قبل 152 اعم وفي مثل هذا اليوم من العام 1870 شهدت مدينة منهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، افتتاح متحف المتروبوليتان للفنون، والذي يمتد لمساحة تبلغ أكثر من مليوني قدم مربع في الجادة الخامسة في سنترال بارك. أراد مجموعة من المواطنين الأمريكين الذي تجمعوا للاحتفال بيوم الاستقلال الموافق الرابع من شهر يوليو من كل عام، تأسيس متحف يمكن من خلاله تقديم العديد من نماذج الحضارات المختلفة.

ويضم متحف المتروبوليتان للفنون أكثر من ثلاثة ملايين قطعة أثرية من مختلف العصور الحضارية للشعوب حول العالم، ويعتبر من أكثر المتاحف التي يزورها السائحين من حول بقاع العالم. يشتهر المتحف بمقتنياته التي تغطي خمسة آلاف سنة من الحضارة البشرية، من جميع أنحاء العالم، وفي مجالات الفن المختلفة.  

تعرض في متحف المتروبوليتان للفنون أيضا آلات موسيقية وتجهيزات عسكرية وأثاث قديم، إضافة إلي جناح خاص بتطور الأزياء حتي العصر الحديث. كما يقيم المتحف نشاطات موسيقية سنوية وسلسلة من المحاضرات يقدمها كبار المتخصصين، ويقوم المتحف أحيانا بتقديم عروض لفنانيين من العالم أو عروض خاصة لمراحل فنية معينة أو لبلد أو لقارة خارج إطار مجموعاته الخاصة.

ويضم متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك أعمال لبعض الرسامين الأكثر شهرة في تاريخ الفن في مجموعة "ميتس" الأوروبية، ومن أبرزها لوحة "روبنز" للفنان مع زوجته الثانية وأطفالهما، حيث يمكن لزائر المتحف رؤية الحب لها، وهي تجسيد للجمال المثالي ،كل الأشياء التي تراها هذه اللوحة كلها رموز عن علاقة الحب هذه التي أدت إلي هذا النوع من الإزدهار الثاني في حياة الفنان روبنز، وكانت مصر الإلهام للعديد من أفضل أعماله التي تتعامل معها، مع أحد أعظم الفنانين الذين عاشوا علي الإطلاق.
والدليل واضح علي أن تقليد الرسم الغربي يركز علي الشكل واللون والطلاء، بينما في الشرق احتفل الصينيون بطاقة الأسد ولم يشعروا بالحاجة إلي استخدام الألوان الزاهية وهذا له علاقة بتقاليد الخط  وتقدير جودته.

وتضم القاعة الكبري بمتحف متروبوليتان للفنون أجنحة "الأتريوم" الحديثة وهو متحف القرن التاسع عشر، ويشكل الجزء الخارجي لعام 1888 الآن الجدار الداخلي لمحكمة "بيتري" للنحت الأوروبي، وعمق داخل المتحف أول منزل دائم وهو عبارة عن مبني قوطي فيكتوري تم افتتاحه في العام 1880 ، كما تم افتتاح الكاتدرائية التي تشبه منازل الفضاء كجزء من مجموعة القرون الوسطي، والتي مولها رجل الأعمال الأمريكي مورجان جي بي مورجان، والذي استثمر ثروته بأكملها في الفن، فقد جمع هو نفسه مجموعات كاملة ألحقها بالمتحف، ومن بينها التمثال الخشبي الروماني المهيب للسيدة العذراء والطفل، وهو خوذة موكي ميلانو من القرن السادس عشر، وهو العمل الفني الملهم الذي رسمه الفنان الإيطالي "رافائيل" في أوائل القرن الخامس عشر .

وعندما شغل مورجان جي بي مورجان منصب رئيس مجلس أمناء متحف متروبوليتان للفنونو ركز ثروته ورؤيته علي المقتنيات المصرية، وتضم مجموعة المقتنيات الأثرية المصرية بالمتحف ما يقرب من 36 ألف قطعة. ويمكن لزائر المتحف التعرف علي التاريخ المصري القديم من خلال مقتنيات المعرض من الآثار المصرية القديمة.