منذ إطلاقه فى عام ٢٠١٨، بناء على تكليفات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال فعاليات المؤتمر الوطنى للشباب فى هذا العام، يواصل مشروع «مودة» جهوده القوية والفاعلة للحد من معدلات الطلاق، وتوفير حياة زوجية سعيدة للمتزوجين، خاصة حديثى الزواج. 

ولم يكتفِ مشروع «مودة» بالشباب والمقبلين على الزواج فى مختلف أنحاء الجمهورية، وامتدت برامج وندوات التوعية الخاصة به لتشمل المجندين فى وزارة الداخلية، وصولًا إلى تنفيذ شامل للمشروع فى قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

«الدستور» تواصلت مع مستفيدين من المشروع، للحديث عن تفاصيل برامج التوعية التى تلقوها، وكيف أسهمت فى تعلمهم أسس الحياة الزوجية السعيدة. 

«التضامن»: يستهدف المقبلين على الزواج وأسر المتعافين من الإدمان.. ووصل إلى 59 ألف طالب

قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن برنامج «مودة» يستهدف الشباب فى مرحلة الخطوبة، أو المقبلين على الزواج، لتكوين أسرة سوية قادرة على التعامل مع المشكلات، والتواصل الإيجابى بين جميع أفراد الأسرة، إذ إن الحياة الزوجية السعيدة تنعكس على تنشئة الأطفال بطريقة صحية وسليمة.

وأكدت «القباج»، فى تصريحات، أن تدريبات «مودة» تستهدف التركيز على أهمية تأخير إنجاب الطفل الأول والفحص الطبى قبل الزواج، كما تستهدف تنظيم الأسرة، والاهتمام المتبادل بين الزوجين، الذى يعد أساس العلاقة الزوجية السعيدة، موضحة أن احترام كل طرف للآخر هو أساس بناء أسرة متماسكة.

وأشارت إلى أن المشروع يستهدف أيضًا أسر المتعافين من الإدمان، إذ إن العديد من هذه الأسر يعانى من مشكلات أسرية، لذلك جرى ضم فئة المتعافين من الإدمان ضمن الفئات المستهدفة من برنامج «مودة» للحفاظ على كيان الأسرة ومواجهة ارتفاع المعدلات بينهم.

فيما قالت راندا فارس، مديرة مشروع «مودة» للحد من معدلات الطلاق بين الشباب التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، إن «مودة» هو مشروع قومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية، من خلال توعية وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، وبالتالى الحد من معدلات الطلاق فى المجتمع.

وأضافت: «تم إطلاق البرنامج فى ٢٠١٨، بناءً على تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى المؤتمر الوطنى للشباب، وذلك بعد ارتفاع معدلات الطلاق إلى ما يزيد على ١٩٨ ألف حالة طلاق، وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء»، لافتة إلى أنه وفقًا لهذه الإحصائيات ذاتها، تصل نسبة الطلاق إلى ٣٨٪، خلال الثلاث سنوات الأولى من الزواج، بينما فى السنة الأولى تبلغ ١٥٪. 

وواصلت «راندا»: «بناء على تكليفات القيادة السياسية هذه، أعدت وزارة التضامن الاجتماعى مادة علمية تدريبية، عن طريق مجموعة من الخبراء وممثلى صندوق الأمم المتحدة للسكان، لتعريف الشباب بضوابط وسبل إنشاء حياة أسرية سليمة».

وكشفت عن أن محتوى «مودة» تم اعتماده من قِبل المجلس الأعلى للجامعات، ويتناول موضوعات الصحة الإنجابية، وتحديدًا الفحص الطبى ما قبل الزواج وأهميته، واستخدام وسائل تنظيم الأسرة المناسبة، والمنافع الصحية والاجتماعية والاقتصادية لها.

ويتضمن محتوى «مودة» كذلك، وفقًا لمديرة المشروع، دور الرجل فى تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وأهمية المباعدة بين الولادات، وفترة وزيارات رعاية الحمل، وأهم الأمراض الوراثية، وخطورة ختان الإناث والزواج المبكر. وأشارت إلى أن محتوى «مودة» لم يغفل الجانب الشرعى، عبر التركيز على ضوابط الخطبة والزواج فى الدين الإسلامى، ونشر أخلاقيات حياة الرسول وتأثيرها على الزواج، والتعاليم الشرعية والتشريعات الخاصة بالزواج، والارتقاء بخدمات الدعم والإرشاد الأسرى لمساعدة حديثى الزواج الذين لديهم مشكلات تتعلق بالتوافق والمواءمة الأسرية.

ونبهت «راندا» إلى أن تنفيذ تدريبات برنامج «مودة» يتم عبر نخبة من الأساتذة المتخصصين، الذين سبق أن تم تدريبهم وإعدادهم من قِبل مسئولى البرنامج، فضلًا عن مجموعة من خبراء الصحة الإنجابية، استنادًا إلى محتوى البرنامج، مع اعتماد أساليب التعلم الحديثة القائمة على التفاعل والمشاركة الإيجابية. 

ونوهت كذلك إلى منصة «مودة» الرقمية، التى تم إطلاقها بلغة الإشارة، فى حرص على التطوير المستمر لمشروعات الوزارة، والعمل على إتاحة برامج التوعية لكل شباب مصر دون أى تمييز، موضحة أنه تمت إتاحة ٢١ مقطع فيديو لمحتوى البرنامج، وعرضها على المنصة لذوى الهمم من فاقدى وضعاف السمع والكلام.

وفيما يتعلق بعدد المستفيدين من برنامج «مودة»، قالت مسئولة «التضامن» إن إجمالى المستفيدين بلغ مليونًا و٩٠٩ آلاف و٨٤٢ مستفيدًا، فى ٢٠٢١، منهم مليون و٧٤٧ ألفًا و٣٥٢ مستفيدًا من المنصة الرقمية للبرنامج.

وبلغ عدد المستفيدين من التدريبات المباشرة للطلبة داخل الجامعات ٢٢ ألفًا و٥٩٦ مستفيدًا، خلال الفصل الدراسى الماضى، وزاد العدد فى الفصل الدراسى الحالى لـ٣٣ ألف مستفيد، بينما بلغ عدد المستفيدين من التدريبات المباشرة للطلبة داخل المعاهد العليا والمتوسطة ٢٦ ألفًا و٣٥٠ مستفيدًا.

ووصل عدد مجندى وزارة الداخلية الذين استفادوا من تدريبات «مودة» إلى ١٤٠ مستفيدًا، بينما كان عدد الشباب الذين استفادوا من التدريبات داخل أندية السكان ٢٨٣٥ مستفيدًا، إلى جانب ١١٠٠ مستفيد داخل الأندية الصيفية، و٣٠٣ مستفيدين من المتعافين من الإدمان.

وبلغ عدد المخطوبين الذين حصلوا على تدريبات متخصصة للمشورة ٣٦٠٠ مستفيد، ووصل عدد المستفيدين من التدريبات التفاعلية «أونلاين» إلى ٥٦٢ مستفيدًا.

وفيما يتعلق بتنفيذ البرنامج فى قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وصل عدد المستفيدين من حملات التوعية التابعة للبرنامج فى هذه القرى إلى ٥٠ ألفًا و٦٨٨ مستفيدًا، وذلك بواسطة ١٤ فريقًا تم تدريب أفرادها فى جامعات أسوان والزقازيق ودمنهور.

مستفيدون: تعلمنا كيفية اختيار شريك الحياة والتعامل مع الأبناء.. ونرجو زيادة الفعاليات

قال حسن عاطف، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، إنه استفاد بشكل كبير من ورشة برنامج «مودة»، التى أقيمت بأبوقير بالإسكندرية، واستمرت فعالياتها مدة ٤ أيام. وأضاف: «تعلمت الكثير عن كيفية اختيار شريكة الحياة، والتعامل مع الأبناء، وبناء حياة مستقرة، بالإضافة إلى التعامل مع مشكلات الحياة وكيفية الوصول لحلول لها». 

وأكد: «بعدما أدركت أهمية ما تعلمته، التحقت بمدربى البرنامج، ودربت فى عدد من الفعاليات التى أقيمت بمحافظة القليوبية، بعد ترشيحى لذلك من مديرية الشئون الاجتماعية».

فيما قالت فاطمة منصور، الطالبة بكلية العلوم بجامعة عين شمس، إنها تعلمت من البرنامج كثيرًا من المعلومات فى مجال التربية الإيجابية، وأدركت أضرار عادة ختان الإناث، وعرفت عن تفاصيل قانون تجريم ختان الإناث، وهو ما لم تكن على علم به من قبل.

وأضافت: «تعلمت فى فعاليات البرنامج كيفية اختيار شريك الحياة، والمواصفات التى يجب أن تتوافر فيه، وأهمها القدرة على التفاهم».

وأعربت عن امتنانها الشديد لبرنامج «مودة» والبرامج المماثلة، التى تساعد الشباب على الوصول لحياة زوجية مستقرة، مع تأهيل المقبلين على الزواج، وهو ما يؤدى لانخفاض نسب الطلاق التى زادت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، لأسباب متعددة من بينها عدم تحمل المسئولية وغياب الاهتمام والتفاهم بين الزوجين، بالإضافة إلى عدم التدقيق فى اختيار شريك الحياة.

أما إسراء أحمد، خريجة كلية التربية بجامعة بنها، فأكدت أن برنامج «مودة» نجح فى نقل معلومات شديدة الأهمية إلى الشباب فى قريتها، وفى عدد من قرى الجمهورية، من بينها كيفية اختيار شريك الحياة، متمنية أن تزداد مثل هذه الفعاليات من أجل إفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين.