وذكرت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها اليوم التي كانت بعنوان ( الفرص الكامنة واستثمار الموارد) : بعد عزلة عن العالم استمرت قرونا لأرخبيل يحتوي على 90 جزيرة بكرا في البحر الأحمر، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة شركة البحر الأحمر، تصميمات «كورال بلوم» البوابة الرئيسة لمشروع البحر الأحمر، بوابة العالم نحو عالم جديد وبكر، عالم يصحح للإنسانية علاقتها مع الطبيعة، ويحافظ فيه الإنسان على معالم الحياة الفطرية وحماية البيئة كمفهوم لربط تطور الاقتصاد والسياحة مع حياة بيئية نظيفة، ويتعايش معها دون أن يلحق الأذى بالكائنات والمحيط البيئي فيها، عالم تمتزج فيه الحضارة الإنسانية بأرقي صورها ومبتكراتها مع الطبيعة البكر، في جزيرة تضم 11 منتجعا وفندقا تم إنشاؤها بمواد بناء تحقق أعلى كفاءة في استهلاك الطاقة وأقل تأثيرا في البيئة، تتعايش فيها أشجار المانجروف لتشكل خطوط دفاع ضد عوامل الانجراف والتعرية.
وقالت :لعل العالم اليوم وبعد تجربة انتشار فيروس كورونا المرهقة جدا، قد يبدو شديد الحساسية تجاه المنتجعات والمناطق المزدحمة، وتحتاج السياحة العالمية بشكل عاجل إلى قفزة ملهمة، تعطي الإنسان شعوره بالأمان والاستجمام مع شعوره بالمصالحة مع البيئة. فمشروع «كورال بلوم» أو "ازدهار المرجان"، يضع معايير استثنائية جديدة للهندسة المبتكرة والتصميم المستدام، ليتجاوز القواعد البسيطة في حماية البيئة إلى الاندماج البيئي الكامل، بحيث تصبح العلاقة مستدامة، يبني كل عنصر فيها العنصر الآخر، فلا المحافظة على البيئة يعطل الحياة الإنسانية والتمدن، ولا الأخير يعمل بأنانية تدمر البيئة أو يستهلك مواردها بلا هوادة، فهو نهج متجدد في عمليات التطوير يأخذ في الحسبان التنوع البيولوجي، وتندمج فيه المنتجعات والفنادق مع المشهد الطبيعي والكثبان الرملية المحيطة، تصبح الشواطئ الشبيهة بالدولفين، حاجزا للوقاية من خطر ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يحافظ على معالم الجزيرة ويحسنها دون أن تلحق الأذى بالموائل والشطآن الطبيعية، وكل هذا يحقق نسبة حفظ بيئي تصل إلى 30 في المائة بحلول عام 2040.
ورأت ان مشروع البحر الأحمر يعد أحد مشاريع صندوق الاستثمارات العامة الواعدة، التي ستحقق للاقتصاد السعودي تنوعا مهما، فهو استثمار في الموقع الجغرافي المهم، الذي يتوسط القارات الثلاث، كما أنه موقع بكر يتمتع بتوازن في درجات الحرارة، ما يجعله مكانا مثاليا لعديد من الأنشطة الدولية والمؤتمرات الكبيرة، خاصة مع تطوير أكبر نظام لتخزين البطاريات في العالم، ما يسمح بتشغيل الموقع بأكمله بالطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة، ويشمل ذلك إنشاء محطات تبريد مناطق مركزية لضمان راحة الضيوف على امتداد أنحاء الوجهة، فالمشروع يضمن عدم المساس بـ75 في المائة من جزر الوجهة.
وأردفت:وتعد شريرة، التي تضم منتجع «كورال بلوم»، واحدة من 22 جزيرة فقط تم اختيارها بعناية لعمليات التطوير، وتم توقيع أكثر من 500 عقد حتى الآن بقيمة 15 مليار ريال ليعمل فيه خمسة آلاف عامل، وتم شق 70 كيلومترا من شبكة الطرق في الوجهة، وجاري العمل على تطوير مدينة موظفين تتسع لـ14 ألف شخص سيديرون الوجهة مستقبلا، كما بدأ الإنتاج فعليا في مشتل بمساحة 100 هكتار، سيوفر أكثر من 15 مليون شتلة زراعية.
وبينت :فالمشروع يعمل على الاستثمار في البنى التحتية للاقتصاد السعودي، استثمار يدر العوائد على المجتمع وينتج وظائف مستدامة، ويحقق تنوعا اقتصاديا يحرر الاقتصاد والإنسان السعودي من تقلبات أسعار النفط، ويوفر متنفسا سياحيا جديدا وعالميا، ما يقلل من فاتورة السياحة الخارجية ويدعم الريال السعودي. فمشروع البحر الأحمر سيكون عند اكتماله في عام 2030، مكونا من 50 منتجعا وفندقا توفر ما يصل إلى ثمانية آلاف غرفة فندقية ونحو 1300 عقار سكني، موزع على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، كما ستضم الوجهة مراسي فاخرة، وملاعب جولف، وعديدا من مرافق الترفيه والاستجمام، كل ذلك على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع من الأراضي البكر في الساحل الغربي للمملكة.
وختمت:وهذا المشروع يعد من أهم المشاريع السياحية المتجددة على مستوى العالم بمفهومه الجديدة، المرتبطة بحماية البيئة باستخدام تصاميم صديقة للبيئة الخضراء.
// انتهى //
08:08ت م
0010