وجاء تحت عنوان «المبحث التاريخي للذاكرة ونماذج من الإسلام المبكر» وهو مؤلّف للدكتور المعز عمري ومن تقديم الدكتورة حياة عمامو.
وقد انطلق المؤلّف في كتابه هذا من البحث في براديغم الذّاكرة في الدّراسات النّظريّة والذي كان له تأثيرا مهمّا في التّحوّل الذي عرفته الأسطوريوغرافيا من هيمنة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي المعتمد على المنهج الوضعي خاصّة إلى بروز التاريخ الثقافي الذي يهتمّ بالذهنيّات وبكلّ ما هو مخفي في أعمال الإنسان وشخصيّته ممّا اقتضى تدخّل عديد العلوم الإنسانيّة الأخرى مثل السّويولوجيا والأنتروبولوجيا والفلسفة وعلم النّفس.
وفي هذا الإطار استعرض الباحث نظريّة «الذّاكرة الجماعيّة» التي أسّسها عالم الاجتماع الفرنسي موريس هالبواكس لينتقل بعد ذلك إلى ما توصّل إليه بيار نورا في مجال مبحث الذّاكرة باعتباره أوّل من اهتمّ به من المؤرّخين ففرّق بين الذاكرة الجماعيّة التي تقوم على تمثّل الماضي على أساس الذاتيّة والصّداميّة والذاكرة التاريخيّة التي تقوم على المنهج العلمي النّقدي.
وفي إطار الدراسات النظريّة حول الذّاكرة تناول مؤلّف هذا الكتاب بالدّرس طريقة بول ريكور باعتباره فيلسوفا في الكتابة التّاريخيّة من خلال مقاربات الفيلولوجيا والإبستيمولوجيا والهرمونيطيقيا كما بيّن للقارئ أنّ اهتمام جاك لقوف بهذا المبحث كان من أجل التأريخ للذاكرة أكثر منه دراسة للمقاربات المنهجيّة ليشير الى ان الألماني يان أسمان قد أسّس «للذّاكرة الحضاريّة» متجاوزا بذلك «الذّاكرة الجماعيّة» و« الذّاكرة القوميّة».
مؤلّف مرجعي للباحثين وطلبة العلوم الاجتماعية والانسانية بما يقدّم لكم مرجعا مهمّا للبحث في ابستمولوجية الذاكرة الانسانية انطلاقا من مدارس حديثة مختلفة المشارب والتوجّهات.
