قادة الطيران يستعدون إلى جولة وعرة لاستعادة الرحلات الطويلة


خشي صانعو الطائرات من أن جائحة فيروس كورونا قد تسدد لهم ولمشتري طائراتهم وشركات الطيران ومجموعات التأجير، ضربة شبه قاتلة. وبعد 18 شهرا، عاد الركاب - ولكن في الغالب على الرحلات القصيرة.
ومع اقتراب طلب الركاب على الرحلات القصيرة أو حتى مضاهاته لمستويات ما قبل الجائحة حيث يتم استخدام طائرات صغيرة ذات ممر واحد، تظل حركة الرحلات الطويلة خفيفة مع بقاء عديد من الطائرات الكبيرة ذات الجسم العريض التي تطير على الطرق العابرة للقارات عاطلة عن العمل.
ومع وجود أكثر من 1400 من هذه الطائرات ذات الممرين مركونة في حظائر الطائرات في بداية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفقا لبيانات من شركة استشارات الطيران سيريوم، فإن توقيت تعافي سوق الطائرات ذات الجسم العريض لا يزال غير مؤكد.
وعلى الرغم من انخفاض الأرقام عن ذروة الجائحة في آذار (مارس) 2020 عندما كانت نحو 3586 من الطائرات ذات الممر المزدوج في التخزين، إلا أنه لا يزال ما يقرب من 30 في المائة من الأسطول الحالي حيث كانت شركات الطيران بطيئة في إعادة هذه الطائرات إلى العمل.
إنه فرق حاد عن أوقات ما قبل الجائحة عندما يقول بعض المديرين التنفيذيين إنه كان هناك عدد زائد عن الحاجة من الطائرات الأكبر بعد عقد من الإنتاج والتسليم القوي.
قال كريستيان شيرير، كبير المسؤولين التجاريين في شركة أيرباص، إنه عندما ضرب كوفيد، كان هناك "احتياطي متضخم قليلا من الطائرات ذات الجسم العريض" بعد "القليل من جنون الطلبات".
وأضاف أن الجائحة ساعدت على "ضبط ذلك" و"قادت شركات الطيران الكبيرة بعيدا قليلا عن الطائرات الكبيرة وأقرب قليلا للنماذج الأقل خطورة، وتكلفة رحلاتها أقل".
ففي الفترة التي سبقت الأزمة، كانت شركتا بوينج وأيرباص حريصتين على ترويج طائراتهما النفاثة الكبيرة ذات البدن العريض.
قال كيفن مايكلز، المدير المنتدب لشركة آيروداينامكس الاستشارية ومقرها ميشيغان، "لقد كان هناك كثير من الإثارة حول قيام طائرتي بوينج 787 وإيرباص A350 (كلتاهما ذات أجسام عريضة) بجلب كثير من التكنولوجيا والاقتصاد الفاعل إلى السوق".
وأضاف، "لقد كانت فترة العقد الماضي من النمو القوي في السفر الجوي. وحققنا نموا بهذه الوتيرة السريعة، وكان لديك هذا الارتفاع الغريب في تكلفة الوقود مع تكلفة منخفضة لرأس المال. الجمع بين هذين الاثنين مع التكنولوجيا الجديدة وفترة من النمو القوي... إن كل هذه الأشياء تآمرت على شركات الطيران لكي تطلب بقوة".
ومع ذلك، فإن شيرير "مقتنع تماما" بأن الطلب في السوق سيستأنف على الطائرات ذات الممر المزدوج "بالإفراط نفسه" لسوق الطيران قصير المدى أو الطيران المحلي، حالما تستأنف حركة المرور الدولية والعابرة للقارات.
لكنه قال إنه قد يكون ذلك "في وقت ما بين 2023 و2025 باستثناء أي شيء آخر" قبل أن يتعافى الطلب على الرحلات الطويلة. وسيستغرق الأمر وقتا أطول للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة بالنسبة إلى الطائرات ذات الجسم العريض.
يصر المديرون التنفيذيون الآخرون في الصناعة على حدوث انتعاش في سوق رحلات المدى الطويل والجسم العريض، لكنهم يعترفون أنه سيكون وعرا.
وقال وارن إيست، الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس لتصنيع محركات الطائرات في المملكة المتحدة، والمكشوفة بشدة لسوق طائرات الجسم العريض، في أوائل كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إن أي انتعاش لن يكون كالخط المستقيم، ولا سيما في ضوء المتحور أوميكرون. وقال، "ستكون رحلة عشر خطوات إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء".
وردد إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا، صدى تعليقات إيست، محذرا من أن أوميكرون قد أثر في حجوزات كانون الثاني (يناير)، إلى حد كبير بالنسبة إلى السفر الدولي. وظهر الانخفاض "في... الدول التي فرضت قيودا على السفر".
وقال إحسان منير، نائب الرئيس الأول للمبيعات التجارية في "بوينج"، إن "الناس يريدون السفر" وشدد على أن الطلب لا يزال قويا على المدى الطويل. ومع ذلك، اعترف بأنه "من السابق لآوانه معرفة" الوقت الذي سيصل معدل إنتاج الشركة المصنعة للطائرة 787، الذي بلغ ذروته عند 14 طائرة في الشهر في 2019، إلى ذلك المستوى مرة أخرى.
وأضاف، "علينا أن نبني من طائرتين إلى خمس، ثم نرى كيف ستسير الأمور".
ويشاطر محللون مستقلون رأي شيرير بأن الانتعاش في معدلات إنتاج الطائرات ذات الجسم العريض سيستغرق حتى منتصف العقد على الأقل.
فقد قال سكوت هاميلتون من شركة ليهام نيوز لاستشارات الطيران، "إنني أعتقد أن معدلات إنتاج الطائرات ذات الأجسام العريضة الجديدة لن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، على الأقل ليس لأعوام عديدة".
واتفق مايكلز من آيروداينامكس مع ذلك، قائلا إنه قد تأتي ثلاثينيات القرن قبل أن تصل معدلات إنتاج الطائرة ذات المحركين 787 إلى الذروة الشهرية البالغة 14 طائرة التي كانت في 2019.
قال روب موريس، رئيس الاستشارات في أسيند باي سيريوم، إنه بالنسبة إلى أكبر الطائرات، وهي الطائرات ذات المحركات الأربعة، فقد "توقفت السوق بالكامل تقريبا. إن كثيرا من تلك الطائرات تفكك أو تخرد."
وعلى الرغم من ذلك، هناك تعاف بالنسبة إلى الطائرات الجديدة ذات المحركين، وفقا لجون بلوجر، الرئيس التنفيذي لشركة أير ليس، وهي واحدة من أكبر شركات تأجير الطائرات في العالم. "إننا نشهد زيادة بطيئة في الطلب على الجيل الجديد من الهياكل العريضة، لكنها بالتأكيد ليست بالقدر نفسه لزيادة الطلب على الممر الواحد".
وقال إن الطلب على طاقة الشحن كان من بين أسباب الزيادة الطفيفة في الطلب على الجسم العريض، حيث استخدمت شركات الطيران طائرات الركاب في محاولة للاستفادة من ارتفاع أسعار الحمولات والشحن.
ولكن توقع الطلب تعقد، بسبب مشكلات الإنتاج المطولة مع طائرة 787 دريملاينر المملوكة لبوينج حيث تكافح لتصحيح مشكلات الجودة. فقد قالت شركة أمريكان أيرلاينز إنها ستضطر إلى إعادة تنظيم جداولها الصيفية لأن طائرات 787 الموعودة لم تصل.
يشعر بلوجر، وهو عميل آخر لدريملاينر قام بإلغاء ثلاث طلبيات بسبب المشكلات، بالإحباط بشكل واضح من التأخيرات، قائلا، "نحن كصناعة لا يمكن أن نكون في وضع... حيث لا يستطيع أحد مصنعي هياكل الطائرات ببساطة ألا يسلم أحد منتجاته الرئيسة... إن الصناعة بحاجة إلى هذه الطائرات ونحن بحاجة إلى اثنين من المنافسين الرئيسين الأقوياء في بوينج وأيرباص على الأقل".
لدى "بوينج" أيضا ثقة كبيرة في عودة الطيران الدولي بطرازها العريض التالي 777X التي يتم طرحها في نوعين مختلفين، 8-777 و 9-777، يمكنهما استيعاب ما يصل إلى 426 راكبا على طرق الرحلات الطويلة، وهي الأكبر الآن بعد أن توقف إنتاج طائرة أيرباص A380. لقد بدأت تجارب طراز 777، لكنها متأخرة عامين على الأقل عن الموعد المحدد.
ويعتقد بعض المراقبين أنها ستكون أكبر من أن تجذب جمهور شركات الطيران الموبوء بالجائحة.
وقال هاميلتون من ليهام نيوز، "إن الطائرة 9-777 هي ببساطة كبيرة للغاية بالنسبة إلى معظم شركات الطيران - إنها A380 و747 التالية من حيث الحجم الخطأ في سوق اليوم".
ويعتقد آخرون، على الرغم من ذلك، أن على الناس ألا يستبعدوا الطائرات ذات الجسم العريض 900 -777. وقال مايكلز إن "بوينج" ستعثر على عملاء من بين شركات الطيران الكبرى العابرة للقارات في الشرق الأوسط. وتوقع أن تخرج "بوينج" بطائرة شحن X777 أيضا.
قال منير من "بوينج" إن طائرة X777 ستكون أكبر طائرة في السوق عندما تبدأ شركات النقل في استبدال أكبر طائراتها في 2025 و2026. وأضاف أنه مع وجود أكثر من 300 طلب شراء للطائرة بالفعل "إن وقتها قادم بالتأكيد".
على الرغم من عدم اليقين في توقيت التعافي لسوق الطائرات ذات الجسم العريض، إلا أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل لهذه الصناعة، فقد عاد الطلب على الطائرات ذات الممر الواحد، مع مطالبة شركات الطيران بتجديد أساطيلها بعد الأزمة.
وقال شيرير من شركة إيرباص إن الطلب ظل ثابتا على الرغم من ظهور متحور أوميكرون الجديد. وقال أيضا إن مجتمع شركات الطيران بشكل عام أدرك أنه "عندما يتمكن الناس من السفر، فإنهم سيسافرون وسيفعلون ذلك بإفراط".

تاريخ الخبر: 2022-01-01 21:23:07
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 30%
الأهمية: 38%

آخر الأخبار حول العالم

نصف ماراطون جاكرتا للإناث.. المغرب يسيطر على منصة التتويج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:26
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:25
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

نصف ماراطون جاكرتا للإناث.. المغرب يسيطر على منصة التتويج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:31
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية