قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة، رئيس تحرير مجلة فصول، إن الدكتورة سهير القلماوى (20 يوليو 1911- 4 مايو 1997) صاحبة أدوار ريادية متعددة فى مجالات مختلفة منها ما يتعلق بالدراسة الأكاديمية، إذ أنجزت رسالتها عن "ألف ليلة وليلة" تحت إشراف طه حسين فى فترة مبكرة، فكانت أول رسالة تنجزها باحثة أكاديمية مصرية من ناحية؛ وكانت أول رسالة جادة عن الأدب الشعبى من جهة أخرى.

سهير القلماوى واكتشاف المبدعين الشبان

حمودة أضاف فى حديثه لـ"الدستور" أن "هناك جانبًا رياديًا آخر ارتبط بالدور الثقافى الكبير والمهم عندما تولت سهير القلماوى مسئولية رئاسة أكبر دار نشر حكومية، فضلًا عما نعرفه من تنظيمها أول معرض دولى للكتاب فى القاهرة، فقد اكتشفت أيضًا خلال فترة عملها هذه عددًا غير قليل من المبدعين الشبان أو الذين كانوا شبانًا فى ذلك الزمن.

 القلماوى واستكشاف بعض المناهج النقدية الحديثة

وتابع: هناك أدوار ريادية أخرى ارتبطت باسم سهير القلماوى؛ منها استكشافها لبعض المناهج النقدية الحديثة، خصوصًا مدرسة النقد الجديد التى كانت قد طرحت مفاهيم متطورة حول الدراسات أو كيفية الدراسة النقدية للأدب، وبجانب هذا الإسهام النقدى كانت سهير القلماوى صاحبة كتابات أدبية خالصة مستكشفة لجماليات جديدة؛ ومنها بوجه خاص نصها "حكايات جدتى".

حلقة مهمة من الحلقات التى صاغتها أصوات المثقفات المصريات

واختتم تصريحاته: إلى جانب هذا كله؛ مثلت سهير القلماوى حلقة مهمة من الحلقات التى صاغتها أصوات المثقفات والمبدعات المصريات اللاتى دافعن عن قضايا المرأة على مستويات متعددة وفى مجالات متنوعة.

كانت سهير القلماوى علامة أدبية وسياسية بارزة مصرية وهي من شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية والمناصرة. كانت من السيدات الأوليات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي. بعد التخرج، عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب. كانت أيضًا من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة ورئيسة الاتحاد النسوي المصري ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية. نُشرت كتابتها التي تتضمن مجلدين من قصص قصيرة وعشر دراسات نقدية والعديد من ترجمات عالم الأدب (أحاديث جدتي) نشر عام 1935.