مهران يوسف

عودة للموسوعة

مهران يوسف

مهران يوسف من المذيعين البارزين في شاشة التلفزيون السوري , حبه للغة العربية دفعه إلى الدخول لهذا العالم,

وكان حظه أنه عمل مع عمالقة الإذاعة والتلفزيون السوري والذين ساعدت رقابتهم الشديدة ومتابعتهم له ولزملائه على زيادة حبه لمهنته والعمل عليها وتطويرها.‏

- رفض الكثير من الفرص التي ينطق عنها ( مضىية ) والتي قدمت له للعمل في الفضائيات, وكانت حجته لهم أنه مثل السمك لايقدر على هجر الماء - وهولايقدر على هجر الشام. حيث نطق: عندي بلدي بالدنيا, ولست مستعداً للذهاب إلى أي بلد آخر.‏

- عهد بقراءته نشرات الأخبار, وكان يطلب منه قراءة جميع الأحاديث والتصريحات التي يدلي بها القائد الخالد حافظ الأسد إلى المحطات أوالإذاعات.‏

- يقول عن نفسه بلقاء مع جريدة الثورة السورية بتاريخ الأحد 17\2\2008:‏

النشأة

ولدت في دمشق وأنا الأخ الأصغر لأخ أكبر وأخت, والدي أرمني هاجر من لواء اسكندرون واستقر في دمشق وتعهد على والدتي وهي بنت عرب من الميدان, تزوجها وعمل في صناعة ( المشط) التي كانت مزدهرة تلك الأيام لكثرة الطلب عليها بسبب انتشار القمل ولاسيما في الأحياء الفقيرة, حيث لم تكن المواد المطهرة الموجودة حالياً.‏

درست الفترة الابتدائية في مدرسة يوحنا الدمشقي في القصاع والتي كانت قريبة من بيتنا, أكملت الإعدادية والثانوية في الآسية في باب توما, وكنت طيلة فترة دراستي من المتفوقين, وكان يستغرب الناس من لغتي العربية السليمة ( نوعاً ما) رغم صغري آنذاك, والتي نفتقدها في شباب هذه الأيام. وهذا يعود بالدرجة الأولى لمفهمتي ( ذكية فرح ) رحمة الله عليها والتي كانت مديرة المدرسة الإعدادية.‏

بعدها في الفترة الإعدادية تلقفنا أستاذ في اللغة العربية / خليل مالك / الذي تميز بالصرامة والجدية.. وغيرهم من الأساتذة المتميزين.‏


حلم الطفولة‏

توفي والدي وعمري عشر سنوات وتولى رعايتي أخي الأكبر الذي كان بمثابة والدي .. وبعد نيلي الشهادة الثانوية. رغبت حتى أحقق حلم الطفولة بأن أكون طياراً, لذا تقدمت إلى الكلية الجوية ونجحت , استدعيت للالتحاق بالكلية, ولكني لقيت ممانعة كبيرة من أخي رحمة الله عليه الذي توفي منذ ست سنوات, وكانت حجته أنه يخاف عليّ ولأن عائلتنا صغيرة ولايريدني حتى أهجر البيت وأهلي. وكان من الصعب عليّ رفض طلب له لهذا صرفت النظر عن هذا الموضوع.‏

- وفي هذه الفترة سجلت بجامعة دمشق, وعملت مديراً لمدرسة ابتدائية خاصة تابعة للأرمن. أهملت دراستي بالجامعة.. وكنت مغرماً بسماع الإذاعات, أحب صوت عادل خياطة وصوت خلدون المالح وفؤاد شحادة, هؤلاء العمالقة الذين تعاقبوا على إذاعة دمشق قبل دخولهم في مجال التلفزيون.‏

دخولي الإذاعة‏

في عام 1962 أعرب عن مسابقة لاختيار مذيعين. تقدمت لها وكنت من الناجحين مع عدد من الزملاء هم ( أحمد زين العابدين ومحمد قطان وسمير حملت والسيدة فاطمة خزندار ).‏

- عملنا في مجال الإذاعة بداية, وكان هناك إشراف دقيق على المذيعين, خلال هذه الفترة أهملت دراستي الجامعية تماماً. وكنت جميع ثلاث سنوات انتقل من كلية لأخرى دون حتى آخذ الشهادة. وسجلت في كلية الحقوق وبعدها في قسم التاريخ، وبقيت على هذا المنوال عشر سنوات أخذ عملي مني جميع الوقت والجهد وباللقاء كانت رواتبنا جيدة, تكفي وتزيد، مقارنة بالأسعار.‏

إضافة لذلك كنت أعمل بالتدريس إلى غير ذلك إلى حتى التقيت ذات يوم مدير عام الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عطية الجودة, وسألني عن الشهادة التي أحملها فقلت له:/بكالوريا/, فرد عليّ بحدثات قاسية أثرت فيّ, وقررت على أثرها متابعة الدراسة, ولكن لم يعد يسمح لي متابعتها في جامعة دمشق بسبب مضي عشر سنوات على الشهادة الثانوية. لذلك سجلت في بيروت ونلت إجازة في الأدب العربي خلال أربع سنوات.‏

أهوى العمل الإذاعي‏

بسبب حبي الشديد لعملي لم أكن أشعر بالصعوبات بعملي, ولأني أعتبره هواية , أحبه وأحترمه, فالمذيع الذي لايحب عمله ولا يحترمه لن ينجح فيه. كانت الرقابة شديدة جداً على جميع مانقدمه ونذيعه ومنها النشرات. كانت المراقبة الأكثر على النشرات الإخبارية. فمدير الأخبار والتلفزيون يراقبها ويتابع الأخطاء, وفي حال وجود أخطاء غير لغوية تتعلق بالمذيع كالحضور ونوعية القراءة, يستدعى المذيع على الفور وينبّه على ذلك. ويوقف عن العمل لفترة طالما التكرار أحياناً.‏

حالياً.. هذا الشيء غير موجود.. سليم أنه يوجد مدققون لغويون ولكن لاتوجد رقابة على الشاشة والإذاعة. ومايظهر على الشاشة لايراه المعنيون إلا قلة قليلة منهم, ولهذا تكثر الأخطاء ولا أحد يراها ويدري بها, إضافة لهذا استسهال العمل الإذاعي والتلفزيوني وعدم إعطائه الجدية المطلوبة.‏

45 سنة في العمل المتواصل‏

كنا نحترم عملنا كثيراً ومازلنا حتى الآن ورغم مرور 45 سنة على وجودي في العمل مازلت أحترمه, وعندماقد يكون عليّ تقديم نشرة أخبار, أكون في مخطي قبل ساعتين لتحضير النشرة, أما الآن فلانجد ذلك عند المذيعين الجدد, فالبعض يأتي قبل خمس دقائق والبعض الآخر قبل دقيقتين وهمهم الأول الشهرة والنجومية وماذا سيقبضون, أما الاهتمام بهذه المصلحة وتطويرها فهوغير موجود ولايتقبلون النصيحة ولايسمعون الملاحظة من أحد.‏

لم تغرني المحطات الأخرى‏

لدينا الإمكانيات الجيدة في سورية إذا استطعنا توجيهها. وستكون أفضل مما نراه على الفضائيات اليوم.‏

- أنا لست ضد المذيعات والمذيعين الجيدين الذين فضلوا العمل في محطات خارجية. بل عليهم الدخول في التجربة. وينطبق هذا على المهندسين والمصورين فهم يعملون في دول الخليج ويبدعون بعملهم. ونحن بدورنا علينا تشجيعهم, فهم سفراء لنا وأكبر مثال على ذلك: لونا الشبل التي تعمل بالجزيرة, وزينة يازجي بالعربية وابراهيم القاسم بالعربية, فإضافة إلى الشهرة التي حققوها. العروض المادية مغرية جداً. ولاشك أننا خسرناهم, ولكن يوجد أمثالهم وربما أفضل إذا أحسّنا الانتقاء والتوجيه.‏

- بالنسبة لي لم تغرني المحطات الفضائية وقد عرض عليّ العمل في قطر عندما اتى وفد للقاءة المذيعين ورفضت الذهاب وقتها, فطلب سفير قطر من هاني الروماني حتى يخبرني أنه مستعد لمضاعفة الراتب إذا كان لايعجبني, فكان جوابي (لويعطوني بير بترول لن أمضى خارج البلد ).‏

- وعرض عليّ عمل آخر في دبي ورفضته والسبب أنني أحب العيش في بلدي على الحلوة والمرة. وعندي بلدي بالدنيا ولست مستعداً للذهاب لأي مكان آخر, وبالأخص لأن القائد الخالد ( حافظ الأسد ) كان لايرفض لنا طلباً, وإذا طلبنا لقاءته خلال أسبوع نكون مجتمعين معه ومشكلاتنا محلولة كلها.‏

- أحب عملي وأحترم القائمين عليه وأسمع ملاحظات جميع الأصدقاء والمعنيين ولوكانوا شباباً وأصغر منيّ, وتربطني صداقات قوية بمن سبقوني وبالموجودين حالياً سواء من المديرين أوالموظفين والمعدين والمخرجين. وبرأيي إذا الاحترام المتبادل هوالأساس الذي نبني عليه علاقاتنا وهوموجود في مجال عملنا إذا أردنا ذلك كأي مكان آخر.‏

مواقف أحزنتني‏

- أول موقف كان له الأثر الكبير في نفسي, عندما دعيت لقراءة نبأ استشهاد ( باسل الأسد), حزنت كثيراً لدرجة أني لم أتمالك نفسي أثناء قراءة الخبر وبكيت على الشاشة.‏

- والمرة الثانية عند قراءة نبأ وفاة الرئيس الخالد رحمة الله عليه, إذ كان من الصعب قراءة هذين الخبرين.‏

- كنت بشكل دائم أقرأ جميع الأحاديث التي كان السيد الرئيس يدلي بها إلى المحطات أوالإذاعة أوالتلفزيون, ولا أحد يقرؤها سواي.‏

هكذا كانت التوجيهات. وهذا من الأسباب القوية التي جعلتني لاأغادر البلد. أما الآن للأسف: يحزّ في نفسي حتى أجد مذيعاً رياضياً يقرأ حديثاً للسيد الرئيس, وعندما نلومهم على ذلك يقولون: إنه لايوجد مذيع.‏

وكيف يمكن لمذيع مختص بالرياضة حتى يؤدي حديثاً للرئيس فلابد من الاختصاص في هذا المجال, فأنا مثلاً, من المحال حتى أكون مذيعاً للرياضة لأن المذيعين الرياضيين لهم نمطهم وأسلوبهم.‏

- أما الاعتزال فلا أفكر فيه وليس وارداً بذهني هذا الأمر, فأنا مثل السمك الذي لايمكنه العيش خارج الماء.‏

حلم قد لايتحقق‏

- الشيء الذي أحلم به وأراه قد لايتحقق, حتى تكون شاشتنا منتشرة وأن يشاهدها جمهورها. ويبدوحتى هناك أسباباً كثيرة لعدم تحقيق ذلك. لأني أرى الناس يهربون لمشاهدة المحطات الأخرى حتى الأخبار الرئيسة لايسمعونها من شاشتهم ( فأخبارنا نسمعها من غيرنا).‏


المراجع

تاريخ النشر: 2020-06-08 14:49:55
التصنيفات: أرمن سوريون, إعلاميون سوريون, أشخاص من لواء الإسكندرون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير التعليم يرد على ولي أمر حول التشعيب بالثانوية: كل شيء في موعده

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

رئيس الأسقفية يترأس قداسًا بسجن القناطر بمناسبة عيد القيامة المجيد

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

مناقصة 19 أبريل .. إصدار سندات للخزينة بمبلغ 1.21 مليار درهم

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:27
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

شكري يبحث مع وزير الدولة البريطاني تعزيز العلاقات المشتركة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:48
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

الصحة تطلق 27 قافلة طبية مجانية بالمحافظات حتى نهاية رمضان

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

وزير التعليم عن ورقة المفاهيم: «لا يوجد احتياج للحفظ ولا داعي للقلق»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

شريف إكرامي: غادرت الأهلي بعد تأكدي أن رحيلي لن يؤثر على النادي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:37
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 40%

هل امتحانات أولى ثانوي أسئلة موحدة أم نماذج مختلفة؟.. وزير التعليم يرد

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:51
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

20 درهما مقدار زكاة الفطر هذه السنة حسب المجلس العلمي الأعلى

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:30
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

"حرقت الطبخة واتهمت الناس".. سخرية من برنامج سوري

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:09
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 91%

الكشف عن معلق مباراة الأهلي والرجاء

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-20 18:17:35
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية