أدب جاهلي

عودة للموسوعة

أدب جاهلي

الأدب الجاهلي هوفن الشعر والنثر في العصر الجاهلي -أي قبل ظهور الإسلام؛ حيث كانت طرق إيجاده عن طريق الذين حفظوا الشعر من الشعراء ثم نشروها بين الناس، إلى غير ذلك إلى حتى اتى عصر التدوين الرقمي، حيث ظهرت جماعة سُمّوا (الرواة)، ومن أشهرهم: حماد بن سلمة، خلف الأحمر، أبوعمروبن العلاء، الأصمعي، المفضل الضبي. وعُرِف عن حمّاد وخلف الأحمر الكذب فاشتهرا بالانتحال، حيث أصبح الشعر تجارة بالنسبة لهما. ومن أشهر الخط التي جُمِع فيها الشعر الجاهلي الأصمعيّات للأصمعي، ومفضليات المفضل الضبي، وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلاّم الجُمَحي.

اللغة العربية تنحدر من اللغة الآرامية بمنطقة غربي نهر الفرات في القرنبن الرابع والخامس الميلادي بين قبائل المناذرة بالحيرة قرب الكوفة في جنوب العراق. ثم أصبحت اللغة العربية اللغة الرئيسية في جميع المناطق غربي الفرات. ولعل هذا هوسبب تسميتها "عربي" من حدثة "غربي"، أي لغة غربي الفرات من حيث انتشرت إلى الشام ثم مكة والحجاز بواسطة التجارة. وكانت شبه الجزيرة العربية على هوامش الحضارة في الجاهلية . لكن الأدب العربي في مملكة كندة (480-550 م). نما وازدهر. وفي القرنين السادس والسابع م. ظهرت أشهر القصائد العربية التي سميت بالقصائد المضىية. وكان من عادة الشعراء والأدباء تعليق قصائدهم فوق ستر الكعبة بمكة ليقرأها الناس. واطلق علي هذه القصائد المعلقات.

تاريخ الأدب العربي هوالتأريخ لنشأته وتطوره والعصور التاريخية التي ألمت به . ويتضمن أبرز أعلامه من الشعراء والكتاب . كما يتناول الأغراض الأدبية كالشعر والسيرة،والمسرحية والمقامة والموضوع والظواهر الأدبية ،كالنقائض والموشحات وأسباب الهبوط والصعود والإندثار. ويضم سيرة الشعراء وأخبار وطرائف الأدباء. ويمكن تقسيم تاريخ الأدب العربي تبعا للعصور التي توالت عليه بدءا بالعصر الجاهلي ثم العصر الإسلامي اللاحق وحتي الآن. فالشعر في الجاهلية من أقدم آدابها، لكن أكثره غنائي وحدائي. والأمثال كانت جزءا مهما من آدابها . والذين وضعوا الأدب الجاهلي فهم من عرب شبه الجزيرة العربية لكنهم لم يخطوا سوي المعلقات وكان يروي شفاهة مما كان يعرضه للإندثار والتحريف والتبديل والخلط . والأدب العربي سمي بالعربي لأنه خط باللغة العربية إبان العصر الإسلامي . وكان انتشاره بسسب انتشار الإسلام بالقرن السابع . وكانت اللغة العربية قد انتشرت تحت لوائه. لأنها لغة القرآن ولاسيما بالمشرق والمغرب والأندلس حيث تأثر المشارقة والمغاربة بالثقافة والعلوم الإسلامية. فكان الذين وضعوا الأدب العربي في ظلال الحكم الإسلامي هم من اجناس شتي . فمنهم العربي والفارسي والهجري والهندي والسوري والعراقي والمصري والرومي والأرمني والبربري والزنجي والصقلي والأندلسي. وكلهم تعرّبوا ونظموا الشعر العربي وادخلوا أغراضا شعرية مستجدة وألفوا الخط العربية في شتي العلوم.

وحدثة أدب في الجاهلية كانت تعني الدعوة إلى الطعام والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعني بها التهذيب والتربية . ففي الحديث الشريف "أدبني ربي فأحسن تأديبي" . وفي العصر الأموي كانت يتصف الأدب بدراسة التاريخ والفقه والقرأن والحديث وتفهم المأثور من الشعر والنثر. واستقل الأدب في العصر العباسي. وأخذ مفهوم حدثة الأدب يتسع ليضم علوم البلاغة واللغة. وفي العصر العباسي الثاني عن النحوواللغة ، واهتم بالمأثور شرحا وتعليقا. وحاليا تعني حدثة الأدب الكلام الانشائي البليغ ، الصادر عن عاطفة ،والمؤثر في النفوس وفي عواطف القاريء والسامع له. ونجد الظواهر الأدبية تتداخل في العصور التاريخية . فالأدب الجاهلي كان متأثرا بالحياة القبيلية والعصبية والإجتماعية والعقائدية في الجاهلية. لهذا نجد أغراض الشعر الجاهلي كما في المعلقات ودواوين شعراء الجاهلية ، هي الفخر .لأن انتماء الجاهلي لعشيرته كان أمرا مقدسا ليتحصن من صراع الحياة البدوية المريرة ا ، والحماسة والوصف للطبيعة حولهم والغزل .والهاتى كان سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح والسنان .والهاتى المقذع أكثر من التهديد بالقتل. وقد برعت النساء في شعر الرثاء كالخنساء بمراثيها لأخويها صخر ومعاوية . وقد صور الشعراء في الجاهلية بيئتهم بصدق وحس مرهف وعاطفة جياشة تتسم بالصدق التعبيري والواقعية التصويرية التي امتزجت بخيال الشاعر وأحاسيسه . وكان لعرب الجاهلية حكمهم وأمثالهم وخطبهم ووصاياهم.وهذه الأعمال تعتبر نثرا مرسلا أوسجعا منثورا . وكان الشاعر في جميع قبيلة المتحدث الرسمي باسمها والمدافع عنها والمعدد لمناقبها ومنادىة لفخرها وافتخاره بها في قصائده التي كانت تروي شفاهة عنه ولاسيما التي كانت تتناول أيام العرب ومعاركهم . وكان يلتزم بالقافية والأوزان طوال القصيدة كلها .

وكانت القصيدة تتكون من 25 – 100 بيت .وكان الشاعر عامر الحلحلي يبدأ قصيدته بوصف الديار والأطلال ويصف فيها محبوبته وجمله ومغامراته . لأن العرب ارتبطوا بأرضهم وقبيلتهم . وكان الإرتحال في القوافل التجارية في رحلتي الشتاء والصيف أوفي الهجرات وراء الما ء والكلأ إلى مدى لا يُعهد ولاسيما ولوكان للمكان ذكرى حلوة, تجعل الشعراء يحنون لأوطانهم وضروب قبائلهم . وهذا الحنين جعل الشعراء الجاهليين يبدأون قصائدهم بالهجران لديارهم ومضاربهم ودروبهم ومسالكهم . وصوروا في شعرهم حيواناتهم قي صور شتي . وخلف لنا الشعر الجاهلي المعلقات السبع الشهيرة والتي تعتبر من روائع الشعرالعربي الجاهلي. وكانت تعلق فوق ستر الكعبة تكريما للشعراء وتقديرا لهم. ومن بينها قصائد طرفة ولبيد وامرئ القيس وزهير وابن حلزة وعنترة . ويعتقد د. علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة أن: من مسببات خلود المعلقات حتى كلاً منها تشبع غريزة من غرائز النفس البشرية. فنري حب الجمال في معلقة امرئ القيس، والطموح وحب الظهور في معلقة طرفة، والتطلع للقيم في معلقة زهير، وحب البقاء والكفاح في الحياة عند لبيد، والشهامة والمروءة لدى عنترة، والتعالي وكبرياء المقاتل عند عمروبن كلثوم، والغضب للشرف والكرامة في معلقة الحارث ابن حلزة). والشعر الجاهلي قد دون في العصر الأموي وكان يروي شفاهة فاندثر معظمه. لأنه لاينحصر منطقيا في سبع أوعشر معلقات بل انحسر مع الزمن . رغم أنه تراث أمة كان الشعر صنعتها والطبيعة البدوية كانت تدعوللتأثر بها. وكانت جميع قبيلة لها شعراءها الذين يفاخرون بها وكانوا منادىة لتفتخر بهم.

انتحال الأدي الجاهلي

والأدب الجاهلي لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من تاريخ اللغة العربية، وفي فترة متأخرة لا تتجاوز القرنين من الزمان.لأن ما قبل هذه الفترة قد اندثر ، لأن من عادة الجاهليين ألا يخطوا اويدونوا لعدم إلمامهم بالكتابة لأميتهم . وكانوا حفظة يحفظون اشعارهم ومروياتهم عن ظهر قلب ويتبادلون شفاهة أخبارهم في مجالسهم ومنتدياتهم.ولم يعجزهم في أشعارهم وصفهم للطبيعة وحياتهم البدوية في الفيافي والمضر والحضر . فتأثروا بها . وكان لهم أيامهم وحروبهم التي كان يشعر بها شعراؤهم فخرا كان لقبيلتهم أوهاتى لعدوهم . لهذا كان شعرهم أقرب للواقع الممزوج بالخيال واطبع للصور التي كانوا يرونها ماثلة أمام ناظريهم فصوروها تخيلا لم يفرطوا فيه وأسرفوا في مفاخرهم وحما ستهم المقبولة والمحببة . وكانوا في اشعار الحب عذريين يسمون بمكانة محبوبتهم في الوصف أوالنعت . حتي أصبح الشاعر يلتصق اسمه باسم محبوبته التي تغني بها في شعره . فقيل قيس وليلي وجميل وبثينة . وكان شعرهم ينبع من سجيتهم . ولم يكن يعهدون العروض والقوافي والأوزان كما نعهدها ونعهدها في فهم العروض ولكنهم كانوا يتبعونها بالسليقة التي جبلوا عليها . واعتقدوا حتى للشعر شيطانا يوحي لهم بأشعارهم . عندما يتملكهم ينساب الشعر من أفواههم ارتجالا . وكان العرب, الشعر صنعتهم يتذوقونه ويستوعبونه وتعيه ذاكرتهم . وكان للشعر رواته ونسابه . وكان الرواة يروونه في مجالس الشراب ومنتديات السمر .وتناقلته الألسنة وحرف فيه ما حرف وابقي علي قصائده ما بقي لنا . فالشعر الجاهلي صور لنا الحياة الجاهلية قبل الإسلام بواقعية حياة البادية بقسوتها ولينها .ولم يكن الأدب الجاهلي يميل إلي اساطير الأولين كأدب الإغريق رغم حتى الإغريق كانوا متبدين في صحراواتهم وجبالهم كما كان العرب في بداوتهم. لكن الإغريق كانوا منعزلين في جزرهم. والعرب كانوا رحلا وعلي صلة بحضارات فارس ومصر واليمن سواء من خلال سعيهم الرعوي وراء الماء والكلأ أوفي رحلاتهم في تجاراتهم بالصيف والشتاء .

أقسام الأدب الجاهلي

  • ينقسم الأدب في العصر الجاهلي إلى نوعين رئيسيين هما:

الشعر: هوحسب -التعريف القديم- الكلام الموزون المقفي وقد عُرف حديثاً بأنه "الأسلوب الذي يصور به الشاعر أحاسيسه وعواطفه معتمداً على موسيقى الحدثات ووزنها والخيال والعاطفة".

  • النثر: هوالأسلوب الذي يصور به الأديب أفكاره ومعانيه غير معتمد على وزن أوقافية، ويميل إلى التقرير والمباشرة.

الشعر الجاهلي

يُعتبر الشعر في العصر الجاهلي أسبق وأكثر إنتشاراً من النثر لأن الشعر يقوم علي الخيال والعاطفة أما النثر فيقوم علي التفكير والمنطق والخيال أسبق وجوداً من التفكير والمنطق. ونسبة لإنتشار الأمية بين العرب وقدرتهم العالية على الحفظ.

ولايمكن فهم بداية الشعر العربي بدقة، لعدم وجود تدوين منظم في الجاهلية؛ فلا نعهد شعراً عربياً إلا قبل الإسلام بقرن ونصف. ولكن الشعر الذي وصلنا كان شعراً جيداً، ما يشير على وجود محاولات سابقة. كان للشعر منزلة عظيمة، وكان دور الشعر بارزاً في نشر أمجاد القبائل والإشادة بأحسابها، ويسجل للأجيال مفاخرها.

أغراض الشعر الجاهلي

الفخر والحماسة

الفخر والحماسة ضما الفخر بالشجاعة والكرم والصدق والعفاف والفخر بالنفس والفخر بالقبيلة. فقد كان الشعراء يتجارون في مدح القبائل بقصائد فيها نوع من المبالغة. اما الحماسة (في الجاهلية) هي الشعر المتحدث عن تشجيع أفراد القبيلة لقتال العدو، وهـويمثل حقيقة الصراع القبلـي علـى أرض الجزيرة، وما يحدث مـن وقائع بين تلك القبائل.

الهاتى

ظهر الهاتى في الشّعر الجاهلي بسبب الحروب والمنازعات والعصبيات القبلية. وأهم ميزاته أنه كان هاتىً عفيفاً مهذّباً خالياً من السبّ والشتم.

الغزل

انقسم الغزل في العصر الجاهلي إلى قسمين:

  1. غزل صريح: وهونوع من الغزل يصّور جسد المرأة بطريقة مباشرة، ومن رواده الأعشى وامرؤ القيس
  2. غزل عفيف: وهوالغزل السائد في العصر الجاهلي بكثرة، حيث يصّور حياء المراة وعفّتها وأخلاقها الجميلة، وقد تميز الغزل العفيف بكونه كان عفيفاً رفيع المستوى، يصوّر حياء وعفاف المرأة؛ ومنه قصيدة الشاعر الشنفرى وهومن الشعراء الصعاليك:

لقد أعجبتني لا سقوطًا قناعهـا إذا ذكرت ولا بذات تلفت
كأن لها في الأرض نسيًا تقصه على أمها وإن تحدثك تبلَّت
تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقهـا لجارتها إذا الهدية قلت
تحل بمنجـاة من اللـوم بيتهـا إذا ما بيوت بالمذمة حلت

وايضا مثل شعر عنتره وزهير من شعراء العصر الجاهلى .

يرجع سبب ظهور الغزل في الشعر الجاهلي إلى حياة الصحراء التي تفرض على ساكنيها الترحال الذي يفرق المحبين، وقد كانت المرأة عفيفة، ما زاد من ولوع الرّجال بأخلاقها، ولم يكن في البيئة الصحراوية ما أجمل من المرأة.


الوصف

اشتهر الوصف كثيراً في هذا العصر. كان الشاعر الجاهلي يصّور أي شيء تقع عليه عيناه، كالحيوانات مثل الإبل والخيل (حيث كانت أبرز ما عند الشاعر الفخر بفرسه). وقد صور الشاعر الجاهلي الصحراء والجبال. من أبرز شعراء الوصف إمرؤ القيس وآخرين.

امتاز الوصف في الشعر الجاهلي بالطّابع الحسي، ودقّة الملاحظة، وصدق النظرة.

المدح

العظماء وأرباب السلطان طائفة من الناس تميل إلى حتى يتغنى الناس بمناقبها. وكان الجاهليون الأقدمون عموماً أشد ميلاً من غيرهم إلى هذا النوع من التفخيم ونشر المناقب. وكان العظماء يتنافسون في استقدام الشعراء وفي تكريمهم ومدّهم بالمال والنعم. وكان الشّعراء يُطرئونهم ويذيعون أعمالهم في العرب ويساعدون بذلك على مدّ سلطانهم. وكانت معاني المدح تنحصر في الكرم والجود، والقوّة والحلم وما إلى ذلك.


كان المدح في الشعر الجاهلي منقسماً إلى نوعين:

1- مدح صادق: وهومدح نابع من عاطفة قوية تجاه الممدوح، ويتم مدحه بما فيه. ومن ذلك المدح قصيدة "في الحرب والسلم" للشاعر زهير بن أبي سلمى، حيث مدح رجلين من قبيلتي عبس وذبيان مدحاً خالصاً لما قدّماه من التوسط بين القبيلتين لوقف الحرب بينهما (حرب داحس والغبراء) التي استمرت 40 عاماً:

يميناً لنعم الســـيدان وجدتما على كلّ حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشــم
2- مدح من أجل المال: كان مقتصراً على الشعراء الذين دخلوا قصور المُلوك لمدحهم بما ليس فيهم من أجل العطاء، واشتهرت فيه كثرة المبالغة واشتهر به الأعشى
الرّثاء

هونوع لا يختلف عن المدح كثيراً إلا حتى ذكر صفات الموتى الحميدة تقترن بالحزن والأسى واللوعة على افتقاده. ظهر هذا الغرض بسبب كثرة الحروب التي كانت تؤدي إلى اغتال الأبطال، ومن ثَمَّ يُرثَون. ومن أبرز مميزاته صدق العاطفة ورقة الإحساس والبعد عن التهويل والكذب والصبر والجَلَد.

أمثلة على الرثاء:

  • برعت النساء بشعر الرثاء، وعلى رأسهن الخنساء التي أشتهرت بمراثيها لأخيها صخر:

وإنّ صخراً لتأتم الهداة بــه كأنـه علـمٌ فـي رأسـه نار
  • رثى الشاعر المهلهل أخاه كليب الذي قتله جساس المري في حرب البسوس، يقول:

دعـوتك يا كليب فلم تجبني وكيف يجبنـي البلــدالقفارُ
سقاك الغيث إنك كنت غيثاً ويسراً حين يلتمس اليسارُ
  • يقول دريد بن الصمة راثياً أخاه:

لأن يك عبد الله خلا مكانه فما كان وقافاً ولا طائش اليد

أما رثاء الشـعراء الصعاليك فقد اتسم بالغضب والثورة وطلب الثأر، كما خلق الشاعر الصعلوك تأبط شرا:

إن بالشعب الذي دون سلع لقتيـلاً دمه ما يطـلّ
خلّف العبء عليّ ثم ولّى أنا بالعبء له مسـتقل
ووراء الثأر مني ابن أخت مصقع عقدته ما تحـلُّ
الإعتذار

يُعتبر النابغة الذبياني مؤسس هذا النوع من الشعر الجاهلي، فقد نشأ هذا النوع متفرعاً من المدح وأخذ صفات الممدوح مطيّة له تميز الاعتذار بتداخل عاطفة الخوف والشكر والراتى والتلطف والتذلل والاسترحام وإظهار الحرص على المودة. وقد اعتذر النابغة الذبياني للملك النعمان بعد حتى هجاه، يقول النابغة معتذراً:

فبت كأنـي ساورتني ضئيلـة مـــن الرّقش في أنيابها السمّ ناقع
فإنك كالليل الذي هومدركي وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع

الخمر

العرب في الجاهلية قد عنوا بالكرمة وكل ما يستخرج منها. وكانت الكروم في الطائف وبيادر العنب مشهداً طالما استهوى الأعراب في بوادي تهامة. نطق فيليب حتي في كتاب تاريخ العرب: "أمّا خمر الطائف فقد كان برغم كثرة الطلب عليه أقل ثمناً من النوع الأجنبي الذي كان يستقدمونه من الشام والعراق ويشهرونه في الشعر العربي."

"وكان باعة الخمر في الجاهلية ينصبون رايات ليعهد مكانهم، ويسمّونها الغاية. وكانت العرب تفتخر بشربها وبلعب القمار لأنهما من دلائل الجود عندهم. وقد بلغ تولّعهم في استهلك الخمر ما عمله أبوغبشان إذ باع مفاتيح الكعبة بزقّ خمر. ثمّ إنّ تفنّنهم في أوصافها أوجبهم حتى يسمّوها بأسماء كثيرة في أشعارهم."

كان إذن من الطبيعي حتى يتناول الشعراء الخمرة ويصفوها ويصفوا مجالسها، وغدوّهم إليها قبل حتى يصيح الدّيك، وشربها وآنيتها ومفعولها في النّفس. نطق عدي بن زيد:

بَكَرَ العاذِلونَ في وَضَحِ الصُبـ ـح يَقولونَ لي أَما تَستَفيقُ
وَدَعَوا بِالصَبـوحِ يَوماً فَاتىَت قَينَـةٌ في يَمينِهـا إِبريـقُ
قَدَّمَتهُ عَلى عُقـارٍ كَعَيـنِ الد ديـك صَفّى سُلافَهـا الراووقُ
مُـرَّةٌ قَبـلَ مَزجِهـا فَإِذا مـا مُزِجَت لَـذَّ طَعمُهـا مَن يَذوقُ
وَطَفا فَوقَهـا فَقاقيعُ كَاليـا قوتِ حُمـرٌ يَزينُها التَصفيقُ
ثُمَّ كـانَ المِزاجُ مـاءَ سَحـابٍ لا صَـــدىً آجِـنٌ وَلا مَطـروق
الحكمة

الحكمة: قول موجز مشهور صائب الفكرة رائع التعبير، يتضمن معنى مسلماً به، يهدف إلى الخير والصواب وتعبر عن خلاصة خبرات وتجارب صاحبها في الحياة.

تأتي الحِكَم في بعض أبيات النص، وتمتزج بالإحساس والعاطفة المؤثرة. قد شاعت الحكمة على ألسنة العرب لاعتمادها علي التجارب واستخلاص العظة من الحوادث ونفاذ البصيرة والتمكن من ناحية البلاغة.

من الخصائص الفنية لأسلوب الحكمة، روعة التعبير، وقوة اللفظ، ودقة التشبيه، وسلامة الفكرة مع الإيجاز.

الحكمة صوت العقل لأن الحكمة قول موجز يقوم علي فكرة سديدة وتكون بعد تأمل وموازنة بين الامور واستخلاص العبرة منها ولذلك فهي تعبر عن الرأي والعقل.

نماذج من حكم العرب في الجاهلية:

  • "مصارع الرجال تحت بروق الطمع": فيها دعوة إلى القناعة فأن الطمع يقتل صاحبه.
  • "رب ملوم لا ذنب له": وهذه دعوة إلى التحقق من الأمر قبل توجيه اللوم للبريء.
  • "أدب المرء خير من مضىه": معناها ان قيمة الإنسان بأدبه لا بماله.

اهتمامات الشاعر الجاهلي

من أبرز إهتمامات الشاعر الجاهلي في شعره، "الفروسية" ويرتبط بها الحديث عن الفرس، والناقة، والسيف، والحرب، "الصيد " ويرتبط به وصف بقر الوحش والظبي وغيره، "المرأة" ويرتبط به الحديث عن: ( الأم والزوجة والمحبوبة والجارية )، "الخمر" ويرتبط به الحديث عن الندماء والأصحاب.

خصائص الشعر الجاهلي

3خصائص للشعر الجاهلي

من أبرز خصائص الشعر اللفظية : أنها تميل إلى الخشونة والفخامة، وخالية من الأخطاء والألفاظ الأعجميّة -لأن شعراء الجاهلية لم يختلطوا بغيرهم- وتخلومن الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة، وتميل إلى الإيجاز.

ومن أبرز خصائص الشعر المعنوية: أنها تخلومن المبالغة، وبعيدة عن التعقيد، وغالباً تقوم على وحدة البيت، لا وحدة القصيدة، ومنتزعة من البيئة البدوية،وفيها "الاستطراد".

أما خصائص الخيال فتتلخص في حتى الشعر: واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة، وصور الشعر الجاهلي تمثّل البيئة البدوية، وصور الشعر الجاهلي ليست متكلّفة، والصّور الجاهلية تعتمد على الطابع الحسّي.

المعلقات

المعلقات: مصطلح أدبي يطلق على مجموعة من القصائد المختارة لأشهر شعراء الجاهلية، تمتاز بطول نفَسها الشعري وجزالة ألفاظها وثراء معانيها وتنوع فنونها وشخصية ناظميها.

قام باختيارها وجمعها راوية الكوفة المشهور حماد الراوية ( 156 هـ،772 م)، إذا اسم المعلقات أكثر أسمائها دلالة عليها, وهناك أسماء أخرى لها، إلا أنها أقل ذيوعاً وجرياناً على الألسنة من لفظ المعلقات، ومن هذه التسميات: السبع الطوال.

هي وصف لتلك القصائد بأظهر صفاتها وهوالطول. السُّموط. تشبيهاً لها بالقلائد والعقود التي تعلقها المرأة على جيدها للزينة. المذَهَّبات. لكتابتها بالمضى أوبمائه. القصائد السبع المشهورات. علَّل النحاس أحمد بن محمد ( 338 هـ، 950 م) هذه التسمية بقوله: "لما رأى حماد الراوية زهد الناس في حفظ الشعر، جمع هذه السبع وحضهم عليها، ونطق لهم: هذه المشهورات، فسُميت القصائد السبع المشهورات لهذا". السبع الطوال الجاهليات. أطلق ابن الأنباري محمد بن القاسم ( 328 هـ، 939 م) هذا الاسم على شرحه لهذه القصائد.

القصائد السبع أوالقصائد العشر. الاسم الأوّل هوعنوان شرح الزوزني الحسين بن أحمد ( 486هـ، 1093 م)، أما التبريزي يحيى بن علي (ت 506 هـ، 1109 م)، فقد عنْون شرحه لهذه القصائد بـ شرح القصائد العشر. وقد أشار ابن رشيق في كتابه العمدة إلى بعض هذه المصطلحات، فنطق: "ونطق محمد بن أبي الخطاب في كتابه المسمًّى بجمهرة أشعار العرب: إذا أبا عبيدة نطق: أصحاب السبع التي تسمى السُّمُط: امرؤ القيس وزهير والنابغة، والأعشى ولبيد وعمروبن كلثوم وطرفة. نطق: ونطق المفضل: "من زعم حتى في السبع التي تسمى السمط لأحد غير هؤلاء، فقد أبطل". ويُنطق: إنها قد سميت بالمذهّبات، لأنها اختيرت من سائر الشعر فكُتبت في القباطي بماء المضى، وعُلقت على أستار الكعبة، فلذلك ينطق: مُمضىة فلان، إذا كانت أجود شعره. ذكر ذلك غير واحد من الفهماء. وقيل: بل كان الملك إذا استجيدت قصيدة الشاعر يقول: علِّقوا لنا هذه، لتكون في خزانته.

وكما اختلف الفهماء والرواة في تسميتها، اختلفوا في عددها وأسماء شعرائها. لكن الذي اتفق عليه الرواة والشُّرَّاح أنها سبع، فابن الأنباري، والزوزني اكتفيا بشرح سبع منها هي:

1- معلقة امرئِ القيس، ومطلعها:

قفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرى حبيبٍ ومنزلٍ بسِقط اللِّوى بين الدَّخول فحوْمَل
2- معلقة طرفة بن العبد، ومطلعها:

لخولة أطلالٌ بِبُرقة ثهمد تلـوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
3- معلقة زهير بن أبي سلمى ومطلعها:

أَمِنْ أمِّ أًوْفَى دمْنةٌ لم تَكَـلَّم بَحْــومَانـة الدُّرّاج فالمتَـثَـلَّـم
4- معلقة عنترة بن شداد، ومطلعها:

هل غادَرَ الشُّعراء من مُتَردَّم أم هَلْ عهدْـتَ الـدار بعـد توهــم؟
5- معلقة عمروبن كلثوم، ومطلعها:

ألا هبيِّ، بصحْنِك فاصْبحينا ولا تُبـقي خُمـور الأنْدَرِينـا
6- معلقة الحارث بن حلزة، ومطلعها:

آذنتْنـا ببينهـا أسْماءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ منـه الثَّواُء
7- معلقة لبيد بن ربيعة، ومطلعها:

عَفَتْ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُهَا بمنى تَأبَّـد غولُهـا فِرَجامُهَـا

وقد أضافت العرب ثلاث معلقات:

8- معلقة أعشى قيس، عدّه ابن سلام في الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية وقرنه بامرئ القيس وزهير والنابغة مطلع المعلقة:

ودّعْ هريرةَ إنْ الركبَ مرتحلُ وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ
9- معلقة النابغة الذبياني، عدّه ابن سلام في الطبقة الأولى وقرنه بامرئ القيس والأعشى وزهير وتقدم الخلاف في أيهم أشعر وهوأحد الأشراف الذين غض الشعر منهم وهوأحسنهم ديباجة شعر وأكثر رونق كلام وأجزلهم بيتاً. مطلع المعلقة:

يا دارَ مَيّةَ بالعَليْاءِ فالسَّنَد أقْوَتْ وطَالَ عليها سالفُ الأَبَدِ
10- معلقة عبيد بن الأبرص، عدّه ابن سلام في الطبقة الرابعة وقرنه بطرفة بن العبد وعلقمة بن عبدة التميمي وعدي بن زيد العبادي. مطلع المعلقة:

أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلْحوبُ فالقُطبيَّات فالذَّنوبُ

أساليب الشعر الجاهلي

عندما نستعرض الشعر الجاهلي نجده متشابهاً في أسلوبه، فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالوقوف على الأطلال وذكر الأحبة كما نجد ذلك عند امرىء القيس في قوله:

قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بِسَقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَل

وينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يبتره بما فيه من وحش، ثم يصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أوغيره، وهذا هوالمنهج والأسلوب الذي ينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعراء.

وإذا أردنا حتى نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيب التي يتكون منها ذلك الشعر. فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر النابغة الذبياني وعنترة العبسي وعمروبن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ. هناك نوع من الألفاظ يتصف بالعذوبة، لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:

وما ذَرَفت عيناكِ إلا لِتَضْرِبِي بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتل

ومعظم ألفاظ الشعر الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص، ولكنها تأتي مع ذلك ملائمة للمعنى الذي تؤديه، ويمثل هذا النوع مدح زهير بن أبي سلمى وذمه للحرب ومن ذلك قوله:

وما الحربُ إلا ما فهمتُمْ وذقتُمُ وما هُوَ عَنهَا بالحديثِ المُرَجَّم

وألفاظ الشعر الجاهلي مفهومة في معظمها ولكنها مع ذلك تشتمل على الغريب الذي يكثر في الرجز، أما الشعر فالغريب فيه أقل، ومن الغريب الوارد في الشعر قول تأبط شراً:

عاري الظَّنَابِيبِ، مُمْتَدَّ نَوَاشِرُهُ مِدْلاَجِ أدْهم واهي الماء غَسَّاقِ

ويغلب على الألفاظ الجاهلية أداء المعنى الحقيقي، أما الألفاظ التي تعبر عن المعاني المجازية فهي قليلة. والتراكيب التي تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء، متينة النسج، متراصة الألفاظ، وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى.


صحة الشعر الجاهلي

وبعد هذا كله يتبادر إلى الذهن سؤال شغل النقاد والفهماء، وهوما مدى صحة الشعر الجاهلي؟ إنّه لسؤال يصعب الجواب عليه بدقّة وجزم. وإنّه لمن العبث حتى نشكّ في صحة الشعر الجاهلي جملةً لمجرّد بعض النحل الذي أدخله الرّواة، كما أنه من السذاجة حتى نولي الروايات الشعرية تام ثقتنا. وقد اتفق المستشرقون وفهماء العربية على معالجة هذه القضية معالجة فهمية بحتة وراحوا يتتبعون النصوص والروايات، ويقارنون فيما بين الأقوال والآراء، ويقفون صفين متناقضين في الممضى منهم يرفض الشعر الجاهلي جملةً على أنّه منحول، وكان أول من وقف هذا الموقف بطريقة فهمية مسهبة المستشرق مرجليوث الذي مضى إلى أنّ ذلك الشعر نُظم في في العصور الإسلامية، ثم نُسب إلى الجاهليين، ومنهم من يقف موقفاً معتدلاً فيعترف بالنّحل الجزئي دون الكليّ كالمستشرق شارل جيمس ليال والمستشرق جوجيوليفي دلا فيدا. وسلك مسلك مرجليوث من أدباء العرب الدكتور طه حسين الذي فصّل آراءه في كتاب تام (في الشعر الجاهلي) وشكّ في صحّة الشعر الجاهلي لأنّه يمثل في نظره الحياة الدينية والعقلية والسياسية والاقتصادية للعرب الجاهليين، ولأنّه بعيد جميع البعد عن حتى يمثل اللغة العربية في العصر الذي يزعم الرّواة أنّه قيل فيه، وبعيد عن حتى يمثّل اختلاف اللغات وتباين اللهجات فيما بين القبائل الجاهلية قبل حتى يفرض القرآن على العرب لغةً واحدة ولهجاتٍ متقاربة، وأخيراً لأنّ الشعر الجاهلي الذي اتّخذه الفهماء مادة للاستشهاد على ألفاظ القرآن والحديث ونحوهما ومذاهبهما الكلامية تحسّ كأنّه إنما قُدّ على قدر القرآن والحديث كما يُقدّ الثوب على قدّ لابسه لا يزيد ولا ينقص عمّا أراد طولاً وسعةً وهذا ليس من طبيعة الأمور بل أنّ هذه الدقّة في الموازنة تحمل على الشك والحيرة. ويضيف طه حسين إلى ذلك كلّه أنّ الشعر الجاهلي لم يصل إلينا إلا عن طريق الرواية الشفهية وهذا أمر لا يدعوإلى الاطمئنان.

