النفط يتخطى حالة عدم اليقين بمواصلة الارتفاع .. ومسار الأسعار سيحدده قرار «أوبك+»


ارتفعت أسعار النفط الخام خلال تعاملات أمس، على الرغم من استمرار انتشار إصابات متغير أوميكرون من فيروس كورونا وتداعياته الواسعة على الطلب على الوقود، خاصة مع تحجيم السفر وتكثيف حملات توزيع اللقاحات وترقب تطوير لقاح جديد خاص بالمتغير.
وتحسنت معنويات السوق وسط تكهنات عن احتمال تأجيل "أوبك+" الزيادة الشهرية خلال الاجتماع الوزاري لدول المجموعة مطلع العام الجديد، كما نمت معنويات المخاطرة وسط إشارات إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا لا تتجهان نحو عمليات إغلاق واسعة النطاق، كما كان يخشى سابقا، وانعكس ذلك على الفور في ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام.
وأشار لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون في تصريحات، إلى أن الأسواق الآسيوية ارتفعت بعد تراجع مخاوف حادة سابقة بشأن الانتشار المتزايد لمتغير أوميكرون من فيروس كورونا، وقاد ذلك إلى ارتفاع في أسعار النفط بما يقرب من 5 في المائة، خلال يومين.
ولفت المحللون، إلى أن مسار الأسعار في الأيام المقبلة سيحدده قرار مجموعة "أوبك+" بشأن مصير الزيادة الإنتاجية الشهرية البالغة 400 ألف برميل يوميا التي تجري إضافتها كل شهر منذ آب (أغسطس) الماضي التي قد تكون ظروف السوق الراهنة غير ملائمة لها - بحسب تقدير بنوك وشركات دولية معروفة - إضافة إلى ترقب التطورات في أزمة قطاع العقارات في الصين، وفي ظل مخاطر الجائحة المستمرة وتأثيرها في قرارات الإغلاق وإعادة الفتح في أغلب دول العالم.
وأشاروا إلى أن شركات الطاقة الدولية توجه مزيدا من الاستثمارات إلى مشاريع الطاقة منخفضة الكربون. في المقابل، فإن وتيرة إضافات السعة لتكنولوجيا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يمكن أن تتباطأ بسبب ارتفاع التكاليف، منوهين إلى بيانات صادرة عن شركة وود ماكينزي ترى أن هناك مخاطر تحيط بوجود زيادة سريعة ومستمرة في منشآت الطاقة النظيفة.
وذكروا أن آفاق أسواق الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة والنمو الاقتصادي بشكل عام أصبح أكثر غموضا بسبب الأزمات المالية والوبائية الراهنة، مشيرين إلى أنه يبدو أن عدم اليقين سيكون أكبر موضوع مهيمن على أسواق النفط والغاز في 2022.
وفي هذا الإطار، يرى الدكتور فيليب ديبيش؛ رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن تطابق الموقفين الأمريكي والبريطاني بضرورة استبعاد الإغلاق في موسم الأعياد والعام الجديد الحالي خففا من حدة المخاوف على الطلب العالمي، خاصة مع استمرار جهود احتواء الوباء من خلال دعم المستشفيات وتسهيل الاختبارات الطبية.
وذكر أن حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أن التطعيمات والاختبارات لا تزال طريقته المفضلة للحد من انتشار الفيروس بدلا من القيود الاقتصادية أعطى حالة جيدة من الطمأنة للأسواق، في ظل وقت عصيب تحتاج فيه السوق النفطية إلى إشارات إيجابية لتخفيف التوتر وتجاوز الصعوبات الراهنة.
ويقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، إنه في ضوء توجهات الحكومتين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى استبعاد عمليات الإغلاق في المرحلة الراهنة، فقد أدى ذلك إلى انتعاش الأسعار، مشيرا إلى استمرار متوقع لهذه الحالة على المدى القصير مع تخفيف وتيرة القلق من متغير أوميكرون وفاتورته الاقتصادية الباهظة.
ولفت إلى أن بيانات المخزونات الأمريكية لها تأثير واسع في مسار الأسعار، وأن انخفاضها المتوقع لهذا الأسبوع يعكس تماسك الطلب وقدرته على مواجهة ضغوط الجائحة المتنامية، مشيرا إلى أن البيانات الصادرة عن معهد البترول الأمريكي أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 3.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
ويوضح أندرو موريس؛ مدير شركة بويري الدولية للاستشارات، أن السوق النفطية تدخل إلى العام الجديد 2022 في ظل تجدد حالة عدم اليقين بشأن الأسعار والطلب وآفاق الصناعة على المدى الطويل مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس أوميكرون، إضافة إلى الضغوط الدولية المتعلقة بإزالة الكربون، وفرض إجراءات أكثر صرامة في عديد من الدول الأوروبية في إطار تشديد قيود السفر.
وأشار إلى أن "أوبك" تتمسك برؤية إيجابية للسوق، وترى أن تأثير أوميكرون معتدل وقصير الأجل على الطلب على النفط، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤا مؤقتا في تعافي الطلب بسبب المتغير الجديد، لكن دون انهيار أو ضعف في الطلب، لافتا إلى أن "أوبك" تركت الباب مفتوحا أمام تعديلات فورية محتملة في سياسة إنتاج النفط إذا استمرت حالة عدم اليقين في السوق.
بدورها، تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا؛ كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن الجميع يترقب ردود فعل "أوبك" تجاه مستجدات السوق، وسط حالة من الاتفاق على أن إجراءات المنظمة ستكون محركا مهما لأسعار النفط في العام المقبل جنبا إلى جنب مع تطورات أزمة الجائحة.
ونوهت إلى وجود تقارير توقعات دولية ترجح أن يؤدي فصل الشتاء الحالي الأكثر برودة من المعتاد، إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا واستنفاد مخزوناتها من الغاز الطبيعي التي وصلت بالفعل إلى أدنى مستوى لها منذ عقد في هذا الوقت من العام، مرجحة أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على التدفئة باستخدام أنواع الوقود الأخرى غير الغاز الطبيعي بما في ذلك المنتجات النفطية؛ ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على النفط حتى لو حدت عمليات الإغلاق من استهلاك الوقود.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، بعد بيانات أكدت تراجعا في مخزونات الخام الأمريكي، وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي زيادة بنسبة 0.4 في المائة، إلى 74.23 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.5 في المائة إلى 71.50 دولار.
وأعلن معهد البترول الأمريكي، أمس الأول، أن مخزونات الولايات المتحدة من الخام تراجعت بـ3.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت إمدادات البنزين بـ3.7 مليون برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بـ849 ألف برميل.
وهدأت المخاوف بشأن الطلب في ظل وجود مؤشرات على أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لا تتجهان إلى إغلاق واسع النطاق، كما كان يخشى من قبل.
وقال ستيفان بانسل؛ الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، الثلاثاء، إن الشركة، التي تنتج لقاح كورونا لا تتوقع مشكلة في تطوير جرعة معززة واقية من المتحور أوميكرون ويمكنها البدء بالعمل خلال أسابيع.
وقالت مصادر في السوق، نقلا عن بيانات من معهد البترول الأمريكي، الثلاثاء، إن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 3.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 كانون الأول (ديسمبر) مقارنة بتوقعات ثمانية محللين استطلعت رويترز آراءهم بانخفاض قدره 2.8 مليون برميل. من جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أسعار سلتها بسبب عطلة نهاية العام الميلادي.

تاريخ الخبر: 2021-12-23 01:23:11
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 43%
الأهمية: 45%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية