حديث عيسى بن هشام-كتاب
الكتاب لشخصية خيالية هوعيسي بن هشام كان راوي مقامات بديع الزمان الهمزاني
الكتاب من الاعمال الكلاسيكية للأديب والصحفي محمد المويلحي
مقتبسات من الكتاب
في وصف الفهماء الخيِّر من الفهماء من يرى الجاهل بمنزلة الطفل الذي هوبالرحمة أحق منه بالغلظة، ويعذره بنقصه فيما فرط منه، ولا يعذر نفسه في التأخر عن هدايته
--
والناس اليوم في حركة لا شرقية ولا غربية قد اشتغل بعضهم ببعض، واكتفوا من دهرهم بحوادث يومهم فتعطلت بينهم مجالس الفهم، واندرست مجامع الأدب، واقتصروا على
مطالعة أخبارهم في الجرائد والصحف دون الدفاتر والخط..
...
الكاذبُ في نهاية البعد من الفضل، والمرائي أسوأ حالًا من الكاذب؛ لأنه يكذب عملًا وذلك يكذب قولًا والعمل آكد من القول، فأما المعجب بنفسه فأسوأ حالًا منهما؛ لأنهما يريان نقص أنفسهما ويُريدان إخفاءه والمعجب بنفسه قدعمي عن عيوب نفسه، فيراها محاسن ويُبديها، وإني لأعجب للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وأعجب للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة وفي الغد جيفة، وأعجب لمن يُغفل صبرَه ويشكوإلى الناس دهره، فإن كان عدوٍّا سرَّه وإن كان صديقًا أساءه،وليس مسرة العدوولا مساءة الصديق بمحمودة
...
ووصل الغلوفي ذلك أيام الدولة اليونانية أنهم طالما حياته، فلم تمكث بعد « أثينا » أحصوا ثلثمائة تمثال لشخص واحد في شوارع وفاته ثلثمائة يوم؛ لأنه كان ممن نال الشهرة بالباطل، وعلوَّ الصيت على غير استحقاق، ومن ملح ما يروى في هذا الباب حتى بعض الناس نطق لعظيم من عظمائهم جليل القدر كبير الخطر: ،،، وقد سئل الشارع الحكيم اليوناني عن سبب إغفاله عقوبة القاتل لأبيه في شريعته فنطق: ما كنت لأتصور حتى يونانيٍّا في الوجود يقدم على اغتال أبيه، كشف الرذيلة لا يقوم بمقدار الضرر الذي يلحق بأهل الشر منها
---
أشهدت مشاهد عزّنا ورأيت معاهد فخرنا، وفهمت كيف من الممكن أن كان مقدار مجدنا، لله درهم ما كان أرقاهم في الفكر وأبدعهم فالله وإلى أية رتبة بلغت بنا صناعة أجدادنا؟ في العمل! ولوحتى نوابغ الأمم اجتمعوا اليوم اجتماع مفاخرةٍ، ونزلوا إلى ميدان المناضلة والمناظرة، لما تجاوز المصري منهم سابق، ولا تعلق بأثرهِ لاحق، ولكان له من بينهم الكعب الأعلى، والقدح المعلَّى، وهذه الآثار في يده يفاضل بها ويفاخر، وينشد عليهم قول الشاعر