حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من تداعيات إقدام سلطات ميانمار على إحداث تغييرات ديموغرافية في إقليم راخين (أراكان- غرب)، لمنع عودة المشردين من مسلمي أقلية الروهينغيا، وجددت إدانتها جميع الانتهاكات لحقوق الأقليات في البلد الآسيوي.

جاء ذلك في قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة خاصة، وحمل عنوان "حقوق الإنسان لمسلمي الروهينغيا وغيرهم من الأقليات في ميانمار ".

القرار قدمته 37 دولة، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة).

ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد مسلمي الروهينغا في راخين، ما أسفر عن مقتل آلاف الروهينغيا ولجوء قرابة مليون منهم إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.

وجددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، إدانتها "جميع الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان، بما في ذلك ضد مسلمي الروهينغيا والأقليات الأخرى".

وأعربت عن "القلق البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن الأشخاص العزل في راخين تعرضوا للاستخدام المفرط للقوة وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من جانب الجيش وقوات الأمن".

وذكرت من هذه الانتهاكات: "عمليات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، وأعمال القتل والاغتصاب المنهجي وغيره من أشكال العنف الجنسي، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والاستيلاء الحكومي على أراضي مسلمي الروهينغيا وتدمير منازلهم".

وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".

وأكدت الجمعية العامة "الحاجة الملحّة لضمان محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم المتعلقة بانتهاكات وتجاوزات القانون الدولي في جميع أنحاء ميانمار، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي".

وحذرت من تداعيات "تنفيذ ميانمار سياسات، تحت ستار التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار في شمال راخين والعسكرة المكثفة للمنطقة، بهدف تغيير التركيبة الديمغرافية، ما يشكل مانعاً إضافياً يحول دون عودة السكان المشردين من مسلمي الروهينغيا إلى الولاية".

وطالبت الجمعية العامة "قوات الأمن والقوات المسلحة بضرورة احترام التطلعات الديمقراطية لشعب ميانمار وإفساح المجال لعملية الانتقال الديمقراطي، وإنهاء العنف، والاحترام الكامل لحقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون، وإنهاء حالة الطوارئ المعلنة في فبراير/شباط الماضي".

ومطلع ذلك الشهر، نفذ قادة بالجيش في ميانمار انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سوتشي.

TRT عربي - وكالات