قصوري: “الدار البيضاء.. النشأة والأنساب” محاولة لفهم شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأسر


 

“تكمن أهمية كتاب (الدار البيضاء: النشأة والأنساب) في إيلائه بالغ الأهمية لصلة الرحم وربط إعادة إحيائها والتذكير بها مما يعمق الهوية المغربية ولا سيما أنه يتناول البيضاء كعاصمة كبرى اقتصادية واندماج الناس فيها من كل مناطق المغرب ومنذ أن كانت قبلة لمجموعة من العائلات من مختلف المناطق والتي انصهرت فيها لتشكل بيئة كبيرة وهذا كله يصب في إطار الحفاظ على الهوية المغربية”.. بهذه الكلمات بدأ الدكتور إدريس قصوري، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني والمشرف على تأليف الكتاب وتتبع تنسيقه تصريحه لـ”الأيام” بخصوص هذا المؤلف، مضيفا أن الهدف منه هو تعريف الناس بجغرافية الدار البيضاء والعائلات التي كانت في كل منطقة، مشيرا إلى أن  الدار البيضاء هي مديونة وليست مديونة جزء منها ويا حبذا لو كانت كل المدن تذهب في هذا الاتجاه وتحيي أواصر العلاقات الاجتماعية، خاصة في ظل التباعد الذي يلاحظ اليوم بين العائلات، خاصة وأن الكتاب يتناول أهم العائلات الكبرى ويعطيها بالتفاصيل من حيث الأب والزوجات والأبناء والأحفاد.

 

 

من جانب آخر، قال قصوري أن الكتاب يتحدث عن الدر البيضاء من الداخل ويعيدها إلى جد واحد هو المولى سليمان ويظهر ذلك من خلال اندماج مجموعة من الأسر التي جاءت إلى الدار البيضاء، وساهمت في ازدهارها سواء من طنجة أو فاس أو سوس كما ساهمت في الاقتصاد والتجارة والفلاحة كما يعرف بمجوعة من الرموز المغربية وبأسرها وأزواجها وأحفادها، مستشهدا بذلك من كون  أول وكيل عام للملك في المغرب كان من الدار البيضاء وكذلك بالنسبة للتراث مثل العرس الذي يعطينا مختلف حيثياته وطقوسه من البداية حتى النهاية والذي أهمله ناس الدار البيضاء وأصبح مفقودا، كما يطرح الكتاب وجهة نظر كاتبه حول التطور الذي عرفته المدينة وكيف ساهمت في محاربة المستعمر، فضلا عن شرحه لمجموعة من الأسماء التي فيها مغالطات مثل درب غلف ومن هو “غلف” الحقيقي ومن أين أتى، معتبرا بأن الكتاب مفيد للجماعات ورجال السلطة والباحثين في مجال الاقتصاد، والمجالس المنتخبة، وغيرهم، لأنه يقدم لهم طبقا غنيا سيساعدهم على فهم شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأسر التي تكون النسيج البيضاوي، رغم قدومهم من مناطق مختلفة، وكذا أماكن توافدهم وكذا المناصب الكبرى التي تقلدوها بالمدينة، والتي شملت مسؤوليات داخل دار المخزن سواء كقياد أو باشاوات،  خاصة بالنسبة للعائلات الكبرى التي كانت لديها مناصب إدارية معروفة، أو بالنسبة للأعيان الذين لديهم ممتلكات، مضيفا أنه سيتم العمل على جزء ثان من الكتاب سيتم من خلاله وضع تصنيفات لعائلات أخرى فضلا عن تصيح بعض الأخطاء التي قد يتم التوصل بها من طرف بعض العائلات التي تم ذكرها في الجزء الأول إذا ما كان هناك ما يستحق تصحيحه.

 

 

من جانب آخر، شدد الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على أن الكتاب نجح في إحداث نوع من الربط ما بين العائلات والمجال الترابي، وذلك من خلال سماح المعلومات الواردة فيه بمعرفة أماكن تواجد كل عائلة كما قدم توصيفا لمجموعة من المعالم مثل السقالة وقصبة مديونة وخريجيها من الضباط الذين خدموا فرنسا وهي اليوم مهملة رغم أنها قصر وجب العناية بها وإحيائها وإعادة وظيفتها العسكرية رغم قيمتها التاريخية متسائلا عن سبب هذا الإهمال الذي يطالها كما يطال عددا من المعالم الأخرى كما هو حال فندق أنفا المتواجد بشارع محمد الخامس والذي تم داخله تقرير مصير العالم بعد الاجتماع الذي جمع  عام 1943 كلا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني  ونستون تشرشل ورئيس فرنسا الحرة وقتها  شارل ديغول، وبحضور محمد الخامس، حيث أن هذا المكان لوحده بإمكانه أن يتحول إلى نقطة جذب سياحي من مختلف مناطق العالم بالنظر لقيمته التاريخية، وهو ما يسعى إليه كتاب “الدار البيضاء: النسأة والأنساب” من خلال المعلومات التي يوردها لإعطاء دفعة من أجل الاهتمام بالأماكن وعلاقتها بالناس.

تاريخ الخبر: 2022-08-09 00:18:39
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 75%

آخر الأخبار حول العالم

العيون.. تخليد الذكرى الـ 68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 00:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

جرسيف .. الاحتفاء بالذكرى ال68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 00:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية