توماس ولزي

عودة للموسوعة

توماس ولزي

المبجل His Eminence

Thomas Wolsey
Sampson Strong's portrait of Cardinal Wolsey at Christ Church (1610).
Lord Chancellor
في المنصب
1515–1529
سبقه William Warham
خلفه Sir Thomas More
Archbishop of York
في المنصب
1514–1530
سبقه Christopher Bainbridge
خلفه Edward Lee
تفاصيل شخصية
وُلِد March 1473
Ipswich, Suffolk, England
توفي 29 نوفمبر 1530(1530-11-29)
Leicester, Leicestershire, England
المدفن Leicester Abbey
القومية English
الأقارب Robert Wolsey (father) and Joan Daundy (mother)
الدين Roman Catholicism
Thomas Wolsey
Archbishop of York, England
انتهى سـُدته 29 November 1530
سبقه Christopher Bainbridge
خلفه Nicholas Heath
التكريس 10 March 1498
الترسيم 26 March 1514
أصبح كاردينال 10 September 1515
غيرهم Cardinal-Priest of S. Cecilia (1515 - 1530)

توماس ولزي Thomas Wolsey (ح. مارس 1473 – 29 November 1530; sometimes spelled Woolsey) كان شخصية سياسية إنگليزية وكاردينال الكنيسة الكاثوليكية. When هنري الثامن became king of England in 1509, Wolsey became the King's almoner. Wolsey's affairs prospered and by 1514 he had become the controlling figure in virtually all matters of state and was extremely powerful within the Church. The highest political position he attained was Lord Chancellor, the King's chief adviser, enjoying great freedom and often depicted as an alter rex (other king). Within the Church he became كبير أساقفة يوركk, the second most important seat in England, and then was made a كاردينال في 1515، giving him precedence over even the كبير أساقفة كانتربري. His main legacy is from his interest in architecture, in particular his old home of Hampton Court Palace, which stands today.

كان هنري، الذي قدر له حتى يصبح تجسيداً لأمير مكياڤلي، لا يزال بعد حدثاً بريئاً في السياسة الدولية. وعهد حاجته إلى الإرشاد وجعل من الرجال حوله نماذج. وكان مور ذكياً بيد أنه لم يتعدَ الحادية والثلاثين، وكان يميل إلى الطهارة والتقوى. وكان توماس ولزى يكبره بثلاثة أعوام فحسب، وكان قساً إلا حتى اتجاهه بأكمله للسياسة، والدين عنده جزء من السياسة. وقد ولد توماس في ابسوتش من "أصل وضيع ودم خسيس" (هكذا وصفه فرانشسكوگيتشارديني المعتز بنفسه)(8). وقد استوعب مقرر شهادة البكالوريا في أكسفورد وهوفي الخامسة عشرة من عمره، وعندما بلغ الثالثة والعشرين عمل صرافاً في كلية مجادلين، وأظهر كفاءته باستخدام مبالغ مناسبة، تتجاوز السلطة المخولة له، لإتمام البرج الرائع لتلك القاعة. وعهد كيف من الممكن أن ينجح. وأظهر فطنة في الإدارة والمفاوضة فقام بالوعظ في سلسلة من الكنائس ليخدم هنري السابع بتلك المقدرة والدبلوماسية.

وعندما ارتقى هنري الثامن العرش عينه موزعاً للصدقات - مديراً للبر والإحسان. وسرعان ما أصبح القس عضواً في المجلس الخاص. وأفزع واهرام كبير الأساقفة بدفاعه عن عقد حلف عسكري مع أسبانيا ضد فرنسا، وكان لويس الثاني عشر يغزوإيطاليا، ومن المحتمل حتى يجعل البابوية تابعة لفرنسا من جديد. وعلى أية حال فإن فرنسا لابد حتى تصبح قوية جداً. وخضع هنري في هذا الأمر لولزى وحميه فرديناند ملك أسبانيا، وكان هونفسه يجنح في هذا الوقت للسلم. ونطق لجيوستنياني: "إني راضٍ بما أملك، ولا أود حتى أحكم إلا رعاياي، ولكني من جهة أخرى لا أقبل حتى يبلغ أحد من القوة ما يجعله يتحكم في"(9)، ويكاد هذا يلخص حياة هنري السياسية. فقد ورث انادىء الملوك الإنجليز حتى لهم الحق في تاج فرنسا، ولكنه عهد أنه انادىء أجوف. ووهنت الحرب سريعاً في مسقطة المهاميز (1513). ودبر ولزى للسلام وأغرى لويس الثاني عشر بالزواج من ماري شقيقة هنري، وسر ليوالعاشر لنجاته فعين ولزى رئيساً لأساقفة يورك (1514). وكاردينالاً (1515)، وعينه هنري، المنتصر، حاجباً (1515). وفاخر الملك لأنه حمى البابوية، وعندما رفض أحد البابوات حتى يتولى فيما بعد تيسير زقابل عد هذا جحوداً.


وكانت السنوات الخمس الأولى التي قضاها ولزى في منصب الحاجب من أعظم السنوات توفيقاً في سجل الدبلوماسية الإنجليزية. وكان يهدف إلى تنظيم السلام في أوربا باستخدام إنجلترا وسيلة لحفظ التوازن في القوى بين الإمبراطوريّة الرومانية المقدسة وفرنسا، وكان المفروض حتى مما يدخل أيضاً في دائرة سلطانه حتى يصبح حكماً لأوربا وأنقد يكون السلام في القارة في مصلحة تجارة إنجلترا الحيوية مع الأراضي المنخفضة. وتفاوض كخطوة أولى، لعقد حلف بين فرنسا وإنجلترا (1518)، وخطب ماري ابنة هنري البالغة من العمر عامين (أصبحت ملكة فيما بعد) إلى ابن فرانسيس الأول البالغ من العمر سبعة شهور، ولا شك حتى ميله للضيافة الكريمة قد كشف عنه ما وقع عندما جاء المبعوثون الفرنسيون إلى لندن لتوقيع الاتفاقيات، فقد أقام لهم وليمة في قصر وستمنستر، قدم لهم فيها عشاء، نطق عنه جيوستنياني: "أن مثيله لم يقدم قط، على مائدة كليوباترة وكاليگولا، وأن قاعة المأدبة بأسرها زينت بزهريات ضخمة من المضى والفضة(10)". غير حتى الكاردينال المحب للدنيا يلتمس له العذر، فقد كان يقامر ليكسب رهاناً عظيماً، فكسب. وأصر على حتىقد يكون الحلف مفتوحاً لينضم إليه الإمبراطور مكسمليان الأول وشارل الأول ملك أسبانيا والبابا ليوالعاشر، ودعوا للانضمام إليه فقبلوا، وابتهج إرازموس ومور وكوليه، إذ داعبهم الأمل في حتىقد يكون فجر عهد للسلام قد أشرق على العالم المسيحي بأسره. وتلقى ولزى التهاني حتى من أعدائه. وانتهز الفرصة لرشوة المندوبين الإنجليز(11) في روما لكي يضمن تعيينه قاصداً رسولياً للبابا في صف بريطانيا والعبارة تعني "في صف" وموضع ثقة، وكان أحمل تعيين لمبعوث بابوي. وكان ولزى وقتذاك الرئيس الأعلى للكنيسة الإنجليزية وحاكم إنجلتري - مع ولاء استراتيجي لهنري.


وعكر صفوالسلام بعد عام تنافس فرانسيس الأول وشارل الأول على العرش الإمبراطوري. بل إذا هنري رأى حتى يقذف بقلنسوته في الحلبة غير أنه لم يجد رجلاً مثل فوگر. وزار الفائز، وهووقتذاك شارل الخامس، انجلترا زيارة قصيرة (مايوسنة 1520) وقدم إحتراماته لعمته كاترين الأراجونية، الملكة زوجة هنري، وعرض حتى يتزوج الأميرة ماري (التي كانت مخطوبة بالعمل لولي عهد فرنسا)، إذا وعدت إنجلترا حتى تؤيد شارل في أي نزاع بينه وبين فرنسا، إلى غير ذلك السلام، أمر غير طبيعي، فرفض ولزى ولكنه قبل من الإمبراطور مرتباً قدره 7.000 دوكات، وانتزع منه تعهداً بأن يساعده على حتى يصبح بابا.

Banner of the arms of Cardinal Wolsey as Archbishop of York, impaling his personal arms (viewer's right) with the arms of his office as Archbishop of York (viewer's left)

وحقق الكاردينال الذكي أعظم فوز باهر له بتدبير لقاء بين العاهلين الفرنسي والإنجليزي في ميدان كلوث أف جولد (يونيو1520). وهناك في أرض فضاء مكشوفة بين جين وآردر قرب كاليه برز فن العصر الوسيط والفروسية في روعة الغروب. وانطلق أربعة آلاف نبيل إنجليزي، اختارهم الكاردينال وعينهم، وكانوا يرتدون الملابس الحريرية والمزركشة والمخرمات من أزياء القرون الوسطى المتأخرة، في صحبة هنري بينما امتطى الملك الشاب ذواللحية الحمراء صهوة فرس صغيرة لملاقاة فرانسيس الأول. وأخيراً وليس آخراً، أقبل ولزى نفسه مرتدياً ثياباً قرمزية من الأطلس ينافس بها أبهة الملوك. وقد شيد على عجل قصر لاستقبال صاحبي الجلالة ومرافقيهما من السيدات والموظفين، وأقيمت سقيفة يكسوها قماش تتخلله خيوط مضىية، وتتدلى منه طنافس ثمينة ليظلل المؤتمر والمآدب، وكانت هناك نافورة يسيل منها النبيذ، وأخليت مساحة لألعاب الفروسية الملكية، وتدعم الحلف السياسي والعسكري بين الأمتين، وتبارى العاهلان السعيدان في المبارزة بل تصارعا، وخاطر فرانسيس بسلام أوربا بطرحه الملك الإنجليزي، وأصلح خطواته الخاطئة بكياسة فرنسية لا نظير لها بالذهاب مبكراً ذات صباح وهومجرد من السلاح مع بعض الأتباع غير المسلحين، لزيارة هنري في المعسكر الإنجليزي - وكانت لفتة تدل على الثقة الودية فهمها هنري. وتبادل الملكان الهدايا الثمينة والأيمان المغلظة.

