تصادف، اليوم الأحد الذكرى الـ21 لتأسيس حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان في 14 أغسطس/آب 2001، وعلى مدار مسيرة الحزب استطاع أن يحقق نجاحات واسعة في شتى المجالات وفي مقدمتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

استطاع الحزب أن يدخل المشهد السياسي التركي بقوة بعد 15 شهراً من تأسيسه، حيث خاض الانتخابات العامة في تركيا في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ووصل إلى السلطة، واستطاع انتشال تركيا من أزماتها التي عانت منها طوال العقود الماضية.

المضمار السياسي

على مدار السنوات الماضية زاد حزب العدالة والتنمية أصواته 3 مرات، حيث حقق نتائج كاسحة في 6 انتخابات عامة، و2 انتخابات رئاسية، و4 انتخابات محلية و3 استفتاءات عامة.

ومنح الحزب لتركيا رئيسين هما عبد الله غول، ورجب طيب أردوغان، و4 رؤساء وزراء هم غول، وأردوغان، وأحمد داود أوغلو، وبن علي يلدريم.

وكانت أولى النجاحات التي حققها الحزب هو الفوز بالانتخابات البرلمانية، عام 2002، ليحصد نتائج مذهلة أبهرت الجميع، بعد أن فاز بـ 363 مقعدا من أصل 550 مقعد.

وفي عام 2004، تمكن الحزب من الفوز بغالبية مقاعد الانتخابات المحلية البلدية، بنسبة وصلت إلى 38%، وبقي محافظا على رئاسة كبرى البلديات كإسطنبول وأنقرة حتى العام 2019.

ومرة أخرى، تمكن "العدالة والتنمية" بقيادة أردوغان من الفوز في الانتخابات العامة التي جرت عام 2007 بنسبة 46.6%، والحصول على مقاعد برلمانية عن جميع الولايات التركية باستثناء ولاية تونجلي (وسط).

وكذلك في الانتخابات المحلية عام 2009، تمكن "العدالة والتنمية" من حصد معظم الأصوات الانتخابية، وفاز بإدارة 442 بلدية، 10 منها في المدن الكبرى بما نسبته 43%.

وفي الانتخابات العامة عام 2011 تمكن الحزب من الحصول على 49.53% من الأصوات الانتخابية واستمر على رأس السلطة في تركيا.

وفي عام 2014، دخل العدالة والتنمية آخر انتخابات محلية بقيادة أردوغان، ليتمكن من الفوز بـ 818 بلدية، 18 منها في المدن الكبرى بنسبة 38.8%.

وشهد أغسطس/آب 2014 إجراء أول انتخابات رئاسية في تركيا صوّت فيها الشعب مباشرة، وفاز بها الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بأكثر من 52% من الأصوات، ليصبح الرئيس الـ 12 لتركيا، وليواصل أحمد داود أوغلو، النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية، مسيرة قيادة الحزب والحكومة من بعده.

وفي أول انتخابات عامة جرت في عهد رئاسة داود أوغلو للحزب، فاز العدالة والتنمية بانتخابات 7 يونيو/حزيران 2015، بنسبة 40.87%.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أعيدت الانتخابات العامة، ليواصل الحزب مسيرته مرة أخرى في قيادة تركيا بفوزه في الانتخابات بنسبة 49.49%.

الاستفتاءات

توجه "العدالة والتنمية" ثلاث مرات إلى الشعب، من أجل إجراء تعديلات دستورية، والتغلب على حالة الشلل التي أصيبت بها آلية عمل الدولة، بسبب قوى الوصاية والكيان الموازي (منظمة فتح الله كولن الإرهابية) اللتين سعتا للسيطرة على الدولة وخطف قرارها وتحييد الإرادة الشعبية.

في المرة الأولى، عرض "العدالة والتنمية" في 12 سبتمبر/أيلول 2010 (في الذكرى السنوية الـ 30 لانقلاب 12 أيلول 1980) على الشعب التركي الاستفتاء من أجل تعديل بعض المواد الدستورية التي تحول دون محاكمة منفذي ذلك الانقلاب، وبعض المواد الأخرى المتعلقة بقانون الأحزاب والقضاء، ووافق الشعب التركي بنسبة 58% على الاستفتاء والتعديلات الدستورية المقترحة.

في المرة الثانية، عرض "العدالة والتنمية" على الشعب عام 2014 الاستفتاء من أجل تعديل بعض المواد الدستورية التي تتيح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب، عوضًا عن انتخابه من قبل البرلمان، وهو ما جرى فعلًا، حيث انتخب أردوغان رئيسًا للجمهورية في ذلك العام.

والمرة الثالثة كانت في 16 أبريل/نيسان 2017 حيث شهدت تركيا استفتاء على التعديلات الدستورية، صوت خلالها أكثر من نصف المشاركين بـ"نعم"، وفتحت هذه التعديلات الباب أمام تركيا للانتقال إلى النظام الرئاسي.

الانجازات الاقتصادية

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أصبحت تركيا بفضل الجهود التي بذلها أردوغان ومن خلفه حزب العدالة والتنمية دولة لا تحتاج لمعونة من صندوق النقد الدولي، بشهادة محللين اقتصاديين والذين أكدوا أن تركيا تتمتع بقوة اقتصادية كونها من ضمن دول العشرين، ولذلك ليست بحاجة للعون من النقد الدولي.

وأصبحت تركيا مركزاً مهماً لجذب الاستثمارات الأجنبية على الصعيد الدولي، وارتفع الناتج القومي التركي من 245 مليار دولار إلى نحو 800 مليار دولار، وبذلك أصبحت تركيا أسرع اقتصاد نام في العالم، ودخلت مجموعة الـ 20.

وسعى الحزب منذ توليه السلطة إلى زيادة معدل النمو الاقتصادي، ومحاربة التضخم وتأمين فرص عمل للشباب ومضاعفة النقد الأجنبي ودعم وتشجيع الصادرات حتى ارتفعت من نحو 31 مليار دولار عام 2002 إلى 225.4 مليار دولار خلال العام الماضي، فيما زاد حجم التجارة الخارجية لتركيا من 87.6 مليار دولار عام 2002، إلى 496.7 مليار دولار في 2021.

كما شهدت تركيا طفرة في المشاريع الكبرى في عهد العدالة والتنمية إذ جرى إنجاز العديد منها باستثمارات تقدر بمئات مليارات الدولارات التي صرفت على مشاريع التنمية والبنية التحتية في البلاد، في وقت تمكنت فيه أنقرة من سداد مستحقات بنك النقد الدولي، وقامت بإنهاء ديونها.

مؤامرات ضد الحزب

تعرض حزب العدالة والتنمية على مدى 20 عاما من مسيرة الحكم للعديد من العمليات الرامية إلى إسقاطه بطرق غير ديمقراطية، اختلفت بين محاولات الانقلاب والهجمات الإرهابية والدعاوى القضائية على يد بؤر الوصاية والتنظيمات الإرهابية، إلا أن الدعم الشعبي الذي حظي به الحزب حال دون نجاح تلك العمليات.

وتمّكن الحزب من تعزيز قوته ضد الأطراف المعادية له وللإرادة الوطنية في تركيا، عبر الإصلاحات الشاملة التي قام بها منذ توليه السلطة، ليسجّل اسمه بين أهم الأحزاب في السياسة التركية منذ تأسيس الجمهورية حيث نجح بتحقيق استقرار سياسي ونمو اقتصادي كبير.

المؤتمرات العامة

يتميز حزب حزب العدالة والتنمية بأنه أكبر حزب في تركيا ويضم أكبر عدد من الأعضاء من كافة شرائح المجتمع، وقد نظَّم الحزب 4 مؤتمرات دورية في عهد الرئيس المؤسس رجب طيب أردوغان قبل عام 2014، ومؤتمرًا دوريًا واحدًا في عهد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ومؤتمرين استثنائيين في عهدي داود أوغلو ورئيس الوزراء الحالي بن علي يلدريم، إضافة إلى اجتماعات التشاور والتقييم الدورية.

ويعتزم حزب العدالة والتنمية، عقد اجتماع تشاوري هذا العام في ولاية أفيون (وسط).

وطوال الفترة الماضية استقبل الحزب الكثير من الوفود والباحثين الاجتماعيين، للوقوف على تجربة "العدالة والتنمية" في الحفاظ على شعبيته، طوال سنوات إدارته للبلاد، وفق ما أظهرته الاستحقاقات الديمقراطية الكثيرة في تركيا.

TRT عربي