نحو سبعة أشهر وينطلق مونديال الدوحة، والوقت ضيّق. أكثر من مئتي يوم ويلعب المنتخب السعودي أولى مبارياته العالمية مع منتخب الأرجنتين. بعد قرابة الشهر سينتهي الدوري السعودي وبعده بشهر سيبدأ الموسم الجديد. الجدول مزدحم وسيعقب كأس العالم بطولة أمم آسيا للمنتخبات 2023م. هذا الموسم المتوقّف هذه الأيّام توقّف كثيراً وفيه أخفقت لجنة المسابقات إخفاقاً شديداً، وتأخّرت الكثير من المباريات، وتأجّل الحسم والشغف والجذب، وأصاب الملل الجميع. ووسط هذا كُلّه يتحدث ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عن جدولة مختصرة للنسخة المقبلة من الدوري. الخطأ الكبير كان من موسم "كورونا" والعودة الصامتة، وضياع القرار. ما زلنا ندفع ثمن تلك الأيّام ولا زالت مجموعة اتحاد الكُرة تختبئ وتخفي الضعف والارتباك الذي كان. كانت "البوصلة" ضائعة حينها، ولم يكن كأس العالم وسلامة اللاعبين وعدم الضغط في الجدول في حسبان المسحل وفريق عمله. اليوم ندفع ثمن الاستعداد والجدولة والركض برئة صغيرة.
في ظلِّ ذلك، يقفز إلى الواجهة المعسكر الطويل، وتفريغ لاعبي المنتخب عمّا بقي من مباريات وفي منافسات الموسم المقبل، فالمشاركة اللائقة هي من يجب أن يسيطر على الأذهان، ويتصدّر خطط التجهيز. والقرار، بعد استمرار هيرفي رينارد وعناصره التدريبية ومجموعة اللاعبين، يجب أن يتجه إلى بناء وتقوية الفريق الحالي والخوض في تفاصيل كثيرة من الخطط التدريبية، والتركيز كُل التركيز على قراءة الفرق الثلاث، وإعداد ما يناسب مواجهتهم من مناهج لعب.
والمتتبّع لمنهجنا يعرف أننا لسنا بذاك الفريق الهجومي القوي، ولا يوجد لدينا تركيبة نشطة وحيوية تعتمد الشراسة والقتال، ولا نمتلك مواهب نقارع بها فرق العالم المُتقدّم، ومجموعة العناصر تُحب بعضها لا شك، لكن التباين بينها شاسع، وسرعة الردم للفجوات داخل الملعب لا تتوفّر، والاعتماد على حركة سلمان الفرج في الوسط هي كُل ما لدينا. وبمناسبة الحديث عن الفرج فإن تركه يتحكم في كل التفاصيل الفنيّة وغيرها خطر جاثم وخلل هائل سيرهقنا ويهزمنا في المرحلة المقبلة. إنّ الواجب هو التدعيم وتوزيع المهام مع إفهام سلمان أن كُرة القدم لغيره مثل ما هي له، وأن التفرّد حتى بغرفة الملابس خطأ كارثي على الأفراد المشاركين له المهمّة.
لقد قرأ المراقب الداخلي المنتخب السعودي بدقّة شديدة، ولم يعد هناك من وقت للاستمرار على النهج القديم الواحد. إنّ النداء بمعسكر طويل، وعناصر أكثر وأشمل، وإعداد فنيّ متعدّد، هو الذي لا بد وإن يُسمع الآن.
*نقلا عن الرياضية السعودية
