كان من المفترض أن نتهيّأ هذه الأيّام لختام المسابقات الكُروية السعودية. لكن كل شيء يتراكم.. كُل شيء يتأخّر. الاضطرار إلى التمديد وغض الطرف عن العقود المُبرمة وعدم سماع صوت التتويج. سنعود إلى “مطّ” الجدول وتقديم الساعات وإرجاعها وتبديل خميس بخميس وأسبوع بأسبوع. كأنّ الموضوع لا يقول لنا إن كأس العالم قطر 2022 ستأتي في نوفمبر المقبل والموسم الجديد قبلها سيكون في الصيف وكأس أمم آسيا للرجال بعدها في شتاء 2023م. المِلفّ طويل والإخفاق حدث.
الفشل كان كبيرًا في إدارة الدوري من المسابقات، والتحكيم، والنقل التلفزيوني، واللجان. كُل من وضعه ياسر المسحل في المفاصل كانوا من تركيبته الشخصية فوقع ووقعوا معه وصرخنا نحن ألمًا من الضياع.
مع الانتخابات المقبلة لمجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم يجب أن تبتعد اللجنة الأولمبية عن الأصوات ولا بد من تقليل المال الوارد من الجهاز الحكومي إلى الطرف الأهلي ومنحه الاستقلالية الكاملة.
في مرحلتنا المقبلة نريد رئيس مجلس إدارة قوي وقائد حقيقي ونريد أعضاء فاعلون ومؤثرون وذوي علاقات مع الاتحادين القاري والدولي.
يجب أن تكون التركيبة الجديدة للاتحاد أكبر من الصداقات والأهواء وأن تنحصر في الكفاءات الوطنية والتوازن الذكي. لقد عانينا من مجموعة “الأصدقاء” ولا نريد أن يتكرّر الأمر مع دائرة أصدقاء جديدة.
في حال اللجان، فإن عملية الاستعانة يُفترض أن تتمّ وفقًا للنجاح المُتخصّص لا السيرة المعرفيّة ولا التقديم الذاتي. وعلينا إعادة النظر في الأسماء الأجنبية في جوانب المراكز الفنية والإدارات التنفيذية. ثم هُناك رابطة الدوري السعودي للمحترفين التي كانت غارقة في أبناء الجهة الواحدة. نريدها أن تكون متعدّدة المشارب مُعبّرة عن الأندية لا عن رؤسائها. كل من في الرابطة عليه أن يتخلّص من المراجع الوظيفية والانطلاق نحو الخدمة العامّة وبناء كيان واضح للأندية الأعضاء صوتًا وصورة، وتمثيلًا، وحقوقًا، وواجبات.
الشكل الجديد لاتحاد الكُرة ورجاله ونساءه هو نسيجنا الرياضي وفكرنا المتشكّل لمرحلة ملاعب “نيوم” و”القديّة” وآسيا 2027 والأولمبياد الآسيوي 2034م وجيل المسار الرياضي ونسبة المشاركة المرتفعة في 2030م وفتيات الأخضر وشبّان الركض الإلكتروني.
إنّنا في لحظات بناء ونسير نحو الاكتمال ولم يعد لدينا وقت لقضاء أشهر في مناقشة مسألة رياضية قانونية أو ارتفاع أصوات بنود الاحتراف. الأمر أكبر بكثير من زمن المجموعة الواحدة العالقة في دهاليز العمر القديم وزمننا الآتي يحمل معه طريقًا مختلفًا عن ذلك الذي يجري فيه رئيس الأصدقاء.
*نقلا عن الرياضية السعودية
