تظهر الأبحاث أن الأشخاص في البلدان الأكثر ثراءً وذات الاستهلاك المرتفع، هم الأكثر ضررا على أزمة تغير المناخ، بسبب أسلوب حياتهم، لذا يمكنهم تجنب الانهيار المناخي عن طريق إجراء ستة تغييرات مباشرة نسبيًا في نمط الحياة، وخلق مجتمع “أقل الأشياء وأكثر بهجة”.

يقول الخبراء إنه إذا تم تفعيل هذه "التحولات" فستكون مسؤولة عن ربع تخفيضات الانبعاثات المطلوبة اللازمة لإبقاء الاحتباس الحراري منخفضًا إلى 1.5 درجة مئوية، وزيادة الضغط على الحكومة والقطاع الخاص لإجراء التغيير الشامل الضروري بعيد المدى.

نرصد خلال هذا التقرير الذي استند على دراسة نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، وسائل تساعد في تخفيف مخاطر الانبعثات الكربونية.

احتفظ بالمنتجات الإلكترونية أطول مدة

لابد من الاحتفاظ بالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والساعات الذكية وأجهزة التلفزيون - لمدة سبع سنوات على الأقل.

ووفقا للدراسة، فإن “الإدمان على الأدوات وشراء” الأشياء “بشكل عام هو مساهم رئيسي في انبعاثات الكربون”.

وأظهرت الدراسة أن عملية استخراج المعادن الأرضية النادرة وإنتاج المزيد من المنتجات غالبًا ما تولد انبعاثات أكثر من استخدام العناصر نفسها. على سبيل المثال، 13٪ فقط من انبعاثات العمر الافتراضي لجهاز iPhone 11 تعود إلى استخدامه، وترتبط نسبة 86٪ المتبقية بإنتاجها ونقلها ومعالجتها عند انتهاء عمرها الافتراضي.

تقول الدراسة: “عادةً ما نستبدل هذه المنتجات بنموذج تمت ترقيته كل عامين على الأقل”. “الهدف هو الاحتفاظ بالمنتجات الإلكترونية لمدة خمس إلى سبع سنوات - عمرها الافتراضي الكامل”.

كما تضيف، إنه يجب على الناس محاولة إصلاح المعدات أو الاقتراض أو الاستئجار أو الشراء من جهة ثانية، مضيفًا: “إذا كنت حقًا بحاجة إلى شيء ما ، فاحرص على تقليل العناصر الجديدة إلى الحد الأدنى”.

تجنب السيارات الخاصة

اعتاد الكثير من الناس على امتلاك سيارة، وبالنسبة للبعض فإن سيارتهم ضرورية إما للعمل أو لأنهم معاقون أو يعيشون في منطقة نائية ظهر البحث أن ملكية السيارات تؤدي إلى انبعاثات ضخمة. على الصعيد العالمي، النقل مسؤول عن حوالي ربع إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويأتي أكثر من ثلثي هذا من محركات المركبات على الطرق.

ويدعو المشاركون في الحملة أولئك الذين يستطيعون التوقف عن استخدام المركبات الخاصة - والتخلص بشكل مثالي من أي سيارات يمتلكونها - والتحول بدلاً من ذلك إلى وسائل النقل العام أو المشي أو ركوب الدراجات أو نوادي السيارات.

ونصحت الدراسة: "إذا كنت تخطط لشراء سيارة، فراجع ما إذا كان يمكنك التأجيل وإيجاد بدائل يمكن أن تأخذك إلى حيث تريد الذهاب". “إذا كنت تشعر بالشجاعة ، فتخلص من السيارة/ السيارات التي لديك، أو تعرف على ما إذا كان يمكنك الانضمام إلى نظام مشاركة السيارة لمشاركة الفوائد - والانبعاثات”.

تقول الدراسة أنه على الرغم من وجود الكثير من التركيز على دور المركبات الكهربائية (EVs) في معالجة تغير المناخ، إلا أن هناك حاجة إلى بذل جهد أكبر نحو تقليل عدد السيارات على الطريق بشكل عام حيث أن مصدرًا مهمًا للانبعاثات موجود في تصنيع المركبات - حتى المركبات الكهربائية.

الالتزام بالملابس لأطول فترة 

تتسبب صناعة الملابس والمنسوجات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر من الطيران والشحن الدولي مجتمعين، كما أن ظهور الموضة السريعة التي يمكن التخلص منها يعمل على تسريع هذا الاتجاه.

فغالبًا ما تعني الأسعار المنخفضة الملابس ذات الجودة الرديئة التي لا تدوم طويلاً؛ لكن هذه الأسعار المنخفضة نتجت أيضًا عن التكاليف البشرية والبيئية غير المرئية مثل تلوث الأنهار وظروف العمل السيئة والأجور المنخفضة واستغلال العمال في المصانع.

كذلك يحث المشاركون في الحملة الناس على شراء السلع المستعملة وإصلاح أو تعديل العناصر الموجودة، وتقييد الشراء بثلاثة عناصر في السنة - من الناحية المثالية تلك التي تكون دائمة وستدوم.

وتشير الدراسة إلى أنه: “قد تكون هذه الملابس باهظة الثمن، لكن الأمر يستحق النظر في التكلفة لكل ارتداء. إذا كان سيستمر ثلاث مرات أطول ولكنه ضعف السعر فقط، فسيكون هذا توفيرًا ماليًا على مدى عمر العنصر وأفضل للبيئة أيضًا”.

تغيير الأنظمة الغذائية

تأتي أكثر من 25٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية من النظام الغذائي، ويظهر بحث اليوم أن هناك ثلاثة تغييرات في النظام الغذائي من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تأثير الطعام الذي نتناوله:

انتقل إلى نظام غذائي نباتي في الغالب.

أكل كل ما تشتريه.

تناول كميات صحية.

ويعد تغيير سلوكياتنا بشأن الطعام هو الأكثر تأثيرًا بين جميع التحولات. ولا يتعلق الأمر فقط بتغير المناخ؛ إذا نظرت إلى فقدان التنوع البيولوجي، وتغير استخدام الأراضي، والأسمدة في المحيط تخلق مناطق ميتة، والانقراض الهائل وفقدان الحشرات بسبب مبيدات الآفات، فإن هذه المشاكل كلها مدفوعة بالغذاء.

لذا ينصح العلماء بضرورة طهي واستخدام طعام دون الزيادة عن الحاجة، للحفاظ على التوازن البيئى.