ناقشت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، برئاسة الدكتور محمود مسلم، اقتراح برغبة مقدم من النائبة هيام فاروق عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بشأن "إعادة دراسة تطوير القاهرة التاريخية" ومصير جبانات القاهرة التاريخية بمنطقة الإمام الشافعى، وأكد ممثلو محافظة القاهرة والجهات المسئولة عن مشروع التطوير خلال الاجتماع أنه لا مساس بالمناطق الأثرية ولا إزالة لأي أثر أو تراث حضاري.

وحضر الاجتماع وكيلا اللجنة، وهما: النائبة سها سعيد والنائب محمود القط عن تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين، إضافة إلى اللواء ابراهيم عبدالهادى نائب محافظ القاهرة عن المنطقة الغربية، والعميد هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات المتاحف، واللواء أسامة طلعت رئيس قطاع الاثار الاسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والأثار، والمستشار محمد فايز مستشار وزير التنمية المحلية.

ووجه الدكتور محمود مسلم رئيس اللجنة، عدة أسئلة لممثلى الحكومة عن حقيقة تسجيل المنطقة كأثر فى اليونسكو من عدمه، وعمرها الزمنى وفقا لتسجيل وزارة السياحة والاثار، والقيمة التاريخية والأثرية التي تمثلها المنطقة، وتفاصيل مخطط مشروع التطوير.وقالت النائبة هيام فاروق، إن دراسة أعمال التطوير ضرورة، محذرة من بدء التطوير دون دراسة حقيقية، بما قد يؤدى الى فقد جزء كبير جدا من النسيج التاريخى للمنطقة والمسجل فى قائمة التراث العالمى لليونسكو منذ عام 1979 مما يهدد استمرار بقاء هذا الموقع على قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونسكو.

إعادة تأهيل الجبانات التاريخية

وطالبت النائبة بإعادة تأهيل الجبانات التاريخية واعتبارها "متحف مفتوح" على غرار وادى الملوك والملكات بالاقصر، وأشارت إلى أن محافظة القاهرة أعلنت عن مشروع تطوير صلاح سالم من محور جيهان السادات حتى حدائق الفسطاط بطول 6 كيلو متر ويتخللها جبانات المجاورين وباب الوزير وسيدى جلال والسيدة نفيسة والطحاوية والامام الشافعى وسيدى عمر، وسيتم نقل المدافن بمعرفة محافظة القاهرة الى أطراف 15 مايو وفى غطار ذلك أعلنت محافظة القاهرة عزمها نقل مجموعة من المقابر التى تقع فى مسار كوبرى السيدة عائشة الجديد الذى يربط بين ميدان السيدة عائشة ومحور الحضارات.وأبدت النائبة تخوفها من عملية نقل المدافن، مؤكدة أنه على الرغم من جهود الدولة فى اعمال التطوير الا ان الخطة المعلنة حاليا تهدد بفقد جزء كبري من النسيج التاريخى للمنطقة والمسجل فى قائمة التراث العالمى لليونسكو منذ عام 1979.

واوضحت نائبة التنسيقية أن الجبانات الموجودة كنز تاريخى واثرى ويبلغ تاريخ المبانى الموجودة من جوامع وأسبلة وجبانات وغيرها الى اكثر من 1420 سنة كما أن قيمتها المعمارية والفنية فريدة ومصنوعة من مواد خام عالية بالاضافة الى القيمة العالمية حيث أن الموقع مسجل فى قائمة التراث العالمى فى منظمة اليونسكو، فهو يرقى فى اهميتة الى منطقة الاهرامات بالجيزة ومدينة الاقصر وسانت كاترين، بحسب قولها، وأطلق علماء التاريخ على منطقة جبانات القاهرة التاريخية لقب"وادى ملوك وملكات العصر الحديث"، حيث أن المقابر دفن بها العديد من الشخصيات التى اثرت تاريخ الدولة المصرية مثل" الملكة فريدة- أمير الشعراء أحمد شوقى- نشأت دل قادين (زوجة الخديوى اسماعيل) -الاميرة أمينة والاميرة نعمت الله (بنات الخديوى إسماعيل)- على باشا مبارك - الامير يوسف كمال - ابراهيم اغا - شاعر النيل حافظ ابراهيم- محمود سامى البارودى- مصطفى رياض باشا - الشيخ محمد رفعت - يوسف بك وهبى - حسن باشا صبرى.

وأكدت النائبة نهي سها سعيد وكيل اللجنة في كلمتها، اهمية الشفافية والمعلومات، وقالت ان الدول التي لا يكون لديها اي اثر او مبنى تاريخي تهتم باي مبنى له تاريخ وتستغله ولا يجب ان يكون هناك اثرا مثل قبر محمود سامي البارودي ويتم ازالته، وطالبت بتحويل المنطقة في القاهرة التاريخية الى متاحف مفتوحة مع الحفاظ على المباني والمقابر التاريخية.

من جانبه أكد الدكتور أسامة طلعت رئيس هيئة الآثار القبطية والإسلامية، أنه لن يتم ازالة اي اثر تاريخي قي القاهرة أو غيرها، مشيرا الى ان هناك ووثيقة اشادة من اليونسكو حول مشروع تطوير القاهرة التاريخية.

ثلاث مناطق ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية

واستعرض اللواء ابراهيم عبد الهادي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية ، خطة تطوير القاهرة التاريخية مؤكدا انه لن يطرد احد، وان هناك ثلاث مناطق ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية وهي " شارع المعز وباب زويله و منطقة الخليفة، مشيرا الى ان عملية التطوير تستهدف العقارات المنهارة او التي تحتاج لاصلاح او ترميم او تطوير وجهاتها لتتماشى مع طراز القاهرة التاريخية، موضحا أن تطوير المباني مكلف للغاية، بسبب التربة والحجارة وطريقة الترميم.واعلن ان هناك مساحة أرض تصل لفدان ومخصصة لـ٩٠٠ ورشة على محور جيهان السادات لنقل الورش من القاهرة التاريخية، موضحا ان مقابر الشخصيات التاريخية لم يتم هدمها وهناك تنسيق مع الهيئات والجهات المختلفة مثل الاثار والتنسيق الحضاري.