فرانسوا رابليه

عودة للموسوعة

فرانسوا رابليه

فرانسوا رابليه
وُلِد بين 1483 و1494
شينو، فرنسا
توفي 9 أبريل 1553
باريس، فرنسا
الوظيفة محرر، طبيب، إنساني
القومية فرنسي
الجامعة الأم جامعة پواتييه، جامعة مونپلييه
الحركة الأدبية إنسانية عصر النهضة


متحف فرانسوا رابليه musee-rabelais.fr/ متحف فرانسوا رابليه

فرانسوا رابليه François Rabelais (و.1494،يا ترى؟ –ت. 1553م؟). محرر فرنسي، ألف العمل الكوميدي جارجانْتُووا وبانتاجْروويل الذي يحكي سيرة هذين العملاقين ورغباتهما التي لا تشبع لعظمها، وقد استخدم رابيليِه الفكاهة، في هذا العمل، ليضع أبرز مؤسسات عصره موضع التساؤل. عملى سبيل المثال تسخر الأوصاف الكوميدية لتعليم بانْتَاجْرُوويل، في حقيقة الأمر، من أساليب التعليم المتبعة في ذلك العصر، وتعبر عن آراء رابيليه الخاصة في هذا الموضوع، وعلى الرغم من شهرة رابيليه بفكاهته الفظة إلا أنه خط برغبة في الكثير من الموضوعات.

حياته

The house of François Rabelais in Metz

ولِد رابيليه قرب شينوفي مقاطعة التورين، والتحق بسلك الرهبان الفرنْسيسكان في 1520 وتلقى إجازة في الطب 1530 من جامعة مونبلييه، ومارس الطب وقام بتدريسه في 1532 إلى 1546.

قام رابيليه في 1532م بنشر كتاب بانْتَاگرُوِل وهواستمرار لعمل شعبي شهير، صدر دون اسم مؤلّف تحت عنوان سيرة العملاق جارْجا نْتُووا (1532م). وبينما حافظ رابيليه على الإيقاع الشعبي للعمل، فقد أضاف الكثير من المواد التي تعكس مستوى فكريًا رفيعًا، وأظهر مواهب فذة، باعتباره محررًا ساخرًا ومؤلفًا. وقد أدانت السُورْبُون ـ وهي الكلية اللاهوتية بجامعةباريس ـ كتاب بانتاجروويل بتهمة البذاءة، وفي 1534م قام رابيلْيه بنشر جارجانتووا أي صياغته الخاصة للأحداث التي سبقت بانتاجروويل وقد أدانت السُورْبُون كذلك هذا الكتاب، الذي يظهر فيه الراهب الأب جان المولع بالإزعاج. وفي 1546م أصدر رابيلْيه الكتاب الثالث الذي أدانته السُورْبُون لما احتواه من هرطقة. ونشر الكتاب الرابع في جزءين في عامي 1548 و1552م، وربما كان رابيليه قد ألّف أجزاء من الكتاب الخامس، وقد ظهر هذا العمل في عامي 1562 و1564م عقب وفاته.

ابتكر رابيلْيه، بإبداعه اللغوي الكثير من الحدثات، ظل بعضها في صلب اللغة الفرنسية. وبسبب حيويته وتفاؤله وأسلوب سرده البهيج وقدرته على الاستغراق في جميع من المرح والأفكار، صار من أعظم الكتاب الفرنسيين، وأقربهم إلى القلوب.


السيرة

الأدب الفرنسي
بالتصنيف
تاريخ الأدب الفرنسي

العصور الوسطى
القرن السادس عشر - القرن السابع عشر
القرن الثامن عشر -القرن التاسع عشر
القرن العشرون - المعاصر

كتـّاب الفرنسية

قائمة زمنية
كتـّاب حسب تصنيفهم
روائيون - كتاب مسرحيات
شعراء - كتاب منطقات
كتاب السيرة القصيرة

بوابة فرنسا
بوابة الأدب
     

أن مؤلف "أمتع وأنفع ما روي من قصص"(23) هذا المؤلف الفذ، الواسع الحيلة، الشكاك، المرح، المثقف، البذيء- رأت عيناه النور في 1495، ابناً لموثق غني في شينون. وأدخل في سن مبكرة جداً ديراً فرانسسكانيا. وقد شكا بعد ذلك من حتى النساء "يحملن الأطفال تسعة شهور تحت قلوبهن... ولكنهن لا يطقن تربيتهم تسع سنوات... ويكفي حتى يضفن ذراعاً من القماش إلى ثيابهم ويحلقن شعرات لا أدري كم عددها من قمة رءوسهم ليحولنهم طيوراً بضع حدثات". وهويعني جز شعورهم وتحويلهم رهباناً. وقد ارتضى الغلام حظه هذا لميله إلى الدرس، ولعله كإرازموس اجتذبته مخطة الدير إلى الخط. وهناك التقى براهبين أوثلاثة آخر راغيين في دراسة اليونانية، وقد شدهم هذا العالم القديم الفسيح الذي فتح لهم الدرس والبحث مغاليقه. وأحرز فرانسوا من التقدم ما جعل بوديه نفسه يبعث إليه بخطاب ثناء. وبدا حتى الأمور تسير على ما يشتهي. وفي عام 1520 رسم شكاك المستقبل قسيساً، ولكن نفراً من كبار الرهبان شموا الهرطقة في فقه اللغة، فاتهموا الهلنستيين الشبان بشراء الخط بالأتعاب التي يتلقونها نظير الوعظ بدلاً من تسليمها للخزانة العامة. وحبس رابليه وراهب آخر حبساً انفرادياً، وحرما الخط وهي لهما نصف الحياة. ونمى إلى بوديه هذا الاتجاه الرجعي فلجأ إلى فرانسسوا الأول، وأمر الملك بإطلاق سراح الأديبين ورد امتيازاتهما. وبفضل شفاعة أخرى صدر مرسوم بابوي أذن لرابليه بتغيير تبعيته وإقامته الديرتين. فهجر الفرنسسكان، ودخل بيتاً بندكتياً في ماييزيه (1524)، وهناك أحب به الأسقف جوفروا دستيساك إعجاباً حمله على حتى يتفق مع رئيس الدير على السماح لرابليه بالذهاب حيث شاء للدرس؛ مضى رابليه، ونسي حتى يعود.

وبعد حتى جرب عدة جامعات ولج مدرسة الطب في مونپلييه (1530). ولا بد أنه كان قد حصل تعليماً سابقاً في الطب، لأنه نال درجة البكالوريوس في الطب عام 1531. على أنه لأسباب لا نفهمها لم يواصل دراسته لنيل الدكتوراه، بل عاد إلى تجواله حتى استقربه النوى في ليون في 1532، وجمع بين ممارسة الطب ودراساته الأدبية، شأنه في ذلك شأن سرڤيتوس، ثم اشتغل مساعد تحرير للطباع سباستبان جريفيوس ونشر عدة نصوص يونانية وترجم حكم أبقراط إلى اللاتينية. وانزلق برضاه إلى تيار الدراسات الإنسانية الذي كان يومها في عنفوان تدفقه في ليون. وفي 30 نوفمبر 1532 بعث بنسخة من "يوسيفوس" إلى إرزمس بخطاب زلفى يستغرب من رجل في السابعة والثلاثين، ولكنك تشم في رائحة ذلك العصر الجياش بالحماسة:

"بعث إلى جورج دارمناك مؤخراً... بتاريخ فلاڤيوس يوسيفوس... وطلب إلى... حتى أوفده إليك. وقد تحينت هذه الفرصة مشتاقاً، يا أكثر الآباء إنسانية، لأدلل لك بالتقدير الشاكر على احترامي العميق لك وعلى ولائي البنوي. أقول هل دعوتك بأبي،يا ترى؟ أجدر بي حتى أدعوك بأمي لواتسع لذلك صدرك. فكل ما نعهد عن الأمهات، اللائي يغذين ثمرة بطونهن قبل حتى يرينها وقبل حتى يعهدن حتى ما ستكون عليه، واللائي يرعينها ويحمينها من قسوة الجو، جميع هذا صنعته أنت بي، أنا الذي لم يكن وجهي معروفاً لك ولا كان اسمي المغمور ليستطيع حتى يستهويك. لقد ربيتني وغذوتني من ذلك الصدر الطاهر، صدر معهدتك المقدسة. وكل ما أنا عليه، وكل ما أساويه، إنما أنا أدين به لك وحدك. ولولم أجهر بهذه الحقيقة لكنت أشد الناس عقوقاً. تحية مرة أخرى أيها الأب المحبوب، يا شرف وطنك، ويا عماد الأدب، ويا نصير الحقيقة الذي لا يقهر"(24).

وفي نوفمبر من ذلك العام (1532) نجد رابليه طبيباً في الأوتيل- ديو، وهومستشفى مدينة ليون، يتقاضى راتباً قدره أربعون جنيهاً (1000 دولار؟) في العام. ولكن يجب ألا نحسبه عالماً أوطبيباً مثالياً. سليم حتى ثقافته كانت منوعة وهائلة. فيبدوأنه كان كشكسبير له فهم مهنية في ميادين شتى- كالقانون والطب والأدب واللاهوت والطهووالتاريخ والنبات والفلك والميثولوجيا. وهويشير إلى مئات الأساطير القديمة، ويقتبس من عشرات المؤلفين القدامى، ونراه أحياناً يعرض فهمه الواسع عرض الهواة. ولكنه شغل بالحياة شغلاً لم يتح له وقتاً لبلوغ الدقة الشديدة في دراسته، ولم تكن الطبعات التي نشرها نماذج تحتذي في دقة التفاصيل. لم يكن في طبعه حتىقد يكون أديباً إنسانياً متفانياً كإرازموس أوبوديه، فلقد كان يحب الحياة أكثر من الخط. والصورة التي هجرت لنا عنه صورة رجل تروع الناظر طلعته، فارع القامة حلوالوجه، ينبوع للثقافة ومحدث يشع نوراً وناراً(25). ولم يكن سكيراً كما استنتجت خطأ رواية قديمة متواترة من تحياته للسكارى ومن خمرياته. بل إنه على العكس عاش عيشة مهذبة غلى حد معقول، هذا إذا استثنينا طفلاً غير شرعي أنجبه،(26) ولم يعش سوى فترة قصيرة بحيث يمكن اعتباره خطيئة بسيطة. وقد كرمته أسمى عقول جيله، بما فيهم نفر عديد من أحبار الكنيسة. وكان في الوقت نفسه يتصف بكثير من صفات الفلاح الفرنسي، فيجد لذة في أنماط الفلاحين الصرحاء المرحين الذين يلقاهم في الحقول وال شوارع ويستمتع بفكاهاتهم وضحكهم وبقصصهم الطويلة وعباراتهم البذيئة المتفاخرة. وقد طغت شهرته دون عمد منه على شهرة إرزمس لأنه جمع هذه القصص، وربط بينها، وحسنها، ووسعها، وأضفى عليها الكرامة بالفهم الكلاسيكي وحملها إلى مقام الهاتى البناء، وضمنها في حرص ما حوته من فحش وبذاءة.

ومن هذه القصص سيرة كانت آنئذ ذائعة في كثير من أنحاء الريف، روت أخبار مارد لطيف يدعى جارجانتوا، وتحدثت عن شهيته الوحشية، وعن غرامياته ومظاهر قوته العظيمة، وكانت تنتشر هنا وهناك تلال وصخور ذكرت الروايات المحلية أنها تساقطت من سلة جارجانتوا أثناء مروره. وكانت هذه الأساطير لا تزال تروى في عام 1860 في الكفور الفرنسية التي لم تسمع قط برابليه. وقد دون محرر مجهول- من الممكن كان رابليه نفسه- على سبيل التفكه بعض هذه الخرافات وطبعها في ليون في كتاب سماه "الأخبار العظيمة الثمينة للمارد الكبير الضخم جارجانتوا" (1532). وراج الكتاب بسرعة حملت رابليه على التفكير في كتاب ملحق له عن ابن جارجانتوا. إلى غير ذلك ظهر في سوق ليون المنعقدة في أكتوبر 1532، غفلاً عن اسم المؤلف، كتاب عنوانه "الأعمال المرعبة المخيفة وأفعال البسالة التي قام بها بنتاجرويل الأشهر". وكان هذا الاسم قد استخدم من قبل في بعض الدرامات الشعبية، ولكن رابليه أضفى على صاحبه مستوى وعمقاً جديدين. ونددت السوربون والرهبان بالكتاب لبذاءته، وراج رواجاً حسناً. واستمتع به فرانسوا الأول، ووجد بعض رجال الدين لذة في قراءته. على حتى رابليه لم يعترف بأنه مؤلف إلا بعد مرور أربعة عشر عاماً، فقد خشي حتى يعرض للخطر سمعته كأديب، إذا لم يعرض حياته.

وكان لا يزال شديد التعلق بالدرس، حتى أهمل واجباته في المستشفى فطرد. ولعله كان ملاقياً عنتياً في كسب قوته لولا حتى جان دبلليه أسقف باريس والمشارك في تأسيس كلية فرنسا أخذ رابليه معه طبيباً في بعثة إلى إيطاليا (يناير 1534). ولما عاد رابليه إلى ليون في إبريل نشر في أكتوبر "سيرة جارجانتوا الكبير، أبي بنتاجرويل، وحياته المرعبة جداً". وقد حوى هذا المجلد الثاني، الذي أصبح بعد ذلك الجزء الأول من الكتاب كله، هاتىً لرجال الدين حمل السوربون على التنديد به مرة أخرى. وسرعان ما راجت القصتان المنشورتان معاً رواجاً بز جميع كتاب في فرنسا باستثناء الكتاب المقدس و"محاكاة المسيح"(27). وقد قيل حتى الملك فرانسوا ضحك وصفق استحساناً في هذه المناسبة أيضاً.

ولكن لصق الإعلانات البروتستانتية المهينة في ليلة 17- 18 أكتوبر 1534 على مباني باريس وعلى باب قصر الملك نفسه بدل الملك من حامي الأدباء الإنسانيين إلى مضطهد المهرطقين. وكان رابليه قد أخفى مرة ثانية أنه مؤلف الكتاب، ولكن الشكوك الكثيرة حامت حوله، وحق له حتى يخشى حتى تطالب السوربون برأس الكتاب البذيء بعد حتى حملت الملك في ركابها. وهنا بادر جان دبلليه مرة أخرى إلى إنقاذه، واختطف الكنسي الطيب الذي أصبح الآن كردينالاً ذلك الأديب الطبيب، والمحرر البذيء، من مخبئه في ليون وأخذه إلى روما (1525). وكان من حظ رابليه حتى يجد على كرسي البابوية رجلاً مستنيراً. فاغتفر له بولس الثالث إهماله واجباته الديرية والكهنوتية وأذن له بممارسة الطب. وعكف رابليه- على سبيل التعويض والتفكير- على تنقية الطبعات التالية من كتابه، "المؤيد يومئذ تأييداً مضاعفاً"، من الفقرات التي تسيء إساءة شديدة إلى الذوق التقليدي. ولما احتال عليه إتيان دوليه فنشر دون إذنه طبعة غير منقاة، شطب اسمه من قائمة أصدقائه. ثم عاد إلى الدرس في مونبلييه برعاية الكردينال، ونال الدكتوراه في الطب، وحاضر الجماهير الكبيرة هناك، ثم عاد إلى ليون ليستأنف حياته طبيباً وأديباً. وفي يونيو1537 ذكر دوليه أنه في تفهم تشريح شرح أمام جماعة من الطلاب جثة مجرم نفذ فيه حكم الإعدام.

بعد هذا لا نعهد عن حياته المتقبلة غير نتف من هنا وهناك. كان في حاشية الملك خلال الاجتماع التاريخي بين فرانسوا الأول وشارل الخامس في إيجمورت (يوليو1538). وبعد عامين نجده في تورين طبيباً لجيوم دبلييه، شقيق الكردينال، بعد حتى أصبح سفيراً لفرنسا في سافوا.وحوالي هذه الفترة عثر الجواسيس في رسائل رابليه فقرات أحدثت ضجة في باريس فسارع إلى العاصمة وقابل الموقف بشجاعة. ثم برأه الملك (1541)، وعلى الرغم من تنديد السوربون من حديث بجارجانتوا وبنتاجرويل عين فرانسوا المؤلف المطارد في وظيفة حكومية صغيرة هي وظيفة مأمور العرائض، ومنحه إذنا رسمياً بنشر الجزء الثاني من بنتاجرويل الذي أهداه رابليه شاكراً إلى مارجريت النافارية. وقد أثار هذا الجزء من الاضطراب في أوساط اللاهوتيين ما رأى معه رابليه حتى من الحكمة حتى يلتجئ إلى متز، وكانت يومها جزءاً من الإمبراطورية. وهناك قضى عاماً يشتغل طبيباً بمستشفى المدينة (1546- 47). وفي 1548 رأى حتى لا خطر عليه في الرجوع إلى ليون، وفي 1549 عاد إلى باريس. وأخيراً حصل له جماعته من رجال الكنيسة على وظيفة قسيس لأبرشية مودون الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة مباشرة، إلى غير ذلك عاد هذا الكهل المزعج، المطارد، إلى ثيابه الكهنوتية. ويبدوأنه وكل إلى مرءوسيه أداء واجبات وظيفته الدينية واكتفى بالانتفاع بإيرادها(28). وكان على قدر فهمنا لا يزال قسيس مودون حين نشر ما الآن الجزء الرابع من كتابه (1552)، وفي هذا الموقف شيء من الشذوذ. وقد أهداه إلى أوديه كردينال شاتيون، بإذن منه على الأرجح، وواضح أنه كان في فرنسا إذ ذاك بين رجال الكنيسة نفر أوتوا ثقافة كرادلة النهضة الإيطالية وتسامحهم. على حتى السوربون نددت بالكتاب، وحظر "البرلمان" بيعه. وكان فرانسوا الأول ومارجريت قد ماتا، ولم يجد رابليه حظوة لدى هنري الثاني المكتئب المزاج. فغاب عن باريس حيناً ثم عاد إليها سريعاً. وهناك توفي بعد سقم طويل. وتروي سيرة قديمة أنه حين سئل عن فراش الموت إلى أين يتسقط حتى يمضي أجاب "أما ماض لأبحث عن "ربما" كبيرة"(29) إنها أسطورة، ويا للأسف.


جارجانتوا وبانتاجرويل

الحجيج يأكلون السلاطة - بريشة گوستاڤ دوريه، 1873
رسم توضيحي لگارگانتوا وپانتاگروِل، بريشة الفنان الفرنسي، گوستاڤ دوريه.
رسم توضيحي لگارگانتوا وپانتاگروِل، بريشة الفنان الفرنسي، گوستاڤ دوريه.

تنبئ مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب (أوالجزء الثاني في الأصل) للتوبمذاق الكتاب كله ورائحته: "يا أشرف السكارى وأذيعهم صيتاً، وأنتم يا أغلى الفتيان المرحين، المفترى عليهم، (لأنه إليكم أنتم دون سواكم أهدي كتاباتي)... لوأنكم تأملتم شكل سقراط وقدرتموه حسب مظهره الخارجي لما ساوى في نظركم قشرة بصلة... إنكم يا تلاميذي الطيبين وغيركم من الحمقى المرحين، المؤثرين الراحة والدعة، إذ تقرءون العناوين السارة لبعض الخط التي نخترعها... تتسرعون في الحكم بأنه ليس فيه سوى النكات والنادىبات الساخرة والحديث الفاجر والأكاذيب المروحة عن النفس... ولكن... حين تطلعون على هذا الموضوع ستجدون... تعليماً ذا تفكير أعمق وأكثر تجرداً... سواء فيما يتصل بديننا أوشئون الحكم العام والحياة الاقتصادية... وقد يتحدث أحمق مغرور مشوش العقل بشر عن خطي، فلا تعبأوا به، وامرحوا الآن يا أبنائي، واشرحوا صدوركم، واقرأوا بابتهاج... هيا إلى آخر حدثة".

وهذا الكلام منقول عن ترجمة أوركهارت الشهيرة، التي تتجاوز الأصل أحياناً، ولكنها هنا تلتزمه بدقة، حتى لتذكر الحدثات العنيفة التي لم يعد مسموحاً بها في حديث المثقفين. وفي هاتين الفقرتين تطالعنا روح رابليه وهدفه: الهاتى الجاد مغلفاً في تهريج يخفف من عنفه، وملطخاً أحياناً بسناج خالص. ونحن نمضي في هذه المغامرة على ما فيها من خطر، شاكرين لأن الحدثة المطبوعة لا تنبعث منها رائحة خبيثة، آملين حتى نعثر وسط هذا الكوم من القمامة على بعض الأحجار الكريمة.

ويبدأ جارجانتوا بسلسلة نسب فريدة تحاكي أنساب التوراة شكلاً. أما أبوالمارد فهوجرانجوزييه ملك يوتوبيا، وأما أمه فهي جارجاميل، حملته أحد عشر شهراً، ولما بدأت آلام مخاضها اجتمع أصدقاء الأسرة ليسمروا وهم يحتسون النبيذ، زاعمين حتى الطبيعة تكره الفراغ. ويقول الأب الفخور لزوجته بلهجة من لا يعهد الألم "أمضى بشجاعة النعجة؛ وأخرجي لنا هذا الغلام بسرعة، وسنعكف بعدها على العمل فوراً... لنصنع غيره". وتتمنى الزوجة لحظة حتى يلقى حظ أبيلار؛ ويقترح هوحتى ينجز ما تتمناه للتو، ولكنها تعود فتعدل. أما جارجانتوا الجنين فإذ عثر المنفذ العادي للوليد مسدوداً بقابض أخذ في غير أوانه، فقد "دخل وريد جارجاميل الأجوف" وتسلق حجابها الحاجز وعنقها، ثم "انبثق من الأذن اليسرى". وما حتى ولد حتى راح يصيح، ويصيح بصوت علا حتى أسمع إقليمين: "الشراب! الشراب! الشراب!" وخصص لطعامه 17.913 صفيحة من اللبن، ولكنه منذ البدء أبدى إيثاره للنبيذ.

ولما آن أوان تعليم المارد الصغير وتهيئته لارتقاء العرش، عين له مرب خاص هوالأستاذ جوبلان الذي أحله فتى غبياً، لأنه حشا ذاكرته بالحقائق الميتة وأربك عقله بحجج الكلاميين. واضطر جارجانتوا إلى سلوك سبيل يائس، فنقل الغلام ووضعه في رعاية الأديب الإنساني بونوكراتيس. وانطلق الأستاذ وتلميذه إلى باريس لتحصيل أحدث تعليم فيها. وكان جارجانتوا يركب فرساً ضخمة بتر ذيلها الهفاف الغابات الفسيحة أثناء مرورها، إلى غير ذلك أصبح جزء من فرنسا سهلاً. ولما بلغا باريس التقى جارجانتوا برجاً من أبراج نوتردام واستهوته أجراس الكاتدرائية فسرقها ليعلقها حول عنق فرسه. وبدأ بونوكراتيس من حديث تعليم المارد الذي أفسد تعليمه، وذلك بإعطائه مسهلاً هائلاً ليطهر أمعاءه ومخه جميعاً، ولا غروفكلاهما وثيق الصلة بالآخر. فلما تنقى جارجانتوا على هذا النحوأولع بالتعليم وبدأ بحماسة يدرب جسده وعقله وخلقه في وقت معاً. فدرس الكتاب المقدس والآداب القديمة والفنون؛ وتفهم حتى يعزف على العود والبيان وأن يستمتع بالموسيقى. وكان يجري ويقفز ويصارع ويتسلق ويسبح، ومارس الركوب والدفع بمنكبيه والمهارات التي يحتاج إليها المقاتل في الحرب، والصيد ليربي شجاعته، ولكي ينمي رئتيه كان يصيح حتى سمعته باريس كلها. وزار صناع المعادن وقاطعي الأحجار والصياغ والكيميائيين والنساجين وصانعي الساعات والطباعين والصباغين ودرس حرفهم "بإعطائهم شيئاً يشربونه" وكان في جميع يوم يشارك في عمل بدني نافع، ويمضى أحياناً لحضور محاضرة أومشاهدة تجربة أوالاستماع إلى "مواعظ الوعاظ الإنجيليين" (وتلك غمزة بروتستنتية).

وفجأة استدعى جارجانتوا وهويتلقى هذا التعليم كله إلى مملكة أبيه لأن ملكاً آخر يدعى بكروشول أعرب الحرب على جرنجوزييه. لماذا،يا ترى؟ إذا رابليه يسرق هنا سيرة من كتاب بلوتارخ "حياة بيروس" ويروي حتى قواد بكروشول راحوا يفاخرون بما يستطيعون فتحه من بلاد تحت قيادته: فرنسا وأسبانيا والبرتغال والجزائر وإيطاليا وصقلية وكريت وقبرص ورودس واليونان وأورشليم... ويغتبط بكروشول وتنتفخ أوداجه. غير حتى فيلسوفاً عجوزاً يسأله: " وما نهاية جميع هذه المتاعب والأسفار؟" ويجيب بكروشول: "حين نعود سنجلس ونستريح ونبتهج". ويقترح عليه الفيلسوف هذا الرأي "ولكن هبك لم تعد إلى وطنك قط لطول الرحلة وخطرها، أفلا يحسن بنا حتى نستريح من الآن؟" وصاح بكروشول "كفى. امضوا بنا قدماً. إنني لا أخشى شيئاً... وليتبعني من يحبني" (1- 33). وتكاد فرس جارجانتوا تنهي الحرب مع بكروشول بالفوز عليه لأنها أغرقت آلافاً من رجال العدوبدفقة بسيطة واحدة من بولها.

ولكن بطل الحرب الحقيقي هوالأخ يوحنا، وهوراهب أحب القتال أكثر من الصلاة، وسمح لتطلعه الفلسفي حتى يغامر في مسالك أكثر خطراً. فهويتساءل مثلاً "ما السبب في حتى فخذي السيدة النبيلة تبدوان دائماً غضتين ربطتين؟"- ومع أنه لا يجد في خط أرسطوأوبلوتارخ ما ينيره في هذه المشكلة الجذابة، فإنه هونفسه يجيب إجابات غنية في الفهم بفنون الأفخاذ. وقد أحبه جميع رجال الملك، وهم يقدمون له من الطعام والنبيذ ما يشتهي، ويدعونه لخلع رداء الرهبنة حتى يستطيع ابتلاع المزيد من الطعام، ولكنه يخشى حتى لا تتوفر له الشهية الطيبة لوخلعه. ويذم المؤلف جميع النقائص التي يرمي بها المصلحون البروتستنت جماعة الرهبان، عن طريق هذا العضوالمرح من أعضاء هذه القبيلة: كالكسل والشره والإسراف في الشرب والتمتمة بالصلوات والعداء للدرس والأفكار كلها، اللهم إلا رقعة متضائلة منها. يقول الأخ يوحنا: "في ديرنا لا نعكف على الدرس أبداً مخافة حتى نصاب بالتهاب الغدة النكفية". (1- 39).

واقترح جارجانتوا حتى يكافئ الراهب على حسن بلائه في الحرب بتعيينه رئيساً على دير قائم. ولكن يوحنا رجا بدل هذا حتى يوفر له المال لتشييد دير حديث له قوانين "تناقض قوانين الأديار كلها" فيجيب أولاً ألا تقام حوله أي أسوار تحصره، وأنقد يكون نزلاؤه أحراراً في هجره حين يشاءون. ثانياً: يجب ألا تمنع النساء من دخول الدير، ولكن لا يدخله منهن سوى "الجميلات الحسنات الصورة الدمثات الخلق" ممن تتراوح أعمارهن بين العاشرة والخامسة عشرة. ثالثاً: لا يقبل من الذكور سوى ما كان بين الثانية عشرة والثامنة عشرة، على حتىقد يكونوا وسيمي الوجوه كريمي المولد والطباع، ولا يسمح للسكيرين أوالمتعصبين بالدخول، ولا للمتسولين أوالمحامين أوالقضاة أوالخطة أوالمرابين أوالجشعين النهابين أوالمنافقين المتزلفين بدخول الدير. رابعاً: لا يسمح بنذور للعفة أوالفقر أوالطاعة؛ فللأعضاء حتى يتزوجوا وأن يستمتعوا بالمال وأنقد يكونوا أحراراً في جميع شئونهم. ويطلق على الدير اسم تليمي أي "ماشئت"، أما قانونه الوحيد فهو"اعمل ما تريد" لأن "الناس الأحرار الطيبي العنصر الحسني التربية الكريمي المعشر أتوا من طبيعة الحال غريزة وحافزاً يدفعانهم للفعال الفاضلة ويبعدانهم عن الرذيلة، وهذه الغريزة اسمها الشرف" (1- 57). وقد قدم جاجارنتوا المال اللازم لإقامة هذه الفوضى الأرستقراطية، وارتفع بناء الدير حسب المواصفات التي وضعها رابليه في تفصيل أغرى المعماريين برسم رسوم له. وقد زوده بمخطة ومسرح وحمام سباحة وملعب للتنس وآخر لكرة القدم وكنيسة صغيرة وحديقة وأرض للصيد وبساتين فاكهة واسطبلات و9332 حجرة. لقد كان فندقاً أمريكياً مقاماً في بلد للنزهة. على حتى رابليه نسي حتى يزود الدير بمطبخ أوحتى يدلنا على من يقوم بالأعمال الوضيعة في هذا الفردوس.


بنتاجرويل

صفحة العنوان من نسخة عام 1571 المحتوية على آخر ثلاث خط من پانتاگرول: "Le Tiers Livre des Faits & Dits Heroïques du Bon Pantagruel" ("الكتاب الثالث من الأعمال الحقة والتي قيل أنها بطولية للنبيل پانتاگرول")

بعد حتى خلف جارجانتوا أباه على العرش اتى دوره في الإنجاب والتربية. فحين بلغ من العمر أربعمائة وثمانين وأربعة وأربعين عاماً أنجب بنتاجرويل من زوجته باديبيك التي ماتت وهي تلد الغلام فبكى عليها جارجانتوا "كما تبكي البقرة" و"ضحك كما يضحك العجل" حين رأى ولده القوي البدن. وشب بنتاجرويل حتى استفحل حجمه. وفي إحدى وجباته ابتلع رجلاً عن غير قصد، ولم يكن بد من إخراجه بعملية تعدين في قناة المارد الصغيرة الهضمية، ولما مضى بنتاجرويل إلى باريس ليتلقى تعليمه العالي أوفد له جارجانتوا رسالة تشم فيها عبير النهضة الأوربية:

«

ولدي الأعز:
.... مع حتى المرحوم أبي الطيب الذكر جرانجوزييه بذل ما وسعه من جهد لييسر لي الإفادة من جميع نواحي الفهم والفهم السياسية، ومع حتى جهدي وعكوفي على الدرس قابلاً رغبته هذه بل جاوزاها، فإن الزمن كما تفهم جيداً لم يكن يومها مواتياً كما هوالآن للتفهم... لقد كان زمناً مظلماً تحجب سماؤه غيوم الجهالة وينبعث فيه شيء من نحس القوط ونكبتهم، القوط الذين دمروا جميع الأدب الطيب حيثما استقرت أقدامهم، ذلك الأدب الذي رد بفضل الله في عصري إلى سابق إشراقه وكرامته بحيث لا يكاد يسمح لي الآن بدخول الصف الأول في مدرسة ثانوية للصبيان....

أما اليوم فقد زودت عقول الناس بشتى العلوم، وأحييت العلوم القديمة التي ظلت منقرضة أجيالاً كثيرة، وأعيدت لغات الثقافة إلى نقائها القديم- وأعني اليونانية (التي يخجل الإنسان بدونها من حتى يعد نفسه أديباً أوعالماً)، والعبرية، والعربية، والكلدية، واللاتينية. كذلك شاع استعمالها الطباعة، أنيقة دقيقة بحيث لا يمكن تصور ما أرقى منها...

وفي نيتي... حتى تتفهم اللغات تعليماً كاملاً... أما التاريخ فلا يفتك حفظ أي جزء منه... وأما الفنون الحرة كالهندسة والحساب والموسيقى فقد أتحت لك تذوقها حين كنت بعد صبياً... فامض فيها قدماً... وأما الفلك فادرس جميع أصوله، ولكنك دعك من التنجيم... لأنه ليس سوى غش وغرور خالصين... وأما القانون المدني فإني أريدك حتى تحفظ نصوصه عن ظهر قلب ثم تبحثها مسترشداً بالفلسفة... وأما أعمال الطبيعة فإني أود حتى تدرسها بدقة... ولا يفتك حتى تطلع بعناية على خط الأطباء اليونان والعرب واللاتين، ولا تحتقر التلموديين، والقبلانيين، واستكثر من التشريح لتلم إلماماً تاماً بذلك العالم الصغير، أعني الإنسان. كذلك أعكف في بعض ساعات النهار على تفهم الكتاب المقدس: أولاً العهد الجديد باليونانية، ثم العهد القديم بالعبرية...

ولكن بما حتى الحكمة كما نطق سليمان الحكيم لا تدخل عقلاً شريراً، والفهم بدون ضمير ليس إلا مجلبة لخراب النفس، فإن من واجبك حتى تخدم الله وتحبه وتخشاه... كن خدوماً لكل جيرانك وأحبهم كما تحب نفسك، واحترم مفهمك وتجنب حديث من لا ترغب في التشبه بهم، ولا تضيع المواهب التي منحك الله إياها. فإذا رأيت أنك حصلت جميع ما يجب تحصيله من الفهم في تلك الناحية، فعد إليَّ لكي أراك وأمنحك بركتي قبل حتى أموت...
أبوك
جارجنتوا(30) »

پانتاگروِل لگوستاڤ دوريه.

وعكف بنتاجرويل على الدرس في حماسة، وتفهم لغات كثيرة، وكان من الممكن حتى يكرس وقته كله للقراءة والدرس لولا أنه التقى ببانورج. وهنا أيضاً يبرز التابع أكثر من السيد، بأوضح حتى من بروز الراهب يوحنا، كما يحجب سانشوبانزا أحياناً شخصية سيده دون كخوته. فرابليه لا يجد في جارجانتوا ولا في بنتاجرويل المجال الطليق لنادىباته البذيئة وألفاظه الصاخبة، إنما هوفي حاجة إلى هذا المخلوق- الذي فيه أثر من الوغد، ومن المحامي، ومن الشاعر فيون، ومن الفيلسوف- ليستخدمه أداة للهجو. وهويصف بانورج (ومعنى الاسم: مستعد لعمل أي شيء) بأنه نحيل كالقط الجائع، يسير في حذر شديد "كأنه يمشي على قشر بيض" وأنه إنسان شهم وإن شابه بعض الفجور، وأنه "عرضة لضرب من السقم... يسمى الإعسار"، وأنه نشال، "ومتشرد فاسق، ومحتال، وسكير... ورجل داعر جداً، ولكنه فيما عدا ذلك خير الناس في هذه الدنيا وأكثرهم فضيلة" (2- 14، 16). وعلى فم بانورج يسوق رابليه أشد نكاته فحشاً... كان بانورج يمقت على الأخص ما درجت عليه نساء باريس من تزرير أقمصتهن في أعلى ظهورهن، فقاضى النساء في المحكمة، ولعله كان خاسراً دعواه، ولكنه هدد بأن يبدأ عادة مماثلة في سراويل الرجال، وهنا أمرت المحكمة بأن يهجر النساء فتحة متواضعة ولكنها سالكة من الأمام (2- 17). وحدث حتى غضب بانورج من امرأة احتقرته، فرش ثوبها وهي راكعة للصلاة في الكنيسة بسائل حيوان مدلل شديد الشهوة، فلما قامت تبعها جميع كلاب باريس الذكور- وعددها 600.014 في ولاء إجماعي لا يعهد الكلل (2- 21، 22). ويولع بنتاجرويل بهذا الوغد تخفقاً من الفلسفة، برغم أنه أمير بلغ غاية التهذيب، فيدعوه لمصاحبته في جميع رحلاته.

رسم توضيحي في الكتاب الرابع، بريشة گوستاڤ دوريه

وبينما تمض السيرة في جذل إلى الجزء الثالث يناقش بانورج موضوع زقابل بين وبين نفسه وبينه وبين غيره. فيعدد ما للمشروع وما عليه خلال مائة صفحة فيها المشرق، والكثير فيها ممل، ولكننا في هذه الصفحات نلتقي بالرجل الذي تزوج امرأة خرساء، والفقيه الشهير بريدلجوس الذي ينتهي إلى أكثر أحكامه سلامة برمي الزهر، وتستوحي مقدمة الجزء الرابع لوكيان فتصف "مجمعاً للآلهة" في السماء، وجوبيتر يشكومن الفوضى اللا أرضية، التي تسود الأرض، والثلاثين حرباً المستعرة في وقت واحد، والكراهية المتبادلة بين الشعوب، وانقسامات اللاهوتيين، وأقيسة الفلاسفة "فماذا نحن فاعلون بهذه الحرب حرب راموس وجالان- هذين اللذين يحرشان باريس كلها بعضها ببعض؟"- ويشير عليه الإله بريابوس بأن يحول هذين البطرسين Pierres إلى صخرتين (Pierres)، وهنا نرى رابليه يسطوعلى تورية من الكتاب المقدس.

ثم يعود إلى الأرض فيسجل في الجزئين الرابع والخامس رحلات طويلة أشبه برحلات جلفر، خرج فيها بنتاجرويل وبانورج والأخ يوحنا وأسطول يوتوبي ملكي ليبحثوا عن "معبد القارورة المقدسة"، وليسألوا هل يحسن بيانورج حتى يتزوج. وبعد عشرات المغامرات، وبعد التنديد بأصوام "الصوم الكبير"، وبكارهي البابا من البروتستنت، وبعباد البابا من المتعصبين، وبالرهبان، وبتجار الآثار المزيفة، وبالمحامين (القطط ذات الفراء)، وبالفلاسفة الكلاميين، وبالمؤرخين، تنتهي الرحلة إلى المعبد. وعلى بوابته كتابة يونانية تقول: "إن في النبيذ لحقاً". وفي نبع قريب قارورة غمرت في النبيذ إلى نصفها ينبعث منها صوت يقرقر قائلاً "ترنك"، وتقول الكاهنة باكبوك: إذا النبيذ خير الفلسفات، وإن "ما يميز الإنسان ليس الضحك بلا شرب.... النبيذ الرطب اللذيذ". ويسعد بانورج حتى تؤيد الكاهنة ما كان يعهده طوال الوقت، فيصمم على حتى يأكل ويشرب ويتزوج ويتحمل العواقب كما يخلق الرجال، وهوينشد أغنية عرسية بذيئة، ثم تصرف باكبوك الجماعة بعد حتى تمنحها هذه البركة "ليحفظكم ذلك المحيط الفكري الذي يوجد مركزه في جميع مكان، ولا يوجد له نهاية في أي مكان، والذي تدعوه الله، في رعايته القوية القادرة". (5- 47). إلى غير ذلك تختتم السيرة العظيمة بمزيج مثالي من البذاءة والفلسفة.

مضحك الملك

أي معنى يتوارى خلف هذا الثراء، وهل من حكمة في هذا السيل الدافق من المرح الفاليرني- البريابي،يا ترى؟ يقول رابليه وهويجري الكلام على لسان أحد حمقاه "نحن مهرجي الريف فينا شيء من الجلافة، نميل إلى تحطيم الألفاظ وتفكيك أوصالها". (5- 18). إنه يحب الألفاظ، وعنده منها معين لا ينضب، وهويخترع مئات من الحدثات الجديدة ويشتقها كشيكسبير من جميع حرفة ومهنة، ومن جميع ميدان في الفلسفة أواللاهوت أوالقانون. وهويضع قوائم بالنعوت أوالأسماء أوالأفعال، وكأنما يلذه تأملها (3- 38)، ثم يستكثر من المترادفات في النشوة من الإطناب، ولقد هذا الحشومن قبل حيلة قديمة في المسرح الفرنسي(32). وهوجزء من فكاهة رابليه التي لا حد لها ولا ضابط، وفيض تتضاءل أمامه حتى فكاهة أرستوفان أوموليير. أما بذاءته فوجه من وجوه هذا الفيض الذي لا يمكن التحكم فيه. ولعل بعضها رد عمل للنسك الديري، وبعضها لا مبالاة تشريحية لا تستغرب من طبيب، وبعضها تحد جرئ للحذقلة، وكثير منها يساير أسلوب العصر، وما من شك في حتى رابليه قد غلا في فحشه غلوا شديداً، حتى أننا بعد حتى نقرأ عشر صفحات أونحوها من التفاصيل الملوثة بالتبول والتناسل والإفراز والغازات نمل القراءة وننصرف عنها. ولم يكن بد من مجيء جيل حديث من التأثر الكلاسيكي ليروض هذا الفروان البركاني ويخضعه للنظام.

على أننا نغتفر هذه العيوب لأن أسلوب رابليه ينطلق معنا في يسر كما انطلق معه؛ إنه أسلوب خال من التكلف والصنعة الأدبية، أسلوب طبيعي سهل متدفق، وهوبالضبط الأداة لسرد سيرة طويلة. والسر في حيوية رابليه هوالخيال مضافاً إليه النشاط مضافاً إليهما الوضوح، وهويرى مئات الأمور التي لا يراها معظمنا، ويلحظ دقائق لا حصر لها في اللباس والسلوك والحديث، ثم يجمع بينها بطريقة خيالية غريبة، ويطلق هذه الأخلاط يطارد بعضها البعض فوق صفحاته الضاحكة.

ثم تراه يستعير يمنة ويسرة جرياً على عادة جيله، معتذراً عن هذا بما اعتذر به شكسبير من أنه يجود جميع شيء يسرقه. فهويتناول مئات من نتف الأمثال الواردة في كتاب إرزمس "أداجيا"(33)، ويحكى الكثير مما سبقه في "مدح الحماقة" أو"الأحاديث"، وهويتمثل خمسين موضوعاً من بلوتارخ، وذلك قبل سنوات من ترجمة آميوالتي فتحت سجل العظماء هذا لأي لص من لصوص الأدب. وهوينتحل من كتاب لوكيان "الحديث السماوي" وسيرة فولنجوعن الخروف الذي أغرق ذاته، ويجد في كوميديات عصره سيرة الرجل الذي ندم على أنه شفي زوجته من الخرس، ويستعمل عشرات الأفكار التي توحي بها الخرافات والقصص الصغيرة التي انحدرت من فرنسا الوسيطة. وحين يصف رحلات بنتاجرويل نراه يعتمد على الحكايات التي نشرها رواد الدنيا الجديدة والشرق الأقصى. ومع ذلك، عملى الرغم من هذه الاستعارات كلها، ليس هناك مؤلف أكثر منه أصالة، ولسنا نجد في غير شكسبير وسرڤانتيس مخلوقات واسعة الخيال، مفعمة بالقوة والحياة، كالراهب يوحنا، أوكبانورج. على حتى رابليه نفسه هوأبرز خلق خلقه الكتاب، إنه مزيج من بنتاجرويل، والراهب يوحنا، وبانورج، وإرازمس، وڤيزاليوس، ويوناثان سويت؛ مزيج ثرثار، فوار، محطم للأصنام، عاشق للحياة.

وتعشقه للحياة هوالذي جعله يسلخ جلود أولئك الذين جعلوها أقل فتنة وإغراء. ولعله قسا بعض الشيء على الرهبان الذين لم يستطيعوا مشاركته ميوله أدبياً وإنسانياً، ولا بد حتى محامياً أومحامين قد أنشبا براثنهما فيه، لأنه يمزق فراء المحامين في غل شديد. يقول محذراً قراءه "أنصتوا إلي، إذا عشتم ست دورات أولمبية فقط مضافاً إليهما عمر كلبين، فسترون قطط القانون هؤلاء سادة على أوربا بأسرها". ولكنه يسوط أيضاً القضاة، والمدرسين، واللاهوتيين، والمؤرخين، والرحالة، وباعة صكوك الغفران، والنساء. ولا تكاد تعثر في الكتاب كله على حدثة طيبة عن النساء، وتلك هي أشد نقط رابليه عمىً، ولعلها الثمن الذي دفعه راهباً وقسيساً وأعزب لافتقاره طول حياته إلى الحنان.

وقد اختلف المتشيعون له في أمره، أهوكاثوليكي أم بروتستنتي أم حر التفكير حتى ملحد. فهوفي رأي كالفن ملحد. أما عاشقه أناطول فرانس فينتهي إلى هذا الحكم "في اعتقادي أنه لم يصدق في أي شيء"(34). وكان أحياناً يخط كأشد ماقد يكون الكلبيون سخرية من الناس واحتقاراً لهم، كما ترى في لغة الغنام في حديثه عن أمثل الطرق لإخصاب الحقول (4- 7). كان يتهكم بالصوم، وبصكوك الغفران، وبرجال محاكم التفتيش، وبالمراسيم البابوية، ويلذه شرح الشروط التشريحية المطلوبة في المرشح للبابوية (4- 48). ويبدوأنه لم يؤمن بالجحيم (2- 30). وتراه يردد حجج البروتستنت الذي نطقوا إذا البابوية تنزح أموال الشعب (4- 53)، وأن كرادلة روما يحيون حياة البطنة والنفاق (4- 58- 60). وكان يتعاطف مع المهرطقين من الفرنسيين، وقد نطق إذا بنتاجرويل لم يطل مكثه في تولوز لأن القوم هناك "يحرقون حكامهم أحياء كما تشوي الرنجة الحمراء".- مشيراً بذلك إلى إعدام أستاذ قانون مهرطق (2- 5) ولكن يظهر حتى ميوله البروتستنتية اقتصرت على الإنسانيين من البروتستنت دون غيرهم. ولقد تبع إرزمس في إعجاب، ولكنه لم يمل إلى لوثر إلا في اعتدال، وقد صدف في اشمئزاز عن جزمية كالفن وغلوه. كان يتسلح في جميع شيء إلا عدم التسامح، وكان كجميع الإنسانيين إذا أكرهوا على الاختيار يؤثر الكاثوليكية بأساطيرها وعدم تسامحها وفنونها، على البروتستنتية بقدريتها وعدم تسامحها ونقائها. وكثيراً ما أكد إيمانه بالعقائد الأساسية في المسيحية، ولكن لعل هذا كان من قبيل الحصانة في رجل كان على استعداد في سبيل الدفاع عن آرائه لأن يلقى عقاب الحرق دون سواه. وقد أحب تعريفاً لله حباً جعله (أوجعل من أكمل كتابه)، يعيده غير مرة (3- 13، 5- 147). ويبدوأنه آمن بخلود النفس (2- 8، 4- 27)، ولكنه آثر بوجه عام حديث الموضوعات الداعرة على حديث الأخرويات. ولقد اتهمه فاريل بالارتداد لأنه قبل وظيفة كاهن مودون(35). ولكن هذا القبول كما فهمه واهب الوظيفة ومتلقيها على حد سواء لم يكن سوى سبيل إلى الرزق.

أما إيمانه الحقيقي فكان بالطبيعة، ولعله في هذه الناحية كان لا يقل عن جيرانه المحافظين إيماناً وسذاجة. لقد آمن بأن قوى الطبيعة تعمل للخير في النهاية، ولم يقدر حيادها نحوالناس والحشرات على السواء حق قدره. وكان كروسو، وعلى النقيض من لوثر وكالفن، ويؤمن بطبيعة الإنسان الخيرة، أويثق كغيره من الإنسانيين بأن التعليم الجيد والبيئة الطيبة كفيلان بجعل الإنسان خيراً. وقد نصح الناس كما نصحهم مونتيني بأن يتعبوا الطبيعة، ولعله كان ينظر بعد اهتمام خبيث بما قد يحدث عندها للمجتمع والحضارة. وقد يظهر في وصفه لدير تيليمي مبشراً بالفوضى الفلسفية، ولكن الأمر لم يكن كذلك؛ فهولا يسمح بدخول الدير إلا لمن يؤهله حسن تربيته وتعليمه وإحساسه بالشرف لامتحانات الحرية.

لقد كانت "البنتاجرويليه" فلسفته النهائية. وعلينا ألا نخلط بين هذه الحدثة وبين حدثة بنتاجرويليون، التي تعني عشباً مفيداً ليس في حقيقته غير القنب، وفائدته النهائية أنه يصلح لصنع أربطة رقبة مناسبة للمجرمين. أما البنتاجرويلية فهي العيش على طريقة بنتاجرويل في عشرة لطيفة متسامحة مع الناس والطبيعة، وفي استمتاع شاكر بكل طيبات الحياة، وفي تقبل بشوش لما يصيبنا من تقلبات ومن نهاية لا مفر منها. وقد عهد رابليه هذه البنتاجرويلية مرة بأنها "ضرب من فرح الروح كامن في احتقار أحداث الحياة" (4- المقدمة). وهي تجمع بين فلسفات الرواقي زينون، والكلبي ديوجين، والفيلسوف أپيقور:

وخلاصتها تحمل جميع الأحداث الطبيعية برباطة جأش، والنظر دون تضرر إلى جميع الحوافز والعمليات الطبيعية، والاستمتاع بكل لذة سليمة دون كبت ديني متزمت أوتبكيت لاهوتي للضمير. لقد كان بنتاجرويل "يتقبل جميع شيء برضى، ويفسر جميع عمل بأحسن نية، لا يناكد نفسه ولا يزعجها... لأن جميع ما تحويه الأرض من متاع... لا يساوي حتى تضطرب من أجله عواطفنا أوتختل، وأن نفكر أونحير بسببه حواسنا أوأرواحنا" (3- 2). ويجب ألا نبالغ فيما تحويه هذه الفلسفة من عنصر أبيقوري، فخمريات رابليه لفظية أكثر منها كحولية، وهي لا تنسجم تماماً مع ما وصفه به أحد معاصريه من أنه رجل "طلق المحيا لطيف الوجه هادئة"(36). أما الخمر الذي احتفى به فهوخمر الحياة. إذا هذا الأمير المزعوم لمدمني الخمر يضع على فم جارجانتوا تعبير تصوغ في بضع حدثات تحدي العصر الذي نعيش فيه "إن الفهم بغير ضمير ليس إلا مجلبة لخراب النفس". (2- 8).

رابليه واللغة

ماذا نطق معاصروه عنه

تمثال نصفي لرابليه في ميودون، حيث عمل كـ Curé
نصب تذكاري لرابليه في حديقة النباتات في مونپلييه.

ولقد اعتزت فرنسا برابليه أكثر من اعتزازها بأي من عمالقة القلم فيها باستثناء مونتيني ومولير وفولتير. ووصفه إتيان باسكييه الذي عاش في قرنه بأنه أعظم كتاب العصر. وحين تصلبت عادات المجتمع الفرنسي في القرن السابع عشر تحت المخرمات والباروكات، وطغت الأشكال الكلاسيكية، فقد رابليه بعض مكانته في ذاكرة الأمة، ولكن حتى في تلك الفترة اعترف موليير وراسين ولافونتين بتأثرهم به، وأحبه فونتينيل، ولابرويير، ومدام دسفنيه، وانتحل باسكال تعريفه لله. أما فولتير فقد بدأ باحتقار جلافته، وانتهى بالولاء له. وحين تغيرت اللغة الفرنسية استعصى فهم رابليه على القراء الفرنسيين في القرن التاسع عشر، ولعله اليوم أكثر شعبية في البلاد الناطقة بالإنجليزية منه في فرنسا. ذلك حتى السير توماس أوركهارت نشر في 1653 و1693 ترجمة للجزئين الأول والثالث صاغها في إنجليزية قوية لا تقل حيوية وتدفقاً عن الأصل الفرنسي. ثم أكمل بيتر دمويته الترجمة في 1708، وبفضل جهود هذين الرجلين أصبح جارجانتوا وبنتاجرويل من عيون الأدب الإنجليزي. ولقد سرق منه سويفت كأنما يستند إلى حق انتمائه إلى الأكليروس، ولا بد حتى ستيرن عثر في الكتاب خميرة لسخريته اللاذعة. إنه أحد الخط التي لا تنتمي إلى أدب بلد بعينه بل إلى الأدب العالمي..


أعمال رابليه

  • گارگانتوا وپانتاگروِل، سلسلة من أربع أوخمس خط تضم:
    • پانتاگروِل (1532)
    • La vie très horrifique du grand Gargantua، عادة ما يدعى گارگانتوا (1534)
    • Le tiers livre ("The third book", 1546)
    • Le quart livre ("The fourth book", 1552)
    • Le quint livre (A fifth book, whose attribution to Rabelais is debated)

الهامش

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المصادر

  • الموسوعة المعهدية الكاملة
  • Alex Online. (2003). Alex Online. Retrieved on April 20, 2006.
  • Del Campo, Gerald. Rabelais: The First Thelemite. The Order of Thelemic Knights.
  • Febvre, Lucien. Gottlieb, Beatrice trans. The Problem of Unbelief in the Sixteenth Century: The Religion of Rabelais (Cambridge: Harvard University Press, 1982)
  • Thelemapedia. (2004). François Rabelais. Retrieved on April 14, 2006.
  • Lee, Jae Num. "Scatology in Continental Satirical Writings from Aristophanes to Rabelais" and "English Scatological Writings from Skelton to Pope." Swift and Scatological Satire. Albuquerque: U of New Mexico P, 1971. 7-22; 23-53.
  • "François Rabelais". Encyclopaedia Britannica Online. Retrieved 2008-05-27.

وصلات خارجية

  • أعمال من François Rabelais في مشروع گوتنبرگ
    • Project Gutenberg e-text of Gargantua and Pantagruel
  • Biography, Bibliography, Analysis (in French)
  • by Alexander T. Pott, O.S. F.S.
  • Digital facsimiles of rare editions of Rabelais' works At the University of Virginia's Gordon Collection
  • A Dutch website about Rabelais
تاريخ النشر: 2020-06-06 18:51:37
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, مواليد عقد 1490, وفيات 1553, كتاب فرنسيون من القرن 16, People from Indre-et-Loire, بندكتيون, فرنسيسكان, روائيون فرنسيون, عصر النهضة الفرنسية, ثلما

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: نقدر دور مصر الداعم لقضيتنا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:22:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

“آية ياسر” تتسلل إلى أنين النفوس عبر “صرخات مكتومة”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

مصريان فى جوائز الطيب صالح للإبداع الكتابى لعام 2021

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:35
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

متى بشاي: قرارات المركزي ستخرج 40% من المستوردين وسترفع الأسعار 20%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:32
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

«شديد العدوى».. الهند تعلن رسميًا تفشي فيروس إنفلونزا الطيور

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:49
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

شراكة بين الأهلي و«فاليو» لتمويل رسوم العضويات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

بعد مراجعتها.. «تعليم المنيا» تعلن نتيجة الشهادة الإعدادية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

ارتفاع معدل التضخم فى كندا إلى أعلى مستوى منذ 1991

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:32
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

خروج عربة قطار روسي عن القضبان في بني سويف دون إصابات

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:47
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

السفير التونسي يطالب بنقل تجربة تطوير التعليم من مصر إلى تونس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:43
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

بعد بتر قدمه.. عصام السقا يدعم ابن قريته «شريف الإنجليزى» (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:33
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

من هى كارولين عزمى التى خطفت الأنظار فى «أبو العروسة»؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

رئيس النواب الليبي: المرحلة الحالية تقتضي وجود حكومة تعمل لك

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:22:10
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

جهاز حماية المستهلك يشن حملات تفتيشية على تسع محافظات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:41
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

“مدبولي”: التقارير الدولية تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:42
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

مصرع مُسن سقط من شُرفة منزله بكفرالشيخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:45
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

بسبب هاتف الخطيب.. إعلامي سعودي يهاجم معلق مباراة الأهلي والهلال

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

“مدبولي”: أسعار المنتجات البترولية مرتبطة بالسعر العالمي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية