البروفيسور روجر باجنال يلقى الضوء على الوحات الغربية خلال العصر الرومانى والعصر الرومانى المتأخر بجمعية الآثار القبطية


عقد بمقر جمعيّــة الأثار القبطيّـــة بالكنيسة البطرسية بقاعة الصفا، محاضرة هامة بعنوان” الوحات الغربية خلال العصر الرومانى والعصر الرومانى المتأخر ” للبروفيسور روجر باجنال ترجمة الأستاذ الدكتور سامى صبرى العميد السابق لمعهد الدرسات القبطية.

بدأت المحاضرة، بترحيب من الدكتور مراد وهبه السكرتير الثاني بالأمم المتحدة بالبروفيسور روجر بأجنال وبالسادة الحضور فى جمعية الأثار القبطية وتمنى للجميع الاستمتاع بالمحاضرة الهامة للدكتور بأجنال.

ويذكر أن الدكتور روجر باجنال من مواليد 19 أغسطس 1947 في سياتل وهو دارس كلاسيكيات أمريكي.

وقد كان أستاذ للكلاسيكيات والتاريخ في جامعة كلومبيا من 1974 حتى 2007، حين تولى منصب أول مدير لمعهد دراسة العالم القديم التابع لجامعة نيويورك.

ولد في سياتل واشنطن سياتل، واشنطن ، ودرس في جامعة يل ) بكالوريوس 1968) وجامعة تورونتو )ماجستير 1969، دكتوراه 1972).
نشر العديد من الأعمال في تاريخ اليونان القديمة ومصر القديمة، وهو الأطول باعاً في علم البرديات.
روجر يعمل في برديات الصحراء الغربية بصفة متصلة طيلة الأربعين سنة الماضية. ويلقـِّبه علماء المصريات بلقب Pope of Papyrus “بابا البرديات”، فهو أهم خبير برديات في التاريخ على الاطلاق، وكتب أكثر من 20 كتاب عن هذا الموضوع.
ويقول أنه في الأربعين سنة الماضية لم يغطي، هو وفريقه، سوى 1% من برديات الواحات الداخلة

وأهم ما في هذا التخصص أنه يعمل على برديات من الحياة اليومية للمواطن البسيط (عرائض وعقود وأمر إخلاء، وفاتورة مياه، وميراث ورشوة وخيانة وفيش وتشبيه) من القرن الثالث قبل الميلاد (فراعنة ثم دخول الفرس والبطالمة مصر)، مرورا بالرومان والمسيحية والبيزنطية ثم دخول الإسلام وحتى القرن العاشر الميلادي) الدولة العباسية ( لديه حكايات ممتعة عن المجتمع المصري عبر كل تلك العصور.

وقد اُنتُخب زميلاً في الاكاديمية الامريكية للفنون في عام 2000.

وفى محاضرته، عن الواحات الغربية خلال العصر الرومانى والعصر الرومانى المتأخر اوضح الدكتور روجر باجنال فكرة “مدن القوافل”.

حيث أن المجتمعات القديمة فى الشرق الأوسط لم تكن تعتمد على ذاتها فى كل شئ فكانت هذة المجتمعات تعتمد على التجارة لاستيفاء احتياجاتها غير المتوفرة فبعض أجزاء من هذة التجارة كانت تتم من خلال النقل البحرى واجزاء كثيرة فى المناطق الداخلة لم يكن من السهل الوصول إليها من خلال النقل البحرى.

وأضاف أنه لم توجد دلائل مباشرة تؤكد على أن ثروات المدينة تنبع من التجارة أو التبادل التجارى وعدم وضوح مصدر آخر لرخاء المدينة جعلة يعتبر هذة المدينة مدينة قوافل ورغم العلاقة القوية بين مصر والشرق الأوسط منذ 4000 سنة قبل الميلاد على الأقل.

فان النقل كان بحريا فى الغالب بواسطة نهر النيل، ويذكر أنه منذ 1000 سنة قبل الميلاد أو قبل ذلك التاريخ بدأت مصر فى تجارتها الخارجية البحرية لموانى الهلال والخصيب فى سوريا ولبنان، كما ذكر أن هناك كانت قوافل تجارية برية تصل الى وادى النيل من خلال سيناء.

ولم يكن بمصر مدن يمكن أن يطلق عليها مدن قوافل وذلك لأن المدن المصرية التى كانت تعرف وقتها كانت تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط وساحل البحر الاحمر ونهر النيل ويرجع ذلك لصعوبة السفر داخل مصر فى ذلك الحين وكان السفر إلى الواحات فى الصحراء الغربية المصرية صعب جدا أصعب بكثير من الوصول لمدينة بترا ولم تكن هناك اى دراسات أثرية ترشدنا لذلك، مثل كتابات الدكتور أحمد فخرى فى الستنيات.

وعن الواحات المصرية، أوضح الدكتور روجر باجنال بانة توجدعدد خمسة واحات رئيسية فى الصحراء الغربية المصرية وهى تشكل قوسا بداية من واحة سيوة فى الشمال ثم البحرية ثم الفرافرة واخيرا الداخلة والخارجة وبينها مسافات كبيرة فمن مرسى مطروح إلى واحة سيوة 300 كم ومن سيوة إلى الواحة البحرية 400 كم ومن البحرية إلى الفرافرة 175 كم ومن الفرافرة إلى الواحة الداخلة 300 كم ومن الواحة الداخلة إلى الواحة الخارجة 200 كم.

وفى عصور ما قبل التاريخ، كانت توجد آبار أرتوازية وفى العصر الرومانى كانت المياة تستخرج من الآبار والقنوات الجوفية والتى تجرى من النقاط العالية إلى المستويات المنخفضة وكانت المساحات المحيطة بمصادر المياة تسمى “واحة”.

أما المنخفضات فتقع وسط هضاب الصحراء حيث أن منسوب الأرض الطبيعية فى هذة المنخفضات عدة مئات من الامتار وتكون اقرب الى سطح البحر منة الى مستوى سطح الهضبة ، وفى كل منخفض كانت توجد اكثر من واحة.

وركز الدكتور روجر باجنال فى محاضرتة على الواحات وعلاقتها بوادى النيل فقد كانت هناك نحطات على المسارات الطويلة للقوافل مثل درب ال 40 فى الجنوب وهو طريق من العصور الوسطى والعصر العثمانى وهو طريق هام لتجارة الذهب والعبيد ويمتد جنوب منطقة الصحارى الافريقية إلى ساحل البحر المتوسط وهو طريق يمتد جنوبا من واحة الخارجة إلى دارفور ولم يكن طريق معروف قبل العصور الوسطى وهو لايعنى ان هذا الطريق لم يكن مستعمل بالمرة ويجب أن نأخذ فى الاعتبار بان التجارة عبر الصحراء كانت نتيجة للاحتياج الى افريقيا او احتياجات الامبراطورية الرومانية فما بعد.

وكانت هذه الطرق ضرورية للحضارة الزراعية من تصدير الفائض الذى لديها واستيراد احتياجاتها.

وكان فى القرن الخامس، يوجد طريق يربط فران بواحة سيوة كما اوضح هيرودت وكان هذا الطريق يحتاج الى 20 يوما وغالبا لم يكن مستغلا قبل القرن الخامس ومن سيوة كان يمكن الدخول الى البحرية ومنها الى الفيوم والى وادى النيل وتوجد دلائل تؤكد على استغلال هذا الطريق من العصر الرومانى وفى الواحات الكبرى لايذكر شئ عن الطريق الذى اتخذوة والذى غالبا ماكان عبر الطريق البحرى الساحلى ثم بحريا فى نهر النيل او طريق الواحات مرورا من خلال واحة سيوة وباقى الواحات الغربية وحتى الان لاتوجد دلائل فى ثقافة الواحات تبين وجود علاقة قوية عبر الصحارى او مع القبائل الليبية.

ووجود نشاط اقتصادى فى الواحات كان يرتبط ويتاثر بمحددين اساسين هما وجود مياة الشرب والمسافة
وعن الانشطة فى الصحراء الغربية والشرقية اضاف الدكتور روجر باجنال بانة لاتوجد معادن فى الصحراء الغربية بعكس الصحراء الشرقية فهى غنية بالمعادن اما حاليا فقد اكتشفوامنجم للحديد بالقرب من الواحة البحرية لكن غالبا لم يستغل بعد وفى العصور الماضية”الفرعونى “استخدموا قوافل الحمير للتنقل من وادى النيل الى الواحات ولكن الحمير لاتعبر هذة المسافات بسهولة او بطريقة اقتصادية حيث كانوا يستغلون جزء من الحمولة الخاصة بهم للغذاء والمياة للحمير والرجال مما يجعل الجدوة الاقتصادية ضعيفة

وفى الصحراء الغربية لم تساعد الهضاب العالية على وجود ابار بعكس الصحراء الشرقية فتوجد المياة بالقرب من سطح الأرض وتم إنشاء محطات للتزويد بالمياة وكانت المياة تنقل من الوادى أو من الواحات وكانت هذة العملية مكلفة جدا.

وقد تغيرت الأحوال كثيرا بدخول الجمال فى الصحراء الغربية والتى حدثت فى الفترة من القرن السابع للقرن السادس قبل الميلاد أو على الأقل أثناء الحكم الفارسى فى القرن الخامس قبل الميلاد وهذا مؤكد حدوثة فى واحة الخارجة فى ذلك العصر.

حيث أن الجمال تتحرك بسرعة أكبر من الحمير ولا تحتاج لمياه لعددة أيام كما أنها تحمل أوزان وأحجام أكبر مما تحمله الحمير.

كما أن الجمال أسرع من الحمير فى الصحراء وتمتاذ أرجلها بالخف الذى يسهل عملية السير فى الرمال، وتقدر سرعة الجمل مابين 50 الى60 كم فى اليوم وهذا يؤكدة أن المسافة بين واحة الداخلة والخارجة 200 كم يقطعها الجمل فى 4 ايام سفر كذلك فان النقل بالجمال خفض التكلفة وهذا أدى إلى ازدهار منطقة الواحات والتجارة بها والتى وصلت إلى اقصى درجة فى العصر الرومانى والتعامل مع الجمال يحتاج إلى مهارات معينة وإدارة وخبرة فى التعامل مع الجمال من أسلوب تغذية ورعاية وأيضا يحتاج إلى رأس مال لارتفاع قيمة وسعر الجمال عن الحمير.

فاننا إذا قمنا بحساب تكلفة القمح والنبيذ عند نقلهم من واحة الداخلة إلى وادى النيل فان النقل يضاعف ثمن السلعة وان تصدير القمح من الواحات الغربية “المورد الاساسى للقمح ” إلى وادى النيل موضوع غير مجدى وغير مربح.

وبخصوص الصحراء الشرقية فكان الوضع مختلف فهى لاتصلح لزراعة القمح ولكنها كانت مورد هام لاستخراج الأحجار الكريمة وتقطيع أحجار البناء والتجارة ونظرا للتكلفة الباهظة للنقل جعل الواحات تقوم بتصدير السلع الصغيرة الحجم الغالية الثمن.

أما عن المياة فقال الدكتور روجر باجنال

أن توفيرالمياة الصالحة للشرب هى المحور الرئيسى الاقتصادى وكانت تتوافر من خلال الآبار والقنوات المائية وكانت صالحة 365 يوما فى السنة وتقريبا بنفس الجودة ولكنها كانت تحتاج لمجهود بشرى لرفع المياة من الآبار وتطهير القنوات.

وبخلاف ما يحدث فى وادى النيل، فإن فيضان النيل هو الذى كان يشكل حجم ونوعية الرقعة الزراعية أما فى الواحات فان درجة الحرارة هى المحدد لنوع الزراعات والمحاصيل وقد أزدهرت زراعة الأشجار التى لا يناسبها وجودها وسط الفيضانات مثل النخيل ونخيل الدوم والزيتون والتين والعنب والعناب.

كما أوضحت المخطوطات والآثار اليومية الزراعية وفى الواحات يمكن زراعة الأرض بنحو ثلاثة محاصيل فى السنة ويمكن زراعة محصول العلف الأخضر بين مواسم المحاصيل الأصلية.

كما أنه فى فترة الفيضان لا تأثير على الزراعة فممكن زراعة واحد أو اثنين محصول وهذا مؤكد من بقايا النباتات ومن الدرسات والمخطوطات مثل زراعة القطن والعلف الحيوانى.

وفى نهاية المحاضرة، استمع الدكتور روجر باجنال لبعض الاستفسارات واجاب على اسئلة الحضور.

كما دعى الاستاذ نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الاثار القبطية، الحضور لاخذ العديد من الصور التذكارية مع الدكتور روجر باجنال حيث حضرعدد كبير من الضيوف والمشاركين للمحاضرة منهم الدكتور اسحاق عجبان عميد معهد الدرسات القبطية والدكتور عادل فخرى وكيل المعهد والدكتور طارق منصور و المهندس عاطف عوض والدكتور نادر الفى والباحث ماجد كامل والاستاذ صبحى عبد الملاك والدكتورة سلفانا جورج والدكتور باسم سمير والباحث ملاك نصحى.

تاريخ الخبر: 2022-03-22 00:21:18
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية