوزاته الأولى فإن هتلر لم يتمكن من هزيمة الاتحاد السوفييتي، الذي ظل يقاوم حتى استطاع أخيرًا حتى يوقف ذلك الزحف. هاجمت اليابان بيرل هاربر فيسبعة ديسمبر 1941م فدخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب. وبدأ الحظ يقلب ظهر المجن للألمان سنة 1943م، فقد بدأ السوفييت هجومهم المضاد في الميدان الشرقي. وطرد الأمريكيون والإنجليز الألمان من شمالي إفريقيا، ثم غزوا إيطاليا من الجنوب. وفي يونيوعام 1944م غزا الحلفاء فرنسا. وبعد فشل آخر هجوم ألماني مضاد في ديسمبر 1944م، تدفقت جيوش الحلفاء في ألمانيا كالسيل المنهمر. واقتربت الجيوش السوفييتية من العاصمة الألمانية برلين وكادت تطبق عليها. عند ذاك انتحر هتلر في 30 أبريل عام 1945م. وفي اليوم السابع من مايو1945م استسلمت ألمانيا.

ألمانيا أثناء الحرب الباردة

الأراضي التي فقدتها ألمانيا المعاصرة 1919–1945


فوضى ما بعد الحرب

الدمار في برلين بعد الحرب العالمية الثانية، 1945
مناطق احتلال ألمانيا، 1947, with territories east of the Oder-Neisse line under Polish administration or Soviet annexation, plus the محمية السار and divided Berlin. ألمانيا الشرقية was formed by the Soviet Zone, while ألمانيا الغربية was formed by the American, British and French zones in 1949 and the Saar in 1957.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، بدأ الحلفاء في الاختلاف؛ كما شاع جومن عدم الثقة بينهم. وأخذ الاتحاد السوفييتي في إنشاء حكومات شيوعية في البلاد الأوروبية التي سقطت في يده.

وحاول الحلفاء الغربيون ـ وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ـ وقف أي توسع شيوعي في البلاد التي كانت تحت قبضتهم. إلى غير ذلك بدأت الحرب الباردة بين الجانبين.

وتبعًا لذلك، فقد قسمت ألمانيا إلى قسمين القسم الغربي تحت سيطرة الحلفاء الغربيين، وبقيت ألمانيا الشرقية تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي، حيث أقام هناك نظامًا شيوعيًا كان أولاً تحت زعامة الألماني الشيوعي والتر أولبرخت. وفي سنة 1971م أصبح إريك هونيكَرْ رئيسًا لحكومة ألمانيا الشرقية. ونجح هونيكر في تحسين علاقات ألمانيا الشرقية مع عدد من البلاد غير الشيوعية. ثم حدثت تغيرات في بلاده في عام 1989م، إذ طالب الألمان الشرقيون بمزيد من الحريات. وفتحت المجر آنذاك حدودها مع جارتها النمسا، وعبر كثير من الألمان الشرقيين الحدود إلى المجر، ومنها إلى النمسا غير الشيوعية، ثم رحلوا من هناك إلى ألمانيا الغربية.

فيتسعة نوفمبر 1989م أعربت ألمانيا الشرقية فتح حدودها مع ألمانيا الغربية والسماح لمواطنيها بالسفر إلى حيث أرادوا، فرحل كثير منهم إلى ألمانيا الغربية.

ألمانيا الشرقية

Erich Honecker and guests of honor like Mikhail Gorbachev celebrate the 40th (and last) anniversary of the socialist regime of the German Democratic Republic onسبعة October 1989.

