أمية

جزء من سلسلة في
القراءة
معلومات عامة

فهم القراءة والكتابة • الأمية • محوالأمية
فهم العائلة للقراءة • الأمية الوظيفية
بريل

الأنواع

قراءة دقيقة • قراءة تسليمية
التصفح السريع • قراءة بطيئة
قراءة سريعة • Subvocalized

تفهم القراءة

استعداد للقراءة
اكتساب القراءة • الفهم
عسر القراءة • صعوبة القراءة
National Reading Panel • تهجي

تدريس القراءة

تعليم القراءة • التعليم السماعي
الحروف الأبجدية
Basal reader • Decodable text
Research-based reading instruction
اللغة الكاملة • جدال فهم المنهج

قوائم

التقييمات • المطبوعات
المواضيع • العلاجات
قصيدة أحمد شوقي في التعليم والمفهم

    
أطفال يقرءون.

الأمية هي عدم فهم القراءة والكتابة بأي لغة كانت وفي سن معين. ويختلف مفهوم عدم فهم القراءة والكتابة باختلاف المجتمعات لدرجة حتى بعض الدول المتطورة تعتبر الأمي من لا يسمح له القدر الذي يعهده من القراءة والكتابة بالتعامل مع الإعلام الآلي.

أنواع الأمية

  • الأمية الأبجدية: وتعني عدم فهم القراءة والكتابة والإلمام بمبادئ الحساب الاساسية ويعهد الإنسان الأمي بانه جميع فرد بلغ الثانية عشرة من عمره ولايلم الماما كاملا بمبادئ القراءة والكتابة والحساب بلغة ما ولم يكن منتسبا آلي مدرسة آومؤسسة تربوية وتعليمية.
  • الأمية الحضارية: وتعني عدم مقدرة الاشخاص المتفهمين على مواكبة معطيات العصر الفهمية والتكنولوجية والفكرية والثقافية والفلسفية الايديولوجية والتفاعل معها بعقلية دينامية قادرة على فهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بشكل ابداعي فعال يحقق الانسجام والتلاؤم مابين ذواتهم والعصرالذي ينتيبون أليه مؤمنين في ذات الوقت بمجموعة من العادات والتنطقيد والمعتقدات الفكرية والممارسات السلوكية والمبادئ والمثل الاستاتيكية الجامدة التي تتعارض وطبيعة الحياة المتجددة على الدوام والتوافق

وتنقسم الأمية الحضارية من حيث المبدأ إلى عدد غير قليل من الاقسام والفروع الرئيسية فتندرج تحت لوائها – الأمية الثقافية – الأمية الفهمية – الأمية التكنولوجية – الأمية الفنية – الأمية الجمالية – الأمية الصحية – الأمية العقائدية.

معدلات فهم القراءة والكتابة في العالم حسب البلد


مفهوم جديد

وقد أدى التطور في مجال الفهم والتكنولوجيا إلى ظهور مفاهيم جديدة تتجاوز المصطلح التقليدة للأمية إلى تعريف الأمي في بعض البلدان بإنه ذلك الشخص الذي لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر مثلا. وهناك ما يسمى بالأمية الثقافية ، بل يطلق بعضهم تعبير ( أمية المتفهمين) وهي حالة أولئك الحاصلين على شهادات تعليم عام وربما تعليم جامعي ولكنهم مع ذلك لا يجيدون قواعد القراءة والكتابة السليمتين، كما ينبغي لأشخاص تجاوزوا هذه الفترة، وهناك ما يسمى "الأمية التقنية" ويقصد بها غياب المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الآلات والأجهزة والمخترعات الحديثة وفي مقدمتها الكمبيوتر.

وقد ميز المؤتمر الدولي الرابع لتعليم الكبار الذي عقد بباريس عام 1985 بين نوعين من الأمية هما الأمية الوظيفية والأمية الاجتماعية ، وتم ربط محوالأمية بتعليم الكبار ، باعتبار محوالأمية خطوة أساسية أولى لعملية تعليم الكبار في التعليم غير النظامي، فبدون محوالأمية لن يستطيع الأفراد الأميون حتى يصبحوا عناصر نشطة وحيوية في مجتمعهم، ولن يساعدوا على جعله في وضع أفضل. ولعله من المناسب حتى ننبه إلى عدم الخلط بين كثير من العبارات في هذا الجانب. ونذكر في هذا المقام ببعض التعريفات لمصطلحات تتردد في مجال محوالأمية وتعليم الكبار مثل" التعليم غير النظامي" والذي يقصد به أي نشاط تعليمي منهجي يجري خارج إطار التعليم النظامي، بغرض تقديم أنواع مختلفة من التعليم لمجموعات خاصة من السكان الكبار منهم والصغار، وهذا يختلف عن مصطلح" محوالأمية الاجتماعية" أوالأبجدية كما هوالشائع ويقصد به برامج تعليمية تكون وسيلة لتحقيق قدر أكبر من إجادة الحدثة المكتوبة، وهي ليست مجرد عملية تفهم مهارات القراءة والكتابة والحساب فقط بل هي عملية تسهم في تحرير الإنسان من التخلف والعمل من أجل تنميته. وتوجد الظروف الملائمة للفرد لكي يكتسب الوعي بحقوقه وتنمية مجتمعه، بينما "تعليم الكبار" فهوالتعليم الذي يقدم لأولئك الذين أنهوا الدورة الأولى للتعليم الذي بدأوه وهم في سن الطفولة، وأولئك الذين لم يسبق لهم حتى مروا بتلك الدورة الأولى ويأخذ هذا النوع من التعليم شكل التعليم المهني والفني والتقني، والثقافية الإرشادية والسكانية والصحية والبيئية وحقوق الإنسان. وتعليم المهارات الإنمائية، وهناك ما يسمي ب"محوالأمية الوظيفي" وهومرادف لتعليم الكبار، ألا أنه إضافة إلى حتى هذا التعليم يغرس في الدراسيين الكبار مهارات التعليم فإن مهمته أيضا مساعدة العاملين أوالعمل في تحقيق قدر أكبر من إجادة مهنهم وزيادة معلوماتهم النظرية والتطبيقية، وتحقيق تقدمهم في أعمالهم، وتشجيعهم على مواصلة التعليم. وتتلخص مراحل التعليم غير النظامي في مجال محوالأمية وتعليم الكبار في عمليتين هما: التربية الأساسية أوالتعليم الأساسي أوالأوّلي للكبار، وهوالحد الأدنى من التعليم الذي ينبغي حتى يحصل عليه الفرد، كالقراءة والكتابة والحساب، والمهارات الاجتماعية والحياتية، وفهم حياة المجتمع المحلي، وهوأمر ضروري لتحقيق المشاركة المسؤولة في المجتمع.. والفترة الثانية هي التعليم في فترة المتابعة، وتلي الفترة التي تم فيها الحصول على الحد الأدنى الأوّلي من مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتتضمن هذه الفترة السابقة. وينبغي حتىقد يكون الدارس في نهاية هذا الفترة وصل إلى مستوى من القدرة على المضي قدما، والقيام بدور فاعل في عملية التنمية المتواصلة والسيطرة على بيئته عن طريق تفهم أسلوب اتخاذ القرار.

المعركة ضد الأمية

لقد كانت معضلة الأمية من بين أكثر القضايا الكبرى التي شغلت المجتمع الإنساني المعاصر خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها تفكير ثوري لتغيير أوضاع المجتمعات، حيث تتطلب وتيرة التغيير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية -إلى الأفضل- تغييرا في أحوال القوى المحدثة للتغيير، وهذه القوى هي الأفراد الإنسانيين، الذين عثر أنهم لن يتمكنوا من إحداث التغيير إلا إذا ما تغيرت قدراتهم إلى مستوى شروط إحداث هذا التغيير في المجتمع. وأولى المراحل في هذا المجال تبدأ عادة بالتعليم وتحرير الإنسان من الأمية وحمل مستوى الوعي والفهم. وكما نطق جيمس برساند" قبل أكثر من 70 عاما إذا ابتكار الكتابة كان له أعظم تأثير في رقي النوع الإنساني، وهوأعظم من أي إنجاز فكري آخر في تاريخ حياة الإنسان إذا فهم القراءة والكتابة تعتبر ضرورة للتقدم الإنساني، فقد كانت كثيراً من البلدان المتطورة تقوم بتطبيق حملات لمحوالأمية على أمل حتى تحسن بذلك أداءها الاقتصادي، وينظر إلى هذه الحملات في الوقت نفسه باعتبارها استثمارات عائدها المتسقط هوتحسن المعيشة. وفي هذا الاتجاه ظهرت كثير من التدابير على المستويات العالمية والإقليمية الوطنية للقضاء على الأمية من خلال تطبيق برامج محوالأمية وتعليم الكبار لتمكين الأميين ومساعدتهم على تحسين معارفهم ومؤهلاتهم التقنية والمهنية، ليسلكوا بها سبيلا جديدا لتلبية حاجاتهم وحاجات مجتمعهم.

لقد نشأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والفهم والثقافة ( اليونسكو) عام 1946 م ورغم حتى وظائفها ذات ارتباط بمختلف قضايا العلوم والتربية والثقافة إلا أنها منذ عام 1949 جعلت قضية محوالأمية وتعليم الكبار أظهر أوابرز القضايا التي اهتمت بها أكثر من أي مجال آخر.. واحتلت مهمة محوالأمية وتعليم الكبار مكانة عالية في أولويات الدول.. فقد تقلصت نسبة الأمية بين السكان على المستوى العالمي من 51% عام 1950 إلى أقل من 20% حاليا، ولكن هذا النجاح الذي تظهره الأرقام على المستوى العالمي لم يتحقق بقدر متوازن في جميع البلدان.

وعند عودتنا إلى تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكذلك تقرير البنك الدولي لعام 2001 م لا حظنا حتى هناك 16 دولة من دول العالم اليوم قد تخلصت من الأمية نهائيا، و73 دولة أخرى تراوحت نسبة السكان الأميين فيها بين 1% و19% من إجمالي سكان تلك الدول، بينما هناك 22 دولة فقط ظلت نسبة الأمية فيها مرتفعة إلى أكثر من 50% وتقع 13 دولة منها في القارة الأفريقية جنوب الصحراء، وتحتل النيجر المرتبة الأولى في هذه المجموعة حيث يمثل الأميون فيها 86% من إجمالي السكان.

الإنفاق على التعليم

في جانب الإنفاق على التعليم يشار عادة إلى ازدياد نسبة هذا الإنفاق من إجمالي النفقات الحكومية سنويا كمؤشر على تحسن خدمات التعليم. والحقيقة حتى الإنفاق السخي على التعليم يعد ضروريا لتحسين وضع التعليم والحالة التعليمية للسكان عموما ولكن الإنفاق الضخم على التعليم يعد عنصرا واحدا من مجموعة عناصر كثيرة مؤثرة في تحسين خدمات التعليم وحمل كفاءته كالمناهج والمفهمين وطرق ووسائل التعليم والدليل على ذلك حتى دولا مثل اليمن وموريتانيا والمغرب هي من أكثر الدول العربية التي تخصص للتعليم في ميزانياتها نسبة كبيرة من إجمالي الإنفاق الحكومي السنوي فيها، حيث يتراوح بين 18-23% من إجمالي الإنفاق في معظم السنوات المالية، لكن هذه الزيادة لا تعكس تحسنا في خدمة التعليم ونعتقد حتى ذلك يرجع إلى سببين أساسيين الأول هوحتى الإنفاق مهما كان مرتفعا يعد عنصرا غير كاف لتحسين التعليم أوحمل كفاءته إذا غابت العناصر الأخرى المتعلقة بكفاءة التعليم من حيث التوزيع العادل للخدمة التعليمية وتعميمها للأفراد أينما وجدوا وبمختلف فئاتهم، ومن حيث المناهج التعليمية والمفهمين وأساليب وطرائق التعليم. والسبب الثاني يتعلق بكشف الغموض في العلاقة بين ازدياد نسبة الإنفاق على التعليم وبقاء حالة التعليم متدنية أيضاً، فارتفاع نسبة الإنفاق لا تمثل شيئا ذا قيمة بالنسبة للقيمة العملية في السوق لذلك الإنفاق نتيجة التضخم، كذلك فإن نحو90% من هذه الإنفاق كما في اليمن مثلا يلتهمه باب الأجور، كما تظهر ضآلة قيمة ذلك الإنفاق إذا ما قورن بالناتج الملحي الإجمالي أوالناتج القومي الإجمالي ففي حالة مثل اليمن يقدر الإنفاق على التعليم بنحو6.1% من الناتج القومي وقد أنفقت دولة عربية أخرى مثل سوريا 4.2% من ناتجها القومي في نفس العام وهوالعام 1996م أي أقل من اليمن بنحوالثلث، لكن الناتج الإجمالي القومي في سوريا قدر بنحو16.6 مليار دولار عام 1997م وكان الناتج المحلي الإجمالي 17.9 مليار دولار بينما كان الناتج القومي المحلي اليمني 404 مليار دولار و5.7 مليارات على التوالي. أما مقارنة اليمن بدولة أفضل حالا مثل السعودية فإن هذه الأخيرة تفوق الأولى 25 مرة.


العلل الحضارية

إن الأمية الأبجدية تعيق قدرة الإنسان على تحسين سلوكه تجاه مختلف المواقف اليومية وتعيق تحسين أوضاعه والمشاركة في تنمية أسرته ومجتمعه. والأمية الوظيفية معضلة كبيرة أخرى تعكس نفسها من خلال ضعف الأداء حتى في بعض البلدان المتقدمة وهي لا زالت معضلة أكثر انتشارا مما كان يعتقد. فهناك دراسة قامت بها الوكالة الحكومية الفيدرالية الكندية للإحصاء وجدت حتى ما يزيد من 38% من الكنديين لديهم نواحي قصور في الإطلاع تؤثر في إمكانياتهم في العمل، ومشكلة الأمية تتصف بأنها حضانة لمشكلات أخرى تعيق تحسين الأوضاع المعيشية للسكان، وهي معضلة لها امتدادات على جبهات التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي. ومن أجل ذلك كان محوالأمية وسيلة للوصول إلى المواطنة الصالحة وتنمية الصفات الخلقية التي يحتاج إليها المواطنون في أي مجتمع ديمقراطي وتحقيق تحسن في الحياة الاجتماعية. فمحوأمية إنسان يساعد على تقبل الأفكار الجديدة والثقة بالنفس، وممارسة حقوقه السياسية وتحقيق تقدم في العلاقات الاجتماعية مع الناس.

وقد أصبح معروفاً حتى تدني الناتج القومي مرتبط ارتباطا مباشرا بتدني الإنتاجية وشيوع البطالة. فتدني الإنتاجية أوارتفاعها مرتبط بمستوى الحالة التعليمية للعامل. وتعتبر الأمية أبرز العناصر المؤثرة في تدني الإنتاجية لدى العامل الأمي كما يعتبر التعليم العنصر الرئيسي في ازدياد إنتاجية عامل آخر يعمل في نفس الظروف التي يعمل فيها العامل الأمي، وكشفت دراسة عن تأثير أمية البالغين في الأداء الاقتصادي حتى الأمية الوظيفية تجلب خسائر للأعمال تقدر بملايين الدولارات سنويا، كما حتى ازدياد نسبة الأمية يؤدي باللقاء إلى انخفاض في الدخل القومي أوالفردي وفي بلدان كثيرة تنخفض فيها الأمية لوحظ ازدياد في الدخل الفردي فيها: فنسبة الأمية ومستوى الدخل القومي مرتبطان ببعضهما. لقد عكست ظاهرة الأمية نفسها في أداء الأجهزة الحكومية في دول عربية حاولت إجراء إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية بينما يضم جهازها الوظيفي عدداً كبيراً من الأميين ومحدودي التعليم. ويظهر أثر ذلك من خلال ضعف الإنتاج، وعدم تطوير أساليب الأداء الوظيفي وسوء استغلال الموارد وشيوع الفساد، والتسيب والإهمال ومع ذلك فإن محاولة إصلاح هذه الأوضاع يتم بمعزل عن أي برنامج لتطوير مهارات العاملين أوأي برنامج موجه للذين يعانون من الأمية الاجتماعية أوالأبجدية أوالوظيفية، رغم أهمية مثل هذه البرامج لتحقق أهداف أي برنامج للإصلاحات.

كما تلعب الأمية دوراً خطيرا في عدم تحسين ظروف أوكفاءة الفرد الأمي، إذ أثبتت الدراسات حتى تدريباً واحدا للأميين وللمفهمين لا يؤدي إلى نتيجة واحدة فقد لوحظ من خلال برنامج تدريب حتى كفاءة وزيادة الإنتاج لدى عاملين حاصلين على مستوى جيد من التعليم تفوق 50% نتيجة خضوعهم لبرامج تدريب وتأهيل بينما زادت إنتاجية الأميين إلى 16% رغم حصولهم على نفس التدريب الذي حصل عليه أقرانهم المتفهمين. كما تؤكد دراسات لحالات الفقر وجود ارتباط بين الفقر والأمية وارتباط هذه الأخيرة بمشكلة البطالة وغياب دور المجتمع في إنجاح برامج التنمية المتنوعة في تحقق أهدافها المرسومة أوالمخطط لها في تلك البرامج، خاصة ما يتعلق منها بالجانب الخدمي، بيد حتى غياب هذا الدور لا ينفي وجود قصور في البرامج ذاتها لعبت دورا مهما في تغيير النتائج المراد تحققها.

سباق إلى المستقبل

على صعيد أنماط السلوك الاجتماعي فإن الأمية لها تأثيرها في سلوك الأفراد تجاه قضايا مثل التربية والمشاركة السياسية والسلامة النفسية والبدنية والصحية للأبناء، واستغلال الموارد والتطور الثقافي والعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة أوبين أفراد المجتمع. كما توجد صلات وثيقة بين التعليم والصحة والتغذية وتحفيز العمل السياسي، وأكد ذلك دراسات كشفت نتائجها حتى معدل نقص التغذية مثلا- يصل إلى 20% بين أطفال النساء اللاتي لم يتجاوزن في تعليمهن الفترة الابتدائية، بالمقارنة مع الأمهات الأميات، وأن الحصول على تعليم أعلى تعليم يمكن حتى يحفز العمل السياسي للمطالبة بمزيد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وقد لاحظ البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أنه في سيرلانكا -على سبيل المثال- تعززت دولة الرعاية الاجتماعية استجابة لوجود ناخبين متفهمين وملاحظة العلاقة بين التعليم والتطور. وتظهر حتى عمليتي التطور والتغيير تحدثان بانسجام وفي وقت أسرع في المجتمعات التي ينتشر التعليم بين أفرادها، إذ أنه حدثا زاد عدد المتفهمين في بلد من البلدان حدثا ارتفع الناتج المحلي الإجمالي فيه، بل إننا على المستوى الاجتماعي والعائلي نلاحظ أنه حدثا كانت الأم متفهمة انخفض عدد وفيات الأطفال، وحدثا كان الأب متفهما تحسنت مستويات التحصيل الدراسي للأبناء، وتلعب الأم والأب في العائلة العربية دورا رئيسيا في التنشئة الاجتماعية ويمكننا تقدير حالة الأطفال في أسرة يقودها أميان. على حتى مخاطر الأمية قد تأخذ أشكالاً أخرى في المستقبل مع استمرار الأميين. فبصورة إجمالية تصل نسبة القيد الإجمالي في التعليم الأساسي في الدول العربية نحو86% من إجمالي الفئة العمرية في سن الالتحاق، وهناك 10% منهم يتسربون قبل الوصول إلى الصف الخامس. فقد أدى عدم التغلب على معضلة تدني حالة الالتحاق بالتعليم. وزيادة أعداد المتسربين من الصفوف الأولى من التعليم يعني حتى هناك مئات الآلاف من الأطفال ينضمون سنويا إلى صفوف الأمية وهؤلاء الذين لا يلتحقون بالتعليم وأولئك المتسربين من المدارس الذين سيصبحون أميين سيتكون منهم مجتمع الغد، ما يعني حتى مخاطر الأمية لا تتوقف على الحاضر، بل هي تسبقنا إلى المستقبل.

الأمية في العالم العربية

اتى في تقرير للمجلس العربي للطفولة والتنمية حتى نحونصف سكان العالم العربي ممن تجاوزوا 15 عاما أميون ، وإن أعدادا من الأطفال العرب لا يلتحقون بالمدارس وتتسرب أعداد أخرى من الملتحقين بها. وقدر المجلس حتى عدد الأميين في الدول العربية "يقدر بـ60 مليونا من إجمالي عدد السكان فوق سن الـ15 بنسبة 48.4 %. وتفاوت النسبة بصورة كبيرة من بلد عربي إلى آخر فتزيد على 50 % في بعض الدول وتنخفض إلى حوالي 10 % في دول أخرى. وترتفع نسبة الأمية بين الإناث بشكل ملحوظ عنها بين الذكور في جميع الدول العربية وأن حوالي 10% من الأطفال العرب لا يلتحقون بمدارس.

كما ورد في تقرير للمنظمة العربية للثقافة والعلوم «الألكسو» حتى عدد الأميين في العالم العربي سبعين مليون إنسان - ما يعادل نسبة ربع الساكنة العربية - خلال سنة 2005، وقد أشار التقرير أيضاً إلى حتى هذه النسبة تكاد تعادل ضعف المتوسط العالمي للأمية، وأن عدد الإناث في الرقم المذكور يقترب من ضعف عدد الذكور. ومن المعطيات الصادمة في هذه الوثيقة، نذكر حتى مصر احتلت المرتبة الأولى بـ17 مليون أمي، يليها السودان ثم الجزائر والمغرب واليمن، في حين احتلت الرتب الأولى في باب نقص الأمية جميع من الإمارات العربية المتحدة وقطر، ثم البحرين والكويت. ومن المعلوم هنا أنه لا سبيل للمقارنة بين النتائج بحكم عدم تناسب الكثافة السكانية، وعدم تناسب الموارد الاقتصادية بين مجموعتي الدول الأولى والثانية..

ويزيد العدد الإجمالي لسكان الدول العربية الـ22 على 300 مليون نسمة يمثلون حوالي 5 % من سكان العالم ويحتلون المرتبة الرابعة بعد سكان الصين والهند والولايات المتحدة، ويعيشون أوضاعا اقتصادية متفاوتة، حيث يزيد متوسط ولج الفرد في أعلى الدول دخلا على 20 ألف دولار سنويا وينقص في أقل دولة دخلا عن 200 دولار.

Graph of declining illiteracy rates world-wide from 1970 to 2015


القرار السياسي والتشريع

وكانت قضية لقاءة الأمية في البلاد العربية قد ارتبطت تاريخياً بفترة ما بعد الاستقلال والتحرر الوطني من الاستعمار، أومع قيام الأنظمة الوطنية المستقلة في البلاد العربية التي أقامت نظما حديثة للتعليم لحمل المستوى التعليمي للسكان، ونوقش النظام التربوي العربي في أكثر من مستوى وإطار منها مؤتمر التربية العربي بطرابلس ليبيا 1966م الذي وضع فيه متخذوالقرار هدفا عاديا هوالبدء بتطوير التعليم وتعميم الخدمة التعليمية في الفترة الابتدائية لجميع التلاميذ العرب بحلول العام 1980.. في مجال محوالأمية وتعليم الكبار تبنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) مع جميع من جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والفهم والثقافة (اليونسكو) إقامة الفعالية الإقليمية الدورية المعروفة بمؤتمر الإسكندرية حول الأمية في البلاد العربية، الذي يهتم عادة بمناقشة معضلة الأمية وقضاياها المتنوعة وعقد منها حتى الآن ستة مؤتمرات ابتدأت بالمؤتمر الأول بمدينة الإسكندرية عام 1964من وحتى المؤتمر السادس بأبوظبي عام 2000م ونذكر في هذا السياق أول استراتيجية عربية لمحوالأمية وضعت في العام 1975م والتي أقرت بالإجماع في مؤتمر الإسكندرية الثالث ببغداد عام 1976م، وتتكون من عدة عناصر أهمها رصد الواقع العربي في مجال محوالأمية وتحليله وتحديد الأهداف والمبادئ والاتجاهات الأساسية لها والإجراءات التطبيقية. وهذه الاستراتيجية أعدت بناءً على توصيات ممثلي الدول العربية في اللجنة الاستشارية للمركز الدولي للتعليم الوظيفي للكبار التي اجتمعت منتصف يناير 1974م حيث نادى الممثلون فيها إلى اجتماع للدول العربية على مستوى عالياً لبحث استراتيجية جديدة للقضاء على الأمية في البلدان العربية تستهدف خفض نسبة الأمية في هذه الأقطار إلى أدنى حد ممكن خلال الفترة 1976- 1985م على ان يتواكب ذلك مع جهود لجعل التعليم الابتدائي إلزاميا، والوصول إلى نسبة استيعاب تام للفئة العمرية 6-12 سنة من الأطفال العرب قبل سنة 1985م. وفي وقت لاحق أعد الجهاز العربي لمحوالأمية وتعليم الكبار (ارلو) ما سمي بالخطة القومية لتعميم التعليم الابتدائي ومحوالأمية في الوطن العربي بحلول عام 2000م لكن تلك الأهداف لم تتحقق في موعدها كما لم تتحقق بحلول العام 2002م حيث غابت عن هذه الاستراتيجيات أبرز وأول المبادئ المطلوبة لأي استراتيجية وهي القرار السياسي والتشريعات القانونية وبدلا من ذلك زاد عدد الأميين العرب من 35.8 مليون عام 1985م إلى 43.6 مليون أمي عام 1990م لكن لوأخذنا الدول العربية جميع دولة على حدة فالصورة تبدوجيدة، إذ تشير الأرقام الى تحقق قدر كبير من النجاح في مجال التعليم العام ومكافحة الأمية وتعليم الكبار في بعض الأقطار، وصعوبة الحالة في بلدان أخرى. فهناك ست دول عربية تتراوح نسبة الأمية بين السكان فيها بين 8% إلى 20% وهي لبنان والأردن والبحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة. وتأتي في الوسط ليبيا 23% والسعودية 26% وسوريا 28% وكل من عمان وتونس 22% هم الجزائر 39% بينما يكاد التساوي في المساوي يجمع بين بقية الدول العربية التي تتراوح نسبة الأمية فيها بين 44-60% من السكان البالغين. على حتى الوضع بالنسبة للإناث أسوأ حالا فهناك نحو50 مليون امرأة عربية بالغة أمية، ويبدوالتفاوت بين الدول العربية في مجال تعليم الإناث وأمية النساء أظهر ماقد يكون. وتعكس هذه الحقيقة الأرقام الخاصة بمعدل القراءة والكتابة لدى الإناث البالغات ونسبة الإناث المقيدات بالتعليم الابتدائي المسجلة عام 1999م، فهناك ما بين 18-20 من النساء البالغات في الكويت والبحرين وقطر والأردن ولبنان والإمارات أميات، أما في اليمن وموريتانيا والصومال والمغرب وجيبوتي فتبلغ نسبة النساء الأميات أكثر من 70% من إجمالي النساء البالغات بينما تتراوح هذه النسبة بين 50- 60 من النساء في بقية الدول العربية..

محوالأمية

اليوم الدولي لمحوالأمية

يعتبر محوالأمية سبباً للإحتفال حيث حتى الإنسانية قد حققت تقدماً متميزاً في هذا المجال وحيث يوجد حالياً أربعة بليون مثقف في العالم. غير حتى محوالأمية للجميع - أطفال ، وشباب ومراهقين - لم يتحقق حتى الآن ولا يزال هدفاً متحركاً. يعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل مجتمعة مع بعضها البعض ومنها الأهداف الطموحة، والجهود المتوازية غير الكافية، والتقدير غير السليم لحجم وعظمة هذه المهمة. لقد أثبت التجارب خلال العقود الماضية أنه من غير الممكن تحقيق هدف محوالأمية على المستوى العالمي وأن ذلك يستوجب ليس فقط تكثيف الجهود بل وأيضاً تجديداً في الإرادة السياسية والعمل بشكل مختلف عن السابق وعلى جميع المستويات المحلي والوطني والدولي .

وقد أعربت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها A/RES/56/116 ، بأنقد يكون الأول يناير 2003 بداية عقد الأمم المتحدة لمحوالأمية. ورحبت الجمعية العامة في قرارها A/RES/57/166 بخطة العمل الدولية المتعلقة بالعقد. وتقرر حتى تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والفهم والثقافة (اليونسكو) بدور تنسيقي في الحث والتحفيز على الأنشطة المضطلع بها على الصعيد الدولي في إطار العقد .

تدريس القراءة والكتابة

انظر أيضا

  • القراءة

وصلات خارجية

ابحث عن أمية في
قاموس الفهم.
  • أمية at the Open Directory Project
  • ^ شبكة النبأ المعلوماتية
  • ^ المؤتمر نت
  • ^ مخطة داج همرشولد
  • تاريخ النشر: 2020-06-07 18:49:34
    التصنيفات: أمية, مهارات بشرية, قراءة, كتابة, معرفة, اقتصاد اجتماعي, مقومات صحة, ثقافة

    مقالات أخرى من الموسوعة

    سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

    آخر الأخبار حول العالم

    جدل الدخول السياسي: الحكومة بين قوسي «الرحيل» و«التعديل»

    المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:50
    مستوى الصحة: 69% الأهمية: 75%

    "الوطني للأرصاد" يحذر من تدني مدى الرؤية بفعل الضباب

    المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:19:29
    مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

    الرجاء يكشف تفاصيل تعاقده مع التونسي منذر الكبير

    المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:19:35
    مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

    منذر الكبير مدرباً للرجاء الرياضي

    المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:19:17
    مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

    مصر تستعد لطلب استضافة أولمبياد 2036

    المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:53
    مستوى الصحة: 62% الأهمية: 78%

    وزيرة العمل السودانية: مصر دوماً تمد لشعبنا يد العون في كل المجالات

    المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:46
    مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

    خدعوك فقالوا.. إزالة الحديقة الدولية ومحافظة القاهرة ترد

    المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:20:36
    مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

    الرجاء يحسم قراره ويختار بديل البنزرتي

    المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:57
    مستوى الصحة: 65% الأهمية: 83%

    تواصل الاستفتاءات لضم مناطق أوكرانية إلى روسيا

    المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:19:30
    مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

    وزير الخارجية يلتقي نظيره الموريتاني بنيويورك - أخبار العالم

    المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:20:26
    مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

    25 مليار جنيه لتمويل 198 ألف مشروع صغير

    المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:47
    مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

    لحظة إزالة عقار مخالف في البراجيل | فيديو

    المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:44
    مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

    تقرير “فوكس إيكو” يستبعد رفع بنك المغرب لسعر الفائدة

    المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:52
    مستوى الصحة: 66% الأهمية: 82%

    لائحة وحيدة يترأسها الناصيري لرئاسة شباب المحمدية

    المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:19:18
    مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

    روسيا تستبدل الجنرال المسؤول عن الإمدادات اللوجستية

    المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:19:31
    مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

    رسامة شمامسة لكنيسة الملاك بكوم المنصورة

    المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2022-09-24 21:18:42
    مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

    تحميل تطبيق المنصة العربية