السد الإثيوبي.. اختبار لطموحات الصين بإنهاء نظام عالمي أحادي القطب


رجح موقع «سينديكيشن بورو» تصاعد التوترات بين إثيوبيا ومصر على خلفية السد المثير للجدل الذي تقيمه أديس أبابا على النيل الأزرق خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث يمثل موسم الأمطار المرحلة التالية في ملء الخزان.

وبحسب مقال لـ «دنيانيش كامات»، يمثل النزاع بالفعل أحد أخطر الألغاز الدبلوماسية في العالم في وقت يجعل تغير المناخ وندرة المياه قضية أكثر خطورة.


وتابع: رغم أن الصراع معقد بطبيعته، فإنه من المرجح أن يصبح الصراع رمزا للتحولات المستمرة بعيدا عن النظام العالمي أحادي القطب الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يشهد الانتقال ظهور الصين في المناطق التي أخلتها الولايات المتحدة أو أهملتها، وظهور تجمعات إقليمية متعددة الأطراف ستدير الأمن الإقليمي الجماعي.

وأردف: في فبراير من هذا العام، بدأت إثيوبيا في توليد الكهرباء من سد النهضة الإثيوبي، رغم احتجاجات دول المصب من مصر والسودان.

ونبه إلى أن السد هو مشروع رئيسي لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي يحتاج المشروع ليؤتي ثماره الآن أكثر من أي وقت مضى. وأضاف: سيسمح السد لآبي، الذي يعاني حربا أهلية مدمرة في إقليم تيغراي والاقتصاد المتعثر، بإثارة المشاعر القومية.

تداعيات عالمية

ومضى يقول: في الوقت نفسه، تواجه مصر في الأشهر المقبلة التداعيات العالمية لحرب أوكرانيا، وبعد تأطير السد باعتباره تهديدا وجوديا لمصر، فإن استكماله من قبل إثيوبيا يحمل تكاليف سياسية باهظة على الدولة. ومع ذلك، فلا مصر ولا إثيوبيا تستطيعان تحمل خوض الحرب بشأن هذه القضية.

واستطرد الكاتب بقوله: واجهت إثيوبيا انتقادات شديدة وعقوبات من الولايات المتحدة بسبب نزاع تيغراي، وتعتقد أديس أبابا أن واشنطن تحابي الموقف المصري فيما يخص السد.

وتابع: نتيجة لذلك، لم تعد الولايات المتحدة وسيطا محايدا، على الأقل في نظر إثيوبيا. علاوة على ذلك، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مشتتة للغاية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبسبب الصين، بحيث لا يمكنها أن تولي اهتماما للتوترات المتزايدة بين مصر وإثيوبيا.

وأضاف: مع ذلك، فإن عدم وجود مشاركة نشطة من قبل الولايات المتحدة هو علامة أخرى على نفوذها العالمي المتلاشي ونذير تحول في نهاية المطاف بعيدا عن عالم تهيمن عليه قوة عظمى واحدة.

وأردف: في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن المبعوث الخاص لإدارة بايدن للقرن الأفريقي استقالته بعد 3 أشهر فقط من توليه منصبه. استقال سلفه أيضا بعد أقل من عام على عمله.

وأشار إلى أن هذه علامة أخرى على انحراف في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولا سيما تجاه المنطقة.

الدور الصيني

ومضى يقول: حتى الآن، اتخذت إدارة بايدن موقفا متعاطفا مع القاهرة من السد. ومن غير المرجح أن تتخذ موقفا أكثر حيادية لأن الولايات المتحدة حريصة على مصر لتصدير الغاز إلى أوروبا في ظل الجهود الأمريكية والأوروبية لخفض واردات الغاز الروسي. يمهد تراجع النفوذ الأمريكي على نزاع سد النيل الطريق أمام مشاركة صينية أكثر أهمية في القضية والمنطقة الأوسع.

وتابع: مولت الصين السد ولديها استثمارات تجارية كبيرة في إثيوبيا وأصول متعلقة بالأمن في القرن الأفريقي، كما أنها تدعم النظام الحاكم في السودان، كما أن الصين مستثمر مهم في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.

وأردف: استخدمت بكين، إلى جانب موسكو، مرارا وتكرارا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع الإدانة الشديدة لسلوك إثيوبيا في حرب تيغراي. ومن المرجح أن تكثف الصين جهودها لجلب القاهرة والخرطوم وأديس أبابا إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف: نتيجة لذلك، من المتوقع أن تبرز بكين كقوة حاسمة في منطقة القرن الأفريقي وتزيد من نفوذها في مصر.

تخبط واشنطن

واستطرد: في الواقع، تماما كما تخبطت إدارة بايدن بشأن سياستها الخارجية تجاه القرن الأفريقي، قام المبعوث الخاص الصيني المعين مؤخرا إلى المنطقة بجولة في العديد من البلدان هناك في مارس، وأعلن أن بكين ستستضيف مؤتمر سلام مخصصا للمنطقة هذا العام.

وبحسب الكاتب، سيسمح تصاعد التوترات حول السد في سياق تضاؤل الوجود الأمريكي لدول المنطقة بالسعي إلى تكامل أوثق في المسائل الأمنية.

وأردف: دون حل فوري لقضية السد، من المرجح أن تسعى مصر إلى تكامل أقوى مع السودان لتشكيل جبهة موحدة ضد إثيوبيا. ويعمل هذا أيضا لصالح القادة في الخرطوم، لا سيما منذ إطاحة الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون العام الماضي.

وتابع: زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان القاهرة، واتفق البلدان على التنسيق بشأن سد إثيوبيا. يمكن أن تستفيد حكومة البرهان من الخبرة الفنية والتعاون الذي وعدت به القاهرة خلال زيارته. ومن المرجح أن تقدم دول مجلس التعاون الخليجي الدعم للسودان وأن تستخدم علاقات الخرطوم مع أديس أبابا للمساعدة في التوسط في حل نزاع السد.

وأضاف: يمكن أن تصبح دول مجلس التعاون الخليجي محاورا قيما للصين، حيث اختارت بكين ضمان الإنجاز الناجح لمشاريع الحزام والطريق في القرن الأفريقي والشرق الأوسط الأكبر. بهذه الطريقة، يمكن للصين أن تحل محل الولايات المتحدة أو تنافسها كقوة مهمة في المنطقة.

وأضاف: إذن، لن تكون قضية السد فقط علامة على الابتعاد عن العالم الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، بل ستكون أيضا حالة اختبار مهمة لطموحات الصين كقوة عظمى.
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:24:32
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية