مسيرة الأعلام: من يقف وراءها في إسرائيل وما الهدف منها؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تحدى عضو الكنيست مئير بن غفير قرار الشرطة وتظاهر مع بعض أنصاره في باب العمود وهو يحمل العلم الإسرائيلي.

اتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة في القدس الشرقية تحسبا لـ"مسيرة الأعلام" التي من المتوقع أن تقوم بها جماعات يمينية يهودية اليوم في موعد وتاريخ ومسار معدل.

وكانت الحكومة الإسرائيلية الجديدة قد وافقت يوم أمس على المسار المعدل للمسيرة عوضا عن المسار المقترح سابقا، والذي كان يضم مناطق عدة يسكنها فلسطينيون.

فما هي مسيرة الأعلام وما الهدف منها؟

"مسيرة الأعلام" أو "يوم القدس" هي احتفالات بدأت مع احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في أعقاب حرب يونيو/ حزيران 1967.

والمسيرة التي يشارك فيها المتطرفون اليهود في 5 يونيو/حزيران حسب التقويم العبري وهو اليوم الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس الشرقية.

"استفزازي"

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • المسجد الأقصى: استمرار الصدامات في القدس يعزز المخاوف من اشتعال حرب جديدة
  • مسيرة الأعلام الإسرائيلية: تصاعد التوترات في القدس قبيل انطلاق المسيرة
  • الشرطة الإسرائيلية تمنع يمينيين متطرفين من التظاهر قرب المسجد الأقصى
  • الجيش الإسرائيلي يواصل اقتحام قرى في الضفة الغربية المحتلة وإصابة 8 فلسطينيين

قصص مقترحة نهاية

يشارك في هذا الاحتفال آلاف القوميين اليهود حيث يتوافدون على المدينة ويسيرون عبر شوارعها وأزقتها لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي منها ووقوع المدينة برمتها تحت السيطرة الإسرائيلية.

ويحمل المشاركون فيها وبينهم عدد كبير من الصبية والمراهقين الأعلام الإسرائيلية ومكبرات الصوت وهم يرقصون وينشدون أغان وأناشيد قومية.

ويرى الفلسطينيون والعديد من الإسرائيليين أن هذا الاحتفال عمل استفزازي من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتشددة، حيث يحاولون المرور عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة انطلاقاً من باب العمود وصولا إلى حائط المبكى/حائط البراق، أقدس المواقع لدى اليهود حيث يجتمع المشاركون في نهاية المسيرة.

وتفرض الشرطة الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الآلاف من رجال الأمن وعناصر الجيش في القدس والضفة الغربية تحسباً لوقوع أعمال عنف بين المتطرفين اليهود والفلسطينيين.

صدر الصورة، Amir Levy

التعليق على الصورة،

يحمل المشاركون في المسيرة مكبرات صوت عملاقة لبث الأغاني القومية الإسرائيلية وهو يسيرون عبر أزقة البلدة القديمة

وقد بدأت هذه الاحتفالات في عام 1974 لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات التي كانت تندلع بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين.

وعادة ما تجبر الشرطة الإسرائيلية أصحاب المتاجر الفلسطينيين في الحي القديم من المدينة على إغلاق محالهم لمنع حدوث احتكاكات بينهم وبين المتطرفين المشاركين في المسيرة، كما تقيم العديد من الحواجز لمنع وقوع مواجهات بين الفلسطينيين والمشاركين في المسيرة.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

عضوا الكنيست عن تحالف "الصهيونية المتدينة" المتطرف مئير بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يصران على مرور المسيرة من باب العمود والحي الإسلامي في القدس.

ورغم موافقة الحكومة الإسرائيلية مؤخراً على تنظيم المسيرة التي يقودها أثنان من أعضاء الكنسيت من اليمين الصهيوني المتشدد، إلا أنها تركت موضوع مسار المسيرة للاتفاق بين الشرطة والمنظمين.

وقد أثار ذلك حنق وغضب المشاركين الذين يصرون على مرورها بالحي الإسلامي وهذه المسألة كانت بمثابة الشرارة التي اشعلت 11 يوماً من القصف المتبادل بين حماس وإسرائيل والذي توقف بعد تدخل الولايات المتحدة والقوى الإقليمية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد أيد إلغاء المسيرة كما أن وزير الخارجية السابق، غابي أشكينازي، أوصى الحكومة الإسرائيلية بأخذ الحساسية الدولية إزاء ما يجري في القدس بعين الاعتبار، حيث يراقب العالم محاولات المستوطنين اليهود إخراج الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

الشرطة الإسرائيلية اعتقلت بعض الفلسطينيين الذين احتجوا على زيارة بن غفير لباب العمود يوم الخميس تحديا لقرار الشرطة الإسرائيلية.

وذكرت الأنباء أن الولايات المتحدة حذرت الحكومة الإسرائيلية من وقوع استفزازات وقلاقل في القدس الشرقية مما يهدد باندلاع موجة عنف جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي بالكاد توقفت منذ فترة قصيرة حيث استوجب ذلك من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بذل جهود كبيرة لوقفها.

تلميذ كهانا

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي.

الحلقات

البودكاست نهاية

من أبرز الساسة الإسرائيليين الذين يعملون على تنظيم هذه المسيرة هذا العام عضو الكنيست عن تحالف "الصهيونية المتدينة" مئير بن غفير المتحالف مع نتنياهو.

وبن غفير هو أحد تلامذة الحاخام المتطرف الراحل مئير كهانا ورئيس حزب "عوتسما يهوديت" الكاهاني الجديد، الذي اندمج في تحالف "الصهيونية المتدينة" قبل الانتخابات في خطوة أشرف عليها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

وأمضى بن غفير في شبابه الكثير من الوقت أمام المحاكم كمتهم قبل أن يصبح محامياً ويمثل المتطرفين اليهود اليمنيين المتهمين بارتكاب هجمات عنصرية ضد العرب من مواطني إسرائيل والفلسطينيين.

وأفادت تقارير مؤخراً أن كوبي شبتاي المفوض العام للشرطة في إسرائيل اتهم بن غفير بالمسؤولية عن الاضطرابات الداخلية التي اندلعت مؤخرا بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، وقال خلال إحاطة أمام الكنيست إن النائب "يؤجج نيران" الاضطرابات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، في خضم أحداث العنف، نقل بن غفير بشكل احتفالي مكتبه إلى حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حيث تواجه إسرائيل انتقادات دولية بسبب خطط إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها وتسليم منازلها ليهود يدعون ملكيتهم للأراضي المقام عليها المنازل قبل عام 1948.

أما الشخص الآخر الذي لا يقل إصراراً عن بن غفير في تنظيم المسيرة ومرورها عبر الحي الإسلامي وباب العمود فهو بتسلئيل سموتريتش، زعيم تحالف "الصهيونية المتدينة" اليميني المتطرف المعادي للعرب والمسلمين.

فقد صرح سموتريتش في شهر أبريل/ نيسان الماضي بأنه سيتأكد بنفسه من عدم بقاء عرب أو مسلمين في إسرائيل لا يقبلون بحكم اليهود عليهم. جاء كلامه خلال سجال كلامي عبر الإعلام مع النائب عن القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي.

وقال سموتريتش إنه سيتأكد: "من عدم بقاء نائب عربي ومسلمين آخرين في إسرائيل إذا لم يعترفوا بأن الأرض تابعة لليهود".

صدر الصورة، AHMAD GHARABLI

التعليق على الصورة،

عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة أحمد الطيبي أمام المحكمة المركزية في القدس

وكان الطيبي قد وصف الحاخام المتطرف شموئيل الياهو الذي قال إن "أرض إسرائيل تتقيأ العرب" بأنه "قمامة عنصرية".

وتوجه سموتريتش في تغريدة له بكلامه للطيبي قائلاً: "على المسلم الحقيقي أن يعرف أن أرض إسرائيل ملك للشعب اليهودي، وبمرور الوقت لن يبقى العرب أمثالك الذين لا يدركون ذلك هنا. الحاخام شموئيل وأتباعه العديدين، سوف يتأكدون من ذلك".