نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن خبير عالمي بقطاع الصحة قوله إن العالم يمرّ بـ"لحظة فريدة"، ففي الأسابيع الخمسة أو الستة الماضية تسبب متحور أوميكرون في إصابة عدد أكبر من الأشخاص أكثر من أي فترة مماثلة منذ جائحة الإنفلونزا 1918-1919.

وأضافت الصيحفة أن من المرجح أن يشهد شهر فبراير/شباط الحالي تسجيل أعداد حالات مماثلة للتي وصل إليها العالم بعدما بلغت عدوى أوميكرون "ذروتها" في العديد من الأماكن، إذ يستمر المتحور في الانتشار، مما يتسبب في نقص بالعاملين بقطاعات متفرقة، ويثير الجدل حول قيود مكافحة كورونا، رغم أن أوميكرون أقل خطورة من المتحورات الأخرى.

وفي بريطانيا تشير التقديرات إلى أن أكثر من واحد من كل ستة أشخاص أصيب بفيروس كورونا منذ ظهور أوميكرون أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية.

وفي الدنمارك أصيب واحد من كل خمسة بالفيروس، حسب تقديرات السلطات.

وقال كريستوفر موراي مدير معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، الذي يتابع قضايا الصحة العالمية: "هذه لحظة فريدة بشكل لا يصدق، عندما يصاب الكثير من الناس بالمرض في نفس الوقت".

ويُقدّر تريفور بيدفورد عالِم الفيروسات في مركز "فريد هتش" لأبحاث السرطان أن واحداً تقريباً من كل خمسة أمريكيين أصيب بأوميكرون خلال وقت ذروة تسجيل الحالات في منتصف يناير/كانون الثاني".

وأشار بيدفورد إلى أن "هذا الرقم يمكن أن يتضاعف (...) بمنتصف فبراير/شباط"، وأن "إصابة ما يقرب من 40% من السكان بمرض واحد في غضون 8 أسابيع هو أمر غير مسبوق، ولم نر شيئاً مماثلاً في العصر الحديث".

وقال إنه على سبيل المقارنة "بموسم الإنفلونزا عموماً، ربما تكون الإصابات بنسبة 10% في غضون 16 أسبوعاً".

وعلى عكس الموجات السابقة للوباء التي أصابت عدداً أقل من الناس غالباً في مناطق وأوقات متفرقة، فإن الموجة الحالية تنتشر إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم، حتى لو لم تشهد أجزاء في آسيا حتى الآن تفشياً كبيراً لأوميكرون.

وتشير الصحيفة إلى أن أوميكرون أثّر سلباً على أسواق العمل، "فيوجد موظفون يصابون، وموظفون يضطرون إلى البقاء في المنزل لرعاية أفراد مصابين، وموظفون يعزلون أنفسهم بسبب المخالطة".

ونتيجة لذلك "غابت أعداد غير مسبوقة من الأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من المنزل، وهو ما يؤثر سلباً على عمل المستشفيات وشركات الطيران والمصانع وحتى المدارس والفاعليات الرياضية".

وقال الدكتور ويليام شافنر أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت إن حجم انتشار أوميكرون وسرعته يجعلانه قابلاً للمقارنة فقط مع جائحة إنفلونزا 1918-1919، من حيث النسبة المئوية لسكان العالم المصابين بالفيروس نفسه في فترة زمنية محددة".

وأضاف أنه "كانت توجد أوبئة إنفلونزا أخرى سابقاً، ولكن ما نشهده ليس مماثلاً لها".

ويذكر أنه في شهر يناير/كانون الثاني الماضي سُجّل أكثر من 84 مليون إصابة بكورونا في جميع أنحاء العالم، وهذا العدد يساوي تقريباً جميع حالات الإصابة التي سُجّلت خلال 2020 بأكمله، وهو العام الذي بدأ فيه الوباء الانتشار، وفقا لـ"أور وورلد إن داتا" (Our World in Data).

TRT عربي - وكالات