لم يمارس لاعبو كرة القدم الكتابة فحسب، بل أبدعوا فيها وحققوا الكثير من الشهرة في عالم الأدب بعد إصدارهم سلسلة من الكتب والروايات التي ضاقت بها أرفف المكتبات والمواقع الإلكترونية المتخصصة، تنوعت كتابات نجوم كرة القدم بين القصص القصيرة وخواطر للأطفال، كما كتبوا أيضا عن حكاياتهم مع الساحرة المستديرة حتى ترشحوا لجوائز كبرى، مثل جائزة البوليتزر.
عبر «ميدان» اليوم نخصص حكاوي رمضان هذه المرة لنجوم أبدعت في كرة القدم والأدب معا.
تشافي مدرب برشلونة وقصة «شعور جيد».. دروغبا في رسوم كرتونية للأطفال
لامبارد يروي حكاياته مع الساحرة المستديرة.. تيري يتحول من «اللعب على العشب» إلى الورق
«حاول مرة أخرى» لتشجيع الأطفال على المشاركة
في العام 2017 تجمع عدد كبير من لاعبي الدوري الإنجليزي، وعلى هامش افتتاح هذه المسابقة ألقوا قصيدة بعنوان «حاول مرة أخرى» لتشجيع الأطفال على المشاركة، وتضم لجنة التحكيم لاعب كرة القدم السابق ومؤلف كتب الأطفال فرانك لامبارد إلى جانب عدد من الكُتّاب والشعراء.
قال لامبارد: في المدرسة، أتذكر ملء ورقة حول ما أريد أن أصبح عليه في المستقبل. كتبت «لاعب كرة قدم» وأخبرتني المعلمة أن كونك لاعب كرة قدم ليس بوظيفة. أخبرتني أن طفلا واحدا فقط من بين كل 300 طفل يصبح لاعب كرة القدم، وكانت تقول، هل تعتقد أنك ستكون ذلك الشخص؟ قلت «نعم، أعتقد». وكان زملائي في الفصل يجلسون هناك ويضحكون علي.
حكاية لامبارد مع الساحرة المستديرة
وقع فرانك لامبارد لاعب فريق تشيلسي الأسبق والمدرب الحالي لإيفرتون الإنجليزي عقدًا مع دار نشر «ليتل» لتأليف مجموعة من قصص الأطفال يروي فيها حكايته مع الساحرة المستديرة.
ويحب لاعب الوسط الذكي قراءة الكتب وكتابتها، في عام 2006 تم نشر سيرته الذاتية، توتالي فرانك.
وقال لامبارد «إن الرياضة والقراءة أمران لا يمكن الاستغناء عنهما في بيتنا لذا قررت تأليف قصص حول كرة القدم ومغامراتها»، مبينًا أن الشخصيات التي ظهرت في المجموعة القصصية مستوحاة من أصدقائه وزملائه الذين لعب معهم على مدار أعوام.
وقال فرانك: من الصعب بالنسبة لي كتابة كتاب للأطفال. لدي الشخصيات التي توصلت إليها وقصصها، لذا بمجرد أن أتجاوز الأمر، أكتب عادة قائمة كاملة بالقصة وأين ستجري الأحداث، ثم في النهاية أجلس مع مايك (محرر) سوبر فرانكي ويساعدني في كيفية جمعها.
ومن سلسلة كتبه للأطفال هي: فرانكي ضد تهديد المومياء، وفرانكي ضد الروم المشاكسين، وفرانكي ضد سرقة القرصانة، وفرانكي ضد الفرسان الأشرار، وفرانكي ضد مجموعة رعاة البقر.
ديفيد بيكهام والتجربة
أعد ديفيد بيكهام سلسلة من الكتب التي تتناول ما يربط بين كرة القدم والرياضة بشكل عام من جانب والثقافة من جانب آخر، خاصة الأخلاقيات، وصولًا إلى رواية تتناول التأثير الإيجابى لكرة القدم في الأطفال وتنشئتهم عام 2009 وعنوانها «التجربة»، وتعدت مهارة ديفيد بيكهام، كلاعب كرة القدم، فاستطاع أن يدخل لأول مرة عالم السينما ليفاجئ الجميع بأدائه الرائع كممثل في فيلم King Arthur: Legend of the Sword. الفيلم والذي عرض في صالات السينما العالمية في العام 2017م، شهد ولأول مرة مشاركة ديفيد بيكهام كممثل بعد مشاهدته كلاعب كرة وكعارض للأزياء في بعض الإعلانات.
وشارك لاعب الكرة ديفيد بيكهام - والذي يؤدي دور الزعيم ذي الساق السوداء-، في التمثيل كل من الإنجليزي تشارلي هونام في دور الملك آثر، والإنجليزي جود لو، والإسبانية الفرنسية أستريد بيرجيس فريسبي في دور الملكة جوينيفير، والأمريكي دجيمون هونسو، والأسترالي إيريك بانا، وميلي برادي، ومايكل برسبراندت، وأيدان جيلين، وكاتي مكجراث، وأنابيلا واليز، وفريدي فوكس.
ودور شخصية ديفيد بيكهام في الفيلم حول إحدى الشخصيات المحورية للغاية، حيث يلعب دور الزعيم ذي الساق السوداء، وأحد الفرسان القدماء الذين بدت عليهم آثار الفقر والتعب.
ونتيجة لهذا الفقر والتعب يظهر بيكهام في الفيلم بوجه مشوه وأسنان متسخة للغاية من أثر كثرة المعارك والجروح التي تعرض لها خلال حياته، مما أجبر لأول مرة ديفيد بيكهام على تخليه عن وسامته.
بيكهام بين الممثل الأسوأ في التاريخ ومن الرائع العمل معه
رغم إشادة بعض النقاد بتجربة بيكهام الأولى في التمثيل، إلا أن الجمهور وبمجرد مشاهدته للإعلان الترويجي للفيلم ومشاهدة بيكهام فيه وصفوه بالتجربة المخيبة للآمال وأن تمثيل بيكهام كان دون المستوى، واصفين إياه بالممثل الأسوأ في التاريخ.
وقد علق بيكهام على هذه الانتقادات، قائلًا: «لن أتخذ من التمثيل مجالًا للعمل، ومشاركتي في هذا الفيلم تعد مجرد تجربة مع شخص أحبه كصديق ومخرج».
من جانبه حاول مخرج الفيلم جاي ريتشي الدفاع عن بيكهام في مواجهة تلك العاصفة الصادمة قائلًا: «أحبه وأعتقد أنه عظيم على الشاشة، وأجده موهوبا جدا».
وقال تشارلي هونام، مؤدي دور الملك آثر، عن مشاركته للتمثيل مع لاعب الكرة ديفيد بيكهام: «كانت تجربة رائعة للغاية وأداء بيكهام كان جيدا جدا، وإنه من الرائع العمل مع بيكهام».
بيكهام يكتب مقدمة كتاب مسيرة «أنشيلوتي» الكروية
كتب ديفيد بيكهام مقدمة لكتاب تناول السيرة الذاتية للمدرب الإيطالى كارلو أنشيلوتي المدير الفنى لريال مدريد، وذكر موقع «فوتبول إيطاليا»، أن الكتاب باللغة الإيطالية، وأن اسم الكتاب «شجرتي للكريسماس»، والذي استوحاه أنشيلوتي من خطته التي لعب بها مع الميلان وهي 4-3-2-1 والمعروفة باسم الشجرة.
دروغبا في رسوم كرتونية للأطفال
اقتحم الإيفواري ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي وجالطا سراي التركي الأسبق عالم الأدب، بإصدار كتاب يحكي مشواره مع كرة القدم من خلال رسوم كارتونية فكاهية للأطفال.
وأشارت صحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية إلى أن الكتاب صادر باللغة الفرنسية باسم «ديديه دروجبا»، ويحكي قصة اللاعب منذ بداية مسيرته على شواطئ العاصمة الإيفوارية أبيدجان إلى الكرة العالمية ودوري أبطال أوروبا.
الكاميروني إيتو كاتب ساخر
أصدر صامويل إيتو مهاجم منتخب الكاميرون وتشيلسي الإنجليزي الأسبق والرئيس الحالي للاتحاد الكاميروني لكرة القدم كتابًا كوميديًا بمساعدة زميله المؤلف جويلية إسو، ليحكي مسيرته مع الكرة بطريقة مسلية لأبنائه الأربعة، وكيف كان يهرب لممارسة اللعبة، رغم رغبة والديه الشديدة في استكمال تعليمه.
والكوت يؤلف كتبا للأطفال
بدأ ثيو والكوت نجم نادي الأرسنال السابق وساوثهامبتون الحالي في كتابة سلسلة لكتب الأطفال، وقالت متحدثة باسم دار نشر «راندم» إن الكتب ستتابع قصة حياة صبي مهووس بكرة القدم يُدعى «تي جي»، وهي الكنية التي كان يلقب بها اللاعب وهو طفل، وقال والكوت إن العديد من تجاربي كلاعب كرة قدم سيتم استرجاعها من خلال قصة الطفل «تي جي».
نجوم كرة قدم برعوا في الكتابة الأدبية
لم يمارس لاعبو كرة القدم الكتابة فحسب، بل برع بعضهم فيها، وترشحوا لجوائز كبرى، مثل جائزة البولتزر، وممن ترشحوا لها لاعب إنجلترا ومانشستر يونايتد الشهير «ديفيد بيكهام» هناك أيضا الإسباني ببي ميل والذي كان لاعبا وأصبح مدربا، وأصدر روايتين ناجحتين بعنوان «الكاذب» و«الطريق إلى حياة أخرى».
وممن ترشحوا للبولتزر أيضا تيري تينابلز لاعب ومدرب منتخب إنجلترا ونادي برشلونة الأسبق، بدأ منذ السبعينيات بسلسلة روايات اشترك فيها مع المحترف الرياضي جوردون ويليامز وكان أولها عام 1971 برواية «اللعب على العشب» التي توقع فيها ما حدث من تطور في كرة القدم، ثم سلسلة «المخبر هازل» والتي قدمت في حلقات تليفزيونية.
منهم أيضا الإنجليزى ديفيد إكي حارس مرمى فريق كوفنتري السابق والذي تخصص في الكتابة الخيالية، وبدأها بعمود صحفي ثم أسس شركة نشر خاصة وأصدر أكثر من 16 كتابا تدور حول الزواحف الذين يديرون العالم، واعتقد النقاد في عدد منهم وبحسب وصفه، أنه يقصد أشخاصا مثل جورج دبليو بوش، الملكة إليزابيث الثانية، كريس كريستوفرسون وغيرهم.
في موقع مجتمع الكتابة الإلكتروني الشهير «وات باد» ركن خاص لقصص كرة القدم القصيرة التي يكتبها اللاعبون والتي تضم قصصا للبرازيلي «تياجو سيلفا» لاعب ناديي يوفنتوس وميلان الإيطاليين وباريس سان جيرمان السابق وتشيلسي الحالي، ومن قصصه «هذه الرسائل لم ترسل أبدا»، ومواطنه ديفيد لويز لاعب تشيلسي السابق وقصته «بابا يعرف أفضل»، الإسباني مارك بارترا لاعب برشلونة السابق وريال بتيس ومن أعماله «حذر زملائي في العمل».
هناك أيضًا الإسباني تشافي هيرنانديز قائد منتخب إسبانيا عند فوزه بكأس العالم عام 2010 ولاعب برشلونة السابق ومدربها الحالي، وقصته «شعور جيد»، ورائعة مواطنه وزميله السابق في النادى سيفيك فابريجاس بجزءيها «فقد صوابه كليا»، وقصة قائد منتخب تشيلي أليكسيس سانشيز المؤثرة «هنا سري»، والألماني مسعود أوزيل وقصته «القيل والقال في غرفة خلع الملابس»، ومئات أخرى من القصص لعشرات اللاعبين.
