سلَّط موقع «أوراسيا ريفيو» الضوء على التحول في التسلسل الهرمي السياسي في شمال القوقاز.
وبحسب تحليل نشره الموقع لـ «هارولد تشامبرز»، نقلًا عن معهد أبحاث السياسة الخارجية، فإن الروس ليسوا وحدهم الذين شاركوا في غزو أوكرانيا.
وأضاف: وفقًا لخدمة «بي بي سي» الروسية، تم تأكيد وفاة 321 جنديا من دول شمال القوقاز (شركيسيا الروسية وكباردينو بلقاريا وأوسيتيا الشمالية وإنغوشيا والشيشان وداغستان)، أكثر من نصفهم أتوا من داغستان.
وتابع: لعبت مساهمات جمهوريات شمال القوقاز في الغزو الروسي لأوكرانيا في تسريع اتجاه سياسي رئيسي في التسلسل الهرمي الإقليمي، الذي يبدو في التأثير المتزايد للحاكم الداغستاني سيرجي ميليكوف على حساب زعيم الشيشان رمضان قديروف.
وأردف: بسبب الحرب، يركز قديروف، أقوى رجل في شمال القوقاز، على التعامل مع النخبة السياسية في موسكو، بدلًا من محاولة السيطرة على المنطقة، خلق هذا فرصة لميليكوف للتركيز على زيادة نفوذه في شمال القوقاز.
وبحسب التحليل، فإن هذا التحوُّل السياسي مهم لأن الحفاظ على الاستقرار في شمال القوقاز أمر حاسم لشرعية نظام بوتين.
وأضاف: لعب قديروف أدوارًا سياسية على المستوى الفيدرالي واضحًا من التعبئة الأولية لجيشه الشخصي «قاديروفتسي» خلال التعزيزات العسكرية الروسية حول أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، كان حاكم الشيشان من أوائل المسؤولين الذين تم إبلاغهم بخطة اجتياج أوكرانيا، لقد حقق نجاحًا في إطار سياسة النخبة الفيدرالية الروسية خلال الفترة الأولى من الحرب.
وأردف: مع ذلك، فإن النفوذ الجديد لقديروف في موسكو بسبب المساهمات الكبيرة، في كل من القوى البشرية والمالية، في المجهود الحربي الروسي، لن يستمر إلى الأبد.
وتابع: بالفعل، أصبحت قدرته على إمداد الجبهة بالتعزيزات متوترة، من المحتمل أن يدرك الزعيم الشيشاني حاجته إلى هدف أكثر ديمومة في الصورة الأكبر للغزو، وقد دفعه ذلك إلى تبني إستراتيجيتين مختلفتين، إحداهما اقتصادية والأخرى أيديولوجية.
ومضى يقول: كانت الإستراتيجية الأولى لقديروف هي تولي مسؤولية إعادة بناء أوكرانيا المحتلة، أعلن دينيس بوشلين، الزعيم الانفصالي لدونيتسك، في نهاية مارس أنه يعتزم استخدام تجربة الشيشان في استعادة مدن المنطقة، بعد يومين، تم الكشف عن أن قديروف كان يتفاوض من أجل السيطرة على إعادة إعمار ماريوبول بعد الحرب، ويؤكد التقرير أن المحادثات أكثر جدية من مجرد صفقة تنمية، بدلًا من ذلك، يحاول قديروف الحصول على موطئ قدم طويل الأمد، والاستيلاء على مصنع آزوفستال للمعادن والحصول على منفذ بحري، من خلال هذه المبادرة، يسعى إلى ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في شرق أوكرانيا ما دام أنها تحت السيطرة الروسية بشدة.
ولفت إلى أن نجاح قديروف في هذا المسعى لم يتضح بعد، مضيفًا: قد ينصح العديد من النخب بوتين بعدم مكافأة قديروف بهذه الطريقة، بسبب المشاعر العامة المعادية لقاديروف في الكرملين، لكن إذا تحققت هذه المكاسب، فإنها ستنوع أصول قديروف، حيث إن ميزانية إعادة الإعمار ستجدد خزائنه بعد نفقات جهوده الحربية.
وتابع: إستراتيجية قديروف الأيديولوجية أكثر راديكالية، إنه يحاول دمج الشيشان في الموجة الجديدة من القومية الروسية التي خلقتها الحرب.
وأضاف: تُظهر تصرفات قديروف بوضوح أنه في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا، يجب أن يُنظر إليه على أنه مسؤول فيدرالي، وليس كمسؤول إقليمي، ومع ذلك، هذا لا يعني أن لديه تطلعات فيدرالية، لا يواجه قديروف أي تهديدات داخلية من خصومه في الشيشان، لكنه يواجه تهديدات خارجية من النخب الروسية الأخرى.
وتابع: بينما لعب قديروف دورًا يركز على الفيدرالية طوال فترة الحرب، ركز سيرجي مليكوف من داغستان بهدوء على تحسين مؤهلاته القيادية في شمال القوقاز.
وأوضح أن ميلكوف يتبنى سياسات لخفض الدعم وتقليل الاعتماد على الأموال الفيدرالية في وقت الحرب، وهي أمور تمثل نعمة للكرملين.
وأشار إلى أن إستراتيجيته الحالية ستزيد من وزن نفوذه في قمة التسلسل الهرمي السياسي للمنطقة في المستقبل، خاصة أن الحكام الآخرين في المنطقة أكثر ميلًا لاتباع نموذج قيادة ميليكوف بدلًا من تكتيكات قديروف العنيفة والقسرية.
