قدرة كبيرة على لفت الانتباه يمتلكها الفنان محمد ثروت، صاحب الحضور والأداء الخاص، الذى جعله يحتل مكانة كبيرة فى نفوس المشاهدين، حتى صار أى ظهور له على الشاشة كفيلًا برسم البسمة على وجوههم ودخولهم فى نوبات ضحك تعيد إلى الأذهان نجوم الكوميديا الكبار.

ورغم قدراته الهائلة فى الكوميديا، يفاجئ «ثروت» جمهوره بأدوار متنوعة تثبت مواهبه الكبيرة فى عالم التمثيل، وبعد أن أبدع وأقنع العام الماضى فى مسلسل «بين السما والأرض»، من خلال شخصية «جلال أبوالوفا»، يعود ويجسد شخصية مختلفة هى «شكيب» المحامى الإسكندرانى فى مسلسل «فاتن أمل حربى» مع النجمة نيللى كريم.

عن هذا الدور ورأيه فيما يثيره المسلسل من قضايا، إلى جانب تفاصيل مشاركته فى مسلسل «دايمًا عامر» مع النجم مصطفى شعبان، وغيرها من التفاصيل، يدور حوار «الدستور» التالى مع الفنان محمد ثروت. 

■ مَنْ رَشحك لتجسيد شخصية المحامى «شكيب» فى مسلسل «فاتن أمل حربى»؟

- ترشيحى جاء من قِبل مخرج المسلسل محمد جمال العدل، الذى جمعتنى به أكثر من جلسة عمل لمناقشة الشخصية، من حيث طريقة الحديث والملابس وغيرهما من التفاصيل الأخرى، حتى تم الاتفاق على الشكل الذى ظهرت به.

و«شكيب» هو محامٍ تلجأ له «فاتن»، التى تجسدها الفنانة نيللى كريم، لإقامة دعوى قضائية ضد طليقها «سيف الدندراوى»، الذى يقدمه الفنان شريف سلامة، وخلال الأحداث ينجح المهووس بـ«فيديوهات البث المباشر» على «السوشيال ميديا»، فى كسب بعض الدعاوى لصالح «فاتن»، ويخسر أخرى، فى ظل رفعها نحو ١٤ قضية ضد طليقها.

■ ما أوجه الشبه بين «شكيب» وشخصيتك الحقيقية؟

- هذه الشخصية جديدة علىّ تمامًا، ومثلها هو ما يستفز مَلكاتى الفنية، مثلما حدث مع شخصية «جلال أبوالوفا» فى مسلسل «بين السما والأرض»، ولا يوجد فىّ ما يشبه شخصية «شكيب» المحامى، لكنه بالطبع شخصية حقيقية وموجودة بكثرة فى محاكم الأسرة.

وأعتقد أن الدراما مطالبة بأن تعكس واقع المجتمع، حتى يستطيع المشاهد متابعتها، لأنه إذا حدث العكس يصبح الأمر أشبه بالخيال العلمى، مع العلم بأن الدراما لا تستطيع أن تنقل كل سلبيات الواقع، لصعوبة ذلك بالتأكيد.

■ هل يمكن أن يسهم مسلسل «فاتن أمل حربى» فى تغيير أو تعديل قوانين الأحوال الشخصية؟ 

- أتمنى ذلك، خاصة أن لدينا أعمالًا فنية سابقة نجحت فى ذلك، مثل فيلمى «أريد حلًا» و«كلمة شرف».

■ سبق أن قدمت شخصية المحامى فى مسلسل «مأمون وشركاه» مع النجم عادل إمام.. ما الاختلاف؟

- دورى فى «مأمون وشركاه» أعتبره أول دور حقيقى أقدمه فى مشوارى الفنى، وفى بدايته كان مقتصرًا على كونى «ضيف شرف»، لكنى فوجئت بالمخرج رامى إمام يُطلعِنى على جميع الحلقات، فاعتقدت أنه يفعل ذلك حتى يزيد إحساسى بشخصية «راضى عبدالتواب»، لكننى وجدت هذه الشخصية تشارك فى أغلب الحلقات أمام الزعيم عادل إمام. وأعتبر ذلك فرصة كبيرة، لأن الزعيم لديه من الخبرة التى تؤهله لمعرفة الممثل «الشاطر» من أول جملتين، وإذا لمس لديه الموهبة يشجعه على تقديم المزيد.

■ كيف وجدت التعاون مع الفنانة نيللى كريم؟ 

- هذا هو التعاون الأول لى مع الفنانة نيللى كريم، وأرى أنها فنانة تجيد اختيار أدوارها، وتحرص على أن تكون هذه الأدوار متنوعة، وأنا على المستوى الشخصى من معجبيها، منذ تجسيدها شخصية «ذات» فى ٢٠١٣، وسعيد جدًا بالتعاون معها، وبكثرة المشاهد التى جمعتنا سويًا خلال أحداث المسلسل، فى ظل كونى أنا محاميها الخاص.

■ وماذا عن الفنان شريف سلامة وصنّاع العمل؟

- شخصية محبوبة جدًا، وهو مفاجأة العمل، ودوره مختلف جدًا عما قدمه فى أى أعمال سابقة. وبصفة عامة، سعدت جدًا بكواليس المسلسل، وتعاون جميع الشخصيات معًا، الذى جعل هذه الكواليس «كوميدية»، على عكس المضمون «التراجيدى» للعمل.

وبهذه المناسية أيضًا، أتوجه بالشكر للمخرج محمد جمال العدل، فهو «شاطر» جدًا، ويحب كل الممثلين المشاركين معه ويثق فى أدائهم، نظرًا لتمكنه من أدواته الإخراجية.

كما أن المسلسل يمثل تعاونى الأول مع المنتج جمال العدل وشركته «العدل جروب»، وهو منتج يهتم بأدق تفاصيل أعماله الفنية، ويوفر كل ما يلزم لظهورها فى أفضل شكل. 

■ تشارك فى الموسم الدرامى أيضًا بمسلسل «دايمًا عامر».. ما ملامح التجربة؟

- ألعب فى المسلسل دور «أستاذ فايز وحش الرياضيات»، الذى يستخدم الغناء فى شرح المنهج، وهو أمر موجود وشاهدناه فى العديد من مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الماضية.

وهذه الشخصية جديدة ومميزة عن باقى أعمالى السابقة، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور وتكون مختلفة، ويمكننى من خلالها إيصال فكرة المسلسل، الذى يناقش العديد من القضايا المهمة التى تشغل بال الجميع فى ملف التعليم.

■ بصفة عامة.. ما تقييمك للماراثون الدرامى فى رمضان الحالى؟ 

- الماراثون الدرامى الرمضانى هذا العام مختلف، فى ظل تضمنه مسلسلات تنافس بقوة وبشكل يتيح تنوعًا كبيرًا مقارنة بالسنوات الماضية، وإن كانت الأعمال الكوميدية قليلة للأسف.

وأرى أن العمل القوى هو الذى يفرض نفسه، ومن بين هذه الأعمال بالطبع مسلسل «فاتن أمل حربى»، نظرًا لطرحه قضية مهمة وشائكة تهم الكثير من السيدات، لذا يتابع بشكل كبير من قِبل الجمهور فى الموسم الجارى. 

■ كيف يختار الفنان محمد ثروت أعماله الفنية؟

- أبحث دائمًا عن تقديم كل ما هو جديد ويتناسب مع الذوق العام، وأحرص على عدم التكرار، سواء فى الأداء أو الشخصيات التى أقدمها على الشاشة.

■ البعض يعتبرك امتدادًا للفنان الراحل سمير غانم.. ما تعليقك؟

- الفنان الراحل سمير غانم هو «أبويا الروحى»، وأحمد الله على أننى عملت معه فى مسلسل «فى اللالالاند»، وأعتبر نفسى أحد تلاميذه.

وأحرص على شراء لعب أطفال لاستخدامها فى أعمالى الفنية، إلى جانب «الاكسسوارات»، ولدىّ مخزون منها أوظفه فى هذه الأعمال وفقًا لطبيعة الشخصية التى أقدمها، والفضل فى ذلك يرجع للأستاذ سمير غانم.

وأتذكر أننا أثناء تصوير مسلسل «فى اللالالاند» بتايلاند، خرجنا سويًا للتسوق من أحد المتاجر، ولاحظ الأستاذ الراحل التشابه فى اختياراتنا، حتى إنه اتهمنى مازحًا بتقليده.

■ وماذا عن مشاركتك المميزة فى مسلسل «اللعبة» من خلال شخصية «جميل جمال»؟

- «اللعبة» من أمتع الأعمال الفنية التى شاركت فيها، وهو مسلسل ناجح ويستوعب العديد من الأجزاء الأخرى.

■ هل يمكن أن تجسد دورًا «تراجيديًا» مثلما كان يفعل الفنان الراحل نجيب الريحانى؟

- بالطبع.. إذا استفز الدور مَلكاتى الفنية سأسارع إلى تقديمه على الفور، وهو ما فعلته العام الماضى فى مسلسل «بين السما والأرض»، من خلال دور «جلال أبوالوفا»، فهو شخصية مركبة جدًا عانت الكثير فى حياتها.

■ ما الذى تمثله المرأة فى حياة محمد ثروت؟

- دور المرأة فى حياتى الخاصة مهم جدًا، بداية من والدتى على مدار حياتى، مرورًا بدور «منى»، زوجتى ومديرة أعمالى. وأرى أن كل فنان لديه حدس داخلى يستعين به عند اختيار أعماله، وفى حاله تعطل هذا الحدس، يجب أن يوجهه شخص آخر أمين ملم بشخصيته، وأعتبر أن زوجتى هى هذا الشخص الأمين والمضمون، لثقتى البالغة فيها. وللعلم زوجتى تحمست بشدة لمسلسل «فاتن أمل حربى»، لطرحه قضية شائكة مهمة تمس المرأة.

■ هل العمل فى الفن له انعكاس سلبى على حياتك الخاصة؟

- بالرغم من أنها مهنة جميلة فإنها قاسية، فالفنان ليست له مواعيد نوم ثابتة، فهى دائمًا متغيرة، كما أنه ليس لديه وقت فراغ خاص به أثناء التصوير.

■ كيف يستقبل أبناؤك ظهورك على شاشة التليفزيون؟

- لدىّ «سليم» ٧ سنوات و«دهب» ٨ أشهر. فى البداية «سليم» لم يكن مستوعبًا كيف «دخلت إلى جهاز التليفزيون»، ويظل يبحث عن باب يدخل إلىّ من خلاله، حتى اعتاد الأمر بعد ذلك، وأنا أستشيره فى أعمالى الكوميدية، وأحترم رأيه، فلديه حس فنى بالوراثة، ويسألنى دائمًا عن كيفية تصوير المشهد وإخراجه.