أكد تقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أن البلدان الست في المشرق العربي جمعيها اتخذت مبادرات إقليمية ووطنية لتحسين بناء مرونتها الحضرية من خلال تطوير الاستراتيجيات لذلك، وبتحسين القدرة على الصمود في المناطق الحضرية، والإصلاح التعليمي، والتوعية بمخاطر الكوارث، وتقييم المخاطر، والتأهب للكوارث، والاستجابة لحالات الطوارئ.

فمثلا، أطلقت مدينة عمان في العام 2017، كجزء من برنامج 100 مدينة مرنة الذي تبنته مؤسسة روكفلر، استراتيجية عقان المرنة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تقييم حالة المرونة في عمان وبدء تنفيذ سلسلة من الأنشطة والإجراءات ذات الأولوية للتغلب على التحديات المتعلقة بالمرونة، وعلاوة على ذلك، صادقت الحكومة الأردنية في العام 2017 على إنشاء منصة «الاستجابة الأردنية للأزمة السورية»، وهي تعتمد منهجا قائما على المرونة يهدف إلى تلبية احتياجات اللاجئين السوريين المتضررين الموجودين في الأردن.

وكذلك المجتمع الأردني، بسد الفجوة بين الاستجابات الإنسانية القصيرة الأجل والاستجابات التنموية الطويلة الأجل، وقبل اندلاع الأزمة في أكتوبر من العام 2019، كان لبنان يخطو خطوات ثابتة نحو تعزيز المرونة الحضرية ببذل جهود كبيرة لتحسين التأهب لحالات الطوارئ من خلال مراكز وتدريبات الطوارئ.

وأطلقت فلسطين استراتيجيات وسياسات مرونة حضرية من ضمن أجندة السياسات الوطنية للأعوام 2022-2017، ومن الأولويات الوطنية الرئيسية تحت ركيزة التنمية المستدامة في هذه الأجندة تحقيق مجتمعات محلية مرنة من خلال ضمان الأمن والسلامة العامة وتلبية الاحتياجات المحلية والتكيف مع تغير المناخ وتنشيط الزراعة.

وفي عام 2014، أطلقت مصر برنامج التخطيط والتصميم الحضري الاستراتيجي، وهو برنامج مشترك بين وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية ووزارة النقل، وموئل الأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويهدف إلى تحسين وإلهام ممارسات التخطيط الوطنية المتعلقة بالمرونة الحضرية وتخفيف مخاطر تغير المناخ، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة المجتمع المحلي في ممارسات التخطيط على المستويات كافة. 

وتتميز مجموعة بلدان المغرب العربي بخصائص متنوعة للغاية قد يكون لبعضها تأثير كبير على بناء المرونة الحضرية، ففي عام 2020، أطلقت الحكومة المغربية مشروعا وطنيا لدعم المدن المغربية في إعداد وتصميم استراتيجياتها للمرونة الحضرية.

ويسعى المشروع إلى معالجة أولويات «إطار سنداي للحد من الكوارث» ويهدف إلى خلق رؤية لبناء القدرة على 
الصمود لكل مدينة مغربية وتنفيذ تقييمات وتطوير خطط عمل مناسبة.