وقعة صفين

عودة للموسوعة

سقطة صفين

معركة صفين
جزء من الفتنة الكبرى

الخوارج
التاريخ 26 يوليو657 م/ 37 هـ
المسقط
صفين، سوريا
النتيجة
  • انتهت المعركة بطلب التحكيم بين الطرفين
    * ظهور الخوارج المنشقين عن جيش علي بن أبي طالب الذين رفضوا التحكيم
    * إستقلال إداري تام لـ معاوية بن أبي سفيان بولاية بلاد الشام ومصر فيما بعد وأنقد يكون إتباع شرعي وصوري لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي حكم الجزيرة العربية والعراق وبلاد فارس
الخصوم
قوات علي بن أبي طالب قوات معاوية بن أبي سفيان
القادة والزعماء
الأشتر النخعي (اليوم الأول)
هاشم بن عتبة (اليوم الثاني)
عمار بن ياسر (اليوم الثالث)
محمد بن الحنفية (اليوم الرابع)
عبد الله بن عباس (اليوم الخامس)
قيس بن سعد (اليوم السادس)
الأشتر النخعي (اليوم السابع)
حبيب بن مسلمة (اليوم الأول)
أبوالأعور السلمي (اليوم الثاني)
عمروبن العاص (اليوم الثالث)
عبيد الله بن عمر (اليوم الرابع)
الوليد بن عقبة (اليوم الخامس)
ذوالكلاع الحميري (اليوم السادس)
حبيب بن مسلمة (اليوم السابع)
القوات
~125,000 ~135,000
الخسائر
~25,000 ~45,000

سقطة صفين هي معركة سقطت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في 26 يوليو657 م/ 37 هـ. وكانت امتداداً للفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان على يد ثوار اجتمعوا من مصر وغيرها. وبدأت معركة صفين في 1 صفر 37 هـ ، وصفين منطقة بين الشام والعراق.

أسباب المعركة

بعد مقتل عثمان طلبت البيعة لخلافة المسلمين لعلي وتمت له في المسجد النبوي في المدينة. هبط علي بن أبي طالب الرحبة بعد مسقطة الجمل وأوفد إلى معاوية يدعوه للمبابعة والطاعة إلا حتى معاوية اشترط القصاص ممن أقدموا على اغتال عثمان أوتسليمهم لكي يقتصوا منهم فاعتذر علي بعدم معهدته بالجناة وأن الأولى المبايعة ليكونوا بعدها يداً واحدة في معاقبة الجناة، ودارت بينهما مراسلات عدة استوعب خلالها قتلة عثمان خطورة موقفهم وأن مبايعة معاوية لعلي ستجر عليهم العقاب والقصاص، لذلك حرصوا على التحريش بين الفريقين وجرهم إلى اللقاءة وقد نجحوا في ذلك.


الجيش

جهّز معاوية جيشاً عدده 130 ألف مقاتل من الشاميين، وجهّز الإمام علي جيشاً عدده 135 ألف مقاتل من الكوفيين، منهم 100 مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله في معركة بدر الكبرى، كعمار بن ياسر، وحزيمة بن ثابت، وسعد بن قيس، وعبد الله بن عباس وغيرهم.

الاستعانة بقتلة عثمان

رأى علي بن أبي طالب حتى مصلحة المسلمين العامة تقتضي مقاتلة هذه الفئة التي خرجت على أمير المؤمنين، وخرجت على جماعة المسلمين، ورأى حتى من المصلحة أيضًا حتى يستعين على قتالهم بهؤلاء القوم من أهل الفتنة لِمَا لهم من العدد والعدة. وكانوا ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين:

- مجموعة تظن أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومضىت لأجل هذا لخلع عثمان بن عفان، أوقتله، وكذلك نطق محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعثمان بن عفان رضي الله عنه:

إنا لا نريد حتى نكون يوم القيامة ممن يقول:[رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا] {الأحزاب:67 .

فكان رضي الله عنه يعتقد ابتداءً، ولديه قناعة تامة حتى عزله لعثمان رضي الله عنه، أوقتله قربة إلى الله، وكان الكثير منهم قد ضُلّل من قِبَل رءوس الفتنة.

- أما المجموعة الأخرى، فكانت تظهر الإسلام، وتبطن الكفر والكيد والحقد على الإسلام، فكانوا من المنافقين.

وقائع المعركة

اليوم الأول

أخرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه في اليوم الأول- وكان غرّة شهر صفر- الأشتر النخعي على رأس مجموعة كبيرة من الجيش، وأخرج معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حبيب بن مسلمة مع مجموعة كبيرة من جيشه، وتدور الحرب بين الفريقين بشدة من الصباح حتى المغرب، ويسقط الكثير من القتلى الشهداء من الفريقين، ويكون القتال في هذا اليوم متكافئًا.

اليوم الثاني

في اليوم التالي الخميس 2 من شهر صفر، أخرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد المجاهدين الذين لمعت أسماءهم كثيرًا في فتوح فارس والروم، وأخرج معاوية رضي الله عنه أبا الأعور السلمي، ويدور قتال شديد، ويتساقط القتلى والشهداء من الفريقين دون حتى تكون الغلبة لأحدهما.

اليوم الثالث

في اليوم الثالث يخرج على فريق العراق عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه، وهوشيخ كبير قد تجاوز التسعين من عمره، ويخرج في الناحية الأخرى عمروبن العاص رضي الله عنه وأرضاه ويتقاتل الفريقان من الصباح حتى المغرب، ولا يتم النصر لأحد الفريقين على الآخر.


اليوم الرابع

في اليوم الرابع يخرج على فريق علي بن أبي طالب محمد بن علي بن أبي طالب المُسمّى محمد بن الحنفية، وعلى الناحية الأخرى عبيد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ويدور القتال من الصباح إلى المساء، ويسقط القتلى والشهداء من الفريقين ثم يتحاجزان، ولا تتم الغلبة لأحد الفريقين على الآخر.

اليوم الخامس

اليوم الخامس يخرج على فريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وعلى الفريق الآخر الوليد بن عقبة فاتح بلاد أذربيجان وجزء كبير من بلاد فارس في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد ولّاه عثمان رضي الله عنه، وهوابن خمس وعشرين وسنة، وكانت له جهود كبيرة في الجهاد في سبيل الله، وتقاتل الفريقان طوال اليوم دون حتى يحرز أحدهما النصر على صاحبه.

اليوم السادس

في اليوم السادس يخرج على فريق العراق قيس بن سعد، وعلى جيش الشام ابن ذي القلاع الحميري، وكان هووأبوه ذوالقلاع في جيش معاوية رضي الله عنه، وقد استشهد والده في هذه المعركة، ويدور القتال الشديد بين الفريقين من الصباح إلى المساء، ويتساقط القتلى والشهداء ويكثر الجرحى دون حتى تكون الغلبة لأحد الفريقين.

اليوم السابع

في اليوم السابع يخرج للمرة الثانية الأشتر النخعي على مجموعة من جيش العراق، ويخرج على جيش الشام حبيب بن مسلمة الذي قد خرج له في المرة الأولى.

وفي مساء هذا اليوم تبين حتى استمرار هذا الأمر، من إخراج فرقة تتقاتل مع الفرقة الأخرى دون حتىقد يكون النصر لأحد سيأتي على المسلمين بالهلاك، ولن يحقق المقصود، وهوإنهاء هذه الفتنة، وكان علي بن أبي طالب رضي الله بعمل ذلك ليجنّب المسلمين خطر التقاء الجيشين الكبيرين، ولئلا تُراق الدماء الكثيرة، فكان يخرج مجموعة من الجيش لعلها حتى تهزم المجموعة الأخرى، فيعتبروا ويرجعوا عن ما هم عليه من الخروج على أمير المؤمنين، وكذلك كان معاوية رضي الله عنه يخرّج مجموعة من جيشه فقط دون الجيش كله ليمنع بذلك إراقة دماء المسلمين.

فقرر علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى يخرج بجيشه كله لقتال جيش الشام، وكذلك قرر معاوية رضي الله عنه، ويبقى الجيشان طوال هذه الليلة يقرءون القرآن، ويصلون، ويدعون الله حتى يمكنهم من رقاب الفريق الآخر جهادًا في سبيل الله، ويدوّي القرآن في أنحاء المعسكرين، ويبايع جيش معاوية معاوية رضي الله عنه على الموت، فليس عندهم تردد فيما وصلوا إليه باجتهادهم، ويستعدون للقاء الله تعالى على الشهادة في سبيله، ومع أنهم يفهمون أنهم يقاتلون فريقًا فيه كبار الصحابة؛ علي بن أبي طالب، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عباس، وغيرهم، إلا أنه كان معهم أيضًا الكثير من الصحابة معاوية بن أبي سفيان، وعمروبن العاص، وعبد الله بن عمروبن العاص، وهومن أفقه الصحابة، ولم يكن يرغب على الإطلاق حتى يقاتل في صف معاوية، أوعلي رضي الله عنهما ولم يشهجر رضي الله عنه في هذه المعركة إلا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أوصاه بألا يخالف أباه، وقد أمره أبوه عمروبن العاص رضي الله عنه حتى يشارك في القتال، فاشهجر رضي الله عنه في الحرب، ولكنه لم يقاتل ولم يحمل سيفًا في وجه أحد من المسلمين.

اليوم الثامن

وفي اليوم الثامن يخرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه على رأس جيشه، كما يخرج معاوية بن سفيان رضي الله عنه على رأس جيشه، ويدور بين المسلمين من الطرفين قتال عنيف، وشرس لم يحدث مثله من قبل، فهؤلاء هم الأسود الشجعان الذين قهروا دولة الروم ودولة الفرس، وثبت الفريقان لبعضهما ولم يفرّ أحد، ودار هذا القتال من الصباح حتى عشاء هذا اليوم، وتحاجز الفريقان بعد سقوط الكثير من الشهداء، والقتلى والجرحى.


اليوم التاسع

وفي اليوم التاسع يصلّي علي بن أبي طالب رضي الله عنه الصبح، ويخرج مباشرة لساحة القتال مستأنفًا من جديد، وفي هذا اليوم كان على ميمنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عبد الله بن بديل، وعلى ميسرته عبد الله بن عباس، ويهجم عبد الله بن بديل بالميمنة التى هوعليها على ميسرة معاوية رضي الله عنه التي كان عليها في ذلك الوقت حبيب بن مسلمة، ويجبرهم عبد الله بن بديل على التوجه إلى القلب، ويبدأ جيش علي رضي الله عنه في إحراز بعض من النصر، ويرى ذلك معاوية رضي الله عنه، فيوجه جيشه لسد هذه الثغرة، وينجح جيشه بالعمل في سد الثغرة ويردّون عبد الله بن بديل عن ميسرتهم، وقُتل في هذا اليوم خلق كثير، وانكشف جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى وصل الشاميون إلى علي رضي الله عنه، فقاتل رضي الله عنه بنفسه قتالًا شديدًا، وتقول بعض الروايات إنه اغتال وحده في هذه الأيام خمسمائة من الفريق الآخر، وقد يحدث مبالغًا في هذه الرقم، وخاصةً أنه في أحداث الفتن تكثر الروايات الموضوعة، والكاذبة التي تشمئز منها النفوس، ويتهمون فيها بسوء ظنّهم، وقبْح قصدهم، يتهمون معاوية بن أبي سفيان، وعمروبن العاص رضي الله عنهما بأنهما يريدان الإمارة والملك ويخنادىن الناس بمكرهما الشديد، ويقذفان في جيش علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر رضي الله عنهما، وروايات أخرى مختلقة في إظهار تقوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والفريق الذي معه لينتقصوا بذلك من معاوية رضي الله عنه وجيشه، وكلها روايات شيعية مغرضة ليس لها أساس من الصحة، وكلها تأتي من أبي مخنف لوط بن يحيى أحد الوضّاعين الذي نطق عنه الإمام ابن حجر العسقلاني: إخباري تالف لا يوثق به.

ونطق عنه الدارقطني: ضعيف.

ونطق عنه يحيى بن معين: ليس بتقة. ونطق عنه مرة: ليس بشيء.

ونطق عنه ابن عدي: شيعي محترق.

بدأ جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الانكسار بعد الهجمة التي هجمها عليها جيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فيأمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه الأشتر النخعي لينقذ الجانب الأيمن من الجيش، واستطاع بقوة بأسه، وحدثته على قومه حتى ينقذ الموقف، وظهر بأسه، وقوته وشجاعته في هذا الموقف، وردّ الأمر إلى نصابه، واستطاعت ميمنة الجيش من السيطرة مرةً أخرى على أماكنها التي كانت قد انسحبت منها.

ويُقَتل في هذا الوقت عبد الله بن بديل وتكاد الكرة تكون على جيش علي رضي الله عنه، لولا حتى ولّى عليٌ رضي الله عنه على الميمنة الأشتر النخعي. استشهاد عمار بن ياسر رضي الله عنه

مقتل عمار بن ياسر

قرب العشاء يُقتل عمار بن ياسر ، وكان في جيش علي بن أبي طالب، ويقتل معه في نفس الوقت هاشم بن عتبة بن أبي وقاص في لحظة واحدة.

يقول أبوعبد الرحمن السلمي: رأيت عمارًا لا يأخذ واديًا من أودية صفين إلا اتّبعه من كان معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيته اتى إلى هاشم بن عتية وهوصاحب راية، فنطق: يا هاشم تقدم، الجنة تحت ظلال السيوف والموت في أطراف الأسنة وقد فُتحت أبواب الجنة وتزينت الحور العين اليوم، ألقى الأحبة محمدًا وحزبه.

ثم حمل هووهاشم بن عتبة حملةً واحدة فقُتلا جميعًا.

فكان لهذا الأمر الأثر الشديد على كلا الطرفين وحدثت هزة شديدة في الفريقين، وزادت حميّة جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه بشدة، وزاد حماسهم، وذلك لأنهم تأكدوا أنهم على الحق، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السليم: وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.

وتيقن الناس أنهم على الحق البيّن، وأنهم الجماعة.

وعلى الناحية الأخرى خاف الناس، لأنهم إذن البغاة الخارجين على إمامهم، واجتمع رءوساء جيش معاوية رضي الله عنه، عمروبن العاص رضي الله عنه، وأبوالأعور السلمي، وعبد الله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما، ومعهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وأخذوا يتشاورون في الأمر ويتدارسونه.

حمل المصاحف ووقف القتال

وبعد سير المعركة في صالح فريق الإمام علي، نادى عمروبن العاص جيش معاوية إلى حمل المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا، أراد من ذلك حتى يخدع أصحاب الإمام علي، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي إلى حكم القرآن.

وعملاً اتى زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام علي حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمارة المؤمنين: يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا عثمان بن عفان، فوالله لنعملنها إذا لم تجبهم.

فنطق علي: "عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمروبن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإنّي اعهد بهم منكم، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال، إنّها حدثة حقّ يراد بها باطل، إنّهم والله ما حملوها، إنّهم يعهدونها ولا يعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحق مبتره، ولم يبق إلاّ حتى يبتر دابر الذين ظلموا". ثمّ نطق لهم: "ويحكم أنا أوّل من نادى إلى كتاب الله، وأوّل من أجاب إليه ...".

نطقوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية رضي الله عنه ليدخله، فأصرّوا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين الإمام علي في هذا الموقف أمام خيارين:

  1. المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام.
  2. القبول بالتحكيم وهوأقلّ الشرّين خطراً.

إلى غير ذلك كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين.

التحكيم

اتفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم، وكان عمروبن العاص المفاوض من قبل أهل الشام، وكان أبوموسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق.

وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف ، فاللذين استجابوا لفكرة التحكيم أراده مفاوضاً عنهم، واللذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام عليوأصحابه ـ رفضوا حتىقد يكون الأشعري مفاوضاً عنهم، ولكن لم يكن أمام الإمام بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري.

وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين، بينما قام عمروبن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين.

نتيجة المعركة

بعد اجتماع الحكمان في دومة الجندل في الموعد المحدد حسب المتفق عليه، إلا أنهما لم يتفقا على شيء بل رجعا من غير تفاهم. وأراد علي بن أبي طالب حتى ينهض مرة أخرى لقتال أهل الشام فاستنهض من انشقوا عنه من الخوارج لكنهم امتنعوا عن الخروج معه واتهموه بالكفر والفسوق مما جعل خروجه إلى الشام يتحول إلى معركة بينه وبينهم عهدت بـ مسقطة النهروان تغلب فيها عليهم واستأصل شأفتهم وقضى عليهم إلا قليلا ، ومنذ ذلك الحين أخذ موقف علي بن أبي طالب يتراجع بسبب تخاذل أنصاره وتعنتهم ، وفي اللقاء أخذ موقف معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام يتقدم واستمر السجال بينهم دون تحقيق أحد من الطرفين مكاسب حاسمه ، حيث انتهى هذا السجال الذي استمر زهاء سنتين بقيام ثلاثة من الخوارج هم : عبد الرحمن بن ملجم البراك بن عبد الله التميمي وعمروبن بكر التميمي وعقدوا العزم على التخلص من جميع من : علي بن ابي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمروبن العاص، إذ رأوا بنظرهم القاصر حتى هؤلاء هم سبب الفتن والمصائب التي حلت بالامة فقرروا التخلص منهم ، وقد تمكن عدوالله عبد الرحمن بن ملجم من طعن علي بن ابي طالب حيث استشهد (رضي الله عنه) في مسجد الكوفة وهوخارج لصلاة الفجر سنة (40 هـ) بينما أخفق صاحباه في اغتال معاوية وعمروبن العاص.

آل الأمر من بعد إلى تولية الحسن بن علي الخلافة إلا أنه تنازل عنها طواعية لمعاوية حقناً لدماء المسلمين وجمعاً لهم على إمام واحد، وقد سمي ذلك بعام الجماعة وانقضى بذلك عصر الخلافة الراشدة وابتدأ عصر بني أمية.


الخسائر

قُتل من الطرفين خلال المعركة 70 ألف رجلاً، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام 45 ألف رجل، ومن أصحاب الإمام علي من أهل العراق 25 ألف رجل.

المصادر

  • البداية والنهاية لابن كثير
  • التاريخ الاسلامي لمحمود شاكر
  • مركز البيت العالمي للمعلومات
  1. ^ s:تاريخ_الإسلام_للمضىى-1
  2. ^ (إنگليزية) Gustave Louis M. Strauss, Mahometism: an historical sketch of its origin and progress, p.66
  3. ^ "مسقطة صفين". سيرة الإسلام.
    • Madelung, Wilferd (1997). The Succession to Muhammad: A Study of the Early Caliphate. Cambridge University Press. ISBN .

المراجع

  • كتاب سقطة صفين لنصر بن مزاحم المنقري
  • السيف والسياسة - صالح الورداني ص 125
  • البداية والنهايةثمانية / 129.
  • عباس محمدد العقاد، عبقرية الإمام علي،(بغداد/بيروت: دار الفكر، بلا تاريخ)،ص 21و98.
  • الطبري ج4 /ستة . والكامل لابن الأثير ج3 / 149
  • صفّين 537، والامامة والسياسة، وشرح النهج ثلاثة / 424
  • صفّين 643
  • العقاد، المصدر السابق، ص107-108

وصلات خارجية

  • playandlearn.org
  • academyofislam.org
  • Al-islam.org [1]
  • i-cias.com
  • IslamiCity.com
تاريخ النشر: 2020-06-08 21:21:54
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, معارك الخلافة الأموية, حروب أهلية إسلامية, 657, فتنة, معارك الخلفاء الراشدين

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«الطباعة والتغليف» تتيح خدمات اجتماعية جديدة للأعضاء خلال 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

مصر تقدم التعازي للبرازيل في ضحايا الفيضانات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

بالصور.. إزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة بمركز إسنا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:49
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

تراجع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

برلماني: المباحثات المصرية-القطرية استكمال لتنامي الشراكات الجديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:16
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

مصر تعزى البرازيل فى ضحايا الفيضانات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:13
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

تجاهلت الأساطير عن لعنة الغرب.. قصة ملكة أوروبية عشقت توت عنخ آمون

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:13
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

النوم: تعرف على التكنولوجيا التي تساعد على محاربة الأرق

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:17
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 85%

حارس مرمى المنتخب يغير جنسيته المغربية إلى الجزائرية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:13
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 73%

الدولار يتجه صوب أول مكاسب شهرية منذ سبتمبر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

بلينكن يزور دول وسط آسيا لمنع روسيا من الالتفاف على العقوبات الغربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

وزير البترول يستقبل وفداً من شركة ميدتيرا الكندية للطاقة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

كمال ربيع: أمى الناشطة بطلة أحد أفلامى التى أنتظر خروجها للنور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:30
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

الجيزة تشن حملة مكبرة على المخالفات بالدقي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

برلماني: العلاقات المصرية-القطرية تشهد طفرة كبيرة تعزز العمل العربي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:22:17
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية