أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الشيخ محمد عيضة شبيبة أن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب الحوثي الإيراني كبيرة ومتعددة، مشددا على أن عاصفة الحزم استطاعت حماية الشعب اليمني والأراضي اليمنية من الميليشيات الحوثية الإيرانية.

الدعم السعودي قلّم أحلام الحوثي.. وعلماؤنا تسلحوا بالوسطية والاعتدال

وكشف الشيخ شبيبة في حوار أجرته معه «الرياض» حجم الدناءة في الممارسات الحوثية غير الأخلاقية ضد الشعب اليمني، واستهداف النساء والأطفال ومقايضة الآباء بأبنائهم مقابل الغذاء للزج بهم في ساحة المعركة وانتهاك حرمات المنازل والمساجد وتفجير المقابر وزرع الألغام في جثث الموتى، مشيراً إلى أن ممارسات الحوثي لا تقرها الأديان ولا الأعراف ولا العروبة.

الحوثي يقايض الوالد بأولاده ويأخذ الأموال بالقوة لتنظيم المسيرات

وأشاد وزير الإرشاد والأوقاف اليمني بنتائج لقاء علماء اليمن الذي أقيم في الرياض أمس، مؤكداً على أن علماء اليمن سيقومون بدور كبير وبدعم من المملكة في تعرية الفكر الحوثي الفاسد الدموي الحاقد بنشر الفكر الإسلامي المعتدل الذي يقوم على فكر التعايش فكر الحياة،

وأكد الوزير اليمني على النجاحات التي تحققها قوات الشرعية اليمنية المدعومة من دول التحالف في تطهير الأراضي اليمنية من الحوثي والذي حول صنعاء لسجن كبير تمارس فيه كل انتهاكات حقوق الإنسان، مشدداً على أن اليمنيين متى تكاتفوا واجتمعوا ونبذوا الخلافات سيكون النصر قريباً بإذن الله.

دور المنظمات الحقوقية قاصر.. ومناطق الحوثي باتت سجناً كبيراً

الحوار تناول جملة من تفاصيل الشأن اليمني والممارسات اللاأخلاقية لميليشيات الحوثي، وفيما يلي تفاصيله:

الرقص في المساجد

  • ما الأهمية التي يشكلها ملتقى علماء اليمن الذي أقيم في العاصمة الرياض مؤخراً؟

  • ملتقى علماء اليمن ناقش التطرف والإرهاب الحوثي الموجه ضد اليمن والمملكة العربية السعودية، ولا شك أن جماعة الحوثي جماعة إرهابية وإرهابية بانحطاط، فالإرهاب مدان ولكن هذه جماعة إرهابية وتمارس الإرهاب بانحطاط وسفالة، فهي مثلاً تأتي إلى البيت -بيت مواطن بريء أعزل- تقتحمه وقبل أن تفجر البيت تدخل غرفة النوم فيتصورون في غرفة النوم ويصورون الأشياء الخاصة بغرف النوم، ثم يفجرون البيت، إرهاب وانحطاط.

    ويأتون إلى المسجد، وقبل أن يفجر المسجد تدخل الميليشيات ويرقصون بالمسجد بأحذيتهم ويتعاطون القات في المسجد ويرقصون في المحراب على نغماتهم ثم يفجرونه، إرهاب وانحطاط. ويقتلون المواطن ثم يزرعون في جثته لغما حتى إذا أتى أهله أو من يريد أن يقوم بالدفن ينفجر اللغم في من يريدون أن يكرموا هذه الجثة، إرهاب وانحطاط. فهي جماعة إرهابية وأخلاقها وأعمالها غريبة علينا كيمنيين، وغريبة علينا كعرب، وغريبة علينا كمسلمين، لا تمت إلينا بصلة لا إلى أخلاقنا ولا قيمنا.

    وبالتالي هذا الإرهاب الذي تمارسه هذه الجماعة يشكل خطرا على اليمن وعلى المنطقة برمتها وعلى الدولة الشقيقة الجارة المملكة، ولذلك الهم واحد ومشترك في مواجهة هذا الإرهاب الذي يرضع من الثدي الصفوي، فهي جماعة ترضع من ثدي الصفوية الإيرانية، وهي مدعومة وتدار بالريموت من الحوزات، وهي أداة في يد الخميني وحسن نصر اللات، وهذه جماعة إرهابية، وإرهابها ضرب الجميع وعابر للحدود، فهي تقتل المدنيين وتقصف المطارات المدنية كما يحدث في المملكة، بل تمارس القرصنة في البحر ولا بد أن نقاومها جميعا، ولذلك أكثر من يستطيع أن يواجه فكرها العنصري المنحرف المبني على فكر مستقى من إيران ومن الصفويين هم العلماء، فدور العلماء كبير في مواجهة الفكر بالفكر، الفكر العنصري الفكر الإرهابي بالفكر الوسطي بفكر السماحة، فكر الإسلام، فكر الأخوة، فكر المحبة والتعايش، ولذلك واجب العلماء كبير وهم يقومون بواجبهم وبدعم سخي كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وبإشراف مباشر من وزارة الشؤون الإسلامية وبتنسيق مع وزارة الأوقاف اليمنية، فهمنا واحد وقضيتنا واحدة ورسالتنا واحدة.

المعتقد الحوثي

  • وما الأدوار التي يقوم بها علماء اليمن في كشف المعتقد الحوثي وتعرية أهدافه الخفية أمام المواطن اليمني؟

  • الحوثي يقوم على فكر ومعتقد في عقيدته أنه هو ابن الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه أحق بكل شيء، وأن على اليمنيين أن يسمعوا وأن يطيعوا، وأن مفتاح الجنة بيده، وأنه لن يدخل الجنة أحد يخالفه، وأنه الأولى بصنعاء والأولى بمارد، وحتى يرى أنه الأولى بمنبر الرسول بالمدينة وبمحراب مكة المكرمة، هكذا يرى وهذه هي عقيدته، فيحشر في عقول البسطاء هذه العقيدة.

    وبالتالي إخراج هذه العقيدة الفاسدة يكون بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والدعوة الصافية الصحيحة، وإخراج هذا الفكر المنحرف العنصري، الفكر الدموي، الفكر الحاقد، وغرس الفكر الوسطي المعتدل، الذي يقوم على الحياه فكر التعايش، فكر الحياة، لأن فكرهم فكر موت، فكر دم، فكر لا يمكن أن ينتج عنه إلا المقابر والألغام، وهذا الذي يحدث فهي جماعة إرهابية، فالجانب الدعوي والجانب الإرشادي والتثقيفي يحظى بأهمية كبيرة حتى نحصن الشعب والناس من هذه الميليشيا، ومن أن ينخرطوا مع هذه الميليشيا.

قوافل دعوية

  • ما الدور القادم لعلماء اليمن؟

  • مزيد من النشاط، مزيد من العمل، خروج قوافل دعوية للمراكز الصيفية لتحصين النشأة، دعوة إلى الوسطية، تدعو إلى الاعتدال، إلى التعايش، إلى وحدة الصف في مواجهة مشروع إيران في المنطقة.

دعم المملكة

  • كيف تنظرون للدور والجهود التي تقوم بها المملكة في دعم اليمن لمواجهة الإرهاب الحوثي الإيراني؟

  • جهود المملكة في مكافحة الإرهاب الحوثي الإيراني كبيرة ومتعددة، فهذه كما أشرت جماعة إرهابية قائمة على الفكر الإرهابي، وبالتالي فلا بد من نشر الفكر الوسطي، وهو ما تقوم به المملكة من خلال دعم تسهيل مهمة علماء اليمن في نشر الفكر الوسطي المعتدل بين أوساط الشعب، وفصل اليمنيين عن فكر هذه الجماعة الصفوية المدعومة من إيران، ففي هذا الجانب فإن المملكة تقوم بعمل كبير جدا في الجانب الثقافي والتربوي والإرشادي من خلال دعمها التيار العلمي والدعوي في اليمن، ومن خلال لجنة التواصل مع علماء اليمن.

    أما الجانب العسكري فهذا لا يخفى على أحد، فبفضل الله سبحانه ثم بفضل جهود المملكة ودعمها للجيش والمقاومة ورجال القبائل وتدخل الطيران في حسم أغلب المواقف، مثل: مأرب، تشن عليها هذه الميليشيا بكل قوتها بقضها وقضيضها محاولة أن تقتحم هذه المدينة التي يسكن فيها أكثر من ثلاثة ملايين نازح من اليمنيين، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل تدخل الطيران وكسره لزحف هذه الميليشيا استطاعت مأرب أن تحافظ على نفسها وأن تحمي نفسها بفضل الله ثم بتدخل الطيران، فالمملكة تقوم بجهود كبيرة جهود دعوية إرشادية تثقيفية جهود عسكرية، وجهودها كبيرة جدا، فهي تبذل جهدها في تخفيف مصاب اليمنيين لأن اليمنيين أصيبوا بهذه المليشيا فهجرت وكفرت الناس، واليوم النازحون في كل مكان، وكما تعرف الحرب يحصل فيها مآس، وهذه الحرب سببتها هذه الجماعة، وبالتالي فإن المملكة تقوم بأعمال جليلة جدا من الناحية الإغاثية ومن الناحية العسكرية، وأيضا الجهد الدعوى جهود مشكورة بشكل كبير.

دور إنساني

  • خلال السنوات الماضية منذ انطلاقة عمليات عاصفة الحزم، كيف تجدون الدور الإنساني للمملكة في الداخل اليمني؟

  • الدور الإنساني دور مشكور ومثمر وملاحظ وملموس كثير من الجوانب الإغاثية للمواطنين، تعطى للمواطنين وكثير من المشاريع الخدمية أقيمت لصالح المواطنين في اليمن من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فكل ما يتعلق من حاجات الإنسان اليمني تقوم به المملكة بشكل طيب وكبير، وأيضا الذين في داخل المملكة ممن نزحوا من الحرب والذين تقارب أعدادهم المليون يمني يعيشون مع إخوانهم بين أهلهم في جو من الاهتمام والخدمات والرعاية مثلهم مثل أي مواطن سعودي.

التلاعب بالعقول

  • من وجهه نظرك، كيف استطاع الحوثي التلاعب بعقول البسطاء وغرس معتقداتهم الفاسدة في عقولهم؟

  • حقيقة إلى اليوم لم ينجح الحوثي في غرس عقيدتهم المنحرفة لكنه استفاد من الخلافات السياسية التي حدثت والانشطار بين السياسيين وبين النخبة والخلاف القبلي والخلاف المنطقي والخلاف المذهبي والخلاف السياسي، واستغل هذه الخلافات، واستطاع أن يحقق مكاسب على الأرض، أما قضية تطور عقيدته أو القبول بها فالحقيقة أن هناك صد ورفض وعدم قبول لعقيدته، لأنها عقيدة منحرفة لا يقبلها الإنسان السوي، وإن قبلها بعض البسطاء لكن مع الوقت نخشى أن تنتشر وبالتالي لا بد أن نحصن أو نقطع الطريق على هذه العقيدة المنحرفة التي ستضر بالمجتمع كامل إذا تقبلها الناس.

الانتهاكات الإنسانية

  • ما أبرز الانتهاكات التي يمارسها الحوثي ضد الشعب اليمني وضد المرأة اليمنية والأطفال؟

  • كل ما يخطر ببالك ترتكبه هذه المليشيا، لأنها ميليشيا لا أخلاق لها، ميليشيا لا تلتزم بعادات اليمنيين وأخلاقهم ولا عادات العرب وقيمهم ولا بعادات الإسلام، ولأنها ميليشيا تمتنع عن اقتراف أي شيء، أصبحت اليوم صنعاء سجناً كبيراً، وعدن سجناً كبيراً، تختطف منها الأبرياء والصحفيين وحتى النساء، وتمارس القهر في أخذ أموالهم تحت مسميات يوم الولاية، ومن أجل المولد النبوي، ومن أجل أسبوع الشهيد كما يسمونه، يأخذون أموال الناس بالباطل، ويمارسون كل أعمال القمع، ويزجون بالأطفال الصغار في الحرب، ويقايضون الوالد بولده فإن أراد مواد غذائية فلا بد أن يرسل أولاده للحوثي مقابل الغذاء، وهذه المساعدات تأتي من المنظمات فيسيطرون عليها ثم يسخرون هذه الإمكانات فيما يسمونه دعم المجهود الحربي، كما أن هذه الميليشيا أوقفت الراتب وأخذت من المواطن كل شيء ولم تعطه أي شيء، ولا ترعوي عن ممارسة أعمالها القذرة والتعسفية بظلم وانحطاط وسجون وألغام تزرع في المقابر، فهم لا يتورعون عن شيء.

إيقاف العبث

  • أين دور عقلاء اليمن والمشايخ والمواطن اليمني في إيقاف العبث الحوثي؟

  • كما قلت لك بسبب الخلافات السياسية التي حدثت، ولأن الخلاف دائما خلاف شر "فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، فالخلافات السياسية التي حدثت ولا يخفى عليكم ما يسمى بالثورات والخلافات هي التي أضعفت الكيانات ومزقت وأدخلت صراعات داخلية، فاستفاد من هذا الأمر، وإلا فأهل اليمن يلفظونه، والناس ليسوا معه، ولو اجتمعوا وتركوا الخلافات لتغلبوا عليه في أسرع وقت، وهذا إن شاء الله الذي سيتم، فاليوم هناك جهود جيدة وجديدة في لملمة الصف وفي تسوية الخلافات وهذه الجهود من قبل المملكة والتحالف بحيث توجه البوصلة كلها نحو الحوثي وفي مواجهته ولا ينشغل الناس في خلافات بينية على حساب مواجهة هذا الفكر المنحرف وهذه الميليشيات المدعومة من إيران.

المنظمات الحقوقية

  • كيف تجدون دور المنظمات الحقوقية والإنسانية في مواجهة التطرف الحوثي؟

  • ما زال الدور قاصرا في كشف هذه الميليشيا وكشف جرائمها، ونأمل أن يحدث جهدا أكبر وأن تضاعف دورها في كشف ما تقوم به هذه الميليشيا فاليوم المناطق التي يسيطر عليها هذه الميليشيا باتت سجناً كبيراً معزولة عن العالم، تمارس فيها أبشع أنواع وأعمال التعذيب وهتك حقوق الإنسان وارتكاب الجرائم في حق المواطنين اليمنيين، وكشف هذه الجرائم وعرضها وتبيان هذا للرأي العام والجهات المسؤولة واجب تقنياً وأممياً على المنظمات الحقوقية فهذا عملها.

وحدة الصف

  • من وجهه نظرك معالي الوزير، ماذا يحتاج اليمن حتى يقضي على هذا الحوثي؟

  • يحتاج اليمن في المقام الأول وحدة الصف، وهذا إن شاء الله الذي سيكون، ويحتاج اليمن إلى مزيد من الجهد في الدعم سواء العسكري والإسناد من أجل كسر هذه الميليشيا وتحتاج اليمن إلى وقفة الجميع لأن القضية تخص الجميع، وهذه الميليشيا خطر على الجميع.

  • كيف تجدون نتائج عاصفه الحزم؟

  • كنت في المكلا، وكنت في سيئون، وذهبت إلى مأرب، ومشيت في الصحراء، ومشيت في المدن، ومشيت في الساحل، مناطق واسعة كل هذه المناطق لولا تدخل عاصفة الحزم بعد الله سبحانه وتعالى لكانت هذه المناطق في قبضة الحوثي، نحن اليوم في عدن في تعز في لحج في شبوه في الضالع في حضرموت المكلا والوادي والصحراء وفي مناطق شاسعة كانت ستكون لقمة سائغة في يد ميليشيات إيران، فلولا تدخل دول التحالف بقيادة المملكة بعد الله سبحانه وتعالى لحماية هذه المناطق من أن تسقط في يد هذه الميليشيات لكانت في خبر كان ولا ينكر أهمية عاصفة الحزم إلا إنسان لا يفقه ولا يفهم.

  • متى تتوقع أن يتمكن اليمنيون من استعادة أرضهم ولفظ زمرة الحوثي وأذناب إيران من اليمن؟

  • بإذن الله العمل على وتيرة عالية، وها هي شبوة تتحرر كثير من مناطقها، ومأرب اليوم تتقدم بحمد الله، الميليشيات ضعفت وفي انكسار إن شاء الله، والفرج قريب بإذن الله.

  • كلمة أخيرة توجهها معالي الوزير لأبناء الشعب اليمني.

  • أولاً أختم بالشكر الجزيل للمملكة قيادة وحكومة وشعبا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وما دام الله سبحانه وتعالى معنا ثم دعم التحالف وبالجهود إن شاء الله ننتظر الفرج، وهو قريب بإذن الله، ونحن نتفاءل واليمن أرض مدد ولن تسيطر عليه إيران مهما كان، فإنها مدد للإسلام، ولا علاقة لإيران بالإسلام، مستحيل أن تسيطر إيران، ولكنها أزمة وتنتهي على خير إن شاء الله.

وزير الأوقاف اليمني
آل الشيخ مكرماً وزير الأوقاف اليمني