"الشتاء صعب".. كلمتان ثقيلتان صدرتا من لسان مسؤول بريطاني رفيع، عقب تقارير تفيد بأن الحكومة تستعد لأيام من انقطاع التيار الكهربائي المنظم في ظل سيناريو ترشيد الطاقة، ما يمهد لحملات رفض دفع فواتير الكهرباء.

ومن المحتمل أن تتعرض الأسر والشركات لانقطاع التيار الكهربائي المخطط له، حال تزامن تسجيل درجات الحرارة الباردة مع انخفاض واردات الغاز من أوروبا، بحسب "بلومبرج بريطانيا".

وأفادت بلومبرج أن الحكومة البريطانية لديها خطة طوارئ لسد عجز يبلغ حوالي سدس الاحتياجات القصوى من الطاقة، والذي قد يؤدي إلى توقف الإمدادات لمدة 4 أيام في يناير 2023.

رفض "الفواتير"

ويعتقد أكثر من نصف البريطانيين -نحو 55 %- أن حملة عدم دفع فواتير الطاقة المخطط لها، ستكون مبررة إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير كما كان متوقعًا هذا الشتاء، وفقًا لاستطلاع جديد.

ويخشى نصفهم تقريبًا من حدوث أعمال شغب إذا لم تمنح الحكومة المستهلكين المزيد من المساعدة في الفواتير المتوقع أن تصل إلى 3500 جنيه إسترليني اعتبارًا من أكتوبر و4000 جنيه إسترليني بحلول الربيع، حسبما أفادت صحيفة إندبندنت.

جاءت النتائج التي توصل إليها خبير استطلاعات الرأي لشركة "سافانتا" المتخصصة في المسح والإحصاءات، في الوقت الذي وعد فيه الرشح ريشي سوناك بمنح مئات الجنيهات الإضافية للأسر الأكثر فقرا إذا أصبح رئيسًا للوزراء، في حين رفضت منافسته على قيادة حزب المحافظين ليز تروس الالتزام بدفع أموال مباشرة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

بريطانيا "أفضل" من غيرها

وعندما سُئل عما إذا كان يجب على الناس الاستعداد لانقطاع التيار الكهربائي، قال وزير التعليم جيمس كليفرلي إن المملكة المتحدة "في وضع أفضل من كثيرين فيما يتعلق بالإنتاج المحلي من الطاقة"، لكنه أقر بأن الأمر "لن يكون الأمر سهل".

وقال لشبكة سكاي نيوز: "علينا أن نفهم أننا في سوق عالمي، وما يؤثر علينا يؤثر على الجميع المواطنين في العالم".

وأضاف: "لن يكون الأمر سهلاً، لكننا صامدون، لقد رأينا من خلال حالة COVID، نحن بلد واسع الحيلة ومرنة ورشيقة وسنظل كذلك".

يأتي ذلك وسط اضطراب في أسواق الطاقة بعد أن خفضت روسيا تدفقات الغاز إلى أوروبا ردا على العقوبات في أعقاب عملياتها في أوكرانيا في فبراير؛ إذ يعمل خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، حاليًا بنسبة 20% من طاقته القصوى.