تاريخ مهنة «رقص النساء» فى الوطن العربى

“راقصة في المشرق وشيخة في المغرب”..  هذا ما يشار على  النساء اللواتي امتهن مهنة الرقص واحترافها في بلادنا ، تاريخ طويل من الرفض والتقويضعاشته وما زالت تعيشه مهنة الرقص واحترافها ، ورغم أننا كلنا نرقص  وكلا على طريقته في بلادنا ، ولا يخلو بيت مصري وعربي من الاشتباك مع الرقص للتعبير عن حالة الفرح مرة ، وأخرى عن الحزن إلى جانب  ذلك ستجد ان لكل منطقة طريقتها في الرقص، ولكل منهم رقصاتهم الخاصة من الجنوب للشمال من مصر للمغرب  حول تاريخ الرقص من الرفض للتقويض يدور هذا التقرير التاليظ.

 

تقول الكاتبة والباحثة شذى يحيي لـ:الدستور"مهنة الرقص موجودة فى مصر منذ نشأة الحضارة المصرية القديمة الممارسة نفسها ارتبطت بالإنسان من فجر التاريخ كطقس سحرى للعبادة فى الافراح الجنازات الحرب طقوس السحر والحرب كل الاحتفالات الحصاد والفيضان ما يختص بالحياة اليومية 

 

وأشارت يحي  إلى ان "استمر الأمر فى العصر اليونانى والرومانى وانحسر قليلا فى العصر القبطى فى العصر الإسلامى ومع الفصل بين الجنسين ونشأة الحريم أصبح فى الاماكن المغلقة وبيوت الأمراء وانقسام المسالة ما بين عوالم وغوازى العوالم كان رقصهن يقتصر على الحرملك وكان يسمح لهن بدخول الحريم ولهم مدرسة يتعلمن فيها أصول الغناء والعزف وأصول المعاملة ما يعرف اليوم بالاتيكيت وكن يعلمنه لبنات العائلات". 

ولفتت  حاحبة كتاب "الهشك بشك " إلى ان "اـما الغوازى فكن يشحذن فى الشوارع ويرقصن رقص خليع أمام الرجال وهن ينتمين لقبائل الغز أو الغجر أو البرامكة، المهنة بطبيعة الحال كانت تختلط بالدعارة والفحش ولذلك لم يكن يسمح لهن بدخول البيوت وكن سيئات السمعة ومحتقرات على عكس العوالم.

 

بنيت سمعة الراقصة كامراة لعوب في الأدبيات الشرقية والغربية  

وتابعت يحيى: "استمر هذا الأمر هكذا إلى أن اصدر الوالى محمد على أول مرسوم رقابى فى تاريخ مصر ينفى الراقصات سواء كن عوالم او غوازى إلى ما وراء "اسنا"،  هنا اختلطت العوالم بالغوازى نتيجة الفقر والجوع واصبح الكل يختلط بالرجال والاجانب لكسب الرزق فى تلك الفترة بنيت سمعة الراقصة كامراة لعوب سواء فى الادبيات الشرقية او الغربية واحيطت بهالة من الغموض والفساد وسوء السمعة وارتبط الرقص بالدعارة والموبقات ولما إلغى المرسوم وعادت الراقصات كان مأل اغلبهن كباريهات الأزبكية وفيما بعد عماد الدين لخدمة جنود الاحتلال والعاطلين بالوراثة مما زاد من سوء سمعتهن وارتباطهن بالرذيلة بعد ذلك انت وسائل الإعلام على الاخص افلام السينما لترسخ الصورة النمطية وشاركت الراقصات الممثلات فى ترسيخها لانهن غالبا ما ادين دور الراقصة المفسدة سارقة الرجال هادمة البيوت فى الأفلام ومع دخول المد الديني للمجتمع المصري في السبعينات ترسخت الصورة السيئة اكثر ففكرة امراة نصف عارية تتمايل وسط الرجال على الملا لهى الرذيلة بعينها وقمة الفساد بالنسبة لحراس المجتمع الجدد.

انحسار مهنة الرقص الشرقي  

وكانت النتيجة اندثار الرقص كشكل فنى حتى من خلال الفرق الشعبية التى ترعاها الدولة ونشوء ظاهرة الراقصات الاجانب وهن من ادخلن الحركات الجنسية والايحاءات على فن الرقص حتى كاد أن ينقرض بالشكل الذى كان عليه فى عصره الذهبى وتحول لسلسلة من الافعال المخلة.

 

 الأحكام المسبقة والجاهزة تسببت في انحساره وتقويضه

يقول الكاتب والشاعر المغربي حسن نجمي عبر مقدمته  لكتاب "أصوات العيطة: المرأة، الثقافة والممارسة الموسيقية التقليدية في المغرب" للباحثة الإيطالية "أَلِيسَانْدرَا تْشُوتْشِي وبترجمة من نور الدين الزويتني " تبين  صورة" الشيخات" مخلوطة بصورة البغايا من جهة أخرى، هي التي حَرَمَتْ هذا النوع الشِّعْري الموسيقي الغنائي الجميل الأصيل الراسخ من خطابٍ منصفٍ وبناءٍ نظري ومنهجي يَحُولُ دون ابتذالِ النظرة وتَسَرُّح الأحكام الجاهزة والمسبقة لصورة الشيخات .

 

وانْتَقَدَتْ الكاتبة والباحثة الإيطالية "أَلِيسَانْدرَا تْشُوتْشِي "بوضوح كُلَّ خطاب – بما فيه الخطاب الذي سَعَى إِلى إِعادة الاعتبار إِليهن وتثمين أدوارهن الفنية والثقافية وتجسيدهنَّ للتراث الوطني – يظل يتحدث عن هؤلاء النساء بالنيابة عَنْهُنَّ. ففي مجابهةِ خطابِ الاستشراق الظالم، وخطاب الذكورة الذي يبخس ويسترخص وضعهن الاعتباري، تخشى المؤلفة أن يُعَادَ تشكيل وعي هؤلاء الفنانات وفق بعض "الأجَنْدَات الثقافية والسياسية"، وربما مواصلتهن "اجترار القيم الذكورية للمثقفين والمتخصصين في فن العيطة.

 

وتابعت: “وظني أن نظرة كهذه لدى المؤلفة تستجيب لبعض المرجعيات الغربية (ستيفن كايتن Steven C. Caton, 1985) الذي يستأنس بدوره لمفهوم ميكر Meeker عن الفخر والمفخرة) أكثر مما تُعبِّر عن حقيقة الواقع الملموس الذي تعيشه الشيخات كنساء، وكنساء يعِشْنَ وضعًا ماديًّا مُزْريًا، وكفنانات تقليديات في وضع فني تقليدي محاصر بنظام اجتماعي أخلاقي يمارس الحَظْر وسوء الظن والشبهة الجاهزة!”.

تاريخ الخبر: 2022-07-26 03:21:53
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية