إمانوِل كانط

عودة للموسوعة

إمانوِل كانط

إمانوِل كانط
إيمانويل كانت في منتصف العمر
وُلـِد 22 أبريل 1724
كونيگسبرگ, مملكة پروسيا
(حالياً كاليننگراد, روسيا)
توفي 12 فبراير, 1804
كونيگسبرگ, مملكة پروسيا
العصر فلسفة القرن الثامن عشر
المنطقة فلسفة غربية
المدرسة كانتية, فلسفة التنوير
الاهتمامات الرئيسية
Epistemology, الميتافيزيقا، الأخلاق
الأفكار البارزة
Categorical imperative, Transcendental Idealism, Synthetic a priori, Noumenon, Sapere aude

إمانويل كانت (22 أبريل 1724 - 12 فبراير 1804) فيلسوف وعالم ألماني برز في المجالات التالية : (فيزياء فلكية، رياضيات، جغرافية، فهم الإنسان) من بروسيا، اعتبرَ عموماً أحد أكثر المفكّرين المؤثرينِ في المجتمع الغربي والأوروبي الحديث والفيلسوفِ الرئيسيِ الأخيرِ لعصر التنوير. عرّفَ كانت التنوير، في منطقته الفائزة ما هوالتنوير؟، على أنه عصر تشكل تحت شعارِ : "الجرأة من أجل المعرِفة". مما نمى نمط من التَفْكير الداخلي خال من قواعد السلطة الخارجية.

كان لكانت تأثير حاسم على الرومانسية والمثالية فلسفات القرن التاسع عشر. كما شكل عمله نقطة بداية لفلاسفة القرن العشرين.

نص كتاب إيمانويل كانت ، نقد العقل المحض انقر على الصورة للمطالعة
نص كتاب إيمانويل كانت ، مشروع للسلام الدائم انقر على الصورة للمطالعة

مقدمة

لعل كانت ما كان ليظهر قط لولا وجود فردريك الأكبر. ذلك حتى كتابيه "نقد العقل الخالص" و"الدين في حدود العقل وحده" يسرت صدورهما شكوكية فردريك وتسامحه الديني؛ فلم ينقض على موت فردريك عامان حتى أخرجت الحكومة البروسية كانت.

كان كانت كفردريك ربيباً لحركة التنوير، وقد تشبث بولائه للعقل حتى النهاية-رغم جميع ذبذبته الاستراتيجية، ولكنه أيضاً كروسوكان جزءاً من الحركة الرومانتيكية، مكافحاً للتوفيق بين العقل والوجدان، وبين الفلسفة والدين، وبين الفضيلة والثورة. وقد أشربه أبواه النزعة التقوية، ثم هجنها بعقلانية كرستيان فونفولف؛ واستوعب هرطقات جماعة الفلاسفة؛ وهجنها بـ "اعتراف قسيس سافوا بالإيمان" في كتاب روسو"إميل"؛ وورث سيكولوجية لوك وليبنتس وباركلي وهيوم الدقيقة البارعة، واستخدمها في محاولة لينقذ الفهم من هيوم، وينقذ الدين من فولتير. وقد رتب حياته بانتظام بورجوازي، ورحب بالثورة الفرنسية. وإذ عاش منفرداً في بروسيا الشرقية، فإنه أحس ولخص جميع تيارات عصره العقلية.

ولد في كونيجزبرج (22 أبريل 1724) النائية عن فرنسا، المولعة بالوضوح والمعتمة بضباب البحر. وقد أثيرت بعض الشكوك حول أصل أسرته الاسكتلندي، ولكن كانت نفسه يخبرنا حتى جده "في ختام القرن الماضي هاجر من اسكتلندة إلى بروسيا، ولا أدري لم"(1). وتزوج أبوه يوهان جيورج كانت من آنا رويتر، وكان إيمانويل (ومعناها الله معنا) رابع أبنائهم الأحد عشر. وقد اتخذ اسمه الأول من قديس يوم ميلاده، ثم غير اسم الأسرة من Cant إلى Kant ليمنع الألمان من حتى ينطقوه "تسانت"(2) وقد نشئت الأسرة كلها على ممضى التقويين، الذي كان كالمثودية الإنجليزية يشدد على الإيمان والتوبة والالتاتى رأساً إلى الله، بعكس العبادة اللوثرية التقليدية في الكنيسة بقسيس وسيط.

وكان أحد وعاظ التقويين قد أنشأ في كوينجزبرج "كلية فردريكية". والتحق إيمانويل بها من سن الثامنة إلى السادسة عشرة. وكان اليوم المدرسي يبدأ في الخامسة والنصف صباحاً بنصف ساعة من الصلاة، وكل حصة في الصف تختم بالصلاة؛ وخصصت ساعة جميع صباح لتعليم الدين، مع التشديد على نيران الجحيم؛ وكان التاريخ يفهم أساساً من العهد القديم، واليونانية من العهد الجديد. وحده. ويوم الأحد يكرس أكثر للعبادة. لقد كان تعليماً أثمر الفضيلة في بعض خريجيه، والنفاق في آخرين، وربما روحاً كئيبة في معظمهم. وقد أنكر كانت فيما بعد هذه الجرعة الثقيلة من التقوى والإرهاب، ونطق حتى الخوف والرعدة يغلبانه حين يتذكر تلك الأيام(3).

وفي 1740 انتقل إلى جامعة كوينجزبرج. هنا كان أحب المدرسين إليه مارتن كنوستن الذي عهد كانت بـ "عقلانية" فولف رغم كونه تقوياً. وكان كنوتسن قد قرأ للربوبيين الإنجليز، وأدانهم ولكنه ناقش آراءهم، وهجر بعض الشكوك الربوبية في واحد من تلاميذه على الأقل. فلما دعي كانت بعد قضاء ست سنين في الجامعة ليرسم قسيساً لوثرياً، رفض الدعوة رغم ما وعد من ترقية قريبة إلى وظيفة مريحة(4). وعاش بدلاً من ذلك تسع سنين رقيق الحال يفهم أبناء الأسرة الخاصة ويواصل دراسته. وكان اهتمامه حتى 1770 بالفهم لا باللاهوت "وكان لوكريتيوس من أحب المؤلفين إليه"(5).

وفي 1755 نال كانت درجة الدكتوراه، وسمح له بأن يحاضر في الجامعة بوصفه "مفهماً خاصاً" لا يكافأ إلا بالرسوم التي يقرر الطلبة دفعها. وظل خمسة عشر عاماً في هذا الوضع القلق. وخلال هذه البداية الطويلة الأمد رفضت طلباته لوظيفة الأستاذية مرتين. وظل فقيراً، يتنقل من هبط إلى نزل، ولا يجرؤ على الزواج، ولا يسكن بيتاً خاصاً به حتى بلغ التاسعة والخمسين(6). وقد حاضر في مواضيع كثيرة التباين، من الممكن ليجتذب عدداً أكبر من الطلاب، وكان عليه حتى يحاضر بلغة واضحة ليتيسر له العيش. ولا بد حتى كانت المفهم كان يختلف تماماً عن كانت المؤلف الذي اشتهر بغموضه. وقد وصفه هردر، الذي كان أحد تلاميذه (1762-64) بعد ثلاثين عاماً، محتفظاً له بذكرى ملؤها العهدان بالجميل، فنطق:

"أسعدني الحظ بفهم فيلسوف كان مفهمي. ففي مقتبل عمره تحلى بشجاعة الشباب المرحة، وأعتقد حتى هذه الشجاعة لازمته حتى الشيخوخة. وكان جبينه الواضح المفكر مستقراً للبشر والسرور الذي لا يكدر صفوه مكدر، وكان حديثه حافلاً بالأفكار شديد الإيحاء؛ وفي متناوله الضحك والنادىبة الذكية والخيال الفكه؛ ومحاضراته تجمع بين التعليم والترفيه الكثير. وبالروح ذاتها التي انتقد بها ليبنتس وفولف وباومجارتن... وهيوم، درس في القوانين الطبيعية التي نطق بها نيوتن وكبلر والفيزيائيون. وبهذا الأسلوب تناول كتابات روسو... ولم يكن لأي عصبة أوملة، ولا تحيز أوإجلال لاسم من الأسماء، أدنى تأثير عليه لقاء نشر الحقيقة ودعمها. وكان يشجع سامعيه على التفكير لأنفسهم ويضطرهم في رفق إلى هذا التفكير؛ أما الاستبداد فكان غريباً على طبعه. وهذا الرجل الذي أذكر اسمه بأعظم عهدان وتبجيل هوإيمانويل كانت، وصورته مماثلة أمامي، وهي محببة إلى نفسي"(7).

ول أردنا حتى نتذكر كانت على الأخص من واقع عمله قبل حتى يبلغ السابعة والخمسين (1781) لوجب حتى نرى فيه العالم أكثر من الفيلسوف-رغم حتى هذين المصطلحين لمقد يكونا بعد منفصلين. وأول أعماله المنشورة "خواطر من التقييم الحقيقي للقوى الديناميكية، 1747" نقاش فهمي عن قوة الجسم أثناء حركته وهل تقاس (كما زعم ديكارت وأويلر) بالكتلة مضروبة في السرعة، أو(كما زعم ليبنتس) بالكتلة مضروبة في مربع السرعة؛ وهوإنجاز ممتاز لفتى في الثالثة والعشرين. وتلا بعد هذا سبع سنوات منطق في زمن دوران الأرض اليومي وهل يتغير بالمد والجزر. وفي العام نفسه نشر كانت بحثاً عن الأرض وهل بسبيلها إلى الشيخوخة؛ هنا أعرب كانت عن القلق الذي يساور عصرنا الحديث على فقد الشمس بعض طاقتها جميع يوم على تجمد أرضنا في المستقبل.

وفي درس رائع نشر عام 1705 قدم الشاب الجريء ذوالحادية والثلاثين عاماً "التاريخ الكامل للطبيعة، ونظرية السماوات". وقد تنشر الكتاب غفلاً من اسم المؤلف وأهدي إلى فردريك الأكبر؛ وربما خاف كانت حتى يلحقه أذى من رجال اللاهوت وأمل في حتى يبسط الملك عليه حمايته، وقد رد جميع عمليات الأرض والسماء إلى قوانين آلية، ولكنه أكد حتى النتيجة، بما فيها من تناسق وجمال، تثبت وجود عقل اسمي. ولكي يفسر كانت أصل المنظومة الشمسية اقترح "الفرض السديمي". نطق:

"إنني أزعم حتى جميع مادة المنظومة الشمسية... كانت في بداية الأمور كلها متحللة إلى عناصرها الأولية، وأنها ملأت جميع الفضاء... الذي تدور فيه الآن الأجسام المكونة منه... وفي فضاء مملوء على هذا النحو، لا يمكن حتى يدوم هدوء تام إلا لحظة... فالعناصر المشتتة الأكثفنوعاً، بحكم قوتها الجاذبة، تجمع من حولها جميع المادة الأقل وزناً نوعياً؛ وهذه العناصر هي الأخرى، مع المادة التي وحدتها معها، تتجمع في النقط التي توجد فيها جسيمات من نوع أكثر كثافة، وهذه بالمثل تنضم إلى جسيمات أكثف، وهلم جراً...

"ولكن للطبيعة قوى أخرى،... بعملها تتنافر هذه الجسيمات، وهي التي تحدث-بصراعها مع الجاذبيات-تلك الحركة التي هي بمثابة الحياة الدائمة للطبيعة... وقوة التنافر هذه تظهر في مرونة الأبخرة، وتدفق الأجسام القوية الرائحة، وانتشار جميع المواد الكحولية. وهذه القوة هي التي بعملها تحيد تلك العناصر التي قد تكون ساقطة إلى النقطة التي تجتذبها... عن حركتها في خط مستقيم؛ وسقوطها العموديقد يكون في حركة دائرية حول المركز الذي تسقط نحوه"(8).

واعتقد كانت حتى جميع النجوم تجمعت أوهي بسبيل التجمع-في مثل هذه المنظومات من الكواكب والشموس، وقد أضاف تعبير ذات مغزى "أن الخليقة لا تكتمل أبداً، إنها لا تكف عن مواصلة السير"(9). وهذا الفرض السديمي الذي افترضه كانت في 1755، وكذلك التعديل الذي أدخله عليه لابلاس (1796)، حافل بالصعوبات كمعظم ما تلاه من النظريات في أصل الكون، ومع ذلك يقول فيه فلكي حي شهير "إني أعتقد حتى درس كانت عن أصل الكون كان أبدع تلخيص موضوعي للفهم حتى ذلك الوقت"(10). أما بالنسبة لنا فإن دلالة البحث تكمن في بيانه حتى كانت لم يكن ميتافيزيقياً غيبياً بل رجلاً فتن بالفهم، وكافح للتوفيق بين المنهج الفهمي والعقيدة الدينية. وهذا لب جهوده حتى النهاية".

وفي 1756، حين هزته كارثة زلزال لشبونة التي سقطت في 1755-كما هزت فولتير-إلى أعماق فلسفته، نشر كانت ثلاث منطقات عن الزلازل ومنطقاً عن نظرية في الرياح. وفي 1757 نشر "مجملاً لمجموعة محاضرات في الجغرافيا الطبيعية وبياناً عنها"، وفي 1758 نشر "نظرية جديدة في الحركة والسكون. فلما اتسعت دائرة اهتماماته أوفد إلى المطبعة رسائل قصيرة عن موضوعات التفاؤل (1759)، والقياس المنطقي (1762)، وأمراض الرأس (1764). وقد ألمع في هذه الرسالة إلى حتى تقسيم العمل المتزايد قد يقضي إلى الجنون نتيجة التكرار الرتيب الممل. وفي 1763 انتقل إلى اللاهوت ببحث عنوانه "النادىمة الوحيدة الممكنة للبرهنة على وجود الله"؛ وواضح أنه كان مبلبل الخاطر لاهتزاز إيمانه الديني. وفي 1764، بعد ثماني سنين من نشر بيرك رسالة مماثلة، قدم "ملاحظات على الشعور بالجميل والجليل".

ومرت به أوقات خطر له فها حتى يوسع فرضه في أصل الكون التطوري ليضم فهم الأحياء؛ وكان على فهم بأن الأشكال الجديدة تطورت من القديمة بعمل تغيرات في ظروف الحياة(11)، وقبل الرأي القائل بأن تشريح الإنسان كان في الأصل ميسراً لحركة أرجل أربع(12). ومع ذلك أحجم عن فكرة البيولوجية القائمة كلها على الممضى الآلي". "كذلك مرت بي أوقات سرت خلالها في هذه الدوامة مفترضاً هنا ميكانيكا طبيعية عمياء أساساً للتفسير، واعتقدت أنني أستطيع استكشاف طريق أسلكه إلى المفهوم البسيط الطبيعي. ولكنني كنت دائماً أنتهي إلى تحطيم سفينة العقل، ومن ثم آثرت المغامرة في محيط الأفكار الذي لا حدود له"(13). وكان رودلف راسبي (مؤلف رحلات البارون مونتشاوزن) قد اكتشف مؤخراً مخطوط ليبنتس المفقود منذ زمن طويل "منطقات جديدة في الفهم البشري" ونشره في 1765، واستطاع كانت حتى يقرأه بالفرنسية، وقد أسهم في تحويله إلى نظرية الفهم. على أنه لم يهجر اهتمامه بالفهم هجراناً تاماً، فقد خط في تاريخ متأخر (1785) منطقاً عنوانه "في براكين القمر". غير حتى الصراع الباطن بين دراساته الفهمية ولاهوته الموروث حفزه إلى التماس التوفيق بينهما في الفلسفة.

ويحتمل حتىقد يكون من العوامل التي وجهته هذه الوجهة الجديدة عرض (1770) منصب أستاذ المنطق والميتافيزيقا عليه. وكان الراتب ضئيلاً لرجل بلغ السادسة والأربعين وهو167 طالراً في العام، زيد ببطء إلى 225 في 1786؛ وقد حملت الراتب خدمات عارضة أداها بوصفه "سناتورا" و"أقدم أساتذة الكلية" في 1789 إلى 726 طالراً وكانت التنطقيد تقضي بأن يلقي الأستاذ الجديد خطاباً افتتاحياً باللاتينية. واختار كانت موضوعاً عسيراً هو"في شكل ومبادئ العالم المحسوس والعالم المعقول". واستخدم كانت المصطلحات "المدرسية" التي كانت تزال سائدة في الجامعات الألمانية. وقصد بالعالم المحسوس العالم كما تدركه الحواس، وسوف يسميه أيضاً فيما بعد بعالم الظواهر. أما العالم المعقول. فيقصد به العالم كما يدركه الذهن أوالعقل، وسوف يسميه بعد ذلك العالم "النوميني". ونحن نحاول فهوالعالم المحسوس بأن نطبق عليه المفاهيم الذاتية للزمان والمكان بواسطة الرياضة والعلوم؛ والعالم المعقول بتجاوز الحواس عن طريق العقل والمتافيزيقا إلى مصادر العالم المحسوس وأسبابه فوق الحسية. هنا أرسى كانت نظريته الأساسية: وهي حتى الزمان والمكان ليسا شيئين موضوعيين أومحسوسين بل شكلين من أشكال الإدراك الحسي أصيلين في طبيعة العقل وبنيانه؛ وأن العقل ليس متلقياً وناتجاً سلبياً للأحاسيس، بل هوعامل إيجابي-له طرائق وقوانين عمل أصيلة لتحويل الأحاسيس إلى أفكار.

وقد عد كانت هذا البحث الجوهري "النص الذي سيفصل القول فيه في الكتاب التالي" وتدل هذه العبارة الواردة في خطاب حرره في 1771 إلى ماركوس هرتس على حتى الفيلسوف كان الآن يخطط لكتابة "نقد العقل الخالص". وبعد اثنتي عشرة سنة من العكوف على ذلك البحث الضخم نشره على الناس في 1781، وأهداه لكارل فون تسيدلنتس وزير التعليم والشئون الدينية في عهد فردريك الأكبر. وكان تسيدلنتس، كما كان الملك، ربيب حركة التنوير، ونصيراً لحرية النشر. وقد قدر كانت حتى حمايته ستكون مفيدة جداً إذا استشف اللاهوتيون وراء ألفاظه الغامضة واستنتاجاته السنية في ظاهرها تحليلاً من أشد التحليلات التي تلقاها اللاهوت المسيحي تدميراً.


النشأة

كان والد كنت سرّاجا مجتهدا في عمله. أما والدته آنا رويتر فكانت شديدة التدين حريصة على سماع المواعظ مما نادىها إلى إلحاق إيمانويل بمعهد فردريك الذي بقي فيه لمدة ثماني سنوات قاسية يصفها بقوله «إن الخوف والرعدة يغلبانه حين يتذكر تلك الأيام». توفيت أمه وهوفي الثالثة عشرة من العمر فيما توفي والده حين كان عمره اثنتين وعشرين سنة مما يعني تحمله لجزء من مصاريف أسرته. يفسر البعض بهذه النشأة القاسية تلك الصرامة والجدية التي كانت إحدى سمات هذا الفيلسوف.

العمر كله للفهم

ذكرنا حتى كنت ولج بدفع من أمه معهد فردريك وبقي فيه لمدة ثماني سنوات ثم التحق بعد ذلك بجامعة المدينة «كونيجزبرج» في سبتمبر سنة 1740. تفهم كنت في المعهد الكلاسيكيات الرومانية واستظهر الكثير من نصوص الأدب اللاتيني الشعرية والنثرية. أما في الجامعة فقد جاء دروس مارتن كنتوسن في الفلسفة والرياضيات، ومحاضرات شولتس في فهم أصول الدين ودروس تسكه في الفيزياء. وبسبب ظروفه المادية هجر الدراسة ليعمل مدرسا خصوصيا عند بعض الأسر الثرية في المدينة وريفها إلا أنه تابع دراسته في أوقات الفراغ وأعد رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه سنة 1755 بعنوان «في النار» كما أعد أطروحة ثانية عن «المبادئ الأساسية للفهم الميتافيزيقية» جاز له بعد ذلك بأن يحاضر في الجامعة بوصفه «مفهماً خاصاً» لا يكافأ إلا بالرسوم التي يقرر الطلبة دفعها. استمر على هذا الوضع القلق لمدة خمسة عشر سنة إلى حتى خلا كرسي المنطق والميتافيزيقيا فعين فيه سنة 1770 حتى 1796. في سنة 1780 أصبح عضوا في مجلس الشيوخ الأكاديمي وبعد سنوات أصبح عضوا في الملكية للعلوم في برلين. وتولى عمادة كلية الآداب خمس مرّات، وكان مديرا للجامعة لفترتين جميع فترة سنتان. استمر في عمله في إلقاء المحاضرات في الجامعة وإجراء البحوث والمشاركة في المؤتمرات إلى حتى بلغ سن الشيخوخة واقتربت حياته من النهاية.


الفقر رفيق الدرب

يمكن لنا القول حتى كنت عاش أغلب فترات حياته خصوصا بدايتها وفترة الشباب طالما اقتصادية سيئة. فقد ولد كما سلف في عائلة فقيرة وتحمل جزءا من مسؤولية الأسرة وهوفي العشرين من عمره. كما أنه بقي في الجامعة بدون ولج ثابت فقد كان دخله يأتي من خلال ما يدفعه طلابه فقط وقد رفض طلبه الأستاذية في هذه الفترة مرّتين. وظل فقيرا ينتقل من هبط إلى نزل. وقد حاضر في مواضيع متباينة من أجل اجتذاب عدد أكبر من الطلاب. وكان عليه حتى يحاضر بلغة واضحة ليتيسر له العيش. ولا بد كما يذكر بعض المؤرخين حتى كنت المفهم كان يختلف عنه كمؤلف اشتهر بغموضه وتعسر فهمه.


«كنت» العزوبي الشهير

شهيرة هي عزوبية «كنت» طوال حياته، تناولها الباحثون بشكل واسع فمنهم من عزا إليها الصرامة والجدية التي وسمت حياة كنت ومنهم من حاول حتى يستنتج منها موقفا لكنت تجاه المرأة. الكثير ينسى حتى الفلاسفة العزاب ليسوا بالقلة نذكر هنا المشاهير أفلاطون وديكارت وليبنيتز وهوبس ولوك وهيوم. ولكن هل كان كنت معرضا لمبدأ الزواج ،يا ترى؟ شهادات عدة محفوظة تثبت أنه لم يكن رافضا لمبدأ الزواج بل إنه أحب وعشق وفكر بالاقتران مرتين. يقول أحد أصدقائه «حسبما أفهم»، أبدى كنت عن عزمه الحادّ على الزواج مرتين: في الأولى تعلّق الأمر بأرملة رقيقة جميلة خارجية (أي ليست من مدينته) كانت تزور أقاربها في «كونيغسبرغ» ولم ينكر كنت حتى هذه السيدة كان يود حتى يعيش معها، لكنه فكر في الدخل والتكاليف، فراح يؤجل القرار يوما إثر يوم. ثم إذا هذه السيدة الجميلة قامت بزيارة أصدقائها في الجبال وهناك تزوجت برجل آخر. وفي المرّة الثانية جذبته آنسة جميلة من وستفاليا، كانت مرافقة سفر لسيدة نبيلة لها أملاك في بروسيا الشرقية. واجتمع كنت بالفتاة في اجتماعات، وكانت رقيقة وتحسن القيام بشؤون البيت، وأبدى كنت تعلقه بها، لكنه تردد كثيرا في التقدم إليها برغبته، حتى أنه فكر في الذهاب إلى زيارتها لما كانت قد غادرت بروسيا ووصلت إلى حدود وستفاليا. ومنذ ذلك الوقت لم يفكر في الزواج.

طبعا كان هذا السؤال يطرح كثيرا على كنت. وحين كان يلقى عليه هذا السؤال، خصوصا في السنوات الأخيرة من حياته، لم يكن يتلقاه بقبول حسن، بل كان يغيّر مجرى الحديث، ويرى حتى ذلك إلحاح في تفقد شؤونه الخاصة. كان كنت يستمتع بالحديث والحضور مع المثقفات مع النساء لكنه، وهذا يدعوللتأمل، إذا أرادت امرأة حتى تذكّره ب«نقد العقل المحض» كتابه الأشهر أوحتى تحدثه في الثورة الفرنسية، وهوموضوع كان يحب الحديث فيه في اجتماعات الرجال، فإنه كان ينصرف عنها.

وقد ورد في إحدى رسائله إلى إحدى النساء حين نادىها إلى لقائه التالي «وإني أبعث إليك بقبلة، وأرجوحتىقد يكون الهواء متعاطفا، حتى لا تفقد القبلة حرارة عاطفتها». يقول كنت في إحدى إجاباته القليلة عن عدم زقابل وكان قد بلغ الخامسة والسبعين بروح من النكتة «عندما كنت في حاجة إلى زوجة، لم أكن قادرا على إطعامها، وعندما أصبحت قادرا على إطعام زوجة، لم أعد في حاجة إليها». فهل كان الفقر هوسبب عزوف كنت عن الزواج الذي كان يعرّفه بأنه «ارتباط بين شخصين مختلفي الجنس غايته التملك المتبادل المستديم لخصائصهما الجنسية» والذي جعل شرطا لنجاحه «أنقد يكون الزوجان مثل إنسان معنوي واحد، يحيا ويسلك بفضل عقل الرجل وذوق المرأة».


الفيلسوف والموقف من السياسة

«كنت» هوأحد رموز التنوير الكبار وفي عصر الملك فردريك الثاني (1740 - 6871) ازدهرت أفكار التنوير وأثرت الفلسفة الكنتية في أوساط المفكرين والأدباء وبعض الأوساط في إدارة الدولة لأن هذا الملك كان مشجعا للفهم والثقافة وحرية الرأي. ولكن بعد تولي ابن أخيه فردريك فلهلم الثاني، العرش في برلين (1786 - 7971) بدأت حملة ضد التنوير وحرية الفكر وانتشرت الرقابة في أراتى المملكة وكان كنت أبرز من استهدفتهم هذه الحملة وصدر مرسوم ملكي يمنعه من الاستمرار في الكتابة والنشر (1791) لكنه لم يتوقف عن الكتابة ووصل الأمر بالناشرين إلى حمل التماس إلى الملك. ولما نشر كنت كتابه «الدين في حدود العقل فقط» سنة 1793 صدر قرار من مجلس الوزراء مخاطبا الفيلسوف «إنك لا بد تدرك كم أنت مسؤول بوصفك مفهما للشباب وأمام واجباتنا وأغراضنا الوطنية المعروفة جدا.

ونرجومن سيادتك الشريفة حتى تتحلى بالمسؤولية الواعية، ونأمل منكم - تجنبا لعدم رضانا العالي - ألا ترتكب أمرا من تلك الأمور، بل تستخدم مكانتك وموهبتك ووفقا لما يمليه عليك واجبك - في تحقيق نوايانا الوطنية، وإلا فإن استمرارك في هذا الطريق سيؤدي بنا حتما إلى اتخاذ إجراءات غير سقمية لك». وتحت هذا التهديد المغلف بالاحترام قرر كنت الصمت في ما يخص الموضوعات الدينية يقول في رد على الرسالة الملكية «إن إنكار واستنكار ما يقتنع به المرء أمر مهين دنيء، لكن السكوت في حالة كهذه هوواجب المحكومين، وحتى لوكان جميع ما يقوله الإنسان سليما فليس من الواجب حتى يصرّح بكل الحقيقة علانية». كان شعار كنت في هذا الموقف كما يقول عبدالرحمن بدوي «لا أقول إلا ما أعتقد أنه الحق ولكنّي لا أصرّح بكل ما أعتقد أنه حق».

كنت والثورة الفرنسية

بدأت الثورة الفرنسية ( 1789 ) وكنت في أوجه الفلسفي وكان موقفه منها معبرا عن حقيقة تقييمه للأحداث السياسية في عصره. واشتد حماسه لها قناعة بمبادئها (الحرية والإخاء والمساواة) رغم حتى حماسه قد فتر مع التحولات الدموية التي جرّت الثورة نفسها إليها وراحت تأكل بنيها. إلا حتى كنت بقي وفيّا للقيم كان مؤمنا بها مع فلاسفة الثورة فولتير وروسووديدروالذين كان متواصلا معهم بشكل كبير، خط كنت عن الثورة الفرنسية يقول «مثل هذه الظاهرة لا يمكن حتى تنسى، إذ هي كشفت في الطبيعة الإنسانية عن استعداد للعمل لما هوأفضل لأن هذا الحادث هومن العظمة ومن الارتباط الوثيق بمصالح الإنسانية ومن سعة التأثير في العالم بكل أجزائه، إلى حد أنه ينبغي حتى تذكّر به الشعوب في الظروف المناسبة، وعند المحاولات الجديدة من هذا النوع».


كنت والدين

عهدنا حتى كنت قد نشأ في أسرة متدينة خصوصا والدته إلا أنه مع تطوّره الفلسفي بدأ في فهم خاص للدين. فقد كان يرى الفصل الكامل بين الفلسفة والدين وبين الفهم والدين ويرى حتى المشكلات تظهر حين يحاول أحد منهم التدخل في الآخر وإخضاعه له. وقد رفض كنت جميع أشكال ما سمّي بنصرة الدين للفلسفة أوالعكس، كما أنه رفض القول بلاهوت طبيعي مؤسس على معطيات عقلية. وعنده حتى الفلسفة لا بحاجة إلى طقوس ولا تقشف ولا خلوة رهبانية عن طريق إماتة الجسد والزهد ليصل عليها الوصول إلى الحقيقة. إذا قوانين ومبادئ العقل هي التي تكشف للإنسان ما يجب حتى يؤمن به ويسلك بموجبه تجاه نفسه وتجاه الآخرين وتجاه الكائن الأسمى أيضا، مع الاحتفاظ الكامل بعقلانيته وحريته. كان كنت رافضا بشكل تام لسلطة رجال الدين. يذكر أنه كان من تنطقيد الجامعات الألمانية حتى يطوف الأساتذة والإداريون والطلاب في أول يوم دراسي «اليوم الأكاديمي» بالمدينة حتى يصلوا في الختام إلى كنيسة الجامعة حيث يصلي الجميع وينالوا بركة رجال الدين. كان كنت يطوف مع الموكب حتى إذا اقترب من الكنيسة انصرف عن الموكب واتجه لبيته.


الجدول اليومي الصارم

اشتهر كنت بجدوله اليومي الصارم ومن المبالغات في هذا الشأن حتى جيرانه كانوا يضبطون ساعاتهم على خروجه للمشي يوميا في الساعة الرابعة والنصف عصرا مرتديا معطفه الرمادي وعصاه في يده. يذكر أنه لم يتأخر عن هذه النزهة إلا مرّة واحدة بسبب قراءته لرواية «إميل» للفرنسي جان جاك روسوولا يزال الشارع الذي كان يسير فيه يسمى «نزهة الفيلسوف». كان يستيقظ يوميا في الخامسة صباحا ويذكر عن نفسه حتى لم يستغرق في النوم لما بعد الخامسة على مدى ثلاثين عاما، يبدأ يومه بشرب القهوة، فالكتابة، فالمحاضرة فالغداء ثم الخروج للنزهة والمشي. كما أنه كان يخلد للنوم في العاشرة مساء. وبسبب اعتلال صحته أنه كان لا يتنفس إلا من أنفه في البرد ولذا لم يكن يسمح لأحد بالحديث معه أثناء نزهته اليومية في فصول الشتاء والخريف والربيع، إذ سيضطره الكلام إلى التنفس من فمه. وكان يقول: الصمت خير من السقم. ويذكر ديورانت أنه طبق الفلسفة حتى على ربط جواربه، فكان له طريقة خاصة في ربطها برباط يمر بجيوب بنطلونه. وكان يفكر في جميع شيء تفكيرا طويلا قبل حتى يقدم عليه.


نهاية الرحلة واستمرار الفلسفة

في 8-عشرة - 1803 أصابت كنت نوبة قلبية فلازم الفراش طيلة أربعة أيام ثم نهض وكان يتناول الطعام مع زائريه. لكن قوته بدأت تتلاشى وفي الساعة العاشرة من صباح 12- 2- 1804 سمعه أحد تلامذته يهمس بآخر حدثاته «حسن» وأغمض عينيه. يقول مرافقه «كان موته توقفا للحياة، لا عملا عنيفا للطبيعة» وودعت مدينة وجامعة كونيغسبرغ فيلسوفها في مأتم مهيب، ودفن في «قبوالأساتذة» في مقبرة الجامعة دون أية مراسم دينية، وبعد حتى نقل رفاته مرارا بسبب تقلّب الأحوال أنشئ له ضريح في سنة 1924 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاده ونقشت عليه العبارة الشهيرة من خاتمة كتابه «نقد العقل العملي»: «شيئان يملآن الوجدان بإجلال وإعجاب يتجددان ويزدادان على الدوام حدثا أمعن التأمل فيهما: السماء ذات النجوم من فوقي والقانون الأخلاقي في صدري». يقول ديورانت عن كنت «هذا الفيلسوف الضئيل الحجم الذي لم يتجاوز الخمسة أقدام في طوله، والذي امتاز بالاعتدال والانطواء على نفسه، كان يحمل في رأسه أعظم ثورة في الفلسفة الحديثة». فيما يصفه عبدالرحمن بدوي في موسوعة الفلاسفة ب«أعظم فلاسفة العصر الحديث».


المصلح

واعتزل إلقاء المحاضرات في 1797 (بعد حتى بلغ الثالثة والسبعين)، ولكنه واصل نشر الموضوعات في الموضوعات الحيوية حتى 1798. وظل على صلة بالشئون العالمية رغم عزلته. فلما اجتمع مؤتمر بازل عام 1795 ليرتب صلحاً بين ألمانيا وأسبانيا وفرنسا، اغتنم كانت الفرصة (كما عمل من قبل الأبيه سان-بيير مع مؤتمر اوترخت في 1713) لينشر كراسة عنوانها "في السلام الدائم".

وقد استهلها استهلالاً متواضعاً بوصفه "السلام الأبدي" شعاراً يليق بجبانة الموتى، وأكد للساسة أنه لا يتسقط منهم حتى يروا فيه أكثر من مجرد "مفهم نظري متحذلق عاجز عم إلحاق أي خطر بالدولة".(79) وبعد حتى نحى مواد الصلح المبرم في بازل جانباً باعتبارها مواد تافهة قصد بها مسايرة الظروف، وضع بصفة لجنة مؤلفة من رجل واحد-"ست مواد أولية" تجمل الشروط الأساسية للسلام الدائم: فحرمت المادة الأولى جميع التحفظات والملاحق السرية لأي معاهدة. وحظرت المادة الثانية على أي دولة حتى تستولي على أخرى أوتسيطر عليها. وطالبت المادة الثالثة بالتخلص تدريجياً من الجيوش الدائمة. ومضىت المادة الرابعة إلى أنه لا يجوز لأي دولة "أن تتدخل بالقوة في دستور دولة أخرى". وطالبت المادة السادسة جميع دولة تخوض حرباً مع أخرى بألا "تسمح بأعمال عدائية من شأنها حتى تجعل الثقة المتبادلة محالة، في حالة إبرام سلام في المستقبل، كالاستعانة بالقتلة يغتالون أويدسون السم... والتحريض على الفتنة في دولة العدو".

وإذ كان من غير المستطاع إبرام صلح طويل الأمد بين دولة لا تعترف بحدود لسيادتها، فإنه لا بد من بذل الجهود الحثيثة لتطوير نظام دولي، وإيجاد بديل للحرب بهذه الطريقة. ومن ثم وضع كانت بعض "المواد المحددة" للسلام الدائم. أولاً، "يجب حتىقد يكون دستور جميع دولة جمهورياً. ذلك حتى الملكيات والارستقراطيات تنزع إلى الحروب المتكررة، إذ حتى الحاكم والنبلاء هم عادة في مأمن من فقد أرواحهم وثرواتهم في الحرب، لذلك يبادرون إلى خوضها بوصفها "تسلية الملوك"؛ أما في الجمهوريات "المواطنون هم المسئولون عن قرار إعلان الحرب أوعدم إعلانها، "وهم الذين سيتحملون العواقب"، ومن ثم "فليس من المحتمل حتى يغامر مواطنودولة (جمهورية) في أي وقت بلعبة غالية التكلفة إلى هذا الحد"(80). ثانياً "يجب حتى يبنى جميع حق دولي على أساس اتحاد فدرالي بين الدول الحرة"،(81) وألاقد يكون هذا الاتحاد دولة عظمى، "فالواقع حتى الحرب ليست سيئة سوءاً لا برء منه كسوء الملكية العالمية"(82). فينبغي حتى يقرر جميع شعب حكومته الخاصة به، ولكن على جميع دولة بمفردها (على الأقل.. دول أوربا) حتى تتجمع في اتحاد كنفدرالي تخول له سلطة التحكم في علاقاتها الخارجية. والمثل الأعلى الذي لا بد من التمسك به هوحتى تمارس الدول القانون الأخلاقي الذي تطالب به مواطنيها. فهل يمكن حتى تسفر مغامرة كهذه عن شر أعظم مما ينجم عن الممارسة الدائمة للخداع والعنف الدوليين،يا ترى؟ لقد راود كانت الأمل بأن مكيافللي سيثبت في نهاية المطاف أنه مخطئ، وليس هناك ن داع للتضارب بين الأخلاقية والسياسية، ذلك حتى "الأخلاق وحدها هي القادرة على بتر العقدة التي لا تقوى السياسة على فكها"(83).

وواضح حتى كانت كان مخدوعاً في أمر الجمهوريات (التي شاركت بعد ذلك ف أبشع الحروب قاطبة)؛ ولكن ينبغي حتى نقرر أنه كان يعني بـ "الجمهورية" الحكومة الدستورية لا الديمقراطية كاملة. فلقد كان عديم الثقة بالدوافع المتهورة التي تحفز رجالاً لا تكبحهم قيود(84)، وكان يخشى إطلاق حق التصويت للجميع باعتباره تسليطاً للأغلبيات الجاهلة على الأقليات التقدمية والأفراد الخارجين على الإجماع(85). ولكن كانت تغيظه الامتيازات الموروثة، وخيلاء الطبقة، والقنية التي تطوق كونجزبرج، ورحب بالثورة الأمريكية التي أخذت، في رأيه، تكون اتحاداً فدرالياً من دويلات مستقلة، على غرار النظام الذي اقترحه لأوربا. وناصر الثورة الفرنسية بحماسة تقرب من حماسة الشباب، حتى بعد مذابح سبتمبر وحكم الإرهاب.

ولكنه، شأن أتباع التنوير جميعاً تقريباً، آمن بالتعليم أكثر مما آمن بالثورة. في هذا المجال، كما في مجالات كثيرة، أحس بتأثير روسووالحركة الرومانتيكية. "يجب حتى نسمح للطفل منذ نعومة أظفاره بكامل الحرية من جميع النواحي... شريطة ألا يتدخل في حرية غيره"(86). على أنه تحفظ بعد قليل في هذه الحرية الكاملة، وسلم بأن قدراً من الضبط ضروري في تكوين الخلق؛ "فإهمال الضبط شر أعظم من إهمال الثقافة، لأن إهمال الثقافة يمكن علاجه في الحياة فيما بعد"،(87) أما أفضل ضبط فهوالعمل، وينبغي مطالبة الطفل به في جميع مراحل تعليمه. والتربية الأخلاقية لا غنى عنها، وينبغي حتى تبدأ في فترة مبكرة. وإذ كانت الطبيعة البشرية تحتوي بذرة الخير والشر كليهما، فإن جميع تقدم أخلاقي رهن باقتلاع الشر وغرس الخير، ولاقد يكون هذا بالثواب والعقاب، بل بالتشديد على مفهوم الواجب".

والتعليم الذي تقوم به الدولة ليس أفضل من التعليم الذي تقوم به الكنيسة، فالدولة ستسعى إلى تكوين المواطنين المطيعين اللينين المتعصبين لوطنهم. والأفضل هجر التعليم للمدارس الخاصة التي يرأسها مفهمون مستنيرون ومواطنون مشربون بروح الخدمة العامة(88). لذلك أشاد كانت بمبادئ ومدارس يوهاك بازروف. وأسف على ما تتسم به مدارس الدولة وخطها المدرسية من تحيز للقومية، وتطلع إلى زمن تعالج فيه جميع الموضوعات بحيدة ونزاهة. وفي 1784 نشر منطقاً بعنوان "أفكار لتاريخ عام من وجهة نظر عالمية"؛ وقد أجمل الموضوع لتقدم البشرية من الخرافة إلى التنوير، ولم يفسح للدين إلا دوراً صغيراً، وطالب بمؤرخين يرتفعون فوق التعصب القومي.

وقد أدفأ فؤاده بالإيمان بالتقدم، الأخلاقي منه والفكري، كما أدفأ جماعة الفلاسفة أفئدتهم. ففي 1793 وبخ موسى مندلسون على قوله حتى جميع تقدم يلغيه تقهقر. "في الإمكان الاستشهاد بأدلة كثيرة على حتى النوع الإنساني بوجه عام، لا سيما في زماننا بالقياس إلى الأزمنة السابقة كلها، قد سار خطوات لا يستهان بها نحوحياة أفضل من الناحية الأخلاقية. ولا ينقض هذا القول حالات التوقف المؤقتة. وصراخ القائلين بأن النوع الإنساني ينحط باستمرار منشؤه بالضبط حتى المرء حين يقف على درجة أعلى من الأخلاقية يمتد بصره إلى مدى أبعد أمامه فيكون حكمه على حالة الناس كما هم، بالقياس إلى ما ينبغي حتىقد يكونوا، حكماً أشد صرامة"(89). فلما بدأ كانت آخر عقد في عمره (1794) أصاب تفاؤله المبكر شيء من الإظلام، من الممكن سبب الرجعية في بروسيا وتحالف الدول على فرنسا الثائرة. فانطوى على نفسه، وخط سراً ذلك الأثر الذي نشر بعد وفاته، والذي قدر له حتىقد يكون وصيته الأخيرة للنوع الإنساني.

بعد الموت

كان في بدنه من أضأل الرجال في جيله حجماً-لا يجاوز طوله خمسة أقدام إلا قليلاً، يزيده قصراً تقوس إلى الأمام في عموده الفقري. وكان يشكوضعفاً في رئتيه، ووجعاً في معدته، ولم يطل عمره إلا بفضل تغذية منتظمة معتدلة. ومما يتفق وطبيعته أنه وهوفي السبعين خط منطقاً عنوانه "في قدرة العقل على التحكم في الشعور بالسقم بقوة العزيمة". وكان يؤكد على حكمه التنفس من الأنف؛ فالمرء يستطيع التغلب على الكثير من نزلات البرد، وغيرها من العثرات بإقفال فمه(90). ومن ثم كان في مسيراته اليومية يمشي وحيداً تجنباً للحديث. ثم يمضي إلى فراشه بانتظام في العاشرة، ويستيقظ في الخامسة، ولم يستغرق في النوم إلا ما بعدها مرة على مدى ثلاثين عاماً (كما يؤكد لنا)(91). وقد فكر في الزواج مرتين، ثم أحجم مرتين. ولكنه لم يكن عزوفاً من عشرة الناس؛ فقد اعتاد حتى يدعوضيفاً أوضيفين، غالباً من تلاميذه، دون أي امرأة قط-لمشاركته غداءه في الواحد بعد الظهر. وكان أستاذاً للجغرافيا، ولكن ندر حتى تحرك خارج كونجزبرج، ولم يرقط جبلاً، ولعله لم ير البحر قط على قربة منه(92). وقد شد من أزره طوال محنة الفقر والرقابة عزة نفس لم تلن إلا ظاهرياً لأي سلطان غير سلطان عقله. وكان كريم النفس سمحاً، ولكنه صارم في أحكامه، يفتقد روح الفكاهة الخليق بأن ينقذ الفلسفة من الغلوفي الجد. وكان حسه الأخلاقي أحياناً يبلغ من الرهافة حد التزمت الذي يسيء الظن بكل اللذات حتى تثبت أنها فاضلة.

ولقد بلغ من قلة اكتراثه بالدين المنظم أنه لم يختلف إلى الكنيسة إلا إذا اقتضته ذلك واجباته الجامعية(93). ويبد أنه لم يصل قط في حياته بعد الرشد(94). روى هردر حتى تلاميذ كانت بنوا شكوكيتهم الدينية على تعليم كانت(95). وقد خط كانت إلى مندلسون يقول "سليم حقاً أنني أفكر بأوضح اقتناع، وبغاية الرضى، في أشياء كثيرة ليس لدي الشجاعة أبداً على قولها، ولكني لا أقول أبداً أي شيء لا أعتقده"(96).

وكان حتى آخر سني حياته يجاهد لتحسين عمله، وفي 1798 أبلغ صديقاً: "إن العمل الذي أشغل به نفسي الآن يجب حتى يتناول الانتنطق من الأساس الميتافيزيقي للعلوم الطبيعية إلى الفيزياء. فلا بد من حل هذه المشكلة، وإلا كان هنا فجوة في نسق الفلسفة النقدية".(97) ولكنه في ذلك الخطاب وصف نفسه بأنه "قد عجز عن العمل الذهني". ودخل حقبة طويلة من اضمحلال البدن، والأوجاع المتراكمة، وشعور الوحشة الذي يصاحب شيخوخة العزب. ووافته المنية في 12 فبراير 1804. ودفن في كتدرائية كونجزبرج، فيما يعهد الآن بـ "ستوا كانتيانا"، (مثوى كانت) ونقشت على قبره حدثاته "السماء المرصعة بالنجوم من فوقي، والقاموس الأخلاقي في باطني".

وقد خلف عند موته خليطاً كبيراً من الكتابات نشرت على أنها "أثر منشور بعد وفاة مؤلفه" في 1882-84. وفي إحداها وصف "الشيء-في-ذاته"-الطبقة السفلية المجهولة من وراء الظواهر والأفكار-بأنه "ليس شيئاً حقيقياً،... ولا حقيقة موجودة، بل مجرد مبدأ... للفهم القبلية الهجريبية للعيان-الحسي المتعدد(98)". وقد سمته... "أي شيئاً لا وجود له إلا في فكرنا". وقد طبق هذه الارتيابية ذاتها على فكرة الله:

"ليس الله جوهراً موجوداً خارجي، بل مجرد علاقة أخلاقية في باطني... والأمر المطلق لا يفترض جوهراً يصدر أوامره من عل، ويتصور إذن على أنه خارجي، بل هوأمر أونهي من عقلي أنا... والأمر المطلق يمثل الواجبات الإنسانية كأوامر إلهية لا بالمعنى التاريخي، كأن (كائناً إلهياً) قد أصدر أوامر للناس، بل بمعنى حتى العقل... له القدرة على الأمر بسلطة إنسان إلهي وعلى هيئته... "وصورة كائن كهذا، يجثوأمامه الجميع... الخ. تنبعث من الأمر المطلق، وليس العكس... حتى الكائن الأعلى... هومن خلق العمل... لا جوهر خارج عني"(99).

إلى غير ذلك انتهت الفلسفة الكانتية التي تشبثت بها المسيحية طويلاً، في ألمانيا ثم بعدها في إنجلرة، باعتبارها آخر وأفضل أمل للألوهية، بتصور كئيب لله يراه خيالاً نافعاً نماه العقل البشري ليفسر المطلقية الواضحة للأوامر الأخلاقية.

أما خلفاء كانت الذين يجهلون هذا الأثر الذي خلفه بعد موته، فقد أشادوا به منقذ المسيحية، والبطل الألماني الذي اغتال فولتير؛ وغلوا في تمجيد إنجازه غلوغلب تأثيره على تأثير أي فيلسوف من المحدثين. وتنبأ أحد تلاميذه وهوكارل راينهولت بأنه لن يمضي قرت حتى تنافس شهرة كانت شهرة المسيح(100). وقبل الألمان البروتستنت كلهم (باستثناء جوته) زعم كانت بأنه أحدث "ثورة كوبرنيقية" في فهم النفس: فبدلاً من حتىقد يكون الفكر (الشمس) هوالذي يدور حول الشيء (الأرض)، جعل الأمور تدور حول الفكر، ويعتمد عليه. وقد أرضى غرور الذات الإنسانية حتى ينطق لها حتى أساليبها الفطرية في الإدراك الحسي هي المقومات المحددة لعالم الظواهر. وخلص فشته (حتى قبل وفاة كانت) إلى حتى العالم الخارجي من خلق العقل، واستهل شوبنهاور-الذي قبل تحليل كانت-بحثه الضخم "العالم كإرادة وفكرة" بهذا الإعلان "إن العالم فكرتي"-وهوإعلان أثار بعض الدهشة في مدام دستال.

واغتبط المثاليون لأن كانت كان قد جعل المادية محالة منطقياً ببيانه حتى العقل هوالحقيقة الوحيدة المعروفة لنا مباشرة. وسعد الصوفيون لأن كانت قد قصر الفهم على الظواهر، وأقصاه عن العالم النوميني والحقيقي حقاً، وهجر هذه المملكة الغامضة (التي أنكر في دخيلة نفسه وجودها) متنزهاًخلاصاً للاهوتيين والفلاسفة. أما الميتافزيقا، التي كان جماعة "الفلاسفة" الفرنسيين قد أقصوها عن الفلسفة، فقد رد لها اعتباراً حكماً للعلوم كلها، وأقر جان بول لاشتير لألمانيا بسيادة الهواء، بعد أقر لبريطانيا بسيادة البحر، ولفرنسا بسيادة اليابس. وبنى فشته وشيلنج هيجل القلاع الميتافيزيقية على مثالية كانت الترانسندنتالية، وحتى رائعة شوبتهاور اتخذت نقطة انطلاقها من تشديد كانت على أولوية الإرادة. نطق شيلر "انظر كيف من الممكن أن هيأ غني واحد مسببات الرزق لمجموعة من المتسولين"(101).

كذلك أحس الأدب الألماني هوأيضاً تأثير كانت سريعاً، لأن فلسفة عصر تكون على الأرجح أدب العصر الذي يليه. ففرق شيلر برهة في مؤلفات كانت، وخط خطاباً ملؤه الإجلال للمؤلف، وبلغ في منطقاته النثرية غموضاً يقرب من الغموض الكانتي. وأصبح الإبهام واللبس موضة فاشية في الكتابة الألمانية، وشعار نبالة يشهد بعضوية حامله في تلك الطائفة العتيقة، طائفة نساجي خيوط العناكب. نطق جوته "إن التأمل الفلسفي، على العموم، أذى للألمان، لأن من شأنه حتى يجعل أسلوبهم غامضاً عسيراً مبهماً. وحدثا قوي تعلقهم بمدارس فلسفية بعينها ازدادت كتابتهم سواء"(102).

ويتردد المرء في اعتبار كانت محرراً رومانتيكياً، ولكن الفقرات الأدبية الغائمة التي خطها في الجمال والجلال غدت من الينابيع التي انبثقت منها الحركة الرومانتيكية. ولقد انبعثت محاضرات شيلر في يينا "ورسائله في تربية الإنسان الاستطيقية" (1795)-وهي معالم على طريق تلك الحركة-من دراسته كتاب كانت "نقد الحكم". وقد هيأ التفسير الذاتي النزعة لنظرية كانت في الفهم أساساً فلسفياً لممضى الفردية الرومانتيكية الذي نشر لواءه مزهواً في حركة "شتورم" (الزوبعية). وعبر تأثير كانت الأدبي إلى إنجلترة، فتأثر به كولردج وكارلايل، ثم عبر إلى إنجلترة الجديدة، ومنح اسماً لحركة إمرسن وثورو-الترانسندنتالية(103). لقد هز أستاذ الجغرافيا القصير القامة المحدودب الظهر العالم وهويطأ أرض "متنزه الفيلسوف" في كونجزبرج. وما من شك في أنه قدم للفلسفة وفهم النفس أشق ما عهده التاريخ إلى الآن من تحليل لعملية الفهم.

قائمة الخط

  • (1746) Thoughts on the True Estimation of Living Forces (Gedanken von der wahren Schätzung der lebendigen Kräfte)
  • (1755) A New Explanation of the First Principles of Metaphysical Knowledge (Neue Erhellung der ersten Grundsätze metaphysischer Erkenntnisse; Doctoral Thesis: Principiorum primorum cognitionis metaphysicae nova dilucidatio)
  • (1755) Universal Natural History and Theory of Heaven (Allgemeine Naturgeschichte und Theorie des Himmels)
  • (1762) The False Subtlety of the Four Syllogistic Figures (Die falsche Spitzfindigkeit der vier syllogistischen Figuren)
  • (1763) The Only Possible Argument in Support of a Demonstration of the Existence of God (Der einzig mögliche Beweisgrund zu einer Demonstration des Daseins Gottes)
  • (1763) Attempt to Introduce the Concept of Negative Magnitudes into Philosophy (Versuch den Begriff der negativen Größen in die Weltweisheit einzuführen)
  • (1764) Observations on the Feeling of the Beautiful and Sublime (Beobachtungen über das Gefühl des Schönen und Erhabenen)
  • (1764) Essay on the Illness of the Head (Über die Krankheit des Kopfes)
  • (1764) Inquiry Concerning the Distinctness of the Principles of Natural Theology and Morality (the Prize Essay) (Untersuchungen über die Deutlichkeit der Grundsätze der natürlichen Theologie und der Moral)
  • (1766) Dreams of a Spirit Seer (On Emmanuel Swedenborg) (Träume eines Geistersehers)
  • (1770) Inaugural Dissertation (De mundi sensibilis atque intelligibilis forma et principiis)
  • (1775) On the Different Races of Man (Über die verschiedenen Rassen der Menschen)
  • (1781) أول طبعة من نقد العقل الخالص [1] (Kritik der reinen Vernunft [2])
  • (1783) Prolegomena to any Future Metaphysics [3] (Prolegomena zu einer jeden künftigen Metaphysik)
  • (1784) "اجابة لسؤال: ما التنوير?" (Beantwortung der Frage: Was ist Aufklärung? [4])
  • (1784) Idea For A Universal History With A Cosmopolitan Purpose (Idee zu einer allgemeinen Geschichte in weltbürgerlicher Absicht)
  • (1785) Groundwork of the Metaphysics of Morals (Grundlegung zur Metaphysik der Sitten)
  • (1786) Metaphysical Foundations of Natural Science (Metaphysische Anfangsgründe der Naturwissenschaft)
  • (1787) Second edition of the Critique of Pure Reason [5] (Kritik der reinen Vernunft [6])
  • (1788) نقد العقل العملي [7] (Kritik der praktischen Vernunft [8])
  • (1790) نقد الحكم (Kritik der Urteilskraft [9])
  • (1790) The Science of Right [10]
  • (1793) الدين ضمن حدود العقل فقط (Religion innerhalb der Grenzen der bloßen Vernunft) [11]
  • (1795) Perpetual Peace [12] (Zum ewigen Frieden [13])
  • (1797) Metaphysics of Morals (Metaphysik der Sitten)
  • (1798) Anthropology from a Pragmatic Point of View (Anthropologie in pragmatischer Hinsicht)
  • (1798) The Contest of Faculties [14] (Der Streit der Fakultäten [15])
  • (1800) Logic (Logik)
  • (1803) On Pedagogy (Über Pädagogik [16])
  • (1804) Opus Postumum
  • (More German works at Wikisource)
  • (More German works at Project Gutenberg)
  • (More English works at The University of Adelaide Library)
  • تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق ترجمة د عبد الغفار مكاوي

الهوامش

  1. ^ المقدام (مشرف). "نقد العقل المحض - ايمانويل كانت". مجلة إبتسامة.

انظر أيضاً

  • Aenesidemus (book)
  • Contributions to liberal theory
  • Empiricism
  • German Idealism
  • الليبرالية
  • Kant Russian State University
  • Gottlob Ernst Schulze
  • كارل ليونارد راينهولد
  • Meaning of life (philosophy)
  • Neo-Kantianism
  • فلسفة الحرية
  • Rationalism
  • آرثر شوپنهاور
  • Schopenhauer's criticism of the Kantian philosophy
  • Schopenhauer's criticism of Kant's Groundwork of the Metaphysic of Morals
  • Schopenhauer's criticism of Kant's schemata
  • Schema (Kant)
  • ديڤد هيوم
  • جون لوك
  • A priori
  • Categories of thought
  • Categorical imperative

مراجع وقراءات اضافية

Any suggestion of further reading on Kant has to take cognizance of the fact that his work has dominated philosophy like no other figure after him. Nevertheless, several guideposts can be made out. In Germany, the most important contemporary interpreter of Kant and the movement of German Idealism which he began is Dieter Henrich, who has some work available in English. P.F. Strawson's "The Bounds of Sense" (1969) played a significant role in determining the contemporary reception of Kant in England and America. At the same time, many key features of his position have been widely rejected[بحاجة لمصدر]. More recent interpreters of note in the English-speaking world include Lewis White Beck, Jonathan Bennett, Henry Allison, Paul Guyer, Christine Korsgaard, Robert B. Pippin, Rudolf Makkreel, and Béatrice Longuenesse.

مقدمات عامة لفكر كانت

  • Broad C. D. Kant: An Introduction. Cambridge University Press, 1978. ISBN 0-521-21755-5, ISBN 0-521-29265-4
  • Deleuze, Gilles. Kant's Critical Philosophy. Trans., Hugh Tomlinson and Barbara Habberjam. University of Minnesota Press, 1984. ISBN 0-8166-1341-9, ISBN 0-8166-1436-9

السيرة والسياق التاريخي

  • Beck, Lewis White. Early German Philosophy: Kant and his Predecessors. Cambridge, MA: Harvard University Press, 1969.
a survey of Kant's intellectual background
  • Beiser, Frederick C. The Fate of Reason: German Philosophy from Kant to Fichte. Cambridge, MA: Harvard University Press, 1987.
  • Beiser, Frederick C. German Idealism: The Struggle against Subjectivism, 1781-1801. Cambridge, MA: Harvard University Press, 2002.
  • Cassirer, Ernst. Kant's Life and Thought. Translation of Kants Leben und Lehre. Trans., Jame S. Haden, intr. Stephan Körner. New Haven, CT: Yale University Press, 1981.
  • Gulyga, Arsenij. Immanuel Kant: His Life and Thought. Trans., Marijan Despaltović. Boston: Birkhäuser, 1987.
  • Kuehn, Manfred. Kant: A Biography. Cambridge University Press, 2001. ISBN 0-521-49704-3
this is now the standard biography of Kant in English
  • Pinkard, Terry. German philosophy, 1760-1860: The Legacy of Idealism. Cambridge, 2002.
  • Sassen, Brigitte. ed. Kant's Early Critics: The Empiricist Critique of the Theoretical Philosophy, 2000.
  • Lehner, Ulrich L., Kants Vorsehungskonzept auf dem Hintergrund der deutschen Schulphilosophie und -theologie (Leiden: 2007) (Kant's Concept of Providence and its background in German School Philosophy & Theology)
  • Houston Stewart Chamberlain, Immanuel Kant — a study and a comparison with Goethe, Leonardo da Vinci, Bruno, Plato and Descartes, the authorised translation from the German by Lord Redesdale, with his 'Introduction', The Bodley Head, London, 1914, (2 volumes).

مجموعات منطقات

  • Guyer, Paul. ed. The Cambridge Companion to Kant. Cambridge University Press, 1992. ISBN 0-521-36587-2, ISBN 0-521-36768-9
an excellent collection of papers that covers most areas of Kant's thought
  • Mohanty, J.N. and Robert W. Shahan. eds. Essays on Kant's Critique of Pure Reason. Norman: University of Oklahoma Press, 1982. ISBN 0-8061-1782-6
  • Proceedings of the International Kant Congresses. Several Congresses (numbered) edited by various publishers.
  • Förster, Eckart ed. "Kant's Transcendental Deductions: The Three 'Critiques' and the 'Opus Postumum.'" Stanford: Stanford University Press, 1989.
includes an important essay by Dieter Henrich'
  • Cohen, Ted and Paul Guyer eds. Essays in Kant's Aesthetics. Chicago: University of Chicago Press, 1982.
essays on Kant's Critique of Judgment
  • Phillips, Dewi et al. Kant and Kierkegaard on Religion. Palgrave Macmillian, 2000, ISBN 0-312-23234-9
A collection of essays about Kantian religion and its influence on Kierkegaardian and contemporary philosophy of religion.

في فلسفة كانت النظرية

  • Allison, Henry. Kant’s Transcendental Idealism. New Haven: Yale University Press, 1983, 2004. ISBN 0-300-03629-9, ISBN 0-300-03002-9
very influential defense of Kant's idealism, recently revised
  • Ameriks, Karl. Kant's Theory of Mind: An Analysis of the Paralogisms of Pure Reason. Oxford: Clarendon Press, 1982.
one of the first detailed studies of the Dialectic in English
  • Gram, Moltke S. The Transcendental Turn: The Foundation of Kant's Idealism. Gainesville: University Presses of Florida, 1984. ISBN 0-8130-0787-9
  • Guyer, Paul. Kant and the Claims of Knowledge. Cambridge, UK: Cambridge University Press, 1987.
a modern defense of the view that Kant's theoretical philosophy is a "patchwork" of ill-fitting arguments
  • Henrich, Dieter. The Unity of Reason: Essays on Kant’s Philosophy. Edited and with an introduction by Richard L. Velkley; translated by Jeffrey Edwards… [et al.]. Harvard University Press, 1994. ISBN 0-674-92905-5
  • Kemp Smith, Norman. A Commentary to Kant's ‘Critique of Pure Reason. London: Macmillan, 1930.
a somewhat dated, but influential commentary on the first Critique, recently reprinted
  • Kitcher, Patricia. Kant's Transcendental Psychology. New York: Oxford University Press, 1990.
  • Longuenesse, Béatrice. Kant and the Capacity to Judge. Princeton University Press, 1998. ISBN 0-691-04348-5
argues that the notion of judgment provides the key to understanding the overall argument of the first Critique
  • Melnick, Arthur. Kant's Analogies of Experience. Chicago: University of Chicago Press, 1973.
an important study of Kant's Analogies, including his defense of the principle of causality
  • Paton, H. J. Kant’s Metaphysic of Experience: A Commentary on the First Half of the Kritik der reinen Vernunft. Two volumes. London: Macmillan, 1936.
an extensive study of Kant's theoretical philosophy
  • Pippin, Robert B.. Kant's Theory of Form: An Essay on the Critique of Pure Reason. New Haven: Yale University Press, 1982.
an influential examination of the formal character of Kant's work
  • Schopenhauer, Arthur. Die Welt als Wille und Vorstellung. Erster Band. Anhang. Kritik der Kantischen Philosophie. F. A. Brockhaus, Leipzig 1859 (In English: Arthur Schopenhauer, New York: Dover Press, Volume I, Appendix, "Criticism of the Kantian Philosophy," ISBN 0-486-21761-2)
  • Sala, Giovanni: Kant, Lonergan und der christliche Glaube (Nordhausen: Bautz, 2005), ed. by Ulrich L. Lehner and Ronald K. Tacelli [17]
  • Strawson, P.F. The Bounds of Sense: an essay on Kant's Critique of Pure Reason. Routledge, 1989.
the work that revitalized the interest of contemporary analytic philosophers in Kant
  • Wolff, Robert Paul. Kant's theory of mental activity: A commentary on the transcendental analytic of the Critique of Pure Reason. Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1963.
a detailed and influential commentary on the first part of the Critique of Pure Reason
  • Yovel, Yirmiyahu. Kant and the Philosophy of History. Princeton: Princeton University Press, 1989.
  • Farias, Vanderlei de Oliveira. Kants Realismus und der Aussenweltskeptizismus. OLMS. Hildesheim, Zürich, New York. 2006.

في فلسفة كانت العملية

  • Allison, Henry, Kant's theory of freedom Cambridge University Press 1990.
  • Banham, Gary. Kant's Practical Philosophy: From Critique to Doctrine Palgrave Macmillan, 2003.
  • Michalson, Gordon E. Fallen Freedom: Kant on Radical Evil and Moral Regeneration. Cambridge University Press, 1990.
  • Michalson, Gordon E. Kant and the Problem of God. Blackwell Publishers, 1999.
  • Paton, H. J. The Categorical Imperative; a study in Kant's moral philosophy University of Pennsylvania press 1971.
  • Rawls, John. Lectures on the History of Moral Philosophy. Cambridge, 2000.
  • Wolff, Robert Paul. The Autonomy of Reason: A Commentary on Kant's Groundwork of the Metaphysic of Morals. New York: HarperCollins, 1974. ISBN 0-06-131792-6.

في فهم الجمال لكانت

  • Guyer, Paul. Kant and the Claim of Taste. Cambridge MA and London, 1979.
  • Crawford, Donald. Kant's Aesthetic Theory. Wisconsin, 1974.
  • Makkreel, Rudolf, Imagination and Interpretation in Kant. Chicago, 1990.
  • McCloskey, Mary. Kant's Aesthetic. SUNY, 1987.
  • Schaper, Eva. Studies in Kant's Aesthetics. Edinburgh, 1979.
  • Zupancic, Alenka. Ethics of the Real: Kant and Lacan. Verso, 2000.
  • Hammermeister, Kai. The German Aesthetic Tradition. Cambridge University Press, 2002.

أعمال أخرى عن كانت

  • Caygill, Howard. A Kant Dictionary. Oxford, UK; Cambridge, Mass., USA: Blackwell Reference, 1995. ISBN 0-631-17534-2, ISBN 0-631-17535-0
  • Derrida, Jacques. Mochlos; or, The Conflict of the Faculties. Columbia University, 1980.
  • Greenberg, Robert. Kant's Theory of A Priori Knowledge, Penn State Press, 2001 ISBN 0-271-02083-0

فلسفة معاصرة متأثرة بكانت

  • Herman, Barbara. The Practice of Moral Judgement. Harvard University Press, 1993.
  • Korsgaard, Christine. Creating the Kingdom of Ends. Cambridge; New York, NY, USA: Cambridge University Press, 1996. ISBN 0-521-49644-6, ISBN 0-521-49962-3 (pbk.)
not a commentary, but a defense of a broadly Kantian approach to ethics
  • McDowell, John. Mind and World. Harvard University Press, 1994. ISBN 0-674-57609-8
offers a Kantian solution to a dilemma in contemporary epistemology regarding the relation between mind and world
  • Wood, Allen. Kant's Ethical Thought. Cambridge; New York, NY, USA: Cambridge University Press, 1999. ISBN 0-521-64836-X
a comprehensive, in depth study of Kant's ethics, with emphasis on formula of humanity as most accurate formulation of the categorical imperative (according to similar arguments as Korsgaard)
  • Parfit, Derek. Climbing the Mountain.

وصلات خارجية

  • Stephen Plaquist's Glossary of Kantian Terminology
  • Kant's Ethical Theory Kantian ethics explained, applied and evaluated
  • Kant & Ethics Extensive links and discussions from Lawrence Hinman at University of San Diego
  • Notes on Deontology A conveniently brief survey of Kant's deontology
  • North American Kant Society (NAKS)
  • Kant on the Web
  • Kant Links
  • Kant's Epistemology and Metaphysics according to the Friesian school
  • Kant and the project of enlightenment
  • Several Kant's works in clickable pdf
  • Routledge Encyclopedia of Philosophy (14 sections on Kant)
  • أعمال من Immanuel Kant في مشروع گوتنبرگ
  • International Kant Interview - 2004
  • Readable versions of Prolegomena, Groundwork for the Metaphysic of Morals, and Critique of Pure Reason
  • All works of Kant (German)
  • Kant's moral philosophy and the question of pre-emptive war, Revue Sens Public
  • Kant in the Classroom (background information for Kant's lectures)
  • Immanuel Kant's works: text, concordances and frequency list
  • Kant On Race and Development
  • Michel Foucault's Dissertation on Kant's Anthropology
  • Kant on property
  • The Stanford Encyclopedia of Philosophy has several entries on Kant:
    • Kant's Philosophy of Science
    • Kant's Critique of Metaphysics
    • Kant's View of the Mind and Consciousness of Self
    • Kant's Aesthetics and Teleology
    • Kant's Philosophy of Religion
    • Kant's Philosophical Development
    • Kant's Moral Philosophy
    • Kant and Leibniz
    • Kant's Theory of Judgment
تاريخ النشر: 2020-06-09 11:46:17
التصنيفات: Articles with hCards, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, إمانويل كانت, فلاسفة كانتيون, كانتية, فلاسفة القرن الثامن عشر, ليبرالية كلاسيكية, Deontological ethics, فلاسفة التنوير, فلاسفة ألمان, فلاسفة اللغة الألمانية, مثاليون, منظرون سياسيون, فلاسفة القانون, Philosophy of sexuality, German natives of East Prussia, لوثريون ألمان, مواليد 1724, وفيات 1804

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:54
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 99%

عقد "غريب" بين نجم ريال مدريد القادم وصديقته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:59
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 91%

"ستاندرد آند بورز" تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:51
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 85%

برنامج الجولة 27 من البطولة الاحترافية ومصير مباراة الرجاء وبركان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:09:23
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 84%

ارتفاع “غير مسبوق” لأسعار الذهب بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:09:21
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 73%

عدلي يتأهل على حساب أكرد إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:09:31
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 78%

الهند تبدأ التصويت في أكبر انتخابات في العالم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:46
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 98%

مسؤول صيني رفيع المستوى يزور روسيا لحضور مؤتمر أمني

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:44
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

الصين تعلق على "انفجارات إيران"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:55
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

البنك المركزي المصري يعلن القضاء على السوق السوداء للدولار

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:57
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 99%

الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن رفح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:50
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 96%

مصر تصدر بيانا بعد ضرب مواقع إيرانية وسورية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:42
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

اتحاد جدة يضع لجنة المسابقات السعودية في مأزق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:08:02
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 100%

منغوليا تدفن 7 ملايين رأس ماشية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 12:07:43
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

تحميل تطبيق المنصة العربية