عقدت انتخابات حرة في 18 مارس عام 1990م بألمانيا الشرقية لأول مرة. وفاز الحزب الديمقراطي المسيحي الذي لم يكن شيوعيًا بالأغلبية، وشكّل حكومة جديدة. وأخذ الألمان الشرقيون يفكرون في الوحدة مع ألمانيا الغربية، فعقد استفتاء لذلك في ألمانيا الشرقية. فكانت نتيجة الاستفتاء حتى صوتت الأغلبية لصالحه. وكانت هناك مخاوف في بعض الدول الأوروبية من حتى الاتحاد بين الألمانيتين سيجعل ألمانيا قوة كبيرة تهدد في المستقبل جاراتها في أوروبا. غير حتى هذه المخاوف زالت بسبب عضوية ألمانيا في منظمة حلف الأطلسي.

تدفق الألمان الشرقيون على ألمانيا الغربية عندما أعطتهم الإصلاحات حرية السفر في عام 1989م. وعبر كثير منهم نقطة رقابة تشارلي وهي محطة حدودية على جدار برلين.

ألمانيا الغربية

فهم ألمانيا الغربية وألمانيا الموحدة
1949 – الآن


المعجزة الاقتصادية

ڤولكسڤاگن بيتل، كانت أيقونة اعادة الاعمار الألمانية الغربية.


اصلاح العملة 1948

Berliners watching a transport bringing food and coal during the Berlin Blockade of 1948–49


أديناور

Adenauer in 1952; he forged close ties with France and the U.S. and opposed the Soviet Union and its satellite of East Germany


إرهادر

التحالف الكبير

ڤيلي برانت (1913–1992)، المستشار الألماني والفائز بجائزة نوبل للسلام 1971.

العمال الأجانب


براندت واوستپوليتيك

Brandt (left) and Willi Stoph in 1970, the first encounter of a Federal Chancellor with his East German counterpart


الأزمة الاقتصادية ع. 1970

Helmut Schmidt, left, with French President Valéry Giscard d'Estaing (1977)

كول

حلموت كول، أصبح أول مستشار لألمانيا الموحدة.

رغم فوزات المستشار كول ازداد عدم الرضا عن السياسات التي انتهجها. فقد تضجر مواطنوألمانيا الشرقية السابقة من بطء تحسن الحالة الاقتصادية، واستاء مواطنوألمانيا الغربية من تكلفة الوحدة الباهظة. وازداد معدل البطالة في ألمانيا وبخاصة في المناطق الصناعية. وفي نفس الوقت استقبلت البلاد أعداداً كبيرة من المهاجرين قابلها النازيون الجدد بالإحتجاجات بل قتلوا بعض المهاجرين الأجانب. وفي عام 1993م، تم تعديل الدستور الألماني للحد من الهجرة إلى ألمانيا.


اعادة التوحيد

The حائط برلين أمام بوابة براندنبورگ بعد فتحها عام 1989 بفترة وجيزة.


الحدود الحديثة لألمانيا.

في أغسطس 1990م سقط ممثلون عن ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية معاهدة الوحدة وإدماج النظامين القضائي والاجتماعي. ونفذت الاتفاقية في ثلاثة أكتوبر 1990م، وهواليوم الذي حدد رسميًا للوحدة بين الجانبين الشرقي والغربي من ألمانيا. واستمر هلموت كول رئيسًا (مستشارًا) لمجلس الوزراء بعد الوحدة . وعقدت أول انتخابات لألمانيا المتحدة في ديسمبر 1990م ثم أعقبها انتخابات 1994م، وفاز الحزب الاتحادي الديمقراطي المسيحي فيهما بأغلبية مقاعد البوندستاج، وعقد ائتلافًا مع الحزب الديمقراطي الحر لتشكيل الحكومة واستمر كول مستشارًا لألمانيا.


التاريخ الحديث (1990 الآن)

في برلين – المقعد القديم والجديد في البرلمان الألماني.

شرودر

في عام 1998م، مني الائتلاف الحكومي بهزيمة قاسية بعد 16 سنة من مزاولة السلطة، وأصبح جيرهارد شرودر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مستشاراً لألمانيا.

في عام 1999م، وافقت ألمانيا وأغلب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على اتخاذ اليوروعملة موحدة لدول الاتحاد. واتفقت دول الاتحاد على تداول اليوروبحلول عام 2002م، كما اتفقت على إلغاء باقي عملات دول الاتحاد في منتصف عام 2002م.

وفي الانتخابات التي جرت في سبتمبر 2002م، حافظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار شرودر على مسقطه في السلطة بعد تحالفه مع حزب الخضر بقيادة يوشكا فيشر. ..

مـِركل

المستشارة الألمانية أنگلا مركل (مع خوسيه باروسوأمام بوابة براندنبورگ في 2007) كانت محورية في صياغة وترويج معاهدة لشبونة لإصلاح الاتحاد الاوروبي.


التأريخ

نقاش سوندرڤگ


مؤرخون: باحثون سابقون في ألمانيا

  • Johann Gustav Droysen (1808–1884)
  • يوهان گوتليب فيشته (1762–1814)
  • يوهان گوتفريد هردر (1744–1803)
  • Karl Lamprecht (1856–1945)
  • گوتفريد لايبنتز (1646–1716)
  • كارل ماركس (1818–1883)
  • Samuel von Pufendorf (1632–1694)
  • Leopold von Ranke (1795–1886)
  • Friedrich Carl von Savigny (1779–1861)
    • المدرسة التاريخية الألمانية
  • Beatus Rhenanus (also known as Beatus Bild) (1485–1547)
  • Heinrich von Treitschke (1834–1896)

مؤرخون: باحثوالقرن 20 في ألمانيا

  • مدرسة بايلفيلد – التاريخ الاجتماعي الكمي
  • Martin Broszat – الفترة النازية
  • Werner Conze
  • Fritz Fischer – الحرب العالمية الأولى
  • Klaus Hildebrand
  • Andreas Hillgruber
  • Historikerstreit - جدل حول الثمانينيات والنازيين، السوڤيت والشمولية
  • Eberhard Jäckel – الفترة النازية
  • Jürgen Kocka – مدرسة بايفليلد، التاريخ الاجتماعي
  • Hartmut Kaelble
  • Friedrich Meinecke (1862–1954)
  • Hans Mommsen
  • Wolfgang Mommsen
  • Thomas Nipperdey (1927–1992) – 1800 حتى 1918
  • إرنست نولت
  • Detlev Peukert
  • Gerhard Ritter
  • اوزوالد شپنگلر – تاريخ العالم
  • Michael Stürmer − القرن 20، الجغرافيا
  • Klemens von Klemperer – الفترة النازية
  • Hans-Ulrich Wehler – مدرسة بايلفيلد، التاريخ الاجتماعي الجديد
  • Michael Wolffsohn
  • Rainer Zitelmann – الفترة النازية

مؤرخون: خارج ألمانيا

  • Thomas Carlyle (1795–1881) – فردريش العظيم
  • ألان بولوك – هتلر
  • Gordon A. Craig – الجيش، السياسة
  • Richard J. Evans – الفترة النازية (في ثلاثية الرايخ الثالث: ، ، and )
  • إيان كاراشاو، هتلر
  • كلوديا كنوز – المرأة في الفترة النازية
  • تيموثي ميسون - النازيون
  • George Mosse - ثقافة القرن 19 و20
  • Steven Ozment - الاصلاح
  • Hans Rothfels – العسكرية
  • Fritz Stern – ثقافي
  • Henry Ashby Turner – 20c esp business

مؤرخون: الهولوكوست

  • Yehuda Bauer
  • Martin Broszat
  • Christopher Browning
  • Lucy Dawidowicz
  • Norman Finkelstein
  • Henry Friedlander
  • Saul Friedländer
  • Daniel Goldhagen
  • Raul Hilberg
  • Michael Marrus
  • Hans Mommsen
  • R. J. Rummel

انظر أيضاً

  • الاستعمار الشرقي في العصور الوسطى بواسطة النبلاء والمزارعين الألمان
  • الانثوية في ألمانيا
  • Flight and expulsion of Germans (1944–1950)
  • تاريخ النمسا
  • تاريخ برلين
  • تاريخ الاستيطان الألماني في وسط وشرق اوروپا
  • قائمة مستشاري ألمانيا
  • قائم ملوك ألمانيا
  • قائمة رؤساء ألمانيا
  • التاريخ العسكري لألمانيا
  • أسماء ألمانيا
  • سياسة ألمانيا
  • التغييرات الاقليمية في ألمانيا

المصادر

  1. ^ ألمانيا، الموسوعة المعهدية الكاملة

قراءات إضافية

مسوحات

  • Biesinger, Joseph A. Germany: a reference guide from the Renaissance to the present (2006)
  • Bithell, Jethro, ed. Germany: A Companion to German Studies (5th ed. 1955), 578pp; essays on German literature, music, philosophy, art and, especially, history. online edition
  • Buse, Dieter K. ed. Modern Germany: An Encyclopedia of History, People, and Culture 1871–1990 (2 vol 1998)
  • Clark, Christopher. Iron Kingdom: The Rise and Downfall of Prussia, 1600–1947 (2006)
  • Detwiler, Donald S. Germany: A Short History (3rd ed. 1999) 341pp; online edition
  • Fulbrook, Mary. A Concise History of Germany (2004)
  • Gall, Lothar. Milestones - Setbacks - Sidetracks: The Path to Parliamentary Democracy in Germany, Historical Exhibition in the Deutscher Dom in Berlin (2003), exhibit catalog; heavily illustrated, 420pp; political history since 1800
  • Holborn, Hajo. A History of Modern Germany (1959–64); vol 1: The Reformation; vol 2: 1648–1840; vol 3: 1840–1945; standard scholarly survey
  • Maehl, William Harvey. Germany in Western Civilization (1979), 833pp; focus on politics and diplomacy
  • Ozment, Steven. A Mighty Fortress: A New History of the German People (2005), focus on cultural history
  • Raff, Diether. History of Germany from the Medieval Empire to the Present (1988) 507pp
  • Reinhardt, Kurt F. Germany: 2000 Years (2 vols., 1961), stress on cultural topics
  • Richie, Alexandra. Faust's Metropolis: A History of Berlin (1998), 1168 pp by scholar; excerpt and text search; emphasis on 20th century
  • Sagarra, Eda. A Social History of Germany 1648–1914 (1977, 2002 edition)
  • Schulze, Hagen, and Deborah Lucas Schneider. Germany: A New History (2001)
  • Taylor, A.J.P. The Course of German History: A Survey of the Development of German History since 1815. (2001). 280pp; online edition
  • Watson, Peter. The German Genius (2010). 992 pp covers many thinkers, writers, scientists etc. since 1750; ISBN 978-0-7432-8553-7
  • Winkler, Heinrich August. Germany: The Long Road West (2 vol, 2006), since 1789; excerpt and text search vol 1

العصور الوسطى

  • Arnold, Benjamin. Medieval Germany, 500–1300: A Political Interpretation (1998)
  • Arnold, Benjamin. Power and Property in Medieval Germany: Economic and Social Change, c. 900–1300 (Oxford University Press, 2004) online edition
  • Barraclough, Geoffrey. The Origins of Modern Germany (2d ed., 1947)
  • Fuhrmann, Horst, and Timothy Reuter. Germany in the High Middle Ages: c. 1050–1200 (1986)
  • Haverkamp, Alfred, Helga Braun, and Richard Mortimer. Medieval Germany 1056–1273 (1992)
  • Innes; Matthew. State and Society in the Early Middle Ages: The Middle Rhine Valley, 400–1000 (Cambridge U.P. 2000) online edition
  • Jeep, John M. Medieval Germany: An Encyclopedia (2001), 928pp, 650 articles by 200 scholars cover AD 500 to 1500
  • Nicholas, David. The Northern Lands: Germanic Europe, c. 1270–c. 1500 (Wiley-Blackwell, 2009). 410 pages.
  • Reuter, Timothy. Germany in the Early Middle Ages, c. 800–1056 (1991)

الاصلاح

انظر أيضاً مارتين لوثر

  • Bainton, Roland H. Here I Stand: A Life of Martin Luther (1978; reprinted 1995)
  • Dickens, A. G. Martin Luther and the Reformation (1969), basic introduction
  • Holborn, Hajo. A History of Modern Germany: vol 1: The Reformation (1959)
  • Junghans, Helmar. Martin Luther: Exploring His Life and Times, 1483–1546. (book plus CD ROM) (1998)
  • MacCulloch, Diarmaid. The Reformation (2005), influential recent survey
  • Ranke, Leopold von. History of the Reformation in Germany (1905) 792 pp; by Germany's foremost scholar complete text online free
  • Smith, Preserved. The Age of the Reformation (1920) 861 pages; complete text online free

أوائل العصر الحديث حتى 1815

  • Asprey, Robert B. Frederick the Great: The Magnificent Enigma (2007)
  • Atkinson, C.T. A history of Germany, 1715–1815 (1908) old; focus on political-military-diplomatic history of Germany and Austria online edition
  • Clark, Christopher. Iron Kingdom: The Rise and Downfall of Prussia, 1600–1947 (2006)
  • Gagliardo, John G. Germany under the Old Regime, 1600–1790 (1991) online edition
  • Heal, Bridget. The Cult of the Virgin Mary in Early Modern Germany: Protestant and Catholic Piety, 1500–1648 (2007)
  • Holborn, Hajo. A History of Modern Germany. Vol 2: 1648–1840 (1962)
  • Hughes, Michael. Early Modern Germany, 1477–1806 (1992)
  • Ogilvie, Sheilagh. Germany: A New Social and Economic History, Vol. 1: 1450–1630 (1995) 416pp; Germany: A New Social and Economic History, Vol. 2: 1630–1800 (1996), 448pp
  • Ozment, Steven. Flesh and Spirit: Private Life in Early Modern Germany (2001)

1815–1890

  • Blackbourn, David. The Long Nineteenth Century: A History of Germany, 1780–1918 (1998) excerpt and text search
  • Blackbourn, David, and Geoff Eley. The Peculiarities of German History: Bourgeois Society and Politics in Nineteenth-Century Germany (1984) online edition
  • Brose, Eric Dorn. German History, 1789–1871: From the Holy Roman Empire to the Bismarckian Reich. (1997) online edition
  • Nipperdey, Thomas. Germany from Napoleon to Bismarck (1996), very dense coverage of every aspect of German society, economy and government
  • Ogilvie, Sheilagh, and Richard Overy. Germany: A New Social and Economic History Volume 3: Since 1800 (2004)
  • Pflanze Otto, ed. The Unification of Germany, 1848–1871 (1979), essays by historians
  • Sheehan, James J. German History, 1770–1866 (1993), the major survey in English
  • Steinberg, Jonathan. Bismarck: A Life (2011), a major scholarly biography
  • Taylor, A.J.P. Bismarck: The Man and the Statesman (1967) online edition
  • Wehler, Hans-Ulrich. The German Empire 1871–1918 (1984)

1890–1933

  • Berghahn, Volker Rolf. Modern Germany: society, economy, and politics in the twentieth century (1987) ACLS E-book
  • Berghahn, Volker Rolf. Imperial Germany, 1871–1914: Economy, Society, Culture, and Politics (2nd ed. 2005)
  • Cecil, Lamar. Wilhelm II: Prince and Emperor, 1859–1900 (1989) online edition; vol2: Wilhelm II: Emperor and Exile, 1900–1941 (1996) online edition
  • Craig, Gordon A. Germany, 1866–1945 (1978) online edition
  • Gordon, Peter E., and John P. McCormick, eds. Weimar Thought: A Contested Legacy (Princeton U.P. 2013) 451 pages; scholarly essays on law, culture, politics, philosophy, science, art and architecture
  • Herwig, Holger H. The First World War: Germany and Austria–Hungary 1914–1918 (1996), ISBN 0-340-57348-1
  • Kolb, Eberhard. The Weimar Republic (2005)
  • Mommsen, Wolfgang J. Imperial Germany 1867–1918: Politics, Culture and Society in an Authoritarian State (1995)
  • Peukert, Detlev. The Weimar Republic (1993)
  • Retallack, James. Imperial Germany, 1871–1918 (Oxford University Press, 2008)
  • Scheck, Raffael. “Lecture Notes, Germany and Europe, 1871–1945” (2008) full text online, a brief textbook by a leading scholar

الفترة النازية

مسوحات

  • Burleigh, Michael. The Third Reich: A New History. (2000). 864 pp. Stress on antisemitism;
  • Evans, Richard J. The Coming of the Third Reich: A History. 2004. 622 pp., a major scholarly survey; The Third Reich in Power: 1933–1939. (2005). 800 pp.; The Third Reich at war 1939–1945 (2009)
  • Overy, Richard. The Dictators: Hitler's Germany and Stalin's Russia (2004). comparative history
  • Roderick, Stacke. Hitler's Germany: Origins, Interpretations, Legacies (1999)
  • Spielvogel, Jackson J. and David Redles. Hitler and Nazi Germany (6th ed. 2009) excerpt and text search, 5th ed. 2004
  • Zentner, Christian and Bedürftig, Friedemann, eds. The Encyclopedia of the Third Reich. (2 vol. 1991). 1120 pp.; see Encyclopedia of the Third Reich

موضوعات خاصة

  • Bullock, Alan. Hitler: A Study in Tyranny, (1962) online edition
  • Friedlander, Saul. Nazi Germany and the Jews, 1933–1945 (2009) abridged version of the standard two volume history
  • Kershaw, Ian. Hitler, 1889–1936: Hubris. vol. 1. 1999. 700 pp. ; vol 2: Hitler, 1936–1945: Nemesis. 2000. 832 pp.; the leading scholarly biography.
  • Koonz, Claudia. Mothers in the Fatherland: Women, Family Life, and Nazi Ideology, 1919–1945. (1986). 640 pp. The major study
  • Speer, Albert. Inside the Third Reich: Memoirs 1970.
  • Stibbe, Matthew. Women in the Third Reich, 2003, 208 pp.
  • Tooze, Adam. The Wages of Destruction: The Making and Breaking of the Nazi Economy (2007), highly influential new study; online review by Richard Tilly; summary of reviews
  • Thomsett, Michael C. The German Opposition to Hitler: The Resistance, the Underground, and Assassination Plots, 1938–1945 (2nd ed 2007) 278 pages

منذ 1945

  • Bark, Dennis L., and David R. Gress. A History of West Germany Vol 1: From Shadow to Substance, 1945–1963 (1992); ISBN 978-0-631-16787-7; vol 2: Democracy and Its Discontents 1963–1988 (1992) ISBN 978-0-631-16788-4
  • Berghahn, Volker Rolf. Modern Germany: society, economy, and politics in the twentieth century (1987) ACLS E-book online
  • Hanrieder, Wolfram F. Germany, America, Europe: Forty Years of German Foreign Policy (1989) ISBN 0-300-04022-9
  • Jarausch, Konrad H.After Hitler: Recivilizing Germans, 1945–1995 (2008)
  • Junker, Detlef, ed. The United States and Germany in the Era of the Cold War (2 vol 2004), 150 short essays by scholars covering 1945–1990 excerpt and text search vol 1; excerpt and text search vol 2
  • Schwarz, Hans-Peter. Konrad Adenauer: A German Politician and Statesman in a Period of War, Revolution and Reconstruction (2 vol 1995) excerpt and text search vol 2; also full text vol 1; and full text vol 2
  • Smith, Gordon, ed, Developments in German Politics (1992) ISBN 0-8223-1266-2, broad survey of reunified nation
  • Weber, Jurgen. Germany, 1945–1990 (Central European University Press, 2004) online edition

GDR

  • Fulbrook, Mary. Anatomy of a Dictatorship: Inside the GDR, 1949–1989 (1998)
  • Fulbrook, Mary. The People's State: East German Society from Hitler to Honecker (2008) excerpt and text search
  • Harsch, Donna. Revenge of the Domestic: Women, the Family, and Communism in the German Democratic Republic (2008)
  • Jarausch, Konrad H.. and Eve Duffy. Dictatorship As Experience: Towards a Socio-Cultural History of the GDR (1999)
  • Jarausch, Konrad H., and Volker Gransow, eds. Uniting Germany: Documents and Debates, 1944–1993 (1994), primary sources on reunification
  • Pence, Katherine, and Paul Betts, eds. Socialist Modern: East German Everyday Culture and Politics (2008) excerpt and text search
  • Pritchard, Gareth. The Making of the GDR, 1945–53 (2004)
  • Ross, Corey. The East German Dictatorship: Problems and Perspectives in the Interpretation of the GDR (2002)
  • Steiner, André. The Plans That Failed: An Economic History of East Germany, 1945–1989 (2010)

تأريخ

  • Berghahn, Volker R., and Simone Lassig, eds. Biography between Structure and Agency: Central European Lives in International Historiography (2008)
  • Chickering, Roger, ed. Imperial Germany: A Historiographical Companion (1996), 552pp; 18 essays by specialists;
  • Evans, Richard J. Rereading German History: From Unification to Reunification, 1800–1996 (1997) online edition
  • Hagemann, Karen, and Jean H. Quataert, eds. Gendering Modern German History: Rewriting Historiography (2008)
  • Hagemann, Karen. "From the Margins to the Mainstream? Women's and Gender History in Germany," Journal of Women's History, (2007) 19#1 pp 193–199
  • Jarausch, Konrad H., and Michael Geyer, eds. Shattered Past: Reconstructing German Histories (2003)
  • Klessmann, Christoph. The Divided Past: Rewriting Post-War German History (2001) online edition
  • Lehmann, Hartmut, and James Van Horn Melton, eds. Paths of Continuity: Central European Historiography from the 1930s to the 1950s (2003)
  • Perkins, J. A. "Dualism in German Agrarian Historiography, Comparative Studies in Society and History, Apr 1986, Vol. 28 Issue 2, pp 287–330,
  • Stuchtey, Benedikt, and Peter Wende, eds. British and German Historiography, 1750–1950: Traditions, Perceptions, and Transfers (2000)
تاريخ النشر: 2020-06-06 18:05:10
التصنيفات: تاريخ ألمانيا, تاريخ الشعوب الجرمانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

القطب الجزائي بقسنطينة يفتح ملف فضيحة 10ملايير بميناء سكيكدة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:25:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

بدء التقديم إلى برنامج مساعد طبيب أسنان.. اعرف الشروط

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:27:01
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

رئيس الجمهورية يشرع اليوم الثلاثاء في زيارة دولة إلى فيدرالية روسيا

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:25:37
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

6 أماكن سياحية لا تفوتك.. دليل الحاج لزيارة معالم المدينة المنورة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:27:11
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

مبابي: انتقالي لريال مدريد هذا الصيف أكذوبة كبيرة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:27:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

إطلاق حملة لمعالجة وضع الورش وأنشطة السيارات بالأحساء

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:27:07
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

جريح في اصطدام سيارة بجدار ثانوية بالقل

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:25:22
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

السعودية تطمح لجذب استثمارات ب20 مليار دولار للصناعات الغذائية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:26:39
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"ماتقيش ولدي" تحذر من تمتيع بيدوفيل أجنبي بإطــلاق سراحٍ مشروط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-13 15:27:36
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية