قال بنك الاحتياطي الهندي "البنك المركزي" أمس، إن اقتصاد الهند ما زال مرنا في مواجهة الرياح العالمية المعاكسة، ومن المتوقع أن يظل في طريقه ليصبح الاقتصاد الأسرع نموا في العالم بعد تراجع التضخم عن الذروة التي وصل إليها في الآونة الأخيرة.
وبحسب "رويترز"، أكد البنك في نشرة أن هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من جديد ونمو الزراعة رفعا التوقعات بأن الطلب في الريف سيلحق قريبا بالإنفاق في المدن ويعزز الانتعاش.
وأضاف "إذا استمر اعتدال أسعار السلع الأساسية الذي شهدته الأسواق في الأسابيع الأخيرة جنبا إلى جنب مع تخفيف ضغوط سلسلة التوريد، فإن الفترة الأسوأ في الارتفاع الأخير في التضخم ستنتهي".
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في الهند ظل فوق 7 في المائة متجاوزا نطاق سماح البنك المركزي للشهر السادس على التوالي.
وقال البنك "هناك بعض الأدلة الآن على أن ضغوط سلسلة التوريد بلغت ذروتها على الصعيد العالمي وفي الهند وبالتالي، فإن المصدر الرئيسي لضغوط التضخم التصاعدية ربما ينحسر".
إلى ذلك، خفضت شركات تسويق النفط في الهند أسعار وقود الطائرات بنحو 2 في المائة، في ثاني خفض لها خلال العام، فيما واصلت أسعار خام برنت التراجع لتصل نحو 100 دولار للبرميل وسط زيادة التشاؤم بشأن تباطؤ النمو، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء.
قامت شركة إنديان أويل التي تديرها البلاد، بخفض أسعار وقود توربينات الطيران إلى 13814.93 روبية لكل كيلولتر "1730 دولار" في نيودلهي بدءا من أمس، بحسب البيانات المتاحة على موقعها الإلكتروني. والأسعار المعدلة هي لشركات الطيران المحلية.
وتسببت المخاوف المتصاعدة بشأن التباطؤ الاقتصادي في تراجع أسعار النفط العالمية، حيث انخفض خام برنت الآن بنحو 18 في المائة مقارنة بذروته في حزيران (يونيو) الماضي. ولا يزال السعر المعتمد أعلى بنسبة 30 في المائة، وسيواصل التأثير على أداء شركات الطيران، فيما تكافح للتعامل مع زيادة في حركة الركاب وسط ارتفاع التكاليف.
وقفزت واردات الهند من النفط الخام من روسيا إلى مستوى قياسي عند نحو 950 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو)، وهو ما يشكل نحو 20 في المائة من مجمل مستوردات ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم. وتتزاحم شركات التكرير الهندية على النفط الروسي، الذي يباع بخصومات كبيرة عن خام القياس العالمي مزيج برنت وخامات الشرق الأوسط بعد أن أوقفت شركات ودول غربية المشتريات من موسكو في أعقاب الحرب.
وأظهرت البيانات أن الهند استوردت نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام في يونيو بانخفاض 3.8 في المائة من أيار (مايو)، لكنها مرتفعة نحو 23 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي.
وكانت واردات الهند النفطية منخفضة العام الماضي مع تضرر الطلب بشدة من موجة أخرى لفيروس كورونا.
وأظهرت البيانات أن واردات النفط من روسيا ارتفعت 15.5 في المائة في حزيران (يونيو) عن مايو، وحافظت روسيا على المرتبة الثانية بين أكبر موردي النفط الخام إلى الهند.