ياسر عهدات وكنيته أبوعمار (و. 24 أغسطس 1929 - ت. 11 نوفمبر 2004)، هوسياسي وزعيم فلسطيني. كان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وزعيم حركة فتح، والتي أسسها عام 1959.

كرس عهدات معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

دخلت قوات منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عهدات مع القوات الأردنية في حرب أهلية داخل المدن الأردنية، وخرجت من الأردن بالقوة. ثم بعد ذلك استقر عهدات في لبنان. وأسس قواعد للكفاح المسلح في بيروت وجنوب لبنان. وأثناء الحرب الأهلية في لبنان إنضم إلى قوى اليسار في لقاءه قوى لبنانية يمينية. وخرج من لبنان إلى تونس بعد حتى حاصرته القوات الإسرائيلية في بيروت الغربية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وأصبح هدف ياسر عهدات وحركة فتح في الفترة ما بين أعوام 1978 و1982 إسرائيل المحتلة للدولة الفلسطينية. ومهما كانت الإتجاهات السياسية للشعب الفلسطيني فإن عهدات بالنسبة لهم مناضل وشهيد من أجل الحرية، وبينما يُعهد في الجانب الأخر من قبل معظم الإسرائيلين بأنه ارهابي خطير.

وقد شرع عهدات ومنظمة التحرير الفلسطينية في أخر فترات حياته في سلسلة من المفاوضات مع إسرائيل لانهاء عقود من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومن تلك المفاوضات مؤتمر مدريد 1991، واتفاقية أوسلو، وقمة كامب ديفيد 2000. وقد أدان بعض الإسلامين واليسارين في منظمة التحرير الفلسطينة التنازلات التي قدمت للحكومة الإسرائيلية، وأصبحوا من المعارضة. وفي عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عهدات، وإسحاق رابين، وشمعون بيريز بسبب مفاوضات أوسلو. وفي تلك الأثناء اهتز موقف السلطات الفلسطسنية بسبب طلب نزع سلاح حماس وحركات المقاومة الأخرى وتسليمه لفتح.

وفي نهايات عام 2004 سقم ياسر عهدات بعد سنتين من حصاره داخل مقره في رام الله من قبل الجيش الإسرائيلي، ودخل في غيبوبة. ولا يعهد سبب الوفاة على التحديد، وقد نطق الأطباء حتى سبب الوفاة هوتليف الكبد، ولكن لم يتم تشريح الجثة. وقد توفي ياسر عهدات في 75 من عمره.

حياته المبكرة

اسمه

هومحمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عهدات القدوة الحسيني. اسمه الأول محمد عبد الرحمن، واسم والده عبد الرؤوف، واسم جده عهدات، أما القدوة فهواسم العائلة، والحسيني هواسم القبيلة التي تنتمي إليها عائلة القدوة. ولكن لا توجد علاقة بين قبيلة الحسيني التي تنتمي إليها عائلة القدوة المستقرين في غزة، وقبيلة الحسيني المعروفة في القدس. ومنذ نشأة عهدات في القاهرة هجر جزءاً من اسمه أحمد أومحمد كتقليد للمصرين. مثل المشهورين من المصرين أمثال أنور السادات، وحسني مبارك. وبعد ذلك هجر اسم عبدالرحمن، وعبدالرؤوف. وفي الخمسينيات بدأ يستخدم اسم ياسر عهدات. واختار أبوعمار كاسم حركي له. واسميه الإثنين اختارهم على اسم الصحابي الجليل عمار بن ياسر. وعلى الرغم من هجره لاسماء عديدة اختار اسم عهدات لأهمية هذا الأسم في الأسلام، حيث تتمثل تلك الأهمية في في أنه يشبه اسم جبل عهدات.

ولادته وطفولته

ولد في القاهرة لأسرة فلسطينية. أبوه عبد الرؤوف عهدات القدوة الحسيني من غزة، وجدته مصرية. وكان أبوه يعمل في تجارة الأقمشة في حي السكاكيني. وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد. وولد هووأخوه الصغير فتحي في القاهرة. ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر المقدسية الشهيرة التي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني. قضى عهدات مراحل طفولته وفترة شبابه الأولى في القاهرة. وقد توفيت والدته زهوة أبوالسعود عندما كان في الرابعة من عمره بسبب سقم الفشل الكلوي.

أوفد بعدها مع أخيه فتحي إلى القدس حيث استقرا عند أقارب أمه في حارة المغاربة. وعاش هناك مع عمه سالم أبوالسعود أربعة سنوات. وفي عام 1937 عندما تزوج والده بامرأة ثانية، أخذه أبوه وأخته أنعام ليعيش إلى جانبهم وتحت رعايتهم في القاهرة. وكانت علاقته مع والده تزداد سوءاً في جميع يوم عن سابقه، حتي حتى ياسر عهدات لم يشارك في جنازة والده في عام 1952. وحتى بعد عودته إلى غزة لم يمضى لزيارة قبر والده.

تعليمه وحرب 1948

أنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته. وفي صباه وشبابه تردد على بعض المنفيين الفلسطينيين، وأصبح مقرباً من أوساط المفتي أمين الحسيني، الذي كان منفياً في القاهرة، كما تعهد في تلك الفترة على عبد القادر الحسيني، ولعب مع ابنه فيصل الحسيني.

وفي سن السابعة عشرة من عمره قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)، فدرس الهندسة المدنية، وتخرج في عام 1950. وفي تلك الفترة ولج في مناقشات مع اليهود وغيرهم من الصهيونين، وأضحى أكثر فهم باليهودية، والصهيونية بعد قرائته لأعمال الكُتاب اليهود ومنهم تيودور هرتزل. وقد بدأت القومية العربية في تلك الفترة، وكان الحصول على الأسلحة بشكل سري، ويتم استخدامها من قبل أعضاء الجيش الجهادي، ثم سقطت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وفي أثناء حرب 1948 هجر عهدات الجامعة، ومضى إلى فلسطين مع غيره من العرب وسعى إلى الانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل. وبعد ذلك حارب بجوار الفدائين الفلسطينين، ولم ينضم إلى منظمة رسمية، غير أنه حارب بجانب جماعة الإخوان المسلمون. وانضم إلى الجيش المصري في حربه الرئيسية التي كانت في غزة. وفي بداية عام 1949 كانت الحرب تتقدم في الحسم لصالح إسرائيل، وفي تلك الأثناء عاد عهدات إلى القاهرة بسبب نقص الدعم اللوجستي.

وبعد عودة عهدات إلى الجامعة تفهم الهندسة المدنية. كما واصل نشاطه السياسي، فتم انتخابه رئيساً لاتحاد الطلاب الفلسطينين في القاهرة من عام 1952 لعام 1956. وكانت السنة الأولي (1952) لرئاسة عهدات لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة بالاشتراك مع صلاح خلف المعروف باسمه الحركي (أبوإياد). وفي السنة الأولى من رئاسته أيضاً، قامت حركة الضباط الأحرار بالإطاحه بالملك فاروق الأول، وتم تغير اسم جامعه الملك فؤاد لتصبح جامعة القاهرة. وتخرج في تلك الفترة من كلية الهندسة المدنية، واستُدعي إلى الجيش المصري في حربه ضدالعدوان الثلاثي على مصر لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب،إلا أنه لم يشارك شخصيا في أرض المعركة. وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية. وفي نهاية ذلك العام، عُقد مؤتمر في مدينة براغ ارتدى فيه عهدات كوفيه بيضاء. وبعد ذلك بدأت تلك الكوفيه تُرتدى في الكويت، وأصبحت تختص باللونين الأبيض والأسود.

ومع إعلان قيام دولة إسرائيل حتى تم حل المجموعات المسلحة للإخوان فعاد محبطاً إلى مصر حيث واصل دراسته في الهندسة، كما واصل نشاطه السياسي في القاهرة. واتخذ ياسر عهدات لنفسه صورة الأب الحامل على كاهله مسؤولية القضية الفلسطينية وهمومها، ولذلك كان عهدات يعامل أبناء الشعب الفلسطيني معاملة أبوية. ومن هنا اكتسب لقب أبوعمار- وهواللقب الذي اختاره لنفسه بعد تأسيس حركة فتح- كرمزٍ له لاسيما أنه كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية، وكان يواظب على ارتداء الزي العسكري والتمنطق بالمسدس، مع ارتداء الكوفية الفلسطينية بشكل شبه دائم، ولذلك حاز عهدات على شعبية جارفة، في أوساط الأطفال والشباب الفلسطينين، وذلك لأنه كان أيضاً يلاطفهم ويعاملهم بعطف وحنان، ولا يكف حتى عن مواساتهم وتقبيل أياديهم إذا وقع أي مكروه لأحدهم .

زقابل

وعندما بدت على عهدات علامات الكبر في السن أطلق عليه الفلسطينيين لقب "الختيار". وعلى مدى سنوات طويلة رفض عهدات الزواج بدعوى تكريس وقته للثورة الفلسطينية وهمومها، لدرجة أنه قيل عنه أنه كان ينام بجواربه. وعلى الرغم من ذلك، فاجأ عهدات الكثيرين، وتزوج عام 1990 بسكرتيرة مخطه السيدة سها الطويل، وهي سيدة مسيحية من آل الطويل الثرية. وعندما تزوج عهدات، كان يبلغ من العمر 61 عاماً، بينما كانت سها في 27 من عمرها، وكان ثمرة هذا الزواج، حتى ولدت له ابنه سماها عهدات زهوة، على اسم أمه. أما من الناحية الدينية فقد واظب عهدات كمسلم على أداء الصلوات المفروضة، ولم يبدي خلال حياته تمظهرا دينيا باستثناء استشهاده ببعض آيات القرآن الكريم في بعض خطبه وتصريحاته، ومراده من ذلك على ما يظهر رغبته بالظهور كزعيم لعموم الشعب الفلسطيني الذي يشتمل في هجريبته على أقليات دينية. وعلى الرغم من ظهور عهدات بمظهر الرجل المتواضع والمتقشف، إلا حتى الكثير من اللغط أُثير من قبل أوساط إسرائيلية وغربية حول ثروته وأرصدته في البنوك، ومع ذلك يُعتقد حتى معظم هذه الأموال كان من أموال الدول المانحة التي كان يستخدمها في مصاريف تخص السلطة. وعندما توفي عهدات أوصى بأن تُعطى زوجته سها الطويل التي كانت قد غادرت قطاع غزة لتعيش في الخارج حصة من هذه الأموال.

ظهور حركة فتح

تأسيس حركة فتح

كان قبول رئيس الضباط الأحرار جمال عبد الناصر بقرار الأمم المتحدة بوضع قوات طوارئ دولية في سيناء، وقطاع غزة في عام 1956 نتيجة للعدوان الثلاثي على مصر، سبباً لابتعاد جميع المحاربين (غير النظامين) (المجاهدين )، والفدائيين عن تلك المنطقة في تلك الفترة. وكان عهدات قد قدم طلباً للحصول على تأشيرة من كندا، ومن بعدها السعودية، ولكنه لم ينجح في الحصول على تأشيرة من كلا البلدين. وفي عام 1957، قدم على طلب للحصول على تأشيرة من الكويت، والتي كانت تحت الانتداب البريطاني، في تلك الفترة. وحصل على التأشيرة وسافر إلى الكويت وعمل كمهندس معماري. وقابل في الكويت اثنين من اصدقائه وهم عضوين فلسطينيين من جماعة الأخوان المسلمين في مصر، وهما صلاح خلف، ومسماه الحركي أبواياد، والثاني هوخليل الوزير، ومسماه الحركي أبوجهاد. وأصبح الأثنين فيما بعد ذراع عهدات اليمين. وعمل أبواياد مثل عهدات ومضى إلى الكويت في نهايه عام 1957. أما أبوجهاد فكان يعيش في الكويت ويعمل مدرساً. وفي عام 1960، ساعد أبواياد عهدات في الحصول على وظيفة كمدرس مؤقت.

بدأ عهدات بتشكيل مجموعات من أصدقائه الذين لاجئوا إلى الكويت قادمين من غزة، وتطورت تلك المجموعات حتى كونت حركة عهدت باسم حركة فتح. وأول المؤسيسين للحركة هم خليل الوزير، وصلاح خلف، وخالد الحسن، وفاروق القدومي. ولم يُعهد بالتحديد وقت تأسيس حركة فتح، إلا حتى تأسيسها كان في الفترة ما بين عامي 1958-1960، استناداً على بعض المعلومات التي جمعت من مجلة نداء الحياة فلسطيننا فقط . واسم حركة فتح هواختصار معكوس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني. وبعد ذلك اسُتخدمت حدثة فتح ومعناها النصر على العدوكاسم خاص لحركة فتح.

كرست حركة فتح الجهود المبذولة في كفاحها المسلح من قبل الفلسطينيين لتحرير فلسطين. وفي هذا الصدد، فإن الغالبية كانت تؤمن باستجابة عربية موحدة من مختلف المنظمات السياسية والمقاومة الشعبية الأخرى لدعم قضيتهم ونضالهم. ولكن لم تتوافق أيديولوجيات الحكومات العربية في ذلك الوقت مع أيديولوجيات منظمة التحرير الفلسطينية. وعندها حاولت الفصائل الفلسطينية المتنوعة انشاء نظام حكم مركزي مثل باقي الدول العربية كمصر، والعراق، وسوريا، والسعودية.

وفي البداية اعتمدت الحركة في تمويلها على مقتطعات من رواتب المغتربين الفلسطينيين. ورفض عهدات الدعم المقدم من الحكومات العربية، حتي لا يبقي مضطراً إلى اتباع نفس أيديولوجياتهم والوقوف تحت مظلة أفكارهم. وأيضاً لم يتفق مع أصحاب الأيديولوجيات الأخري التي لم ترغب في الابتعاد عن تلك الدول والاستفادة من الدعم الكامل التي تقدمه. وبذل عهدات جهوداً كبيرة لتكوين مصادر دعم لحركة فتح من الأغنياء الفلسطينين في الكويت، وقطر، وباقي دول الخليج. وفي عام 1961، تعهد على محمود عباس، أبومازن في قطر. وقد ساعد تواصل عهدات مع رجال الأعمال والعاملين في صناعة النفط أنهم ساعدوا حركة فتح بسخاء. واستمر ياسر عهدات على نفس المنوال أيضاً في الدول العربية الأخرى مثل سوريا، وليبيا. وفي هذه الأثناء أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري في عام 1964. وفي تلك الفترة كانت منظمة التحرير الفلسطينية واقعة تحت سيطرة وتجاذبات بعض الدول العربية من بينها مصر والأردن لذلك نُظر إليها في ذلك الوقت ككيان لا يحقق طموحات الشعب الفلسطيني، وأثر ذلك على ما يعهد بسياسة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني الذي يشكل أحد مبادئ الحركة، مما تسبب في وقوع الحركة في تجاذبات مع بعض النظم العربية، وتم سجن عهدات مع بعض قيادات فتح في سوريا. وفي تلك الحقبة أرسى عهدات مع قيادات حركة فتح سياسة تعتمد على البدء بمقاومة مسلحة ضد إسرائيل، وفي نفس الوقت قام بتجنيد الرأي العام العربي لصالح القضية الفلسطينية. كما بعث روح الكفاح والمقاومة والاعتماد على الذات بين صفوف الشعب الفلسطيني، فتحول الشعب الفلسطيني من شعب مشرد في المنافي يستجدي رغيفه من الوكالات الدولية إلى شعب محارب يأخذ مصيره على عاتقه، وكان لهذه السياسة تأثير كبير على وعي الشعب الفلسطيني وعلى تشكيل هويته الوطنية.

وفى عام 1963، اعترفت الدول العربية بأن منظمة التحرير الفلسطينية التى أُنشئت في نفس العام هى الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى، واعتبر مجلس جامعة الدول العربية حتى رئيس المنظمة ممثِلاً للفلسطين لدى الجامعة. وقد هاجر ياسر عهدات إلى سوريا، حتي يتمكن من جمع ولج أكبر من الأعضاء. ويتمكن أيضاً من بدأ الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وكان عدد أعضاء حركة فتح قبل ذلك حوالي 300 عضو، ولم يكن يوجد فيها محاربين. وفي مؤتمر قمة القاهرة لعام 1964، شرعت جامعة الدول العربية في إنشاء منظمةٍ تُمثل الشعب الفلسطيني. فقد عُقِدَت أولُ جلسةٍ للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس الشرقية في التاسع والعشرين من مايولعام 1964. وقد تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية خلال هذا الاجتماع في يوم 2 يونيو، 1964. وفي عام 1964، أيضاً تم اتخاذ قرار بمنح رواتب للقوات العسكرية النظامية من أعضاء جيش التحرير الفلسطيني، وبعد ذلك بفترة بدأت أعداد المنضمين لحركة فتح في ازدياد. وفي 31 ديسمبر 1964، حاول الذراع العسكري لحركة فتح والمسمي عاصفه، التسلل إلى إسرائيل، إلا أنه تم إيقافه من قبل قوات الأمن في لبنان. وقد عاشت حركة فتح فتره سيئة قلة الخبرة والتدريب، ثم تطورت بعد ذلك، حيث قادها عهدات نحوالطريق السليم، ومرت بتجارب ناجحه وأخري فاشلة.

وفي 1 يناير 1965 بدأت العمليات المسلحة لحركة فتح، حيث تمت محاولة تفجير نفق عيلبون. وبعد ذلك سرعان ما اندلعت حرب 1967 التي كان لنتائجها تأثير كبير على الثورة الفلسطينية بعد الهزيمة المُرة التي أدت في المحصلة إلى احتلال إسرائيل لرقعة واسعة من الأراضي العربية ومن ضمنها الضفة الغربية وقطاع غزة مما قضى على بقية الأمل لدى الفلسطينيين من إمكانية تحرير فلسطين وإعادة المهجرين بواسطة القوة العسكرية للجيوش العربية. ورسَّخت الهزيمة في ذهنية الشعب الفلسطيني صحوة نضالية تقتضي بضرورة الاعتماد على الذات لتحرير الأرض. وقد سنحت الفرصة لعهدات بالتسلل عبر الأراضي الأردنية إلى الأراضي المحتلة بعد اسبوع من الهزيمة متخفياً تحت أسماء ومهن مستعارة، حيث قام بالاتصال برجال المقاومة وحاول ترتيب أوضاعها.

وقبل تأسيس حركة فتح ومنذ العام 1958 كان ياسر عهدات قد تجول في فلسطين مع أحد أقدم مؤسسى الثورة وهومحمود على أبوبكر من جنين وقد عاصر أبوبكر فترة عام ال48 وكان من المقاتلين القدامى وقد ساهم بشكل كبير في بداية تأسيس الثورة على تنظيم الخلايا العسكرية في الضفة الغربية وتجول مع ياسر عهدات في معظم مناطق الضفة الغربية والداخل وكان معهم أبوالاسمر من قرية الطيبة.

الزعيم الفلسطيني

في 13 نوفمبر 1966، نشبت معركة السموع في الضفة الغربية التابعة للمملكة الأردنية الهاشمية أنذاك بين الجيشين الإسرائيلي والأردني على إثر مصرع ثلاث جنود إسرائيليين بانفجار لغم أرضي في جنوب الخط الأخضر. وكانت نتيجة تلك المعركة اغتال الكثير من الجنود الأردنيين، وتم تسوية 125 منزل بالأرض. وكانت تلك المعركة من أحد العوامل التي أدت إلى حرب الأيام الستة في 1967، وأول مقدماتها.

وفيخمسة يونيو1967، كانت بداية حرب الأيام الستة حيث قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة القوات الجوية المصرية. وكانت نتيجة الحرب هزيمة الجيوش العربية واحتلال الجيش الإسرائيل للعديد من المناطق العربية مثل قطاع غزة، والضفة الغربية. وعلى الرغم من هزيمة عبدالناصر وحلفاؤه العرب إلا حتى تلك الهزيمة كانت تعتبر بمثابة النصر لحركة فتح وعهدات، لإنه فُهم من ذلك اليوم حتى الحكومات العربية لا تستطيع حتى تكون بجانب فلسطين قبل حل مشاكلها. وعاشت الحركات والأحزاب السياسية الفلسطينية المدعومه من سوريا حالة من الفوضي العارمه بعد الهزيمة كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقيادة الحكيم جورج حبش، والمجلس الإسلامي الأعلى، واللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني. وبعد أسبوعٍ واحد فقط عبر ياسر عهدات نهر الأردن، وتنكر ليدخل الضفة الغربية، وأنشأ مراكز في الخليل، والقدس، ونابلس للبحث عن أنصار للحركة.

أنشأ عهدات علاقة مع محمد حسنين هيكل خبير الزعيم المصري عبدالناصر، وأُعلن حتى ياسر عهدات هوالزعيم الفلسطيني من قبل جمال عبدالناصر. وقد قدم أحمد الشقيري (سياسي فلسطيني) استنطقته من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية في شهر ديسمبر. وأتي خلفه يحيى حمودة كثاني رئيس للمنظمة، وطلب من ياسر عهدات الإنضمام إلى المنظمة. وانفصلت فتح عن منظمة التحرير المكونة من 105 مقعد ب33 مقعد، وباقي ال57 مقعد انفصلوا إلى فصائل وتنظيمات مختلفة.

معركة الكرامة

بعد الصعوبة التي قابلتها حركة فتح في المقاومة من الأراضي المحتلة، بدأت الحركة بتأسيس قواعدها على خطوط التماس اللقاءة للضفة الغربية بموافقة الأردن، فأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن.وطوال عام 1968، كانت قرية الكرامة التي يُقام فيها معسكرات للأجئين الفلسطينين، هدفاً للعديد من الهجمات الأسرائيلية. وبعد الهزيمة التي مُنيت بها الجيوش العربية في عام 1967، ازدات أهمية تلك المدينة. حيث كانت هدفاً لحركة فتح وغيرها من المنظمات المسلحة في الضفة الغربية للرد على الهجمات الصاروخية التي تقوم بها إسرائيل. وفقاً لسعيد أبوالريش، فإن الحكومة الأردنية وعددٌ من قادة فتح قد حذروا ياسر عهدات من قيام إسرائيل بالتحضير لتطبيق هجوم على نطاقٍ واسع. وقد هجرت كلاً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المؤسسة حديثاً من قبل جورج حبش، و الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المؤسسة أيضاً من قبل نايف حواتمة المدينة وغادروا. وعلى الرغم من المقترحات التي قدمها المتعاطفون مع حركة فتح من القادة الأردنيين بهجر المدينة والأختباء في التلال، إلا حتى عهدات كان دائماً ما يقف ضدهم ويرفض التخلي عن المدينة وهجرها. ونطق "إننا نريد حتى يعهد العرب والعالم كله أيضاً أننا لن ننسحب من المدينة". وأمر عهدات سعيد أبوالريش بالبقاء في المدينة، وقرر الجيش الأردني الأشتراك في الهجمات مهما كانت عنيفة.

وفي ليلة 21 مارس عام 1968، هاجمت إسرائيل قرية الكرامه بالأسلحة الثقيلة، والعربات المدرعة، والطائرات المقاتلة. وتفاجأ الإسرائيليون من ثبات مقاتلي فتح. وعندما وسعت القوات الإسرائيلة حركتها، تدخل الجيش الأردني في المعركة، واضطر الإسرائيليون للتراجع لتفادي خطر معركة كبرى. وكانت نتيجة المعركة مقتل حوالي 150 مقاتل من حركة فتح، و20 جندي أردني، و28 جندي اسرئيلي. وعلى الرغم من حتى العدد الأكبر من القتلى كان من العرب، إلا حتى حركة فتح اعتبرت نفسها منتصرة في تلك المعركة بسسب الإنسحاب الإسرائيلي السريع.وإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب تاركاً ورائه العتاد والقتلى لأول مرة. كانت معركة الكرامة قفزة كبيرة بالنسبة لجميع على صعيد المقاومة، وتمهيداً لمحوعار هزيمة 1967، وكان عهدات في ساحه المعركة، ولكن لم يتم التأكد من مشاركته في القتال. أما إسرائيل وحلفائها، وكذلك جهاز الموساد الإسرائيلي لم يهجر عملائه في المنطقة، وأعرب أنه يمكنه مداومة المعركة بكل جراءه.

وقد تابعت مجلة التايم الأمريكية تفاصيل المصادمات بدقة، وكانت صورة عهدات على غلاف العدد الصادر من المجلة بتاريخ 13 ديسمبر لعام 1963. وكانت هذه أول مرة يتعهد فيها العالم على الزعيم الفلسطيني ياسر عهدات بطريقة رسمية. وكانت فترة ما بعد الحرب نقطة تحول مهمة، حيث ظهرت حركة فتح وعهدات إلى الساحة التاريخة بشكل أوسع. وبدأ يُنظر إلى جميع من يجرؤ على الوقوف ضد إسرائيل على أنه بطل قومي. وقد زاد الدعم المادي القادم من العرب بشكل ملحوظ في تلك الفترة، وكان سبباً مباشراً في تطور سلاح وذخيرة حركة فتح. وارتفع عدد المطالبين بالإنضمام إلى الحركة في تلك الفترة إلى الألاف من الفلسطينين والعرب.

وفي ثلاثة فبراير عام 1969، تولى ياسر عهدات رئاسة المجلس التطبيقي لمنظمة التحرير الفلسطينية،وذلك باجتماع المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في القاهرة، وذلك خلفاً ليحيى حمودة الرئيس السابق للمجلس. وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية،التي كانت تضم عدة تنظيمات فلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته. وبعد توليه المنصب أرسى عهدات تطبيق سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، وفي هذا الإطار قامت حركة فتح بسلسلة من الأعمال المسلحة ضد أهداف إسرائيلية تهدف إلى إنهاء دولة إسرائيل واقامة دولة فلسطينية فهمانية يعيش فيها جميع أهل فلسطين بمختلف دياناتهم وطوائفهم متساوون في الحقوق والواجبات، وفي هذه الأثناء،سقطت الأردن تحت طائلة الضغوط من بعض الدول العربية حيث كانت تطالبها بتوفير جميع دعم ممكن للمقاومين الفلسطينيين، ومن جهة أخرى أصبحت الأردن تمتلئ بتنظيمات فلسطينية صغيرة تمارس السلطة بدلاً من السلطة الأردنية، وهي بذلك تخرق بشكل سافر السيادة الأردنية وتشكل دولة داخل دولة. وبعد سنتين أصبح القائد العام للثورة الفلسطينية. ثم أصبح بعد ذلك رئيس الذراع السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1973.

الأردن

وفي أواخر عام 1960، كان التوتر بين الحكومة الأردنية والفلسطينين في ازدياد، مسلحون من العرب بأسلحة ثقيلة في الأردن، وكأنهم أقاموا دولة داخل الدولة. وسقطت بعض النقاط الإستراتيجية الهامة للدولة تحت أيديهم. وبعد خروجهم منتصرين من معركة الكرامة، بدأت فتح والفصائل الفلسطينية المسلحة بالتحكم في الحياة المدنية في الأردن. وأقاموا الحواجز على الطرق، وقاموا بتشويه صورة الشرطة الأردنية علناً، بالإضافة إلى اغتصاب النساء، وفرض الضرائب غير القانونية. ولم يكن عهدات على فهم بتلك الأمور، أوغض الطرف عنها. مما اعتبره ملك الأردن الحسين بن طلال تهديداً لأمن ضد سيادة وأمن المملكة، وحاول نزع سلاح الميليشيات. ومع ذلك لم يرغب الملك حسين في الدخول في لقاءه عسكرية مع المعارضين، ودعى عهدات ليكون رئيس وزراء الأردن. ورفض الزعيم الفلسطيني ياسر عهدات طلب الملك حسين لإيمانه بإنشاء دولة فلسطينية.

وعلى الرغم من تدخل الملك حسين إلا أنه استمر وجود العناصر المسلحة في الأردن. و15 سبتمبر عام 1970، قامت منظمة التحرير الفلسطينية بخطفخمسة طائرات، وثلاثه منهم قاموا بتحويل مسارهم إلى المطار الواقع شرقي عمان في الأردن. ثم قامت بتفجير تلك الطائرات الثلاثة بعد انزال الركاب منها، ونقلهم إلى مكان أخر. تلك الأجراءات، أدت إلى قيام الكثير من الدولة الغربية، والولايات المتحدة بمراقبة عهدات والأعضاء المؤسيسين لمنظمة التحرير الفلسطينية. ونتيجة لضغط الدول العربية أدان ياسر عهدات خطف الطائرات. وتحركت الحكومة الأردنية لإستعادة السيطرة على الأراضي التي يتحكم فيها المسلحين. وفي اليوم التالي أفهم الملك حسين تطبيق الأحكام العهدية. وفي نفس اليوم، أصبح عهدات القائد الأعلى لجيش التحرير الفلسطيني.

ومع زيادة النزاع، حاولت الحكومات العربية التوسط للوصول لحل سلمي. وكانت نتيجة تلك الجهود دعوة جمال عبد الناصر لانعقاد القمة العربية الأولى في القاهرة في 21 سبتمبر من عام 1970. حصل عهدات على تعاطف القادة العرب المشاركين في المؤتمر. بينما قابل الملك حسين، وأبوه الملك طلال خطاب عهدات بالسخرية، ولم ينجح الجانبان في التوصل إلى اتفاق سلام. وتوفي جمال عبدالناصر بعد القمة العربية بساعات نتيجة أزمة قلبية حادة. وبدأت تتصاعد حدة اللقاءة بين التنظيمات الفلسطينية والسلطات الأردنية، مع الفهم حتى هذا التوتر كان قد بدأ بالعمل منذ عام 1969، وكان الصراع قد بدأ بمناوشات خفيفة بين الفلسطينيين والدرك الأردني، لكن الأمر تصاعد مع الزمن وبدأت تزداد حدة اللقاءة بين الطرفين، ولم تفلح جميع الجهود والوساطات التي بذلت سواء من جانب دول عربية أومن جانبه، إلى حتى إتخذت اللقاءة بين التنظيمات الفلسطينية والسلطات الأردنية منحنى خطير بعد حتى جرت محاولة اغتيال فاشلة لملك الأردن الحسين بن طلال. وهذه الأحداث جعلت الملك الأردني أكثر تصميماً على وضع حد لتدهور سيادة الأردن على أراضيه [3].

بدأ الجيش الأردني عملياته ضد التنظيمات الفلسطينية بقصف مكثف على القواعد العسكرية الفلسطينية خصوصا في منطقة إربد، لكن القصف واللقاءة سرعان ما توسع ليضم معظم الأراضي الأردنية. وفي 25 سبتمبر، اكتسب الجيش الأردني اليد العليا ضد المسلحين، وبعد يوم توصل الملك حسين مع عهدات إلى وقف لاطلاق النار. وقد ألحق الجيش الأردني خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينين. وفي هذه اللقاءات ارتكبت القوات الأردنية مجازر وقتل آلاف الفلسطينيين وهوما يعهد باسم أحداث أيلول الأسود. ويعتقد حتى حوالي 3،500 إنسان لقوا حتفهم. وحُصر عهدات ومعه أبواياد، وأبوجهاد ومقاتلي فتح في الزاوية الشمالية للأردن. وقد استقروا بالقرب من مدينة جرش، الواقعة على الحدود السورية الإسرائيلة. وتمكن عهدات بمساعده من منيب المصري عضوالبرلمان الأرني، وسفير السعودية أنذاك من الدخول إلى سوريا مع ألفي مقاتل. وفي عام 1971 غادرت المقاومة الفلسطينية برئاسته إلى لبنان . وأقام فيها مراكزه الجديدة لقواته.

لبنان

الهجمات الإرهابية في 1970، والاعتراف الرسمي بها

مع ضعف الحكومة المركزية في لبنان، كان بإمكان منظمة التحرير الفلسطينية، حتى تنشئ مثل دولة مستقلة في لبنان. في تلك الفترة في أوائل السبعينيات، ظهرت الكثير من المجموعات اليسارية في منظمة التحرير الفلسطينية، وقاموا بالكثير من الهجمات ضد أهداف عسكرية ومدنية إسرائيلية.

وفي عام 1972، سقط حدثين مهمين. حيث قامت مجموعة من منظمة أيلول الأسود، في حركة فتح باختطاف طائرة تابعة لشركة سابينا كانت متجهة إلى فينا، وانزالها بالقوة في مطار بن گوريون الدولي في مدينة اللد. وقام الجيش الأحمر الياباني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بهجوم على نفس المطار أدى إلى مقتل ما يقرب من 24 مدني. قامت بعدها إسرائيل بقتل المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غسان كنفاني بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. وأعربت إسرائيا حتى هذا الهجوم كان إنتقاماً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وبعد هذا الحادث بيومين قامت منظمة التحرير الفلسطينية بقصف محطة حافلات، أدى ذلك القصف إلى مقتل أحد عشر مدنياً.

وفي عام 1972 قامت منظمة أيلول الأسود باختطاف فريق إسرائيلي مشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا. وكان مطلبهم الإفراج عن 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية معظمهم من العرب بالإضافة إلى كوزوأوكاموتومن الجيش الأحمر الياباني. انتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذى العملية الفلسطينيين وشرطي وطيار مروحية ألمانيين. ووفقاً لما ورد في بعض المصادر فإن محمد داوود عودة، ومسماه الحركي أبوداوود كان من المخطيطين لتلك العملية العسكرية، وذكر ذلك أيضاً المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس، وأن المسلحين الذين قاموا بتلك العملية هم من الذراع المسلح لحركة فتح. وقد ذكر أبوداوود في كتابة حتى تلك العملية كانت لإتخاذ رهائين من الفلسطينين، وأن عهدات قد فهم بذلك. وقد أُدينت تلك العمليات دوليا. وفي عامي 1973، 1974 أغلق عهدات منظمة أيلول الأسود التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأمرهم بالابتعاد عن أعمال العنف خارج قطاع غزة والضفة الغربية.

في عام 1974، اعتمد عهدات ومستشاريه برنامج من عشر نقاط مُعد قبل المجلس الوطني الفلسطيني. واقترح الوصول إلى تسوية مع الإسرائيلين. وفقاً لتلك التسوية تحصل منظمة التحرير الفلسطينية علي قطاع غزة والضفة الغربية من إسرائيل بعد حتى احتلتهم في 1948 لتؤسس الدولة الفلسطينية عليهما. وقد لاقت تلك الإتفاقية ترحيباً من بعض أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما كانت سبباً في إنفصال بعض المنظمات الأخري مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن منظمة التحرير الفلسطينية. وتأسست جبهة الرفض من تلك المنظمات.

في 1 مارس عام 1973، أعربت الحكومة الأمريكية وإسرائيل حتى ياسر عهدات مطلوب دولياً لإتهامه بالوقوف وراء قتلخمسة دبلوماسين وشخص أخر في الهجوم الذي نفذته منظمة أيلول الأسود على السفارة السعودية في الخرطوم. وفي الوثائق التي حملت عنها الخارجية الأمريكية السرية في 2006، كُتب حتى ياسر عهدات كان على فهم بعملية الخركوم وخطط لها ولتطبيقها بشكل شخصي. وقد رفض عهدات جميع تلك الإنادىئات. وأوضح حتى تلك العمليات كانت تتعلق بمنظمة أيلول بشكل مستقل. وطلبت إسرائيل من عهدات السيطرة على تلك المنظمة، وبالتالي ادعي حتى تلك المنظمة تخلت عن عملياتها.

وفي مؤتمر القمة العربي السابع، في الرباط في المغرب، أُعلن حتى منظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، وتم قبولها كعضوٍ تام الصالحية في جامعة الدول العربية. وفي عام 1974 ألقى عهدات خطبة في الأمم المتحدة كأول إنسان في منظمة غير معتمدة يقوم بذلك. وتوجه بخطاب شهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وندد في حدثته بالصهيونية، ونطق أشهر عبارته الرمزية الموجهة لإسرائيل إذا المسدس في يدي وغصن الزيتون في اليد الأخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، وكسب خطاب عهدات التعاطف مع القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

خرج من الأردن بالسر، وبدأت قوى المقاومة التي كان قد تم طردها من المدن الأردنية إلى أحراش جرش في الانتنطق إلى لبنان بموجب اتفاقية مسبقة مع الحكومة اللبنانية أشرف عليها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وتم تأسيس مقر قيادة في بيروت الغربية وقواعد مقاومة في الجنوب اللبناني في المنطقة التي عهدت باسم فتح لاند وبدأ رجال المنظمة بالعمل بشن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، لكن سرعان ما اندلعت حرب أهلية لبنانية طاحنة، وجدت المنظمة نفسها متورطة فيها كطرف من حين لآخر لا سيما حتى قوى وطنية من الموارنة عارضت التواجد الفلسطيني، وعلى الرغم من محاولاته مع بعض الزعامات الفلسطينية استيعاب ما وقع في الأردن والهجريز على المقاومة إلا حتى دخول المقاومة لدوامة الحرب والعنف كان أمر من الصعب تجنبه في ظل حالة الاستقطاب التي كانت سائدة بين يسار مرحب بالفلسطينيين ويمين معادي لهم، لكن اللافت أكثر في الحقبة اللبنانية هي حدوث تحول في مواقفه والمنظمة من دمج العمل المقاوم مع النشاط السياسي، ففي عام 1974 تم قبول خطة المراحل والتي ظاهرياً لم تتخلَ عن الهدف المعلن وهوالقضاء على دولة إسرائيل بل أعربت حتى المنظمة مستعدة لاقامة دولة فلسطينية على أية أراضي فلسطينية يتم تحريرها.

كذلك رفض خطة تقسيم فلسطين والتي أقرتها الأمم المتحدة، وضرب مثلاً على قرارالتقسيم بالمرأتين اللتين تنازعتا على طفل عند الملك سليمان وشبه موقفه، بموقف المرأة التي رفضت تقسيم ابنها بحسب ما أمر به سليمان لاستجلاء الحقيقة. كذلك أوضح في خطابه عدم عداءه لليهود إنما هويعادي الصهيونية.

وعندما أبرمت مصر بقيادة محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد عارض هذه الاتفاقية والتي كانت تحتوي بنود تعطي الشعب الفلسطيني الحق في إقامة حكم ذاتي داخل الأراضي الفلسطينية.

وكان تواجد المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان بمثابة الشوكة التي تقض مهجع إسرائيل، ولهذا سارعت إسرائيل بإرسال قواتها لاجتياح جنوب لبنان إثر عملية فلسطينية مسلحة على الطريق الساحلي داخل إسرائيل. هذه العملية سماها الإسرائيليين عملية الليطاني وتم خلالها قصف كثير من مراكز المقاومة الفلسطينية، وبطلب من لبنان تدخلت الأمم المتحدة وأوفدت قوات اليونيفيل للانتشار جنوب النهر، وبعد ذلك أكملت إسرائيل انسحابها من لبنان، لكن الحرب والعمليات العسكرية استمرت في تلك المنطقة لتصل إلى الذروة، باجتياح إسرائيل شبه الكامل للبنان.

اجتياح لبنان 1982

فيستة يونيو1982 بدأت القوات الإسرائيلية هجومها بقصف مركز على المناطق الساحلية في الجنوب، وبدأت قواتها في الاندفاع ،عبر المنطقة التي كانت تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة، وقد أعرب وزير الدفاع الأسرائيلي أرئيل شارون حتى هدف القوات الإسرائيلية التوغل 30 كيلومتر، بهدف إبعاد خطر الصواريخ الفلسطينية، وقد تصدى الفلسطينيين للقوات الإسرائيلية بما يحملونه من عتاد وأسلحة خفيفة بأسلوب حرب العصابات، وقد لاقت القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة في قلعة شقيف، لكن التقدم الإسرائيلي استمر، وبعد إيام سقطت صيدا والدامور وتقدم الجيش الإسرائيلي حتى وصل إلى طريق دمشق - بيروت. وفيتسعة يونيووصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف بيروت وقامت بتطويق بيروت الغربية بما في ذلك القيادة الفلسطينية برئيسها ياسر عهدات، لكنها لم تجرؤ على التقدم أكثر، فقد استطاعت القوات المشهجرة والمقاومة الفلسطينية بزعامته من الصمود أمام جيش حديث مدجج بأحدث الأسلحة البرية والبحرية والجوية. لكن تواصل القصف الذي لم يعهد له مثيل أجبر القيادة الفلسطينية على التفاوض للخروج نهائياً من لبنان، حيث أبرم اتفاق تخرج بموجبه المقاومة الفلسطينية تحت الحماية الدولية من لبنان، مع ضمان أمن العائلات الفلسطينية. وقد غادر عهدات بيروت بسفينة فرنسية مع كثير من جنوده، كما غادر على سفن أخرى آلاف المقاتلين الذين تم توزيعهم في شتى البلدان العربية. وقد اتجه عهدات إلى تونس التي كانت قد أعربت موافتها على استضافة القيادة الفلسطينية، وأسس فيها مقر القيادة الفلسطينية.

حادث الطائرة 1992

في أبريل 1992، تحطمت طائرة أير بيساوكان يستقلها عهدات إثر محاولتها الهبوط اضطرارياً في الصحراء الليبية. قُتل في الحادث ثلاثة من مرافقي عهدات، لكن عهدات نجا من الحادث. وبشهادة من كانوا معه، أشار عليه أحد الطيارين، بأن المكان الآمن في الطائرة هومؤخرة الطائرة، فتوجه عهدات إلى مؤخرة الطائرة، وقام مرافقوه بالاحاطة به وضمه بالبطانيات والوسادات، إلى غير ذلك نجا عهدات، لكنه اصيب بارتجاج في المخ، أدى إلى اصابته برجفة خفيفة في شفتيه لم تفارقه حتى مماته.

اتفاقيات أوسلو

بعد الخروج من لبنان، ركز ياسر عهدات جهوده على العمل السياسي، الذي يبرع فيه.فكانت ذروة هذا العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني وذالك سنة 1988 من قبل المجلس الوطني الفلسطيني والقاء ياسر عهدات خطاب في 13 ديسمبر أمام الجمعية العامة في جنيف والتي نقلت مقرها إلى جنيف بشكل مؤقت بسبب رفض الحكومة الأمريكية ،منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. كذلك أطلق ياسر عهدات مبادرته للسلام العادل والكامل في الشرق الأوسط، والتي كان قد أقرها المجلس الوطني الفلسطيني، والتي تعتمد اقامة دولة فلسطينية في الاراض التي احتلت 1967 تعيش جنبا إلى جنب، مع دولة إسرائيل، [4] وبناء عليه فتحت الإدارة الأمريكية، برءاسة رونالد ريغان حوارا مع منظمة التحرير الفلسطينية. نظرت إسرائيل بكثير من التوجس والقلق ،إلى السياسة البراجماتية التي اتبعها عهدات، والتي كانت في محصلتها، محوآثار العمليات التي قامت بها بعض التنظيمات الفلسطينية في أوائل السبعينات والتي لاقت في حينه استنكار عالمي ووصفت بالارهابية [5]. وحصول المنظمة على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، واعتراف كثير من المحافل الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين التي كانت قد أعرب عن قيامها من الجزائر [6] على يوتيوب،على الرغم من حتى ذلك كان على الورق.مع ذلك استمرت إسرائيل في التعامل مع المنظمة كعدووقامت قوات كوماندوز إسرائيلية باغتيال خليل الوزير مساعد عهدات والرجل الثاني في المنظمة [7] قبيل هذا الإعلان بأشهر.كذلك رفضت حضور المنظمة كممثل للشعب الفلسطيني في مؤتمر مدريدفي نهاية 1991.لكن إسرائيل اضطرت في نهاية الامر، وبسبب الضغوطات الدولية إلى التعامل مع المنظمة، وعلى ذلك ،عندما تغير الحكم في إسرائيل ،انخرطت إسرائيل ومنظمة التحرير، في مفاوضات سرية، أسفرت عام 1993 عن الإعلان عن اتفاقيات أوسلوحيث قام ياسر عهدات، بوصفه رئيس اللجنة التطبيقية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالاعتراف رسميا بإسرائيل ،في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين،في اللقاء، اعترفت إسرائيل، بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

عهدات رئيس السلطة الفلسطينية

في اطار اتفاقيات أوسلوتم اقامة سلطة وطنية فلسطينية ،مرحلية مؤقتة ،لحين البدء ،في مفاوضات الحل النهائي ،والوصول لحل الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967.وفي 1 تموز 1994 عاد ياسر عهدات ،مع أفراد القيادة الفلسطينية ،إلى الاراضي التي اعلنت عليها السطة ،وهي(أجزاء من الضفة وقطاع غزة)وقد التزم عهدات خلال ذلك، بإيقاف الاعمال المسلحة ضد إسرائيل ونبذ الإرهاب[8].بعد اتفاقيات أوسلو،أثر الهدوء النسبي الذي ساد، فاز عهدات واسحق رابين وشمعون بيرس بجائزة نوبل للسلام.ولم يلبث عهدات ،أن انتخب رسميا كرئيس فلسطيني للسلطة الفلسطينية، في انتخابات كانت مراقبة من قبل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر فاز عهدات بنسبة88% من الأصوات [9].ومع انه اتخذ لنفسه لقب الرئيس الفلسطيني ،الا انه بقي يشار اليه من قبل المحافل الغربية بلقب تشيرمان عهدات (حدثة ليست بدرجة رئيس).في شهر يوليومن عام2000 التقى ياسر عهدات ،مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك في كامب ديفد ،تحت غطاء واشراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.في ذلك اللقاء، كان لدى الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي طموح يرتقي في سقفه إلى توقيع اتفاقية حل نهائي، ينهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.لكن عهدات خيب افترض الأمريكيين والإسرائيليين ورفض التوقيع على الحل المطروح، الذي اعتبره عهدات منقوصا ،ولا يلبي من وجهة نظره السقف الذي يطمح له الفلسطينيين وهواراضي عام 1967 بما فيها، القدس الشرقية.أما إسرائيل فقد اعتبرت انها قدمت في هذه المباحثات ،أقصى ما يمكنها تقديمه ،وألقت باللائمة على ياسر عهدات ،ووافقتها الإدارة الأمريكية على ذلك.من هنا بدأت حالة من الشد والجذب وحتى العداء بين إسرائيل وياسر عهدات على الرغم من المحاولات اللاحقة في لقاء طابا للتوصل إلى اتفاق.وقد توافق ذلك ،مع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثانية (الانتفاضة الثانية) التي كانت قد بدأت بالعمل قبل لقاء طابا وقد اتهمت إسرائيل ياسر عهدات ،بالتحريض على أعمال العنف من طرف خفي أوبشكل موارب وأحيانا في العلن ،سيما شعاره الذي كان يحمله للمطالبة بالقدس الشرقية(عل القدس رايحيين شهداااء بالملاييين).وعلى الرغم من تمتع عهدات بشعبية واسعة لدى الفلسطينيين سيما في عقد الثمانينات بعيد الحرب على لبنان، وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى إلا حتى شعبية عهدات قد تدنت أثناء رئاسته للسلطة حيث وجهت للسلطة وبعض أقطابها اتنقادات تتعلق بالفساد وسوء الإدارة الأمنية والمالية والمدنية والمؤسساتية في إدارة شؤون الفلسطينيين داخل أراضي السلطة [10]. في اللقاء حركة حماس التي عارضت اتفاقية أوسلوبدأت شعبيتها في تلك الفترة في الصعود خصوصا في قطاع غزة بسبب شعور الكثير من الفلسطينيين بالإحباط مما وصلت اليه أوضاعهم الأمنية والمعيشية من سوء.

عهدات تحت الحصار في مقره برام الله

بعد مباحاثات كامب ديڤد وطابا بدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين الإسرائيليين بالقول حتى ياسر عهدات لم يعد يعتد به بمعنى عدم جدوى التفاوض معه [11] في هذه الأثناء ازداد العنف والعنف المضاد وارتكبت عدة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل كثير من الإسرائيليين وعلى الرغم من شجب عهدات واستنكاره الواضح لهذه الأعمال بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون الذي كان على عداء مرير مع ياسر عهدات ولا يثق به ويرفض لقاءته بتحميله مسؤولية ما يحدث. في هذه الأجواء قامت إسرائيل بمنعه من مغادرة رام الله لذلك لم يحضر عهدات مؤتمر القمة العربية في بيروت في 26 مارس 2002 خشية ألا يسمح له بالعودة إذا غادر الأراضي الفلسطينية وفي 29 مارس من نفس السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية إلى غير ذلك بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك [12] بينما كان عهدات صامدا في مقره متمسكا بمواقفه في تلك الفترة بدأ يتقاطر عليه في مقره بالمقاطعة مئات المتضامنين الدوليين المتعاطفين معه. كذلك تعرض عهدات من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل لحملة لإقصائه عن السلطة أوإبعاده عن مركز القرار فيها بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت اليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور، ففي يوم 24 مايو2002 طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة، وبسبب الضغط الدولي وانسداد الأفق السياسي اضطر عهدات للتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء محمود عباس ولكن عباس سرعان ما استنطق وتولى المنصب أحمد قريع.

سقمه ووفاته

في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عهدات، فقد أصيب عهدات كما قرر أطباءه بسقم في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عهدات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجة ناجم عن حادثة طائرة، وسقم جلدي (فتيليگو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، وإلتهاب في المعدة أصيب به منذ أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفا عاما وتقلب في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.

تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عهدات تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، قامت على اثره طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة اخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبا بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الانباء الغربية تتداول نبأ موت عهدات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعرب التلفزيون الاسرائيلي في أربعة نوفمبر 2004 عن نبأ موت الرئيس عهدات سريرياً وأن أجهزة عهدات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الالكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد حتى تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عهدات في مدينة القدس كما كانت رغبه عهدات قبل وفاته.

جنازته

دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد حتى تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عهدات في مدينة القدس كما كانت رغبه عهدات قبل وفاته.

نظريات حول سبب الوفاة

تضاربت الأقوال كثيرا في وفاة ياسر عهدات، ويعتقد الكثيرون بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم أوبإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، فيقول طبيبه الخاص الدكتور الكرد بخصوص إمكانية تسميمه "في الحقيقة حتى الأطباء الفرنسيين بحثوا عن سموم في جثة عهدات بعد مماته في باريس، وتجدر الإشارة حتى البحث عن سموم في جسم الرئيس المتوفى وقع بعد أسبوعين من تناول الرئيس عهدات تلك الوجبة المشبوهة، ويعتقد حتى فترة اسبوعين هي فترة كافية لتغلغل السم في جسم الرئيس عهدات وإحداث الضرر ومن ثمة الخروج من جسم الرئيس بطريقة أوباخرى، أضف إلى حتى المختبرات الفرنسية كانت تبحث عن سموم معروفة إذ يصعب البحث عن شيء لاتعهده" كما يقول ناصر القدوة :"كل خبير استشرناه بين أنه حتى السم الأكثر بساطة، والذي يستطيع عالم متوسط انتاجه، سيصعب تحديده من عالم فذ!" ويضيف:"لا أستطيع ان احدد يقينا حتى إسرائيل قتلته، لكنني لا أستطيع ايضا حتى انفي هذه الإمكانية فالأطباء أنفسهم لم يلغوا هذه الفرضية.

ويتبين حتى الحراسة حول عهدات لم تكن بالمستوى المطلوب وأنه كان يقابل مئات الزائري أثناء فترة حصاره في المقاطعة وكان يحصل على حلوى وحتى أدوية منهم، كما كان معرضا للوخز بدبابيس علقوها بملابسه، وتلقى هدايا كثيرة بغير رقابة.

التقرير الفرنسي

أصدر المستشفى الفرنسي الذي تعالج فيه ياسر عهدات تقريرا طبيا لم يتم نشره بسرعة مما أثار تساءلات كثيرة حول محتوى هذا التقرير، وأورد التقرير حتى وفاة ياسر عهدات كانت في اليوم الثالث عشر من دخوله مستشفى باريس العسكري واليوم الثامن من دخوله قسم العناية المركزة بسبب نزيف دموي شديد في الدماغ، وإجتمعت في حالته السريرية المتلازمات التالية:

• متلازمة الجهاز الهضمي:البداية لهذه الحالة السقمية بدأت قبل 30 يوما على شكل إلتهاب معوي قلوي.
• متلازمة متعلقة بجهاز الدم تجمع نقص الصفائح وتخثر حاد منتشر داخل الأوعية، وبلغمة خلايا النخاع منعزل عن أي نشاط بلغمي في الأوعية الدموية خارج النخاع العظمي.
• يرقان ناتج عن رقود صفراوي.
• متلازمة الجهاز الهضمي في حالة ذهول متموج ثم حالة غيبوبة عميقةبالرغم من استشارة عدد كبير من الأخصائيين جميع في مجاله وكافة الفحوص التي تم إنجازها لم تفسر هذه المتلازمات في إطار فهم تفسير الأمراض.

وأجريت لياسر عهدات فحوصات عدا الفحوصات الروتينية المتكررة وهي:

• فحوصات التجلط وعوامل التجلط
• عينات النخاع الشوكي في عدة مرات في رام الله وتونس وفرنسا
• عينات بذل النخاع الشوكي L-P
• زراعة متكررة للدم، البراز، البول، الأنف والحنجرة والقصبات ،النخاع، السائل الشوكي، ودراسة الجراثيم والأحياء الدقيقة.
• الفيروسات بما فيها HIV (الأيدز) وكانت سلبية.
• علامات الأورام
• السموم
• الإشعاعات عدة مرات:
• تصوير بالموجات الصوتية للبطن.
• تصوير طبقي محوري للدماغ والصدر والبطن والحوض.
• الرنين المغناطيسي للدماغ والصدر والبطن.
• تخطيط الدماغ EEG

ياسر عهدات في السياسة العربية

تبنت منظمة التحرير بقيادة ياسر عهدات سياسة استقلال القرار الفلسطيني ،وكسب التعاطف العربي والدولي مع القضية الفلسطينية ،والوقوف بخط متوازي، من الدول العربية والإسلامية ،في اللقاء الدول العربية بشكل رسمي ،كانت تعلن ،دعمها الكامل للشعب الفلسطيني.على الرغم من ذلك، كان لياسر عهدات في حياته، محطات من الخلافات والعداءات، بينه وبين بعض الأنظمة، والتينظيمات المدعومة من قبلها، وصلت حد الدخول معه في معارك وحروب دامية.في بداية انطلاقة حركة فتح ،تبنى جمال عبد الناصر الحركة الوليدة ،وقدم لها جميع دعم ممكن [13] وقد ربطت ياسر عهدات علاقات متينة مع عبد الناصر ،وعندما نشبت الحرب بين التنظيمات الفلسطينية ،والجيش الأردني قام عبد الناصر بعقد الوساطات، لحل النزاع بين الطرفين [14] في هذه الأثناء ،ضيق الملك الحسين الخناق العسكري على عهدات ،ومنعه من الخروج من الأردن، لكن عهدات ،استطاع الخروج بمساعدة مصرية وسودانية ،على الرغم من القصف الذي كاد حتى يقتل فيه، وظهر فجأة في القاهرة لحضور مؤتمر القمة، الذي عقد عام1970 وسط دهشة واستغراب من الملك حسين ،الذي كان حاضرا في تلك القمة [15][16].وعندما توفي جمال عبد الناصر حزن علية عهدات، لدرجة ان وجهه امتقع وتغير لونه [17]. في الساحة اللبنانية ،استعر أوار الحرب الاهلية تحت مختلف المسميات السياسية والطائفية ،وبدأت تعبث بلبنان قوى خارجية ،ووجد ياسر عهدات نفسه متعاطفا مع قوى اليسار اللبناني ،وأخذت قوة المنظمة في التنامي في لبنان ،وقد جلب هذا مع عداء بعض القوى الوطنية للتوجد الفلسطيني وتمسك عهدات باستقلال القرار الفلسطيني ،وعداء سوريا لعهدات التي كانت تخشى على نفوذها في لبنان الوبال على المنظمة وقواتها، وقد توافق ذلك مع إرسال قوات عربية في يوليوعام 1976، سميت بقوات الردع العربية كان على رأسها القوات السورية وكان غرضها كبح جماح الحرب الاهلية [18] في تلك الفترة خاض عهدات ضد قوى لبنانية وأخرى فلسطينية معارضة ،كانت مدعومة من سوريا برئاسة حافظ الاسد ،حروبا طاحنة على الأرض اللبنانية، بدأت بمذبحة تل الزعتر التي ارتكبتها قوى يمينية لبنانية، ومن ثم الحرب التي شنتها فتح الانتفاضة لطرد القوات الموالية لعهدات من طرابلس والبقاع ،وأخيرا حرب المخيمات.كذلك وقف عهدات على عداء مع النظام المصري في عهد السادات ،بعد حتى اعلن السادات في البرلمان وأمام ياسر عهدات ،عن استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي ،للتفاوض مع الإسرائيليين ،هذا الخطاب احدث شرخ في العالم العربي ،وكان ياسر عهدات من ضمن المعارضين لاتفاقيات كامب ديفد التي تمخضت فيما بعد ،وعندما خرج أبوعمار من لبنان ،وعند مرور سفينته من قناة السويس هبط عهدات إلى الاراضي المصرية واستقبله الرئيس المصري حسني مبارك وهوبذلك،قد يكون قد فتح فصلا جديدا من العلاقات مع مصر، التي عانت من المقاطعة العربية على أثر ،توقيع اتفاقيات كامب ديفيد.في عام 1990 عندما غزا الرئيس العراقي صدام حسين الكويت ،حدث شرخ في السياسة العربية ،شبيه بما أحدثه خطاب السادات ،واتخذ عهدات موقفا مؤيدا لصدام حسين ،في حرب الخليج الأولى ،وهوالموقف ،الذي جعل المنظمة، تخسر كثيرأعلى الصعيد العربي والدولي، وتعتذر عنه للحكومة والشعب الكويتي ،بعد وفاة ياسر عهدات.إجمالا في هذا الباب يمكن القول ان السياسة العربية عموما تعاطت بشكل ايجابي مع القضية الفلسطينية سيما بعد خروج ياسر عهدات من لبنان فمكن ذلك ياسر عهدات من عقد سلسلة من المؤتمرات والخطابات والقرارات التي ايدتها الدول العربية وان كان ذلك بتحفظ البعض منها [19]

ياسر عهدات والإسرائيليين

اعتبرت إسرائيل ياسر عهدات عدوا لدودا سيما بعد تطاير صيته كقائد فلسطيني على المستوى العالمي في أعقاب معركة الكرامة [20][21].وقد قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة عهدات لمدة عشرة أسابيع في بيروت الغربية ظل خلالاها عهدات يقاتل مع قواته بشجاعة وبروح معنوية عالية وفي تشرين الأول من عام 1985 تعرض مقر عهدات في تونس للقصف الإسرائيلي ونجا عهدات لانه خرج من مخطه قبيل حدوث الغارة بوقت قليل [22]. بعد قبول عهدات بفكرة الدولتين وقرار 242 وبدء محادثات السلام بين إسرائيل والمنظمة [23] بدأ الكثير من الإسرائيليين يبدون اهتمامهم بعهدات سيما السياسيين والباحثين الأكاديميين وغيرهم البعض منهم ينطلق من معاداته والتشكيك في توجهاته نحوالسلام والبعض الآخر ينطلق من توجهات يسارية ترى في عهدات شريك جيد لارساء السلام في الشرق الأوسط وخلال ذلك خط الإسرائيليين أعداد لا تحصى من الموضوعات والكثير من الخط التي تتناول حياة ياسر عهدات وتبحث في نواياه السياسية وخبايا شخصيته ،وطباعه [24] [25].كذلك عثر عهدات له بعض المؤيدين المتحمسين من اوساط الإسرائيليين فالصحفي أوري أفنيري قام بالدخول على بيروت الغربية ولقاءة عهدات أثناء الحصار وقد الف كتابا بعنوان (عدوي أخي) أبدى فيه تأييده للطروحات السياسية لعهدات [26].كذلك بدا عهدات غريبا في تصريحاته السياسية أحيانا من وجهة نظر الإسرائيليين بعد اتفاقيات أوسلوخصوصا حينما أخرج في أحد التصريحات بترة نقدية إسرائيلية ونطق ان ما مصبوب على ارضيتها ما هي الا خريطة إسرائيل الكبرى.كذلك تسلل عهدات للحياة الثقافية والادبية للإسرائيليين عبر الكثير من البرامج التلفزيونية الكوميدية ومجلات الفكاهة والكاريكاتور [27].

ياسر عهدات في السياسة الدولية

أصبح ياسر عهدات سياسي معروف على مستوى العالم في نهاية الستينات وبداية السبعينات سيما بعد حتى أجرت معه مجلة تايم سلسلة من اللقاءات الصحفية أثر معركة الكرامة.وعندما ألقى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يقتصر عهدات في خطابه على الحديث عن القضية الفلسطينية وإنما تعداه إلى الحديث عن الشعوب الأخرى الواقعة تحت الاحتلال معلنا دعمه لها ولحركات التحرر التي تمثلها فأضفى بذلك على نفسه صفة الثوري العالمي.في أواخر الستينات وخلال السبعينات كان الغرب ينظر لعهدات كقائد لحركة ارهابية وليس حركة تحرر ولكن عهدات شأنه في ذلك شأن كثير من زعماء ما كان يعهد في تلك الحقبة ببلدان العالم الثالث استفاد من حالة الحرب الباردة والصراع بين الشرق بزعامة الاتحاد السوڤيتي والغرب بزعامة الولايات المتحدة فوطد عهدات علاقات المنظمة مع بعض البلدان الشرقية مثل ألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا على الصعيدين العسكري والسياسي.وبعد انهيار الشيوعية أصبحت الولايات المتحدة هي البلد المؤثر على سياسات كثير من دول الشرق الأوسط وفي تلك الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي وبعد الموقف الذي اتخذه عهدات من حرب الخليج الأولى تعرضت المنظمة لحالة من العزلة السياسية من بعض البلدان الغربية والبلدان العربية سيما بلدان الخليج وبدأت المنظمة تعاني أزمة مالية خانقة على الرغم من ذلك لم تنل تلك الازمة من نشاط عهدات على الصعيد طرح القضية الفلسطينية على الصعد المؤتمرات الدولية سيما البلدان الغربية التي تبدي تعاطف مع القضية الفلسطينية مثل فرنسا وإيطاليا واليونان.

حياة ياسر عهدات الشخصية

اتخذ ياسر عهدات لنفسه، صورة الاب الحامل على كاهله مسؤولية القضية الفلسطينية وهمومها؛ لذلك كان عهدات يعامل أبناء الشعب الفلسطيني معاملة أبوية. من هنا اكتسب أبوعمار- وهواللقب الذي اختاره لنفسه بعد تأسيس حركة فتح- رمزية القائد سيما أنه، كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية وكان يواظب على ارتداء الزي العسكري والتمنطق بمسدس هذا مع اعتمار الكوفية الفلسطينية بشكل شبه دائم، لذلك حاز عهدات على شعبية جارفة، في أوساط الأطفال والشباب الفلسطينين، بما أنه كان أيضا يلاطفهم بعطف وحنان ،ولا ينكف حتى عن مواساتهم وتقبيل أياديهم [28] إذا وقع لأحدهم مكروه وعندما بدت على عهدات علائم الكبر في السن أطلق عليه الفلسطينيين لقب "الختيار". وطوال سنوات كثيرة رفض عهدات الزواج، بدعوى تكريس وقته للثورة الفلسطينية وهمومها لدرجة أنه قيل انه كان ينام بجواربه [29].على الرغم من ذلك، فاجأ عهدات الكثيرين، وتزوج عام 1990 بسكرتيرة مخطه السيدة سها الطويل ،وهي سيدة مسيحية من آل الطويل الثرية. عندما تزوج عهدات، كان يبلغ من العمر61 عاما، بينما كانت سها في 27 من عمرها ،وكان ثمرة هذا الزواج، حتى ولدت لهم ابنة سماها عهدات زهوة، على اسم أمه. ومن الناحية الدينية واظب عهدات كمسلم على أداء الصلوات المفروضة ولم يبدي خلال حياته تمظهرا دينيا باستثناء استشهاده ببعض آيات القرآن الكريم في بعض خطبه وتصريحاته وذلك مرده على ما يظهر إلى رغبته بالظهور كزعيم لعموم الشعب الفلسطيني الذي يشتمل في هجريبته على أقليات دينية.وعلى الرغم من ظهور عهدات بمظهر الرجل المتواضع والمتقشف إلا حتى الكثير من اللغط أثير من قبل أوساط إسرائيلية وغربية حول ثروته وأرصدته في البنوك مع ذلك يُعتقد حتى معظم هذه الأموال كان من أموال الدول المانحة التي كان يستخدمها في مصاريف تخص السلطة.وعندما توفي عهدات أوصى بأن تعطى زوجته سها الطويل التي كانت قد غادرت قطاع غزة لتعيش في الخارج حصة من هذه الأموال.

يتواجد اليوم، قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عهدات، في رام الله على الرغم من رغبته في حتى يدفن في القدس، وهواليوم مزار ،لكثير من الفلسطينيين والاجانب، الذين احبوا عهدات خلال حياته وسُحروا بشخصيته، ولكثير من ضيوف السلطة الوطنية الفلسطينية، من الزعماء الذين يبدون رغبتهم بزيارة قبر الراحل عهدات.

ثروته

في 11 نوفمبر نقلت قناة العربية عن مجلة ألمانية أنه أثناء وجود عهدات في المستشفى الفرنسي قبيل وفاته، عرضت القيادة الجديدة للسلطة على سهى عهدات مبلغ 2 مليون دولار لقاء التنازل عن الحسابات المصرفية المسجلة باسم عهدات، لكنها رفضت مرجئة المفاوضات إلى حين مجيء تلك القيادة إلى باريس، حيث صلاحيات إدخال الزائري على عهدات ونزع الأجهزة عنه والإعلان عن حالته الصحية بيد سهى وحدها، مما يقوي موقفها التفاوضي.

انتهت المفاوضات إلى إعطاء سهى 20 مليون دولار بالإضافة 11 مليون كانت قد أخذتها سابقاً وكذلك 35 ألف دولار مصروف شهري. ونطقت المجلة حتى التاريخ الحقيقي لوفاة عهدات تجاوز موعد الإعلان، وتم تأخيره إلى حين إنهاء المفاوضات مع سهى، والانتهاء من عملية تحويل الحسابات المصرفية التي كانت باسم عهدات.

تداولت أنباء حتى الرئيس عهدات كان يدير إمبراطورية مالية تضم استثمارات منظمة التحرير الفلسطينية الضخمة في مجال الطيران ومزارع الموز وشركات التكنولوجيا العالية وأموال مخبأة في حسابات في البنوك في مختلف الأقطار.

وقد صرح جاويد الغصين وهووزير مالية سابق لمنظمة التحرير الفلسطينية للأسوشيتد برس حتى ثروة عهدات كانت تقدر بما بين 3-5 بلايين دولار عندما غادر هوالمنظمة سنة 1996 ولا أحد يعهد الآن كم هي، إلا حتى التقديرات تقول إنها عدة ملايين من الدولارات.

وقد يحدث التحقق من الأمر صعباً لأن عهدات امتنع من فتح حسابات خاصة تضم المبالغ الضخمة التي قدمتها الدول العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية في السبعينات ثم في الثمانينات إضافة إلى المساعدات الغربية لحكومة السلطة الفلسطينية في التسعينات بعد اتفاق أوسلو.

سليم حتى عهدات كان يعيش عيشة متقشفة ولكنه بحاجة إلى مبالغ طائلة من أجل الحفاظ على ولاء أوليائه، فقد كان عليه حتى يسجل الاستثمارات ويفتح الحسابات بأسمائهم لضمان ولائهم وعليه بعد ذلك تغطيتهم من أي تدقيق أوتفتيش.

ووحده عهدات الذي يعهد الصورة كاملة وليس من المعروف ما إذا كان هجر وصية أوتوثيقا مالياً مكتوباً، فعهدات لا يتحدث أبداً عن القضايا المالية. وقد ذكر أنه في اجتماع فبراير 2003 مع أعضاء فتح عندما تصاعدت الانتقادات نطق لهم إنه لا توجد مستندات حسب ما نقله أحد الحاضرين.

ويشار إلى حتى محمد رشيد المستشار المالي لياسر عهدات نفى حتىقد يكون رئيسه ثرياً وأضاف إذا عهدات ليست لديه ممتلكات خاصة بل ليست لديه حتى خيمة ولا دار ولا حديقة ولا أي حساب شخصي باسمه.

ونطق شالوم حراري وهورئيس مخابرات إسرائيلي سابق إذا عهدات كان قد هرب نحو700 مليون يوروبعضها للطوارئ حين هددت إسرائيل بطرده. وهنالك اسمان دائماً يشار إليهما عندما يتعلق الأمر بأموال عهدات هما رشيد وسهى زوجة عهدات.

فمنذ عام 1994 يقوم رشيد هذا بنقل ملايين الدولارات من ريع استثمارات السلطة الفلسطينية التي حولها عهدات عن الخزينة الفلسطينية التي يشرف عليها وزير إصلاحي هوسلام فياض الذي يرى حتى تلك الأموال استثمارات لصالح السلطة الفلسطينية ويجب حتى تخضع للتسيير العام.

وقد ذكر حسين الذي كان رئيس الصندوق الوطني الفلسطيني إذا التدفق الحقيقي لأموال الفلسطينيين بدأ عام 1979 وتواصل عشر سنوات تقريبا نال خلالها الفلسطينيون أكثر من 200 مليون دولار، مضيفا أنه كان يسلم شخصياً لياسر عهدات صكا بمبلغ 10.25 مليون دولار شهريا من ميزانية منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف إذا هذا المبلغ كان مخصصاً لدفع رواتب المقاتلين الفلسطينيين ولمساعدة أسر الشهداء، مشروحاً حتى عهدات لم يكن يعطي أي إيضاحات عن إنفاقاته متعللا بالأمن الوطني.

وأشار الحسين إلى حتى تدفق الأموال كان قد توقف سنة 1990 عندما وقف عهدات إلى جانب صدام حسين، غير حتى هذا الأخير قدم لعهدات 150 مليون دولار على ثلاث دفعات واستلمها بنفسه.

ويذكر حتى استثمارات منظمة التحرير الفلسطينية تتكون من شركة طيران بالمالديڤ وشركة يونانية للملاحة البحرية إضافة إلى مزارع موز ومنجم للماس في أفريقيا ووضعية مميزة في العالم العربي.

وحسب مسؤول مالي سابق في السلطة الفلسطينية بغزة واقتصادي فلسطيني قام بمتابعة تلك الأموال بطلب من أحد مسؤولي فتح هذه السنة فإن تلك الممتلكات مسجلة بأسماء مجموعة من أولياء عهدات المقربين، ولكن المتحدثين طلبا عدم ذكر اسميهما.

وقد ذكر مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية حتى كثيرا من هذه الأموال قد ضاع وأن بعض الشركات أفلست كما حتى بعض حاملي أسماء الأسهم الفلسطينية قد ماتوا فتحولت الأموال إلى ورثتهم.

ومع جميع هذا فإن قيام السلطة بالضفة الغربية وقطاع غزة كان قد فتح أبوابا جديدة من التمويل للسلطة الفلسطينية إذ قدم المجتمع الدولي نحو6.5 بلايين دولار للسلطة الفلسطينية بين 1994 و2003.

وفي 2003 أعرب صندوق النقد الدولي حتى 900 مليون دولار من ولج السلطة الفلسطينية لم تصل إلى خزينتها خلال ست سنوات الأولى من قيام السلطة الفلسطينية. وأضاف حتى بعض العائدات مما توفره الضرائب على التبغ والإسمنت وعائدات الضرائب المسترجعة من إسرائيل كانت تدفع في حساب بتل أبيب يشرف عليه عهدات شخصيا.

وقد ذكر النشاشيبي ممثل صندوق النقد الدولي بالضفة الغربية حتى 900 مليون دولار قد تمت إعادتها لخزينة السلطة الفلسطينية تحت إشراف فياض الذي نال ثقة المجتمع الدولي للأعمال التي قام بها. وخلال السنوات الثلاث قبل وفاة عهدات كان فياض قد بتر الكثير من نفقات عهدات وخفض ميزانية مخطه من 100 مليون دولار سنة 2002 إلى 43 مليون دولار في 2004.

في 2010 فتحت فرنسا تحقيقاً أولياً حول تحويل مبالغ مالية ضخمة من مصدر غير محدد إلى الحساب المصرفي الباريسي للسيدة عهدات. وكانت الأخيرة اتهمت انذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، العدود اللدود لزوجها، بأنه وراء المعلومات التي نشرتها الصحف اثر التحقيقات.

وفي أكتوبر 2011، أصدرت محكمة تونسية مذكرة توقيف دولية بحق سهى عهدات لتورطها بتهم فساد تتعلق بالمدرسة الدولية بقرطاح التي أسستها ليلى طرابلسي.

انظر أيضاً

• قائمة أعضاء حركة فتح
• جدل حول جائزة نوبل
• مطار ياسر عهدات الدولي

معرض الصور

• عهدات وآية الله الخميني.

• ياسر عهدات والرئيس الپاكستاني غلام إسحاق خام، مارس 1989.

• ياسر عهدات ورئيسة وزراء فنلندا يوليو1999.

• ياسر عهدات والرئيس النمساوي، يوليو1997.

• ياسر عهدات والرئيس الروسي بوريس يلتسن، أبريل 1999.

• عهدات والملك فهد.

• عهدات والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مايو1999.

• عهدات مع رئيس الوزراء الهجري بولنت أجاويد، أبريل 1999.

• عهدات والأمير القطري خليفة آل ثاني، مارس 1986.

• عهدات والرئيس الإيطالي كارلوتشامبيه، رام الله، أكتوبر 1999.

• عهدات والرئيس الأوكراني ليونيد كوش، أبريل 1999.

• عهدات والرئيس الإندونيسي عبد الرحمن حبيبي، أبريل 1999.

• عهدات والرئيس التشادي، أبريل 1999.

• عهدات وأمير البحرين الشيخ عيسى بن سليمان آل خليفة، يونيو1998.

• عهدات ورئيس گامبيا، ديسمبر 1989.

• عهدات ورئيس الكونغوبرازفيل، يونيو1998.

• عهدات والرئيس الفرنسي جاك شيراك، أكتوبر، 1996.

• عهدات ورئيس الوزراء البريطاني جون ميجور، ديسمبر 1993.

• عهدات ورئيس الوزراء الپاكاستاني نواز شريف، يوليو1998.

• عهدات والرئيس الإثيوپي منگستوهايله مريم، أبريل 1980.

• عهدات والشيخ زايد آل نهيان، سبتمبر 1994.

• عهدات والرئيس الصيني جاينگ زيمين، يوليو1998.

• عهدات ورئيسة الوزراء البنگلادشية الشيخة حصينة واجد، أبريل 1999.

• عهدات والرئيس الكوبي فيدل كاسترو، سبتمبر 1998.

• عهدات والمستشار الألماني هلموت كول، ديسمبر 1993.

• عهدات في اجتماع ثلاثي مع الرئيس الليبي معمر القذافي والملك حسين ملك الأردن.

• عهدات ورئيس مالي ألفا عمر كوماري، أبريل 1999.

• عهدات والملك محمد السادس من المغرب.

• عهدات والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.

• عهدات والرئيس السوداني أحمد الميرغني، يوليو1987.

• عهدات مع الرئيس العراقي صدام حسين والرئيس المصري حسني مبارك، أكتوبر 1988.

• عهدات والرئيس المصري أنور السادات.

• عهدات يؤدي العمرة في أبريل 1989.

• عهدات والپاپا يوحنا پولس الثاني في الڤاتيكان، أبريل 1990.

الهوامش والمصادر

قراءات إضافية

• Aburish, Said K. (1998). Arafat: From Defender to Dictator. New York: Bloomsbury Publishing. ISBN .
• Gowers, Andrew; Tony Walker (2005). Arafat: The Biography. Virgin Books. ISBN .
• Karsh, Efraim (2003). Arafat's War: The Man and His Battle for Israeli Conquest. New York: Grove Press. ISBN .
• Livingstone, Neil (1990). Inside the PLO. Reader's Digest Association. ISBN .
• Rubin, Barry M.; Judith Colp Rubin (2003). Yasir Arafat: A Political Biography. Oxford University Press. ISBN .
• Rubenstein, Danny; Dan Leon (1995). The Mystery of Arafat. Steerforth Press. ISBN .
• Sela, Avraham. "Arafat, Yasser." The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East. Ed. Sela. New York: Continuum, 2002. pp. 166–171.
• Wallach, Janet (1990). Arafat: In the Eyes of the Beholder. Lyle Stuart. ISBN .

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Yasser Arafat.

• Yasser Arafat official website
• Biography of Yasser Arafat at Nobelprize.org
• Yasser Arafat (1929–2004) at PASSIA
• A Life in Retrospect: Yasser Arafat, Time
• Life and times of Yassir Arafat, Profile: Yassir Arafat, The Times
• Appearances on C-SPAN
• ياسر عهدات at the Internet Movie Database
• Works by or about ياسر عهدات in libraries (WorldCat catalog)
• نطقب:JPosttopic
• أخبار مُجمّعة وتعليقات عن ياسر عهدات في مسقط صحيفة نيويورك تايمز.
• نطقب:Nndb
• ياسر عهدات at the Open Directory Project
• , 23 December 1990.