الدعوة الجهريّة

التدرّج منهجٌ لكُلّ داعيةٍ يبحث فيه للوصول الأمثل للنتيجة التي يطمح بها في دعوة الله تعالى، والاهتمام بمبدأ الأولى فالأولى، وفهم طبيعة المجتمع، وهذا ما قام به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من دعوة قومه، حيث بدء بالدعوة سرّاً ثمّ جهر به، فاستمرت الدعوة سرّاً مدّة ثلاث سنوات، وبعدها أمر الله -سبحانه- رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالبدء بالدعوة جهراً، حيث نطق تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، فبدأ النبيّ بالدعوة، فنادى بني هاشم، ثمّ جمع قريشاً على جبل الصفا ليبلّغهم دعوة الله.


الدعوة لقريش عامةً

صعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قمة جبل الصفا، ونادى قائلاً: "يا بني فهرٍ، يا بني عديٍ، يا بني هاشمٍ"، وبندائه أصاب قريشاً جمعاء، فسارعوا إليه، واجتمعوا حوله، ونطق لهم -عليه الصلاة والسلام-: (أرَأَيْتَكُمْ لوأخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلاً بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ،يا ترى؟ نطقوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقاً، نطقَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)، فنطق له عمّه أبولهب: "تباً لك، ألهذا جمعتنا".