والحق حتى أحداً منهما لم يستطع حتى يثق بالآخر، لأن التاريخ فهمهم درساً مفاده حتى الرجال يكذبون كثيراً عندما يحكمون دولاً. وبعد سبعة عشر يوماً أمضاها هنري ينعم بالولائم مع فرانسيس، انطلق ليمضي ثلاثة أيام في مؤتمر مع شارل في كاليه (يوليه سنة 1520). وهناك أقسم الملك والإمبراطور، في حضور ولزى، على الصداقة الأبدية واتفقا على ألا يقدما على خطوات أخرى لتطبيق خطتيهما للزواج من الأسرة المالكة في فرنسا. وكانت هذه الأحلاف المنفصلة أساساً أشد قلقلة للسلام الأوربي من الاتفاق الودي متعدد الجوانب الذي كان ولزى قد دبر له قبل وفاة مكسمليان. وإن كان قد هجر إنجلترا في وضع الوسيط، والحكم في الواقع - وهووضع أسمى بكثير من أي وضع يمكن حتى يعتمد على ثروة الإنجليز أوسلطانهم. وكان هنري راضياً. وأمر رهبان سانت البانز باختيار ولزى رئيساً لديرهم ومنحه صافي دخلهم، وذلك مكافئة لحاجبه، لأن "سيدي الكادينال قد تحمل الكثير من التكاليف في هذه الرحلة". وأذعن الرهبان ووصل ولج ولزى إلى ما يقرب من احتياجاته.

وكان، على نطاق أوسع بكثير من معظمنا، مزيجاً من الفضائل والنقائض المركبة، وخط جيوستنياني يقول: "إنه وسيم جداً، فصيح للغاية، واسع المقدرة، لا يكل ولا يمل(12)". وكانت أخلاقه لا تخلومن الشوائب، فقد انزلق مرتين إلى الأبوة غير الشرعية، وكانت تعد من الهفوات التي تغتفر في ذلك العصر الطروب.

ولكن إذا صدقنا ما نطقه اسقف، فغن الكاردينال كان يعاني من "الزهري(13") وقبل ما يمكن، أوما لا يمكن حتى يسمى بالرشا - هدايا عظيمة من المال تلقاها من فرانسيس وشارل على السواء، وحرص على حتى يجعلهما يتنافسان على حتى يأمرا له بمرتبات وهبات سخية قدماها، وكانت هذه من آداب مجاملة العصر، وأحس الكاردينال المبذر، الذي شعر بأن سياسته تخدم أوربا بأسرها، بأن أوربا كلها يجب حتى تخدمه. وليس من شك في أنه كان يحب المال والترف والأبهة والسلطان. وكان جانب كبير من دخله يصرف في الحفاظ على مؤسسة قد يحدث تبذيرها السطحي أداة من أدوات - الدبلوماسية، صممت لكي تعطي السفراء الأجانب فكرة مبالغاً فيها عن الموارد الإنجليزية. ولم يدفع هنري أي مرتب لولزى ولهذا كان على الحاجب حتى يعيش ويولم لضيوفه على حساب موارده الكنسية ومرتباته التي يتقاضاها من الخارج. وحتى لوكان الأمر على هذا النحوفإننا قد نعجب لأنه احتاج لكل الدخل الذي كان يحصل عليه باعتباره صاحب الحق في ولج أبرشيتين، وست رواتب للقسس، ومرتب رئيس جامعة، ومرتب باعتباره رئيساً لدير سانت البانز وأسقفاً لباث وولز، ورئيساً لأساقفة يورك ومديراً لأبرشية ونشستر وشريكاً لأسقفي ورسستر وسالزبوري الإيطاليين الغائبين(14).

وكان له تقريباً الحق في الرئاسة الدينية والسياسية بأسرها في المملكة والمفروض أنه كان ينال مكافئة عن جميع تعيين يتم. وقدر مؤرخ كاثوليكي حتى ولزى كان يتلقى في أوج مجده ثلث دخول الكنيسة في إنجلترا(15). كان أغنى وأقوى الرعايا في الأمة. ومن رأي جيوستنياني أنه كان "أقوى من البابا- بسبعة أضعاف(16)" ويقول أرازموس: "إنه الملك الثاني" ولم يبقَ أمامه إلا خطوة واحدة- يقوم بها- البابوية. وحاول ولزى الحصول عليها مرتين، ولكن شارل الداهية فاقه في تلك اللعبة، متجاهلاً وعوده.

واعتقد الكاردينال حتى التمسك بالمراسيم نادىمة القوة، ويستطيع المرء بالقوة حتى يبوأ السلطة ولكنه لا يستطيع حتى يدعمها بثمن بخس وفي هدوء وسلام إلا بالتعود عليها أمام الجمهور، والناس تحكم على سموالمرء بمقدار تمسكه بالرسمية التي يحتمي بها. ولهذا فإن ولزى كان يظهر في الحفلات العامة والرسمية مرتدياً أفخر الملابس الرسمية التي خيل إليه أنها مناسبة لمثل جميع من البابا والملك. قبعة كردينال حمراء، وقفازين حمراوين، وأردية من التافتاه القرمزة وحذاء من الفضة أومموهاً بالمضى، ومرصعاً باللآلئ والأحجار الكريمة - ها هوذا إنوسنت الثالث وبنيامين دزرائيلي وبروفل الجميل اجتمعوا معاً في إنسان واحد. كان أول مَن لبس الحرير(17) بين رجال الدين في إنجلترا. وعندما كان يردد القداس (وهوأمر نادر) كان شمامسته من الأساقفة والرهبان، وفي بعض المناسبات كان النبلاء من حملة ألقاب دوق وايرل يصبون الماء الذي يغسل به يديه المقدستين. وأذن لتابعيه حتى يركعوا وهم يخدمونه على المائدة. وخدمه في مخطه وبيته خمسمائة شخص(18)، كثير منهم من ذوي النسب العريق. وكانت قلعة هامبتون التي شيدها لتكون مقراً له باذخة جداً إلى حد أنه أهداها للملك (1525) ليتقي شر حسده.

ومهما يكن من أمر فإنه نسي حتى هنري كان ملكاً. وخط جوستنياني إلى عضوشيوخ من البنادقة: "لدى وصولي لأول مرة إلى إنجلترا اعتاد الكاردينال ان يقول لي إذا جلالته يفترض أن يعمل كذا وكذا". وبعد ذلك - بالتدريج نسي نفسه وبدأ يقول: "سوف نعمل كذا وكذا" أما الآن يقول: "سأعمل كذا وكذا"(19)، وخط السفير مرة أخرى يقول: "إذا كان لابد من إغفال أمر الملك أوالكاردينال فمن الأفضل التغاضي عن الملك، فالكاردينال قد يستاء من السبق الذي يسلم به للملك(20)" وقلما كان الأشراف والدبلوماسيون يحصلون على الأذن بالمثول في حضرة الحاجب قبل تقديم الالتماس الثالث. وحدثا مر عام كان الكاردينال يحكم صراحة حكماً مطلقاً يشتد يوماً بعد يوم، واستدعى المجلس النيابي مرة إبان رئاسته، وكان قليل الاهتمام بالأشكال الدستورية، وقابل المعارضة بالاستياء والنقد والزجر. وخط المؤرخ بوليدر فرجيل يقول: "إن هذه الوسائل يفترض أن تؤدي إلى سقوط ولزى" فأوفد فرجيل إلى البرج، ولم يطلق سراحه إلا بعد حتى تشفع له ليوالعاشر مراراً. واشتدت المعارضة.

ولعل مَن عزلهم ولزى أوأدبهم هم الذين اعتصموا بآذان التاريخ، ونقلوا آثامه كما هي بلا غفران، إلا حتى أحداً لم ينازع في مقدرته، أوانصرافه في مثابرة لكثير من مهامه. ونطق جوستنياني لعضوالشيوخ من البندقية المعتز بنفسه "إنه ينجز من العمل قدر ما يشغل جميع القضاة وموظفي الممحرر والمجالس في البندقية، في المحاكم المدنية والجنائية على السواء، وهويدير كذلك جميع شئون الدولة مهما كانت طبيعتها(21)".

وكان محبوباً من الفقراء، مكروهاً من الأقوياء بسبب عدم تحيزه في تطبيق العدالة. وفتح بلاطه لكل مَن يشكون من الاضطهاد، ولا تكاد توجد سابقة لهذا في التريخ الإنجليزي بعد الفرد. وكان ينزل العقاب بالجاني الأثيم، مهما كان رفيع القدر(22)، دون خوف ولا وجل. وكان كريماً مع الفهماء والفنانين وبدأ إصلاحاً دينياً بإحلال كليات محل أديار عديدة. وكان بصدد القيام بإصلاح مثير في التعليم الإنجليزي عندما تآمر ضده جميع الأعداء الذين خلقهم اندفاعه في أعماله وقصر منظم كبير رائع، فتآمروا بخلق سيرة خيالية ملكية لتدبير خطة لسقوطه.


ولزي والكنيسة

وأدرك المساوئ التي لا تزال باقية في حياة رجال الدين في إنجلترا، ضرب لها مثلاً عظيماً: أساقفة غائبين ورجال دين متعلقين بالدنيا، ورهباناً كسالى، وقساوسة سقطوا في شرك الأبوة. وكانت الدولة التي طالما دعت إلى إصلاح الكنيسة، مسئولة إلى حد ما عن الشرور، لأن الملوك كانوا يعينون الأساقفة. وكان بعض الأساقفة من أمثال مورتون، وواهرام وفيشر رجالاً على خلق رفيع، ذوي مقدرة عظيمة، وكان كثير من الآخرين منغمسين جداً فيما تتيحه لهم الأسقفية من حياة وادعة، فلم يستطيعوا حتى يدربوا اتباعهم من رجال الدين على الكفاءة من الناحية الروحية، وكذلك على المثابرة في تدبير المال. وربما كانت أخلاقيات الجنس عند القساوسة أفضل مما هي عند زملائهم في ألمانيا، ولكن لم يكن ثمة مفر من وجود حالات من التسري بين رجال الدين، ومن الزنا والسكر والجريمة في الأبرشيات البالغ عددها 8.000 في إنجلترا - وهي حالات - كثيرة دفعت كبير الأساقفة مورتون إلى حتى يقول (1468): "إن ما يقترن بحياتهم من فضائح يعرض للخطر استقرار نظامهم(23)"، وأبلغ رتشارد فوكس، حوالي عام 1519، ولزى بأن رجال الدين في أسقفية ونشستر كانوا قد تردوا إلى هاوية كبيرة من الفسق والفساد، إلى حد أنه يئس من حتى يشهد في حياته أية محاولة لإصلاح ديني(24). وارتاب القساوسة بالأبرشيات في حتى ترقياتهم تتوقف على مقدار مقتنياتهم، فأخذوا يغتصبون ضرائب العشور أكثر مما عملوا في أي وقت مضى. وكان البعض يستولي جميع عام على عشر دجاج الفلاح وإنتاجه من البيض واللبن ولجبن والفاكهة، بل حتى من جميع الأجور التي كانت تدفع لمعاونته، وكل إنسان لا يهجر في وصيته ميراثاً للكنيسة يتعرض لخطر عظيم بحرمانه من الدفن طبقاً للطقوس المسيحية مع ما يترتب على ذلك من نتائج متسقطة مروعة إلى حد لا يمكن التفكير فيها. وبعبارة موجزة فرض رجال الدين مكوساً لتمويل مصالحهم في إصرار مثل الدولة الحديثة. وما حتى حل عام 1500 حتى كانت الكنيسة تملك، وفقاً لتقدير كاثوليكي محافظ، حاولي خمس الأملاك بأسرها في إنجلترا(25). وحسد النبلاء هناك كما في ألمانيا رجال الدين على هذه الثروة وتلهفوا على استعادة الأراضي والدخول التي تنازل عنها لله أسلافهم الأتقياء أوالخائفون.

وأجمل دين كوليه حالة رجال الدين الفهمانيين مع مبالغة واضحة في خطاب وجهه إلى جمعية رجال الكنائس عام 1512 فنطق: "أود أخيراً وأنا عالم بشهرتكم ومهنتكم، حتى تفكروا في إصلاح أمور الكهنوت لأنه لم يحدث من قبل حتى كان الأمر محتوماً كما هوالآن... لأن الكنيسة - زوجة المسيح - التي تمنى ألا تشوبها شائبة أوتدب فيها الشيخوخة قد أصبحت دنسة مشوهة"، وكما يقول إشعيا: "كيف صارت القرية الأمينة زانية ". وكما يقول أرميا: "أما أنت فقد زنيت بأصحاب كثيرين" . وقد حملت بكثير من بذور الظلم وهي تنجب جميع يوم أعظم الذرية دنساً. ولم يشوه شيء وجه الكنيسة مثل ما شوهته المعيشة الفهمانية والدنيوية لرجال الدين... أي لحفة وجوع يشيعان في هذه الأيام بين رجال الدين بعد الشرف والوقار. وأي سباق تنبتر فيه الأنفاس من صدقة إلى صدقة ومن منفعة أقل إلى منفعة أكبر.

ألم تغرق الشهوة إلى الجسد، ألم تغرق هذه الرذيل الكنيسة بالفيضان... ولهذا فليس هناك ما يسعى إليه في حرص الجانب الأكبر من القساوسة أكثر مما يهيئ لهم اللذة الحسية،يا ترى؟ إنهم لينصرفون إلى المآدب والولائم... ويقفون حياتهم وينصرفون إلى القنص والصيد بالصقور، وهم غارقون في مباهج هذه الحياة الدنيا. وقد تملك الجشع أيضاً... قلوب جميع القسس... إلى حد أننا اليوم لا نرى شيئاً سوى ما يخيله لنا أنه كفيل بأن يعود علينا بمغنم، ونحن نعاني في هذه الأيام من الهراطقة - وهم رجال يتصفون بحماقة عجيبة، إلا حتى هرطقتهم ليست وبائية خبيثة بالنسبة لنا وللناس مثل حياة رجال الدين الفاسدين الغاوين. ولابد حتى يبدأ الإصلاح الديني بكم(26).

وصاح نائب الأسقف مرة أخرى وهويتميز غيظاً: "أيها القساوسة... يا طائفة القسس... أواه! إذا الضلال المقيت الذي يسدر فيه هؤلاء القساوسة التعساء، الذين يضم منهم عصرنا عدداً كبيراً لا يخشون الاندفاع من أحضان بغي دنسة إلى حرم الكنيسة، وإلى مذبح المسيح، وإلى أسرار العشاء الرباني(27)".

بل إذا رجال الدين النظاميين أوالرهبانيين تعرضوا لاستنكار شديد، فقد اتهم كبير الأساقفة مورتون عام 1489 الراهب وليام من دير ألبانز بـ "الاتجار في المقدسات والرتب والوظائف الدينية والربا والاختلاس والعيش علناً وباستمرار مع العاهرات والعشيقات داخل أرياض الدير وخارجه" واتهم الرهبان بأنهم يحيون حياة داعرة... كلا بل يدنسون الأماكن المقدسة، حتى كنائس الرب بالذات مضاجعة الراهبات الممقوتة، ويحولون ديراً ثانوياً مجاور إلى "ماخور عام"(28). وترسم سجلات الجولات التفتيشية الأسقفية صورة أقل إكفهراراً. فمن بين اثنين وأربعين ديراً تم التفتيش عليها بين عامي 1517 و1530 عثر خمسة عشر ديراً لم تقترف فيها خطيئة كبيرة، وفي معظم الأديار الأخرى كانت جرائم التعدي على النظام أكثر منها على العفة(29). وكانت بعض الأديار لا تزال تمارس نظام الصلاة في القرون الوسطى والإقبال على الفهم والضيافة والبر وتعليم الشباب. واستغل بعضها السذاجة وجمعت النقود من العامة لمخلفات وهمية نسبوا إليها شفاء معجزاً من الأمراض، وشكا أساقفة من "الأحذية المنتنة والأمشاط القذرة... والزنارات الرثة وخصلات الشعر والخرق القذرة المقررة والموصى بها للجهلة من الناس. باعتبارها مخلفات سليمة لنساء أورجال مقدسين(30).

وعلى الجملة فإن الأديار الستمائة في إنجلترا أظهرت، طبقاً لتقدير آخر مؤرخ كاثوليكي، سوء سلوك على نطاق واسع وكسلاً متلافاً وإهمالاً يكلف غالياً في رعاية أملاك الكنيسة(31).

وفي عام 1520 كان في إنجلترا نحو130 ديراً للراهبات. منها أربعة فقط تضم ما يزيد على ثلاثين نزيلة(32). وألغى الأساقفة ثمانية أديار، ونطق الأسقف في إحدى الحالات بسبب "الأخلاق الداعرة لنساء البيت وتبذلهن بسبب مجاورتهن لجامعة كمبرج(33)". وتمت ثلاث وثلاثون جولة تفتيشية لواحد وعشرين ديراً للراهبات في أبرشية لنكولن وقدمت عنها تقارير من بينها ستة عشر تقريراً مشجعاً، وأربعة عشر تقريراً تضمنت ملاحظات عن الافتقار إلى النظام أوالأخلاق وتقريران تحدثا عن راهبات كن يعشن في الخنا، وتقرير عثر راهبة حاملاً من قسيس(34). وكانت مثل هذه الانحرافات عن القواعد الصارمة تعد طبيعية في المناخ الأخلاقي السائد في تلك العصور، ولعل الخدمات الكريمة في التعليم والبر كانت ترجحها.

وكان رجال الدين لا يتمتعون بالشعبية. وخط يوستاس شابويس السفير الكاثوليكي لشارل الخامس في إنجلترا إلى مولاه عام 1529 فنطق: "إن جميع الناس يكرهون القساوسة"(35). وندد كثير من الناس، من المتشبثين بعقيدة المحافظين تماماً بقسوة الضرائب التي فرضها رجال الدين وتبذير الأساقفة وثراء الرهبان وكسلهم. وعندما اتهم محرر سر أسقف لندن بقتل هرطيق (1514) توسل الأسقف إلى ولزى حتى يمنع المحاكمة أمام محلفين مدنيين "لأني واثق حتى محرر سري لوحوكم أمام أي أثنى عشر رجلاً في لندن فإنهم يفترض أن ينحازون في حقد إلى صف الهرطيق إلى حد أنهم يفترض أن ينبذون محرري ويدينونه على الرغم من أنه بريء مثل هابيل"(36).

وأخذت الهرطقة تشتد مرة أخرى. وفي عام 1506 اتهم خمسة وأربعون رجلاً بالهرطقة أمام أسقف لنكولن وتراجع ثلاثة وأربعون عما نطقوا، وأحرق أثنان. وفي عام 1510 حاكم أسقف لندن أربعين هرطقياً وأحرق أثنين، وفي عام 1521 حاكم خمسة وأربعين وأحرق خمسة، وتورد السجلات قائمة تضم 342 محاكمة مثل هذه في خلال خمسة عشر عاماً(37).

ومما كان يعد بين الهرطقات الجدل حول القربان المقدس وهل يظل يقدم من الخبز فحسب، وأن القساوسة لا حول لهم ولا قوة أكثر من الآحاد الآخرين من الناس في التكريس أوالحل، وأن القرابين المقدسة ليست ضرورية للحصول على الخلاص، وأن رحلات الحج إلى المزارات المقدسة والصلاة من أجل الموتى لا قيمة لها، وأن الصلوات يجب حتى توجه لله وحده، وأن في وسع الإنسان حتى يظفر بالنجاة بالإيمان وحده، بغض النظر عما يقدم من صالح الأعمال، وأن المسيحي المخلص فوق جميع القوانين ما عدا شريعة المسيح، وأن الكتاب المقدس والكنيسة يجب حتىقد يكونا القاعدة الوحيدة التي يحتكم إليها في العقيدة، وأن جميع الرجال يجب حتى يتزوجوا، وأن الرهبان والراهبات يجب حتى يجحدوا اقسامهم بالتزام العفة.

وكانت بعض هذه لهرطقات أصداء لممضى لولارد، وكانت بعضها انعكاسات لنفخات من بوق لوثر.

وفي أواخر عام 1251 كان الثائرون الشبان في أكسفورد يتلقفون في لهفة أنباء الثورة الدينية في ألمانيا، وآوت كامبردج في أعوام 1521-25 أثنى عشر من زعماء هراطقة المستقبل، وليام تيندال وكيلز كوفردال وهيولاتيمر وتوماس بلني وأدوارد فوكس ونسكولاس ردلي وتوماس كرانمر... لقد هاجر كثير منهم: وهم يتسقطون الاضطهاد، إلى القارة، وطبعوا كراسات دينية مناهضة للكاثوليكية وبعثوا بها سراً إلى إنجلترا.

وأصدر هنري الثامن عام 1521 كتابه المشهور "قضية المقدسات السبعة ضد مارتن لوثر"، ولعله أصدره كرادع لهذه الحركة أومن الممكن لإظهار سعة فهمه في اللاهوت، واعتقد الكثيرون حتى ولزى هوالمؤلف الخفي، ولعل ولزى هوالذي اقترح تأليف الكتاب، وصاحب ما ورد فيه من أفكار رئيسية كجزء من دبلوماسيته في روما، بيد حتى أرازموس ادعى حتى الملك قد فكر في الرسالة من أولها لآخرها وألفها، ويميل الحكم الآن إلى هذا الرأي. وهذا الكتاب له سمات المبتدئ، وهولا يكاد يحاول تقديم رد عقلي يدحض به الآراء الأخرى، ولكنه يعتمد على فقرات منقولة من الكتاب المقدس والروايات الكنسية والتعسف الشديد، وخط الثائر المنتظر ضد البابوية يقول: "إي ثعبان سام يصل إلى درجة مَن يصف سلطة البابا بأنها مستبدة؟... وأي جارحة من جوارح الشيطان تحاول حتى تمزق أعضاء المسيح وتفصلها عن رأسها". ما من عقوبة يمكن حتى تكون جسيمة عندما تسقط على مَن يعصى القس الأكبر والقاضي الأعلى على الأرض لأن الكنيسة بأسرها ليست رعية للمسيح فحسب... بل لكاهن المسيح الوحيد، بابا روما(38). وكان هنري يغبط ملك فرنسا على ألقاب التشريف التي تسبغها الكنيسة عليه مثل: "أكثر المسيحيين مسيحية" وفردينان وايزابلا على لقب العاهلين الكاثوليكيين. وعندما قدم وكيله وقتذاك الكتاب إلى ليوالعاشر طلب منه حتى يمنح هنري وحلفاءه لقب - حامي العقيدة - ووافق ليوووضع مَن استهل الإصلاح الديني في إنجلترا الحدثات على سكنه.

وتمهل لوثر في الإجابة. ورد عام 1525 رداً فريداً على ذلك "الحمار الأحمق"، و"ذلك المجنون الهائج... ملك الأكاذيب، الملك هيتز، ملك إنجلترا يغضب الله... ولما كانت تلك الدودة اللعينة العفنة قد افترت كذباً بشر مبيت على مليكي في السماء فإنه يحق لي حتى ألطخ هذا الملك الإنجليزي بقذره"(39) و"لم يتعود هنري على هذا الرشاش فاشتكى إلى أمير سكسونيا المختار الذي نطق له بتأدب جم ألا يتطفل على الأسود، ولم يصفح الملك قط عن لوثر على الرغم من اعتذاره فيما بعد، ونبذ البروتستانت الألمان حتى عندما تمرد تماماً على البابوية.

وكان أعظم رد مفحم للوثر هونفوذه في إنجلترا ففي ذلك العام نفسه 1525 نسمع عن "جمعية الاخوان المسيحيين"، في لندن التي انطلق وكلاؤها المأجورون يوزعون كراسات دينية لوثرية وهرطقية أخرى وأناجيل بالإنجليزية كلها أوبعضها.

وفي عام 1408 انزعج كبير الأساقفة أروندل بسبب توزيع نسخة الكتاب المقدس التي ترجمها ويكلف، فمنع القيام بأي ترجمة له باللغة الوطنية دون الحصول على موافقة من الأسقف، على أساس حتى أي نسخة تترجم بدون ترخيص قد يحدث فيها تحريف للفقرات الصعبة، أوتلون التعبير لتأييد هرطقة. ولم يشجع كثير من رجال الدين قراءة الكتاب المقدس بأي صيغة، واحتجوا بأن الترجمة السليمة تستلزم فهم خاصة، وأن المنتخبات من الكتاب المقدس كانت تستخدم لإثارة الفتنة(40). ولم تبدِ الكنيسة أي اعتراض رسمي على الترجمات السابقة لويكلف بيد حتى هذا الإذن المفهوم ضمناً لم تكن له أهمية لأن جميع النسخ الإنجليزية قبل عام 1526 كانت مخطوطة.

ومن ثم تأتي الأهمية الزمنية للعهد الجديد الإنجليزي الذي نشره تندال عام 1525-26. وكان قد فكر مبكراً في أيام دراسته في ترجمة الكتاب المقدس، لا من النسخة اللاتينية له كما عمل ويكلف، بل من الأصلين العبري واليوناني. وعندما لامه كاثوليكي غيور ونطق له: "خير لك حتى تعيش بلا شريعة الرب، أي الكتاب المقدس من حتى تعيش بشريعة البابا"، رد تندال بقوله: "إذا أعطى الله في عمري فلن تمضي بضع سنين حتى أجعل الصبي الذي يدفع المحراث يعهد من الكتاب المقدس أكثر مما تعهد أنت(42)". ومنحه أحد معاوني بلدية لندن الفراش والمأوى لمدة ستة شهور عكف الشاب أثناءها على العمل. ومضى تندال عام 1524 إلى ڤتنبرگ واستمر في العمل تحت إرشاد لوثر. وبدأ في كولونيا يطبع نسخة العهد الجديد المترجمة من النص اليوناني كما حققه إرازموس. وأثار وكيل إنكليزي السلطات عليه، ففر تندال من كولونيا الكاثوليكية إلى ورمز البروتستانتية، وهناك طبع 6.000 نسخة، أضاف لكل منها مجلداً منفصلاً ضمنه تعليقات ومقدمات عدوانية، اعتمد فيها على مقدمات أرازموس ولوثر. وهربت جميع هذه النسخ إلى إنجلترا وكانت بمثابة الوقود، الذي أشعل نار البروتستانتية الأولى، وزعم كوثبرت تونستال، أسقف لندن حتى هناك أخطاءً شنيعة في الترجمة، وتحاملاً مغرضاً في التعليقات، وهرطقات في المقدمات، وحاول حتى يمنع تداول الطبعة بشراء جميع النسخ المكتشفة وأحراقها علناً في ميدان سانت بول كروس، بيد حتى نسخاً جديدة ظلت ترد من القارة، وعلق مور على ذلك بقوله إذا تونستال كان يمول مطبعة تندال. وخط مور نفسه حواراً مستفيضاً (1528)، انتقد فيه النسخة الجديدة فرد عليه تندال، ورد مور على الرد في "تفنيد" يتألف من 578 صفحة من البتر الكبير. ورأى الملك حتى يخمد الفتنة بمنع قراءة الكتاب المقدس بالإنجليزية وتداوله، إلى حتى تصدر ترجمة معتمدة من ذوي الشأن (1530)، وفي غضون ذلك حرمت الحكومة جميع طبع أوبيع أواستيراد أوحيازة للمؤلفات الهرطقية.

وبعث ولزى بأوامره بالقبض على تندال، إلا حتى فيليب، حاكم لاندجراف هس أسبغ حمايته على المؤلف، وتابع في ماربورج ترجمته للأسفار الخمسة (1530). وترجم الجانب الأكبر من العهد القديم إلى الإنجليزية في أناة، بجهده الخاص أوتحت إشرافه. غير أنه سقط في أيدي الموظفين الإمبراطوريين في لحظة لم يتخذ فيها احتياطاته وسجن لمدة ستة عشر شهراً في فلفورد (قرب بروكسل)، وأعدم في المحرقة (1536) على الرغم من تشفع توماس كرومويل وزير هنري الثامن. وتحدثنا الرواية حتى آخر حدثاته كانت: "رباه، افتح عيني ملك انجلترا(43)" وقد عاش ما يكفي لإتمام رسالته، فالصبي الحارث يستطيع الآن حتى يسمع المبشرين الإنجيليين الآن وهم يروون له بإنجليزية ثابتة واضحة قوية سيرة المسيح الملهمة. وعندما ظهرت النسخة التاريخية المعتمدة (1611) كان 90 في المائة من أعظم ما خط في الأدب الكلاسي الإنجليزي وأشدها تأثيراً كانت لتندال بلا تغيير(44).

وكان موقف ولزى تجاه هذا الإصلاح الديني الإنجليزي الوليد يتسم باللين، كما يمكن حتى يتسقط من رجل على رأس الكنيسة والحكومة على السواء. فاستأجر شرطة سرية لكشف الهرطقة، وفحص الأدب المشكوك فيه والقبض على الهراطقة. غير أنه سعى إلى إغراء هؤلاء بأن يسكتوهم لا حتى يعاقبوهم، ولم يصدر أوامره قط بإرسال هرطيق إلى المحرقة. وفي عام 1528 سجن ثلاثة من طلبة جامعة أكسفورد بتهمة الهرطقة، وهجر أسقف لندن واحداً منهم يموت في الحبس وأنكر آخر ما نطقه وأطلق سراحه، أما الثالث فأخذه ولزى ووضعه تحت رعايته وسمح له بالفرار(45). وعندما ندد هيولاتيمر، أفصح المصلحين المدينيين الأوائل في القرن السادس عشر بإنجلترا، بفساد رجال الدين وطلب أسقف أيلي من ولزى منعه، منح ولزى لاتيمر ترخيصاً بالوعظ في أي كنيسة بالبلاد.

ورسم الكاردينال خطة ذكية لإصلاح الكنيسة. وفي رواية لأسقف برنت أنه كان يحتقر رجال الدين وبخاصة... الرهبان الذين لا يؤدون خدمة للكنيسة أوالدولة، ولكنهم بسبب حياتهم الفاضحة وصمة عار في جبين الكنيسة وحملاً على الدولة. ومن ثم قرر حتى يوقف عدداً منهم ويحولهم إلى مؤسسة أخرى(46). ولم يكن إغلاق دير لا يؤدي وظيفته على ما يرام بالأمر الذي لم يسمع به من قبل، فقد وقع في كثير من الحالات قبل ولزى بأمر صدر من الكنيسة. وبدأ (1519) بإصدار تشريعات لإصلاح القوانين الكنسية نموذجية للغاية. وفوض كاتم سره توماس كرومويل في زيارة الأديار بنفسه أوبواسطة وكلاء له وأن يقدم له تقارير عن الأحوال الموجودة، وأتاحت هذه الجولات التفتيشية مهارة متمرسة لكرومويل في تطبيق أوامر هنري فيما بعد بتقصي الحياة في الأديار بإنجلترا بشدة. وارتفعت الأصوات بالشكوى من قسوة هؤلاء الوكلاء ومن تلقيهم "الهدايا" أوأخذها كرها، وعن مشاطرتهما كرومويل والكاردينال(47) في هذه الهدايا. وحصل ولزى عام 1524 على إذن من البابا كليمنت السابع بإغلاق الأديار التي تضم أقل من سبعة نزلاء وإنفاق دخول هذه الممتلكات على إنشاء كليات. وشعر بالسعادة عندما مكنته هذه الأموال من فتح كلية في موطنه ابسويتش وأخرى في أكسفورد وراوده الأمل في حتى يستمر على هذا المنوال فيغلق المزيد من الأديار عاماً بعد عام ويستبدل بها كليات(48). إلا حتى نياته الطيبة ضاعت في غمرات السياسة، وكانت أعظم نتيجة لإصلاحاته المتعلقة بالأديار هي أنه زود هنري بسابقة جديرة بالإجلال لخطة أبعد مدى، وتدر ربحا حقيقياً أكثر.


السياسة الخارجية

"الكاردينال ولزي") بريشة فنان مجهول، ح.1520. تفصيلة من لوحة زيتية على لوح في معرض الپورتريهات الوطني، لندن.

الحرب مع فرنسا

وفي غضون ذلك كانت سياسة الكاردينال الخارجية قد أدت إلى نتيجة تدعوإلى الأسى. ولعله جاز لإنجلترا بالانضمام إلى شارل في حربه مع فرنسا (1522) لأنه كان يسعى إلى الحصول على تأييد الإمبراطور لترشيحه للبابوية (1521). ومنيت الحملات الإنجليزية بالفشل وتكلفت أموالاً طائلة، وأزهقت فيها أرواح كثيرة.

ونادى ولزى (1523) أول مجلس نيابي في سبع سنوات، لتمويل الجهود الجديدة وصدمه بطلب إعانة مالية لم يسبق لها مثيل قدرها 800.005 جنيه - أي خمس ما يملكه جميع فهماني. واحتج أعضاء مجلس العموم ثم صوتوا على سبع فقط، واحتج رجال الدين بيد أنهم سلموا ولج نصف عام من جميع الصدقات. وعندما وصلت الأنباء بأن جيش شارل قد تغلب على الفرنسيين في بافيا (1525) وأخذ فرانسيس أسيراً. رأى هنري وولزى حتى من الحكمة حتى يسهما في تقطيع أوصال فرنسا الذي يوشك حتى يحدث. ووضعت خطة للقيام بغزوحديث واقتضى الأمر تدبير المزيد من الأموال وخاطر ولزى بآخر ما تظل له من شعبية، بأن طلب من جميع الإنجليز الذين يتجاوز دخلهم 50 جنيهاً (500 دولار) حتى يسهموا بسدس أموالهم في "هبة ودية"، لمتابعة الحرب والوصول بها إلى غاية مجيدة، "ودعونا نتبرع ودياً حتى نمنع شارل من ابتلاع فرنسا بأسرها". وقوبل الطلب بمقاومة انتشرت على نطاق واسع اضطر ولزى إلى حتى يتحول إلى وضع برنامج للسلام. وسقطت معاهدة للدفاع المتبادل مع فرنسا كمحاولة أخرى لاستعادة توازن القوى... ولكن جنود الإمبراطور استولوا عام 1527 على روما وأسروا البابا وبدا حتى شارل قد أصبح وقت ذاك سيد القارة الذي لا يقهر، وقضى على سياسة ولزى القائمة على الصد والتوازن. وانضمت إنجلترا إلى فرنسا عام 1528، في الحرب ضد شارل. وكان شارل ابن أخي كاثرين الأراجونية التي كان هنري شديد الرغبة في الطلاق منها، وكان كليمنت السابع، الذي يستطيع حتى يمنحه لأسباب تتعلق بمصلحة الدولة، أسيراً لشارل بشخصه وسياسته.


طلاق الملك

اتىت كاترين الأراجونية، ابنة فرديناند وإيزابلا إلى إنجلترا عام 1501، وكانت في السادسة عشرة من عمرها وتزوجت (14 نوفمبر) من آرثر البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، وهوأكبر أبناء هنري السابع. ومات آرثر في اليوم الثاني من أبريل عام 1502 وكان المفروض بوجه عام حتى الزوج ذد ولج بزوجته. ومن ثم أوفد السفير الأسباني قياماً بالواجب "أدلة" إلى فرديناند، ولم ينتقل لقب أرثر، أمير ويلز رسمياً إلى شقيقه الأصغر هنري إلا بعد مرور شهرين على وفاة آرثر(49). ولكن كاثرين أنكرت حتى زوجها ولج بها. وقد أحضرت معها صداقاً قدره 200.000 دوكات (5.000.000 دولار) وكره هنري السابع حتى يدع كاثرين تعود إلى أسبانيا ومعها هذه الدوكات، وتلهف على حتى يجدد مصاهرته لفرديناند القوي فاقترح حتى تتزوج كاثرين من الأمير هنري على الرغم من أنها كانت تكبر الصبي بست سنوات. وكانت هناك آية في الكتاب المقدس (سفر اللاويين إصحاح 20 : آية 21) تحرم هذا الزواج:

"وإذا أخذ رجل امرأة أخيه فذلك نجاسة...قد يكونان عقيمين" ومهما يكن من أمر فإن هناك آية أخرى تنص على خلاف ذلك: "إذا سكن إخوة معاً ومات واحد منهم وليس له ابن... أخوزوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة". (سفر التثنية: إصحاح 25 آية 5). واستنكر كبير الأساقفة وارهام الزواج المقترح ودافع عنه الأسقف فوكس الونشستري إذا أمكن الحصول على محلل من البابا للمانع من المصاهرة. وطلب هنري السابع الحصول على المحلل. فمنحه له البابا يوليوس (1503) وجادل بعض خبراء القانون الكنسي في حق البابا في التحلل من مبدأ نص عليه الكتاب المقدس(50) وأكد البعض حقه في هذا، أما يوليوس نفسه فقد راودته بعض الشكوك(51). وأعربت رسمياً الخطبة، وهي في الواقع زواج شرعي - عام 1503، ولما كان العريس لا يزال في الثانية عشرة من عمره فحسب فقد أجلت المعاشرة. وفي عام 1505 طلب الأمير هنري إعلان بطلان الزواج، لأن أباه أكرهه(52) عليه ولكنه أقنع بصحة الزواج على أساس أنه مصلحة إنجلترا.

وفي عام 1509، وبعد ستة أسابيع من ارتقائه العرش احتفل علناً بالزواج. وبعد سبعة شهور (31 يناير سنة 1510) أنجبت كاثرين أول طفل لها، وقد توفي عند الولادة. وأنجبت بعد ذلك بعام ابناً وابتهج هنري بولادة وريث ذكر يصل به سلسلة نسب تيودور، ولكن الطفل توفي بعد بضعة أسابيع وسقط ابن ثان وثالث بعد الولادة مباشرة (1513 و1514). وبدأ هنري يفكر في الطلاق. أوبعبارة أدق في إعلان بطلان الزواج باعتباره غير سليم. وحاولت كاثرين المسكينة مرة أخرى وفي عام 1516 أنجبت طفلة قدر لها حتى تكون الملكة ماري. وأذعن هنري ونطق لنفسه: "إذا كانت هذه المرة ابنة فإن الأبناء يفترض أن يجيئون بعدها(53)" بفضل الله ومنه. وفي عام 1518 أنجبت كاثرين ابناً آخر ولد ميتاً. واشتدت خيبة أمل الملك والبلاد لأن ماري البالغة من العمر عامين، كانت قد خطبت إلى ولي عهد فرنسا، وإذا لم يرزق هنري بولد فإن ماري يفترض أن ترث العرش الإنجليزي، وعندما يصبح زوجها ملكاً على فرنسا فإنه سيكون في الواقع ملكاً على إنجلترا أيضاً، وتصبح بريطانيا مقاطعة تابعة لفرنسا، وكان دوقات نورفولك وبكنجهام تداعبهم الآمال في حتى يزيحوا ماري ويضمنوا التاج لأنفسهم، وأطلق بكنجهام لسانه فاتهم بخيانة البلاد وبتر رأسه (1521)، وعبر هنري عن خوفه من حتىقد يكون حرمانه من إنجاب ولد عقاباً من الله لأنه استخدم محللاً بابوياً(54) من وصية واردة في الكتاب المقدس. وأقسم ليقودن حملة صليبية ضد الأتراك إذا أنجبت له الملكة ولداً. غير حتى كاثرين لم تحمل بعد ذلك. وما حتى حل عام 1525 حتى تخلى عن جميع أمل في الحصول على ذرية أخرى منها.

وكان هنري منذ أمد بعيد قد فقد الميل إليها باعتبارها أنثى. وكان وقتذاك في الرابعة والثلاثين، أي في عنفوان الرجولة الفتية، وكانت في الأربعين وتبدوأكبر من سنها. ولم تكن قط مغرية، والحق حتى سقمها المتكرر، أوما صادفها من سوء الحظ، قد شوه جسدها وأضفى إلى روحها قتامة، وكانت تبز النساء بثقافتها ودماثتها ولكن الأزواج قلما يرون حتى التضلع في الفهم خصلة محمودة في الزوجة. وكانت زوجة صالحة مخلصة، تحب زوجها حباً لا يفوقه إلا حبها لإسبانيا. وكانت ترى نفسها باعتبارها - وكانت كذلك لفترة ما - سفيرة لإسبانيا وكانت ترى حتى إنجلترا يجب حتى تقف دائما في صف فرديناند أوشارل. وفي حوالي عام 1518 اتخذ هنري أول حظية له عهدها بعد الزواج وهي اليزابيث بلاوتد شقيقة مونتجوي صديق أرازموس، وأنجبت له ابناً عام 1519 وأنعم هنري على الصبي بلقب دوق رتشموند وسومرست، وفكر في حتى يقف وراثة الهرش عليه. وفي عام 1524 اتخذ حظية أخرى، هي ماري بولين(55)، والحق حتى سير جورج ثروكمورتون اتهمه في وجهه بالزنا مع أم ماري أيضاً(56). وكان هناك قانون غير مكتوب في ذلك العهد ينص على حتى الملك إذا ما تزوج لأسباب تتعلق بمصلحة الدولة ولم يكن ذلك باختياره، فإن له الحق في حتى ينشد خارج الزواج الغرام الذي فقده في المخدع الشرعي.

وفي عام 1527 أوقبله حول هنري فتنته إلى آن شقيقة ماري. وكان والدهما سير توماس بولين، تاجراً دبلوماسياً حظي منذ وقت طويل بعطف الملك، أما أمهما فكانت من آل هوارد، وهي ابنة الدوق نورفولك. وأوفدت آن إلى باريس لإتمام دراستها فيها، وهناك عينت وصيفة للملكة كلود ثم لمرجريت دي نافار، ولعلها تشربت منها بعض النوازع البروتستانتية. وكان في وسع هنري حتى يراها فتاة طروباً في الثالثة عشرة من عمرها في ميدان كلوث أف جولد، وعندما عادت إلى إنجلترا وهي في الخامسة عشرة من عمرها (1522) أصبحت وصيفة للملكة كاثرين. ولم تكن رائعة الجمال، وكانت قصيرة القامة لها بشرة قاتمة وفم واسع ورقبة طويلة، ولكنها خلبت لب هنري وآخرين غيره بعينيها السوداويين البراقتين وشعرها البني المسترسل ورشاقتها وذكائها ومرحها. وكان لها بعض العشاق المولهين بها، ومنهم توماس ويات الشاعر، وهنري برسي، الذي اصبح فيما بعد أيرل نور ثمبرلاند، واتهمها أعداؤها فيما بعد بأنها كانت متزوجة في السر من برسي قبل حتى تضع أنظارها على الملك، إلا حتى الدليل لم يكن قاطعا(57). ولا نعهد متى بدأ هنري يطارحها الغرام وأقدم رسائل الحب الباقية التي خطها لها ترجع فيما يرجح إلى يوليه عام 1527. ما هي العلاقة بين هذه السيرة الغرامية والتماس هنري الحكم ببطلان زقابل،يا ترى؟ مما لا جدال فيه أنه قد فكر في هذا الأمر في وقت يرجع إلى عام 1514 عندما كانت آن فتاة في السابعة من عمرها. ويبدوأنه طرح الفكرة جانباً حتى عام 1524، عندما كف عن مباشرة علاقاته الزوجية مع كاثرين، وفقاً لروايته(58). وأقدم إجراءات سجلت ببطلان الزواج اتخذت في مارس عام 1527، بعد تعهد هنري بآن بوقت طويل، وفي الوقت الذي حلت فيه محل شقيقتها في أحضان الملك، والظاهر حتى ولزى كان لا يفهم شيئاً عن أي نية للملك في الزواج من آن عندما مضى في يوليوعام 1527 إلى فرنسا لإعداد العدة للزواج بين هنري ورينيه، ابنة لويس الثاني عشر التي سرعان ما أثارت حركة بروتستانتية في إيطاليا. وأول إشارة لما انتواه هنري وردت في خطاب أوفده يوم 16 أغسطس سنة 1527 السفير الإسباني إلى شارل الخامس يبلغه فيه حتى هناك اعتقاداً عاماً في لندن بان الملك إذا حصل على "طلاق" فإنه يفترض أن يتزوج "إبنة سير توماس بولين(59)" ولم يكن هذا يعني ماري بولين لأن هنري وآن كانا يعيشان في شقتين متجاورتين تحت نفس القف في جرينوتش(60) عند حلول نهاية عام 1527. وقد نستنتج من هذا حتى هنري سارع بطلب بطلان الزواج على الرغم من أنه يصعب حتى ينطق إذا السبب في ذلك هوافتتانه بآن. وكان السبب الأساسي رغبته في الحصول على ولد يمكن حتى ينقل إليه العرش مع شيء من الثقة في خلافة هادئة. وكانت إنجلترا بأسرها تشاطره ذلك الأمل. وتذكر الناس في فزع السنوات الكثيرة (1454-85) التي نشبت فيها الحرب بين بيتيورك ولانكاستر على التاج، ولك يكن قد مضى على ظهور أسرة تيودور غير اثنين وأربعين عاماً في سنة 1527، وكان حقها قي العرش مشكوكاً فيه، ولم يكن في وسع أحد حتى يصل حبل الأسرة الحاكمة دون منازع إلا ولد شرعي ينحدر مباشرة من صلب الملك، ولولم يلتقِ هنري قط بآن بولين فإنه كان قميناً بأن يرغب في الحصول على طلاق وزوجة ولود بصورة مقبولة. ولا شك أنه يستحق هذا.

واتفق ولزى مع الملك في هذا الموضوع وأكد له أنه يمكن الحصول على قرار من البابا ببطلان الزواج، وكانت سلطة البابا في منح مثل هذا الانفصال أمر مقبول بوجه عام، كإجراء حكيم لتلبية مثل هذه الضرورات الوطنية تماماً، ويمكن تقديم سوابق كثيرة. بيد حتى تقدير الكاردينال المشغول لم يعمل حساباً لتطويرين بغيضين: فهنري لم يكن يريد رينيه بل كان يريد آن وبطلان الزواج يفترض أن يصدر من بابا، كان عندما وصلته المشكلة، أسيراً لإمبراطور، كان لديه أكثر من سبب لمناصبة هنري العداء، وربما كان شارل حرياً بأن يعارض بطلان هذا الزواج ما دامت عمته تقاومه، وكان يعارض أكثر لوعقد زواج جديد، كما دير ولزى، بربط إنجلترا بحلف قوي مع فرنسا. ولم يكن السبب الأولي للإصلاح الديني الإنجليزي هوجمال آن بولين الصاعد، بل الرفض العنيد الذي بدا من كاثرين وشارل في إدراك عدالة رغبة هنري في الحصول على ولد. واشهجرت الملكة الكاثوليكية مع الإمبراطور الكاثوليكي والبابا الأسير في انفصال إنجلترا عن الكنيسة. ولكن السبب النهائي للإصلاح الديني الإنجليزي لم يكن طلب هنري بطلان الزواج بقدر ما كان من ازدياد شأن الملكية الإنجليزية وبلوغها درجة من القوة جعلتها قادرة على حتى ترفض التسليم بسلطة البابا في التدخل في شئون انجلترا، وتحكمه في مواردها.

وأكد هنري حتى رغبته العارمة في الحصول على بطلان الزواج إنما نادى إليها جبربيل دي جرامون الذي أقبل إلى إنجلترا في فبراير عام 1527 لمناقشة الزواج المقترح بين الأميرة ماري والأسرة الملكية الفرنسية. فقد أثار جرامون، كما يروي هنري، سؤالاً عن شرعية بنوة ماري، على أساس حتى زواج هنري بكاثرين قد يحدث غير سليم باعتباره مخالفة لأحد نواهي الكتاب المقدس ولا يستطيع البابا حتى يمحوها. افترض البعض حتى هنري لفق السيرة(61)، ولكن ولزى رددها وأبلغت إلى الحكومة الفرنسية (1528)، ولم ينكرها، بقدر ما معروف جرامون، وجاهد جرامون لإقناع كليمنت بأن طلب هنري بطلان الزواج أمر عادل، وأبلغ شارل سفيره في إنجلترا (29 يوليوسنة 1527) أنه كان ينصح كليمنت برفض التماس هنري.

وبينما كان ولزى في فرنسا ابلغ على وجه التحديد بأن هنري لا يرغب في الزواج من رينيه بل يريد الزواج من آن. واستمر يعمل للحصول على البطلان، ولكنه لم يخفِ اكتئابه بسبب اختيار هنري. وتجاوز الملك حاجبه في خريف عام 1527، وبعث بكاتم سره وليام نايت لتقديم ملتمسين للبابا الأسير، الأول يتضمن حتى كليمنت، إذ يتعهد على صحة زواج هنري الذي تكتنفه الشكوك وافتقاره إلى ذرية من الذكور وكراهية كاثرين للطلاق، يجب حتى يسمح لهنري بالاحتفاظ بزوجتين. وأصدر الملك أمراً في آخر لحظة أثنى نايت عن تقديم هذا الاقتراح، وكانت جرأة هنري قد خمدت ولابد أنه ذهل، عندما تلقى، بعد ثلاث سنوات، خطاباً من جيوفاني كاسالي أحد وكلائه في روما، مؤرخاً في 18 سبتمبر سنة 1530 يقول فيه: "منذ بضعة أيام اقترح على البابا سراً حتى يأذن لجلالتك باتخاذ زوجتين(62)". وكان ملتمس هنري الثاني لا يقل غرابة، على البابا حتى يمنحه محللاً للزواج من امرأة كان للملك علاقات جنسية مع أختها(63). ووافق البابا على هذا بشرط حتى يعلن بطلان الزواج بكاثرين إلا أنه لم يكن على استعداد لإعلان بطلان هذا الزواج. وكان كليمنت لا يخشى شارل فحسب بل كان ينفر من القاعدة التي تقضي بأن أحد البابوات السابقين قد ارتكب خطأ جسيماً بإعلان صحة الزواج. وتلقى في نهاية عام 1527 ملتمساً ثالثاً - بأنه يجب حتى يعين ولزى قاصداً رسولياً آخر لعقد محكمة في إنجلترا تسمع الدليل وتحكم بصحة زواج هنري بكاثرين. وأذعن كليمنت (13 أبريل سنة 1528)، وعين الكاردينال كامبيجيولعقد جلسة مع ولزي في لندن ووعد - في منشور بابوي لا يطلع عليه سوى ولزى وهنري - حتى يؤيد أي قرار يتخذه المندوبان البابويان(64). وربما كان لانضمام هنري إلى فرانسيس (يناير سنة 1528) في إعلان الحرب على شارل وتعهدهما بتحرير البابا قد أثر في إذعان البابا.

واحتج شارل وأوفد إلى كيمنت نسخة من وثيقة ادعى أنها وجدت في المحفوظات الأسبانيّة، وفيها أكد يوليوس الثاني صحة المحلل الذي اقترح هنري وولزى بطلانه. وتعجل البابا، وهولا يدر يما يعمل ولا يزال أسيراً لشارل، فأوفد تعليمات إلى كامبيجوبألا ينطق بحكم قبل حتى يحصل على تفويض صريح من الآن فصاعداً... فإذا ألحق بالإمبراطور ضرر كبير، فإن جميع أمل في السلام العالميقد يكون قد تبدد ولا تستطيع الكنيسة حتى تنجومن الخراب التام لأنها تخضع خضوعاً كاملاً لسلطات أتباع الإمبراطور... أجل بقدر الإمكان(65").

وعند وصول كامبيجوإلى إنجلترا (أكتوبر سنة 1528) حاول حتى يحصل على موافقة كثرين بالاعتزال في دير للراهبات، فوافقت بشرط حتى يحلف هنري أيمان الرهبان. ولكن لم تكن هناك أمور أبعد عن ذهن هنري من الفقر والخضوع والعفة، ومهما يكن من أمر فإنه اقترح حتى يحلف هذا الأيمان إذا وعد البابا يحله منها عند الطلب ورفض كامبيجيوحتى ينقل هذا الاقتراح إلى البابا وأبلغه بدلاً من ذلك (فبراير سنة 1529) بعزم الملك على الزواج من آن. وخط يقول: "إن هذه العاطفة أمر خارق للعادة أنه لا يرى شيئاً ولا يفكر في شيء سوى حبيبته آن، إنه لا يستطيع حتى يستغني عنها ساعة واحدة. وإني لأشعر بالإشفاق عليه عندما أرى حتى حياة الملك واستقرار وسقوط البلاد بأسرها تتوقف على هذه المسألة وحدها(66)".

وحدثت تغيرات في الموقف الحربي جعلت البابا يتحول أكثر فأكثر ضد اقتراح هنري. وفشل الجيش الفرنسي، الذي كان هنري قد ساعده بتمويله، في حملته الإيطالية، وهجر البابا في حالة اعتماد كلي على الإمبراطور. وطردت فلورنسا حكامها من آل مديتشي - وكان كليمنت مخلصاً لتلك العائلة مثله في ذلك مثل شارل الذي كان مخلصاً لآل هابسبورج.

وانتهزت (فينيسيا) البندقية فرصة عجز البابا لكي تنتزع رافتا من الولايات البابوية، فمن كان وقتذاك يستطيع حتى ينقذ البابوية سوى آسرها،يا ترى؟ ونطق كليمنت "لقد استقر رأيي تماماً على حتى أصبح من أنصار النظام الإمبراطوري، وسوف أعيش وأموت وأنا متمسك بهذا الرأي(67)". وسقط في التاسع والعشرين من يونيه معاهدة برشلونة، وبمقتضاها وعد شارل بإعادة فلورنسا لآل مديتشي ورافنا للبابوية والحرية لكليمنت، ولكن على شريطة ألا يوافق كليمن مطلقاً على بطلان زواج كاترين إلا برضا كاترين وإرادتها الحرة.

وسقط فرانسيس الأول في الخامس من أغسطس معاهدة كامبراي التي سلمت في الواقع إيطاليا والبابا للإمبراطور.

وفي 31 مايوافتتح كامبيجيومع ولزى المحكمة المختصة بالقاصد الرسولي للنظر في الالتماس المقدم من هنري، بعد حتى أجل افتتاحها لأطول مدة ممكنة. واستغاثت كاترين بروما، وأبت حتى تعترف باختصاص المحكمة. ومهما يكن من أمر فإن كلاً من الملك والملكة حضرا يوم 31 يونيه. وخرت كاترين على ركبتيها أمامه وتوسلت إليه بحدثات مؤثرة حتى يستأنفا حياتهما الزوجية. وذكرته بأعمالها الكثيرة وإخلاصها التام، وصبرها على لهوه خارج الأسوار، وأقسمت حتى الله يشهد على أنها كانت عذراء عندما تزوجها هنري، وتساءلت أي شيء صنعته أساءت به إليه(68)،يا ترى؟ فأنهضها هنري وأكد لها أنه لم يكن هناك ما يتمناه بحماسة أكثر التوفيق في زقابلما وأوضح لها حتى الأسباب التي حملته على طلب الانفصال ليست شخصية، بل أملتها عليه مصلحة الأسرة المالكة والأمة. ورفض استغاثتها بروما على أساس حتى الإمبراطور يسيطر على البابا، فانسحبت وهي تبكي، ورفضت حتى تشهجر بعد ذلك في الإجراءات القضائية. وتحدث الأسقف فيشر مدافعاً عنها ومن ثم اكتسب عداوة الملك. وطالب هنري بصدور قرار من المحكمة وتحايل كامبيجيوعلى المماطلة في إصدار الحكم وأخيراً (23 يوليوسنة 1529) أجل المحكمة إلى العطلة الصيفية. وألغى كليمنت القضية وحولها إلى روما لكي يجعل التردد أشد حسماً.

واستشاط هنري غضباً وشعر بأن كاترين عنيدة بصورة غير معقولة، فرفض حتى تربطه بها أية علاقة بعد ذلك، وأخذ يقضي ساعات لهوه علناً مع آن وربما ترجع إلى هذه الفترة معظم رسائل الحب السبع عشرة التي نقلها كامبيجيوسراً من إنجلترا(69) والتي تحتفظ بها مخطة الفاتيكان بين ذخائرها الأدبية. ويبدوحتى آن المجربة التي خبرت أساليب معاملة الرجال والملوك لم تمنحه إلا تشجيعاً ودغدغة تثير عواطفه، وشكت وقتذاك من حتى شبابها يضيع في الوقت الذي يتوانى فيه الكرادلة الذين لم يستطيعوا حتى يدركوا رغبة عذراء في الظفر برجل ميسور عن اعتراف بحق هنري في حتى يتوج الرغبة برباط الزواج. ولامت ولزى لأنه لم يتعجل البت في طلب هنري بعزم أشد وبلاغ أسرع، وشاركها الملك استياءها.

وقد بذل ولزى جميع ما في وسعه وإن كان يعارض الأمر بكل جوارحه. وكان قد ارسل بالمال إلى روما لرشوة الكرادلة(70) ولكن شارل كان قد أوفد بدوره مالاً وجيشاً علاوة على هذا. بل إذا الكردينال كان قد أغضى عن فكرة التزوج من اثنتين(71) كما عمل لوثر بعد بضع سنوات. ومع ذلك عهد ولزى حتى آن وأقرباءها من ذوي النفوذ يقومون بمناورة لإسقاطه. وحاول حتى يهدئ من تأثيرها بالأطعمة اللذيذة والهدايا الثمينة، غير حتى عداءها كان يزداد حدثا طال العهد على إصدار قرار ببطلان الزواج. وتحدث عنها فنطق: "إنها العدوالذي لم تكتحل عيناه قط بالنوم، ولم يكف عن الدرس والتصور معاً، في النوم واليقظة على السواء، للقضاء المبرم عليه(72)". وتنبأ بأن البطلان لومنح فغن آن يفترض أن تصبح ملكة وتقضي عليه، وأنه لولم يمنح ذلك القرار فإن هنري يفترض أن يستغني عنه باعتباره رجلاً فاشلاً. ويطلب محاسبته على ادارته، حساباً مالياً دقيقاً مفصلاً.

وكان لدى الملك مسببات كثيرة لعدم الرضى عن حاجبه، فقد فشلت السياسة الخارجية وأثبتت حتى التحول من صداقة شارل إلى الحلف مع فرنسا قد أدى إلى عواقب وخيمة.

ولم يكن في إنجلترا وقتذاك أمرؤ يقول حدثة طيبة في صالح الكاردينال الذي تمتع يوماً بسلطة مطلقة، فقد كان رجال الدين يكرهونه بسبب حكمه المطلق، وكان الرهبان يخشون حتى يشهدوا مزيداً من حل الأديار، والعامة يبغضونه لأنه أخذ أبناءهم وأموالهم لشن حروب لا طائل من ورائها، والتجار يمقتونه لأن الحرب مع شارل عاقت تجارتهم مع الفلاندرز، والأشراف يكرهونه بسبب ما انتزعه منهم ظلماً، ولكبريائه الطارئة وثروته التي تضاعفت سريعاً. وأبلغ بعض الأشراف السفير الفرنسي (17 أكتوبر سنة 1525) بقولهم انهم "ينوون" عندما يموت ولزى أويقضى عليه حتى يتخلصوا من الكنيسة ويتلقوا أموال الكنيسة وولزى معاً(73). واقترح القماشون في كنت حتى يوضع الكاردينال في قارب يتسرب منه الماء، ويهجر لتتقاذفه الأمواج في البحر(74).

وكان هنري أشد دهاء. وفي اليوم التاسع من أكتوبر سنة 1529 أصدر أحد وكلائه أمراً قضائياً باستنادىء ولزى للمثول أمام قضاة الملك، للرد على اتهام بأن أعماله كقاصد رسولي قد خالفت قانون الخضوع لسلطة التاج (1392)، الذي يقضي بمصادرة أموال أي إنجليزي يأتي بالخط البابوية إلى إنجلترا. ولم يختلف الموقف لأن ولزى كان قد كفل سلطة القاصد الرسولي بناء على طلب الملك(75)، وأنه استخدمها بخاصة لصالح الملك. وادرك ولزى حتى قضاة الملك يفترض أن يدينونه فأوفد إلى هنري امتثالاً ذليلاً، يعترف بفشله ويلتمس حتى يتذكر الملك أيضاً خدماته وآيات ولائه. ثم غادر لندن في ننطقة مائية سارت في نهر التيمس. وتلقى في بوتنى رسالة رقيقة من الملك. وجثا على الطين في شكر بائس وحمد الله. واستولى هنري على المحتويات الثمينة في قصر كاردينال في هويتهول إلا أنه جاز له بالاحتفاظ بمنصب رئيس أساقفة يورك وبأموال شخصية تكفي احتياجات 160 جواداً تجر 72 عربة إلى مقره الأسقفي(76). وخلف الدوق نورفولك ولزى في رئاسة الوزارة وخلفه مور في منصب الحاجب (نوفمبر سنة 1529).

واقبل الكاردينال الذي جرد من سلطاته، على عمله، كبير أساقفة، في ورع ومثالية، وأخذ يزور أبرشياته بانتظام ويدبر ترميم الكنائس، ويعمل قاضياً موثوقاً به للتحكيم. وتساءل رحل من يوركشاير: "مَن كان أقل نصيباً من الحب في الشمال من مولاي الكاردينال قبل حتى يعيش بينهم،يا ترى؟ ومَن كان محبوباً أكثر بعد حتى عاش هناك فترة ما(77)؟" بيد حتى الطموح استيقظ في أعماقه مرة أخرى وسكن روعه من الموت وخط خطابا ليوستاس شابويس سفير الإمبراطور في إنجلترا، وضاعت هذه الخطابات، بيد حتى هناك تقريراً من شابويس إلى شارل ورد فيه: "لدي خطاب من طبيب الكاردينال يقول إني سيده... رأى حتى على البابا حتى يمضي قدماً في إجراءات لوم أشد ويستدعي الجيش الفهماني(78)". أي الحرمان من غفران الكنيسة والغزووالحرب الأهلية.

وفهم نورفولك بهذه الرسائل المتبادلة وقبض على طبيب ولزى وانتزع منه، بوسائل لم تعهد على وجه التحقيق، اعترافاً بأن الكاردينال قد أشار على البابا بحرمان الملك من غفران الكنيسة. ولا نعهد هل كان السفير أوالدوق هوالذي ابلغ صدقاً عن الطبيب، أوهل كان الطبيب هوالذي ابلغ حقاً عن الكاردينال، وعلى أية حال فإن هنري أوالدوق أمر بالقبض على ولزى.

واستسلم في هدوء (4 نوفمبر سنة 1530) وودع أسرته وانطلق إلى لندن. وأصيب في شيفلد بارك بدوزنتاريا شديدة ألزمته الفراش. وهناك اقبل جنود الملك يحملون أوامر باقتياده إلى البرج. واستأنف رحلته، ولكن بعد مضي يومين من الركوب بلغ من الضعف حداً جعل حارسه يسمح له بأن يلزم الفراش في دير ليسيستر. وغمغم أمام ضابط الملك سير وليام كنجستون بالحدثات التي نقلها كافنديش واقتبسها شكسبير "لوأنني خدمت الله بإخلاص عثر كما خدمت الملك لما أسلمني في شيخوختي(79)". ومات ولزى بالغاً من العمر خمسة وخمسين عاماً في دير ليسيستر يوم 29 نوفمبر سنة 1530.


الهامش

  1. ^ "Alastair Armstrong, Henry VIII: Authority, Nation and Religion 1509–1540"
  2. ^ Oxford Dictionary National Biography, Thomas Wolsey.
  3. ^ . Books.google.com. 16 July 2007. Retrieved 25 June 2009.

وصلات خارجية

  • Cardinal Wolsey's grave at FindAGrave Thomas Wolsey (1475 - 1530) - Find A Grave Memorial
مناصب سياسية
سبقه
William Warham
Lord High Chancellor
1515–1529
تبعه
Sir Thomas More
ألقاب الكنيسة الكاثوليكية
سبقه
William Smyth
Bishop of Lincoln
1514
تبعه
William Atwater
سبقه
Christopher Bainbridge
Archbishop of York
1514–1530
تبعه
Edward Lee
سبقه
Adriano Castellesi
Bishop of Bath and Wells
1518–1522
تبعه
John Clerk
سبقه
Thomas Ruthall
Prince-Bishop of Durham
1523–1529
تبعه
Cuthbert Tunstall
سبقه
Richard Foxe
Bishop of Winchester
1529–1530
تبعه
Stephen Gardiner

نطقب:Bishops and Archbishops of York نطقب:Bishops of Durham

تاريخ النشر: 2020-06-07 08:38:51
التصنيفات: Use dmy dates from March 2011, مقالات تستعمل قوالب صيانة غير مؤرخة, 1471 births, 1530 deaths, 15th-century English people, إنگليز القرن 16, 16th-century Roman Catholic archbishops, Archbishops of York, Bishops of Durham, Bishops of Lincoln, Bishops of Winchester, Bishops of Bath and Wells, Deans of York, British and English royal favourites, English cardinals, كاثوليك إنكَليز, Founders of English schools and colleges, Lord Chancellors of England, Old Ipswichians, Old Waynfletes, People associated with Christ Church, Oxford, People from Ipswich, Tudor bishops, خريجو جامعة أكسفورد, Canons of Windsor, Blue plaques

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حكم قضائي بطرد هواتف «أوبو» من ألمانيا تعرف على الأسباب

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 15:24:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

محلل أمريكي يتطرق لخيارات بوتين بعد تفجير جسر جزيرة القرم

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 15:24:22
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

الولايات المتحدة تنفق رقما فلكيا على دواء “السلاح النووي”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 18:15:35
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 40%

الصحة العالمية: إفريقيا الأعلى عالميا في معدلات الانتحار

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 18:15:42
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 49%

أزمة الوقود تفجر غضب الفرنسيين + فيديو

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 18:15:29
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 48%

حامل اللقب ووصيفه في مجموعة واحدة.. نتائج قرعة تصفيات يورو 2024

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 18:15:48
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 38%

انطلاق فعاليات المهرجان المغاربي الـ11 للفيلم بوجدة + فيديو

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 18:15:33
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 50%

“جون أفريك” تكشف عدد طلبات التأشيرة التي رفضتها فرنسا للمغاربة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 18:15:31
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 43%

الفورميلا 1.. فيرستابن بطلا للعالم للمرة الثانية على التوالي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 15:24:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

وجدة.. انطلاق الدورة 11 للمهرجان المغاربي للفيلم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 15:24:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

وجدة.. انطلاق الدورة 11 للمهرجان المغاربي للفيلم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-09 15:24:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية