المتداولون يعانون في سوق الأسهم الأمريكية المتقلبة | صحيفة الاقتصادية


عكست تقلبات كبيرة في الأسهم الأمريكية، مثل أسهم ميتا وباي بال وسناب أخيرا، مفاجآت في نتائجها المالية لكنها تشير أيضا إلى ما قال مستثمرون إنه انخفاض كبير حدث أخيرا في قدرتهم على التداول في مجموعات كبيرة من الأسهم.
ظلت السيولة – وهي القدرة على شراء أو بيع أصل دون التأثير في السعر – السمة المميزة لسوق الأسهم الأمريكية التي بلغت قيمتها 51 تريليون دولار. لكن خلال الأسبوعين الماضيين لاحظ مديرو الأموال تراجعها، مع زيادة التكاليف لإتمام عمليات الشراء أو البيع الكبرى التي دفعت بعضهم لتجنب الدخول في صفقات كبيرة بالمطلق.
قال باتريك ميرفي، وهو شريك في مجموعة جي تي إس، وهي مجموعة لصناعة السوق: "لقد نضبت السيولة اليومية بشكل كبير. لم أر أمرا كهذا منذ آذار (مارس) في 2020".
وأشار روكي فيشمان، وهو محلل استراتيجي في بنك جولدمان ساكس، إلى أن السيولة "ضعفت إلى حد كبير" لدرجة أن الفرق بين الأسعار حيث يمكن للمتداول شراء أو بيع العقود الآجلة المتداولة إلكترونيا في مؤشر إس آند بي 500، وهو أحد أكثر الأدوات شيوعا للمراهنة على اتجاه سوق الأسهم الأمريكية، كان يصل بشكل متكرر إلى 50 سنتا في الآونة الأخيرة. وهذا ضعف الفجوة القياسية البالغة 25 سنتا المسجلة في سوق سليمة.
قال: "السيولة الضعيفة (...) تفسح المجال لاحتمال حدوث تحركات ضخمة في السوق".
كانت هذه التقلبات ظاهرة عندما أعلنت بعض أكبر الشركات في الولايات المتحدة عن نتائجها، مع انخفاض قيمة الشركات التي لم ترق إلى مستوى تقديرات وول ستريت، بشكل كبير لم يشاهد خارج فترات الأزمات.
تراجعت أسهم شركة ميتا، التي تملك منصة فيسبوك، أكثر من الربع منتصف الأسبوع الماضي، في أسوأ يوم لها على الإطلاق حيث تم محو أكثر من 230 مليار دولار من قيمتها السوقية. فيما انخفضت أسهم شركة باي بال 25 في المائة تقريبا بعد أن أخطأت في التوقعات. وفي الشهر الماضي، انخفضت أسهم شركة نتفليكس بأكبر نسبة لها خلال عقد تقريبا.
وارتفعت أسهم شركة التواصل الاجتماعي، سناب، أكثر من النصف كما ارتفعت أسهم شركة أمازون نحو 15 في المائة في تداولات ما بعد الإغلاق بعد الإعلان عن أرباحها الفصلية.
تحدث متداولون عما وصفوه بـ"جيوب هوائية" في السوق، مشيرين إلى تحول الأسعار بسرعة في اتجاه واحد. قال رئيس أحد أكبر مكاتب التداول في وول ستريت إن ما يسمى سوق الكتل – حيث يساعد الوسطاء على إبرام الصفقات الكبيرة لتداول الأسهم التي يمكن أن تراوح قيمتها من عشرات الملايين من الدولارات إلى أكثر من مليار دولار – كانت "في الغالب قد توقفت" خلال أسوأ تقلبات شهدتها السوق.
قال الشخص نفسه، مشيرا إلى الاختلاف بين أسعار العرض والطلب لأسهم معينة: "نظرا لارتفاع مستوى التقلبات، فإن تسعير تنفيذ أي نوع من التداول أصبح كبيرا لدرجة أنه قد بات من الصعب للغاية التوفيق بين البائعين والمشترين لأن المشترين يريدون الحصول على خصومات بسبب المخاطر في السوق".
تأتي الظروف المضطربة مع قيام المستثمرين بإعادة ترتيب محافظهم للتكيف مع السياسة المالية الأكثر تشددا من الاحتياطي الفيدرالي، الذي يسعى للسيطرة على التضخم وتهدئة الاقتصاد سريع النمو.
قال رون تيمبل، رئيس الأسهم الأمريكية في شركة لازارد أسيت مانيجمنت: "لديك هذا التقاطع بين السياسة الكلية والنقدية في الوقت نفسه مع الأخبار الجزئية حول الأرباح. في وول ستريت لم تشهد الغالبية العظمى من المتداولين، والمحللين الاستراتيجيين، ومديري المحافظ تضخما مثل هذا". أضاف: "تتفاقم حدة التقلبات بسبب موسم الأرباح، لكنني أعتقد أنها ستسمر على مدار العام مع محاولة الناس أن يفهموا إلى أين سيؤول هذا الوضع".
أدى الارتفاع في التقلبات وسوء أداء السوق إلى دفع كثير من المستثمرين للتحول إلى الصناديق المتداولة في السوق المالية، حيث يعتقدون أن بإمكانهم شراء أو التخلص من كميات كبيرة من الأسهم بشكل سريع دون تحريك سعر الصندوق بقدر ما كانوا ليفعلوا في حال تداولهم لسهم شركة عامة.
وصلت أحجام تداول الصناديق المتداولة في البورصة المدرجة في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي في 24 كانون الثاني (يناير) بلغ 475 مليار دولار، وهذا أعلى كثيرا من الذروة السابقة التي تم تسجيلها في شباط (فبراير) 2020 عندما هز فيروس كورونا الأسواق المالية الأمريكية لأول مرة، وفقا لوحدة آي شيرز التابعة لشركة بلاك روك.
وعلى أي حال، في إشارة إلى أن سوق تداول الكتل لم يتم إغلاقها تماما، قام بنك مورجان ستانلي بتنفيذ عملية بيع 40 مليون سهم في شركة بي جي آند إي للطاقة الكهربائية لأحد العملاء، جمعت أقل من 500 مليون دولار بقليل، كما قال شخص مطلع على الصفقة.
وبدأت شركات التداول عالية السرعة والوسطاء التقليديون بإظهار المزيد من الرغبة في توفير السيولة للسوق، وإن كان ذلك عند مستويات منخفضة للغاية. ويمكن للتجار هذا الأسبوع تداول نحو ثلاثة ملايين دولار من العقود الآجلة الإلكترونية لمؤشر إس آند بي 500 بسعر السوق السائد، وفقا لبيانات بنك جولدمان، وهو ارتفاع بعد انخفاض وصل إلى 2.2 مليون دولار في كانون الثاني (يناير) لكنه يمثل جزءا صغيرا من المتوسط على مدار العامين الماضيين.
لقد أدت ظروف السوق الضعيفة باستمرار إلى جعل التجار يستعدون لمزيد من التقلبات. قال كريس ميرفي، الرئيس المشارك لاستراتيجيات المشتقات في مجموعة سوسكويهانا إنفيستمنت: "إن أهم ما يمكن استنتاجه هو مدى حدة هذه التقلبات". أضاف: "هناك دورة تغذية راجعة مفادها، أنه كلما زادت التقلبات انخفضت السيولة وكلما انخفضت السيولة زادت التقلبات".

تاريخ الخبر: 2022-02-11 00:23:05
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 40%
الأهمية: 42%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية