زهير السراج
* “وصل إنقلاب ٢٥ إكتوبر الى مرحلة متقدمة من الموت السريرى، حيث عجز مريدوه المحليون والإقليميون والدوليون عن تثبيته وإيجاد موائمة بين الإنقلاب وتأسيس نظام سلطوى بديمقراطية مُدارة مسيطر عليها”.
* “فشلت كل المحاليل الوريدية فى إنقاذ الإنقلاب وإعادته للحياة عن طريق الوفود المحمولة فى القطارات والبصات، والحشود المحمية من الأجهزة الشرطية، ومؤتمرات الإدارت الأهلية مدفوعة الثمن، وإعادة توظيف الفلول ليرضعوا مرة اخرى من ثدى الميرى الذى فطمتهم منه الثورة العظيمة، فاستعادوا حسابات المنظمات المشبوهة والمؤسسات المعفاة من الضرائب”.
* “لايوجد مشروع سياسي معلن للإنقلابيين ليتسوق به الخبراء الإصطراطيجيون فى القنوات الفضائية، لذلك صمت أغلبهم عن مهزلة الكوميديا السوداء التى كانوا يقومون بها وواجهها الشعب بسلاح النكتة فى أصعب الظروف التى تستوجب البكاء”!
* “كان فشل الموسم الزراعى لطمة كبرى فى وجه الإنقلاب وكذلك خسارة تسويق محاصيل الموسم الناجح الذى سبقه، فقد تناوشتها الضباع الجائعة من السماسرة فباعوا الفول بأقل من سعره العالمى والقطن قبل حلجه، مماعرض المزارعين لخسائر ضخمة ستخرجهم من المواسم الزراعية القادمة، والآن يتناوشون الماشية لايفرقون بين الذكور والإناث ويمثلون إنطلاق الطفيلية فى أسوأ صورها بعد أن قيدتها الثورة وأرهبتها لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام المباد” .
* “تجلى فشل الإنقلاب فى الميزانية التى قدمها (جبريل إبراهيم) خالية من الموارد سوى الزيادة الفاحشة فى اسعار السلع والخدمات والضرائب الباهظة والأرقام الخيالية للجمارك فى إقتصاد وصل مرحلة الكساد والسقوط الحر، كما خلت من المنح أو القروض الخارجية الميسرة دليلا على مقاطعة المجتمع الدولى للإنقلاب، مما يجعلها بلاشك ميزانية عام المسغبة والمجاعة التى تهدد ستين فى المئة من المواطنين، بينما يوزع وزير المالية البسمات مع نجوم الكوميديا فى وضع مأساوى لو رآه (كافكا) فى المنام لفزِع منه”.
* “فى ظل هذا الوضع المعقد تفتقت ذهنية الأذكياء من داعمى الإنقلاب إلى جراب حِكمة الإستعمار وسياسة فرق تسد، فلجأوا لحيلة توزيع اليأس والإحباط ومحاولةتجريم قوى الثورة بمنطق لايقوم على ساقين، والقول أنه لاخير فى المجتمع الدولى ومشروع حمدوك للإصلاح الإقتصادى، وهم فى الأصل غير صادقين”!
* “وكذلك الهجمة على أحزاب قوى الحرية والتغيير التى (إكتشفوا) أنها أحزاب غير ديمقراطية فكيف تدعوا لتأسيس نظام ديمقراطى، وانتقلوا للهجوم على المبادرة الأممية بقيادة بعثة يونيتامس وهم يتباكون على الوطنية المهدرة والسفارات المتدخلة فى الشأن الوطنى ، ويغمضون العين عن ان ثورة ديسمبر هى التى حررت السودان من الإستعمار الأجنبى الحديث تحت البند السابع والجنود الذين يرتدون القبعات الأممية الخضراء وفاق عددهم جنود الإستعمار يوم الجلاء فى يناير ١٩٥٦م “.
* “ثم جاءت الهجمة على لجنة إزالة التمكين بهدف الإساءة والتشوية ورفع درجة الإنقسام والصراع البينى بين القوى المدنية لدرجة تبادل الشتائم فى البيانات الرسمية، لتقف دليلا تستشهد به لجنة الإيقاد التى ساوت بين خطر الإنقلاب وخطر إنقسام الصف المدنى بما يهدد العودة للعملية السياسية الديمقراطية الإنتقالية” .
* “لم يبقَ للمدافعين عن الإنقلاب سوى (فرق تسد) الإستعمارية ونشر اليأس والإحباط بين قوى الثورة لفت عضدها ونقض غزلها وتشتيت جمعها، حتى يتفرغوا لجنازة البحر التى يحملوها على أكتافهم لصناعة نظام سلطوى مُدار من خلال ديمقراطية متَحكم فيها، تجمع بين القاتل والضحية”.
“الفجر إن مرق م بتمنعو الدبابة
والصبح إن شرق م بتعيقوا سحابة”
* “أوقفوا التذاكى بتسويق اليأس والإحباط وإشاعة الإنقسام فهى بضاعة كاسدة فى سوق الثورة، لن تنفعكم ولن تخدمكم بشئ، ولن تحقق اغراضكم المفضوحة”(انتهى) .
* كان ذلك ما سطره يراع الاستاذ (صلاح جلال) الذى جاءت كلماته كالسهام تخترق حجب الزيف وتفضح عجز وفشل الانقلابيين واعوانهم فى ادارة البلاد، وهم حتما الى زوال قريب
