طهران ترى "تعقيدا" أميركيا لمباحثات إحياء الاتفاق النووي


إعلان

وأتى ذلك في يوم شدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على أن طهران لن تساوم على عناصر "القدرة الوطنية"، بما يشمل التقدم النووي والنفوذ الإقليمي والدفاع.

وتجري إيران وقوى كبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا لاحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي. وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي في العام 2018، في المباحثات بشكل غير مباشر.

وبلغت المفاوضات مؤخرا مرحلة متقدمة تعد "نهائية"، لكن نقاط تباين لا تزال قائمة بين الأطراف. ورأى معنيون بالمباحثات، أبرزهم منسق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا، أن نقاط الخلاف المتبقية تتطلب "قرارات سياسية".

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شمخاني إن "مفاوضات فيينا تزداد تعقيدا كل ساعة في غياب قرار سياسي من الولايات المتحدة".

وأضاف عبر تويتر "مقاربة الولايات المتحدة لمطالب إيران المبدئية، وتقديم اقتراحات غير مقبولة (...) يظهر أن الولايات المتحدة ليس لديها إرادة" للتوصل الى تفاهم مقبول من مختلف الأطراف يعيد إحياء اتفاق 2015.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. الا أن الولايات المتحدة انسحبت منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية، ما دفع إيران للتراجع عن غالبية التزاماتها.

ومع بلوغ المفاوضات في الآونة الأخيرة مراحل حاسمة، بدأ موقف روسي مستجد يلقي بظلاله منذ أيام على المباحثات.

فقد كشف وزير الخارجية سيرغي لافروف أن بلاده اشترطت قبل دعم أي تفاهم، الحصول على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات الغربية التي فرضت مؤخرا على موسكو على خلفية غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.

واعتبرت واشنطن أن موقف روسيا هو "خارج سياق" القضية لعدم وجود رابط بين العقوبات الجديدة والتعاون في إطار الاتفاق النووي، بينما أبدت باريس "قلقها" من أن تتسبب المطالب الجديدة بتأخير إضافي في الاتفاق.

وانتقد المبعوث الروسي الى فيينا ميخائيل أوليانوف المواقف الغربية.

وقال للصحافيين مساء الأربعاء "يحاول البعض أن يوجّه اللوم إلينا على إطالة أمد المباحثات. عليّ أن أقول إن المباحثات لم تنجز بعد، حتى النص النهائي (للتفاهم) لم ينجز بعد".

وتابع "كأي طرف آخر، لدينا الحق بطلب أمر ما (...) هذا أمر معتاد، وأولئك الذين لا يفهمون ذلك ليسوا محترفين".

وشدد على حق روسيا "في حماية مصالحنا (مع إيران) في المجال النووي وفي الأوسع"، موضحا أن روسيا تريد "أن تكون كل علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع إيران معفاة من العقوبات الأوروبية والأميركية الراهنة والمستقبلية".

وتهدف مباحثات فيينا الى إعادة الولايات المتحدة للاتفاق خصوصا عبر رفع العقوبات، وامتثال طهران مجددا لكامل التزاماتها بموجب بنوده.

النووي ضمن "القدرة الوطنية"

وشددت دول غربية مرارا على ضرورة الاسراع في انجاز المباحثات نظرا لأن الاتفاق قد لا يعود ذا فائدة في ظل تسارع الأنشطة النووية الإيرانية.

وقامت إيران اعتبارا من 2019، بالتراجع تدريجا عن التزاماتها، وقامت بخطوات عدة من أبرزها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بشكل كبير، السقف المحدد في الاتفاق.

وتؤكد الدول الغربية ضرورة عودة إيران سريعا للامتثال لالتزاماتها، بينما تشدد طهران على أولوية رفع العقوبات والتحقق من ذلك عمليا، وضمان عدم تكرار الانسحاب الأميركي.

واليوم، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة، أن إيران لن تتخلى لصالح "العدو"، عن مقومات تندرج ضمن "القدرة الوطنية".

وقال آية الله علي خامنئي إن "الحضور الاقليمي يمنحنا عمقا استراتيجيا وقدرة وطنية أكبر. لماذا علينا التخلي عنه؟ التقدم النووي العلمي يرتبط أيضا بتلبية حاجات البلاد في المستقبل القريب، واذا تخلينا عنه، ممّن ومن أين نطلب ذلك خلال أعوام؟"، وذلك في بيان نشره موقعه الالكتروني.

واعتبر خامنئي أن تقليص القدرات الدفاعية تجاوبا مع رغبة الأعداء وخشية من العقوبات يعد أمرا "ساذجا".

وقال "التنازل أمام أميركا أو أي قوة أخرى من أجل البقاء في مأمن من الحظر خطأ كبير وضربة للقدرة السياسية"، معتبرا أنه "ليس هناك ما هو أكثر سذاجة وانعدام خبرة من مقترح شخص يدعو الى تقليص القدرة الدفاعية من أجل تخفيف حساسية العدو".

وتابع "أراد أشخاصٌ لديهم مقترحات واهية ومليئة بالأخطاء أن يقطعوا بعض أذرع القدرة الوطنية للبلاد. لو سُمح بذلك، لكانت إيران ستواجه مخاطر كبيرة اليوم. لكن بإرادة الله وعنايته لم تتوفر إمكانية تنفيذ هذه المقترحات وأُبطلَت جميعها".

وإضافة الى الملف النووي، تبدي دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة واسرائيل، العدوان اللدودان للجمهورية الإسلامية، إضافة الى دول عربية، قلقها حيال نفوذ إيران الاقليمي خصوصا عبر مجموعات مسلّحة مقربة منها في دول المنطقة، وبرنامجها للصواريخ الباليستية.

تاريخ الخبر: 2022-03-10 15:16:04
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 91%
الأهمية: 99%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية