كوفيد .. نظام الفحوص في أمريكا ينهار تحت ضغط أوميكرون


مر عام تقريبا منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه وتعهده بالسيطرة على الجائحة، لكن في الوقت الحالي يهدد المتحور أوميكرون باكتساح نظام فحوص كوفيد - 19 في البلاد، ما يتسبب في حالة من الفوضى والاضطراب بالنسبة إلى من يرغبون في السفر، أو العودة إلى العمل أو المدرسة، أو زيارة أهلهم كبار السن.
أدى الارتفاع في الإصابات إلى انفجار في الطلب على اختبارات المستضدات السريعة والمزيد من فحوص PCR المخبرية الأكثر دقة، وباع كثير من تجار التجزئة ما لديهم من المعدات والمختبرات وأصبحوا يكافحون لتوفيرها في الوقت المحدد.
في بعض أجزاء من البلاد يقف الناس في طوابير لساعات في ظروف شديدة البرودة ليتم فحصهم، ما يزيد من خطر انتشار الفيروس. واضطر آخرون لإلغاء التجمعات العائلية، أو رحلات الطيران، أو تأجيل عودة الأطفال إلى المدرسة بسبب مشكلات الفحوص، ما أدى إلى إحباط متزايد من استجابة الحكومة للجائحة.
قال زيك إيمانويل، أستاذ إدارة الرعاية الصحية في جامعة بنسيلفانيا وهو مستشار سابق لبايدن بشأن كوفيد: "أعتقد الجميع أن اللقاحات ستقوم بحل كل شيء، ما يعني أن الإدارة أغفلت الأمر المتعلق بالفحوص".
تشير حسابات أجرتها مارا أسبينال، أستاذة التشخيص الطبي الحيوي في جامعة ولاية أريزونا، أن لدى الولايات المتحدة حاليا طاقة فحوص منزلية تبلغ 260 مليون فحص شهريا، رغم أنه من المحتمل أن يتضاعف هذا العدد بحلول آذار (مارس).
يتم استخدام الكثير من تلك الفحوص من قبل المؤسسات الضخمة مثل المدارس وأماكن العمل، ما يجعل من الصعب العثور على معدات الفحص في الصيدليات أو عند تجار التجزئة الآخرين.
يقوم البيت الأبيض بوضع اللمسات الأخيرة على عقود لتأمين فحوص منزلية إضافية يبلغ عددها 500 مليون – وهو ما يكفي لاثنين لكل شخص بالغ – على الرغم من أنه لم يحدد بعد المدة التي ستستغرقها هذه العقود.
الولايات المتحدة ليست البلد الوحيد الذي يعاني نقصا في الفحوص المنزلية مع زيادة الحالات بشكل سريع، نتيجة لتفشي سلالة أوميكرون سريعة الانتشار. تعاني المملكة المتحدة وأستراليا وعدة أجزاء من أوروبا أيضا لتوفير المعدات لكل من يريدها.
قال مسؤول في البيت الأبيض: "الواقع هو أن هناك طلبا متزايدا غير مسبوق في جميع أنحاء العالم بسبب أوميكرون، الأمر الذي يضغط على قدرة الفحوص في كثير من البلدان".
لكن الوضع في الولايات المتحدة يعد مصدر إحباط بشكل خاص بالنسبة إلى كثيرين. كانت إمدادات الفحوص وفيرة خلال الصيف لدرجة أن شركة أبوت، وهي أكبر شركة مزودة للفحوص السريعة، سرحت مئات العاملين وتخلصت من ملايين المكونات في ذلك الوقت.
جاء هذا القرار وسط انخفاض عدد الحالات وتغيير التوجيه من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بإعفاء الأشخاص الذين تلقوا اللقاح من الفحص عند تعرضهم للمرض.
قالت أسبينال: "كان هناك تفاؤل بشأن اللقاح، وكان يستند إلى أسس جيدة، لكنه أدى إلى استجابة من الإدارة لم تكن مرنة بما فيه الكفاية للتعامل مع فيروس سريع التغير".
تناشد المستشفيات الأمريكية الآن عامة الناس الذين يعانون أعراضا طفيفة التوقف عن التدفق إلى غرف الطوارئ بحثا عن الفحوص بسبب النقص على مستوى البلاد. ويحذر بعض خبراء الصحة من أن الفحوص تؤخر انتشار الفيروس ويمكن أن تضعف العلاجات الجديدة المضادة لفيروسات كوفيد التي يجب أن تعطى في غضون أيام من الإصابة.
قالت ماري إيلين كارافيس، التي تعمل في مدرسة في بروكلين وألغت خططها لزيارة والدتها خلال عيد الميلاد بسبب التأخير في تلقي نتائج الفحص: "لقد هز هذا نوعا ما إيماني بعملية الفحص".
انتظرت قبل أسبوع من عيد الميلاد أربعة أيام لتلقي نتائج اختبار PCR الذي أجرته شركة لاب كيو دياجنوستيكس – وهي شركة حذرتها سلطات نيويورك من أنها قد تكون انتهكت قوانين "الدعاية الكاذبة" لفشلها في الالتزام بوعدها بتسليم النتائج في غضون 48 ساعة.
أجبرت التأخيرات كارافيس، التي ظهرت عليها أعراض كوفيد - 19، على حجز اختبار PCR آخر مع مزود بديل والانضمام إلى سباق لتحديد مواقع اختبارات المستضدات السريعة وشرائها. كانت نتيجة اختبارها سلبية في وقت لاحق، لكن شريكها تلقى نتيجة إيجابية خاطئة واضطرت كارافيس إلى تناول عشاء عيد الميلاد مع والدتها المسنة عبر مكالمة زووم.
لم تستجب شركة لاب كيو لطلب بالتعليق، لكن رسالة هاتفية مسجلة قالت إن النتائج قد تستغرق الآن ما يصل إلى خمسة أيام لتسليمها. استغرق الانتظار للتحدث إلى مأمور السنترال في شركة لاب كيو أكثر من ساعة.
أدت مخاوف السلامة المرتبطة بالاختبارات غير الكافية إلى إغلاق المدارس العامة في شيكاغو الأسبوع الماضي بعد تصويت نقابات المعلمين على ذلك. وبدأت بعض الولايات الأمريكية في تقييد الوصول إلى اختبارات المستضدات السريعة للفئات العمرية الضعيفة بسبب نقص الإمدادات. وأصدر مركز السيطرة على الأمراض إرشادات مثيرة للجدل لا تتطلب من الشخص المصاب بكوفيد اختبارا سلبيا من أجل مغادرة العزل بعد خمسة أيام – وهي خطوة يقول الخبراء إنها مدفوعة بنقص الاختبارات وتنذر بإرباك الجمهور.
قالت كاري تشان، مديرة برنامج الرعاية الصحية في كلية كولومبيا للأعمال: "أتمنى فقط لو حذت الولايات المتحدة حذو المملكة المتحدة وألمانيا، اللتين دعمت حكومتاهما منذ وقت مبكر جدا من الجائحة تكثيف سلسلة التوريد للاختبار وقدمت رسائل مفادها أن الاختبار السريع كان عنصرا مهما للاستجابة للجائحة".
أضافت أن الرسائل غير المتسقة من الإدارة الأمريكية بشأن قيمة الاختبار السريع تسببت في تردد القطاع الخاص بشأن زيادة الإنتاج، ما ترك البلاد مكشوفة عندما ارتفع الطلب العالمي بسبب أوميكرون.
وحذر هنري ووك، وهو مدير قسم التأهب والعدوى الناشئة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يوم الجمعة من استخدام اختبارات المستضدات التي تؤخذ ذاتيا باعتباره طريقة لتقرير ما إذا كنت ستعود إلى العمل أم لا. قال: "الاختبار المستضد السلبي لا يعني بالضرورة عدم وجود فيروس".
تعمل شركة أبوت وصانعون آخرون لاختبارات المستضدات السريعة الآن على زيادة القدرة التصنيعية مرة أخرى، لكنها تكافح مع نقص العمالة وتأخر الشحن والمنافسة على المكونات وسط الارتفاع العالمي في الطلب على الاختبارات.
قال متحدث باسم الشركة: "لقد تطلب الأمر عاما ونصف العام من الولايات المتحدة لتقبل الدور المهم المتمثل في الفحوص السريعة. في الخارج لم يكن الأمر كذلك".
أضاف: "كنا دائما نقول ستكون هناك حاجة إلى الاختبار، جنبا إلى جنب مع اللقاحات، لإبقاء الناس في المكتب، والأطفال في المدرسة، وعدم إلغاء الأحداث، وجعل مرافق الرعاية أكثر أمانا".
يكافح أكبر مزودي الفحوص المعملية في الولايات المتحدة أيضا لمواكبة الطلب. وفقا لبيانات من جامعة جونز هوبكنز، زادت فحوص كوفيد 130 في المائة لتصل إلى 2.2 مليون اختبار يوميا منذ تحديد المتحور أوميكرون في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر). وزادت فحوص PCR والاختبارات الجزيئية الأخرى 40 في المائة لتصل إلى 1.7 مليون اختبار كل يوم. ومن المحتمل أن يكون تعداد فحوص المستضد أقل مع عدم إبلاغ عديد من الولايات عن تلك البيانات أو جمعها بسبب استخدام الفحوص المنزلية على نطاق واسع.
قالت شركة كويست دياجنوستيكس إن متوسط فترات صدور النتائج قد ازداد 24 ساعة إلى يومين وثلاثة أيام بسبب زيادة أوميكرون. قال مشاركون آخرون في الصناعة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن بعض المعامل تواجه نقصا في العمالة بسبب تغيب الموظفين المرتبط بالإصابات.
إليوت جلوتفيلتي، وهو طالب في بالتيمور، اصطف لمدة أربع ساعات يوم الأربعاء لإجراء فحص PCR، قال لفاينانشيال تايمز إنه يخشى أن يصاب بكوفيد أثناء انتظاره في الطابور. وبحلول مساء يوم الجمعة، لم يكن قد تلقى نتيجته بعد.

تاريخ الخبر: 2022-01-10 22:23:08
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 34%
الأهمية: 42%

آخر الأخبار حول العالم

احتجاجًا على دعم إسرائيل.. استقالة مسؤولة يهودية رفيعة بوزار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:22:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 65%

فضيحة "الجنس" مقابل الاستفادة من الدعم الاجتماعي تهز مدينة سيدي إفني

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:23:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 84%

تونس..القضاء يقرر إيداع صحفيين السجن بموجب قانون مثير للجدل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:23:10
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 79%

ملتزمون بالتفاوض!! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:23:27
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

إطلاق مجموعة قمصان جديدة لشركة "أديداس" العالمية تحمل اللمسة المغربية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:23:15
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 71%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية