انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين "إمبراطورية الكذب" في إشارة إلى الغرب، مع فرض الدول الغربية عقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، وأعلن إجراءات صارمة لدعم الروبل.

ووفق مرسوم نُشر على موقع الكرملين، يمنع سكان روسيا من تحويل أموال إلى الخارج اعتباراً من الثلاثاء، وذلك بعد أن سجّل الروبل في وقت سابق أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار واليورو.

كذلك، أجبرت الجهات المصدرّة الروسية، اعتباراً من الاثنين، على أن تحول إلى الروبل 80 في المئة من العائدات التي تلقّتها بالعملات الأجنبية منذ الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، وأن تستمرّ في التحويل وفق هذه النسبة في المستقبل.

وانهارت قيمة الروبل لتصل إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار واليورو إذ أصبح اليورو يوازي 109.4 روبل، فيما كان يوازي 93.5 روبل عشية الغزو.

وحُدّد سقف على فترات منتظمة لوقف التداول وبالتالي لإبطاء هبوط قيمة الروبل.

وفي وقت سابق الاثنين، بهدف حماية الاقتصاد والروبل، رفع المصرف المركزي الروسي سعر الفائدة من 9.5 في المئة إلى 20 في المئة، أما بورصة موسكو فلم تفتح اليوم خشية من خطر الانهيار.

ومن بين العقوبات، قطعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى المصارف الروسية الكبرى من نظام "سويفت" للتحويلات المالية، ومنعت كلّ التحويلات مع المصرف المركزي الروسي.

وأغلقت أوروبا برمتها مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية، ما يقطع الأوصال الجوية لموسكو مع الغرب.

من جانبه، قال بوتين، وفق مقاطع تلفزيونية حول اجتماع شارك فيه أيضاً رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، "دعوتكم إلى هنا للحديث عن مسائل متعلّقة بالاقتصاد والمال".

وأضاف "لقد تحدثنا سابقاً حول هذا الموضوع، أي هذه العقوبات التي يريد المجتمع الغربي فرضها علينا، ما سمّيته إمبراطورية الكذب".

واستقبل بوتين وزير المالية أنتون سيلوانوف ورئيس مصرف "سبيربنك" هيرمان غريف وحاكمة المصرف المركزي إلفيرا نابيولينا.

وقالت الأخيرة إنها "اعتمدت إجراءات لمنع الذين يسكنون خارج روسيا من إخراج أصولهم منها"، مؤكدةً أن النظام الروسي البديل لنظام "سويفت"، أي "نظام نقل المراسلات المالية" مُتاح للأجانب، وأن المصرف المركزي سيكون "خفيفاً جداً" بما يخصّ الوضع القائم وأن المصارف الروسية "حافظت على كلّ الوسائل والحسابات للعملاء".

وكان اعترف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن العقوبات الغربية على موسكو "ثقيلة" و"إشكالية"، لكنه أكد أن روسيا "تملك القدرات اللازمة لتعويض الأضرار".

بدوره، يعتبر سيرغي خيستانوف، وهو مستشار لشؤون الاقتصاد الكلي لشركة السمسرة "أوبن بروكر"، أن روسيا قد تخضع لعقوبات إضافية لأن مواردها النقدية الأساسية وتصديرها للمواد الأولية، لم يتأثر بالعقوبات الحالية.

ويقول: "طالما أن لا عقوبات فعلية على التصدير الروسي وخصوصاً على النفط والغاز، لن تحصل أي كارثة"، لكن سيشعر الناس طبعاً بتداعيات العقوبات الحالية".

TRT عربي - وكالات