إدوارد ماير
إدوارد ماير Eduard Meyer (عاش 25 يناير 1855 - 31 أغسطس 1930) مؤرخ ألماني كبير اشتهر بأبحاثه ودراساته وخطه المرجعية في التاريخ القديم الذي أكد وحدته وشموليته في الحقبتين الشرقية والكلاسيكية، وأنه جزء لاينفصم عن التاريخ العام للإنسانية، وهوالذي وضع حجر الأساس لتقسيمات التاريخ المصري القديم وتزمينها.
حياته
ولد في 25 يناير 1855 في مدينة هامبورگ، وتلقى تعليمه في مدرسة يوهانيوم Johanneum الذائعة الصيت، التي بدأ فيها دراساته التاريخية والكلاسيكية وتفهم اللغات اللاتينية والإغريقية والعبرية والعربية قبل حتى يدخل الجامعة في بون في السابعة عشرة من عمره. ثم انتقل بعدها إلى جامعة لايپزيگ حيث تفهم اللغة المصرية القديمة ونال درجة الدكتوراه عام 1875 عن رسالته المعنونة: «الإله المصري سيت - تيفون» Set -Typhon. ثم أمضى سنة دراسية في إصطنبول أصدر بعدها كتابه عن «تاريخ طروادة». بدأ محاضراته في جامعة لايبزيغ عام 1879 وفي عام 1885 نودي به أستاذاً للتاريخ القديم في جامعة برسلاو، ثم انتقل إلى جامعة هاله وأخيراً إلى جامعة هومبولت ببرلين عام 1902 التي بقي يدرّس فيها حتى تقاعده عام 1923.
حياته العملية
كان ماير متمكناً من فهم الدراسات المصرية Aegyptologie، فأصدر عام 1887 «تاريخ مصر القديمة» Geschichte des Alten Aegyptens؛ فكان أول تاريخ مشروح ومؤلف وفق منهجية فهمية يصدر عن تاريخ مصر القديم.
كان ماير مؤرخاً موسوعياً حصيفاً أحاط بمصادر التاريخ القديم المتاحة في عصره كلها، وقد عهد واشتهر عالمياً بمؤلفه الضخم: «تاريخ العصور القديمة» Geschichte des Altertums الذي صدر (1884-1902) في خمسة مجلدات عالج فيها التاريخ القديم منذ بداياته الأولى حتى أواسط القرن الرابع قبل الميلاد بقسميه الشرقي والكلاسيكي بوصفهما كلاً متكاملاً، ساعياً إلى إخراج تاريخ الإغريق من عزلته عن بيئته الحضارية ووضعه لأول مرة في إطار التاريخ العام لحوض البحر المتوسط انطلاقاً من وحدة هذا التاريخ واستمراريته وتلاحمه. وبالنظر إلى لمكتشفات الأثرية المتواصلة والمتسارعة منذ بداية القرن العشرين، التي قدمت كمّاً هائلاً من المصادر التاريخية بشتى أنواعها، فقد بدأ ماير يعيد النظر في تاريخه منذ عام 1907 واستمر يجري عليه التعديلات والتسليمات والإضافات حتى آخر حياته. وتابع هذا العمل من بعده تلميذه هانس شتير Hans Stier، فأصدر تاريخ العصور القديمة في طبعة جديدة (1953- 1958) في ثمانية مجلدات. ولايزال كثير من آراء ماير ونتائج دراسته والمسائل التي أثارها يحتل مكانة بارزة في الدراسات التاريخية المعاصرة.
أعماله
وفي عام 1904 أصدر ماير كتابه المشهور عن «الكرونولوجيا» المصرية، الذي أكد فيه أهمية النجم سوتيس (سيروس) Sothis (الذي يتم دورته الفلكية في 1463 سنة) بالنسبة إلى نشأة التقويم المصري التي حدّدها في 19 تموز/يوليوعام 4241 ق.م وعدّه أقدم تاريخ معروف في تاريخ العالم، لكن الأبحاث التاريخية الحديثة أظهرت حتى ماير غالى في استنتاجاته وأن المصريين القدماء لم يبدؤوا برصد شروق النجم سوتيس (مع شروق الشمس) إلا بعد الدورة الفلكية التالية؛ أي منذ عام 2772 ق.م الذي يمكن عدّه بداية التأريخ والتقويم المصري.
كذلك انصبّ اهتمامه على تاريخ الأديان والمسائل الدينية التاريخية والحركات الفكرية الكبرى ودورها في التاريخ، فأصدر كتابه القيم «أصل المسيحية وبداياتها» Ursprung und Anfãnge des Christentums في أربعة مجلدات (1921- 1924)، كما تفهم تاريخ المورمون Mormons ونشأة ديانتهم فرأى فيها عناصر شَبَه وقرابة بالإسلام، إذ يقول: «إن المرء يمكن حتى يسمّي المورمون تبعاً لظهورهم وعالم تفكيرهم (محمديين) مسلمي أمريكا…» وهذا ينطبق في رأيه على نشأة كلتا الديانتين عبر الوحي وتنزيل كتاب مقدس، وبالتالي بوصف جميع منهما «ديانة كتاب». ومن خطه المشهورة في التاريخ الروماني كتاب: «ملكية قيصر ورئاسة بومبيوس» الذي صدر عام 1918، وأثار ضجة فهمية كبيرة وطبع ثلاث مرات في ثلاث سنوات. وله أبحاث ودراسات كثيرة متفرقة توجد في مجموعة «أبحاث في التاريخ القديم» وكذلك في مجموعة «الكتابات الصغرى».
وكان من نتائج أبحاثه عن الأسطورة وسير الأبطال و«الفلكلور» والنميات (فهم النقود) والأوابد التاريخية حتى صار لهذه العلوم المساعدة مكانة مهمة في الدراسات التاريخية. كما كان يدعودائماً إلى دراسة اللغات القديمة لعالم الشرق القديم (كالمصرية والأكادية وغيرهما) بوصفها مفاتيح دراسة حضارته العريقة.
ولكن فهم ماير وإحاطته الفهمية كان لها حدود؛ فنتائج الأبحاث المتعلقة باللغة الحثية وفك رموزها وصلته متأخرة، ومن ثم لم ينل تاريخ الحثيين وحضارتهم مكانته في تاريخ الشرق القديم، كما حتى معهدته بفهم الدراسات الآشورية Assyriologie لم تكن عميقة وشاملة مثلما كانت في فهم الدراسات المصرية، التي بقيت ميدانه المفضل. ومع ذلك فإن إنجازه الفهمي الكبير المتمثل في تاريخ العصور القديمة والمؤلفات الأخرى كان فريداً في بابه وعظيم التأثير في ميدان البحث التاريخي، فإليه يعود الفضل في وضع الأسس والمصادر المتعلقة بتقسيمات التاريخ المصري وعصوره المتنوعة. ومن مقولاته الشهيرة: «لم يكن التاريخ القديم أبداً ولاينبغي حتىقد يكون إلا جزءاً من التاريخ العام الواحد، وهذا ما يجب ألا ينساه البحث التاريخي حول العصور القديمة والحديثة على الإطلاق».
إلى غير ذلك فقد كان إدوارد ماير المؤسس الحقيقي وأكبر نادىة كتابة تاريخ عام تام للعصور القديمة.
المصادر
- الموسوعة العربية
- This article incorporates text from a publication now in the public domain: "Meyer, Eduard". Encyclopedia Americana. 1920.
وصلات خارجية
- ("History of antiquity")
هذا article about a German academic هوبذرة. بإمكانك مساعدة الفهم بأن تنمـِّـيـه. |