أرادت “أميرة” أن ترى حلمها في تعلم اللغة الإنجليزية يتحقق مع ابنتها"جنى" بعد أن فشلت في تحقيقه، لذا أصرت على الحاقها بمدارس "انترناشيونال" مهما كلفها الأمر من أعباء مالية، حرصت على ادخار المال، عملت بوظيفتين استنفذتا ساعات يومها، هان عليها في سبيل أن تتحدث ابنتها الإنجليزية- على حد قولها- دفع ما يقرب من نصف راتبها الشهري فى "جمعية" اشتركت فيها مع زميلاتها لتحصل على مبلغ وقت موعد التقديم للمدرسة.

فوجئت"أميرة" بإعلان المدرسة التي رغبت في ان تلتحق ابنتها بها بتحديد موعد إجراء "انترفيو" مع الأطفال استعدادًا للتقديم للعام الدراسي الجديد، وجاء الإعلان مبكرًا عن موعد التقديم بعدد من المدارس الأخرى حسب ما أوضحت"للدستور".
 
اطلعت الأم على الشروط لإجراء "الإنترفيو"، وأولها دفع 2000 جنيه لاترد في حال عدم قبول الطفله.

تقول:"بعد ما دفعت 2000 جنيه، وتحدد ميعاد المقابلة فوجئت بأسئلة ما ينفعش لطفل"، متابعة أن إدارة المدرسة اختبرت ابنتها في بعض المعلومات العامة، وجاء بعضها لايتناسب مع سن طفل في عمر 5 سنوات، بالإضافة لاختبارها في اللغة العربية،الإنجليزية، الفرنسية، مشيرة إلى أن ابنتها لم تستطع الإجابة على الأسئلة بحكم سّنها الصغير، وعدم اطلاعها على هذه المعلومات بالحضانة.

بعد "الإنترفيو"، جاءت النتيجة عدم قبول "جنى" بزعم أن مستواها ضعيف،وقالت الأم: "حسيت بخيبة أمل كبيرة فبعد ما باشتغل وظيفتين وبتحرم من اللي نفسي فيه علشان عايزة بنتي تدخل مدرسة تعليمها كويس تترفض علشان ماعرفتش تجاوب أسئلة طبيعي ما تقدرش تجاوب عليها؟؟".

"جنى" لم تكن الوحيدة ضحية تعسف مدارس خاصة في التقديم، الذي يُحل وقته لبدء عام دراسي جديد.

“إيمان” والدة “آسر” قررت أن يلتحق بأحد المدارس "الإنترناشيونال" بمنطقة المعادي بالقاهرة، والتي وصل مصروفات التقديم بها لـ 85 ألف جنيه.
‏
‏بعد الإعداد لـ "يوم التقديم" بتدريب "آسر" على الإجابة لأسئلة شائع طرحها على الأطفال جاءت الأسئلة -حسب ما أوضحت الأم- عن الحياة الشخصية للطفل، مثل سؤاله عن طريقة تعامل أمه، هل تعنفه، الأمر الذي جعل”آسر" يشعر بحرج شديد ويتعرض لضغط نفسى، وتم سؤاله عن وظيفة والديه ومطالبته برسم حروف وتوصيل بعض الكلمات لتكوين عدة أشكال.

تقول "إيمان": ورغم نجاج أبنى لم تقبله المدرسة بحجة إنه مفيش مكان"، موضحة أن كثيرين أكدوا لها الحاجة لواسطة كى يقبل الطفل، مشيرة إلى أن تلك المدارس تجعل أولياء الأمور يتذللوا لقبول أبنائهم، وهو أمر غير طبيعي.

خبير تربوى: إدارة التعليم الخاص مسئولة  
أحمد سلامة خبير تربوى أكد "للدستور" أن هناك تعسفًا واضحًا من قبل عدد من المدارس الخاصة في شروط الالتحاق بها، منها عدم ردّ مبلغ "الإنترفيو" لولي الأمر، ويتعدى فى أحيان كثيرة ألف جنيه، مشيرًا إلى أن الحصول على مبلغ مُقابل "الانترفيو" غير قانوني، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن دور إدارة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم في المراقبة.

وأضاف أن "الانترفيو"لابد أن يخضع أيضًا لهيئة الضمان والجودة التي من شأنها فحص الاختبار المُقدَم لطفل بعمر لا يتجاوز6سنوات، موضحًا أن هناك مدارس ترفض القبول كون الطفل لم يحصل على 90بالمائة فى الاختبار، مؤكدًا أن ذلك يمثل ظلمًا لطفل في هذه السن المُبكرة .

وتابع: على المدارس الخاصة قبول كافة المستويات التحصيلية للأطفال، فالمتفوق يُمكنها أن تزيد تفوقه، والذي يُعاني من قدرة أقل على الاستيعاب تحاول النهوض بمستواه من خلال ابتكار طرق مختلفة ومميزة في التعليم، لتعمل جنبًا إلى جنب مع الدولة، وليس ضدها كما يحدث في كثير من الأحوال.

من جانبها، أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم، أن فتح بعض المدارس الخاصة لباب التقدم للعام الدراسى المقبل قبل يوم 1 يونيو يُعد مخالفة قانونية، وتلك مواعيد تلتزم بها المدارس الرسمية التجريبية، بالإضافة إلى أن المدارس مُلزمة برد رسوم "الأبليكيشن" فى حالة رفض الطفل أو اعتبارها جزء من المصروفات حال قبوله.