قطنا (مدينة أثرية)
المشيرفة (بالعربية) | |
جزء من القصر الملكي
| |
Shown within سوريا
| |
الاسم البديل | تل المشرفة |
---|---|
المكان | المشيرفة، محافظة حمص، سوريا |
المنطقة | المشرق |
الإحداثيات | |
النوع | مستوطنة |
التاريخ | |
تأسس | تقريباً في منتصف الألفية الثالثة ق.م. |
الفترات | العصر البرونزي |
الثقافات | العموريون |
ملاحظات حول المسقط | |
تواريخ الحفريات | 1924–1927 1929 1999–الحاضر |
الحالة | Ruined |
الملكية | Public |
الاتاحة للعامة | Yes |
قطنا (المشرفة حاليًا) بالقرب من مدينة حمص في سوريا، هي مسقط لمملكة تعود إلى عصر البرونز 2700 ق.م.
المسقط
تقع قطنا (حالياً قرية المشرفة) في الشمال الشرقي من مدينة حمص وتبعد عنها حوالي 18 كم، كذلك تبعد 35 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة السلمية. وتتمتع المدينة بمسقط جغرافي هام، وشكلت منطقة اجتياز أساسية في قلب سورية وعلى طرف باديتها، تعبرها القوافل التجارية المتجهة من الشرق إلى الغرب (بلاد الرافدين- ساحل البحر المتوسط) ومن الشمال إلى الجنوب (حلب- حازور في فلسطين) .
الاكتشاف
تعود سيرة اكتشاف قطنا إلى عام 1924م زمن الانتداب الفرنسي، عندما بدأ الفرنسي الكونت دوبويسون R. DU BUISSON أعمال التنقيب الأولى ضمن التل الأثري، كذلك قام بالكثير من المسوحات الأثرية، وفي تلك الفترة تم الكشف عن القصر الملكي والكثير من اللقى والبقايا الأثرية وكان من بينها ألواح كتابية ذكرت اسم المدينة قطنا. واستمرت بعد ذلك أعمال التنقيب حتى عام 1929م، غادر بعدها دوبويسون معتقداً أنه قام باكتشاف القصر الملكي بالكامل، ليتم بعدها سكن المسقط من قبل أهالي المنطقة وتحتل مساكن القرية مساحة المسقط بالكامل تقريباً.
وإلى جانب أعماله في قطنا قام دوبويسون بالكثير من الأعمال ووصل إلى ضفاف الفرات لا سيما في مسقط دورا أوروبوس وفي منطقة الباغوز، ولم يكتف بذلك بل عاد إلى سورية عام 1965م وقام بأعمال تنقيب في ساحة معبد بل في تدمر .
يبقى الوضع في قطنا على ما عليه حتى عام 1982م عندما تم نقل القرية من داخل المسقط إلى منطقة مجاورة، ليتم بعدها إعادة أحياء أعمال التنقيب عام 1994م[4] من قبل بعثة سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف بقيادة الدكتور ميشيل المقدسي، وقامت بإجراء الكثير من الأعمال في قطاعات مختلفة من المدينة .
وتابعت البعثة السورية أعمالها حتى عام 1999م حيث انضم إليها فريق ألماني وآخر إيطالي[5] ومنذ ذلك الوقت حتى الوقت الحاضر تعمل في المسقط ثلاث بعثات أثرية بهدف الكشف عن أسرار مملكة قطنا .
مخطط المدينة
يحيط بالمدينة خندق مربع مكتمل الأضلاع تقريبًا وتحصينات بارزة. وما زالت التحصينات الترابية تنتصب على ارتفاعات تتفاوت بين 15-20 مترًا مسوِّرة مساحة تبلغ 110 هكتارات، في حين توجد أربع بوابات تقتطع مساحتها من تلك الأسوار على الجهات الأربع. يطل أكروبول قَطْنا على جزئها الغربي الأوسط، وكان يحيط بذاك الأكروبول مدينة منخفضة واسعة تبلغ مساحتها 70 هكتارًا تقريبًا. وتنتصب عند زاويتها الجنوبية الشرقية رابية نصفها طبيعي التشكل ونصفها صنعيّ.
تعود مستويات السكن الأولى المبرهن عليها حتى اليوم في المشرفة للألف الثالث قبل الميلاد (عصر البرونزي القديم الثالث والرابع، 2600-2000 ق.م). إلا أنه لم يكن بالإمكان سوى جمع معلومات محدودة حتى الآن في هذا المسقط حول هذه الفترة الهامة من التاريخ السوري، وما زال اسم هذا التجمع السكني غير معروف.
التاريخ
شكلت قطنا كما ذكرنا أعلاه نقطة تقاطع للطرق التجارية ومقراً ملكياً. ولقد أشير إلى الأهمية السياسية لقطنا من خلال النصوص بدءاً من مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، أما فيما يخص أقدم البقايا في المدينة، فقد أدت الأعمال الأثرية في المسقط (منطقة الأكروبول) إلى الكشف عن بعض البقايا المؤرخة على نهاية الألف الرابع قبل الميلاد إلا أنها لم تسمح بتكوين فكرة كاملة عن طبيعية الاستيطان في تلك الفترة.
ويبدأ الاستيطان الحقيقي في المسقط من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد (عصر البرونز القديم)، حيث يتم تأسيس المدينة في مركز الهضبة لتأخذ شكلاً دائرياً بحيث تشابه المدن المجاورة لها، والتي كانت معروفة في تلك الفترة مثل الروضة والشعيرات. هذه المدينة كانت تنتشر على مساحة تتراوح بين 20 و25 هكتاراً، ثم شهدت المدينة فيما بعد تطوراً على شكل مخططها مع الازدهار الحقيقي الذي عهدته المدينة خلال عصر البرونز الوسيط (2000-1600 ق.م)، حيث تم إعادة تأسيس المدينة وفق مخطط منتظم وتغير شكلها من المخطط الدائري إلى المربع وأصبحت مساحتها تزيد عن 100 هكتار. وخلال عصر البرونز الحديث بقي الوضع كما كان عليه ومن بقايا هذه الفترة القصر الملكي في شمال المدينة العليا وعدة أحياء سكنية في المدينة السفلى.
عصر البرونزي الوسيط (2000-1500 ق.م.)
كان المسقط (الذي يمكن حصره في هذه الفترة بالمنطقة القائمة داخل مدينة قَطْنا) إحدى الممالك والمراكز التجارية الرئيسية في سوريا إلى جانب مملكتي يمحاض - (حلب) وماري.وقد قامت مدينة قَطْنا على تقاطع الطرق التجارية الرئيسية العابرة للمنطقة وهوالأساس الذي قامت عليه مكانتها البارزة تجاريًا وإستراتيجيًا وسياسيًا. وأقامت المملكة الآشورية القديمة، مع ملكها شمشي-حدد الأول، علاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع ملك قَطْنا أشخي حدد في بداية القرن الثامن عشر ق.م..
عصر البرونزي الحديث (1600/1550-1200 ق.م.)
كانت قَطْنا تعبير عن مملكة محلية على مناطق حدودية يتنافس عليها النفوذ العسكري والسياسي المصري والميتاني والحيثي. وتعد هذه الفترة من تاريخ المدينة، أفضل فترة معروفة من الناحية الأثرية حتى اليوم.
تم بناء منطقة كبيرة لصناعة الخزف على قمة الرابية المتوسطة من أكروبول المدينة. وعند قاعدة تلك الرابية يوجد القصر الملكي (الحقول G-H) وهوثاني أضخم قصر في سورية بعد قصر مدينة ماري، ومنطقة سكنية كبيرة بارزة. وإلى الشمال من المدينة أظهرت عمليات التنقيب الأثري قصرًا آخر هوقصر المدينة المنخفضة.
عصر الحديدي الثاني (900-600 ق.م.)
يبدوحتى تحولًا جوهريًا جرى في طبيعة هذا المسقط ودوره في أعقاب حدوث فجوة في إشغال ذاك الجزء من المسقط (قصر المدينة المنخفضة) وتبرز عدة عوامل تشير إلى حتى مسقط المشرفة خلال القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد كان على نحوافتراضي المركز الإداري والسياسي الإقليمي الرئيسي في الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي مملكة حماة الآرامية، وهذه العوامل هي:
- وجود مبنى إداري في أكروبول المدينة (مبنى يتحكم بمجالين ضخمين متخصصين بصناعة النسيج المصبوغ، وتخزين الغلال الزراعية وتحويلها إلى أغذية على نطاق غير محلي)
- الامتداد العام للمسقط (الذي غطى مساحة مأهولة تعادل 70 هكتارًا بالحد الأدنى)
- مكان المسقط الذي يتوسط نظام الاستيطان المحلي المكون من قرى ريفية تنتشر في الضواحي ضمن فسحات منتظمة.
تم هجر المسقط بعد عصر الحديد الثاني وبقي خاليًا من السكان حتى أواسط القرن التاسع عشر حيث بُنيت قرية حديثة ضمن الأسوار الضخمة للمدينة القديمة.
تاريخ التنقيب
بدأت التنقيبات الأثرية في هذا المسقط في عشرينيات القرن الماضي على يد الكونت ميبوي بويسون, وفي عام 1994 باشرت في هذا المسقط بعثات وطنية متتالية, وفي عام 1969 بدأت أعمال البعثة السورية الألمانية الايطالية في هذا المسقط, ومن أبرز المكتشفات الأثرية منشآت سكنية تعود لمنتصف الألف الثالث قبل الميلاد والعصر البرونزي الحديث 1400-1300 قبل الميلاد, ثم منشآت العصر الحديدي, ومن المكتشفات الهامة في هذا المسقط كنوز المدفن الملكي الذي عثرت عليه البعثة الألمانية بالتعاون مع الكادر الوطني السوري وعثرت بداخله على حوالى 2700 بترة أثرية متنوعة منها الحلي المضىية والفخار واللازورد والعقيق والعاج إضافة إلى التوابيت الفخارية التي كانت تضم بداخلها معازب الأسرة الملكية. كما ضم هذا المدفن تمثالين لملكين منحوتين من الحجر بوضعية الجلوس والمدفن مقسم من الداخل لمجموعة من الغرف وبعد دراسة وتصنيف لهذه البتر تم التحضير لإقامة هذا المعرض.
انظر أيضاً
- كنوز سورية القديمة-اكتشاف مملكة قطنا
- العموريون
- الآراميون
- مملكة ماري
- مملكة إيبلا
مصادر
- قطنا/المشرفة
وصلات خارجية
- جولة مصورة في مدفن قطنا الملكي وبعض لقاه الأثرية
- البعثة الألمانية (بالألمانية)
- معلومات عن قطنا (بالألمانية)
- archaeobotany at Qatna (جامعة توبنگن)
- The official website of the Italian Mission(جامعة اودينه)
- Syria's Cult of the Dead: Qatna (Syria) in the Second Millennium B.C., Michel Maqdissi, 2007 - Kennedy Center video
- ^ إسماعيل، فاروق: 1996، قطنا في وثائق العهد البابلي، الحوليات الأثرية السورية، م42، دمشق، ص97.
- ^ لمقدسي، ميشيل: 2010، المشرفة ( قطنا)، الوقائع الأثرية في سورية، المديرية العامة للآثار والمتاحف، العدد 4، دمشق، ص 31-43
- ^ لمقدسي، ميشيل: 2009، الكونت روبير دوميسنيل دوبويسون، كنوز سورية القديمة اكتشاف مملكة قطنا، ترجمة: محمود كبيبو، دمشق، ص 99-100.
- ^ AL-MAQDISSI M; 1996, Reprise des fouilles a Mashirfeh en 1994, AKKADICA, N 99-100. PP. 1-14.
- ^ الفريق السوري برئاسة د. ميشيل المقدسي، والفريق الإيطالي برئاسة د. دانييله بوناكوسي، والألماني برئاسة د. بيتر بفيلتسنر.
- ^ بوناكوسي، دانييله: 2009، الاستيطان الأول في قطنا، كنوز سورية القديمة، ترجمة: محمود كبيبو، دمشق، ص 24.
- ^ المقدسي، ميشيل: 2010، ص 32.
- ^ بثينة النونو(2005-08-03). "كنوز المدفن الملكي في مملكة قطنا المشرفة". جريدة الثورة السورية. Retrieved 2008-12-01.