بعد أن ألقى انتشار وباء كورونا بظلاله على أبناء الشعب التونسي، تمكنت لاعبة كرة التنس التونسية المحترفة أنس جابر من إدخال السعادة على بيوت الآلاف من التونسيين خلال مباريات بطولة ويمبلدون، إلا أنها لم تتمكن في النهاية من الفوز باللقب.

كأول امرأة عربية تتأهل إلى الدور الربع نهائي في بطولة ويمبلدون، حققت اللاعبة التونسية أنس جابر نجاحات باهرة في ملاعب الكرة الصفراء، نافست فيها المصنفات العالميات، وأذهلت الكثير من المتابعين والمشجعين.

وتحتل اللاعبة العربية والإفريقية اليوم، التصنيف الأعلى في تاريخ رابطة محترفات التنس، وسجلت فوزاً بحوالي 11 لقبا فرديا ولقبا زوجيا واحدا في منافسات الاتحاد الدولي لكرة المضرب للسيدات.

ولكن رغم أنها ألهبت مشاعر الكثيرين، في ملاعب كرة التنس بأدائها المتميز والاحترافي، لم تتمكن أنس من التغلب على منافستها البيلاروسية أرينا سابالينكا خلال مواجهة ربع نهائي ويمبلدون.

وتعليقاً على أداء اللاعبة التونسية، قالت سابالينكا بأن أنس جابر "لديها لمسة رائعة وضربات إرسال قوية وتتحرك بشكل رائع. "

ضمن المصنفات الأوليات عالمياً.. بدايات ناجحة

وُلدت اللاعبة التونسية أنس جابر سنة 1994 في مدينة قصر هلال التابعة لمحافظة المنستير التونسية.

وكانت والدة أنس في الأثناء، تلعب كرة المضرب بشكل هاوي، وقررت أن تتلقى الطفلة صاحبة الأربع سنوات التدريب في لعب التنس تحت إشراف مدرب مختص. واستمر ذلك حتى بلوغها بحلول عام 2007 سن الثالثة عشرة، حين شاركت ولأول مرة في بطولة لبنان المفتوحة للتنس وفازت بلقبها الزوجي.

وفي يناير/كانون الثاني سنة 2009 شاركت أنس في بطولة الفجيرة للتنس للناشئين في الإمارات العربية المتحدة، وفازت حينها بأول لقب فردي من الدرجة الخامسة. وفي وقت لاحق من السنة ذاتها، احتلت المركز الثاني في بطولة المغرب الدولية للناشئين من الدرجة الثانية وفازت ببطولة سماش الدولية للناشئين من الدرجة الثانية في مصر، وكلاهما فردي.

بدأت بعد ذلك اللاعبة التونسية، بتحقيق نتائج قوية في البطولات الكبرى وفازت بالعديد من الألقاب، لتدخل لأول مرة سنة 2013 بين المصنفات الـ200 الأوليات عالمياً.

واستمرت أنس في المراوحة بمشاركاتها في البطولات بين الخاصة بالاتحاد الدولي والبطولات التابعة لجولة اللاعبات المحترفات.

نحو العالمية

نجحت أنس سنة 2017 ولأول مرة بدخول قائمة الـ100 الأوائل عالمياً، وذلك بوصولها إلى الدور الثالث من بطولة رولان جاروس وفوزها على المصنفة السابعة حينها دومينيكا سيبلكوفا، وبدأ نجم اللاعبة التونسية يلمع منذ ذلك الحين.

وفي سنة 2018 تمكنت من الوصول إلى النهائي بعد التغلب على 3 لاعبات من المصنفات الـ25 الأوائل عالمياً، في كأس الكرملين.

ومنذ سنة 2019 شاركت بطلة كرة التنس، أنس جابر في الجدول الرئيسي لكل بطولات الجراند سلام، وتمكنت حينها من الوصول إلى نصف نهائي إيستبورن.

وتتالت بعد ذلك الانتصارات، حتى أصبحت اللاعبة التونسية مصنفة ضمن الـ50 الأوائل عالمياً، وذلك عقب الفوز على جوهانا كونا وكارولين جارسيا وكارولين فوزنياكي، خلال دورة الجراند سلام في أستراليا المفتوحة سنة 2020، لتصبح بذلك أول لاعبة عربية تتمكن من الوصول إلى ربع نهائي بطولة الجراند سلام.

وتحتل اللاعبة التونسية اليوم الترتيب الـ24 عالمياً، وكانت قد صرحت في وقت سابق أنها تطمح خلال هذا الموسم لدخول الترتيب الـ10 عالمياً.

وكأكثر حدث فريد في مسيرتها الحافلة بالنجاحات والألقاب العالمية، تمكنت أنس جابر في بطولة ويمبلدون للسنة الحالية من التغلب على المصنفة 21 عالمياً والبطلة لخمس مرات اللاعبة فينوس ويليامز، لتفوز بذلك بلقب أول امرأة عربية وإفريقية تمثل بلداً إفريقيا في بطولة ويمبلدون، ثم تمكنت بعد ذلك من هزيمة بطلة ويمبلدون السابقة والمصنفة 11 عالمياً اللاعبة غاربيني موغوروزا، لتتأهل إلى الدور الرابع من البطولة، وبفوزها على اللاعبة إيغا شيفونتيك تأهلت للعب في الربع النهائي.

ورغم أنها حققت إنجازاً عربياً غير مسبوق، لم تتمكن أنس جابر من الفوز على منافستها البلاروسية والظفر بلقب بطولة ويمبلدون. إلا أن الشارع التونسي بات يعتبرها بطلة قومية أطاحت بكبار الكرة الصفراء، ووجه إليها في ذلك البرلمان التونسي التحية وأشاد بأدائها خلال البطولة.

TRT عربي