ويرى طه حسين أنّ الأسباب التي حملت المسلمين على هذا النّحل هي العصبية، والدين، والقصص، والشعوبية، والرّواة. فراحوا ينحلون تأييداً لفريق على فريق، أوإثباتاً لصحّة النبوّة وصدق النّبي، أوتعظيماً لشأن النّبي من ناحية أسرته ونسبه في قريش.. أوتزييناً للقصص، أوحطّاً لشأن العرب من قبل الشّعوبيّة، أوما إلى ذلك مما تضيق هذه الصفحات بذكره وذكر الشّواهد عليه.

وقد أثارت آراء طه حسين عاصفة شديدة في البلاد العربية وراح الفهماء ينقضونها ويفندوها رأياً رأياً، ويبينون مواطن الضعف في منهج الدكتور طه حسين، وفي أدلته وشواهده. وكان من أعمق من تفهم الموضوع بطريقة فهميّة الدكتور ناصر الدين الأسد الذي قرّ رأيه، بعد النقاش الطويل، على أنّ "الشعر المنسوب إلى الجاهلية على ثلاث ضروب: فضرب موضوع منحول ... وأكثر شعر هذا الضرب ما وضعه القصّاص ليحلّوا به قصصهم، أويكسبوه في نفوس السّامعين والقارئين شيئاً من الثّقة، وما وضعه هؤلاء على لسان آدم وغيره من الأنبياء، أوعلى لسان بعض العرب البائدة، وما وضعه بعض الرّواة ليُثبتوا به نسباً أويدلّوا به على أنّ لبعض العرب قدمة وسابقة .. وضرب سليم لا سبيل إلى الشّكّ فيه أوالطّعن عليه. وذلك هوالذي أجمع الفهماء الرّواة على إثباته بعد حتى تدارسوا هذا الشّعر وفحّصوه ومحّصوه ... وأما الضرب الثالث من ضروب الشعر الجاهلي فهوالمختلف عليه الذي نطق عنه ابن سلام "وقد اختلف الفهماء في بعض الشّعر، كما اختلفت في بعض الأمور" ... فمنذ مطلع القرن الثاني الهجريّ، وبعده بقليل، قامت طائفةٌ من الفهماء الرّواة، من أمثال أبي عمروبن العلاء، وحمّاد الراوية، ثم المفضّل وخلف الأحمر وهم الطبقة الأولى من الفهماء الذين عهدتهم العربية في تاريخها الحافل فتلقوا تراث الجاهلية، شعرها وأخبارها وأنسابها، وصل إليهم بعضه مدوناً في دواوين كاملة ضمّت تراث القبيلة كلّه أوشعر شاعر فرد من شعرائها، ووصل إليهم بعضه مكتوباً في صحف متفرّقة. ثم وصل إليهم بعضه عن طريق الرّواية الشفهيّة التي كان يتناقلها الخلف عن السلف. فحملوا الأمانة، ومضوا يجمعون ما تفرّق من هذا التراث، وينظمون منه ما تجمع، يضيفون إليه ما لم يكن فيه مما تثبت لهم صحته، وينفون عنه ما ثبت لهم زيفه وفساده، ولم يألوا جهداً في التثبت والتحقيق والتمحيص والمدارسة، حتى استقام لكل منهم ما تيقن صحته، فمضى يذيعه على تلامذته في حلقات دروسه، ويشيعه في رواد مجالس فهمه، فخلف من بعدهم خلف هم الطبقة الثانية من الفهماء الرواة تأسوا بشيوخهم واقتفوا سبيلهم: يجمعون ويدرسون ويمحصون ويفحصون، ثم يستقيم لكل منهم ما يتيقن صحته فيذيعه على تلاميذه من فهماء الطبقة الثالثة.

ومع ذلك كان لابدّ لبعض هؤلاء الفهماء من حتى يختلفوا: فقد سقط لبعضهم من الصّحف المكتوبة، أوالدّواوين المدوّنة، أوالرّواة من الشيوخ الفهماء ومن الأعراب الفصحاء ما لم يقع كله لغيره. ثمّ كان لكلّ طائفة من هؤلاء الفهماء منهج في الأخذ والتلقي ... ولكن هذا الخلاف في المصادر أولاً وفي المنهج ثانياً، لم يمنع الفهماء من حتى يأخذ بعضهم عن بعض، ومن حتى يرحل فهماء المصر إلى المصر المجاور، ليأخذوا منهم ويرووا عنهم، ثم ينقلوا ما تيقنوا صحته إلى تلاميذهم، ويخطوه فيما يجمعون من دواوين. فهذه الدواوين المنسوبة التي يرتفع إسنادها إلى الطبقة الأولى أوإلى تلاميذهم من فهماء الطبقة الثانية، هي التي تحوي بين دفتيها الشعر الجاهلي الذي تيقنوا صحته بعد تحرّ واستقصاء وجمع وتمحيص ونقد."

النثر الجاهلي

تعريف بالنثر

*النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما حتى يصاغ في نطقب الشعر المنظوم وإما في نطقب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني " وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفق الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية.

يشرح ابن رشيق حتى أصل التسمية في المنظوم وهي من نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أوحفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر منثورا.لم يؤمن عليه ولم ينتفع به.

من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدور والمجوهرات وتوهم الناس حتى جميع منظوم أحسن من جميع منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وإنعدام الوزن في الكلام المنثور يجعله عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون الكتابة في هذا العصر الجاهلي والعصر الإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور التدوين الرقمي وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختصَ كُلٌ من النثر والشعر بمجالات في القول تجعله أليق به. ويعتقد ابن رشيق محقاً: إذا ما تحدثت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تحدثت به من جيد الموزون، وهويقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات العهد الإسلامي تخصيصاً.

واتى هذا رداً كافياً على الذين ينفون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أواختلاطه بسبب طبيعته الفنية الخالية من الوزن. وهولم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر - كما ذكر بروحدثان – "على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار الناس وعزائمهم". أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي الغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية. إن ما روي من النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر، وذلك لسهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي والإهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها، وقلة أوانعدام التدوين الرقمي، والاعتماد على الحفظ والرواية.

أنواع النثر الفني العربي في العصر الجاهلي

على الرغم من عدم وجود أي سجل أوكتاب مدون يحتوي على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن الغابر، إذ كان الناس يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر، وهذا من الممكن سبب قلتها، وكذا موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فإن الدارسين المحققين لهذا التراث الأدبي العربي ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة خاصة انا ادهم دوددا

الخطابة

الخطابة: هي من أقدم فنون النثر،لأنها تعتمد علي المشافهة فن محاورة الجماهير، بغية الإقناع والإمتاع،وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم، وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة بكلام بليغ وجيز وهي بترة من النثر الرفيع، قد تطول أوتقصر حسب الحاجة لها. وهي من أقدم فنون النثر، لأنها تعتمد علي المشافهة، لأنها فن محاورة الجمهور بأسلوب يعتمد علي الاستمالة وعلي اثارة عواطف السامعين، وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم، وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة، أما الإقناع فيقوم علي محاورة العقل، وذلك يقتضي من الخطيب ضرب الأمثلة وتقديم الأدلة والبراهين التي تقنع السامعين.

من أقسام أوأجزاء الخطبة: المقدمة – والموضوع – والخاتمة. ومن أهداف الخطبة: الإفهام والإقناع والإمتاع والاستمالة.

للخطابة مميزات تمتاز بها عن غيرها من الفنون، لذلك لا نستغرب حتى يتحدث الجاحظ عن وجودها، ومنها: ان لها تنطقيد فنية، وبنيوية، وسمات، ولها زي معين وهيأة تمثيلية للخطيب، وأصول في المعاملة، كما أنها تستدعي احتشاد الناس من وجهاء القوم، ولها أماكن إلقاء هي نفسها أماكن التجمعات الكبرى (مضارب الخيام، ساحات النزول، مجالس المسر، الأسواق).

من خصائص أسلوب الخطبة ؛قصر الجمل والفقرات، وجودة العبارة والمعاني، وشدة الإقناع والتأثير، والسهولة ووضوح الفكرة، وجمال التعبير وسلامة الألفظ، والتنويع في الأسلوب ما بين الإنشائي والخبري، وقلة الصور البيانية، والإكثار من السجع غير المكلف.

  • كان من مسببات ازدهار الخطبة في العصر الجاهلي ؛ حرية القول، ودواعي الخطابة كالحرب والصلح والمغامرات، والفصاحة فكل العرب كانوا فصحاء.

تعددت أنواع الخطابة باختلاف الموضوع والمضمون،فمنها الدينيـة التي تعمد إلى الوعظ والإرشاد والتذكير والتفكير، السياسية التي تستعمل لخدمة أغراض الدولة أوالقبيلة، الإجتماعية التي تعالج قضايا المجتمع الداخلية، والعالقة منها من أمور الناس، كالزواج…الخ، ومنها الحربية التي تستعمل بغية إثارة الحماسة وتأجيج النفوس، وشد العزائم، وقضائية التي تقتضي الفصل والحكم بين أمور الناس، يستعملها عادة الحاكم أوالقاضي.

من الملاحَظ حتى جُل هذه الخصائص اجتمعت في خطبة لـ(قس من ساعدة الايادي) والجدير بالذكر أنه أول من نطق في خطبته: (أما بعد) وتسمي (فصل الخطاب)، لأنها تفصل المقدمة عن الموضوع. ولقد اقترن موضوع الخطابة بالزعامة، أوالرئاسة للقبيلة أوالقوم، كما اقترن من جهة أخرى بلفظ الحسام، فلا مجال لبروز الحسام قبل بروز الكلام، ولا مطمع لسيادة القوم إلا بعد إتقان فن القول، كما حتى الخطابة قديمة الحضارات، وقدم حياة الجماعات، فقد عهدت عند المصريين، الرومان، اليونان ق05 قبل الميلاد

القصص

القصص -كما عبر بروحدثان- من الأمور التي تهفوإليها النفوس وتسموإليها الأعُين، فكان القاص أوالحاكي، يتخذ مجلسه بالليل أوفي الأماسي عند مضارب الخيام لقبائل البدوالمتنقلة وفي مجالس أهل القرى والحضر، وهم سكان المدن بلغتنا اليوم.

فالقصص فن نثري متميز، تعبير عن مجموعة من الأحداث تتناول حادثة وواقعة واحدة، أوعدة وقائع، تتعلق بشخصيات إنسانية منها وأخرى مختلفة –غير إنسانية-. للقصص قسمين حسب طبيعة أحداثها هما: 1- حقيقية واقعية و2- خيالة خرافية. تتميز السيرة، بأنها تصور فترة كاملة من حياة خاصة، أومجموعة من الحيوانات، فهي تعمد إلى عرض سلسلة من الأحداث الهامة وفقاً لترتيب معين. بينما نجد الأقصوصة تتناول قطاعاً أوموقفاً من الحياة، فهي تعمد إلى إبراز صورة متألقة واضحة المعالم بينة القسمات، تؤدي بدورها لأبراز فكرة معينة.

  • القاص: هوالسارد للأحداث، أوهوخالق مبدع، تزدحم في رأسه أحداث وشخصيات، ينفخ فيها الروح لتتحدث بنعمة الحياة. مهمته حتى يحمل القارئ إلى حياة السيرة، ويتيح له الاندماج التام في أحداثها، ويحمله على الاعتراف بصدق التفاعل الذي يحدث ما بينهما، ويعود الأمر إلى قدرة القاص على التجسيد والإقناع.

كانت مادة القصص أومواضيعه متعددة ومتنوعة، وذلك بغية التسلية والمتعة، أوحتى الوعظ والإرشاد، أوشد الهمم، فكان بعضها يدور حول: الفروسية، تاريخ القبيلة، بطولات الأمجاد؛ مثل حرب البسوس، داحس والغبراء. كانت قصصاُ من الوقائع الحياة الاجتماعية اليومية بغية الإمتاع والتسلية. ومنها القصص الخرافية، أوالأساطير، مثل قصص الغول ومنازلته في الصحراء وقصص الجان؛ فكان العرب يستمد قصصهم ومواضيعهم من حياتهم، مواقفهم، نزالاتهم، وموروثهم الثقافي مما تناقل إليهم عبر الرواية من الأسلاف، لكن هناك البعض مما استمده من جيرانهم؛ كالأحباش، الروم، الفرس، الهنود. وقد عثر فن القص، حتى النثر أنجع وسيلة يستعملها أويصطنعها القاص للوصول لهدفه، لأن الشعر بما فيه من عواطف متأججة، وخيال جامح، وموسيقى خارجية، وغير ذلك مما يرتكز عليه، لا يصلح لان يعبر تعبيراً صادقاً دقيقاً عن تسلسل الأحداث وتطور الشخصيات، في تلك الحياة التي يجب حتى تكون مموهة من الواقع.

ولكل سيرة عنصر سائد يميزها، فكل سيرة نقرؤها قد تهجر في النفس أثراً أوانطباعا ما، قد ينتج عن الأحداث أوالشخصيات، أوعن فكرة ما… ذلك الانطباع هوالعنصر السائد وهوالمحرك في السيرة، وهولا يمكن تحديده بدقة. أما عناصر السيرة هي: البتر أوالاقتباس، الأحداث، الحبكة، التشويق، الحوار، الخبر، الأسلوب. وللفهم فهناك نوعين للسيرة: سيرة ذات حبكة مفككة: التي تقوم على سلسلة من الأحداث المنفصلة، غير المترابطة، ووحدة العمل القصصي فيها لا تقوم على تسلسل الأحداث. سيرة ذات حبكة عضوية متماسكة: تقوم على حوادث مترابطة تسير في خط مستقيم والحبكة ذاتها تنقسم إلى قسمين: حبكة بسيطة: تكون السيرة مبنية على حكاية واحدة حبة مركبة: تكون السيرة مبنية على أكثر من حكاية واحدة، تتداخل فيما بينه.

الأمثال

المثل هوجملة قيلت في مناسبة ما ثم أصبح يُتمثل بها في آى مناسبة تشبه الأولي لما فيها من حكمة، فهوفن أدبي نثري ذوأبعاد دلالية ومعنوية متعددة، انتشر على الألسن، له مورد وله مضرب.

أبدع معظم العرب في ضرب الأمثال في مختلف المواقف والأحداث، وذلك لحاجة الناس العملية إليها، فهي أصدق مرشد عن الأمة وتفكيرها، وعاداتها وتنطقيدها، ويصور المجتمع وحياته وشعوره أتم تصوير، أقوي دلالة من الشعر في ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة، أما هي فلغة جميع الطبقات.
تعريف المثل:

هوقول محكم الصياغة، قليل اللفظ، موجز العبارة، بليغ التعبير، يوجز تجربة إنسانية عميقة، مضمرة ومختزلة بألفاظه، نتجت عن حادثة أوسيرة قيل فيها المثل، ويضرب في الحوادث المشابهة لها.

من مسببات انتشار الأمثال وشيوعها:

خفته وحسن العبارة، وعمق ما فيها من حكمة لاستخلاص العبر، وإصابتها للغرض المنشودة منها، والحاجة إليها وصدق تمثيلها للحياة العامة ولأخلاق الشعوب".

من مميزات المثل:

إن خصائص المثل لا تجتمع في غيره من الكلام: "إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبية، وجودة الكتابة، إضافة إلى قوة العبارة والتأثير، فهونهاية البلاغة"".

والأمثال في الغالب أصلها سيرة، إلا حتى الفروق الزمنية التي تمتد لعدة قرون بين ظهور الأمثال ومحاولة شرحها أدت إلى احتفاظ الناس بالمثل لجمال إيقاعه وخفة ألفاظه وسهولة حفظه، وهجروا القصص التي أدت إلى ضربها. وفي الغالب تغلب روح الأسطورة على الأمثال التي تدور في القصص الجاهلية مثل الأمثال الواردة في سيرة الزباء.

من الأمثلة الشهيرة على أمثال العرب في الجاهلية:

  • "لا يطاع لقصير أمر، ولأمر ما جدع قصير أنفه" ـ " بيدي لا بيد عمرو".
  • سيرة ثأر امرئ القيس لأبيه ومنها: "ضيعني صغيراً وحملني ثأره كبيراً" ـ "لا صحوإليوم ولا سكر غداً" ـ "اليوم خمر وغداً أمر".
  • جزاء سنمار: يضرب لمن يحسن في عمله فيكافأ بالإساءة إليه.
  • رجع بخفي حنين: يضرب هذا المثل في الرجوع بالخيبة والفشل.
  • إنك لا تجني من الشوك العنب: يضرب لمن يرجوالمعروف في غير أهله أولمن يعمل الشر وينتظر من ورائه الخير.

ربما يستطيع المحققون بجهد حتى يردوا بعض هذه الأمثال لأصحابها ومبدعيها، فمن حكماء العرب عدد كبير قد اشتهر بابتكاره وإبداعه للأمثال، بما فيها من عمق، وإيجاز، وسلاسة. يقول الجاحظ: "ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء أكثم بن صيفي التميمي، وربيعة بن حذار، وهرم بن قطيعة، وعامر بن الظرب، ولبيد بن ربيعة.

وأحكمهم أكثم بن صيفي التميمي، تدور علي لسانه حكم وأمثال كثيرة. وهي تجري علي هذا النسق: "رب عجلة تهب ريثاً"، "ادرعوا الليل فإن الليل أخفى للويل"، "المرء يعجز لا محالة"، "لا جماعة لمن اختلف"، "لكل امرئ سلطان على أخيه حتى يأخذ السلاح، فإنه كفى بالمشرفية واعظاً"، "أسرع العقوبات عقوبة البغي".

ولكن أمثال العرب لم تأت على مثل هذه الدرجة من الرقي والانضباط الأسلوبي، مثل التي اتى بها أكثم، بل إذا كثيراً من الأمثال الجاهلية تخلومن التفنن التصويري، وهذا بطبيعة الأمثال فإنها ترد على الألسنة عفوا ًوتأتي على ألسنة العامة لا محترفي الأدب. فلم يكن من الغريب حتى يخرج بعضها علي القواعد الصرفية والنحوية دون حتى يعيبها ذلك مثل:

  1. "أعط القوس باريها" - بتسكين الياء في باريها والأصل فتحها.
  2. "أجناؤها أبناؤها" - جمع جان وبان والقياس الصرفي جناتها بناتها لأن فاعلا لا يجمع علي أفعال وهذا يثبت حتى المثل لا يتغير بل يجري كما اتى علي الألسنة وأن خالف النحووقواعد التصريف. وبعض الأمثال يغلب عليها الغموض وقد تدل هجريبتها على معنى لا تؤدي إليه الحدثات بذاتها، ومن ذلك قول العرب: (بعين ما أرينك)؛ أي أسرع.

ولم يكن هذا النوع من الأمثال هوالوحيد بل هناك أمثال صدرت عن شعراء مبدعين وخطباء مرموقين فاتىت راغبة الأسلوب متألقة بما فيها من جماليات الفن والتصوير مثل: أي الرجال المهذب، فهذا المثل جزء من بيت للنابغة يضرب مثلا لاستحالة الكمال البشرين. والبيت: ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث. أي الرجال المهذب. ويصعب تمييز المثل الجاهلي عن الإسلامي. إلا بما يشير إليه من حادث أوسيرة أوخبر، يساعد على معهدته وتمييزه مثل: " ما يوم حليمة سر"، وحليمة بنت ملك غسان. فهوفي عصر الإسلام والمثل: "اليوم خمر وغدا أمر". هوفي العصر الجاهلي والأمثال ذات نطقب ثابت البنية، إذ هوذاته يستعمل في جميع الأحوال، وهي تنقسم إلى 03أقسام من حيث البناء ذات نطقب بسيط: إنك لن تجني من الشوك العنب. تاتي في نطقب الصنعة اللفظية: من عز بز، عش رجباً ترى عجبا. وبعضها يأتي في نطقب منتهكا الترتيب النحوي: الصيف ضيعتِ اللبن.

أما أنواع المثل، فهي حقيقية أوفرضية خيالية. "حقيقية: لها أصل، من حادثة واقعية، وقائلها معروف غالبا، فرضية: ما كانت من تخيل أديب ووضعها عل لسان طائر أوحيوان أوجماد أونبات أوما شاكل ذلك، والفرضية تساعد على النقد والتهكم ووسيلة ناجحة للوعظ والتهذيب. - بعض يمثل منهجا معينا في الحياة كقولهم: إذا الحديد بالحديد يٌِفًلح".

وبعضها ما يحمل توجيها خاصا كقولهم: قبل الرماء تملأ الكنائن. وبعضها يبني علي ملاحظة مظاهر الطبيعة أويرتبط بأشخاص اشتهروا بصفات خاصة. أما من حيث اللغة فقد تستعمل الفصحى وهي عادة المثل الجاهلي، وقد تستعمل اللهجة العامية، وقد تكون هجينة ما بين ألفاظ فصحى وأخرى دخيلة وتسمى بالمولدة.

الحكم

الحكمة قول موجز مشهور صائب الفكرة، رائع التعبير، يتضمن معنى مسلماً به، يهدف عادة إلى الخير والصواب، به تجربة إنسانية عميقة.

  • من مسببات انتشار الحكمة اعتماد العرب على التجارة واستخلاص العظة من الحوادث نفد البصية والتمكن من ناصية البلاغة. وكان من أبرز خصائصها ؛روعة التشبيه، وقوة اللفظ، ودقة التشبيه، وسلامة الفكرة مع الإنجاز.
    • أوجه الاختلاف بين المثل والحكمة:
  • تتفق الحكمة مع المثل في: الايجاز، والصدق، وقوة التعبير، وسلامة الفكرة.
  • تختلف الحكمة عن المثل في أمرين:
  1. لا ترتبط في أساسها بحادثة أوسيرة.
  2. إنها تصدر غالبا عن طائفة خاصة من الناس لها خبرتها وتجاربها وثقافتها.
  • أسباب انتشارها:

قد شاعت الحكمة علي ألسنة العرب لاعتمادها علي التجارب واستخلاص العظة من الحوادث ونفاذ البصيرة والتمكن من ناحية البلاغة.

النثر المسجوع أوسجع الكهان

تعريف النثر المسجوع: "لون فني يعمد إلى ترديد بتر نثرية قصيرة، مسجعة ومتتالية، تعتمد في تكوينها على الوزن الإيقاعي أواللفظي، وقوة المعنى".

  • هذا نوع من النثر في العصر الجاهلي، أولاه المستشرقون من العناية أكثر مما يستحق؛ وبعضهم كان يغمز بذلك من طرف خفي إلى الفواصل في آيات القران الكريم كأنه يريد الطعن في إعجازه.
  • يقول المستشرق بلاشير في كتابه (تاريخ الأدب العربي)، "إن سكان المجال العربي عهدوا، دون ريب، نظاماً إيقاعياً تعبيرياً تجاوز ظهور النثر العربي، ولم يكن هذا الشكل الجمالي هوالشعر العروضي، ولكنه نثر إيقاعي ذوفواصل مسجعة". ويضيف أنه من الممكن حتى يصعد السجع إلى أكثر الآثار الأدبية عند العرب إيغالاً في القدم، وبالتالي إلى ماضي أكثر غموض". فهناك من يؤكد بأن المسجوع كان الفترة الأولى التي عبرها النثر إلى الشعر عند العرب.
  • يقول ابن رشيق: وكان كلام العرب كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم الأخلاق وطيب أعراقها، وصنعوا أعاريض جعلوها موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً ". فلما استقر العرب، واجتمعوا بعد تفرق، وتحضروا بعد بداوة، واجتمع لهم من سمات الحضارة وثقافة الفكر، وتنظيم الحياة، ما جعلهم يشعرون بحاجتهم إلى كلام مهذب، وأسلوب رشيق، وفكرة مرتبة، فكان النثر المسجوع وسيلتهم في ذلك.
  • من مميزاته أنه يأتي محكم البناء، جزل الأسلوب، شديد الأسر، ضخم المظهر، ذوروعة في الأداء، وقوة في البيان، ونضارة في البلاغة. لغته تمتاز بأنها شديدة التعقيد، كثرة الصنعة، كثرة الزخارف في أصواتها وإيقاعها.

لذلك فالنثر المسجوع يأتي في فترة النضج. بينما كنا قد رجحنا من قبل بأسبقية الأمثال على غيرها من أشكال التعبير النثري.

وظاهرة السجع المبالغ فيه في النثر الجاهلي، قد ارتبطت بطقوس مشربة بسحر والكهون ومعتقدات الجدود، لذلك يكثر في رأيه ترديد البتر النثرية القصيرة المسجعة أثناء الحج في الجاهلية، وحول مواكب الجنائز، مثل قول أحدهم: من الملك الأشهب، الغلاب غير المغلب، في الإبل كأنها الربرب، لا يعلق رأسه الصخب، هذا دمه يشحب، وهذا غدا أول من يسلب". ويتصف هذا النثر إجمالاً باستعمال وحدات إيقاعية قصيرة تتراوح بين أربعة وثمانية مقاطع لفظية (…) تنتهي بفاصلة أوقافية، ودون لزوم التساوي بين الجمل أوالمقاطع.

الوصايا

الوصية لون من ألوان النثر التي عهدها العرب في الجاهلية؛ وهي قولٌ حكيم صادر عن مجرّب خبير، يوجهه إلى من يحب لينتفع به، أومن هوأقل منه تجربة.

  • وصّى أوأوصى الرجل بمعنى "عهد إليه". نطق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خير فإنهن عندكم عوان".

والوصية من عند الله إنما هي فريضة. يقول تعالى: "يوصيكم الله في أولادكم..". وسميت بالوصية أيضاً لاتصالها بأمر الميت، وتعني كذلك حدثة وصّى الشيء وصياً أي اتصل، ووصله. فقد سمّي علي كرم الله وجهه "الوصي" لاتصال نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثمة فرق بين الوصية والخطبة وهوحتى الخطبة هي فن محاورة الجماهير لاستمالتهم وإقناعهم، أما الوصية فهي قول حكيم لإنسان مجرب يوصي به من يحب لينتفع به في حياته. ومن الوصايا التي اتىت في القرآن الكريم في سورة لقمان، قوله تعالى:وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ

  • أجزاء الوصية:
  1. المقدمة: وفيها تمهيد وتهيئة لقبولها.
  2. الموضوع: وفيه عرض للأفكار بوضوح واقناع هاديء.
  3. الخاتمة: وفيها إجمال موجز لهدف الوصية.

ويتضح ذلك على سبيل المثال في (وصية أم لإبنتها) عند زقابلا لإمامة بنت الحارث.

  • من أبرز خصائص أسلوب الوصية هي دقة العبارة ووضوح الألفاظ، وقصر الجمل والفقرات، والإطناب بالتكرار والترادف والتعليل، وتنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء، والإقناع بترتيب الأفكار وتفصيلها وبيان أسبابها، والإيقاع الموسيقي، إذ يغلب عليها السجع لتأثيره الموسيقي، واشتمالها على كثير من الحكم، وسهولة اللفظ، ووضوح الفكرة.

سمات النثر الجاهلي الفنية

  1. رقي الأفكار والمعاني.
  2. جزالة الألفاظ وخشونتها، وصحة التراكيب.
  3. الاهتمام بالمحسنات البديعية وخاصة السجع.
  4. التنوع في الأسلوب بين الخبري والإنشائي.
  5. صدق العاطفة.
  6. جودة الصورة.
  7. الإغراق في الخيال أحياناً.
  8. تصوير البيئة الجاهلية تصويراً دقيقاً.

أنظرأيضاً

  • في الشعر الجاهلي

مصادر

  • طبقات فحول الشعراء لابن سلام "طبع دار المعارف" ص 23 وما بعدها.
  • ديوان امرئ القيس "طبع دار المعارف" ص 124.
  • انظر أخباره في الأغاني: "طبعة دار الخط" 5/ 34.
  • الشعر والشعراء: 1/ 256 وخزانة الأدب للبغدادي: 1/ 302.

المصادر

  1. ^ المخطة الكاملة رواة الشعر الجاهلي وعصر التدوين الرقمي Archived 14 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  2. ^ مقدمة الشعر الجاهلي - المخطة الكاملة رواة الشعر الجاهلي وعصر التدوين الرقمي Archived 14 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  3. ^ الكاملة موضوعات وأغراض الشعر الجاهلي Archived 25 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  4. ^ موضوعات الشعر الجاهلي / المخطة الكاملة Archived 25 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  5. ^ الجامع في تاريخ الأدب العربي لحنا الفاخوري، ص146. Archived 22 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  6. ^ الجامع في تاريخ الأدب العربي لحنا الفاخوري، ص147-148. Archived 22 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  7. ^ تاريخ العرب لفيليب حتي، ص144. Archived 22 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  8. ^ صناجة الطرب لنوفل الطرابلسي، ص125.
  9. ^ مسقط أدب، عدي بن زيد.
  10. ^ الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي المخطة الكاملة Archived 25 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  11. ^ الخئائص المعنوية للشعر الجاهلي المخطة الكاملة Archived 25 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  12. ^ أم القرى عن الشعر الجاهلي - المعلقات
  13. ^ العالمية للشعر العربي قسم الشعر الجاهلي - معلقة امرئ القيس
  14. ^ مسقط أدب، معلقة طرفة بن العبد. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  15. ^ مسقط أدب، معلقة زهير بن أبي سلمى. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  16. ^ مسقط أدب، معلقة عنترة بن شداد. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  17. ^ العالمية للشعر العربي قسم الشعر الجاهلي - معلقة عمروبن كلثوم
  18. ^ مسقط أدب، معلقة الحارث بن حلزة. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  19. ^ مسقط أدب، معلقة لبيد بن ربيعة. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  20. ^ المخطة الوقفية-المعلقات العشر وأخبار شعرائها، ص42. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  21. ^ مسقط أدب، معلقة الأعشى. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  22. ^ المخطة الوقفية-المعلقات العشر وأخبار شعرائها، ص52. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  23. ^ مسقط أدب، معلقة النابغة الذبياني. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  24. ^ المخطة الوقفية-المعلقات العشر وأخبار شعرائها، ص59. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  25. ^ مسقط أدب، معلقة عبيد الأبرص. Archived 25 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  26. ^ الجامع في تاريخ الأدب العربي لحنا الفاخوري، ص101-102-103-104. Archived 22 June 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  27. ^ في الأدب الجاهلي لطه حسين، ص80-88.
  28. ^ في الأدب الجاهلي لطه حسين، ص88-99.
  29. ^ في الأدب الجاهلي لطه حسين، ص101-107.
  30. ^ في الأدب الجاهلي لطه حسين، ص119-121.
  31. ^ مصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسد، ص465-477.
  32. ^ مصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسد، ص477-478.
  33. ^ الكاملة النثر الجاهلي Archived 25 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  34. ^ المخطة الكاملة الأمثال قسم النثر الجاهلي Archived 25 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  35. ^ المخطة الكاملة سجه الكهان قسم النثر الجاهلي Archived 2 December 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  • طبقات فحول الشعراء لابن سلام "طبع دار المعارف" ص 23 وما بعدها.
  • ديوان امرئ القيس "طبع دار المعارف" ص 124.
  • انظر أخباره في الأغاني: "طبعة دار الخط" 5/ 34.
  • الشعر والشعراء: 1/ 256 وخزانة الأدب للبغدادي: 1/ 302.
  • منطق أحمد محمد عوف بمجلة منبر
تاريخ النشر: 2020-06-08 12:23:17
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, Portal templates with redlinked portals, أدب حسب الحقبة, أدب عربي, جاهلية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رفعوا علم فلسطين فوقها.. فيديو للحظة احتجاز الحوثيين لسفينة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:24:25
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

غامبيا تجدد التأكيد على دعمها لمغربية الصحراء

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:27:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

الرئيس التركي: نتنياهو يهز صورة إسرائيل باستهدافه المستشفيات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:24:43
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

بروف شيني.. وتشفي الإخوان المسلمين

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:26:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

119 دراجا بطواف العلا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:28:02
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

في يومهم العالمي..الأطفال وقود حرب غزة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:27:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

مانشيني: اخترت أفضل اللاعبين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:28:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

أزيلال.. عمر آيت شيتاشن يفوز بنصف ماراطون (جيوبارك مكون) الدولي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:27:48
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

الهلال الأحمر الفلسطيني: لا توجد مركبات إسعاف تابعة لنا تعمل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:24:52
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الأمم المتحدة: المساعدات لا تصل إلى 800 ألف فلسطيني في شمال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:25:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

الحكومة بغزة: العدوان الإسرائيلي تسبب في خروج 55 مستشفى و52

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:24:34
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

تكريم المشاركين بأعمال شعلة الألعاب السعودية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:28:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

صوابع زينب تلهب البوليفارد السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:28:00
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

الحوثيون: نحذر من أي تدخل أجنبي في مياه اليمن الإقليمية أو ج

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:25:18
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

تداول 7.1 مليارات ريال السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:28:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

قُتل على أيدي رعاة في كينيا: هلاك أحد أكبر الأسود البرية في العالم

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:26:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

تطوير المنظومة المائية بالمشاعر المقدسة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:27:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

عودة ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:28:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

العاهل الأردني يؤكد ضرورة وقف الحرب على غزة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-20 18:25:02
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية