بمناسبة رحيله.. وطني تعيد نشر فعاليات صالون وطني الذي استضاف سيد اليمني بتاريخ الأول من ديسمبر عام ٢٠٠٢
بمناسبة رحيله.. وطني تعيد نشر فعاليات صالون وطني الذي استضاف سيد اليمني بتاريخ الأول من ديسمبر عام ٢٠٠٢
الأقباط وقفوا إلي جانب المسلمين في وجه الاستعمار.. فهل هذه هي المكافآة؟
الطائفية والفساد وجهان لعملة واحدة
المتطرفون يقبلون منجزات الحضارة لكنهم يهاجمون من صنعها
دكتور سيد القمني مثقف مصري أعداؤه أكثر من أصدقائه، والسبب أنه يجيد تسمية الظواهر بأسمائها الحقيقية، دون مواربة أو إلتفاف أو تجميل لواقع يحوي الكثير من مظاهر القبح المسكوت عنه.
اختار طريق الصراحة لا التواطؤ، الاشتباك مع الخطأ وليس التعتيم عليه، فأصبح محاطا بنفر قليل من المثقفين الليبراليين الذين يشاركونه شجاعة القول وجسارة المواجهة. هو أصدق من تنطبق عليهم مقولة أنس بن مالك الحق لم يبق لي صديقا.
د.سيد القمني كان ضيف صالون وطني للحديث عن هموم المواطنة في مصر التي أسماها الوطن المأزوم.. والمواطن المهزوم الحوار امتد لأكثر من ساعتين.
ننشر الآن جانبا من هذا الحوار الممتع الشيق.. وهو قليل من كثير مما قاله المثقف الكبير الدكتور سيد القمني.
في البداية قال د.سيد القمني: المواطنة هي الوجه الإيجابي لعملة وجهها السلبي هو التفكير الطائفي. وكأحد دعاة الليبرالية والمجتمع المدني أعني بحقوق المواطن أيا كانت ديانته.
فإذا تسيدت طائفة علي طائفة أخري, تكون حقوق الطائفة الأخيرة منقوصة.
يسود في الشارع المصري مناخ طائفي نجده عند المسلم والمسيحي, حيث يفكر المسلم بشكل طائفي, ولظروف تاريخية معروفة صارت الطائفة الإسلامية هي الأكثر عددا والأعلي صوتا, وكان ينبغي من وجهة نظري. أن تحمي الطائفة المسيحية بالتفكير الوطني البعيد عن الطائفية.
هذه هي دعوة عزيزة أتمناها, وأسمي لتحقيقها.
فإذا تبني المسيحيون المنهج المدني علي جميع المستويات فإنهم يكفلون لأنصار المجتمع المدني الوجود علي الساحة, وتحقيق مطالبهم مطلبا فمطلب.
هذا ما أتمني أن أري المسيحيين عليه, لكنني لاحظت أنه لا فرق بين متعصبي الطائفتين في النظر إي تاريخ هذا الوطن.
يبدأ تاريخ الوطن- عند المسيحيين- من بشارة القديس مرقس في الإسكندرية, ويبدأ عند المسلم مع غزو عمرو بن العاص لمصر ولا يشغل أبناء الطائفتين تاريخ هذا الوطن القديم, وهو ما يعني أن كلتا الطائفتين يتبنيان طريقة تفكير تلغي المواطنة.
التفكير -في رأيي- في الوطن والمواطنة يجب أن يبدأ منذ أن استقر الإنسان علي هذه الأرض وبني أول بيت.. هنا يبدأ تاريخ هذا الوطن.
والمزعج في هذا النمط من التفكير هو إغاء مشوار طويل من تاريخ هذا الوطن فالمسيحي لا يعترف بدخول مدخل ثقافي استجد علي هذا الوطن ألا وهو الثقافة العربية, في حين أن المسلم لا يعترف بوجود الحقبة القبطية في تاريخ مصر, وينظر المسلمون السلفيون إلي المصريين القدماء علي أنهم قوم كفروا بالله, ولكي يدخل الإيمان إي القلب يخرج الوطن من القلب والعقل.
خمسة سياحة!
واستطرد د.القمني في تندر قائلا: تحولت مصر القديمة إلي مجرد برنامج تليفزيوني باسم خمسة سياحة ويقبل الناس علي هذا البرنامج رغم أنه ترفيهي وليس تثقيفيا وبالإضافة إي ذلك لا نجد أي ذكر للحقبة القبطية في كتب التاريخ المدرسية أو برامج الإعلام.
لماذا يفكر المسلم المسئول عن البرامج الإعلامية والتعليمية علي هذا النحو؟ إن من يعمد حذف أجزاء من تاريخ مصر يتصرف بعقلية المحتل الغازي, لو كان ينظر إلي التاريخ نظرة وطنية لتمسك بكل تاريخ مصر بصرف النظر عن ديانة الناس.
ما أريد أن أقوله إن كلا الطائفتين هجرتا التاريخ القديم, وعندما اختلط التاريخ بالدين ضاع مفهوم المواطنة والغريب أن الأكثر تضررا -أي الأقباط- لم يلجأوا إلي المنهج المدني, ولكن هذا لم يحدث, وعادة فإن الطرف المتضرر يجب أن يتمسك بالقيم الدنية والديموقراطية فالمسلمون في الهند تشغلهم الديموقراطية أكثر مما تشغل المسلمين في باكستان.
هذا الوطن يحوي ثلاثة روافد ثقافية أساسية هي الثقافة المصرية القديمة, والثقافة العربية, وثقافة الزمن القبطي.
وتحدث الأزمة عندما تسود ثقافة واحدة علي الثقافتين الأخرتين, بل يجب أن تتعادل هذه الروافد الثقافية الثلاثة في كل شيء صحيح أننا صرنا عربا, وارتباطنا بالعالم العربي قوي ولكن لا يجب أن يكون ذلك علي حساب الرافدين الثقافين الآخرين.
الثقافة والدين
وحول علاقة الثقافة البدوية بالدين قال د.القمني: إن الثقافة البدوية تحمل عداء لفكرة المواطنة, وتكمن المشكلة في بنية التكوين في الفكر البدوي.. حيث يرتحل البدوي دائما, ليس له بيت بل خيمة ينصبها قرب مصادر المياه والعشب.
فإذا جف الماء وقل العشب ارتحل من مكان لآخر فهو لا يعرف معني المواطنة أو الوطن, ونظرا لأنه لا يوجد له وطن علي الأرض اخترع لنفسه مفهوم حمي القبيلة أي وطن معنوي, وفي القديم عندما كان البدوي يتحرك من مكان لآخر كان يحمل إلهه معه, لا يري ربا آخر غيره. ونظرا لأن الطبيعة من حوله لم تكن ثرية فقد أدي ذلك إلي عدم تعدد الآلهة فكان هناك إله واحد للقبيلة.
هذا هو جوهر الفكر البدوي والبداوة التي ترفض الوطن والموطانة, فإذا نظرنا إلي الدين من هذا المنظور فإننا نربط الوطن بالدين, ويغيب مفهوم الوطن, وبالتالي نجد من يقول إن المسلم المصري ينتمي إي المسلم في أي بقعة أخري من العالم ويرتبط المسيحي المصري بالمسيحي في الولايات المتحدة فيضيع الوطن, ويصبح الدين هو الوطن.
ومن هنا لا نستغرب عندما نجد مجلة عنوانها الإسلام وطن.
التعددية ثراء
وأضاف د.القمني: أن هذا التفكير يصبح كارثة.. عندما ينص دستور الدولة علي أن الإسلام هو دين الدولة.
وبصرف الظر عن أن الدولة كائن معنوي لا يمكن أن يكون له دين, فإن النص علي أن هناك أديانا أخري داخل الوطن لكنها ليس رسمية, وهو ما يعني ضمنا استبعاد أصحاب هذه الأديان من المواطنة.
الاعتراف بالتعددية ثراء المواطن, كل واحد مختلف يضيف ما عنده للوطن, هنا يتقدم الوطن بالتعددية.
هناك أيضا مشكلة أساسية ترتبط بالطائفية وهي الفساد, فإذا كان الفساد يعني إجرائيا تحويل العام إي خاص تصبح الطائفية هي المؤسسة الكبري للفساد التي تحول العام إلي الخاص.
ومثال علي ذلك عندما تقتصر جامعة الأزهر علي قبول الطلاب المسلمين رغم أنها تمول من الضرائب التي يدفعها المصريون جميعا بصرف النظر عن دياناتهم.
جراح الطائفية
وحول هموم المواطنة في مصر قال د.القمني: أعود إلي مسألة سيادة ثقافة علي ثقافة أخري في الوطن.. لماذا يتم تجاهل دور المسيحيين في صياغة المنظومة الثقافية لهذا الوطن؟.. لماذا يغفل دورهم في صناعة أدحاث مهمة في هذا الوطن؟ طالما أن المسيحيين وقفوا إلي جانب إخوانهم المسلمين في مواجهة الاستعمار.. فهل هذه هي المكافأة؟.. في كل مرة تحدث فيها مشكلة يأتون برجالات يتحدثون عن الوحدة الوطنية ويقبلون اللحي في التليفزيون ولكن دون حل لأي مشكلة, يؤدي ذلك إلي قلق المسيحيين علي مستقبلوهم فيهجرون الوطن أو يشعرون بالغربة داخله.
ومن ناحية أخري هناك من يتحدث عن الذمية وهو حديث يمثل كارثة ضد الوطن والوطنية.
الذمية تعني أن الطائفة السائدة هي الخير كله, والطائفة الأخري هي الخير كله, والطائفة الأخري هي مصدر الشر مما يتتبع نفيها أو استبعادها, وإن سمحت الظروف قتل أفرادها وهو ما حدث في جرائم عديدة ارتكبها المتطرفون ضد مواطنين كل ذنبهم أنهم مسيحيون.
النماذج علي هذا النمط من التفكير كثيرة هناك من أفتي بأن المسيحي الذي يموت في الحرب لا يعتبر شهيدا بل أن مصيره جهنم فلماذا إذن يموت المسيحي في سبيل وطن؟
وهناك آخر طالب بطرد المسيحيين من الجيش لأنهم في حالة الحرب سوف ينضمون إلي الأعداء!!
نرفض التدخل الأجنبي في شئوننا الداخلية, واتفق مع هذا الطرح عندما نتناول هموم الأقباط.. ولكن لماذا نكيل بمكيالين؟.. لماذا وافقنا علي إرسال مصريين يحاربون في أفغانستان؟..
لماذا نتحدث ونطالب بحقوق الجاليات المسلمة المقيمة في الدول الغربية ولا نتحدث بنفس القدر عن حقوق الأقباط؟..
الخلاصة أن المنهج الطائفي يعمي الرؤية يودفعنا إلي تبني ازدواجية في المعايير.
نحتاج إلي ترويض القلوب والعقول علي قبول الآخر المختلف.
رجع الصدي
د.عادل كامل: هل تعتقد أن النظرية الاشتراكية يمكن أن تحل مشكلة المواطنة؟
د.سيد القمني: أنا كنت أحد معتنقي النظرية الاشتراكية ذات يوم, واستفدت من المنهج المادي التاريخي في الأعمال التي كتبتها.
ولكن المذهب الاشتراكي أو الاشتراكية العلمية هي مذهب شمولي أو أممي شأنها شأن الدين. لا تتصور مكانا للوطن وقد سقطت التجربة في الاتحاد السوفيتي عندما بدأت ثورة وانتهت نصوصا مقدسة.
عزت حزقيال: عندي مداخلتين: إن المثقفين الليبراليين.. بدلا من أن يطرحوا رؤية لتغير المجتمع نجدهم يتواطئون مع السلطة, أي هناك ظاهرة يمكن تسميتها خيانة المثقفين. المداخلة الثانية هي كيف يمكن للأقباط أن يخرجوا من مناخ التكفير رفض ونفي الآخر؟
د.سيد القمني: القول بإن المثقفين الليرباليين يتواطئون مع السلطة يحوي غبنا شديدا لكثيرين, فإذا نظرت إلي دوري كمثقف ليبرالي فإنني أعاني بشدة بسبب موقفي, ولم أنتم يوما لحزب أو جماعة, كما أنني لست حليفا لأحد غير المبادئ التي أؤمن بها وهناك مثقفون ضحوا بحياتهم مثل د.فرج فودة, وهناك من عاشوا فقراء وماتوا فقراء مثل خليل عبدالكريم رغم أنهم تركوا أعمالا جليلة, وفي بعض الأحيان أسأل نفسي ماذا عملت لأولادي؟ لم أترك لهم ثروة..
حتي ابنتي تعاني في كلية الطب لأن اسمها إيزيس ووالدها هو سيد القمني.
أما بخصوص موضوع التكفير فإن المسألة لا تحل بين يوم وليلة, فإذا كان الأقباط يعانون من هذا المناخ فإنني أعاي مثلهم وربما أكثر منهم.
فإنني في عرف المتطرفين كافر وبالتالي فإن أمسك هؤلاء بزمام الحكم فسوف تحمل أنت صليبا أما أنا فسوف أعلق عليه!!
سامية سيدهم: المشكلة الحقيقية تكمن في منهج التفكير.. لابد من إصلاح منهج التفكير والتخلص من أنماط التفكير الجاهزة أو التابوهات التي تحرم الناس من التفكير النقدي.
د.سيد القمني: لابد أن نكتب بكل قوة دون خوف, ونعمل علي زيادة جرعة الليبرالية والمواطنة, واستغلال كل المساحات المتاحة, أتمني أن تكون شعلة وطني التنوريرية أكثر توهجا.
لعبة الطائفية
سامح فوزي: فيما يخص قضية الأقباط أشعر أن هناك اتفاقا ضمنيا بين مختلف الأطراف علي التعامل بعقلية طائفية, وكل طرف يحاول الاستفادة -قدر الإمكان- من هذا الوضع هذا من ناحية, ومن ناحية أخري فإن أي أفكار نهضوية أو تحديثية تتداول علي السطح لا تنفذ إلي عمق المجتمع الذي لايزال محكوما بأفكار الطائفية والذمية ورفض الآخر..
د.سيد القمني: أتفق معك تماما في هذا التحليل, وأتصور أنه لا مفر من وجود نخبة فدائية تناقش وتكتب وتنتقد بشجاعة وتقود معركة القلم.
ولكن للأسف هذه الكتيبة التنويرية فقدت عناصر كثيرة في السنوات الماضية.
وعلي مستواي الشخصي أحاول أن أفعل شيئا, وافتح مكتبتي لكل باحث راغب في الاطلاع والعمل وأشجع الباحثين علي الكتابة النقدية الجادة.
مجدي سمعان: هل يمكن أن تنشأ أحزاب إسلامية ديمقراطية أسوة بالأحزاب المسيحية الديمقراطية في الغرب؟
د.سيد القمني: الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخابات لكنها بنية تحتية عقائدية تشعل احترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد. الأحزاب المسيحية الليبرالية تقبل هذه المنظومة, أما الحركات الإسلامية التي تريد أن تكون أحزابا فلا تؤمن بهذه المنظومة.. فكيف تكون ديمقراطية وهي ترفض مبدأ حرية الاعتقاد؟
روبير الفارس: أحيي جرأة سيادتك ولكن عندي ملاحظة وهي أن القبطي يعرف جيدا أن تاريخه لم يبدأ مع قدوم القديس مرقس لمصر.. فالمسيحية في مصر تعكس الثقافة المصرية في الصلوات والموسيقي القبطية.. إلخ.
د.سيد القمني: من الطبيعي أن يرث المسيحيون الكثير من مصر القديمة, سواء في اللغة أو الألحان. إلخ, ولكن في القديم كان هناك موقف ديني عدائي واضح وهو ما حمل المسيحيين لتشويه الآثار والرسوم المصرية وأظن أن هذا العداء موجود حتي الآن ولكن بصورة مستبطنة.
سامح محروس: قلت إن الشباب القبطي طائفي.. ولكن في تقديري أن الطاذفية فرضت عليهم ولم يختاروا هم بأنفسهم أن يكونوا في هذا الوضع.
د.سيد القمني: أعترف أن للطائفية أسبابا عديدة.
وفي كل الأحوال يجب التفريق بين العقيدة وأصحاب العقيدة, فالمسيحية تدعو إلي المحبة والفداء وحياة البذل.. ولكن المشكلة تحدث عندما تتحول المحبة علي إيدي أتباعها إلي كراهية طائفية.
إسحق إبراهيم: هل تقبل بوجود أحزاب دينية في ظل سياق ديمقراطي؟
د.سيد القمني: أؤكد مرة أخري أن القضية هي الإيمان بالمبادئ, الديمقراطية من عدمة, فالأحزاب الدينية في أوروبا تؤمن بالديمقراطية لا تطالب بتطبيق الشريعة المسيحية أما الأحزاب الدينية في مجتمعاتنا فتعتبر المرأة مواطنا ناقص الأهلية والآخر الديني ذميا وترفض الاعتراف بحرية الاعتقاد.
هل يمكن بعد ذلك أن نصدق أنها ؤمن بالديمقراطية وتريد خوض الانتخابات؟
ميرفت أيوب: نسمع أحيانا خطابا دينيا معتدلا, وفي زوقات أخري نسمع خطابا متشددا وهو ما يحدث بلبلة.
د.سيد القمني: هناك انتقائية مارسا الطرفان في التعامل مع النصوص الدينية هناك طرف يقدم حرية الاعتقاد وآخر ينفيه هنا تحدث البلبلة.
مواد بديلة
مريم رفعت: هناك من يطالب بإلغاء حصص الدين من المدارس.
هل تعني المواطنة إلغاء المواد الدينية من وسائل الإعلام؟
د.سيد القمني: بإمكان وسائل الإعلام أن تقدم جرعة دينية للطرفين بالتساوي.. كنت ولازلت أستاءل.. لماذا لا يوجد قس يعظ أبناء طائف في التليفزيون؟ في أوروبا -مثلا يعطي لكل دين مساحة متساوية في وسائل الإعلام دون تفرقة.
ناصر صبحي: كيف يصل الفكر الليبرالي المستنير إلي رجل الشارع؟
د.سيد القمني: هذا هو دور الهيئات الشعبيةمثل الجمعيات الأهلية والأحزاب المستنيرة ومنظمات المجتمع المدني يحتاج الأمر إلي تدريب كوادر قادرة علي الحوار مع رجل الشارع هذا بالطبع ليس دوره كمثقف أو كاتب.
جاكلين إدوارد: هل يمكن الاستعاضة عن البرامج الدينية المباشرة في الإعلام بأخري عن السلوك والمبادئ؟
د.سيد القمني: لقد قدمت ما بداخلي ولك احترامي الشديد.
جورج رياض: هل يجب أن يكون التجديد دائما من مؤثرات خارجية مباشرة.. إذ يمكن أن ينفتح المصريون علي العالم الخارجي من خلال الإنترنت والقنوات التليفزيونية الفضائية.. إلخ.
د.سيد القمني: نحن علي استعداد أن نأخذ بالمنتج التقني دون أن نأخذ بالبنية التحتية التي أفرزت هذا المنتج بمعني أننا سنظل نريد المنتج وليس الفكر الذي أنتجه, ومن هنا لا نستغرب عندما نجد شخصا يتهم الغرب بالكفر في ميكروفن هو في الأساس منتج غربي, ولم يسهم هو بأي جهد في إنتاج الميكروفون!
يوسف سيدهم: عندي استفسارفي النهاية يدور حول عبارتك يجب أن نقبل أننا أصبحنا عربا, كنت أتصور أننا عرب لسانا وليس عرقا ولا ثقافة ولا وجدانا.
وتفصل بين شعوب المنطقة لهجات لا تخلف بينها تواصلا, إذا نظرنا إلي الرابطة التي تربط شعوب المنطقة فلابد من استشعاراها حتي يوجد لهذه الكتلة الجغرافية مكان في العالم المتحضر أتصور أن مثل هذا الخطاب منعنا من التواصل مع الجيران الأفريقيين أو تفعيل دعوة الشراكة مع دول حوض البحر المتوسط والمسكوت عنه هو أننا منعنا من أن نرسل رسالة مصلحة اقتصادية وسلام لمعسكر السلام في إسرائيل.
د.سيد القمني: لقد قمت بالتعبير عما بداخلي وهذا ما أقصده بالضبط.
د.سيد القمني في سطور
ولد سيد محمود القمني في 13 مارس 1947 بمحافظة بني سويف أثر عقب إتمام دراسته الجامعية أن يتفرغ للكتابة والبحث واختار طريق الاستقلال الفكري وبالتالي رفض الارتباط بأي مؤسسة حكومية أو حزبية أو أهلية.
له العديد من الأعمال الفكرية القيمة مثل رب الثورة (نص رسالة الدكتوراه ( والحزب الهاشمي والأسطورة والتراث والفاشيون والوطن, والسؤال الآخر, والإسرائيليات, ورب الزمان, والنبي موسي وآخر أيام تل العمارنة.
ويشتهر د.القمني بمحاولاته الدموية للبث في جذور الأديان والحضارات القديمة, والتنقيب في أسباب التخلف الثقافي المعاصر وسبل الخروج من براثنه.
والكاتب يعتبر من رواد التنوير المعاصرين.